قيلَ إنَّ آخر بيت كتبه أحمد شوقي قبل موته:

قِفْ دونَ رَأيكَ فِي الحَياةِ مُجاهِداً
إنَّ الحَياةَ عَقيدَةٌ و جِهادُ

كتبه ليلًا ومات صباحًا رحمه الله تعالى!

سمع المأمون بيت أبي نواس:

إذا امتَحَنَ الدّنيا لبيبٌ تكشَّفتْ
لهُ عن عدوٍّ في ثيابِ صديقِ

فقال: لو سئلت الدنيا عن نفسها ما وصفت نفسها كما وصفها أبو نوّاس!

وكتبوا على قبره طبقا لوصيّته من نهج البردة:

اِن جَلَّ ذَنبي عنِ الغُفرانِ لي أمَلٌ
في اللَهِ يَجعَلُني في خيرِ مُعتَصِمِ

ألقى رَجاي اِذا عزَّ المُجيرُ على
مُفَرِّجِ الكربِ في الدارينِ والغَمَمِ

وَاِن تَقَدَّمَ ذو تَقوى بِصالِحَةٍ
قَدَّمتُ بَينَ يَدَيهِ عَبرَةَ الندمِ

كلُ النساءِ جمالهن ممكيجٌ
وجمالُ من أهوى بلا مكياجِ (''!

يروى أن أحمد شوقي بعدما قبضه الله زار رجلاً في منامه، فسأله الرجل: ماذا صنع الله بك ؟ فأجابه شوقي: غفر لي بـ (وُلِد الهدى) في إشارة منه لقصيدته في مدح النبي ﷺ:

ولد الهدى فالكائنات ضياءُ
وفمُ الزمان تبسمّمٌ وثناءُ

يا وَيحَ أَهلِيَ أَبلى بَينَ أَعيُنِهِم
وَيَدرُجُ المَوتُ في جِسمي وَأَعضائي

وَيَنظُرونَ لِجَنبٍ لا هُدوءَ لَهُ
عَلى الفِراشِ وَلا يَدرونَ ما دائي

أمير الشعراء أحمد شوقي!

وإِذا نظرتَ إلى الحياةِ وَجدْتَها
عُرسًا أُقيمَ على جَوانِبِ مَأْتَمِ

أحمد شوقي!

لَقَد لامَني يا هِندُ في الحُبِّ لائِمٌ
مُحِبٌّ إِذا عُدَّ الصِحابُ حَبيبُ

فَما هُوَ بِالواشي عَلى مَذهَبِ الهَوى
وَلا هُوَ في شَرعِ الوِدادِ مُريبُ

وَصَفتُ لَهُ مَن أَنتِ ثُمَّ جَرى لَنا
حَديثٌ يَهُمُّ العاشِقينَ عَجيبُ

وَقُلتُ لَه صَبراً فَكُلُّ أَخي هَوى
عَلى يَدِ مَن يَهوى غَداً سَيَتوبُ

أمير الشعراء أحمد شوقي!

والشرّ إن تلقَهُ بالخير ضقتَ بهِ
ذرعًا وإن تلقهُ بالشرّ ينحسِمِ.

أمير الشعراء أحمد شوقي!

يا ليتَ قلبي لم يُحب ولم يَهِمْ
بل ليتني ما كانَ لي أحبابُ