group-telegram.com/islammostafaablelmagid/1217
Last Update:
انتشر في بعض الأوساط العلمية كلام لأحد الدعاة يُوحي بالتهوين من باب توحيد الأسماء والصفات، وأنه لا ينبغي الجدل فيه والاختلاف وإعطائه أكبر من حجمه، ثم ضرب مثالًا فقال:
[يعني قوله تعالى: {بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء} يفهمها الجميع كدلالة على كرم الله وجوده وعطائه، لا داع لأن نقول هناك يد أم لا]
واحتاج هذا إلى نوع من التنبيه على بعض الملاحظات المتعلقة بهذا الكلام:
- المتكلم معذور في أن كلامه أتى (كرد فعل) لمن غالى في الحكم على المخالف في باب الصفات حتى بلغ به الأمر إلى تكفير الأئمة كالنووي وابن حجر -عليهم رحمة الله تعالى- ممن وقع في بعض التأويلات الكلامية موافقة للمتكلمين.
ولكن ينبغي عند الرد على الغلاة أن ننضبط بطريقة أهل السنة (الوسطية) وألا يكون الرد بغلو يؤدي إلى غلو مضاد.
- المتقدمون من أهل العلم متكاثرون على إثبات الصفات على سبيل التفصيل، بل ويحددون الصفات المثبتة في كتبهم: اليدين، الوجه، العينين، الرحمة، الغضب، الضحك.. الخ
- فرق بين باب إثبات الأسماء والصفات الذي هو من العقائد التي يجب إثباتها وينبغي تعلمها والتنبيه عليها، وبين باب الجدل الكلامي، والمناظرات بالحجج العقلية التي -فعلًا- قد تأخذ أكبر من حجمها في الدرس العقدي، حتى تحول هذا الباب إلى (جدل كلامي)، ولعل المتكلم قصد استنكار هذا، فلم يوفق في العبارة.
- لا تعارض بين كون قوله تعالى: {بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء} يعني أنه كريم وجواد وبين أن هذا التعبير لا يتجوز إلا لمن له يد حقيقية.
قال ابن تيمية: [ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻬﻢ -أي في لغة العرب- ﺇﺫا ﻗﺎﻟﻮا: ﺑﻴﺪﻩ اﻟﻤﻠﻚ، ﺃﻭ ﻋﻤﻠﺘﻪ ﻳﺪاﻙ، ﻓﻬﻤﺎ ﺷﻴﺌﺎﻥ:
ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ: ﺇﺛﺒﺎﺕ اﻟﻴﺪ.
ﻭاﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺇﺿﺎﻓﺔ اﻟﻤﻠﻚ ﻭاﻟﻌﻤﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ.
ﻭاﻟﺜﺎﻧﻲ ﻳﻘﻊ ﻓﻴﻪ اﻟﺘﺠﻮﺯ ﻛﺜﻴﺮا، ﺃﻣﺎ اﻷﻭﻝ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻄﻠﻘﻮﻥ ﻫﺬا اﻟﻜﻼﻡ ﺇﻻ ﻟﺠﻨﺲ ﻟﻪ ﻳﺪ ﺣﻘﻴﻘﺔ، ﻭﻻ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻳﺪ اﻟﻬﻮﻯ ﻭﻻ ﻳﺪ اﻟﻤﺎء.
ﻓﻬﺐ ﺃﻥ ﻗﻮﻟﻪ: {ﺑﻴﺪﻩ اﻟﻤﻠﻚ} ﻗﺪ ﻋﻠﻢ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ اﻟﻤﺮاﺩ ﺑﻘﺪﺭﺗﻪ، ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﺘﺠﻮﺯ ﺑﺬﻟﻚ ﺇﻻ ﻟﻤﻦ ﻟﻪ ﻳﺪ ﺣﻘﻴﻘﺔ]
BY قناة| إسلام مصطفى عبد المجيد
Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260
Share with your friend now:
group-telegram.com/islammostafaablelmagid/1217