منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 199
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بعينيه إذن فالله يرى؛ لأنَّه أعطى الرؤية، وحيث إنَّ الإنسان ينطق، فالله تعالى ينطق وهو متكلّمٌ وقد كلّم موسى تكليماً.
وحيث إنَّ الإنسان عاقلٌ وعالمٌ ومدركٌ للنجدين- وهو طريق الحقّ وطريق الضلال- فالله تعالى أيضاً عاقلٌ وعالمٌ؛ لأنَّه أعطى العلم والعقل.
ولكن الله تعالى لا يوصف بالعقل لا لأنَّه لا عقل له، بل لأنَّه فوق العقل ومستغنٍ عن العقل ومطّلع على أُمورٍ كثيرةٍ لا نهاية لها تخفى على العقل. ونسبة العقل إليه كنسبة الشمعة إلى نور الشمس.
نعم، يوصف الموجود الأوّل بالعقل، فيسمّى بالعقل الأوّل؛ لأنَّ خصّيصته الرئيسية هي الإدراك؛ حيث يدرك ذاته وعلّته بالعلم الحضوري، ويدرك غيره بالعلم الحصولي.
****
قوله تعالى: وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ:
لماذا التخصيص باللسان والشفتين؟
ولماذا ذكر الشفتين ولم يذكر السمع؟
ولماذا قال: (لساناً وشفتين) مع أنَّه يكفي أحدهما للرمز عن النطق؟
والجواب عنه:
أولًا: أنَّ كلًا منهما يساعد على النطق، ولا سبيل إليه بدونهما معاً.
ثانياً: أنَّ كلًا منهما يساعد على نطق بعض الحروف، فمجموعها يساعد على الجميع.
فإن قلت: فإنَّ من الحروف ما لا يكون لسانيّاً ولا شفويّاً بل حلقيّاً، كالحاء والهاء.
قلنا: هذا ممّا لا يعرفه الناس يومئذٍ ويتخيّلون اعتماد الحروف كلّها على
هذين العضوين، بل على اللسان فقط، وقد أضاف الشفتين أيضاً.
مع أنَّ أكثر الحروف بهذين، والحروف الحلقيّة قليلةٌ، فقد ذكر الأغلب مورداً.
ثالثاً: أنَّه إشارةٌ إلى مرتبتين من القدرة الكلاميّة، فالشفّة هي القدرة البسيطة، واللسان هو القدرة العالية. يُقال: هو لسنٌ وذو لسانٍ أي: ذو نطقٌ جيّدٌ.
وبتعبيرٍ آخر: إنَّ الشفتين لمطلق النطق واللسان للنطق المطلق، وإنَّما قدّم اللسان للنسق.
ولماذا ذكر (الشفتين) ولم يذكر اليدين أو الرجلين، مع أنَّه موافقٌ مع النسق ومع ذكر النعم؟
ويمكن الجواب عنه بوجوهٍ:
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن ؛ ج2 ؛ ص200
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بعينيه إذن فالله يرى؛ لأنَّه أعطى الرؤية، وحيث إنَّ الإنسان ينطق، فالله تعالى ينطق وهو متكلّمٌ وقد كلّم موسى تكليماً.
وحيث إنَّ الإنسان عاقلٌ وعالمٌ ومدركٌ للنجدين- وهو طريق الحقّ وطريق الضلال- فالله تعالى أيضاً عاقلٌ وعالمٌ؛ لأنَّه أعطى العلم والعقل.
ولكن الله تعالى لا يوصف بالعقل لا لأنَّه لا عقل له، بل لأنَّه فوق العقل ومستغنٍ عن العقل ومطّلع على أُمورٍ كثيرةٍ لا نهاية لها تخفى على العقل. ونسبة العقل إليه كنسبة الشمعة إلى نور الشمس.
نعم، يوصف الموجود الأوّل بالعقل، فيسمّى بالعقل الأوّل؛ لأنَّ خصّيصته الرئيسية هي الإدراك؛ حيث يدرك ذاته وعلّته بالعلم الحضوري، ويدرك غيره بالعلم الحصولي.
****
قوله تعالى: وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ:
لماذا التخصيص باللسان والشفتين؟
ولماذا ذكر الشفتين ولم يذكر السمع؟
ولماذا قال: (لساناً وشفتين) مع أنَّه يكفي أحدهما للرمز عن النطق؟
والجواب عنه:
أولًا: أنَّ كلًا منهما يساعد على النطق، ولا سبيل إليه بدونهما معاً.
ثانياً: أنَّ كلًا منهما يساعد على نطق بعض الحروف، فمجموعها يساعد على الجميع.
فإن قلت: فإنَّ من الحروف ما لا يكون لسانيّاً ولا شفويّاً بل حلقيّاً، كالحاء والهاء.
قلنا: هذا ممّا لا يعرفه الناس يومئذٍ ويتخيّلون اعتماد الحروف كلّها على
هذين العضوين، بل على اللسان فقط، وقد أضاف الشفتين أيضاً.
مع أنَّ أكثر الحروف بهذين، والحروف الحلقيّة قليلةٌ، فقد ذكر الأغلب مورداً.
ثالثاً: أنَّه إشارةٌ إلى مرتبتين من القدرة الكلاميّة، فالشفّة هي القدرة البسيطة، واللسان هو القدرة العالية. يُقال: هو لسنٌ وذو لسانٍ أي: ذو نطقٌ جيّدٌ.
وبتعبيرٍ آخر: إنَّ الشفتين لمطلق النطق واللسان للنطق المطلق، وإنَّما قدّم اللسان للنسق.
ولماذا ذكر (الشفتين) ولم يذكر اليدين أو الرجلين، مع أنَّه موافقٌ مع النسق ومع ذكر النعم؟
ويمكن الجواب عنه بوجوهٍ:
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن ؛ ج2 ؛ ص200
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 200
ـــــــــــــــــــــــــــــ
هذين العضوين، بل على اللسان فقط، وقد أضاف الشفتين أيضاً. مع أنَّ أكثر الحروف بهذين، والحروف الحلقيّة قليلةٌ، فقد ذكر الأغلب مورداً.
ثالثاً: أنَّه إشارةٌ إلى مرتبتين من القدرة الكلاميّة، فالشفّة هي القدرة البسيطة، واللسان هو القدرة العالية. يُقال: هو لسنٌ وذو لسانٍ أي: ذو نطقٌ جيّدٌ.
وبتعبيرٍ آخر: إنَّ الشفتين لمطلق النطق واللسان للنطق المطلق، وإنَّما قدّم اللسان للنسق.
ولماذا ذكر (الشفتين) ولم يذكر اليدين أو الرجلين، مع أنَّه موافقٌ مع النسق ومع ذكر النعم؟
ويمكن الجواب عنه بوجوهٍ:
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن ؛ ج2 ؛ ص200
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
هذين العضوين، بل على اللسان فقط، وقد أضاف الشفتين أيضاً. مع أنَّ أكثر الحروف بهذين، والحروف الحلقيّة قليلةٌ، فقد ذكر الأغلب مورداً.
ثالثاً: أنَّه إشارةٌ إلى مرتبتين من القدرة الكلاميّة، فالشفّة هي القدرة البسيطة، واللسان هو القدرة العالية. يُقال: هو لسنٌ وذو لسانٍ أي: ذو نطقٌ جيّدٌ.
وبتعبيرٍ آخر: إنَّ الشفتين لمطلق النطق واللسان للنطق المطلق، وإنَّما قدّم اللسان للنسق.
ولماذا ذكر (الشفتين) ولم يذكر اليدين أو الرجلين، مع أنَّه موافقٌ مع النسق ومع ذكر النعم؟
ويمكن الجواب عنه بوجوهٍ:
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن ؛ ج2 ؛ ص200
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن ؛ ج2 ؛ ص200
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الأوّل: بما عرفناه من أنَّ النطق لا يتمّ إلّا بهما مع اللسان.
الثاني: أنَّه اختياري للمتكلّم.
الثالث: أنَّه هو المرتبط بالمعاني السابقة، وهو ما يدلّ على عقل الإنسان بخلاف يديه ورجليه؛ فإنَّ للحيوان مثلها، وليس للحيوان نطقٌ ليتمّ الدليل السابق: أنَّه أعطى العقل وأعطى النطق الذي من سنخه.
ولماذا لم يذكر السمع، مع أنَّه لا ينافي النسق، كما لو قال: ولساناً وأُذنين؟
والجواب عنه: أنَّه لا ربط له بالسابق من ناحيتين:
الأُولى: أنَّ حراسة المال تكون بالعين لا بالاذن، ولذا يقال: هو عينٌ على ماله يعني: حارسٌ.
وأمّا قوله: هُوَ أُذُنٌ فيراد به تصديقه لكلّ ما يقال له.
الثانية: أنَّ الدليل الأساسي في السياق لا يتوقّف على السمع؛ فإنَّ النطق
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 201
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الأوّل: بما عرفناه من أنَّ النطق لا يتمّ إلّا بهما مع اللسان.
الثاني: أنَّه اختياري للمتكلّم.
الثالث: أنَّه هو المرتبط بالمعاني السابقة، وهو ما يدلّ على عقل الإنسان بخلاف يديه ورجليه؛ فإنَّ للحيوان مثلها، وليس للحيوان نطقٌ ليتمّ الدليل السابق: أنَّه أعطى العقل وأعطى النطق الذي من سنخه.
ولماذا لم يذكر السمع، مع أنَّه لا ينافي النسق، كما لو قال: ولساناً وأُذنين؟
والجواب عنه: أنَّه لا ربط له بالسابق من ناحيتين:
الأُولى: أنَّ حراسة المال تكون بالعين لا بالاذن، ولذا يقال: هو عينٌ على ماله يعني: حارسٌ.
وأمّا قوله: هُوَ أُذُنٌ فيراد به تصديقه لكلّ ما يقال له.
الثانية: أنَّ الدليل الأساسي في السياق لا يتوقّف على السمع؛ فإنَّ النطق
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 201
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 201
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أهمّ؛ لأنَّه دالٌّ على العقل الذي يختلف به عن الحيوان.
فإن قلت: فإنَّ البصر يشترك به مع الحيوان كالسمع، فلماذا ذكره؟
قلنا: لأنَّه أهمّ الحواس ظاهراً، وبه الحياة الأساسيّة، بل هو ألزم للإنسان من السمع عرفاً، وإن كان السمع أرسخ في الخلقة؛ لتأخّر ذهابه عن البصر، إلّا أنَّ هذا ممّا لا يفهمه العرف، والآية وردت مجاراةً للعرف.
قال في (المفردات): اللسان الجارحة وقوّتها. وقوله: وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يعني به من قوّة لسانه؛ فإنَّ العقدة لم تكن في الجارحة، وإنما كانت في قوّته التي هي النطق به.
ويُقال لكلّ قوم لسانٌ.
ولِسنٌ بكسر اللام أي: لغة. قال: فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ وقال: بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ.
فاختلاف الألسنة إشارةٌ إلى اختلاف اللغات واختلاف النغمات؛ فإنَّ لكلّ إنسانٍ نغمةً مخصوصةً يميّزها السمع، كما أنَّ له صورةً مخصوصةً يميّزها البصر.
ومعه يكون للسان عدّة أُطروحاتٍ:
الأُولى: الجارحة.
الثانية: كلّ فوائد الجارحة.
الثالثة: اللغة.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 202
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أهمّ؛ لأنَّه دالٌّ على العقل الذي يختلف به عن الحيوان.
فإن قلت: فإنَّ البصر يشترك به مع الحيوان كالسمع، فلماذا ذكره؟
قلنا: لأنَّه أهمّ الحواس ظاهراً، وبه الحياة الأساسيّة، بل هو ألزم للإنسان من السمع عرفاً، وإن كان السمع أرسخ في الخلقة؛ لتأخّر ذهابه عن البصر، إلّا أنَّ هذا ممّا لا يفهمه العرف، والآية وردت مجاراةً للعرف.
قال في (المفردات): اللسان الجارحة وقوّتها. وقوله: وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يعني به من قوّة لسانه؛ فإنَّ العقدة لم تكن في الجارحة، وإنما كانت في قوّته التي هي النطق به.
ويُقال لكلّ قوم لسانٌ.
ولِسنٌ بكسر اللام أي: لغة. قال: فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ وقال: بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ.
فاختلاف الألسنة إشارةٌ إلى اختلاف اللغات واختلاف النغمات؛ فإنَّ لكلّ إنسانٍ نغمةً مخصوصةً يميّزها السمع، كما أنَّ له صورةً مخصوصةً يميّزها البصر.
ومعه يكون للسان عدّة أُطروحاتٍ:
الأُولى: الجارحة.
الثانية: كلّ فوائد الجارحة.
الثالثة: اللغة.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 202
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 202
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الرابعة: اللهجة.
الخامسة: النغمة.
السادسة: الإشارة إلى إتمام الخلقة النوعيّة.
****
قوله تعالى: وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ:
قال في (المفردات): النجد المكان الغليظ الرفيع (العالي) وقوله: وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ فذلك مثلٌ لطريقي الحقّ والباطل في الاعتقاد والصدق والكذب في المقال والجميل والقبيح في الفعال (يعني: العلّة والمعلول) وبيّن أنَّه عرّفهما كقوله: إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ.
والنجد اسم صقعٍ.
وأنجده قصده.
ورجل نَجِد ونجيد ونَجْد أي: قوي شديد بيّن النجدة. واستنجدته طلبت نجدته، فأنجدني أي: أعانني بنجدته أي: شجاعته وقوته.
ومعه تكون له عدّة أُطروحاتٍ:
الأُولى: الطريقان كيف كانا.
الثانية: طريقا الحقّ والباطل، وهو معنى مجازي.
الثالثة: مرتفعان مجازيّان في حياة الإنسان، كالفقر والغنى والراحة والتعب والعافية والبلاء والمرض والشفاء وغيرها.
الرابعة: ولعلّ المراد من النجدين النهدين، ولم أجدها في المصادر، وإنَّما ذكره بعضهم، وهو من آيات الله في قدرة الرضيع الصغير على فعالية الإرتضاع.
وهذا حملٌ للمذكورات في الآية على معنىً حقيقي وعلى معنىً من
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 203
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الرابعة: اللهجة.
الخامسة: النغمة.
السادسة: الإشارة إلى إتمام الخلقة النوعيّة.
****
قوله تعالى: وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ:
قال في (المفردات): النجد المكان الغليظ الرفيع (العالي) وقوله: وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ فذلك مثلٌ لطريقي الحقّ والباطل في الاعتقاد والصدق والكذب في المقال والجميل والقبيح في الفعال (يعني: العلّة والمعلول) وبيّن أنَّه عرّفهما كقوله: إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ.
والنجد اسم صقعٍ.
وأنجده قصده.
ورجل نَجِد ونجيد ونَجْد أي: قوي شديد بيّن النجدة. واستنجدته طلبت نجدته، فأنجدني أي: أعانني بنجدته أي: شجاعته وقوته.
ومعه تكون له عدّة أُطروحاتٍ:
الأُولى: الطريقان كيف كانا.
الثانية: طريقا الحقّ والباطل، وهو معنى مجازي.
الثالثة: مرتفعان مجازيّان في حياة الإنسان، كالفقر والغنى والراحة والتعب والعافية والبلاء والمرض والشفاء وغيرها.
الرابعة: ولعلّ المراد من النجدين النهدين، ولم أجدها في المصادر، وإنَّما ذكره بعضهم، وهو من آيات الله في قدرة الرضيع الصغير على فعالية الإرتضاع.
وهذا حملٌ للمذكورات في الآية على معنىً حقيقي وعلى معنىً من
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 203
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 203
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الجسد.
والمراد هنا من النجدين ارتفاع الثديين أو بيان أنَّهما طريقان للحليب.
ثُمَّ إنَّ قوله تعالى: وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ نظير قوله: فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا والألف واللام عهديّة.
وحيث لا يعهد نجدين مادّيّين أو معنويّين، فينصرف إليه الذهن، ويظهر به اللفظ لا محالة، والظهور حجّةٌ.
والهداية للنجدين: إمّا بالارتكاز في الذات، وإمّا بالتعريف من الخارج للعقل، وإمّا بكلا الطريقين.
وقد سبق الكلام عنه في سورة الشمس.
وقال الراغب: الاقتحام توسّط شدّةٍ مخيفةٍ (يعني: من الناحية النفسيّة) قال: فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ هَذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ. وقحم الفرس فارسه توغّل به فيما يخاف عليه.
وقحم فلانٌ نفسه في كذا من غير رويّةٍ.
والمقاحيم الذين يقتحمون في الأمر (بقوّة قلب).
أقول: المزيد فيه على شكلين: اقتحم وتقحم، والظاهر أنَّهما بمؤدّى
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 204
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الجسد.
والمراد هنا من النجدين ارتفاع الثديين أو بيان أنَّهما طريقان للحليب.
ثُمَّ إنَّ قوله تعالى: وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ نظير قوله: فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا والألف واللام عهديّة.
وحيث لا يعهد نجدين مادّيّين أو معنويّين، فينصرف إليه الذهن، ويظهر به اللفظ لا محالة، والظهور حجّةٌ.
والهداية للنجدين: إمّا بالارتكاز في الذات، وإمّا بالتعريف من الخارج للعقل، وإمّا بكلا الطريقين.
وقد سبق الكلام عنه في سورة الشمس.
وقال الراغب: الاقتحام توسّط شدّةٍ مخيفةٍ (يعني: من الناحية النفسيّة) قال: فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ هَذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ. وقحم الفرس فارسه توغّل به فيما يخاف عليه.
وقحم فلانٌ نفسه في كذا من غير رويّةٍ.
والمقاحيم الذين يقتحمون في الأمر (بقوّة قلب).
أقول: المزيد فيه على شكلين: اقتحم وتقحم، والظاهر أنَّهما بمؤدّى
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 204
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 204
ـــــــــــــــــــــــــــــ
واحدٍ، إلّا أنَّ العرف يستعمل الأوّل للعمد والآخر للخطأ.
يقال: تقحّمت به المهالك أي: على غير توقّع.
ومنه ما في نهج البلاغة: (فصاحبها كراكب الصعبة: إن اشنق لها خرم وإن أسلس لها تقحم).
وقال الراغب أيضاً: العقبة طريقٌ وعرٌ في الجبل، والجمع عُقُبٌ وعِقابٌ.
أقول: بعد التجريد عن الخصوصيّة يعمّ كلّ مانعٍ عن السير، فهو عقبةٌ حتّى لو كان هناك نهي شخصي أو مصلحة شخصٍ.
يقال: عقبةٌ في طريقي، وكذلك لو كان السير مجازيّاً كالتجارة أو الهداية.
****
قوله تعالى: فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ:
أصبحت تلك الأمور: (ألم نجعل) كما هي حجّةٌ على سابقها وبرهانٌ عليه، فتكون حجّةً على لاحقها وبرهاناً عليه؛ لأنَّ الفرد الذي يتّصف بكلّ تلك الصفات ويفتح له طريق النجدين وخاصّة طريق الهدى لا يحسن أن يهمل قابليّاته ولا يتقدّم بها نحو الكمال.
وهذا التقدّم فيه عقبة تحتاج إلى اقتحامٍ.
والعقبة نحوٌ من المانع عن السير يصعب تجاوزه، إمّا لوعورته وإمّا لارتفاعه ونحو ذلك.
ويحتاج تعدّيه وتجاوزه إلى همّةٍ كبيرةٍ سمّاها بالاقتحام؛ لأنَّه سلوكٌ صعبٌ ينبغي أن لا تأخذ الفرد فيه في الله لومة لائمٍ.
قال في (الميزان): وقيل: الجملة دعاءٌ على الإنسان القائل: (أهلكت مالًا لبداً) والدعاء من الله: لأنَّه ثمنٌ لما هو ممكنٌ أو لأنَّه دعاءٌ لنفسه أو لأنَّه دعاءٌ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 205
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
واحدٍ، إلّا أنَّ العرف يستعمل الأوّل للعمد والآخر للخطأ.
يقال: تقحّمت به المهالك أي: على غير توقّع.
ومنه ما في نهج البلاغة: (فصاحبها كراكب الصعبة: إن اشنق لها خرم وإن أسلس لها تقحم).
وقال الراغب أيضاً: العقبة طريقٌ وعرٌ في الجبل، والجمع عُقُبٌ وعِقابٌ.
أقول: بعد التجريد عن الخصوصيّة يعمّ كلّ مانعٍ عن السير، فهو عقبةٌ حتّى لو كان هناك نهي شخصي أو مصلحة شخصٍ.
يقال: عقبةٌ في طريقي، وكذلك لو كان السير مجازيّاً كالتجارة أو الهداية.
****
قوله تعالى: فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ:
أصبحت تلك الأمور: (ألم نجعل) كما هي حجّةٌ على سابقها وبرهانٌ عليه، فتكون حجّةً على لاحقها وبرهاناً عليه؛ لأنَّ الفرد الذي يتّصف بكلّ تلك الصفات ويفتح له طريق النجدين وخاصّة طريق الهدى لا يحسن أن يهمل قابليّاته ولا يتقدّم بها نحو الكمال.
وهذا التقدّم فيه عقبة تحتاج إلى اقتحامٍ.
والعقبة نحوٌ من المانع عن السير يصعب تجاوزه، إمّا لوعورته وإمّا لارتفاعه ونحو ذلك.
ويحتاج تعدّيه وتجاوزه إلى همّةٍ كبيرةٍ سمّاها بالاقتحام؛ لأنَّه سلوكٌ صعبٌ ينبغي أن لا تأخذ الفرد فيه في الله لومة لائمٍ.
قال في (الميزان): وقيل: الجملة دعاءٌ على الإنسان القائل: (أهلكت مالًا لبداً) والدعاء من الله: لأنَّه ثمنٌ لما هو ممكنٌ أو لأنَّه دعاءٌ لنفسه أو لأنَّه دعاءٌ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 205
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
Forwarded from ختمات ال الصدر
السنة الثانية على التوالي نقوم بحملة مليون #صلاة_على_محمد_وآل_محمد
بذكرى أستشهاد( السيد الشهيد ونجليه)
لحفظ وتعجيل فرج #المهدي_المنتظر( ع)
#نيابة عن #السيد_الشهيد_ونجليه
(قدسة ارواحهم الطاهرة)
العدد المنجز / ٢٩,٤٠٠
للمشاركة ارسال عدد الصلوات (@hs1998 )
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبو_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
.
بذكرى أستشهاد( السيد الشهيد ونجليه)
لحفظ وتعجيل فرج #المهدي_المنتظر( ع)
#نيابة عن #السيد_الشهيد_ونجليه
(قدسة ارواحهم الطاهرة)
العدد المنجز / ٢٩,٤٠٠
للمشاركة ارسال عدد الصلوات (@hs1998 )
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبو_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
.
Forwarded from ختمات ال الصدر
حملة المليون ( #لا_إله_الا_الله )
أهداء و نيابة عن
١- (النبي محمد و آل بيته الأطهار عليهم السلام)
٢- (آل الصدر الكرام)
٣- (المؤمنين و المؤمنات)
العدد المنجز :/( ٤٣٣,٢٤٣ )
#لحفظ_وتعجيل_قائم_ال_محمد (عج)
ـــــــــــــــــــــــــــــ
لمشاركة ،ارسال عدد التهليل عبر: @hs1998
#فريق_محبو_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
أهداء و نيابة عن
١- (النبي محمد و آل بيته الأطهار عليهم السلام)
٢- (آل الصدر الكرام)
٣- (المؤمنين و المؤمنات)
العدد المنجز :/( ٤٣٣,٢٤٣ )
#لحفظ_وتعجيل_قائم_ال_محمد (عج)
ـــــــــــــــــــــــــــــ
لمشاركة ،ارسال عدد التهليل عبر: @hs1998
#فريق_محبو_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
Forwarded from ختمات ال الصدر
انتم لاينبغي ان تنسوني الى هذه الدرجة
ربما في ذكري شيء من النفع للمجتمع
#اسئلكم_الفاتحة_والدعاء
#السيد_الشهيد_محمد_محمد_صادق_الصدر
"قدس سره"
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبو_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
ربما في ذكري شيء من النفع للمجتمع
#اسئلكم_الفاتحة_والدعاء
#السيد_الشهيد_محمد_محمد_صادق_الصدر
"قدس سره"
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبو_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
Forwarded from ال الصدر فوق الشبهات
#بسم_الله_الرحمن_الرحيم
نعزيكم بمصارع الكرام...في محرم الحرام... على أيدي اللئام..ذوي الفساد والآثام..
ومضيعي الشريعة والأحكام...
بني أمية الظلام.. الذين قتلوا السبط الهمام...
وأحرقوا الخيام... ونقضوا المودة والوئام...
وظلموا الآل والأنام.. فأبى الله إلا أن يتم نور السلام...
فانتصر الدم على الحسام... وفاز من والى السبط الإمام.. وأحبّ أجداده العظام..
#ياحسين وخاب من اتبع بني أمية ذوي السفاح والأوهام..فيؤخذوا بالنواصي والأقدام.. وهذا هو القول التمام.. وجفت الصحف ورفعت الأقلام وفي الختام السلام.
#مقتدى_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبو_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
نعزيكم بمصارع الكرام...في محرم الحرام... على أيدي اللئام..ذوي الفساد والآثام..
ومضيعي الشريعة والأحكام...
بني أمية الظلام.. الذين قتلوا السبط الهمام...
وأحرقوا الخيام... ونقضوا المودة والوئام...
وظلموا الآل والأنام.. فأبى الله إلا أن يتم نور السلام...
فانتصر الدم على الحسام... وفاز من والى السبط الإمام.. وأحبّ أجداده العظام..
#ياحسين وخاب من اتبع بني أمية ذوي السفاح والأوهام..فيؤخذوا بالنواصي والأقدام.. وهذا هو القول التمام.. وجفت الصحف ورفعت الأقلام وفي الختام السلام.
#مقتدى_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبو_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
منة المنان/ السيد محمد الصدر
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 204 ـــــــــــــــــــــــــــــ واحدٍ، إلّا أنَّ العرف يستعمل الأوّل للعمد والآخر للخطأ. يقال: تقحّمت به المهالك أي: على غير توقّع. ومنه ما في نهج البلاغة: (فصاحبها كراكب الصعبة: إن اشنق لها خرم وإن أسلس لها تقحم).…
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 205
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ليقرأه ويدعوه غيره سبحانه.
أقول: يصلح ذلك أن يكون أُطروحةً، ويراد به المستقبل، فيدعو عليه بالضلال وعدم السير في طريق التكامل.
وعلى كلا التقديرين فهو للمستقبل، وإن كان بالمطابقة للماضي.
وأمّا بدء الآية بالنفي بالقول: فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ فهو:
أوّلًا: حديثٌ عن الغافلين، كما سبق عن الله وعن رؤيتة وقدرته.
وثانياً: حديثٌ عن النادمين المعترفين بذنبهم أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا.
والغرض منه الإخبار عن أنَّه خلال ذنوبه وغفلته لم يكن قد اقتحم العقبة.
وثالثاً: إخبارٌ عن غالب الناس، وهم غافلون ولا يستغلّون قابليّاتهم في الخير.
****
قوله تعالى: وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ:
قال في (الميزان): تفخيمٌ لشأنها.
أقول: والوجه فيه ما يلي:
الأوّل: التعجّب فإنَّها من صيغ التعجّب كقوله: ما أحسنها.
الثاني: الاستفهام الاستنكاري، يعني: أنَّ العقبة فوق الإدراك الطبيعي أو العرفي.
وأمّا إرادة النبي (ص) وغيره فقد سبق في أمثاله، فلا نكرّر.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 206
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ليقرأه ويدعوه غيره سبحانه.
أقول: يصلح ذلك أن يكون أُطروحةً، ويراد به المستقبل، فيدعو عليه بالضلال وعدم السير في طريق التكامل.
وعلى كلا التقديرين فهو للمستقبل، وإن كان بالمطابقة للماضي.
وأمّا بدء الآية بالنفي بالقول: فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ فهو:
أوّلًا: حديثٌ عن الغافلين، كما سبق عن الله وعن رؤيتة وقدرته.
وثانياً: حديثٌ عن النادمين المعترفين بذنبهم أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا.
والغرض منه الإخبار عن أنَّه خلال ذنوبه وغفلته لم يكن قد اقتحم العقبة.
وثالثاً: إخبارٌ عن غالب الناس، وهم غافلون ولا يستغلّون قابليّاتهم في الخير.
****
قوله تعالى: وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ:
قال في (الميزان): تفخيمٌ لشأنها.
أقول: والوجه فيه ما يلي:
الأوّل: التعجّب فإنَّها من صيغ التعجّب كقوله: ما أحسنها.
الثاني: الاستفهام الاستنكاري، يعني: أنَّ العقبة فوق الإدراك الطبيعي أو العرفي.
وأمّا إرادة النبي (ص) وغيره فقد سبق في أمثاله، فلا نكرّر.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 206
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 206
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قوله تعالى: فَكُّ رَقَبَةٍ:
أي: عتقها وفكّها من العبوديّة، بتقدير مضافٍ، بل من دونه؛ لأنَّه بمنزلة: أعتق عبداً أو بمعنى: فكّ الرقبة عن رقّها، وليس فكّ الرقّ عنها.
أي: اقتحام العقبة فكّ رقبةٍ، أو العقبة فكّ رقبةٍ.
قال في (الميزان): فالمراد بالعقبة نفس الفكّ الذي هو العمل واقتحامه الإتيان به، والإتيان بالعمل نفس العمل.
وبه يظهر فساد قول بعضهم: إنَّ فكّ رقبةٍ اقتحامٌ للعقبة لا نفس العقبة، فهناك مضافٌ محذوفٌ يعود إليه الضمير، والتقدير: وما أدراك ما اقتحام العقبة هو- أي: الاقتحام- فكّ رقبةٍ.
ويُلاحظ عليه: أنَّ قوله: (هو فكّ رقبة) حملٌ شائع لا حملٌ أوّلي، فلا يفيد اتّفاقهما بالمفهوم بل بالمصداق، يعني: أنَّ الاقتحام أو العقبة مصداقه فكّ رقبةٍ. ولا ملازمة بين الآيتين.
وهذا مضموناً ما لم يوافق عليه السيّد الطباطبائي (قدس سره)، وليس هو بعينه كما زعم الطباطبائي (قدس سره)، لكنّه لا يحتاج إلى تقديرٍ؛ لأنَّ (فكّ) خبرٌ يحتاج إلى تقدير مبتدأ ومتعلّقٍ، ولا تصلح أن تكون العقبة مبتدأ له.
والضمير يعود إليها؛ لأنَّه الأقرب، وهي بالعقبة أشبه لو لاحظنا مادّة الفكّ.
وأمّا إذا لاحظنا الهيئة المصدريّة فهي بالاقتحام أشبه.
والاقتحام بعيدٌ لفظاً، مع أنَّه من مادّة اقتحم، وهو غير موجودٍ لفظاً. وأمّا العقبة فهي موجودةٌ وقريبةٌ، فيراد به نفس الفكّ كاسم مصدرٍ.
ولو لاحظناه كمصدرٍ لكان على معنى الاقتحام.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 207
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قوله تعالى: فَكُّ رَقَبَةٍ:
أي: عتقها وفكّها من العبوديّة، بتقدير مضافٍ، بل من دونه؛ لأنَّه بمنزلة: أعتق عبداً أو بمعنى: فكّ الرقبة عن رقّها، وليس فكّ الرقّ عنها.
أي: اقتحام العقبة فكّ رقبةٍ، أو العقبة فكّ رقبةٍ.
قال في (الميزان): فالمراد بالعقبة نفس الفكّ الذي هو العمل واقتحامه الإتيان به، والإتيان بالعمل نفس العمل.
وبه يظهر فساد قول بعضهم: إنَّ فكّ رقبةٍ اقتحامٌ للعقبة لا نفس العقبة، فهناك مضافٌ محذوفٌ يعود إليه الضمير، والتقدير: وما أدراك ما اقتحام العقبة هو- أي: الاقتحام- فكّ رقبةٍ.
ويُلاحظ عليه: أنَّ قوله: (هو فكّ رقبة) حملٌ شائع لا حملٌ أوّلي، فلا يفيد اتّفاقهما بالمفهوم بل بالمصداق، يعني: أنَّ الاقتحام أو العقبة مصداقه فكّ رقبةٍ. ولا ملازمة بين الآيتين.
وهذا مضموناً ما لم يوافق عليه السيّد الطباطبائي (قدس سره)، وليس هو بعينه كما زعم الطباطبائي (قدس سره)، لكنّه لا يحتاج إلى تقديرٍ؛ لأنَّ (فكّ) خبرٌ يحتاج إلى تقدير مبتدأ ومتعلّقٍ، ولا تصلح أن تكون العقبة مبتدأ له.
والضمير يعود إليها؛ لأنَّه الأقرب، وهي بالعقبة أشبه لو لاحظنا مادّة الفكّ.
وأمّا إذا لاحظنا الهيئة المصدريّة فهي بالاقتحام أشبه.
والاقتحام بعيدٌ لفظاً، مع أنَّه من مادّة اقتحم، وهو غير موجودٍ لفظاً. وأمّا العقبة فهي موجودةٌ وقريبةٌ، فيراد به نفس الفكّ كاسم مصدرٍ.
ولو لاحظناه كمصدرٍ لكان على معنى الاقتحام.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 207
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 207
ـــــــــــــــــــــــــــــ
كما أنَّه يرد على كلام الطباطبائي: بأنَّ كون الفكّ ليس هو المصداق الوحيد، بل وردت الإشارة أيضاً إلى الإطعام وغيره، فلو كان هو هو بالحمل الأوّلي لكان هذا العطف لغواً.
والمراد من فكّ الرقبة أُمورٌ:
منها: عتق رقبة، يعني: عبد مملوك، فإنَّه) مَن أعتق رقبةً فكّ الله بكلّ عضوٍ من أعضائه عضواً من النار).
والفكّ هنا الانفصال بين جزئين، وهما هنا الرقّيّة والرقبة.
ويمكن أن يجاب عنه: بأنَّ الرقّيّة بمعنى المماليك لم تكن موجودةً في عصر الصدور وعصر النبي (ص)، ولم يكن هناك سوقٌ للنخّاسة، فمقتضى كلام الناس على قدر عقولهم إلغاء هذا المعنى.
فإن قلت: كانت الرقّيّة معروفةً لديهم إجمالًا، وهذا يكفي.
قلنا: نعم، إلّا أنَّ امتثال ذلك ضروري في الآية، فإذا لم يكن موجوداً أو كان قليلًا، فماذا يفعل الناس؟
فيكون تحويلًا على النادر، مع العلم أنَّه تكليفٌ للجميع، وهو غير محتملٍ.
ومنها: فكّ رقبة من مصاعبها، كالدين الفادح أو المرض أو السجن أو الضلال ونحوها.
فالرقبة يراد بها الغير، والفكّ هو التسبيب لدفع النقص والبلاء أيّاً كان.
وهو أمرٌ راجحٌ أكيداً، وفيه رضاء الله سبحانه، وهو أحد مصاديق العقبة، إلّا أنه أوسع من المعنى الأوّل؛ لأنَّه يندرج ضمن الثاني؛ لأنَّ الرقّيّة من جملة المصاعب.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 208
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
كما أنَّه يرد على كلام الطباطبائي: بأنَّ كون الفكّ ليس هو المصداق الوحيد، بل وردت الإشارة أيضاً إلى الإطعام وغيره، فلو كان هو هو بالحمل الأوّلي لكان هذا العطف لغواً.
والمراد من فكّ الرقبة أُمورٌ:
منها: عتق رقبة، يعني: عبد مملوك، فإنَّه) مَن أعتق رقبةً فكّ الله بكلّ عضوٍ من أعضائه عضواً من النار).
والفكّ هنا الانفصال بين جزئين، وهما هنا الرقّيّة والرقبة.
ويمكن أن يجاب عنه: بأنَّ الرقّيّة بمعنى المماليك لم تكن موجودةً في عصر الصدور وعصر النبي (ص)، ولم يكن هناك سوقٌ للنخّاسة، فمقتضى كلام الناس على قدر عقولهم إلغاء هذا المعنى.
فإن قلت: كانت الرقّيّة معروفةً لديهم إجمالًا، وهذا يكفي.
قلنا: نعم، إلّا أنَّ امتثال ذلك ضروري في الآية، فإذا لم يكن موجوداً أو كان قليلًا، فماذا يفعل الناس؟
فيكون تحويلًا على النادر، مع العلم أنَّه تكليفٌ للجميع، وهو غير محتملٍ.
ومنها: فكّ رقبة من مصاعبها، كالدين الفادح أو المرض أو السجن أو الضلال ونحوها.
فالرقبة يراد بها الغير، والفكّ هو التسبيب لدفع النقص والبلاء أيّاً كان.
وهو أمرٌ راجحٌ أكيداً، وفيه رضاء الله سبحانه، وهو أحد مصاديق العقبة، إلّا أنه أوسع من المعنى الأوّل؛ لأنَّه يندرج ضمن الثاني؛ لأنَّ الرقّيّة من جملة المصاعب.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 208
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
Forwarded from ختمات ال الصدر
#بسم_الله_الرحمن_الرحيم
فَمَنۡ حَآجَّكَ فِيهِ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلۡعِلۡمِ
فَقُلۡ تَعَالَوۡاْ نَدۡعُ أَبۡنَآءَنَا وَأَبۡنَآءَكُمۡ
وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمۡ
وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمۡ
ثُمَّ نَبۡتَهِلۡ فَنَجۡعَل لَّعۡنَتَ ٱللَّهِ عَلَى ٱلۡكَٰذِبِينَ /٦١
#صدق_الله_العلي_العظيم
سورة آل عمران /٦١
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#الختمة_عدد(٢١٤)
#نيابة_عن_شهداء_آل_الصدر_الكرام
وجميع أموات المؤمنين المؤمنات
#لحفظ_الأمام_المهدي_المنتظر( عج)
وقضاء حوائج المحتاجين
ونصر الأسلام والمسلمين
ـــــــــــــــــــــــــــــ
1/
2/
6/
7/
8/
9/
10/
11/
13/
14/
17/
19/
20/
21/
22/
23/
ـــــــــــــــــــــــــــــ
المشاركة مراسلة ( @hs1998 )
#فريق_محبو_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
فَمَنۡ حَآجَّكَ فِيهِ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلۡعِلۡمِ
فَقُلۡ تَعَالَوۡاْ نَدۡعُ أَبۡنَآءَنَا وَأَبۡنَآءَكُمۡ
وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمۡ
وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمۡ
ثُمَّ نَبۡتَهِلۡ فَنَجۡعَل لَّعۡنَتَ ٱللَّهِ عَلَى ٱلۡكَٰذِبِينَ /٦١
#صدق_الله_العلي_العظيم
سورة آل عمران /٦١
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#الختمة_عدد(٢١٤)
#نيابة_عن_شهداء_آل_الصدر_الكرام
وجميع أموات المؤمنين المؤمنات
#لحفظ_الأمام_المهدي_المنتظر( عج)
وقضاء حوائج المحتاجين
ونصر الأسلام والمسلمين
ـــــــــــــــــــــــــــــ
1/
2/
6/
7/
8/
9/
10/
11/
13/
14/
17/
19/
20/
21/
22/
23/
ـــــــــــــــــــــــــــــ
المشاركة مراسلة ( @hs1998 )
#فريق_محبو_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
منة المنان/ السيد محمد الصدر
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 207 ـــــــــــــــــــــــــــــ كما أنَّه يرد على كلام الطباطبائي: بأنَّ كون الفكّ ليس هو المصداق الوحيد، بل وردت الإشارة أيضاً إلى الإطعام وغيره، فلو كان هو هو بالحمل الأوّلي لكان هذا العطف لغواً. والمراد من فكّ…
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 208
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ومنها: أنَّه يفكّ رقبته من النار بأُصول الدين أو بفروع الدين بالالتزام بالعدالة والورع بالإتيان بالواجب وترك المحرّمات.
ومنها: أن يفكّ نفسه من أسر حبّ الدنيا وحبّ الشهوات والنظر إلى الأسباب ونحو ذلك.
وهناك انعتاقات أُخرى أعلى منها يعرفها مَن يصل إليها.
وكلّها ذات عقباتٍ كؤودٍ، كما قال مولانا أمير المؤمنين (ع):) آه آه من قلّة الزاد وطول الطريق وبعد السفر وعظيم المورد).
ومنها: المعنى الجامع بين كلّ هذه الوجوه على أن يكون مسيطراً على الفرد تماماً بمنزلة الرقّ أو السجن.
وقال العكبري: (فكّ رقبة) وهو فعل سواء كان بلفظ الفعل أو بلفظ المصدر، والعقبة عينٌ فلا تفسّر بالفعل.
فمَن قرأ (فكّ وأطعم) فسّر المصدر بالجملة الفعليّة؛ لدلالتهما عليه.
ومن قرأ (فكّ رقبة أو إطعام) كان التقدير: هو فكّ رقبةٍ، والمصدر مضافٌ إلى المفعول، وإطعام غير مضافٍ، ولا ضمير فيهما؛ لأنَّ المصدر لا يتحمّل الضمير.
وذهب بعض البصرييّن إلى أنَّ المصدر إذا عمل في المفعول كان فيه ضميرٌ كالضمير في اسم الفاعل.
****
قوله تعالى: أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ:
يعني: بذل الطعام وإن كان بالمطابقة إدخال الطعام في الفم.
والطعام معروفٌ، وهو الذي يبذل للآخرين لدى الجوع، وهو المسغبة. إلّا أنَّ الجوع على
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 209
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ومنها: أنَّه يفكّ رقبته من النار بأُصول الدين أو بفروع الدين بالالتزام بالعدالة والورع بالإتيان بالواجب وترك المحرّمات.
ومنها: أن يفكّ نفسه من أسر حبّ الدنيا وحبّ الشهوات والنظر إلى الأسباب ونحو ذلك.
وهناك انعتاقات أُخرى أعلى منها يعرفها مَن يصل إليها.
وكلّها ذات عقباتٍ كؤودٍ، كما قال مولانا أمير المؤمنين (ع):) آه آه من قلّة الزاد وطول الطريق وبعد السفر وعظيم المورد).
ومنها: المعنى الجامع بين كلّ هذه الوجوه على أن يكون مسيطراً على الفرد تماماً بمنزلة الرقّ أو السجن.
وقال العكبري: (فكّ رقبة) وهو فعل سواء كان بلفظ الفعل أو بلفظ المصدر، والعقبة عينٌ فلا تفسّر بالفعل.
فمَن قرأ (فكّ وأطعم) فسّر المصدر بالجملة الفعليّة؛ لدلالتهما عليه.
ومن قرأ (فكّ رقبة أو إطعام) كان التقدير: هو فكّ رقبةٍ، والمصدر مضافٌ إلى المفعول، وإطعام غير مضافٍ، ولا ضمير فيهما؛ لأنَّ المصدر لا يتحمّل الضمير.
وذهب بعض البصرييّن إلى أنَّ المصدر إذا عمل في المفعول كان فيه ضميرٌ كالضمير في اسم الفاعل.
****
قوله تعالى: أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ:
يعني: بذل الطعام وإن كان بالمطابقة إدخال الطعام في الفم.
والطعام معروفٌ، وهو الذي يبذل للآخرين لدى الجوع، وهو المسغبة. إلّا أنَّ الجوع على
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 209
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 209
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أشكالٍ: جسمي ونفسي وعقلي وروحي، فيكون المراد بالإطعام كلّ ما يناسبه.
قال في (الميزان): المسغبة المجاعة. ولكن لابدّ من تحليلها.
أمّا المادّة فقد أفاد الراغب: أنَّ السغب هو الجوع مع التعب.
وقد قيل: في العطش مع التعب. يقال: سَغَب سَغَباً وسُغُوباً، وهو ساغِبٌ وسَغْبان نحو عطشان (وجوعان).
وأمّا من حيث الهيئة فهو اسم مكانٍ؛ لأنَّ مفعل بفتحتين كمقتل اسم مكانٍ، ومثله مفعل بفتح وكسر كمسجدٍ. وأمّا إذا كان أوّله مكسوراً فهو اسم آلةٍ كمكنسةٍ، فمسغب بالفتح هو مكان السَغَب.
ومسغبة مؤنّثٌ، والتأنيث هنا لا أثر له لغةً، وإن كان الغرض إفادة معنى الشدّة والسعة والصعوبة.
فهنا إمّا أن يُراد به المكان حقيقةً، يعني: المنطقة التي حصل فيها السغب أو الدار كذلك أو الفرد كذلك؛ فإنَّها كلّها أماكن للسغب، أو استعمل اسم المكان بمعنى المصدر مجازاً، يعني: يوم ذي جوعٍ ويوم ذي سغبٍ لا مسغبٍ.
ولو أراد المجاعة لما قال: (يتيماً) أو (مسكيناً)؛ لأنَّه لدى المجاعة يجب إطعام الجميع، مع أنَّ في المجاعة لا يوجد من يبذل الطعام؛ لأنَّهم كلّهم جائعون.
فالصحيح هو إرادة التعرّض للجوع النسبي أو قل المجاعة الشخصيّة لا العامّة، ولا تسمّى مجاعةً عرفاً.
إذن تفسير المسغبة بالمجاعة لا يخلو من تسامحٍ وإن كان مشهوراً،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 210
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أشكالٍ: جسمي ونفسي وعقلي وروحي، فيكون المراد بالإطعام كلّ ما يناسبه.
قال في (الميزان): المسغبة المجاعة. ولكن لابدّ من تحليلها.
أمّا المادّة فقد أفاد الراغب: أنَّ السغب هو الجوع مع التعب.
وقد قيل: في العطش مع التعب. يقال: سَغَب سَغَباً وسُغُوباً، وهو ساغِبٌ وسَغْبان نحو عطشان (وجوعان).
وأمّا من حيث الهيئة فهو اسم مكانٍ؛ لأنَّ مفعل بفتحتين كمقتل اسم مكانٍ، ومثله مفعل بفتح وكسر كمسجدٍ. وأمّا إذا كان أوّله مكسوراً فهو اسم آلةٍ كمكنسةٍ، فمسغب بالفتح هو مكان السَغَب.
ومسغبة مؤنّثٌ، والتأنيث هنا لا أثر له لغةً، وإن كان الغرض إفادة معنى الشدّة والسعة والصعوبة.
فهنا إمّا أن يُراد به المكان حقيقةً، يعني: المنطقة التي حصل فيها السغب أو الدار كذلك أو الفرد كذلك؛ فإنَّها كلّها أماكن للسغب، أو استعمل اسم المكان بمعنى المصدر مجازاً، يعني: يوم ذي جوعٍ ويوم ذي سغبٍ لا مسغبٍ.
ولو أراد المجاعة لما قال: (يتيماً) أو (مسكيناً)؛ لأنَّه لدى المجاعة يجب إطعام الجميع، مع أنَّ في المجاعة لا يوجد من يبذل الطعام؛ لأنَّهم كلّهم جائعون.
فالصحيح هو إرادة التعرّض للجوع النسبي أو قل المجاعة الشخصيّة لا العامّة، ولا تسمّى مجاعةً عرفاً.
إذن تفسير المسغبة بالمجاعة لا يخلو من تسامحٍ وإن كان مشهوراً،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 210
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻