Telegram Group Search
"مَن أراد أن يرفعه الله تعالى ويقدّمه على غيره؛ فليسابق إلى طاعته والعمل بمرضاته، وأمّا من تخلّف عن عبادة ربّه، وتكاسل عن القيام بحقوقه فلا يلومَنّ إلّا نفسه! فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رأى في أصحابه تأخرا فقال لهم: «تقدّمُوا فائتمُّوا بي، وليأتمّ بكم مَنْ بَعْدَكم، لا يزال قومٌ يتأخرون حتى يُؤَخِّرَهُم الله ».
من الأمور العملية التي تجعل قلبك يَهُمّ بالتقدم والمسارعة -فيما رأيناه من السبَّاقين-:
كل فائدة تتعلمها اربطها فيما تعلمته من السابق -كانَ مَا كان- وادخل جلَّها وعمقها مع الرّبط، خصوصًا على أساسها من أسماء الله عزَّ وجل؛ لأنها الأساس الذي يُنبنى عليها من الإيمان، غير أن تكون ولابدّ كما أمر الله -سبحانه وتعالى- وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم.
أنت كذا تستخرج لنفسك ما يقدمك عند ربك ولو كانت بهذي الفوائد، فتكون في حالة غير متوقف فيها عن السباق والعمل. والجليل إن أثمرت بقلبك شيء من الأعمال القلبيَّة، كذا كأنك حصلت الكنز بختصار؛ وهذا ما يُراد من العلم والعمل.
يقول شَقيق البَلخي -رحمه الله-:
"ليس للعبد صاحب خير مِنْ الهَمّ والخَوْفِ؛ همٌّ فيما مضى من ذنوبه، وخوف فيما لا يدري ما ينزل به".
أفَـانـِينٌ
يقول شَقيق البَلخي -رحمه الله-: "ليس للعبد صاحب خير مِنْ الهَمّ والخَوْفِ؛ همٌّ فيما مضى من ذنوبه، وخوف فيما لا يدري ما ينزل به".
"هذا أثر وجزء من أخبار سلفنا الصالح -رضي الله عنهم- في خوفهم من الله -عزَّ وجل- مع شدة اجتهادهم في العمل. فأينَ نفوسنا هذه من هؤلاء وأعمالهم؟! إنَّ علينا أن نعرضها على حالهم، بالنَّظر إلى تقصيرنا، لعلنا نستدرك بعضٌ من ذلك، وأن نصل إلى شيء من حالهم. أما القسوة التي لازلت في القلوب، والغفلة التي لا صلاح بعدها، ونزعم أننا على الصراط المستقيم، وأننا على الجادة، فإن هذا أمر يحتاج إلى إعادة نظر، ومُراجعة لذلك الزعم التزكوي الظنِّي من النَّفس! فإن اتّباعهم ليس بمجرَّد الدعوى، إنما هو بالاقتداء بهم حقيقة، في القول، والاعتقاد، والعمل، والأخلاق، والسلوك.
هكذا ينبغي علينا، أما أن تمر علينا اللحظات، والأيام، والسنوات، وهذي العينين لا تدمع خشيةً من خالقها، ولا يرقّ قلبها من ذكر خالقها، ولا تسأل عن أحوال قلبها لأجل خالقها، ولا ينعكس عليها شيءٌ مما تسلك فيه لخالقها؛ فهذا يستدعي علينا أن نتوب إلى الله عزَّ وجل توبةً نصوحة، لعلَّها ترحم قلوبنا!".
"ما أقساه من توبيخ يلقاه كلُّ مشرك يوم القيامة بين يدَي ربِّه! فطوبى لمَن وحَّد الله تعالى اليوم؛ ليلقى الإكرام غدًا".
-هذا الكلام لنا وأخصّ به؛ فلنَتَفَطَّن لحال القلبّ.
قال ابن القيم -رحمه الله-:
من فوائد محاسبة النفس أنه يعرف بذلك حق الله تعالى، ومن لم يعرف حق الله تعالى عليه فإن عبادته لا تكاد تجدي عليه، وهي قليلة المنفعة جدًا.
وقد قال الإمام أحمد: حدثنا حجاج حدثنا جرير بن حازم عن وهب قال: بلغني أن نبي الله موسى عليه السلام مر برجل يدعو ويتضرع فقال:
يا رب ارحمه، فإني قد رحمته، فأوحى الله تعالى إليه: «لو دعاني حتى تنقطع قواه ما استجبت له حتى ينظر في حقي عليه».
فمن أنفع ما للقلب النظر في حق الله على العباد، فإن ذلك يورثه مقت نفسه، والإزراء عليها، ويخلصه من العجب ورؤية العمل ويفتح له باب الخضوع والذل والانكسار بين يدي ربه، واليأس من نفسه.
وإن النجاة لا تحصل له إلا بعفو الله ومغفرته ورحمته، فإن من حقه أن يطاع ولا يعصى، وأن يذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر.
فمن نظر في هذا الحق الذي لربه عليه، علم علْم اليقين أنه غير مؤد له كما ينبغي وأنه لا يسعه إلا العفو ومغفرة، وأن إن أحيل على عمله هلك.
فهذا محل أهل المعرفة بالله تعالى وبنفوسهم، وهذا الذي أيأسهم من أنفسهم وعلق رجائهم كله بعفو الله ورحمته.
وإذا تأملت حال أكثر الناس وجدتهم بضد ذلك، ينظرون في حقهم على الله ولا ينظرون في حق الله عليهم.
ومن هنا انقطعوا عن الله وحجبت قلوبهم عن معرفته والشوق إلى لقائه، والتنعم بذكره، وهذا غاية جهل الإنسان بربه وبنفسه.
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
أفَـانـِينٌ
Voice message
من الآيات البيّنة، والتي تنظر بعينك، وتستمع بأُذنيك إلى حقيقة نفسك الضعيفة؛ سماع هذي الآية:
0:21 ” (فَعَلِمُوٓاْ أَنَّ ٱلۡحَقَّ لِلَّهِ)
وأنت تستمع، استحضر تلك اللحظات التي شوشت علاقتك بربّك لأجل ما تهوى فيها، تلك الأيام التي علَّقت ذلك القلب بشيء غير ربّك فيها وأنتَ غافل، تلك التقديمات من المحبَّة؛ كمثل تقديم محبة نفسك، وهواك، ودنياك على محبَّة وطاعة أمر الله عزَّ وجلَّ، تلك الخلوات التي وأنت تعمل فيها -مما يحرك القلب من الخواطر والإرادات وغيرها- ولا ينبت في صدرك حينها شيءٌ من الأعمال القلبيَّة التي لابد أن تكون وأنتَ في خلوةٍ معه -سبحانه وتعالى- أن تكون خالصةً لوجه الأعلى، بينما تجد حينها في قلبك أمورٌ أخرى مُعَلَّقَةٌ فيه، بل وَلَا تَحُولُ عن فكره ولا قلبه من شدة ما تعلَّق بها.
فهذا مما يُنسينا حقّ الله، ويُنسينا حق توحيده، ويُنسينا بعظم ذنب الشرك الخفيّ الذي نغفل عنه، ثم إن أنارنا الله بالبصيرة والنُّور؛ عَلِمْنَا أنَّ الحقَّ لله من جلّه ودقّه ..!
والله المستعان.
من وصايا ابن الجوزي -رحمه الله- من آثار الذنوب والمعاصي -مخيف!- :
"ينبغي لكل ذي لب وفطنة أن يحذر عواقب المعاصي، فإنه ليس بين الآدمي وبين الله تعالى قرابة ولا رحم، وإنما هو قائم بالقسط، حاكم بالعدل. وإن كان حلمه يسع الذنوب؛ إلّا أنه إذا شاء عفا، فعفا كل كثيف من الذنوب، وإذا شاء أخذ باليسير فالحذر الحذر ..!
ولقد رأيت أقوامًا من المنتسبين إلى العلم أهملوا نظر الحق -عزَّ وجلَّ- إليهم في الخلوات، فمَحَا محاسن ذكرهم في الجلوات، فكانوا موجودين كالمعدومين، لا حلاوة لرؤيتهم، ولا قلب يحن إلى لقائهم. فالله الله في مراقبة الحقّ -عزَّ وجلَّ-، فإن ميزان عدله تَبِينُ فيه الذرة، وجزاؤه مراصد للمخطئ ولو بعد حين، وربما ظن أنه العفو؛ وإنما هو إمهال، والذنوب عواقب سيئة.
فالله الله! الخلوات الخلوات! البواطن البواطن! النيات النيات، فإن عليكم من عينًا ناظرة، وإيّاكم والاغترار بحلمه وكرمه، فكم قد استدرج!".
أفَـانـِينٌ
أعظم ما يهدّد هذا القلب؛ الذنوب والمعاصي، إذ هي بمثابة السموم القاتلة. تُعميه وتُميته، تفقده حرارة الإيمان؛ فيفقد طعم أعلى المراتب وهو الإحسان في العمل؛ سواء بمراقبته أو استحضاره، فهذين هي أساس الإحسان في العمل؛ ولذلك كانت مرتبته هي الأعلى من الباقي، لأن الله لا ينظر لكَثرة عملك، وإنما في إحسانك فيه. فأن يفقد قلبي هذا، ويكون غافلًا عن ذلك الفراغ بعده؛ فنخشى الهلاك!
تخيل أن يبصر قلبي كل شيء إلَّا ذلك الإحسان في العمل! هكذا كأن قلبي في غفلةٍ عن أعظم شأن لأجله ولتحقيقه خُلقت، وهو التوحيد. أن أعمل وأعمل، وآخر ما يُراود قلبي توحيده وإخلاصي له -سبحانه وتعالى-؛ فهذا مما يستوجب علينا بقرارة أنفسنا أن نعيد الرجوع ولو من البداية إلى غايات تلك النَّفس، فإنَّها بهذا الحال أشبه بالزبد المكدّر لا حياةَ فيه، كما شبَّه الله تعالى في كتابه أثرها على قلوبنا وأعمالنا: ( 1:00 ).
أفَـانـِينٌ
نفيسة خاشعة اجعل سماعها ضمن مهامك لليوم ..!
26:32
تذكَّر أيها الإنسان أنك ستَقدَم على ربك وحيدًا فريدًا، لا ناصر لك ولا مدافع عنك غير طاعتك واستقامتك، ورحمة الله بك إن كنت من أهل الإيمان والتوحيد".
-استمع للآيات إلى نهاية السورة.
من القضايا التي لازلنا نغفل عنها كثيرًا وخصوصًا في اختبار سير هذي القلوب إلى ربِّها؛ قضيَّة الدموع ..!
ستبقى هي القضيَّة الأبرز لاختبار قلوبنا، وما بها من صفاء أو حجاب، في لينه، وخشوعه، وخضوعه لربَّه، أو العكس قساوته، وجفافه، ووحشته.
-وكل ذلك تلاحظه في أي طاعة تعملها.
قال العلامة ابن القيم -رحمه الله-: متى أقحطت العينُ من البكاء من خشية الله، فاعلَم أن قحطها من قسوة القلب، وأبعدُ القلوب من القلب القاسي. قد تجد من نفسك إقبال على طاعات، لكن لا تجد تلك اللذة، ولا الاستشعار، تجد أنك ( ظاهريًا ) في حضور، ولكن القلب ( الباطن ) من الداخل تجده بعيد وغير حاضر، ولا يؤثر به لدرجة البكاء والاستشعار الذي يجلب له الخوف، والرجاء، والمراجعة، والمحاسبة، ألخ..، تُعيد، تُكرِّر، ولازال ذلك القلب والشعور نفسَه بل قد لا تجد إجابات مُبصَّرة لك من داخلك، وتفعلها بدون شعور ( هذا هو حقيقة ذلك الحجاب الصاحب له الوحشة في القلب ).
لأن الأنس بالطاعة وحلاوتها لابد أن يَلحَقْها طاعةٌ أخرى، لأنها تصحبها مقامات إيمانية من رجاء وخوف ومحبة، ومن تلك الطاعات العظيمة: البكاء من خشية الله! من ذاقَ الأنس؛ فسيرى تلك الطاعة ( البكاء ) تابعة له؛ خوفًا من ربه، رجاءً يطلبه من ربه، محبةً يألفها زيادةً في طاعته؛ فذلك من عاجل جزاء المتقي ربّه، جزاء المراقب لقلبه وما يحوطه من دواخل لأجل ربَّه، جزاء مَن يجاهد في كل لحظة إلى سلامة قلبه من كل كادر يشوّش عليه ما بينه وبين ربّه. ويكفينا من ذلك كله، أنَّ سلف أمتنا -رحمهم الله- بعضهم كان يُعرَّف بكثرة البكاء وأنه من البكّائين، فأين قلوبنا هذهِ عن آثارهم؟
أفَـانـِينٌ
لو ترجع إلى الوراء ( لتكون لك سائقة إلى التقدم ) ستجد سبب معظم ما كنت عليه في غفلة، ولهو، ولعب، واتباع الهوى، والتآلف معه لدرجة اللذة والسعادة، بل وحتى الجري وراءه وإلى كلّ موصِّل له؛ وتزداد الغفلة، والقسوة، والحجاب عن كل موعظة وذكر -بدون تفكير ولا حصين منك- هو الإعراض عن كلامه سبحانه وتعالى ..!
والآيات إلي عندك خيرُ دليل: (
0:23 )
لن تجد هذه الطُّمأنينة الرَّاسخة، والباعثة لكل ما يحتاجه القلب من غذاء، وحياة، وإيمان، وثبات، وقوة، وتجد أثرها من داخلك، وفي علاقتك وأدبك مع ربّك، وفي معرفة نفسك، ومعرفة حقائق ما كانت عليه في غفلة، وفي سلوكك، وفي تفكيرك، وفي ثباتك أمام كل أمر قد يُزعزع ويَهز من الشبهات، والشهوات، وزخارف الدنيا ومتاعها، والمؤثرات التي حولك؛ إلا في ذكر الله عزَّ وجلَّ (أعظم الذكر كلامه سبحانه وتعالى).

عظّم كتابه العظيم
..!
لن تجد نوره يرصد بقلبك إلا إن أعطيته قدره ..!
لولا رحمته بنا بهذا الكتاب، والله لهلكت وزاغت القلوب.
أفَـانـِينٌ
Voice message
0:17
الجزاء من جنس العمل، فمَن أقبل على آيات الله بالاعتبار بها والعمل بما فيها، أقبل الله عليه بمغفرته وثوابه، ومَن أعرض عنها وضيَّع العمل بها، نسيه الله وتركه ( ولذلك كان أعظم سبب لجفوة القلوب عن القرآن؛ هو نسيانه والعمل به )."

نسأل أن يشرح صدورنا لكتابه العزيز، ويغفر لنا تقصيرنا.
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
من أحد شباك ومكايد الشيطان ..!
أفَـانـِينٌ
0:41 “ (فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا)
مَن لم يكن في صحائفه عملٌ صالح، أو حبِط ما كان له من عمل يظن أنَّهُ ناجح، فما الذي ينتظر أن يُوضع في ميزانه يوم المعاد؟".

-مخيفة أمام قلوبنا هذه !!
أفَـانـِينٌ
1:56
لولا لطف الله ومعيَّته وربطه.. لكُشِفَ أمرها، فتصبَّرت وصبَّرها الله وثبَّتها ..!
قليل من الصبر والكتمان قد يوصل الآمل إلى أمله، وشيءٌ من ضعف الصبر وقلة الحفظ قد يذهب بالبُغية، ويُوقع في البليَّة!".
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
أفَـانـِينٌ
0:25
لمن نسمعها المفترض نعدّد السيئات ( الظاهرة ) لعل القلب يستيقظ، أما الخفيّة هذي علاجها طويل، إلا عند لطف الله ورحمته؛ تتوقف الحسبة ..!
2024/06/29 23:04:08
Back to Top
HTML Embed Code: