group-telegram.com/Zafret/36000
Last Update:
إنَّ لله عزَّ وجلَّ علىٰ القلُوب أنوَاعاً مِن العبوديَّة، مِن الخشيةِ والخوفِ والإِشفاق وتوابعِها، ومِن المحبَّة والإنابةِ وابتغاءِ الوسيلةِ إليهِ وتوابعِها.
وهذهِ العبوديَّات لهَا أسبابٌ تهيِّجها وتبعَث عليهَا، فكلُّ مَا قيَّضه الربُّ تعالىٰ لعبدهِ مِن الأسبَاب الباعثةِ علىٰ ذلكَ المهيِّجة لهُ فهوَ مِن أسبَاب رحمتهِ لهُ، ورُبَّ ذنبٍ قَد هاجَ لصاحبهِ مِن الخوفِ والإِشفاق والوَجل والإنابةِ والمحبَّة والإيثارِ والفرارِ إلىٰ الله مَا لا يَهِيجه لهُ كثيرٌ مِن الطاعاتِ.
وكَم مِن ذنبٍ كانَ سَبباً لاستقامةِ العبدِ وفرارهِ إلىٰ الله وبعدهِ عَن طرُق الغيِّ، وهوَ بمنزلةِ مِن خلطَ فأحسَّ بسوءِ مِزاجه، وكانَ عندَه أخلاطٌ مزمِنة قاتِلة وهوَ لَا يشعرُ بهَا، فشربَ دواءً أزالَ تلكَ الأخلاطَ العفِنة التِي لَو دامَت لترامَت بهِ إلىٰ الفسادِ والعَطب.
وإنَّ مَن تبلُغ رحمتهُ ولطفهُ وبرُّه بعبدهِ هَذا المَبلغ ومَا هوَ أعجبُ وألطَف منهُ، فحقيقٌ بهِ أَن يكُون الحبُّ كلهُ لهُ، والطَّاعة كلُّها لهُ، وأَن يُذكر فلَا يُنسىٰ، ويُطاع فلَا يُعصىٰ، ويُشكر فلَا يُكفر. 🤍
- ابنُ قيِّم الجوزيَّة. 🕊️
BY « زفـراتٌ مُبــعثـرةٌ.. 💭🌼️»

Share with your friend now:
group-telegram.com/Zafret/36000