Telegram Group Search
ما دمتُ اخترتُ أن أكون طرفًا في علاقة معك، فمن حقك أن أقبلك كما أنت، وألا أجعل تغييرك عما أنت عليه شرطًا للعلاقة؛ لأني لو لم أقبلك كما أنت، أو كان تغيرك ضرورة عندي= فلم يكن ينبغي أن أدخل معك في علاقة أصلًا..

قد أحثك بلطف على التغيير الإيجابي، لكن لا أجعل هذا التغيير شرطًا في العلاقة، أو أكدر أجواء العلاقة بمطالب التغيير..

كل هذا صحيح..

لكن الخلط الذي يقع هنا، ويتم التسويق لعلاقات فاسدة تحت ستار هذا الخلط: أن هناك فرقًا بين المطالبة بتغيير طبيعة أحد طرفي العلاقة، وبين المطالبة بتغيير طبيعة العلاقة..

بمعنى: أنا لا أطالبك بتغيير نفسك، لكني لن أتنازل قط عن طبيعة معينة لعلاقتنا تحترم ثوابتي القيمية والأخلاقية وتحترم بطريفة متوازنة طبيعة اختلافنا..

لا أطالبك بتغيير عيبك، لكن إذا وصل هذا العيب لحد تهديد طبيعة العلاقة وإفسادها فهنا ينبغي أن تغير حدوث هذا وتأثيره على العلاقة سواء تغيرت أنت أم لم تتغير..

هناك توازن يجب أن يوجد بين أن أقبلك كما أنت، وبين أن تحترم حدودي واستحقاقات العلاقة القائمة بيننا..
تصور القبول غير المشروط أنه قبول لكونك تستمر في إساءات لا تحترم حدودي وحقوقي والأسس العامة للعلاقة الصحية، وتصور المطالبة بتغيير التصرفات المسيئة على أنه مطالبة بتغيرك أنت= كل ذلك خلط غير مقبول، ولن يصل بطرفي العلاقة-أية علاقة- إلا إلى طريق مسدود، وحياة بائسة..
((إذا كنت فعلًا ترى جمالًا حقيقيًّا، ونسيت نفسَك بسبب هذا الشعور؛ فاعلمْ عندها أنَّك قد انسلختَ من نفسك في شيء أكبر. في تلك اللحظة اللازمانية مِن الانقطاع المجيد، يدرك القلب أنَّ العالم الممل الذي ألف الخيانة والألم والإحباط والحزن ليسَ هو العالم الوحيد هنا، حتَّى إن كان اللسانُ لا يملك أن يعبِّر عن ذلك بكلمات. إنَّ العالم يشير إلى عالمٍ خارج عن هذا العالم، عالم أعلى... إنَّ الجمال يشير إلى ما هو إلهي)).
كنت قد قرأت قديما رسالة الدكتور سفر الحوالي، ولم أرض عن مضمونها تماما، وليس سبب عدم رضاي راجعا إلى الاختلاف المذهبي حين قراءتي مع مؤلفها، وإنما لما تتضمنه الرسالة من تعميمات وإطلاقات ودعاوى لا تصحُّ كرجوع بعض أعلام المذهب الأشعري إلى مقالة السلف وفق المنظور السلفي المعاصر، وعدم صحة دعوى أشعرية بعض الأعلام المعروفين بتقريرهم لمقالات المذهب وانتسابهم صراحةً له.

واليوم قد قرأتُ تعليقات الباحث السلفي المميز أحمد سالم، وقد وجدته أحسن كثيرًا في ما كتبه، وأضاف للرسالة إضافات لازمة عند الكتابة العلمية عن المذاهب العقدية التي تتوفر مصادرها الأصلية بين أيدينا حيث استشهد لمؤلف الرسالة بنصوص أئمة المذاهب الأشعري عند ذكره لمقالة من المقالات، وحرص على بيان الخلاف داخل المذهب الأشعري منطلقا من نقله للنصوص الموجودة في المصادر ، وتعقب مؤلف الرسالة في كثير من إطلاقاته وتعميماته ودعاويه، وأبرز شيئا من الاختلاف المنهجي الاستدلالي الحاصل داخل المذهب الأشعري، وخصوصا في رتبة الدليل النقلي بين المتقدمين والمتأخرين.

فالمذهبُ الأشعريُّ وإن اشترك أتباعه في أصول إلا أنه يتضمن قدرًا كبيرًا من الخلاف الداخلي الذي لا يحسن تجاوزه وعدم ذكره.

ومن تأمل مثلا نصوص ابن تيمية في كلامه عن حقيقة الإيمان داخل المذهب الأشعري؛ يجد أنه لا ينسب في جميع نصوصه قولا واحدًا للمذهب، وإنما لكثير منهم أو أكثرهم درايةً منه بالخلاف الحاصل داخل المنتسبين لهذا المذهب، وكذلك في مسألة النظر والتقليد وخبر الواحد وغيرها من المسائل.

وابن تيمية من أكثر الناس حرصا ودقة في نقل المذاهب، وما وجد من إطلاقات في كلامه فاعتمادًا منه على معرفة المخاطب، لا قصدا منه للتشنيع وإلصاق التهم والكذب على الخصوم، وقد نبه لذلك كما في أول المنهاج عندما تكلم عن إطلاقاته في حق الرافضة.

كما أبان الباحث أحمد سالم في تعليقاته عن الإعذار التيمي للمخالفين من أهل القبلة وخصوصا الأشعرية.

لا أتردد في أنني أخالف الباحث في بعض ما قاله، ولكن ما اعتمده من منهجية يجب أن يحتذى عند الكتابة عن المذاهب العقدية، وذلك من خلال نقل نصوص أئمة المذهب أنفسهم وذكر خلافاتهم وقصد الموضوعية قدر المستطاع ثم بيان المخالفة والنقد بعد ذلك إذا تبين له الحقّ في خلاف ما قالوه.

هذه التعليقات مفيدة، وأنصح بمطالعتها لمن رغب أن يقرأ رسالة الدكتور الحوالي.

ولعلي أتكلم لكم لاحقا عن تعليقات الدكتور سفر الحوالي على شرح ابن أبي العز الحنفي على الطحاوية، فقد وصلت لي مذكراته المفرغة، وفيها أشياء غريبة وعجيبة، تستحق التعقيب والاستدراك.
((لقد حدث أمران:
لقد تألمتَ وهذا يعني أنك تواصلت مع شخص ما بما يكفي لتشتاق إليه وتتألم لفراقه.
الثاني: لقد أتيت كي تتحدث عن ذلك بدلًا من أن تختبأ خلف حبة مخدر)).
المراجعة النهائية لمكتبة #عالم_الأدب 🤣
الجزء الأول 😁

بما إن أهم حدث في الصيف قارب على الانتهاء فألحق استغل خصومات #ذكرى_التأسيس_التاسعة وكمل اللي ناقص مكتبتك من أكتر من 50 عنوان نفسي وطبي وتنمية ذاتية (اضغط على القسم للإطلاع على إصداراته)

1- كتب نفسية تربوية
2- صدمات نفسية
3- إساءات الطفولة
4- طبي متخصص
5- نفسي متخصص
6- العلاقات الزوجية
7- الحدود والتعامل مع الآخرين
8- كتب المساعدة الذاتية
9- اضطراب الشخصية الحدية
10- الإباحية
11- المثلية الجنسية
12- للرجال وعن الرجال
13- مهارات شخصية
14- مهارات التفكير
15- إرشاد حياتي ومعارف عامة

لتفاصيل أكتر عن أي عنوان تقدر تتواصل معنا من خلال تليجرام @Alamaladab ،أو واتساب
+201116627549
#عالم_الأدب #تسعة_أعوام_نسعى_للتميز
من أعان ظالماً= بُلي به. وهذا عام في جميع الظلمة من أهل الأقوال والأعمال.
ابن تيمية.
روحانية الإسلام أن يخرج الإنسان من جزئه الطيني المادي؛ ليتصل بالله عز وجل عبر الأعمال الصالحة.

وأصل هذه الأعمال أعمال القلوب بمعرفة الله ومحبته والانقياد له، وتتبعها أعمال الجوارح.

وجوهر هذه الروحانية هو ((الكلمة)) كلمة القلب وكلمة اللسان وكلمة الجوارح، فإن كل ذلك كلام، كلام محبة فإن المحبة هي جوهر الخلق والعبودية والكلام إبانة عنها حتى عمل الجوارح هو كلام وإبانة؛ لأجل ذلك تتكلم الجوارح يوم القيامة مخبرة بعمل صاحبها، ولأجل ذلك خلق الله الإنسان وعلمه البيان، ليعرب عما في نفسه من محبته لربه.

وجوهر هذا الكلام هو القرآن كلام الله عز وجل.

لأجل ذلك ليس في الإسلام روحانية الصور ولا روحانية السماع (الإنشاد والموسيقى) كما فعلته المسيحية وتبعتهم الصوفية.

وليس في الإسلام روحانية وسائط؛ فإن الله قريب يكلم عبده بالقرآن ويتكلم العبد مع ربه بالصلاة والذكر والدعاء.

احفظ هذا فإنه لب الدين وروحانيته.
إن الركيزة الأساسية لدين الإسلام هي: العمل الصالح.

على الرغم من بساطة صياغة هذه الجملة، إلا أن الغفلة عن حقيقتها ولوازمها وآثارها= هي السلوك الأكثر والأوسع انتشارًا.

العقائد والمعارف والأفكار والرحلات المضنية للبحث عن المعنى، كلها كلها لا ينبغي أن تتخطى كونها نقطة الانطلاق، والبيان التوضيحي المختصر للمهمة الأساسية: العمل الصالح.

وإذا طغت العقائد والمعارف والأفكار على الإنسان وتركته قد اضمحل عمله، وإذا أهلك الإنسان أيامه في البحث عن المعنى قد عرت يده من صالحة تنفعه، وتقوده للمعنى من غير كد منه ولا سعي، وإذا شغله وسواس التسبيب والتعليل والحفر والنبش، فخمدت روحه فلم تتحرك جوارحه بطاعة ربه= أتى هذا الإنسان يوم القيامة أتعس الناس، فلا هو بالذي قد أدرك لذة الغافلين، ولا بالذي قد أصاب نعيم الذاكرين.
من تمام نعمة الله على عباده المؤمنين أن ينزل بهم الشدة والضر وما يلجئهم إلى توحيده فيدعونه مخلصين له الدين ويرجونه لا يرجون أحدا سواه، وتتعلق قلوبهم به لا بغيره ، فيحصل لهم من التوكل عليه والإنابة إليه، وحلاوة الإيمان وذوق طعمه، والبراءة من الشرك ما هو أعظم نعمة عليهم من زوال المرض والخوف، أو الجدب، أو حصول اليسر وزوال العسر في المعيشة؛، فإن ذلك (أي حصول اليسر والفرج) لذات بدنية ونعم دنيوية قد يحصل للكافر منها أعظم مما يحصل للمؤمن، وأما ما يحصل لأهل التوحيد المخلصين لله الدين= فأعظم من أن يعبر عن كنهه مقال، أو يستحضر تفصيله بال، ولكل مؤمن من ذلك نصيب بقدر إيمانه.

ولهذا قال بعض السلف، يا ابن آدم لقد بورك لك في حاجة أكثرت فيها من قرب باب سيدك.

وقال بعض الشيوخ: أنه ليكون لي إلى الله حاجة فأدعوه فيفتح لي من لذيذ معرفته وحلاوة مناجاته ما لا أحب معه أن يعجل قضاء حاجتي خشية أن تنصرف نفسي عن ذلك.
لأن ‍‍النفس لا تريد إلا حظها فإذا قضي انصرفت، وفي بعض الإسرائيليات، يقول الله: يا ابن آدم البلاء يجمع بيني وبينك والعافية تجمع بينك وبين نفسك.

ابن تيمية.
((الإيمان هو موطن الغموض، حيث نجد الشجاعة لنؤمن بما لا نراه ونجد القوة لنتخلى عن خوفنا من عدم اليقين)).

‏د.برينيه بروان
هناك فرق بين الوحدة التي هي شعور مؤلم، وبين الوحدة بمعنى الانعزال وعدم القدرة على تكوين العلاقات والانخراط فيها.

وبين القدرة على أن تكون وحيدًا فهذه الأخيرة من معالم النضج النفسي، وفيها تكون وحدتك مصدر أمان ودعم بقدر ما العلاقات مصدر أمان ودعم.

وبين الانطوائية وهي تفضيل طبعي لفترات الوحدة وغلبتها مع القدرة على توفية الحد الأدنى من الانخراط الاجتماعي والاستمتاع به وأداء حقه.

هذه أربع صور تسمى وحدة..

الوحدة الأولى شعور ملح يتمكن منك حتى وأنت وسط الناس ووسط علاقاتك، والثانية حالة معقدة من المشاعر والسلوكيات تصل بك لأن تكون منعزلًا اجتماعيًا وربما تصل للرهاب الاجتماعي، ولابد في علاجها من تشخيص سليم كامل وعمل منتظم.
تمكن شعور ‍‍الوحدة له آثار نفسية وإيمانية وحتى جسدية، وكنت أحب جدًا تتبع الأحاديث التي تحذر من الانفراد و‍‍الوحدة لأجل هذا، وهذا الإشكال يحتاج لعلاج واستعانة بالله عز وجل.
ومن المهم تحليل أسباب هذا الشعور، أحيانا بتكون بسبب عدم وجود تقدير كافي للذات، أو لوجود روابط عائلية ضعيفة، أو لمشاكل في التواصل مع المجتمع، أو لظروف مؤقتة، تشخيص الحالة وأسبابها مهم جدًا، ومفتاح ده هو الوصف المكتوب للحالة، الوصف المكتوب بيساعد على فهم نفسك وما يحدث لك.
العلاج بعد جودة الفهم والتشخيص يعتمد بدرجة أساسية على محاولة الاندماج والفاعلية، نفع الناس، مساعدة المحتاجين، بناء صداقات جديدة، القرب من الله والتعلق بالوحي والمسجد، ولا مانع من استشارة معالج نفسي بل في الوحدة الثانية (الانعزالية) يكون هذا ضروريًا.

الوحدة الثالثة، من الممكن أن نسميها الاعتكاف، وهي الوحدة التي هي خيار تفعله باقتدار لتعود لذاتك وتستمد منها أمنك وصمودك ولا تفقدك الوحدة قدراتك الاجتماعية.
هذه الوحدة الثالثة من أهم معالم الصحة النفسية.
يقول أنطوني ستور: إن قدرة المرء على التوحد تعتبر مصدرًا عظيم القيمة عندما يتطلب الأمر إحداث تغييرات في التوجه الذهني.
فبعد وقوع تغيرات رئيسة في الظروف المحيطة بالمرء= قد تكون هناك حاجة إلى إعادة تقييم جوهرية لأهمية الوجود ومغزاه؛ ففي ظل حضارة يُعتقد في ظلها أن العلاقات بين المرء وبين غيره من أشخاص؛ خليقة بأن توفر العون بإزاء كل أشكال المحن= فإنه يكون من الصعب أحيانًا إقناع أولئك الذين يقدمون العون بنية طيبة؛ بأن الاعتكاف يمكن أن يكون علاجًا شأنه شأن الدعم التعاطفي من جانب الآخرين.

قلت: ولهذا الاعتكاف آثار فاعلة جدًا في القدرة على معالجة تعقيدات العالم؛ ولأجلها كان الاعتكاف عبادة شرعية، وكانت فترات الحداد من أعظم منح الله للمبتلين بالفقد..

أما الوحدة الرابعة وهي التي يمكن أن نسميها الانطوائية، مع أنه اسم مظلوم، فهي حالة أعمق تعد من جملة الطباع التي قد يجبل عليها بعض الأشخاص أو ترسخها فيهم عوامل تربوية وبيئية= فليست حالة سلبية طالما جمعت بين إيجابيات الاعتكاف ونجت من سلبيات الوحدة الشعورية والانعزال الاجتماعي، وهي في مقابل الانبساطية.
((معرفة أني لن أستطيع الحصول عليك مؤلمة، لكن تجربة الوقوع في حبك كانت تستحق كل ألم)).

قلت: وأصل ذلك أن الحب وإن انتهى إلى خيبة أمل ووجع وألم= فهو يرقق الطبع ويُرهف الحس، ويصل الإنسان باحتياج التعلق الذي هو مدار المحبة، والمحبة مدار خلق الكون كله، وأساس الصلة التي تكون بين العبد وربه، فإذا تلامس الإنسان مع هذا الجزء من نفسه قاده التوفيق إلى رقة النفس وصلة ربه، وليس كما يظن الناس أن التعلق يحول بينك وبين ربك، يحول التعلق بينك وبين ربك إن شابه الحرام، أو غلوت فيه فأنساك ذكر ربك حتى يتوارى أوان العبودية بالحجاب.

خذ رقة النفس ورهافة الطبع التي أعطاك إياها هذا الحب، وانتفع بها، واعلم أن هذا الألم على حدته وتلك الخيبة على شدتها= في باطنها رحمة تستحق خوض ما قد كان.
وقيل لبعض الرؤساء ابنك قد عشق، فقال:
الحمد لله الآن رقت حواشيه، ولطفت معانيه، وملحت إشاراته، وظرفت حركاته، وحسنت عباراته، وجادت رسائله، وحلت شمائله؛ فواظب على المليح واجتنب القبيح.
.
من كتاب روضة المحبين ونزهة المشتاقين
الاعتذارات السيئة

الاعتذار هو وسيلة رائعة للعمل نحو الإصلاح. ومع ذلك، فإن كيفية تقديم الاعتذار هي التي تحدد نجاحه أو فشله. تتميز الاعتذارات السيئة بالرغبة في تهدئة الموقف بسرعة دون مراعاة تجربة الشريك. هذه الاعتذارات عادةً ما تكون دفاعية وتخلو من تحمل المسؤولية، ولا تعبر عن التعاطف والندم بشكل كافٍ.
أمثلة على الاعتذارات السيئة:
• «أنا آسف!» (بنبرة توسّل أو غضب أو نفاد صبر).
• «أنا آسف، حسنًا؟ قلت لك ألف مرة أنني آسف!» (إنكار للمشكلة، والتقليل من أهميتها، وعدم تحمل المسؤولية).
• «قلت إني آسف. ماذا تريد مني أكثر من ذلك؟» (الاستخفاف، والتقليل من شأن الشريك، وعدم تحمل المسؤولية).
• «أنا آسف، ولكن...» (الـ«لكن» تلغي الاعتذار).
• «أنا آسف لحدوث هذا» (عدم تحمل المسؤولية).
• «أنا آسف» (بنبرة آلية تشير إلى عدم فهم الألم، مع نظرة فارغة ودون أي شعور؛ بلا عاطفة؛ تُقال فقط لإنهاء الموقف).
• «أنا آسف لأنك تشعر بهذا» (تحميل اللوم على الشخص الآخر، وعدم تحمل المسؤولية).
• «أنا آسف. هل يمكننا الاستمتاع الآن؟» (تقليل من أهمية المشكلة، وعدم الاعتراف بها).

ترجمة د. #عبدالجواد_خليفة
للمصيبة نوعان، ولكل نوع منهما امتحان في صبر الإنسان عليها:

أما الأولى: فمصيبة تقع وتنقطع، كموت حبيب، وذهاب عضو، وفقدان مال، وامتحانُ الصبر في تلك المصيبة إنما هو عند الصدمة الأولى، فمن هدي للصبر أول علمه بوقوع المصيبة= فقد أدى الذي عليه وجاز هذا الامتحان، ولم يبق عليه إلا معالجة الذكرى، ووأد نفثات السخط التي لا يمل الشيطان منها.

وأما الثانية: فمصيبة يقع أولها ولما تبلغ آخرها، وتلك أكثر المصائب وقوعًا بالناس، سواء وقعت بهم أو بمن يحبون، ومنها المرض والظلم والسجن وضيق العيش.

وامتحان هذا النوع أعسر وأشق، ذلك أنك تُمتحن بالصبر عند أولها، ثم تؤمر باستدامة الصبر، ثم يأتي الامتحان الأعظم، وذلك أنك لا تزال ترجو الفرج من الله، فيكون أشق البلاء من داخل بلاء المصيبة: أن يتأخر الفرج أو ينقطع أملك من أسباب الدنيا المؤدية إليه، وتبقى ومصيبتك تحسب أن لن تفرج، ثم يطول الأمر وربما كان مما يقدره الله ويقضيه أن يظل بلاؤك معك لا فرج فيه في الدنيا، وها هنا محز الإيمان، ومنزلة أولياء الله الصالحين، التي لطالما رأيت يجوزها أناس من عرض الناس لا يعرفون، ورأيت يسقط فيها من كنا نحسبهم أهلها وأولي حملها.

أن تبقى تصبر وقد ظننت كل الظن ألا فرج في الدنيا يأتيك، وإنما أنت ومصيبتك قرينان إلى القبر.

وقد تدبرتُ كثيرًا فيما يعين الناس على مجاوزة هذا البلاء العظيم، فوجدته بعد حول الله وقوته وإعانته لمن شاء من عباده، يرجع إلى باب واحد: حسن النظر إلى الدنيا بأنها وأوصابها زائلة منقطعة، وأن غمسة في الجنة تنسي كل شقاء.
2024/09/21 20:33:48
Back to Top
HTML Embed Code: