﴿بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ﴾
يرد بهذا على المشركين الذين قالوا في القرآن إنه سحر وشعر واساطير الأولين فقال ليس هو كما قالوا وادّعوا وإنما هو قرآن مجيد في لوح محفوظ من الشياطين فلا تمسه ولا تقربه ولا من غير الشياطين من سائر الخلق أجمعين.
هداية الآيات:
من هداية الآيات:
١- تهديد الظلمة بالعذاب عقوبة في الدنيا وفي الآخرة.
٢- إن الله تعالى لكرمه يتودد لأوليائه من عباده.
٣- فائدة القصص هي الموعظة تحصل للعبد فلا يترك واجباً ولا يغشى محرما.
٤- بيان إحاطة الله تعالى بعباده وأنهم في قبضته وتحت سلطانه.
٥- شرف القرآن الكريم، وإثبات اللوح المحفوظ وتقريره.
[أيسر التفاسير لأبي بكر الجزائري].
يرد بهذا على المشركين الذين قالوا في القرآن إنه سحر وشعر واساطير الأولين فقال ليس هو كما قالوا وادّعوا وإنما هو قرآن مجيد في لوح محفوظ من الشياطين فلا تمسه ولا تقربه ولا من غير الشياطين من سائر الخلق أجمعين.
هداية الآيات:
من هداية الآيات:
١- تهديد الظلمة بالعذاب عقوبة في الدنيا وفي الآخرة.
٢- إن الله تعالى لكرمه يتودد لأوليائه من عباده.
٣- فائدة القصص هي الموعظة تحصل للعبد فلا يترك واجباً ولا يغشى محرما.
٤- بيان إحاطة الله تعالى بعباده وأنهم في قبضته وتحت سلطانه.
٥- شرف القرآن الكريم، وإثبات اللوح المحفوظ وتقريره.
[أيسر التفاسير لأبي بكر الجزائري].
Forwarded from أمير الشعراء أحمد شوقي
يروى أن أحمد شوقي بعدما قبضه الله زار رجلاً في منامه، فسأله الرجل: ماذا صنع الله بك ؟ فأجابه شوقي: غفر لي بـ (وُلِد الهدى) في إشارة منه لقصيدته في مدح النبي ﷺ:
ولد الهدى فالكائنات ضياءُ
وفمُ الزمان تبسمّمٌ وثناءُ
ولد الهدى فالكائنات ضياءُ
وفمُ الزمان تبسمّمٌ وثناءُ
Forwarded from كُناشة الحُسيني
"وَقَالُوا إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَىٰ مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا".
وما حدث قط في تاريخ البشرية أن استقامت جماعة على هدى الله؛ إلا منحها القوة والمنعة والسيادة في نهاية المطاف؛ بعد إعدادها لحمل هذه الأمانة، أمانة "الخلافة" في الأرض وتصريف الحياة.
وإن الكثيرين ليشفقون من اتباع شريعة الله، والسير على هداه.
يشفقون من عداوة أعداء الله ومكرهم.
ويشفقون من تألب الخصوم عليهم.
ويشفقون من المضايقات الاقتصادية وغير الاقتصادية.
وإن هي إلا أوهام كأوهام قريش يوم قالت لرسول الله ﷺ: "وَقَالُوا إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَىٰ مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا".
فلما اتبعت هدى الله؛ سيطرت على مشارق الأرض ومغاربها في ربع قرن أو أقل من الزمان.
وقد رد الله عليهم في وقتها بما يكذب هذا العذر الموهوم.
فمن الذي وهبهم الأمن؟
ومن الذي جعل لهم البيت الحرام؟
ومن الذي جعل القلوب تهوى إليهم تحمل من ثمرات الأرض جميعًا، تتجمع في الحرم من كل أرض؛ وقد تفرقت في مواطنها ومواسمها الكثيرة؟
#الظلال
وما حدث قط في تاريخ البشرية أن استقامت جماعة على هدى الله؛ إلا منحها القوة والمنعة والسيادة في نهاية المطاف؛ بعد إعدادها لحمل هذه الأمانة، أمانة "الخلافة" في الأرض وتصريف الحياة.
وإن الكثيرين ليشفقون من اتباع شريعة الله، والسير على هداه.
يشفقون من عداوة أعداء الله ومكرهم.
ويشفقون من تألب الخصوم عليهم.
ويشفقون من المضايقات الاقتصادية وغير الاقتصادية.
وإن هي إلا أوهام كأوهام قريش يوم قالت لرسول الله ﷺ: "وَقَالُوا إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَىٰ مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا".
فلما اتبعت هدى الله؛ سيطرت على مشارق الأرض ومغاربها في ربع قرن أو أقل من الزمان.
وقد رد الله عليهم في وقتها بما يكذب هذا العذر الموهوم.
فمن الذي وهبهم الأمن؟
ومن الذي جعل لهم البيت الحرام؟
ومن الذي جعل القلوب تهوى إليهم تحمل من ثمرات الأرض جميعًا، تتجمع في الحرم من كل أرض؛ وقد تفرقت في مواطنها ومواسمها الكثيرة؟
#الظلال
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
تلاوة للمقرئ عبدالرشيد صوفي
برواية خلف عن حمزة
قرأ الإمام حمزة (وُلْد): بضم الواو، وسكون اللام، على أنَّ الوُلْدْ جمع وَلَد، كأسَد وأُسْدْ، أو هما لغتان، كالعُرْب والعَرب
#قراءات_قرآنية
برواية خلف عن حمزة
قرأ الإمام حمزة (وُلْد): بضم الواو، وسكون اللام، على أنَّ الوُلْدْ جمع وَلَد، كأسَد وأُسْدْ، أو هما لغتان، كالعُرْب والعَرب
#قراءات_قرآنية
﴿هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكم في الأرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ﴾
قَرَأ طاوُسٌ (تَصَوَّرَكُمْ) عَلى صِيغَةِ الماضِي مِنَ التَّفَعُّلِ أيِ اِتَّخَذَ صُوَرَكم لِنَفْسِهِ وعِبادَتِهِ فَهو مِن بابِ تَوَسَّدَ التُّرابَ أيِ اِتَّخَذَهُ وسادَةً فَما قِيلَ: كَأنَّهُ مِن تَصَوَّرْتُ الشَّيْءَ بِمَعْنى تَوَهَّمْتُ صُورَتَهُ فالتَّصْدِيقُ أنَّهُ تَوَهُّمٌ مَحْضٌ.
[تفسير الآلوسي].
قَرَأ طاوُسٌ (تَصَوَّرَكُمْ) عَلى صِيغَةِ الماضِي مِنَ التَّفَعُّلِ أيِ اِتَّخَذَ صُوَرَكم لِنَفْسِهِ وعِبادَتِهِ فَهو مِن بابِ تَوَسَّدَ التُّرابَ أيِ اِتَّخَذَهُ وسادَةً فَما قِيلَ: كَأنَّهُ مِن تَصَوَّرْتُ الشَّيْءَ بِمَعْنى تَوَهَّمْتُ صُورَتَهُ فالتَّصْدِيقُ أنَّهُ تَوَهُّمٌ مَحْضٌ.
[تفسير الآلوسي].
﴿هو ٱلذی یصوركم فی ٱلأرحام كیف یشاء لا إلـٰه إلا هو ٱلعزیز ٱلحكیم﴾
ولما قرر سبحانه وتعالى شمول علمه أتبعه دليله من تمام قدرته فقال: وقال الحرالي: ولما كان كل تفصيل يتقدمه بالرتبة مجمل جامع، وكانت تراجم السورة موضع الإجمال ليكون تفصيلها موضع التفاصيل، وكان من المذكور في سورة الكتاب ما وقع من اللبس كذلك كان في هذه السورة التي ترجمها جوامع إلهية ما وقع من اللبس في أمر الإلهية في أمر عيسى عليه الصلاة والسلام، فكان في هذه الآية الجامعة توطئة لبيان الأمر في شأنه عليه السلام من حيث إنه مما صور في الرحم وحملته الأنثى ووضعته، وأن جميع ما حوته السماء والأرض لا ينبغي أن يقع فيه لبس في أمر الإلهية؛ انتهى فقال مبينا أمر قدرته بما لا يقدر عليه عيسى عليه الصلاة والسلام ولا غيره: ﴿هو﴾ أي وحده ﴿الذي﴾ وقرعهم بصرف القول من الغيبة إلى الخطاب ليعظم تنبههم على ما هم فيه من قهر المصور لهم على ما أوجدهم عليه مما يشتهونه ولا يفقهونه فقال: ﴿يصوركم﴾ أي بعد أن كنتم نطفا من التصوير وهو إقامة الصورة. وهي تمام البادي التي يقع عليها حس الناظر لظهورها، فصورة كل شيء تمام بدوه.
قال الحرالي: ﴿في الأرحام﴾ أي التي لا اطلاع لكم عليها بوجه، ولما كان التصوير في نفسه أمرا معجبا وشينا للعقل إذا تأمله وإن كان قد هان لكثرة الإلف باهرا فكيف بأحواله المتباينة وأشكاله المتخالفة المتباينة أشار إلى التعجب من أمره وجليل سره بآلة الاستفهام وإن قالوا: إنها في هذا الوطن شرط، فقال: ﴿كيف﴾ أي كما ﴿يشاء﴾ أي على أي حالة أراد، سواء عنده كونكم من نطفتي ذكر وأنثى أو نطفة أنثى وحدها دليلا على كمال العلم والقيومية، وإيماء إلى أن من صور في الأرحام كغيره من العبيد لا يكون إلا عبدا، إذ الإله متعال عن ذلك لما فيه من [أنواع] الاحتياج والنقص. وقال الحرالي: فكان في إلاحة هذه الآية توزيع أمر الإظهار على ثلاثة وجوه تناظر وجوه التقدير الثلاثة التي في [فاتحة] سورة البقرة، فينتج هدى وإضلالا وإلباسا أكمل الله به وحيه، كما أقام بتقدير الإيمان والكفر والنفاق خلقه فطابق الأمر الخلق فأقام الله سبحانه وتعالى بذلك قائم خلقه وأمره، فكان في انتظام هذه الإفهامات أن بادي الأحوال الظاهرة عند انتهاء الخلق إنما ظهرت لأنها مودعة في أصل التصوير فصورة نورانية يهتدى بها وصورة ظلمانية يكفر لأجلها، وصورة ملتبسة عيشية علمية يفتتن ويقع الإلباس والالتباس من جهتها، مما لا يفي ببيانها إلا الفرقان المنزل على هذه الأمة، ولا تتم إحاطة جميعها إلا في القرآن المخصوصة به أئمة هذه الأمة انتهى. فقد علم أن التصوير في الرحم أدق شيء علما وقدرة، فعلم فاعله بغيره والقدرة عليه من باب الأولى فثبت أنه لا كفؤ له؛ فلذلك وصل به كلمة الإخلاص وقال الحرالي: ولما تضمنت إلاحة هذه الآية ما تضمنته من الإلباس والتكفير أظهر سبحانه وتعالى كلمة الإخلاص ليظهر نورها أرجاس تلك الإلباسات وتلك التكفيرات فقال: ﴿لا إله إلا هو﴾ إيذانا بما هي له [الإلباس] والتكفير من وقوع الإشراك بالإلهية والكفر فيها والتلبس والالتباس في أمرها؛ فكان في طي هذا التهليل بشرى بنصرة أهل الفرقان وأهل القرآن على أهل الالتباس والكفران وخصوصا على أهل الإنجيل الذين ذكرت كتبهم صريحا في هذا التنزيل [بل] يؤيد إلاحته في التهليل إظهار الختم في هذه الآية بصفتي العزة المقتضية للانتقام من أهل عداوته والحكمة المقتضية لإكرام أهل ولايته؛ انتهى.
فقال: ﴿العزيز﴾ أي الغالب غلبة لا يجد معها المغلوب وجه مدافعة ولا انفلات، ولا معجز له في إنفاذ شيء من أحكامه ﴿الحكيم﴾ أي الحاكم بالحكمة، فالحكم المنع عما يترامى إليه المحكوم عليه وحمله على ما يمتنع منه من جميع أنواع الصبر ظاهرا بالسياسة العالية نظرا له، والحكمة العلم بالأمر الذي لأجله وجب الحكم من قوام أمر العاجلة وحسن العقبى في الآجلة؛ ففي ظاهر ذلك الجهد، وفي باطنه الرفق، وفي عاجله الكره، وفي آجله الرضى والروح؛ ولا يتم الحكم وتستوي الحكمة إلا بحسب سعة العلم، فبذلك يكون تنزيل أمر العزة على وزن الحكمة قاله الحرالي بالمعنى.
[تفسير البقاعي].
ولما قرر سبحانه وتعالى شمول علمه أتبعه دليله من تمام قدرته فقال: وقال الحرالي: ولما كان كل تفصيل يتقدمه بالرتبة مجمل جامع، وكانت تراجم السورة موضع الإجمال ليكون تفصيلها موضع التفاصيل، وكان من المذكور في سورة الكتاب ما وقع من اللبس كذلك كان في هذه السورة التي ترجمها جوامع إلهية ما وقع من اللبس في أمر الإلهية في أمر عيسى عليه الصلاة والسلام، فكان في هذه الآية الجامعة توطئة لبيان الأمر في شأنه عليه السلام من حيث إنه مما صور في الرحم وحملته الأنثى ووضعته، وأن جميع ما حوته السماء والأرض لا ينبغي أن يقع فيه لبس في أمر الإلهية؛ انتهى فقال مبينا أمر قدرته بما لا يقدر عليه عيسى عليه الصلاة والسلام ولا غيره: ﴿هو﴾ أي وحده ﴿الذي﴾ وقرعهم بصرف القول من الغيبة إلى الخطاب ليعظم تنبههم على ما هم فيه من قهر المصور لهم على ما أوجدهم عليه مما يشتهونه ولا يفقهونه فقال: ﴿يصوركم﴾ أي بعد أن كنتم نطفا من التصوير وهو إقامة الصورة. وهي تمام البادي التي يقع عليها حس الناظر لظهورها، فصورة كل شيء تمام بدوه.
قال الحرالي: ﴿في الأرحام﴾ أي التي لا اطلاع لكم عليها بوجه، ولما كان التصوير في نفسه أمرا معجبا وشينا للعقل إذا تأمله وإن كان قد هان لكثرة الإلف باهرا فكيف بأحواله المتباينة وأشكاله المتخالفة المتباينة أشار إلى التعجب من أمره وجليل سره بآلة الاستفهام وإن قالوا: إنها في هذا الوطن شرط، فقال: ﴿كيف﴾ أي كما ﴿يشاء﴾ أي على أي حالة أراد، سواء عنده كونكم من نطفتي ذكر وأنثى أو نطفة أنثى وحدها دليلا على كمال العلم والقيومية، وإيماء إلى أن من صور في الأرحام كغيره من العبيد لا يكون إلا عبدا، إذ الإله متعال عن ذلك لما فيه من [أنواع] الاحتياج والنقص. وقال الحرالي: فكان في إلاحة هذه الآية توزيع أمر الإظهار على ثلاثة وجوه تناظر وجوه التقدير الثلاثة التي في [فاتحة] سورة البقرة، فينتج هدى وإضلالا وإلباسا أكمل الله به وحيه، كما أقام بتقدير الإيمان والكفر والنفاق خلقه فطابق الأمر الخلق فأقام الله سبحانه وتعالى بذلك قائم خلقه وأمره، فكان في انتظام هذه الإفهامات أن بادي الأحوال الظاهرة عند انتهاء الخلق إنما ظهرت لأنها مودعة في أصل التصوير فصورة نورانية يهتدى بها وصورة ظلمانية يكفر لأجلها، وصورة ملتبسة عيشية علمية يفتتن ويقع الإلباس والالتباس من جهتها، مما لا يفي ببيانها إلا الفرقان المنزل على هذه الأمة، ولا تتم إحاطة جميعها إلا في القرآن المخصوصة به أئمة هذه الأمة انتهى. فقد علم أن التصوير في الرحم أدق شيء علما وقدرة، فعلم فاعله بغيره والقدرة عليه من باب الأولى فثبت أنه لا كفؤ له؛ فلذلك وصل به كلمة الإخلاص وقال الحرالي: ولما تضمنت إلاحة هذه الآية ما تضمنته من الإلباس والتكفير أظهر سبحانه وتعالى كلمة الإخلاص ليظهر نورها أرجاس تلك الإلباسات وتلك التكفيرات فقال: ﴿لا إله إلا هو﴾ إيذانا بما هي له [الإلباس] والتكفير من وقوع الإشراك بالإلهية والكفر فيها والتلبس والالتباس في أمرها؛ فكان في طي هذا التهليل بشرى بنصرة أهل الفرقان وأهل القرآن على أهل الالتباس والكفران وخصوصا على أهل الإنجيل الذين ذكرت كتبهم صريحا في هذا التنزيل [بل] يؤيد إلاحته في التهليل إظهار الختم في هذه الآية بصفتي العزة المقتضية للانتقام من أهل عداوته والحكمة المقتضية لإكرام أهل ولايته؛ انتهى.
فقال: ﴿العزيز﴾ أي الغالب غلبة لا يجد معها المغلوب وجه مدافعة ولا انفلات، ولا معجز له في إنفاذ شيء من أحكامه ﴿الحكيم﴾ أي الحاكم بالحكمة، فالحكم المنع عما يترامى إليه المحكوم عليه وحمله على ما يمتنع منه من جميع أنواع الصبر ظاهرا بالسياسة العالية نظرا له، والحكمة العلم بالأمر الذي لأجله وجب الحكم من قوام أمر العاجلة وحسن العقبى في الآجلة؛ ففي ظاهر ذلك الجهد، وفي باطنه الرفق، وفي عاجله الكره، وفي آجله الرضى والروح؛ ولا يتم الحكم وتستوي الحكمة إلا بحسب سعة العلم، فبذلك يكون تنزيل أمر العزة على وزن الحكمة قاله الحرالي بالمعنى.
[تفسير البقاعي].
﴿ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هدیتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت ٱلوهاب﴾
ولما علم بذلك أن الراسخين أيقنوا أنه من عند الله المستلزم لأنه لا عوج فيه أخبر أنهم أقبلوا على التضرع إليه في أن يثبتهم بعد هدايته ثم أن يرحمهم ببيان ما أشكل عليهم بقوله حاكيا عنهم وهو في الحقيقة تلقين منه لهم لطفا بهم مقدما ما ينبغي تقديمه من السؤال في تطهير القلب عما لا ينبغي على طلب تنويره بما ينبغي لأن إزالة المانع قبل إيجاد المقتضي عين الحكمة: ﴿ربنا﴾ أي المحسن إلينا ﴿لا تزغ قلوبنا﴾ أي عن الحق.
ولما كان صلاح القلب [صلاح الجملة] و[فساده] فسادها وكان ثبات الإنسان على سنن الاستقامة من غير عوج أصلا مما لم يجر به سبحانه وتعالى عادته لغير المعصومين قال نازعا الجار مسندا الفعل إلى ضمير الجملة: ﴿بعد إذ هديتنا﴾ إليه.
وقال الحرالي: ففي إلاحة معناه أن هذا الابتهال واقع من أولي الألباب ليترقوا من محلهم من التذكر إلى ما هو أعلى وأبطن انتهى.
فلذلك قالوا: ﴿وهب لنا من لدنك﴾ أي أمرك الخاص بحضرتك القدسية، الباطن عن غير خواصك ﴿رحمة﴾ أي فضلا ومنحة منك ابتداء من غير سبب منا، ونكرها تعظيما بأن أيسر شيء منها يكفي الموهوب.
ولما لم يكن لغيره شيء أصلا فكان كل عطاء من فضله قالوا وقال الحرالي: ولما كان الأمر اللدني ليس مما في فطر الخلق وجبلاتهم وإقامة حكمتهم، وإنما هو موهبة من الله سبحانه وتعالى بحسب العناية ختم بقوله: ﴿إنك أنت الوهاب﴾ وهي صيغة مبالغة من الوهب والهبة، وهي العطية سماحا من غير قصد من الموهوب انتهى.
[تفسير البقاعي].
ولما علم بذلك أن الراسخين أيقنوا أنه من عند الله المستلزم لأنه لا عوج فيه أخبر أنهم أقبلوا على التضرع إليه في أن يثبتهم بعد هدايته ثم أن يرحمهم ببيان ما أشكل عليهم بقوله حاكيا عنهم وهو في الحقيقة تلقين منه لهم لطفا بهم مقدما ما ينبغي تقديمه من السؤال في تطهير القلب عما لا ينبغي على طلب تنويره بما ينبغي لأن إزالة المانع قبل إيجاد المقتضي عين الحكمة: ﴿ربنا﴾ أي المحسن إلينا ﴿لا تزغ قلوبنا﴾ أي عن الحق.
ولما كان صلاح القلب [صلاح الجملة] و[فساده] فسادها وكان ثبات الإنسان على سنن الاستقامة من غير عوج أصلا مما لم يجر به سبحانه وتعالى عادته لغير المعصومين قال نازعا الجار مسندا الفعل إلى ضمير الجملة: ﴿بعد إذ هديتنا﴾ إليه.
وقال الحرالي: ففي إلاحة معناه أن هذا الابتهال واقع من أولي الألباب ليترقوا من محلهم من التذكر إلى ما هو أعلى وأبطن انتهى.
فلذلك قالوا: ﴿وهب لنا من لدنك﴾ أي أمرك الخاص بحضرتك القدسية، الباطن عن غير خواصك ﴿رحمة﴾ أي فضلا ومنحة منك ابتداء من غير سبب منا، ونكرها تعظيما بأن أيسر شيء منها يكفي الموهوب.
ولما لم يكن لغيره شيء أصلا فكان كل عطاء من فضله قالوا وقال الحرالي: ولما كان الأمر اللدني ليس مما في فطر الخلق وجبلاتهم وإقامة حكمتهم، وإنما هو موهبة من الله سبحانه وتعالى بحسب العناية ختم بقوله: ﴿إنك أنت الوهاب﴾ وهي صيغة مبالغة من الوهب والهبة، وهي العطية سماحا من غير قصد من الموهوب انتهى.
[تفسير البقاعي].
﴿وَكُلُّهُمۡ ءَاتِیهِ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ فَرۡدًا﴾
قال مقاتل بن سليمان: ﴿وكلهم آتيه﴾ يقول: وكلُّ مَن فيها جائيه في الآخرة
﴿يوم القيامة فردا﴾ يعني: وحده، ليس معه مِن دنياه شيء.
[التفسير بالمأثور].
قال مقاتل بن سليمان: ﴿وكلهم آتيه﴾ يقول: وكلُّ مَن فيها جائيه في الآخرة
﴿يوم القيامة فردا﴾ يعني: وحده، ليس معه مِن دنياه شيء.
[التفسير بالمأثور].
﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ سَیَجۡعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحۡمَـٰنُ وُدࣰّا﴾
عن البراء، قال: قال رسول الله ﷺ لعليٍّ: «قل: اللهم، اجعل لي عندك عهدًا، واجعل لي عندك وُدًّا، واجعل لي في صدور المؤمنين مَوَدَّةً».
فأنزل الله: ﴿إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا﴾. قال: فنزلت في عَلِيٍّ.
[التفسير بالمأثور].
عن البراء، قال: قال رسول الله ﷺ لعليٍّ: «قل: اللهم، اجعل لي عندك عهدًا، واجعل لي عندك وُدًّا، واجعل لي في صدور المؤمنين مَوَدَّةً».
فأنزل الله: ﴿إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا﴾. قال: فنزلت في عَلِيٍّ.
[التفسير بالمأثور].
﴿وما هو على الغيب بضنين﴾
قال الفراء: يأتيه غيب السماء، وهو شيء نفيس فلا يبخل به عليكم.
قال الفراء: يأتيه غيب السماء، وهو شيء نفيس فلا يبخل به عليكم.
قوله تعالى: ﴿ودانية عليهم ظلالها﴾ الآيات. أخرج الفريابي وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة وهناد بن السري، وعبد بن حميد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد، وابن جرير، وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في البعث عن البراء بن عازب في قوله: ﴿ودانية عليهم ظلالها﴾ قال: قريبة ﴿وذللت قطوفها تذليلا﴾ قال: إن أهل الجنة يأكلون من ثمار الجنة قياما وقعودا ومضطجعين وعلى أي حال شاءوا وفي لفظ قال: ذللت لهم فيتناولون منها كيف شاءوا.
[الدر المنثور].
[الدر المنثور].
أخرج عبد بن حميد، وابن جرير وابن المنذر والبيهقي عن مجاهد في قوله: ﴿وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا﴾ قال: هو استئذان الملائكة لا تدخل عليهم إلا بإذن.
وأخرج ابن جرير عن سفيان في قوله: ﴿وملكا كبيرا﴾ قال: بلغنا أنه استئذان الملائكة عليهم.
وأخرج ابن وهب عن الحسن أن رسول الله ﷺ قال: «إن أدنى أهل الجنة منزلة الذي يركب في ألف ألف من خدمه من الولدان المخلدين على
خيل من ياقوت أحمر لها أجنحة من ذهب ﴿وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا﴾.
[الدر المنثور].
وأخرج ابن جرير عن سفيان في قوله: ﴿وملكا كبيرا﴾ قال: بلغنا أنه استئذان الملائكة عليهم.
وأخرج ابن وهب عن الحسن أن رسول الله ﷺ قال: «إن أدنى أهل الجنة منزلة الذي يركب في ألف ألف من خدمه من الولدان المخلدين على
خيل من ياقوت أحمر لها أجنحة من ذهب ﴿وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا﴾.
[الدر المنثور].
﴿اعلموا أن الله يحي الأرض بعد موتها﴾
أي: يحييها بإنزال المطر وإخراج النبات.
وقيل: إنه تمثيل للقلوب أي: يحي الله القلوب بالمواعظ كما يحي الأرض بالمطر، وفي هذا تأنيس للمؤمنين الذين ندبوا إلى أن تخشع قلوبهم، والأول: أظهر وأرجح لأنه الحقيقة.
[تفسير ابن جزي].
أي: يحييها بإنزال المطر وإخراج النبات.
وقيل: إنه تمثيل للقلوب أي: يحي الله القلوب بالمواعظ كما يحي الأرض بالمطر، وفي هذا تأنيس للمؤمنين الذين ندبوا إلى أن تخشع قلوبهم، والأول: أظهر وأرجح لأنه الحقيقة.
[تفسير ابن جزي].
وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً أى: أعطاهم بدل عبوس الفجار وحزنهم نضرة في الوجوه وسرورا في القلوب، وهذا يدل على أنّ اليوم موصوف بعبوس أهله بِما صَبَرُوا بصبرهم على الإيثار. وعن ابن عباس رضى الله عنه: أنّ الحسن والحسين مرضا، فعادهما رسول الله ﷺ في ناس معه، فقالوا: يا أبا الحسن، لو نذرت على ولدك، فنذر علىّ وفاطمة وفضة جارية لهما إن برآ مما بهما: أن يصوموا ثلاثة أيام، فشفيا وما معهم شيء، فاستقرض علىّ من شمعون الخيبري اليهودي ثلاث أصوع من شعير، فطحنت فاطمة صاعا واختبزت خمسة أقراص على عددهم، فوضعوها بين أيديهم ليفطروا فوقف عليهم سائل فقال:
السلام عليكم أهل بيت محمد، مسكين من مساكين المسلمين، أطعمونى أطعمكم الله من موائد الجنة، فآثروه وباتوا لم يذوقوا إلا الماء، وأصبحوا صياما، فلما أمسوا ووضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم يتيم، فآثروه، ووقف عليهم أسير في الثالثة، ففعلوا مثل ذلك، فلما أصبحوا أخذ على رضى الله عنه بيد الحسن والحسين وأقبلوا إلى رسول الله ﷺ، فلما أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدّة الجوع قال: ما أشد ما يسوؤني ما أرى بكم، وقام فانطلق معهم فرأى فاطمة في محرابها قد التصق ظهرها ببطنها وغارت عيناها. فساءه ذلك، فنزل جبريل وقال: خذها يا محمد هنأك الله في أهل بيتك فأقرأه السورة.
فإن قلت: ما معنى ذكر الحرير مع الجنة؟ قلت: المعنى وجزاهم بصبرهم على الإيثار وما يؤدّى إليه من الجوع والعرى بستانا فيه مأكل هنىّ، وحريرا فيه ملبس بهىّ.
يعنى: أن هواءها معتدل، لا حرّ شمس يحمى ولا شدّة برد تؤذى.
وفي الحديث: هواء الجنة سجسج، لا حرّ ولا قرّ. وقيل: الزمهرير القمر.
[تفسير الكشاف للزمخشري].
السلام عليكم أهل بيت محمد، مسكين من مساكين المسلمين، أطعمونى أطعمكم الله من موائد الجنة، فآثروه وباتوا لم يذوقوا إلا الماء، وأصبحوا صياما، فلما أمسوا ووضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم يتيم، فآثروه، ووقف عليهم أسير في الثالثة، ففعلوا مثل ذلك، فلما أصبحوا أخذ على رضى الله عنه بيد الحسن والحسين وأقبلوا إلى رسول الله ﷺ، فلما أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدّة الجوع قال: ما أشد ما يسوؤني ما أرى بكم، وقام فانطلق معهم فرأى فاطمة في محرابها قد التصق ظهرها ببطنها وغارت عيناها. فساءه ذلك، فنزل جبريل وقال: خذها يا محمد هنأك الله في أهل بيتك فأقرأه السورة.
فإن قلت: ما معنى ذكر الحرير مع الجنة؟ قلت: المعنى وجزاهم بصبرهم على الإيثار وما يؤدّى إليه من الجوع والعرى بستانا فيه مأكل هنىّ، وحريرا فيه ملبس بهىّ.
يعنى: أن هواءها معتدل، لا حرّ شمس يحمى ولا شدّة برد تؤذى.
وفي الحديث: هواء الجنة سجسج، لا حرّ ولا قرّ. وقيل: الزمهرير القمر.
[تفسير الكشاف للزمخشري].
﴿ولا تخزنی یوم یبعثون﴾
﴿ولا تخزني﴾ بتعذيب أبي أو ببعثه في عداد الضالين بعدم توفيقه للإيمان، أو بمعاتبتي على ما فرطت، أو بنقص رتبتي عن بعض الوراث، أو بتعذيبي.
وحيث كانت العاقبة مجهولة، وتعذيب من لا ذنب له جائز عقلا - صح هذا الطلب منه عليه السلام، وقيل: يجوز أن يكون ذلك تعليما لغيره، وهو من الخزي بمعنى الهوان، أو من الخزاية -بفتح الخاء- بمعنى الحياء ﴿يوم يبعثون﴾ أي الناس كافة، والإضمار -وإن لم يسبق ذكرهم- لما في عموم البعث من الشهرة الفاشية المغنية عنه، وقيل: الضمير للضالين، والكلام من تتمة الدعاء لأبيه، كأنه قال: لا تخزني يوم يبعث الضالون وأبي فيهم، ولا يخفى أنه يجوز -على الأول- أن يكون من تتمة الدعاء لأبيه أيضا، واستظهر ذلك لأن الفصل بالدعاء لأبيه بين الدعوات لنفسه خلاف الظاهر، وعلى ما ذكر يكون قد دعا لأشد الناس التصاقا به بعد أن فرغ من الدعاء لنفسه.
[تفسير الآلوسي].
﴿ولا تخزني﴾ بتعذيب أبي أو ببعثه في عداد الضالين بعدم توفيقه للإيمان، أو بمعاتبتي على ما فرطت، أو بنقص رتبتي عن بعض الوراث، أو بتعذيبي.
وحيث كانت العاقبة مجهولة، وتعذيب من لا ذنب له جائز عقلا - صح هذا الطلب منه عليه السلام، وقيل: يجوز أن يكون ذلك تعليما لغيره، وهو من الخزي بمعنى الهوان، أو من الخزاية -بفتح الخاء- بمعنى الحياء ﴿يوم يبعثون﴾ أي الناس كافة، والإضمار -وإن لم يسبق ذكرهم- لما في عموم البعث من الشهرة الفاشية المغنية عنه، وقيل: الضمير للضالين، والكلام من تتمة الدعاء لأبيه، كأنه قال: لا تخزني يوم يبعث الضالون وأبي فيهم، ولا يخفى أنه يجوز -على الأول- أن يكون من تتمة الدعاء لأبيه أيضا، واستظهر ذلك لأن الفصل بالدعاء لأبيه بين الدعوات لنفسه خلاف الظاهر، وعلى ما ذكر يكون قد دعا لأشد الناس التصاقا به بعد أن فرغ من الدعاء لنفسه.
[تفسير الآلوسي].
﴿إلا من أتى ٱلله بقلب سلیم﴾ [الشعراء ٨٩]
استثناء من أعم المفاعيل، و(من) محل نصب، أي: يوم لا ينفع مال - وإن كان مصروفا في الدنيا إلى وجوه البر والخيرات -ولا بنون- وإن كانوا صلحاء مستأهلين للشفاعة - أحدا إلا من أتى الله بقلب سليم عن مرض الكفر والنفاق ضرورة اشتراط نفع كل منهما بالإيمان، وفي هذا تأييد لكون استغفاره -عليه السلام- لأبيه طلبا لهدايته إلى الإيمان؛ لاستحالة طلب مغفرته بعد موته كافرا مع علمه -عليه السلام- بعدم نفعه لأنه من باب الشفاعة.
وقيل: هو استثناء من فاعل (ينفع) و(من) في محل رفع بدل منه، والكلام على تقدير مضاف إلى (من) أي: لا ينفع مال ولا بنون إلا مال وبنون من أتى الله بقلب سليم، حيث أنفق ماله في سبيل البر، وأرشد بنيه إلى الحق، وحثهم على الخير، وقصد بهم أن يكونوا عبادا لله تعالى مطيعين شفعاء له يوم القيامة.
وقيل: هو استثناء مما دل عليه المال والبنون دلالة الخاص على العام، أعني مطلق الغنى، والكلام بتقدير مضاف أيضا كأنه قيل: يوم لا ينفع غنى إلا غنى من أتى الله بقلب سليم، وغناه سلامة قلبه، وهو من الغنى الديني، وقد أشير إليه في بعض الأخبار.
أخرج أحمد، والترمذي، وابن ماجه، عن ثوبان قال: «لما نزلت: ﴿والذين يكنزون الذهب والفضة﴾ الآية قال بعض أصحاب رسول الله ﷺ: «لو علمنا أي المال خير اتخذناه، فقال رسول الله ﷺ: أفضله لسان ذاكر، وقلب شاكر، وزوجة صالحة تعين المؤمن على إيمانه».
وقيل: هو استثناء منقطع من (مال) والكلام أيضا على تقدير مضاف، أي: لا ينفع مال ولا بنون إلا حال من أتى الله بقلب سليم، والمراد بحاله سلامة قلبه، قال الزمخشري: ولا بد من تقدير المضاف ولو لم يقدر لم يحصل للاستثناء معنى، ومنع ذلك أبو حيان بأنه لو قدر مثلا: (لكن من أتى الله بقلب سليم يسلم أو ينتفع) يستقيم المعنى.
وأجاب عنه في الكشف بأن المراد أنه على طريق الاستثناء من (مال) لا يتحصل المعنى بدون تقدير المضاف، وما ذكره المانع استدراك (من) مجموع الجملة إلى جملة أخرى، وليس من المبحث في شيء، ولما لم يكن هذا مناسبا للمقام جعله الزمخشري مفروغا عنه فلم يلم عليه بوجه، وقد جوز اتصال الاستثناء بتقدير الحال على جعل الكلام من باب: تحية بينهم ضرب وجيع ومثاله أن يقال: هل لزيد مال وبنون؟ فتقول: ماله وبنوه سلامة قلبه، تريد نفي المال والبنين عنه وإثبات سلامة القلب بدلا عن ذلك.
هذا، وكون المراد من القلب السليم القلب السليم عن مرض الكفر والنفاق هو المأثور عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة وابن سيرين وغيرهم، وقال الإمام: هو الخالي عن العقائد الفاسدة والميل إلى شهوات الدنيا ولذاتها، ويتبع ذلك الأعمال الصالحات؛ إذ من علامة سلامة القلب تأثيرها في الجوارح.
وقال سفيان: هو الذي ليس فيه غير الله -عز وجل-.
وقال الجنيد -قدس سره-: هو اللديغ من خشية الله تعالى، القلق المنزعج من مخافة القطيعة.
وشاع إطلاق السليم في لسان العرب على اللديغ، وقيل: هو الذي سلم من الشرك والمعاصي، وسلم نفسه لحكم الله تعالى، وسالم أولياءه وحارب أعداءه، وأسلم حيث نظر، فعرف واستسلم وانقاد لله تعالى وأذعن لعبادته سبحانه، والأنسب بالمقام المعنى المأثور وما ذكر من تأويلات الصوفية وقال في الكشاف -فيما نقل عن الجنيد قدس سره وما بعده-: إنه من بدع التفاسير، وصدقه أبو حيان بذلك في شأن الأول.
[تفسير الآلوسي].
استثناء من أعم المفاعيل، و(من) محل نصب، أي: يوم لا ينفع مال - وإن كان مصروفا في الدنيا إلى وجوه البر والخيرات -ولا بنون- وإن كانوا صلحاء مستأهلين للشفاعة - أحدا إلا من أتى الله بقلب سليم عن مرض الكفر والنفاق ضرورة اشتراط نفع كل منهما بالإيمان، وفي هذا تأييد لكون استغفاره -عليه السلام- لأبيه طلبا لهدايته إلى الإيمان؛ لاستحالة طلب مغفرته بعد موته كافرا مع علمه -عليه السلام- بعدم نفعه لأنه من باب الشفاعة.
وقيل: هو استثناء من فاعل (ينفع) و(من) في محل رفع بدل منه، والكلام على تقدير مضاف إلى (من) أي: لا ينفع مال ولا بنون إلا مال وبنون من أتى الله بقلب سليم، حيث أنفق ماله في سبيل البر، وأرشد بنيه إلى الحق، وحثهم على الخير، وقصد بهم أن يكونوا عبادا لله تعالى مطيعين شفعاء له يوم القيامة.
وقيل: هو استثناء مما دل عليه المال والبنون دلالة الخاص على العام، أعني مطلق الغنى، والكلام بتقدير مضاف أيضا كأنه قيل: يوم لا ينفع غنى إلا غنى من أتى الله بقلب سليم، وغناه سلامة قلبه، وهو من الغنى الديني، وقد أشير إليه في بعض الأخبار.
أخرج أحمد، والترمذي، وابن ماجه، عن ثوبان قال: «لما نزلت: ﴿والذين يكنزون الذهب والفضة﴾ الآية قال بعض أصحاب رسول الله ﷺ: «لو علمنا أي المال خير اتخذناه، فقال رسول الله ﷺ: أفضله لسان ذاكر، وقلب شاكر، وزوجة صالحة تعين المؤمن على إيمانه».
وقيل: هو استثناء منقطع من (مال) والكلام أيضا على تقدير مضاف، أي: لا ينفع مال ولا بنون إلا حال من أتى الله بقلب سليم، والمراد بحاله سلامة قلبه، قال الزمخشري: ولا بد من تقدير المضاف ولو لم يقدر لم يحصل للاستثناء معنى، ومنع ذلك أبو حيان بأنه لو قدر مثلا: (لكن من أتى الله بقلب سليم يسلم أو ينتفع) يستقيم المعنى.
وأجاب عنه في الكشف بأن المراد أنه على طريق الاستثناء من (مال) لا يتحصل المعنى بدون تقدير المضاف، وما ذكره المانع استدراك (من) مجموع الجملة إلى جملة أخرى، وليس من المبحث في شيء، ولما لم يكن هذا مناسبا للمقام جعله الزمخشري مفروغا عنه فلم يلم عليه بوجه، وقد جوز اتصال الاستثناء بتقدير الحال على جعل الكلام من باب: تحية بينهم ضرب وجيع ومثاله أن يقال: هل لزيد مال وبنون؟ فتقول: ماله وبنوه سلامة قلبه، تريد نفي المال والبنين عنه وإثبات سلامة القلب بدلا عن ذلك.
هذا، وكون المراد من القلب السليم القلب السليم عن مرض الكفر والنفاق هو المأثور عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة وابن سيرين وغيرهم، وقال الإمام: هو الخالي عن العقائد الفاسدة والميل إلى شهوات الدنيا ولذاتها، ويتبع ذلك الأعمال الصالحات؛ إذ من علامة سلامة القلب تأثيرها في الجوارح.
وقال سفيان: هو الذي ليس فيه غير الله -عز وجل-.
وقال الجنيد -قدس سره-: هو اللديغ من خشية الله تعالى، القلق المنزعج من مخافة القطيعة.
وشاع إطلاق السليم في لسان العرب على اللديغ، وقيل: هو الذي سلم من الشرك والمعاصي، وسلم نفسه لحكم الله تعالى، وسالم أولياءه وحارب أعداءه، وأسلم حيث نظر، فعرف واستسلم وانقاد لله تعالى وأذعن لعبادته سبحانه، والأنسب بالمقام المعنى المأثور وما ذكر من تأويلات الصوفية وقال في الكشاف -فيما نقل عن الجنيد قدس سره وما بعده-: إنه من بدع التفاسير، وصدقه أبو حيان بذلك في شأن الأول.
[تفسير الآلوسي].
Forwarded from قناة أحمد عبد المنعم
(قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد ﷺ: قل يا محمد، لهؤلاء المنافقين الذين وصفتُ لك صفتهم وبينت لك أمرهم: هل تنتظرون بنا إلا إحدى الخَلَّتين اللتين هما أحسن من غيرهما، إما ظفرًا بالعدو وفتحًا لنا بِغَلَبَتِناهم، ففيها الأجر والغنيمة والسلامة = وإما قتلا من عدوِّنا لنا، ففيه الشهادة، والفوز بالجنة، والنجاة من النار. وكلتاهما مما نُحبُّ ولا نكره.
الطبري
.......
﴿إلا إحْدى الحُسْنَيَيْنِ﴾ أيْ: وهي أنْ نُصِيبَ أعْداءَنا فَنَظْفَرَ ونَغْنَمَ ونُؤْجَرَ أوْ يُصِيبُونا بِقَتْلٍ أوْ غَيْرِهِ فَنُؤْجَرَ،
وكِلا الأمْرَيْنِ حَسَنٌ: أمّا السَّرّاءُ الَّتِي تُوافِقُونَنا عَلى حُسْنِها فَأمْرُها واضِحٌ، وأمّا الضَّرّاءُ فَمُوجِبَةٌ لِرِضى الله عَنّا ومَثُوبَتِهِ لَنا بِالصَّبْرِ عَلَيْها ورِضانا بِها إجْلالًا لَهُ وتَسْلِيمًا لِأمْرِهِ فَهي حُسْنى كَما نَعْلَمُ لا سُوأى كَما تَتَوَهَّمُونَ.
البقاعي
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد ﷺ: قل يا محمد، لهؤلاء المنافقين الذين وصفتُ لك صفتهم وبينت لك أمرهم: هل تنتظرون بنا إلا إحدى الخَلَّتين اللتين هما أحسن من غيرهما، إما ظفرًا بالعدو وفتحًا لنا بِغَلَبَتِناهم، ففيها الأجر والغنيمة والسلامة = وإما قتلا من عدوِّنا لنا، ففيه الشهادة، والفوز بالجنة، والنجاة من النار. وكلتاهما مما نُحبُّ ولا نكره.
الطبري
.......
﴿إلا إحْدى الحُسْنَيَيْنِ﴾ أيْ: وهي أنْ نُصِيبَ أعْداءَنا فَنَظْفَرَ ونَغْنَمَ ونُؤْجَرَ أوْ يُصِيبُونا بِقَتْلٍ أوْ غَيْرِهِ فَنُؤْجَرَ،
وكِلا الأمْرَيْنِ حَسَنٌ: أمّا السَّرّاءُ الَّتِي تُوافِقُونَنا عَلى حُسْنِها فَأمْرُها واضِحٌ، وأمّا الضَّرّاءُ فَمُوجِبَةٌ لِرِضى الله عَنّا ومَثُوبَتِهِ لَنا بِالصَّبْرِ عَلَيْها ورِضانا بِها إجْلالًا لَهُ وتَسْلِيمًا لِأمْرِهِ فَهي حُسْنى كَما نَعْلَمُ لا سُوأى كَما تَتَوَهَّمُونَ.
البقاعي
﴿وَما بَدَّلًوا تَبْديلا﴾.
ما غيروا العهد الذي عاقدوا ربهم تغييرا، كما غيره المعوّقون القائلون لإخوانهم: هلمّ إلينا، والقائلون: إن بيوتنا عورة. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
[الطبري].
ما غيروا العهد الذي عاقدوا ربهم تغييرا، كما غيره المعوّقون القائلون لإخوانهم: هلمّ إلينا، والقائلون: إن بيوتنا عورة. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
[الطبري].
Forwarded from أمير الشعراء أحمد شوقي
رَكَزوا رُفَاتَكَ في الرّمالِ لِواءَ
يستنْهضُوالوادي صباحَ مساءَ
يا وَيْحَهُمْ ! نصبوا منارًا من دَمٍ
يوحي إلى جِيل الغد البغضاءَ
خُيّرْتَ فاخترتَ المبيتَ على الطوى
لم تَجْنِ مالًا أو تَلُمَّ ثراءَ
إنّ البطولةَ أن تموت من الظما
ليس البطولةُ أن تَعُبَّ الماء
أمير الشعراء أحمد شوقي!
يستنْهضُوالوادي صباحَ مساءَ
يا وَيْحَهُمْ ! نصبوا منارًا من دَمٍ
يوحي إلى جِيل الغد البغضاءَ
خُيّرْتَ فاخترتَ المبيتَ على الطوى
لم تَجْنِ مالًا أو تَلُمَّ ثراءَ
إنّ البطولةَ أن تموت من الظما
ليس البطولةُ أن تَعُبَّ الماء
أمير الشعراء أحمد شوقي!