التنبيه على ضعف قصة يستدل بها القبوريون من الأحناف وغيرهم على جواز التوسل والدعاء عند قبر أبي حنيفة وغيره من الصالحين وينسبون ذلك الصنيع كذبا للإمام الشافعي رحمه الله تعالى:
- قال الخطيب البغدادي في " تاريخ مدينة السلام " ١ /٤٤٥
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْد الله الحسين بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد الصيمري، قَالَ: أَخبرنا عُمَر بْن إِبْرَاهِيمَ المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا مكرم بْن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بْن إسحاق بْن إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن ميمون، قَالَ: سمعت الشافعي، يقول: إني لأتبرك بأبي حنيفة وأجيء إِلَى قبره في كل يوم، يَعْنِي زائرا، فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين، وجئت إِلَى قبره وسألت الله تعالى الحاجة عنده، فما تبعد عني حتى تقضى. اه‍ـ
- أحوال رجال الإسناد:
- الحسين بن علي بن محمد الصيمري توفي ٤٣٦ه‍ـ
قال الخطيب في تاريخ مدينة السلام ٤١١٦:
كتبت عنه وكان صدوقا وافر العقل .
- عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير بن هارون المقرئ توفي ٣٩٠ه‍ـ
قال الخطيب في تاريخ مدينة السلام ٥٩٨٤:
كان ثقة ينزل ناحية نهر الدجاج .
- مكرم بن أحمد بن محمد بن مكرم توفي ٣٤٥
قال الخطيب في تاريخ مدينة السلام ٧١٤٢ :
كان ثقة .ا ه‍ـ
قلت: هو من نسب إليه جمع فضائل أبي حنيفة والذي أورد فيه هذا الأثر وعنه رواه الخطيب في تاريخه.
قال الخطيب في تاريخ مدينة السلام ٥ /٣٣٨ :
حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِم الأَزْهَرِيّ، قَالَ: سئل أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن عُمَر الدَّارَقُطْنِيّ، وأنا أسمع عَنْ جمع مكرم بْن أَحْمَدَ فضائل أَبِي حنيفة، فَقَالَ: موضوع كله كذب، وضعه أَحْمَد بْن المغلس الحماني، قرابة جبارة، وَكَانَ فِي الشرقية. اه‍ـ
- وأحمد بن الصلت بن المغلس الحماني قال الذهبي في تاريخ الإسلام ٣٦٨ :
أحاديثه باطلة وضعها .اه‍ـ
- وقال ابن عدي رأيته ببغداد يحدث عن ثابت الزاهد وعبد الصمد بن النعمان وغيرهما ممن مات قبل أن يولد بدهر ، ما رأيت في الكذابين أقل حياء منه .
عمر بن إسحاق بن إبراهيم لا يعرف مجهول
علي بن ميمون الرقي ألو الحسن العطار ت٢٤٦
ثقة وثقه الحافظ في التقريب .
- قال الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني في " التنكيل"(١ /٥٩-٦٠) علي بن ميمون الرقي يروي عن بعض مشايخ الشافعي ونحوهم وهو موثق لكن لا نعرف له رواية عن الشافعي وقد راجعت توالي التأسيس لابن حجر لأنه حاول فيها استيعاب الرواة عن الشافعي فلم أجد فيهم علي بن ميمون لا الرقي ولا غيره .اه‍ـ
-فالأثر إذن معل بأمور :
أولها : أنه من كتاب فضائل أبي حنيفة وهو كما قال الدارقطني في سؤال الأزهري : موضوع كله كذب وضعه أحمد بن المغلس الحماني.
ثانيها : عمر بن إسحاق بن إبراهيم مجهول لا يعرف .
ثالثها : علي بن ميمون الرقي لا تعرف له رواية عن الشافعي .
- هذا حال الأثر من حيث السند فهو لا يثبت .

-وأما من حيث المتن فمثل هذا لا يصح أن بنسب للإمام الشافعي وهو معروف عنه ضد ذلك فهو القائل في كتابه " الأم" (١/ ٣١٧) :
وَأَكْرَهُ أَنْ يُبْنَى عَلَى الْقَبْرِ مَسْجِدٌ، وَأَنْ يُسَوَّى أَوْ يُصَلَّى عَلَيْهِ، وَهُوَ غَيْرُ مُسَوًّى أَوْ يُصَلَّى إلَيْهِ (قَالَ) : وَإِنْ صَلَّى إلَيْهِ أَجْزَأَهُ، وَقَدْ أَسَاءَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ «قَاتَلَ اللَّهُ الْيَهُودَ، وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ لَا يَبْقَى دِينَانِ بِأَرْضِ الْعَرَبِ» .
قَالَ : وَأَكْرَهُ هَذَا لِلسُّنَّةِ، وَالْآثَارِ، وَأَنَّهُ كُرِهَ وَاَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ أَنْ يُعَظَّمَ أَحَدٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ يَعْنِي يُتَّخَذُ قَبْرُهُ مَسْجِدًا، وَلَمْ تُؤْمَنْ فِي ذَلِكَ الْفِتْنَةُ، وَالضَّلَالُ عَلَى مَنْ يَأْتِي بَعْدُ فَكُرِهَ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ لِئَلَّا يُوطَأَ فَكُرِهَ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ لِأَنَّ مُسْتَوْدَعَ الْمَوْتَى مِنْ الْأَرْضِ لَيْسَ بِأَنْظَفِ الْأَرْضِ، وَغَيْرُهُ مِنْ الْأَرْضِ أَنْظَفُ اه‍ـ
فكيف يكون هذا صنيعه بعد قوله هذا ؟
- قال الشيخ المعلمي في التنكيل (١ /٦٠) بعد حكمه على إسناد هذه الرواية :
هذا حال السند، ولا يخفى على ذي معرفة أنه لا يثبت بمثله شيء، ويؤكد ذلك حال القصة، فإن زيارته قبر أبي حنيفة كل يوم بعيد في العادة، وتحريه قصده للدعاء عنده بعيد أيضاً، إنما يعرف تحري القبور لسؤال الحوائج عندها بعد عصر الشافعي بمدة، فأما تحري الصلاة عنده فأبعد وأبعد. اه‍ـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في " اقتضاء الصراط المستقيم" (٢/ ٢٠٦) :
وهذا كذلك معلوم كذبه بالاضطرار عند من له أدنى معرفة بالنقل، فإن الشافعي لما قدم بغداد لم يكن ببغداد قبر ينتاب للدعاء عنده البتة، بل ولم يكن هذا على عهد الشافعي معروفا، وقد رأى الشافعي بالحجاز واليمن والشام والعراق ومصر من قبور الأنبياء والصحابة والتابعين، من كان أصحابها عنده وعند المسلمين، أفضل من أبي حنيفة،

وأمثاله من العلماء. فما باله لم يتوخَّ الدعاء إلا عنده ؟ ثم أصحاب أبي حنيفة الذين أدركوه، مثل أبي يوسف ومحمد وزفر والحسن بن زياد وطبقتهم، لم يكونوا يتحرون الدعاء، لا عند قبر أبي حنيفة ولا غيره.
ثم قد تقدم عند الشافعي ما هو ثابت في كتابه من كراهة تعظيم قبور المخلوقين خشية الفتنة بها، وإنما يضع مثل هذه الحكايات من يقل علمه ودينه. اه‍ـ
والله أعلم
وكتب أبو عبد الله عمرو بن فهمي الأنبابي .

السحر يستخرج من أي مكان ، والمقبرة أكثر الأماكن امتلاء بالسحر.

وقد استخرج رسول الله ﷺ السحر من بئر ذروان.

سؤال :

ما حكم الشرع  في حملات تنظيف المقابر من اعمال السحر التي انتشرت مؤخرا في بلادنا.

الجواب :
نعم من باب تطبيق حديث: "لا ضرر ولا ضرار"، وما يتفرع عنه من قاعدة: الضرر يزال.

ومن باب حفظ الدين والنفس والعقل للناس؛

فإن إزالة هذه الأمور المؤذية من المقابر إذا علم بها وتؤكد منها من الواجبات، التي لا ينبغي أن يتأخر عنها،

ويحتسب القائم بذلك الأجر والثواب عند الله.

وليكن من أهل الدراية بذلك حتى لا يتضرر هو بنفسه من هذا العمل.

وليحافظ على التحصينات الشرعية،

ويرجع إلى أهل الخبرة في ذلك.

سلم الله المسلمين من شر كل ذي شر. .

ملحوظة : ويتم ذلك بالتنسيق مع الجهات المسؤولة من جهة ولاة الأمر، حتى لا يكون فيه تعارض أو مشاكل من هذا الباب هذا هو الأصل ، بارك الله فيكم.

محمد بازمول
23 من ذي القعدة 1446ه،

....
https://www.group-telegram.com/tawhid_alg.com

انتبة اذا اقبلت مواسم الخير فاغتنم ‼️

🎙لفضيلة الشيخ:
أ.د. عبدالرزاق البدر حفظه اللّٰه •

....
https://www.group-telegram.com/tawhid_alg.com