group-telegram.com/so_alobodi/255
Last Update:
يظن كثير من الناس أن هؤلاء الصالحين الذين صبروا على الإيمان والتقوى والعمل الصالح ولازموا المحاريب والعبادات والتلاوات وسائر القربات حتى رحلوا عن هذه الحياة الدنيا أنهم إنما عاشوا دون استمتاع ولا أُنسٌ ولا لذّة، وأن الثمرة العظيمة التي يحصِّلها الصالحون جزاء صبرهم ليست في هذه الحياة الدنيا، وإنما سيكون لهم الجزاء الأوفى في الآخرة، وأما الدنيا فلا يشعرون فيها بالسعادة واللذة، وهذا وهمٌ كبيرٌ تُضمِره كثير من النفوس وإن لَّم تصرح به، ولذلك يقول ابن تيمية محلِّلًا هذه الوهم: (يقع غلط أكثر الناس في هذا الباب أنه قد أحسّ بظاهرٍ من لذات أهل الفجور وذاقها، ولم يذقْ لذات أهل البِر ولم يخبرْها).
فالحقيقة الناطقة من استقراء أحوال الصالحين هي أن الإيمان والعمل الصالح هما أعظم أسباب السعادة في الدنيا والآخرة، وهما الطريق الأوحد للحياة الطيبة كما قال تعالى: (من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينَّه حياةً طيبة)، ولذلك وصف كثير من هؤلاء الصالحين ما يشعرون به من السعادة الغامرة وصفًا عجيبًا لا تكاد تراه عند غيرهم، كما قال بعضهم: (إنه لتمرّ بالقلب لحظات أقول فيها: إن كان أهل الجنة في مثل ما أنا فيه إنهم لفي عيشٍ طيّب!).
وذلك شأن الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب، وشأن العمل الصالح إذا كان خالصًا صوابًا، فإن الربَّ سبحانه شكور يثيب المؤمن عليه في دنياه وآخرته، ولذلك يقول ابن الجوزي رحمه الله: (واللهِ ما أعرف من عاش رفيع القدر بالغًا من اللذات ما لم يبلغ غيره إلا العلماء المخلصين كالحسن وسفيان وأحمد والعبَّاد المحققين كمعروف الكرخي).
BY قناة سليمان بن ناصر العبودي
Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260
Share with your friend now:
group-telegram.com/so_alobodi/255