قناة طلال الحسّان.

◉ ما نصيب قلبك من هذا؟ 🌿

من المقامات القلبية العظيمة التي من هُدي إليها؛ هُدي إلى خير عظيم؛ مقام حسن الظن بالله.

وحسن الظن بالله تعالى؛ هو قوة اليقين بما وعد الله تعالى عباده من سعة كرمه ورحمته، ورجاء حصول ذلك. ففي البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي".

قال القاضي عياض:" قيل: معناه: بالغفران له إذا استغفرنى، والقبول إذا أناب إليّ، والإجابة إذا دعانى، والكفاية إذا استكفانى، لأن هذه الصفات لا تظهر من العبد إلا إذا أَحسن ظنه بالله وقوى يقينه " انظر :اكمال المعلم" (١٧٢/٨).
و"كلما كان العبد حسن الظن بالله،
حسن الرجاء له، صادق التوكل عليه،
فإن الله لايخيب أمله فيه البتة.” كما قال ابن القيم.

ولذا ينبغي على المسلم أن يراجع نفسه في هذا الباب ويرى ما نصيب قلبه من حسن الظن بربّه.
فالخير كل الخير في حسن الظن بالله، فإن من أحسن الظن بالله حلّق قلبه في سماء السعادة والرضا، وعاش هانئًا مطمئنًا واثقًا بالله الكريم، عالمًا أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.
وإذا تأخرت إجابة دعواته لم يقنط، وأيقن أن الله ادخرها لحكمة، وإذا أصابته مصيبة علم أنها من عند اللطيف الخبير، ليُكفّر بها سيئاته ويرفع درجاته، وحالات الزمان على قلبه شتًى وحاله واحدًا في كل حال وهو حسن الظن بالله.

قال ابن مسعود: "والذي لا إله غيره ما أعطي عبدٌ مؤمن شيئاً خيراً من حسن الظن بالله، والذي لا إله غيره لا يحسن عبدٌ بالله الظن إلا أعطاه الله ظنه، ذلك بأن الخير في يده ".
انظر: حسن الظن بالله لـ ابن أبي الدنيا ( ٩٦)

وحسن الظن بالله هو ثمرة الإيمان بأسماء الله وصفاته، فالله متصف بصفات الكمال والجلال من الكرم والرحمة والمغفرة واللطف والفتح والعطاء، فربنا الكريم الذي هذه صفاته ونعوته لا يليق بقلب المؤمن إلا أن يحسن الظن به سبحانه..

وكان من دعاء سعيد بن جبير دعاء وقفت عنده كثيرًا لما يحمله في طياته من معان عميقة، وهذا الدعاء هو : " اللهم إني أسألك صدق التوكل عليك، وحسن الظن بك". انظر: المصنف لابن أبي شيبة(٢٠/٦).

فجميل أن نسأل الله أن يحقق هذا الأصل في قلوبنا، ويرزقنا حسن الظن به، وصدق التوكل عليه سبحانه..

ومن الكتب النافعة في ذلك كتاب حسن الظن لابن أبي الدنيا فقد جمع في هذا الكتاب من آثار السلف والصحابة وكلام العلماء حول هذا الباب شيئًا عظيمًا، لمن أراد الزيادة في هذا الموضوع.

www.group-telegram.com/us/t_hssan.com/1181

12.9K viewsedited  Oct 3 at 06:38

◉ ما نصيب قلبك من هذا؟ 🌿

من المقامات القلبية العظيمة التي من هُدي إليها؛ هُدي إلى خير عظيم؛ مقام حسن الظن بالله.

وحسن الظن بالله تعالى؛ هو قوة اليقين بما وعد الله تعالى عباده من سعة كرمه ورحمته، ورجاء حصول ذلك. ففي البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي".

قال القاضي عياض:" قيل: معناه: بالغفران له إذا استغفرنى، والقبول إذا أناب إليّ، والإجابة إذا دعانى، والكفاية إذا استكفانى، لأن هذه الصفات لا تظهر من العبد إلا إذا أَحسن ظنه بالله وقوى يقينه " انظر :اكمال المعلم" (١٧٢/٨).
و"كلما كان العبد حسن الظن بالله،
حسن الرجاء له، صادق التوكل عليه،
فإن الله لايخيب أمله فيه البتة.” كما قال ابن القيم.

ولذا ينبغي على المسلم أن يراجع نفسه في هذا الباب ويرى ما نصيب قلبه من حسن الظن بربّه.
فالخير كل الخير في حسن الظن بالله، فإن من أحسن الظن بالله حلّق قلبه في سماء السعادة والرضا، وعاش هانئًا مطمئنًا واثقًا بالله الكريم، عالمًا أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.
وإذا تأخرت إجابة دعواته لم يقنط، وأيقن أن الله ادخرها لحكمة، وإذا أصابته مصيبة علم أنها من عند اللطيف الخبير، ليُكفّر بها سيئاته ويرفع درجاته، وحالات الزمان على قلبه شتًى وحاله واحدًا في كل حال وهو حسن الظن بالله.

قال ابن مسعود: "والذي لا إله غيره ما أعطي عبدٌ مؤمن شيئاً خيراً من حسن الظن بالله، والذي لا إله غيره لا يحسن عبدٌ بالله الظن إلا أعطاه الله ظنه، ذلك بأن الخير في يده ".
انظر: حسن الظن بالله لـ ابن أبي الدنيا ( ٩٦)

وحسن الظن بالله هو ثمرة الإيمان بأسماء الله وصفاته، فالله متصف بصفات الكمال والجلال من الكرم والرحمة والمغفرة واللطف والفتح والعطاء، فربنا الكريم الذي هذه صفاته ونعوته لا يليق بقلب المؤمن إلا أن يحسن الظن به سبحانه..

وكان من دعاء سعيد بن جبير دعاء وقفت عنده كثيرًا لما يحمله في طياته من معان عميقة، وهذا الدعاء هو : " اللهم إني أسألك صدق التوكل عليك، وحسن الظن بك". انظر: المصنف لابن أبي شيبة(٢٠/٦).

فجميل أن نسأل الله أن يحقق هذا الأصل في قلوبنا، ويرزقنا حسن الظن به، وصدق التوكل عليه سبحانه..

ومن الكتب النافعة في ذلك كتاب حسن الظن لابن أبي الدنيا فقد جمع في هذا الكتاب من آثار السلف والصحابة وكلام العلماء حول هذا الباب شيئًا عظيمًا، لمن أراد الزيادة في هذا الموضوع.

BY قناة طلال الحسّان.