Telegram Group & Telegram Channel
الحرُّ إن يَّدْنُ عادٍ مِن حِمَاهُ حَمِيْ
وإن يَّرُمْ أَنفَهُ مستكبرٌ يَرِمِ

لا يعرفُ العفوَ، إلا عَفْوَ مُقْتَدِرٍ
ولا الجَهَالةَ إلا جَهْلَ مُنْتَقِمِ

والعَفْوُ إن يَّـنتَزِعْهُ العَجْزُ ليسَ سِوى
ذُلٍّ، وإن رَّقَّعوُهُ العزَّ يَنْخَرِمِ

وإنَّ أَوْلى حِمًى يَحميه ذو أَنَفٍ
عِرضُ الرسولِ النقيِّ الطاهرِ الشِّيَمِ

نفسي الفِداءُ لِعِرْضٍ جَلَّ صاحبهُ
عن قَالَةٍ مِن زَنيمٍ غُشَّ في الرَّحِمِ

نفسي لِعِرْضِ رَسولِ اللهِ مُرْخَصَةٌ
وقَلَّ لو طُلَّ دون الذَّبِّ عنهُ دَمي

لو كنتُ أَمْلِكُ غيرَ القولِ ما ادَّخَرَتْ
يَدي، وعَيني على الإغْضَاءِ لم تَنَمِ

فإنْ عَجَزْتُ عن الأَرْمَاحِ أَشْرَعُها
فلستُ أَعْجِزُ عن شَرْعِيْ شَبَا قَلَمي

حسبي الذي أَقْدَرَ اللهُ عليه يدي
واللهُ يَعلم قَصْدَ العاجزِ الأَضِمِ

يَكِلُّ فِكْري إذا حَمَّلْتُهُ شَرَفًا
تَضيقُ عنه -إذا حَمَّلْتُها- كَلِمِي

مَنارةً، شَيَّدَ اللهُ مَراسِيَها
كالشمسِ في الصبح أو كالبدر في الظُّلَمِ

وسيرةً، إن نُّجِلْ فيها بَصائِرَنا
تَفَتَّقَتْ، كانفِتاقِ الأرضِ للدِّيَمِ

فضائلًا، مُنطِقَاتٍ كلَّ ذي خَرَسٍ
شمائلًا، مُسْمعاتٍ كلَّ ذي صَمَمِ

فبين مُلْتَمِسٍ نُورًا بِمُضَطَرِمٍ
وغارفٍ حِكمةً من فَيْضِ مُلْتَطِمِ

وذائقٍ بِدَعَ الألفاظِ، ما سَمَحَتْ
بها قَرائحُ قَبلًا، أو جَرَتْ بِفَمِ

لو كان يُسجَدُ للقولِ البليغِ، لَمَا
رفعتَ رأسَكَ عن نوابغِ الكَلِمِ

إن كان لم يُجْرِ في أقوالِهِ قَلَمًا
فكم جرى خلفَهُ للناسِ مِن قَلَمِ؟

لولا أَفَانينُ قَولٍ كان يُبْدِعُها
لَمَا رَوَينا لهُ قَوْلًا سِوى "نَعَمِ"

واصْدَعْ بِذِكْرِكَ أيامًا لهُ، تَرَكَتْ
في أَلْسُنِ الدهرِ حَرفًا غيرَ مُدَّغَمِ

واذكُرْ بِنَجْدَتِهِ مَغَازِيًا، كَشَفَتْ
وجهَ الضَّلال بثَغْرٍ فُرَّ عن هَتَمِ

وارفَعْ مآثِرَهُ اللاتي يُكادُ لها
يَلُحْ لِوَجْهِكَ منها وَجْهُ مُبتسمِ

ألم تكُ الأرضُ قبل الوَحْيِ مُقْعَدَةً
حتى أقامَ نَواحِيها على قَدَمِ؟

قد قَسَّمَ اللهُ بين الَخلْقِ فَضْلَهُمُ
والفَضْلُ فيه جَميعٌ غيرُ مُقْتَسَمِ

قد خصَّهُ اللهُ بالقُربى، وفضَّلَهُ
على البريَّةِ فَضْلَ البُرْءِ في السَّقَمِ

مِن غيرِ كَسْبٍ، ولكن مَّـحْضُ مِنَّـتِهِ
ومَن يَّرُمْ مِنَّةَ الرحمنِ يَنقَصِمِ

يا خيرَ مُتَّصِفٍ بالفضل مُتَّسِمِ
إني بذكرِكَ أخشى زَلَّةَ القلمِ

ودِدتُّ لو أنني مُسْتَرسِلٌ أبدًا
حتى أُشَرِّفَ من ذِكرِ النبيِّ فَمِي

لكنَّ هذا مَقامٌ لا يَقومُ لَهُ
إلا لسانُ مُلَقًّى مِن لَدُنْ حَكَمِ

وما لساني بـِمُوْفٍ حَقَّ مِدْحَتِهِ
وإن وَسَمْتُ بهِ أعداءَهُ يَسِمِ

وإن ضربتُ به عِرضَ الزَّنيمِ فما
يُبقي، فكيف بِعِرْضٍ غيرِ مُلْتَئِمِ؟

لكنْ أُجِلُّ مَقامًا فيه أَمْدَحُهُ
عن ذِكْرِ شانئِهِ الـمُسْتَوْبَلِ الوَخِمِ

أدنى لِشَاتِمِهِ نَيْلُ السماءِ، فكم
بين اليقين وبين الظنِّ والتُّهَمِ؟

وبين فَقْعٍ بِقَاعٍ دُونَهُ أَكَمٌ
وبين خَفْقِ سَنَا نارٍ على علَمِ؟

أَيبتلي أمّةَ الإسلامِ مَن غبَرتْ
تَسوسُهُ، قبل غَمْدِ العُرْبِ للخُذُمِ؟

وقبلَ ترقيعِ دُنياهُمْ بِدينِهمُ
وأَخْذِهِمْ دون حَقِّ اللهِ بالوَهَمِ

ومِن دِمانا الثَّرى يُسْقى، ولو صَبروا
عمَّا قليلٍ يَرَوْا مِنَّا غِراسَ دَمِ

تُجْنى -وأطْيِبْ بها!- ثَأرًا، مُعَجَّلَةً
آثارُه بِطُلًى إن لَّا تُبَـنْ تُنَمِ

فليس يشفي غليلَ الظامئين سوى
وَصْلِ الوجودِ -بضربِ الهامِ- بالعدَمِ

ونَصْبِ كلِّ فصيحِ الضربِ مُنصَلِتٍ
"فالمجد للسيف ليس المجد للقلمِ"

الجمعة ١٤٤٢/٣/٦



group-telegram.com/ayuobh/433
Create:
Last Update:

الحرُّ إن يَّدْنُ عادٍ مِن حِمَاهُ حَمِيْ
وإن يَّرُمْ أَنفَهُ مستكبرٌ يَرِمِ

لا يعرفُ العفوَ، إلا عَفْوَ مُقْتَدِرٍ
ولا الجَهَالةَ إلا جَهْلَ مُنْتَقِمِ

والعَفْوُ إن يَّـنتَزِعْهُ العَجْزُ ليسَ سِوى
ذُلٍّ، وإن رَّقَّعوُهُ العزَّ يَنْخَرِمِ

وإنَّ أَوْلى حِمًى يَحميه ذو أَنَفٍ
عِرضُ الرسولِ النقيِّ الطاهرِ الشِّيَمِ

نفسي الفِداءُ لِعِرْضٍ جَلَّ صاحبهُ
عن قَالَةٍ مِن زَنيمٍ غُشَّ في الرَّحِمِ

نفسي لِعِرْضِ رَسولِ اللهِ مُرْخَصَةٌ
وقَلَّ لو طُلَّ دون الذَّبِّ عنهُ دَمي

لو كنتُ أَمْلِكُ غيرَ القولِ ما ادَّخَرَتْ
يَدي، وعَيني على الإغْضَاءِ لم تَنَمِ

فإنْ عَجَزْتُ عن الأَرْمَاحِ أَشْرَعُها
فلستُ أَعْجِزُ عن شَرْعِيْ شَبَا قَلَمي

حسبي الذي أَقْدَرَ اللهُ عليه يدي
واللهُ يَعلم قَصْدَ العاجزِ الأَضِمِ

يَكِلُّ فِكْري إذا حَمَّلْتُهُ شَرَفًا
تَضيقُ عنه -إذا حَمَّلْتُها- كَلِمِي

مَنارةً، شَيَّدَ اللهُ مَراسِيَها
كالشمسِ في الصبح أو كالبدر في الظُّلَمِ

وسيرةً، إن نُّجِلْ فيها بَصائِرَنا
تَفَتَّقَتْ، كانفِتاقِ الأرضِ للدِّيَمِ

فضائلًا، مُنطِقَاتٍ كلَّ ذي خَرَسٍ
شمائلًا، مُسْمعاتٍ كلَّ ذي صَمَمِ

فبين مُلْتَمِسٍ نُورًا بِمُضَطَرِمٍ
وغارفٍ حِكمةً من فَيْضِ مُلْتَطِمِ

وذائقٍ بِدَعَ الألفاظِ، ما سَمَحَتْ
بها قَرائحُ قَبلًا، أو جَرَتْ بِفَمِ

لو كان يُسجَدُ للقولِ البليغِ، لَمَا
رفعتَ رأسَكَ عن نوابغِ الكَلِمِ

إن كان لم يُجْرِ في أقوالِهِ قَلَمًا
فكم جرى خلفَهُ للناسِ مِن قَلَمِ؟

لولا أَفَانينُ قَولٍ كان يُبْدِعُها
لَمَا رَوَينا لهُ قَوْلًا سِوى "نَعَمِ"

واصْدَعْ بِذِكْرِكَ أيامًا لهُ، تَرَكَتْ
في أَلْسُنِ الدهرِ حَرفًا غيرَ مُدَّغَمِ

واذكُرْ بِنَجْدَتِهِ مَغَازِيًا، كَشَفَتْ
وجهَ الضَّلال بثَغْرٍ فُرَّ عن هَتَمِ

وارفَعْ مآثِرَهُ اللاتي يُكادُ لها
يَلُحْ لِوَجْهِكَ منها وَجْهُ مُبتسمِ

ألم تكُ الأرضُ قبل الوَحْيِ مُقْعَدَةً
حتى أقامَ نَواحِيها على قَدَمِ؟

قد قَسَّمَ اللهُ بين الَخلْقِ فَضْلَهُمُ
والفَضْلُ فيه جَميعٌ غيرُ مُقْتَسَمِ

قد خصَّهُ اللهُ بالقُربى، وفضَّلَهُ
على البريَّةِ فَضْلَ البُرْءِ في السَّقَمِ

مِن غيرِ كَسْبٍ، ولكن مَّـحْضُ مِنَّـتِهِ
ومَن يَّرُمْ مِنَّةَ الرحمنِ يَنقَصِمِ

يا خيرَ مُتَّصِفٍ بالفضل مُتَّسِمِ
إني بذكرِكَ أخشى زَلَّةَ القلمِ

ودِدتُّ لو أنني مُسْتَرسِلٌ أبدًا
حتى أُشَرِّفَ من ذِكرِ النبيِّ فَمِي

لكنَّ هذا مَقامٌ لا يَقومُ لَهُ
إلا لسانُ مُلَقًّى مِن لَدُنْ حَكَمِ

وما لساني بـِمُوْفٍ حَقَّ مِدْحَتِهِ
وإن وَسَمْتُ بهِ أعداءَهُ يَسِمِ

وإن ضربتُ به عِرضَ الزَّنيمِ فما
يُبقي، فكيف بِعِرْضٍ غيرِ مُلْتَئِمِ؟

لكنْ أُجِلُّ مَقامًا فيه أَمْدَحُهُ
عن ذِكْرِ شانئِهِ الـمُسْتَوْبَلِ الوَخِمِ

أدنى لِشَاتِمِهِ نَيْلُ السماءِ، فكم
بين اليقين وبين الظنِّ والتُّهَمِ؟

وبين فَقْعٍ بِقَاعٍ دُونَهُ أَكَمٌ
وبين خَفْقِ سَنَا نارٍ على علَمِ؟

أَيبتلي أمّةَ الإسلامِ مَن غبَرتْ
تَسوسُهُ، قبل غَمْدِ العُرْبِ للخُذُمِ؟

وقبلَ ترقيعِ دُنياهُمْ بِدينِهمُ
وأَخْذِهِمْ دون حَقِّ اللهِ بالوَهَمِ

ومِن دِمانا الثَّرى يُسْقى، ولو صَبروا
عمَّا قليلٍ يَرَوْا مِنَّا غِراسَ دَمِ

تُجْنى -وأطْيِبْ بها!- ثَأرًا، مُعَجَّلَةً
آثارُه بِطُلًى إن لَّا تُبَـنْ تُنَمِ

فليس يشفي غليلَ الظامئين سوى
وَصْلِ الوجودِ -بضربِ الهامِ- بالعدَمِ

ونَصْبِ كلِّ فصيحِ الضربِ مُنصَلِتٍ
"فالمجد للسيف ليس المجد للقلمِ"

الجمعة ١٤٤٢/٣/٦

BY أيوب الجهني




Share with your friend now:
group-telegram.com/ayuobh/433

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

The original Telegram channel has expanded into a web of accounts for different locations, including specific pages made for individual Russian cities. There's also an English-language website, which states it is owned by the people who run the Telegram channels. Founder Pavel Durov says tech is meant to set you free The regulator said it had received information that messages containing stock tips and other investment advice with respect to selected listed companies are being widely circulated through websites and social media platforms such as Telegram, Facebook, WhatsApp and Instagram. Apparently upbeat developments in Russia's discussions with Ukraine helped at least temporarily send investors back into risk assets. Russian President Vladimir Putin said during a meeting with his Belarusian counterpart Alexander Lukashenko that there were "certain positive developments" occurring in the talks with Ukraine, according to a transcript of their meeting. Putin added that discussions were happening "almost on a daily basis." At this point, however, Durov had already been working on Telegram with his brother, and further planned a mobile-first social network with an explicit focus on anti-censorship. Later in April, he told TechCrunch that he had left Russia and had “no plans to go back,” saying that the nation was currently “incompatible with internet business at the moment.” He added later that he was looking for a country that matched his libertarian ideals to base his next startup.
from tw


Telegram أيوب الجهني
FROM American