Telegram Group & Telegram Channel
إضاءات منهجية ومعايير توعوية ،،،

التحدي الكبير .. رفع مستوى الوعي الجمعي

تشير النوازل التي تحل بأمتنا العربية والإسلامية في السودان واليمن ومصر والخليج والعراق وفلسطين وعموم الشام، إلى أن شعوبنا تعيش حقبة هي من أقسى الحقب من حيث ظروفها السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية.

ومن الطبيعي أن الغرب الذي يدرك قيمة تاريخ وجغرافيا بلادنا وحيوية شعوبنا قارئ لشكل وحجم الريادة الحضارية التي قادها المسلمون لأطول مدة في تاريخ الحضارات البشرية، ولذلك فهو يحاول من خلال مشاريع عديدة، كالمشروع الصهيوني، والمشروع القومي العلماني، ومشروع ولي الفقيه، أن يمنع ولادة أي نموذج نهضوي يعبر عن ثقافة الأمة القائمة على الإسلام، ومرتبط بوحدتها السياسية، والمشاريع الثلاثة المعادية المذكورة تتفق في العنصرين اللذين يستهدفها المشروع الغربي الصليبي الذي تقوده أمريكا حاليا.

أما إن ولد نموذج نهضوي في الأمة في ظرف ما، فإن الغرب الصليبي يحاول تشويهه فكريا من خلال مشروع العلمنة، وسياسيا من خلال فك ارتباطه بمفهوم وحدة الأمة السياسية، بحيث يكون مخصيا عن الفعل الحضاري من جهة، وفاقدا للهداية ورسالتها من جهة أخرى.

لقد نجح الغرب في العقود الأخيرة بالعبث بمصائر الدول والشعوب العربية والإسلامية على نحو كبير على المستوى السياسي والأمني والإقتصادي، ولا يزال يبذل جهودا خبيثة لتحقيق النجاح المطلوب في تهديم هوية الأمة الثقافية المرتكزة على القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ودور العلماء العظيم في وراثة النبوة.

والسؤال يقول: ما الذي يضمن إفشال المشروع الغربي في التهديم الثقافي الذي يستهدف شعوب أمتنا؟

الجواب: إن شرط نجاح إفشال مخطط التهديم الثقافي لأمتنا هو تمكين الوعي في مساحة الأمة على المستويين الجمعي والنخبوي.

إن معيار قياس الوعي عند النخب مرتبط بتقدم مساحة النقد في عقولها للدرجة التي تمكنها من القدرة على نقد ذواتها كما تنقد مخالفيها، متجاوزة العصبيات والمصالح والانتماءات الضيقة.

أما معيار قياس الوعي الجمعي فهو قدرة الأتباع على تمييز الطاعة الواجبة والممدوحة للأمير وإن كان عبدا حبشيا رأسه كالزبيبة، والطاعة المنكرة والمذمومة للأمير الذي يوصف عقله بالزبيبة، فحديث الرسول صلى الله عليه وسلم أشار بوجوب الطاعة للأمير وقال اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة. ولم يقل عقله كالزبيبة.

إن حقبتنا الحالية قد تشهد انكسارات سياسية وهزائم عسكرية، نتيجة للفارق المهول في القوة بين معسكر أهل الحق ومعسكر أهل الباطل، لاسيما في ظل خراب وتواطئ المنظومة العربية والإسلامية الحاكمة، ولكن هذا الانكسار المبرر موضوعيا على المستويين السياسي والعسكري، غير مبرر على المستوى الثقافي، لاسيما بأن الأول منوط بالقيادات السياسية والعسكرية، ولكن الثاني منوط بدور العلماء، وهو السبب الحقيقي في حفظ الهوية الثقافية للمسلمين في كل الحقب السابقة، سواء في فترات ضعف الخلافة وأمرائها، أو في حقب الهجمات الصليبية والتترية وغيرها، إذ كان دور العلماء في رفع مستوى الوعي الجمعي هو السبب المباشر لحفظ هوية الأمة الثقافية رغم بطش الحكام أو نير ولظى الأعداء.

مضر أبوالهيجاء فلسطين-جنين 10/11/2024



group-telegram.com/modar_abualhayjaa/6514
Create:
Last Update:

إضاءات منهجية ومعايير توعوية ،،،

التحدي الكبير .. رفع مستوى الوعي الجمعي

تشير النوازل التي تحل بأمتنا العربية والإسلامية في السودان واليمن ومصر والخليج والعراق وفلسطين وعموم الشام، إلى أن شعوبنا تعيش حقبة هي من أقسى الحقب من حيث ظروفها السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية.

ومن الطبيعي أن الغرب الذي يدرك قيمة تاريخ وجغرافيا بلادنا وحيوية شعوبنا قارئ لشكل وحجم الريادة الحضارية التي قادها المسلمون لأطول مدة في تاريخ الحضارات البشرية، ولذلك فهو يحاول من خلال مشاريع عديدة، كالمشروع الصهيوني، والمشروع القومي العلماني، ومشروع ولي الفقيه، أن يمنع ولادة أي نموذج نهضوي يعبر عن ثقافة الأمة القائمة على الإسلام، ومرتبط بوحدتها السياسية، والمشاريع الثلاثة المعادية المذكورة تتفق في العنصرين اللذين يستهدفها المشروع الغربي الصليبي الذي تقوده أمريكا حاليا.

أما إن ولد نموذج نهضوي في الأمة في ظرف ما، فإن الغرب الصليبي يحاول تشويهه فكريا من خلال مشروع العلمنة، وسياسيا من خلال فك ارتباطه بمفهوم وحدة الأمة السياسية، بحيث يكون مخصيا عن الفعل الحضاري من جهة، وفاقدا للهداية ورسالتها من جهة أخرى.

لقد نجح الغرب في العقود الأخيرة بالعبث بمصائر الدول والشعوب العربية والإسلامية على نحو كبير على المستوى السياسي والأمني والإقتصادي، ولا يزال يبذل جهودا خبيثة لتحقيق النجاح المطلوب في تهديم هوية الأمة الثقافية المرتكزة على القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ودور العلماء العظيم في وراثة النبوة.

والسؤال يقول: ما الذي يضمن إفشال المشروع الغربي في التهديم الثقافي الذي يستهدف شعوب أمتنا؟

الجواب: إن شرط نجاح إفشال مخطط التهديم الثقافي لأمتنا هو تمكين الوعي في مساحة الأمة على المستويين الجمعي والنخبوي.

إن معيار قياس الوعي عند النخب مرتبط بتقدم مساحة النقد في عقولها للدرجة التي تمكنها من القدرة على نقد ذواتها كما تنقد مخالفيها، متجاوزة العصبيات والمصالح والانتماءات الضيقة.

أما معيار قياس الوعي الجمعي فهو قدرة الأتباع على تمييز الطاعة الواجبة والممدوحة للأمير وإن كان عبدا حبشيا رأسه كالزبيبة، والطاعة المنكرة والمذمومة للأمير الذي يوصف عقله بالزبيبة، فحديث الرسول صلى الله عليه وسلم أشار بوجوب الطاعة للأمير وقال اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة. ولم يقل عقله كالزبيبة.

إن حقبتنا الحالية قد تشهد انكسارات سياسية وهزائم عسكرية، نتيجة للفارق المهول في القوة بين معسكر أهل الحق ومعسكر أهل الباطل، لاسيما في ظل خراب وتواطئ المنظومة العربية والإسلامية الحاكمة، ولكن هذا الانكسار المبرر موضوعيا على المستويين السياسي والعسكري، غير مبرر على المستوى الثقافي، لاسيما بأن الأول منوط بالقيادات السياسية والعسكرية، ولكن الثاني منوط بدور العلماء، وهو السبب الحقيقي في حفظ الهوية الثقافية للمسلمين في كل الحقب السابقة، سواء في فترات ضعف الخلافة وأمرائها، أو في حقب الهجمات الصليبية والتترية وغيرها، إذ كان دور العلماء في رفع مستوى الوعي الجمعي هو السبب المباشر لحفظ هوية الأمة الثقافية رغم بطش الحكام أو نير ولظى الأعداء.

مضر أبوالهيجاء فلسطين-جنين 10/11/2024

BY قناة أ. مضر أبوالهيجاء جنين/فلسطين




Share with your friend now:
group-telegram.com/modar_abualhayjaa/6514

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

At the start of 2018, the company attempted to launch an Initial Coin Offering (ICO) which would enable it to enable payments (and earn the cash that comes from doing so). The initial signals were promising, especially given Telegram’s user base is already fairly crypto-savvy. It raised an initial tranche of cash – worth more than a billion dollars – to help develop the coin before opening sales to the public. Unfortunately, third-party sales of coins bought in those initial fundraising rounds raised the ire of the SEC, which brought the hammer down on the whole operation. In 2020, officials ordered Telegram to pay a fine of $18.5 million and hand back much of the cash that it had raised. Stocks closed in the red Friday as investors weighed upbeat remarks from Russian President Vladimir Putin about diplomatic discussions with Ukraine against a weaker-than-expected print on U.S. consumer sentiment. In 2018, Russia banned Telegram although it reversed the prohibition two years later. The company maintains that it cannot act against individual or group chats, which are “private amongst their participants,” but it will respond to requests in relation to sticker sets, channels and bots which are publicly available. During the invasion of Ukraine, Pavel Durov has wrestled with this issue a lot more prominently than he has before. Channels like Donbass Insider and Bellum Acta, as reported by Foreign Policy, started pumping out pro-Russian propaganda as the invasion began. So much so that the Ukrainian National Security and Defense Council issued a statement labeling which accounts are Russian-backed. Ukrainian officials, in potential violation of the Geneva Convention, have shared imagery of dead and captured Russian soldiers on the platform. For Oleksandra Tsekhanovska, head of the Hybrid Warfare Analytical Group at the Kyiv-based Ukraine Crisis Media Center, the effects are both near- and far-reaching.
from tw


Telegram قناة أ. مضر أبوالهيجاء جنين/فلسطين
FROM American