Telegram Group & Telegram Channel
وأنا يعلم الله أني إذ أكتب هذا الذي تقرؤون الآن- مما لم يعتده مني مَن يعرفني- لا أكاد أحصي عدد المرات التي كَتَبَ فيها هذا (الفطوطة) يهاجمني سباً وشتماً وانتقاصاً، وأنا أقابل كلَّ ذلك بابتسامة المشفق، وإعراض المترفع، وصبر المتغافل.. وما أكثرَ ما ساءلت نفسي بعد قراءة بعض سبه وشتمه وحماقاته التي تأتيني عنه عن سبب ضيق عطنه، والتواء نفسه، ثم امتلاء قلبه بالسخائم تجاه شخصي الضعيف؛ فلا أكاد أجد شيئاً ذا بال؛ إذ ليس بيني وبينه معرفة شخصية وثيقة أو صداقة قديمة.. اللهم إلا أن يكون سبب ذلك اختلاف نظر، أو تعارض رأي، أو تباين اتجاه.. مما لا يورث عقلاء الناس مراكمة السخائم أو اعتقاد الحزازات!!
فلما زاد الأمر عن حده، وجاوز الحزام الطبيين، ولم يعد في قوس الصبر منزع؛ رأيت أنَّ الأسلوب الأمثل للتعامل مع أمثال هذا (الفطوطة) هو أن توقظه من غفلته بصفعة، وتنبهه لحجمه بركلة، وتحفظه من نفسه بدعسة.. فإن الأحمق إن لم يردعه المشفقون ببعض الأذى؛ جر على نفسه وعلى غيره الويلات.. وأنا والله مشفق عليه صفعاً وركلاً ودعساً!!
وقد كنت أظن أن مشكلته في عقله (إن كان يملك واحداً)، ثم اتضح لي أن مشكلته في أمرين اثنين:
الأول: خياله المريض.
والثاني: خِزانة ملابسه.
فهو يستيقظ صباحاً فيمارس الطقوس المعتادة (للزول المغمض عيونه)، ثم يأخذه سُكْرُ اللحظة؛ فيحلم يقظاناً بلعب دورٍ آخر غير دور الأسد؛ لأنه اكتشف أخيراً أنَّ الأسد ليس أكثر من حيوان، وقد كرم الله بني آدم على الحيوانات رغم إصرار بعضهم على الحيونة!!
يحلم يقظاناً بلعب دور الفقيه.. فيفتح خزانة ملابسه، ويُخرج زِي الفقهاء فيرتديه، ثم يقف أمام المرآة: يا إلهي ما أجملني لقد صرت فقيهاً.. وفي الصباح التالي يحلم يقظاناً بلعب دور المُحَدِّث، فيفتح خزانة ملابسه، ويخرج زي المحدِّثين فيرتديه، ثم يقف أمام المرآة: يا إلهي ما أجملني لقد صرت مُحدِثاً.. ثم في الذي يليه يحلم يقظاناً بلعب دور المؤرخ فيفتح خزانة ملابسه ويخرج زي المؤرخين فيرتديه، ثم يقف أمام المرآة: يا إلهي ما أجملني لقد صرت مؤرخاً.. وهكذا دواليك فلا خياله المريض يجف، ولا خزانة ملابسه تريحنا وتحترق!!
الكارثة أنه حين يلبس هذه الأزياء ويتمثل طبائع أصحابها؛ تأخذه انتفاخةُ الهِرِّ الذي يحكي صولةَ الأسد، فيشتم هذا الفقيه، ويسب ذاك المُحدِّث، ويتطاول على ذلك المؤرخ.. لا لشيء إلا لأنهم لم يستأذنوه في موضوعاتِ كتاباتهم وتوقيت نشرها.. كيف يكتب مُحدِّثٌ عن معلقات البخاري في صحيحه دون إذن (فطوطة)؟! وكيف يكتب فقيه عن مخالفات أبي يوسف لشيخه أبي حنيفة دون إذن (فطوطة)؟! وكيف يكتب مؤرخ عن الفتنة بين الصحابة في التاريخ دون إذن (فطوطة)؟!
ثم أصلاً كيف ينشغل هؤلاء الناس بهذه الأشياء وسط هذه الكوارث التي تنهال على رؤوس المسلمين.. ودون إذن (فطوطة) أيضاً؟! يا له من (هروب حقير)!!

المذهل في الأمر أنك ربما تُصاب- حفظك الله- بالفالج حين تعرف أنَّ (فطوطة) ذاته سلخ ساعاتٍ وساعاتٍ من أيامه الكئيبة المُكئبة في الحديث عن كثيرٍ من هذه الموضوعات والهبد حولها وحول أمثالها وسط كل هذه الكوارث التي تنهال على رؤوس المسلمين، دون أن يسمي ذلك من نفسه هروباً حقيراً أو تركاً للأولى!!
وحين يأخذك العجب والدهشة من هذا التناقض القذر لا تتمالك نفسك من البحث عن إجابة للسؤال الذي قفز أمام عينيك الآن: هل اتهام (فطوطة) لهؤلاء لناس بـ(الهروب الحقير) يمكن أن يغطي سوأة (انتقائه الوضيع)؟!!
وهل مشكلة (فطوطة) مع هؤلاء الناس مشكلة (مبادئية خارجية) أم هي (نفسية باطنية)؟!
وصدقني حين أقول لك: إنَّ مفتاح إجابة هذا السؤال يكمن- فقط- في كون (فطوطة) يمتلكُ خيالاً مريضاً، وخزانةَ ملابس، ومرآةَ زُولٍ يُغَمِّضُ أمامها عيونه!!



group-telegram.com/AliMohamedFared/617
Create:
Last Update:

وأنا يعلم الله أني إذ أكتب هذا الذي تقرؤون الآن- مما لم يعتده مني مَن يعرفني- لا أكاد أحصي عدد المرات التي كَتَبَ فيها هذا (الفطوطة) يهاجمني سباً وشتماً وانتقاصاً، وأنا أقابل كلَّ ذلك بابتسامة المشفق، وإعراض المترفع، وصبر المتغافل.. وما أكثرَ ما ساءلت نفسي بعد قراءة بعض سبه وشتمه وحماقاته التي تأتيني عنه عن سبب ضيق عطنه، والتواء نفسه، ثم امتلاء قلبه بالسخائم تجاه شخصي الضعيف؛ فلا أكاد أجد شيئاً ذا بال؛ إذ ليس بيني وبينه معرفة شخصية وثيقة أو صداقة قديمة.. اللهم إلا أن يكون سبب ذلك اختلاف نظر، أو تعارض رأي، أو تباين اتجاه.. مما لا يورث عقلاء الناس مراكمة السخائم أو اعتقاد الحزازات!!
فلما زاد الأمر عن حده، وجاوز الحزام الطبيين، ولم يعد في قوس الصبر منزع؛ رأيت أنَّ الأسلوب الأمثل للتعامل مع أمثال هذا (الفطوطة) هو أن توقظه من غفلته بصفعة، وتنبهه لحجمه بركلة، وتحفظه من نفسه بدعسة.. فإن الأحمق إن لم يردعه المشفقون ببعض الأذى؛ جر على نفسه وعلى غيره الويلات.. وأنا والله مشفق عليه صفعاً وركلاً ودعساً!!
وقد كنت أظن أن مشكلته في عقله (إن كان يملك واحداً)، ثم اتضح لي أن مشكلته في أمرين اثنين:
الأول: خياله المريض.
والثاني: خِزانة ملابسه.
فهو يستيقظ صباحاً فيمارس الطقوس المعتادة (للزول المغمض عيونه)، ثم يأخذه سُكْرُ اللحظة؛ فيحلم يقظاناً بلعب دورٍ آخر غير دور الأسد؛ لأنه اكتشف أخيراً أنَّ الأسد ليس أكثر من حيوان، وقد كرم الله بني آدم على الحيوانات رغم إصرار بعضهم على الحيونة!!
يحلم يقظاناً بلعب دور الفقيه.. فيفتح خزانة ملابسه، ويُخرج زِي الفقهاء فيرتديه، ثم يقف أمام المرآة: يا إلهي ما أجملني لقد صرت فقيهاً.. وفي الصباح التالي يحلم يقظاناً بلعب دور المُحَدِّث، فيفتح خزانة ملابسه، ويخرج زي المحدِّثين فيرتديه، ثم يقف أمام المرآة: يا إلهي ما أجملني لقد صرت مُحدِثاً.. ثم في الذي يليه يحلم يقظاناً بلعب دور المؤرخ فيفتح خزانة ملابسه ويخرج زي المؤرخين فيرتديه، ثم يقف أمام المرآة: يا إلهي ما أجملني لقد صرت مؤرخاً.. وهكذا دواليك فلا خياله المريض يجف، ولا خزانة ملابسه تريحنا وتحترق!!
الكارثة أنه حين يلبس هذه الأزياء ويتمثل طبائع أصحابها؛ تأخذه انتفاخةُ الهِرِّ الذي يحكي صولةَ الأسد، فيشتم هذا الفقيه، ويسب ذاك المُحدِّث، ويتطاول على ذلك المؤرخ.. لا لشيء إلا لأنهم لم يستأذنوه في موضوعاتِ كتاباتهم وتوقيت نشرها.. كيف يكتب مُحدِّثٌ عن معلقات البخاري في صحيحه دون إذن (فطوطة)؟! وكيف يكتب فقيه عن مخالفات أبي يوسف لشيخه أبي حنيفة دون إذن (فطوطة)؟! وكيف يكتب مؤرخ عن الفتنة بين الصحابة في التاريخ دون إذن (فطوطة)؟!
ثم أصلاً كيف ينشغل هؤلاء الناس بهذه الأشياء وسط هذه الكوارث التي تنهال على رؤوس المسلمين.. ودون إذن (فطوطة) أيضاً؟! يا له من (هروب حقير)!!

المذهل في الأمر أنك ربما تُصاب- حفظك الله- بالفالج حين تعرف أنَّ (فطوطة) ذاته سلخ ساعاتٍ وساعاتٍ من أيامه الكئيبة المُكئبة في الحديث عن كثيرٍ من هذه الموضوعات والهبد حولها وحول أمثالها وسط كل هذه الكوارث التي تنهال على رؤوس المسلمين، دون أن يسمي ذلك من نفسه هروباً حقيراً أو تركاً للأولى!!
وحين يأخذك العجب والدهشة من هذا التناقض القذر لا تتمالك نفسك من البحث عن إجابة للسؤال الذي قفز أمام عينيك الآن: هل اتهام (فطوطة) لهؤلاء لناس بـ(الهروب الحقير) يمكن أن يغطي سوأة (انتقائه الوضيع)؟!!
وهل مشكلة (فطوطة) مع هؤلاء الناس مشكلة (مبادئية خارجية) أم هي (نفسية باطنية)؟!
وصدقني حين أقول لك: إنَّ مفتاح إجابة هذا السؤال يكمن- فقط- في كون (فطوطة) يمتلكُ خيالاً مريضاً، وخزانةَ ملابس، ومرآةَ زُولٍ يُغَمِّضُ أمامها عيونه!!

BY قناة/ علي فريد


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/AliMohamedFared/617

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

Oleksandra Matviichuk, a Kyiv-based lawyer and head of the Center for Civil Liberties, called Durov’s position "very weak," and urged concrete improvements. He said that since his platform does not have the capacity to check all channels, it may restrict some in Russia and Ukraine "for the duration of the conflict," but then reversed course hours later after many users complained that Telegram was an important source of information. On Telegram’s website, it says that Pavel Durov “supports Telegram financially and ideologically while Nikolai (Duvov)’s input is technological.” Currently, the Telegram team is based in Dubai, having moved around from Berlin, London and Singapore after departing Russia. Meanwhile, the company which owns Telegram is registered in the British Virgin Islands. Channels are not fully encrypted, end-to-end. All communications on a Telegram channel can be seen by anyone on the channel and are also visible to Telegram. Telegram may be asked by a government to hand over the communications from a channel. Telegram has a history of standing up to Russian government requests for data, but how comfortable you are relying on that history to predict future behavior is up to you. Because Telegram has this data, it may also be stolen by hackers or leaked by an internal employee. To that end, when files are actively downloading, a new icon now appears in the Search bar that users can tap to view and manage downloads, pause and resume all downloads or just individual items, and select one to increase its priority or view it in a chat.
from us


Telegram قناة/ علي فريد
FROM American