Telegram Group Search
حرفيا حرب غزة هاي كانت مرعبة.....
بتخلي الواحد يتسائل عن مصيره غصب عنه يعني مجرد متابعة الاخبار بتتعب الاعصاب فما بالك تعيش الشي بنفسك
الله يعين الخلق
Forwarded from تدوينة Blog
" الوطن ما بيرجع الا بالطريقة الي كانت ممكن تمنع ضياعه ، لازم نضل عايشين عشان تضل قضيتنا عايشة ، قد ما نسرع بفهم الي بصير ساعتها بنقدر نرفع راسنا بأسرع وقت "

- مسعود ، التغريبة الفلسطينية 1948

https://www.group-telegram.com/tadwena123
كل من في الصورة قائد عظيم شهيد 💔💔
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
بدكم الفصل؟ تفاعلوا بأي شي
#الجنة_الباكية.......








لاسي.......
بدت أجمل من قبل بعدة مرات!.....
و قد صاحب محياها ابتسامةٌ مختلفة و هي تنظر لبعض قطرات الأمطار المتفرقة التي تساقطت من السماء....
و قد بدلت ثيابها لترتدي معطفاً أسوداً قصيراً واسع الاكمام و ساتراً للعنق ، به ازرارٌ ثنائية و خزامُ بمنطقة الخصارة، بقماشةٍ مخمليةٍ دافئة، و حذاءٌ طويل العنق يغطي أقدامها، جلديٌ بلونٍ أسود
و قد سرحت شعرها الاسود الطويل بظفيرةِ سوداء مرتخية و عدلت قصة شعرها من الامام .....مرت ثلاثة ايامٍ بالفعل منذ ذهابها مع لايز لأحد مقرات المنظمة....و حظت ببعض التجارب التي جعلتها سعيدة،
لتنظر ليدها و قد امتدت ندوبها حتى وصلت منتصف كفها، لقد شفيت نوعاً ما، و تخلصت من رمز العبودية الذي حصلت عليه، بل و من كل حياتها السابقة الا الزعيم و رافا حيث بقيا عالقان برأسها.....أحدهما لن تلتقيه ....و الاخر تخشى لقاءه....
و قد جلست لاسي خارج حانةٍ على قارعة الطريق، حيث أنها ملكٌ للمنظمة,  و نادراً ما يرتادها العامة العاديون....
نهضت من مكانها لتتجه لداخل الحانة لتقول بنفسها :
_ لما تأخر لايز  ؟!
قالت ذلك ليمسك رجلٌ بيدها لتتلفت له، و قد قال :
_ حسناءٌ رائعة !!...
سحبت لاسي يدها و تجاهلته، فلم تدك تدخل حتى ايتصرف هكذا،و توجهت نحو صاحب الحانة خلف طاولة التقديم لتقول :
_ رفيقي كان هنا....
لم يجبها صاحب الحانة و اكتفى بالنظر لها، ليقول تالياً :
_ أنتِ جديدة ؟!...وشابة كذلك !
تجاهلته لاسي بدوره كذلك،  استدارت لتلمح لايز الذي خرج من الحانة لتتبعه بسرعة، و قد كان يبحث عنها بدوره، لتقول له :
_ انا هنا !...
تلفت لايز لها لتكمل :
_ لما تأخرت ؟!....
_ بعض الاعمال المتراكمة....
قال ذلك، لتبتسم لاسي بسخرية لتجيبه :
_ و أنجزتها بالحانة ؟؟
أشار لها لايز بالسير ليتابعها طريقهما بعيداً عن المكان، ليقول  :
_ لا زلتي جاهلة بأمور العمل ...
لم تجبها لاسي على ذلك و نظرت للطريق الذي يعبرون به، و قد كانت السماء شبه غائمة و الحرارة منخفضة، المنازل و المتاجرة الفاخرة بدت واضحة من مداخلها انيقة المظهر، و الاشخاص الانيقون السائرون بالشوارع، لتقول لاسي :
_ المدينة تبدو جيدة...
أجابها لايز ليقول :
_ انها للمنظمة....و الاشخاص الذين هنا كذلك يتبعون لها...
ليكمل بينما يضع يداه بجيبوب معطفه :ِ
_لذا قد يوقفكِ أحدهم لتقتلي شخصاً !
تفاجئت لاسي من الامر لتقول :
_ بهذه البساطة !!!..الامر ليس سرياً حتى !لكن.....ماذا عن العقاب ؟!
أجابها لايز :
_ لا عقاب، فالمنظمة تحميكي...هذا إن كنتِ ذات قيمة...
يتم التخلي عن عديمي الفائدة دائماً....
أدركت لاسي ذلك الامر....
اذاً إن كانت فاشلة او تقليدية، فسيتم التخلي عنها....
و قد تلفتت للايز لتقول :
_ أخبرني كيف أتجنب الفشل....كيف أقوم بمهماتٍ ناجحة، !!
تلفت لايز عندها ليضحك و قد وضع يده على رأسها ليبعثر شعرها و قال :
_ مهمات ناجحة !! ...لن تتلقي واحدة فعلية الا بعد عام !!لا زلتي جاهلة !!،...
انزعجت لاسي عندما سمعت ذلك، لتقول و قد أخفضت رأسها لتحرره من يده :
_ لا احد يتفوق عليك بقول ذلك !!....
" كيف تتجنبين الفشل "؟!....
.
تلفتت لاسي له عندما قال ذلك، و انتظرته ليكمل قائلاً :
_ إياكي و أن تواجهي رجلاً وجهاً لوجه، هكذا لن تفشلي! هذه للآن..
تبسمت لاسي بسخرية عندها لتقول :
_ لتبتلع نصيحتك !! هل نسيت أنني قتلت الرجل بالخيمة ؟!
أجابها لايز :
_ ماذا عني ؟.....
أشاحت لاسي بنظرها عنه و تذكرت لقاءهما الاول،لتلتزم الصمت، ليكمل لايز :
_ الامر ليس للإزعاج، بل انها حقيقة.....
الرجال اقوى من النساء بدنياً، قتال مباشر سينتهي بهزيمة اي فتاة ....ستدركين الامر مع الوقت أكثر...
لم تجبه لاسي على ذلك، و اكتفت بمواصلة النظر للمكان حولها، و قد مرت عدة لحظاتٍ من الصمت، حتى قالت :
_ إلى أين نذهب، لم تقل لي !...
أجابها لايز ليقول :
_ هناك عمل.....










بمكانٍ آخر...حيث السماء امطرت قليلاَ خلال فترة الظهيرة متعكرة الحرارة....
و تبللت اجزاءٌ من الطرقات و المباني...
و سار الناس متعاكسين يعبرون الطريق، و تصاعدت ابخرة المتاجر و عم ضجيج العربات المكان....
و خلال ذلك، قرعت أجراس الكنيسة و تطايرت ما عليها من قطرات المياه......
و بداخلها، حيث المصلى و مكان العبادة المخصص.....
جلست ليلث الشقراء الجميلة، تلف على رأسها منديلاً أسوداً مرتخياً، بقي شعرها واضحاً من أسفله.....
تضم يداها أسفل صدرها و تقوم بالدعاء و الصلاة....
بدت أجمل من الليلة التي كانت بها بجوار والدها...
بيضاءٌ كما الثلج بخدودٍ وردية و شفاه كرزية، ذات جفونٍ سميكة و أعين زرقاء باهتة و شعرٍ اشقر فاتح بقصة غير منتظمة....
ترتدي فستاناً ابيضاً ساتراً و حذاءً بكعب باللون ذاته....
و قد أخذ بعض الرهبان باستراق النظر للملاك الساقط بينهم، و قد ارتدوا الاسود ليقول أحدهم :
_ هذه التفاحة مجدداً !..
قال الراهب ذلك لتقف ليليث من مكانها صدفة لتغادر، و لم تفارقها نظرات الرهبان و رواد الكنيسة، متعجبين من هويتها و من تكون، فلم يكن أي أحدٍ يعلم أنها إبنة الاب الكبير، و شيطانٌ يتخفي بزي الحمل الوديع !!...
و قد قادتها أقدامها خارج الكنيسة لتكشف عن رأسها، و قد سارت لتقول :
_ أين عزيزي يختبأ اليوم؟!....
قالت ذلك لتكمل سيرها، تتفقد المارة بعينيها بحثاً عن أحدهم، و قد رأت ظل الكنيسة على الشارع ، حيث تظهر الاجراس بالاضافة لظل شخصين لتتوقف و تتلفت لها......
و خلال ذلك، قال صاحب الظل الذي راقبها من الاعلى و قد كان قساً :
_ اوووه.....لاحظتني من ظل الجرس الغبي !! ليباركها الرب!!....
قال القس ذلك ليضحك بفرح واسع، و الذي بدوره كان راسيل الذي ذكره رولو سابقاً،  و قد اتكئ على سور شرفة الكنيسة، مرتدياً الملابس السوداء و القفازات البيضاء، بدى شاباً من صوته، و لم تظهر ملامح وجهه بسبب غطاء رأسه، ليقول له آخر كان معه :
_ تأتي لهنا كثيراً.. .تظن أننا لا نعرف من تكون؟
أجابه راسيل ليقول :
_انه كذلك، و تظن أننا لسنا قادرين على ايذائها !....
لم يكد راسيل يكمل ذلك حتى انفجر من الضحك هو و رفيقه و تبادلا مصافحة الايدي، كانا سخيفين ليضحكهما امر كهذا، لكن بدى وأنهما يستمتعان  بوقتهما....
و قد أكمل راسيل وهو يتابع ليليث التي أكملت طريقها :
_ لتظن ذلك......سنستفيد من ظنها البسيط !!....ليبارك الرب الاغبياء !.....
قد تبدو الامور غريبةً هنا.....لكن هذا المعتوه المتدين، هو  الجانب الخير عكس جانب لاسي،و قد أسند نفسه ليكمل :
_ تركنا عيناً عليها بالفعل...!
أما ليليث فقد تابعت سيرها خلال شارع المدينة المزدحم و قد قالت بنفسها :
_ لم تكن نظراتهما عشوائية....هل يعلمون من أكون؟.....سافترض ذلك...
لتكمل بنفسها بينما تسلك طريقاً التفافياً :
_ لن أزور الكنيسة تلك مجدداً، رغم أنها مفضلتي.....









بعيداً عن ذلك،
بغرفةٍ واسعة ذات طاولةٍ زجاجية بالمنتصف، مزخرفة الجوف بأشكال عشوائية متناسقة، ذات إنارةٍ جيدة و ستائر داكنة اللون،....
بدت كمكتبٍ أنيق و جيد، علق به بعض التماثيل لشيطان المنظمة الحجري و شوكته....و بعض الرموز الاخرى التي رتبت على الرفوف الخشبية.....
و خلال ذلك، أشعل رونين سيجارة سوداء اللون، و قد تواجد بالغرفة جالساً على الطاولة، بدى أنه وصل للتو، و قد نزع معطفه حيث ارتدى أسفله قميصاً أسود اللون، و لم يكد يرتشف من دخانه اللعين حتى ضرب سكار سيجارته و يده معاً بالطاولة ليطفئها و قد فاجئه ذلك و نظر له بغضب و أشاح بنظره بسرعة، ليقول سكار :
_ لا تفعل ذلك هنا !!
سحب رون يده عندها و عقدهما، و قال له :
_ ما نوع العمل !..؟
تلفت سكار له و قد كان يقف عند المكتبة و يقوم بكتابة بعض الاشياء بينما يدير ظهره، و تلفت لرون ليقول:
_ ارفع صوتك اللعين كي اسمعك !!...
قال ذلك ليعيد إدارة ظهره و إكمال ما يقوم به، و قد تنهد رون عندها و تمالك نفسه، و قال مجدداً :
_ هل البابا بخير ؟ سمعت أن صحته سيئة......
أجابه سكار ليقول :
_إنه بخير....
قال له رون عندها :
_ هل يعلم بالمهمة التي تدبر لها ؟!....
تلفت سكار لرون بغضب عندها و الذي شعر أنه مس شرف الرجل و ليس عمله، و قد تقدم بغضبٍ و وضع الورقة بيده على الطاولة بقوة ، ليقول متجاهلاً السؤال :
_ سأنتظر شريكك لبدأ الكلام....اقرأ هذه بدلاً من التحقيق معي..
" شريك "...؟!
كرر رون ذلك بتعجب و لم يعجبه الامر، و قد اخذ الورقة من أسفل يد سكار الذي بقي ضاغطاً عليها ليقرأها، و قد كانت مرته الاولى التي يرى فيها خط يده و قد كان سيئاً لينظر له بشك، و قد علم سكار ذلك ليقول :
_ كتبتها وأنا أقف أيها التافه !!
لم يجبه رون على ذلك و بدأ بقراءتها، ليقول سكار :
_ تفاصيل العمل....سأتولى قيادة المنظمة لبعض الوقت، سأستغل الامر للتخلص من بعض الجرذان....
ليكمل بينما يعقد يداه :
_ لم يكن ليسمح الاب بذلك، لكن أرى أننا نمر بأفضل الظروف للمقامرة الان....
تلفت رون له و قال :
_ لكن قلت أن الاب بصحة جيدة ....
أجابه سكار ليقول :
_ و أنت بصحة جيدة !
قال ذلك ليطرق أحدهم باب الغرفة، ليكمل سكار :
_ هذا شريكك اللعين !! لما طرق الباب لما لم يدخل !!
تبسم رون بسخريةٍ عندها فهذا الشخص سيتفجر خلال أي لحظه، و إن رآه يبتسم فسيفجره بدلاً عن نفسه.....
بالطبع ، فسكار هو الابن دون صلة الدم للاب، يعني انه الاخ المتبني لِليليث، لذلك يمكن القول الان انه " الاب البديل للمنظمة ".....
اما لايز فقط كان الطارق الذي دخل أخيراً، و قد التقت عيناه بسكار الغاضب و رون الذي يدير ظهره ليقول بمجاملة واضحة :
_ واااااه....سكار....
أشار له سكار بالجلوس ليفعل، و قد تبادل هو و رون النظر لمدة، فقد كانت المعرفة أقل من سطحية بينهما ليقول سكار و قد شاركهما  الجلوس :
_ إذاً.....غداً أريد القس آرثر دونو هنا !....كأحد أقصى لليوم الذي بعده!
تنهد رون عندها بسخرية و قال :
_ العجوز الهرم !!....أليس راسيل افضل ؟!....
أجابه سكار ليقول :
_ الخنزير على تواصلٍ مع السلطات، يخطط معهم لشن سلسلة اغتيالاتٍ منظمة، و إقامة حربٍ إبادةٍ صامتة على مدن سيطرتنا.....
تعجبت ملامح لايز و رون عندما سمعا ذلك، ليكمل سكار:
_ اريده هنا قبل مصادقتهم على الاتفاق ! حياً و ليس ميتاً !
أجابه رون ليقول :
_ هل المعلومات موثوقة ؟!
اغلق سكار عيناه بلا مبالاة و أجابه:
_ موثوقةٌ ام لا، سيتكلم فمه اللعين هنا !! تحتاجون لتفاصيل مني أم ستخططان للامر ؟
أجابه لايز ليقول :
_ سنراقب البشع، و نختطفه و نجلبه لهنا....
الامر بسيط...
قال ذلك ليتلفت لرونين والذي قال بدوره و قد فرد كفيه:
_ الأمر بسيط....
هز سكار رأسه عندها و قال لهما :
_ اذهبا إذاً، خذا أحد الاعضاء الجدد، إن فشلت المهمة سنتنازل عنه....
قال ذلك ليخرجا من عنده ليبقى لوحده، و قد فتح درجاً متواجداً بالطاولة ليخرج منها بعض الاوراق ليتفقدها، و قد أخذ قلماً بيده ليجلس على الطاولة تاركاً الكرسي، ليقول بنفسه :
_ لا زال مبكراً على ليليث استلام مكان أبي...سأجعل الامور أسهل لها....لكنها تعبث كثيراً بالخارج.....






الامر بسيط....صحيح؟!...
حرب ابادة صامتة ضد المنظمة....و سلسلة اغتيالات منظمة ، يا لها من مصطلحات مميتة تزيد من الضحايا بجانب ضحايا الوباء.....
تبدو الحياة مختلفة بالفعل بالمدن التي لم تصب بالوباء، حتى يصعب على لاسي ان تصدق أن هناك مرضاً مريباً يغزو المدن و القرى !!...

بالفعل....
مر يومٌ و نصف منذ لقاء رون و لايز بسكار.....و قد جمعا ما يلزمهما من معلوماتٍ حول القس المطلوب، و رسما خطتهما للقبض عليه، و كانت بسيطة كما قالا......
انه منتصف الليل، و قد تلبدت السماء بالغيوم و اخذت تمطر بهدوءٍ قطرات خجولة صغيرة، الرياح ساكنة ضواء المدينة تذبل شيئاً فشيئاً.....
و قد تواجدت لاسي على سطح بنايةٍ مع رون و لايز....
لما هي هناك ؟!..
بسبب كلام سكار عن إصطحابهم لأحد المنتمين الجدد للمنظمة بحال فشل المهمة.....
كان وصول اولئك الثلاثة للسطح مسألةً بسيطة، و قد ارتدوا جميعهم الاسود بمعاطف طويلة، و قد اخذوا بانتظار الوقت المناسب لبدأ العمل...
و خلال ذلك و حيث أشاح رونين نظره عن المدينة ليتلفت للاسي التي أتت هذه الليلة ،ليقول :
_ من هذه ؟!...
كانت لاسي تجلس بجانب لايز و قد أدركت أنه من كلم رولو سابقاً لتلتزم الصمت، ليجيله لايز :
_ تذكر كلام سكار صحيح؟!....
تبسم رونين بسخرية عندها و قال :
_ هل تخشى أن تفشل بالعمل؟ ام أن يقبض عليك لتضحي بها ؟!....
سمع لايز ذلك ليرفع يداه للسماء ليقول :
_ قال الرجل خذوا معكم احد المبتدئين ؟! ما هو ذنبي انا !!
تلفت رون عندها للاسي التي بادلته النظر ليقول :
_منذ متى وانتِ تعملين ؟....
أجابته لاسي لتقول :
_ منذ اسبوع.....
حك رون جبينه عندها و تلفت للايز ليقول :
_ اسبوع ؟!....ولما جلبت شخصاً وُلد قبل قليل؟؟
نهض الاخير من مكانه عندها و توجه لحافة السطح ليقول لرونين :
_ لما هل تريد شخصاً بخبرةٍ جيدة ليقوم بالعمل عنك؟
أعاد رونين النظر للاسي و التي شعرت بالتوتر منه، فهو من كان يكلم رولو سابقاً، لتقول بنفسها :
_ هي هييي....الحياة ترميني مع الذين أسيء لهم....ماذا سيفعل عندما يعلم أنني وشيت به و برولو....
قالت ذلك لتتبسم بتوتر، ليقول رون لها :
_ من الشخص الذي تعرفتِ عليه و أدخلك للمنظمة؟.....
" هاه؟!...."....
قالت لاسي ذلك بنوعٍ من الصدمة، و تلفتت للايز الذي استدار لها مباشرةً عندما سمع السؤال....
انه يتخيل فقط ما سيحدث لو قالت " رولو "....
لتقول :
_ .....تعرفت على ليلي........
قالت ذلك بينما تشير للايز الذي اقشعر من اسمه، ليتلفت له رون ليقول :
_ "ليلي "....؟!....لذلك جلبكِ معه؟....طريقة جيدة لتتخلص من شخصٍ التصق بك....
قال ذلك ليتوجه حيث يقف ليلي الذي قال له :
_ الامر كان بالصدفة....لا أظنك ستصدق....
قال ذلك بينما ينظر للشارع بالاسفل حيث سار عدة أشخاص من بينهم بعض الرهبان، او مسوخ المعبد كما يدعوهم سكار....
ليقول رون :
_ هل هو بالاسفل.....
قال ذلك لينظر لبناءٍ ضخمٍ بالمدينة، تواجدت عليه ساعة ضخمه واضحة الوقت....
كانت مضيئةً ولامعة، ذات عقارب معدنية و لوحٍ زجاجي تنعكس سماء الليل الملبدة بالغيوم عليه.....
و قد أشار للثانية عشر بعد منتصف الليل......ليكمل رونين :
_ من المفترض ان ينام الوحش بالواحدة، سننتظر للواحدة و النصف للمزيد من الهدوء....
قال رون ذلك ليعقد يداه و يتابع نظره للاسفل مع ليلي الذي جلس على حافة السطح، كما لو انهما ينظران لشخصٍ ما غير الهدف، ليقول :
_ أقل الرجال أهمية بالاسفل هو الذي نريده .....
سمعت لاسي ذلك لتتقدم عندهما لتجلس أرضاً و تنظر للأسفل، و قد رأت شخصان يقفان و يتكلمان، يرتديان ملابس الرهبان، و آخر عجوز مهترئ علمت مباشرةً انه المطلوب،و بعض الاشخاص بمعاطف رسمية عسكرية ،لتزحف نحو ليلي لتهمس له :
_ من هم هناك؟....
فك ليلي عقدة يداه و أشار نحو الاثنان اللذان يقفان، ليقول و هو يشير لراسيل الذي كان يتكلم و يتكلم و يضحك :
_ ذلك هناك هو راسيل، انه قس بالكنيسة العليا....اهم قسٍ بها بوجه التحديد....بيده خيوط كل شيء....
تمعنت لاسي النظر به من الاعلى، رغم انه غير واضحٍ لها بشكلٍ كامل، لتقول له :
_ و الاخر؟.....
" الاخر....."؟....
قال ليلي ذلك و هو يعقد يداه، ليجيبه رون :
_ أظن أنه جولين...
أجابه ليلي ليقول :
_جولين.....هل هذا جولين ؟!....هل تعرفه؟
قال ذلك ليخفض نفسه قليلاً محاولاً تمعن النظر او الحصول على تفاصيل دقيقة، ليقول رون :
_ رأيته مرةً واحدة....يبدو مألوفاً...
تلفتت لاسي لرون عندما قال ذلك، و أعادت النظر للاثنين بالاسفل و اطالت التأمل بهما حتى انها لم تلاحظ مغادرة رفيقها المكان، لتقول بنفسها  :
_ انهم أعداء؟......


الساعة الواحدة.......
و هدأت المدينة و غطت الاعين بالنوم.....الظلام حالك،و ارتفع مواء القطط ازقة الشوارع الضيقة ليعبر للأسطح الباردة....
وما زال الهدف مستيقطاً....
كان عجوزاً بشعاً مجعداً و يبدو انه بمنتصف السبيعينيات......
و قد دخل غرفته و هو يتمتم و يثرثر بالتراهات يفرك يداه ببعضهما البعض و يملس ذقنه المجعد.....
كانت غرفته كبيرةً بسريرٍ كبير و فراش حريريٍ ناعم،ذات شرفةٍ زجاجية الابواب ، ملأتها الرموز الدينية و الكتب و الموسوعات....
و قد القى بنفسه أسفل غطاء سريره ليشعل مصباحاً خافتاً قبل نومه، يساعده بالرؤية عندما يستيقظ قبل الفجر.....
كل ذلك الايمان....و لم يشعر بقاتلين مأجورين يراقبانه💀💀💀💀.....
و قد انتقل رون و ليلي بالاضافة للاسي لسطح منزله  الفاخر، و قد غطيا رؤسهما بقبعة المعطف و اغلقاه، و قد ارتديا قفازاتٍ سوداء سميكة و ثبتا حبلاً ثقيلاً بالسطح يصل للشرفة،و قد تأكدا من نوم العجوز، و تابعت لاسي عملهما بصمتٍ دون التدخل او الاستفسار،
أما رونين فقد استخدم الحبل لينزل بخفةٍ للشرفة و بسرعة ، و قد تجهز ليلي ليتبعه، ليقول للاسي بعدما مرر لها حجراً صغيراً :
_ إن رأيتٍ حركة بالشارع القهِ على الشرفة....
قال ذلك ليتبع رون الذي نظر من خلال زجاج الشرفة لداخل الغرفة ليجد ان الهدف نائم، ليقول ليلي بخفوت:
_ الامور جيد للان....
قال ذلك ليتوجه لباب الشرفة ليجده مفتوحاً.....
بالطبع !! من سيترك باب شرفةٍ داخلياً مفتوحاً !!
و قد دخلا للمكان، اولئك اللعينان يسيران براحة دون صوت....أما ليلي توجه مباشرةً لباب الغرفة ليفتحه ، ليجد أن لا حركة بالمنزل ، حتى الخدم نائمون.....ليتلفت لرون الذي وقف امام الراهب النائم و أشار له بيده، و قد مد يده نحو العجوز ليمسكه من عنقه ليستيقظ مباشرةً بذعر، و ازداد ذعره عندما رأى رونين بلونٍ أسود يقف أمامه دون قدرته على التنفس، و ظن ان ملك الموت قد زاره.....
ليقول باختناق :.
_ ااعع......الهي....لست...لست جاهزاً بعد !
سمع ليلي ذلك ليضع يده على فمه ليكتم ضحكته، و تلفت لرون ليقول بهمس :
_ قلبه و ايمانه ضعيف.....لا تقتله بالنوبة القلبية !!....
تلفت رون له عندما قال ذلك، و افحمه بوجهة نظره الخارقة، فسيسحقهم صقاااار " سكار " حتماً، ليقول لراهب :
_ سنجهزك جيداً ، لا تقلق....
سمع الراهب ذلك ليحاول مهاجمة رون الذي افلته و لكمه بقوة على وجهه ليصدم بالسرير ، و لم يتحرك بعدها، و قد تبادل هو و ليلي النظر ليقول :
_ اتمنى ان يحافظ على بعض مخارج الحروف....
أجابه ليلي و هو بعض الاربطة من جيب معطفه :
_ سكار ينطق الصخر، هذه ليست مشكلة....
ليست مشكلة.....و الأمر بسيط !.....
و قد تفاجئت لاسي من سرعة انهائهما للعمل، و قد غابا فقط لمدة دقيقتين بالضبط !!...
و قد صعد رون بدايةً للسطح مجدداً لتقول له بتفاجئ :
_ هل انتهيتما !!!....
أجابها رون ليقول :
_ تعلمي احترافية العمل....
قالت ذلك لتعيد النظر للشرفة حيث قام ليلي بربط يدي العجوز بالحبل،لتقول و قد بدأ رون بسحبه  :
_ما هذه الطريقة البشعة بالنقل....
لم يستغرق الأمر رون طويلاً فقدكانت المسافة من الشرفة حتى السطح أربعة أمتارٍ فقط.....
و قد فك يداه ليعيد القاء الحبل لليلي، ليجيب لاسي :
_ سحبه هكذا افضل شي سيحدث له بعد لحظة دخولنا لغرفته....
لم تفهم لاسي مقصده و أعادت النظر للشرفة حيث لم تجد ليلي، ليكمل رون :
_ يخفي الادلة ....سيأتي الان....
تلفتت لاسي لساعة المدينة عندها، لتقول :
_ هل كان سيختلف الامر لو أن المهمة كانت قتله؟....
أجابها رون ليقول :
_ لا.....مهمات القتل أكثر راحة من الاختطاف...من سيحمل هذا الشيء؟.....
تبسمت لاسي عندما سمعت ذلك، لتنظر للعجوز لتقول :
_ ماذا سيحدث له ؟...
ارتاب رونين الشك من أسلوب لاسي، فهي بالفعل تبدو غير مدركة لما يحدث حولها و لو قليلاً ...
لا تعلم من يكون...لا تعلم لايز فعلاً....ولا تعرف حتى الراهب المشهور الذي قبضوا عليه...
تسائلت من هم راسيل و جولين....
ليقول لها :
_ اخبريني ماذا تعرفين عن المنظمة؟.....
تفاجئت لاسي عندما سمعت ذلك و حاولت عدم إظهار توترها لتقول :
_ لا افهم المغزى من سؤالك؟....
أجابها رون ليقول :
_ أين كنتِ قبل أن تأتي لهنا ؟.....
صكت لاسي على اسنانها بانزعاج، و امتنعت عن إجابته، بينما تابع رون النظر لها، كانت عيناه مظلمةً بالفعل....
بعض الاعين ترى بريق الخير بهما....
لكن هذا الشخص ....لا بد أنه استثناء!!.!!
شعرت لاسي بخطره يقترب منها رغم أنه لا يفعل شيئاً....

إنه ليس خطأها انها تتواجد مع هؤلاء القتلة......انها بالجانب المظلم و تحتاج لبعض النور فقط...
فلا زالت صفحةً بيضاء بها القليل من الاخطاء....
ربما ستلتقي بالشخص الذي سيخرجها من هذا الظلام، او ستغرق به للأبد......



انتهى دورها بالمهمة بالفعل....

و قد فضلت قضاء بعض الوقت بمفردها حتى يأتي الصباح....
حيث توجهت مع اولئك الاثنان لمنطقةٍ خاصة تابعةٍ للمنظمة، معودمة المنازل و بعيدةً عن الاحياء السكنية، جميع أبنية المنظنةتبدو كالقلاع.....ذات حجارةٍ داكنة و قرميدٍ أسود....
و قد جلست لاسي بالحديقة الامامية، و قد نزعت معطفها الاسود القصير، ليظهر أنها ترتدي قميصاً ابيضاً و تنورةً سوداء قصيرة بقماش سميك، و قد وقفت عند نافورةٍ حجرية قديمة،  ذات تماثيل تحطي بها  ..و نظرت لانعكاسها المظلم بالمياه.....
لم تراودها أي فكرة ...لم تهتم لمظهرها.....لملامحها او شعورها....بدت فارغة الجوف و الروح فقط....
تتبع رغبةً تائهة.....و إحساساً مشتتاً ضائعاً.....
تدرك حتماً انها بعد اليوم قد علقت بهذه المنظمة.....
لم تكن ذات خبرة واسعة، لكن الاحساس الوحيد الذي راودها هو....
أن حادثة اليوم غريبة.....
.....
و قد تنهدت بعمقٍ لتجلس على النافورة لتضع يدها بالماء......
لتقول :
_ العبيد.....و الوباء....كلاهما بعيدان عني.... و يبدوان كالحلم.....مر شهرٌ منذ أن حررني الزعيم. .. ...
قالت لاسي ذلك لتتوقف عن العبث بالماء لتقول :
_قد نلتقي بعد شهر.....
و سأفعل المستحيل .....سأفعل كل شيء....و أي شيء....فقط لأقتله !!!!.....


قالت لاسينا ذلك و قد اهتزت مشاعرها و ذبلت عيناها.....
و قد غرقتا بالدموع بسرعةٍ و مجدداً، و بدأت بمسحها قبل أن تسقط على خديها.....
انها ذكرى حزينة عادت لتستوطن عقلها مجدداً.....ذكرى تأبى الرحيل عنها، ترتبط بدموعها ارتباط النجم السماء.....
لتقول بنفسها و هي تضع باطن كفها أسفل عينها :
_.....رافا....أنني أشتاق لك....كل يوم....
قالت ذلك لترفع معطفها لتغطي به وججها، فقد سمعت صوتاً يسير بالحديقة و يقترب منها.....
رافا .....بالطبع....
لقد قتل رايزر روحين بفعلته، بالطبع لو رأى لاسي الان، لكان سيفخر بنفسه !!....
فقد شتت روحها و قتل برائتها و ابتسامتها، و غرس بقبلها جرحاً دامياً لن يشفى للأبد....فقد تغيرت حياة لاسي و جوفها منذ لحظة خسارتها له....
فقد كانت روحاً هشة.....زهرة ذابلة تمسك بقطرة المياه الاخيرة.....
و قد خسرت قطرتها و ذبلت زهرتها......


" هل أنتِ بخير.....؟"......
سمعت لاسي ذلك من خلفها.... و قد كان صوت ليليث الهادئ و اللطيف، لتأخذ نفساً عميقاً و تنزل معطفها عن وجهها، و تلفتت لها و ظنت انها رأت ملاكاً للوهلة الاولى لتصدم قليلاً فيال هول جمال ليليث بالليل !!! و قد تقدمت لتجلس بقربها لتقول :
_ هل كنتِ تبكين ؟....
أجابتها لاسي لتقول :
_ بالطبع لا.....
تأملت ليليث عينا لاسي قليلاً و التي أشاحت بوجهها عنها، لتقول :
_ الفتيات فاشلات بإخفاء الحقيقة....من أنتِ ؟....
أجابتها لاسينا باسمها، لتكمل :
_ من المفترض أنني عضوة جديدة بالمنظمة...وأنتِ ....
تبسمت ليليث عندها لتقول :
_ ....ادعى ليليث....

" ليليث"...؟...
كررت لاسي ذلك بخفوت، لتكمل :
_ اسمٌ جميل....
تبسمت ليليث بلطفٍ عندها، لتقول:
_ والدي اختاره....ماذا عنكِ...؟
تبسمت لاسي بسخرية عندها لتقول مدركةً انها على وشك قول كذبة :
_ لم أسأل والداي يوماً عنه....
المزحة هنا أن لاسي لا تعرف والديها حتى، و لم تعرف أماً او اباً قط....كما باقي العبيد !! كان الذي منحها اسماً هو رافا بطفولتهما البشعة....
لتقول ليليث :
_ ماذا تفعلين لوحدكِ ؟....
أجابتها لاسي :
_ هذا بخصوص العمل.....
هزت ليليث رأسها و قد أدركت الامر، لتقول :
_ ما رأيكِ بقضاء بعض الوقت معي إذاً.. ....







يتبع
٧ صفحات واللهِ اذا ما في تفاعل الا أحذف الفصل👽👽👽 و هيني حلفت👽
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
✧• ━━━━━━━━━
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
باقوزا باقوزا باقوزا
2024/10/03 02:35:11
Back to Top
HTML Embed Code: