ليكن خوفك من أن ينزع الله ما في قلبك من الرحمة مثل خوفك من أن تُنتزع منك جارحة من جوارحك كالعين واليد.
من أجمل أنواع اللطف الإنساني أن تكره وقوع الناس فيما وقعت فيه، وتقدم لهم النصيحة التي توفر عليهم ما لم تستطع توفيره لنفسك.
أسوأ ما تعلمناه من الناس هو أن نحترس من قدرتنا على التعاطف، أسوأ ما تعلمناه منهم هو الخوف من أن نصدق الآخرين ونرحمهم.
ألا يخجل من يستعرضون بفواتير الطعام من مدينة تبحث عن رغيف الخبز، ألا يخجلون من طفل في غزة وأسمى أمانيه في الحياة رغيف خبز ساخن خرج لتوه من الفرن؟
اللهم اكتب لأهل سوريا الفرحة والسلامة والكرامة، وفتح أبواب بيوتهم الموصدة، وشجرا يزرعونه أمام الديار بدلا من كل الذي مات عطشا، اللهم اكتب لهم مدنا خالية من صور الطاغية.
اللهم مزيدا من الفرح للشعب السوري، اللهم ذلا لكل من كانوا يجرون السوريين من بيوتهم للأقبية المظلمة، اللهم كسرا للجلاوزة لا جبر بعده، اللهم حرية لا يقام معها صنم لآل الأسد في الميادين.
إليك ما يستحق ألا تفرط فيه أبدًا:
أن تكون مرتاح البال، نظيفًا قويًا واضحًا، منتبهًا إلى نفسك، تضع رأسك على الوسادة وتنام كما يليق بالمطمئنين، بدون أن يدوخ رأسك ألف مرة بين ترجيح احتمال طيب وترجيح احتمال سيئ، ثم الطيب، ثم السيئ، إلى شروق الشمس.
ألا يكون في حياتك شيء تخاف أن ينكشف للناس فجأة فتصاب في مقتل، فتقف مهزوزًا لو انكشف، وتحاول أن تدافع عن نفسك ولو بالكذب، وتنتظر شيئًا من العطف والعفو والتفويت، ثم تمضي منكسرًا محرجًا وقد ماتت فيك أشياء جميلة من سوء الوقفة.
ألا تضع رهانك كله على إنسان لا تعرفه جيدًا، أو ظننت أنك تعرفه جيدًا ولكنك لم تعرفه كما ظننت، كأنك جعلته على طرف أرجوحة، وجعلت نفسك على طرفها الآخر، وإن شاء بأقل حركة أن يلقي بك أرضًا على وجهك فعل.
أن تكون مرتاح البال، نظيفًا قويًا واضحًا، منتبهًا إلى نفسك، تضع رأسك على الوسادة وتنام كما يليق بالمطمئنين، بدون أن يدوخ رأسك ألف مرة بين ترجيح احتمال طيب وترجيح احتمال سيئ، ثم الطيب، ثم السيئ، إلى شروق الشمس.
ألا يكون في حياتك شيء تخاف أن ينكشف للناس فجأة فتصاب في مقتل، فتقف مهزوزًا لو انكشف، وتحاول أن تدافع عن نفسك ولو بالكذب، وتنتظر شيئًا من العطف والعفو والتفويت، ثم تمضي منكسرًا محرجًا وقد ماتت فيك أشياء جميلة من سوء الوقفة.
ألا تضع رهانك كله على إنسان لا تعرفه جيدًا، أو ظننت أنك تعرفه جيدًا ولكنك لم تعرفه كما ظننت، كأنك جعلته على طرف أرجوحة، وجعلت نفسك على طرفها الآخر، وإن شاء بأقل حركة أن يلقي بك أرضًا على وجهك فعل.
إن الناس لا يهتمون كثيرًا بالشخص اللطيف، الذي لا يحل ولا يربط، غير القادر على المواجهة، من لا يملي شروطه؛ وهم مشدودون دائمًا للشخص الصلب اليقظ، الذي لا يسامح في حقوقه، والذي يعتمد على نفسه، ويحسب الآخرون حساب رضاه وغضبه؛ وهم لا يعيدون النظر إلى ذلك اللطيف الذي يبدو في أعينهم رخوًا، ولا يكتشفون جاذبيته، إلا عندما يفاجئهم ويوقف أحدًا ما عند حده.
الشخص الذي أحذر منه بعد اطمئنان، ولا أتخلص من حذري، من إذا غضب نظر لي كإنه لا يعرفني أبدا، وكلمني كأنني شخص غريب لا رصيد له، يصير حذري وقتها مثل الملبس الذي لا يصح أن تقابل الغرباء من دونه.
علّم أبناءك ألا يتزاحموا مع الآخرين ويتصايحوا ويتدافعوا من أجل شيء يوزّع مجانًا، علمهم ألا يقفوا وسط جموع المتلهفين على شيء يمكن أن ينفد قبل أن يصلوا إليه فيعودوا بغير ما طمعوا فيه وبغير كرامتهم، علمهم القيمة العالية لعزة النفس، فإن الذين لديهم عزة نفس لا يشبهون غيرهم أبدًا.
اجعل عاطفتك في حجم معقول مع من لا يشبهونك، ومن لا يفهمونك جيدًا، ومن لا يعزُّ عليهم كثيرًا حزنك، ومن سيتركونك في محطة ما، ولا تقاتل من أجل أن تشرح ما فيك لمن لا يهمه ما فيك.
ليس صعبًا أن تكون ودودًا مهذبًا أمينًا صادقًا، بدون الحاجة إلى أن تفتَّ من قلبك للناس وترمي.
ليس صعبًا أن تكون ودودًا مهذبًا أمينًا صادقًا، بدون الحاجة إلى أن تفتَّ من قلبك للناس وترمي.
نحن مدينون للقلة الذين تحسنت بهم أخلاقنا، وارتقت بهم اللغة التي نستعملها، وتعلمت بهم نفوسنا صنيعا حسنا، نحن مدينون للذين أكرموا الجزء الطيب فينا وما أهانوه وما أتعبوه.
ما عرفت قصص رعب أشد من أن يفاجأ الإنسان بلدغة مهلكة ومفاجئة، جاءت من إنسان كان يثق به ثقة عمياء.
نحن فرحون من أجلكم جدا، وخجلون من أنفسنا جدا، لدرجة أننا لا نملك الجرأة على أن نربت على أكتافكم على سبيل التهنئة.
بعض أصحاب النفوس المريضة لا يتحملون رؤية من خرج من المحن صلبًا رافعًا رأسه غير كسير الذات ولا كسير العين، ذلك لأنهم خنعوا في الحياة مبكرًا اتقاءً لمخاوف عابرة، وحنوا رؤوسهم مبكرًا أيضًا من أجل الحصول على أشياء بسيطة، لذلك هم لا يتحملون أبدًا أن يروا على أحد عزة النفس.
الإنسان الذي لا يهمه كثيرا حجمه عند الآخرين، ولا يحزن قلبه إن تخطاه بعض البشر، ولا يشغل نفسه إلا بما عليه القيام به، هذا يعيش في نعيم حقيقي يستحق أن يغبطه عليه الناس.
لعلها تنجيني، تلك المرات التي كتمت فيها غيظي وهو يدبدب في صدري يكاد يفتك بي.
لعلها تنجيني، تلك المرات رأيت فيها أن لا أضرب في الميت، وأن لا أقتص ممن لن يتحمل القصاص.
لعلها تنجيني، تلك المرات التي لم أشأ فيها أن أواجه إنسانًا بحجم الأذى الذي سببه لي، وتركته للشقاء الذي يحيطه.
لعلها تنجيني، تلك المرات التي تذكرت فيها لإنسان طيب أجمل ما قال لي وأجمل ما فعل، وصفحت عما كان منه في لحظة عمياء.
لعلها تنجيني، تلك المرات رأيت فيها أن لا أضرب في الميت، وأن لا أقتص ممن لن يتحمل القصاص.
لعلها تنجيني، تلك المرات التي لم أشأ فيها أن أواجه إنسانًا بحجم الأذى الذي سببه لي، وتركته للشقاء الذي يحيطه.
لعلها تنجيني، تلك المرات التي تذكرت فيها لإنسان طيب أجمل ما قال لي وأجمل ما فعل، وصفحت عما كان منه في لحظة عمياء.
اعمل لليوم الذي ستغيب فيه عن وجه الأرض، بينما الحياة تتحرك من بعدك لم يهزها غيابك ولم يشعر بفقدك إلا القليل، اعمل لليوم التي ستجد نفسك وجهًا لوجه أمام حصادك.
أحبك من أحبك، جافاك من جافاك، كسبت مرات، خسرت مرات، ظهرت في أيام أمام نفسك عاقلًا، ظهرت في أيام أمام نفسك غبيًا، سلام على كل هذا والتفت لليوم الذي ستغيب فيه عن وجه الأرض.
أحبك من أحبك، جافاك من جافاك، كسبت مرات، خسرت مرات، ظهرت في أيام أمام نفسك عاقلًا، ظهرت في أيام أمام نفسك غبيًا، سلام على كل هذا والتفت لليوم الذي ستغيب فيه عن وجه الأرض.