Telegram Group & Telegram Channel
• يفضل نفسه على أبي الفضل!

نقل العلّامة الشيخ الأوردباديّ، عن العلّامة الحجة السيّد ميرزا عبد الهادي الشيرازيّ، عن السيّد العالم الفاضل الميرزا عبد الحي عن أبيه السيّد الميرزا عبد الحميد البجنورديّ:

أنّه شاهد في كربلاء المشرّفة رجلاً من الأفاضل قد اغترَّ بعلمه، وبلغ من غلوائه في ذلك أنّه صارح يوماً بمنتدى من أصحابه بأنّه أفضل من أبي الفضل العباس صلوات الله عليه! فإذ جابهوه بالإنكار أخذ بالبرهنة على دعواه بتعداد فضائله وعلومه وعباداته من تنفل وتهجد وزهادة، فإن كان فضل أبي الفضل بعبادته فهذه بتلك، والشهادة لا تكاد تقابل المعرفة بعلوم الدين وأصولها وقواعدها، فانفضّ المجلس على هذا.

قال: فذهبنا إلى دار الرجل من غد نزوره، ونستحفي خبره، فقيل: إنّه في حرم أبي الفضل سلام الله عليه، فداخلنا العجب من ذلك.

وتوجّهنا إلى الحرم الأقدس، وألفينا الرجل قد ربط عنقه بالضريح المقدّس بحبل على صفة الملتجئ التائب.

فسألناه عن أمره، فقال: إن أمري عجيب، بالأمس فارقتكم على ما أبديته لكم من المزعمة، ولم أبرح عليه حتى نمت الليل، فرأيت فيه أنّي في مجتمع من أهل الفضل، فإذا أنا بمخبر يقول: إنّ أبا الفضل عليه السلام قادم إليكم.

فأخذت أبّهة ذكره من القلوب كلّ مأخذ، وارتعدت الفرائص لهيبته، حتى دخل سلام الله عليه والنور الإلهيّ يلمع على أساريره، والجمال العلويّ يزهو من محيّاه.

فاستقر على كرسيّ في صدر النديّ، والجلاس كلّهم خاشعون لجلالته، خضوع لمقامه، واختصت بي من بينهم رهبة عظيمة، وفرق مقلق، لما أتذكره ممّا فرّطت فيه في جنبه.

قال: فطفق أبو الفضل عليه السلام يحيّي أهل النادي واحداً واحداً، حتى وصلت النوبة إليّ، فقال: ماذا تقول أنت ياشيخ؟

قال: فكاد أن يرتج عليّ القول، ثم راجعت نفسي فقلت: لعلّ في المصارحة منتدحاً من الارتباك، وفوزاً بالحقيقة، فأنهيت إليه ما ذكرته لكم بالأمس من البرهنة.

فقال عليه السلام: أنا خريج مدرسة أبي أمير المؤمنين وأخويَّ الإمامين الحسن والحسين صلوات الله عليهم، وإني على يقين من ديني بما تلقّيته من مشيختي هؤلاء من الحقائق الراهنة، وطقوس الدين، ونواميس الإسلام، وأنت شاكّ في دينك، وشاك في إمامك، أوليس الأمر كذلك؟!

قال: فلم يسعني إنكاره.

فقال عليه السلام: وكان شيخك الذي قرأت عليه وأخذت عنه أتعس حالاً منك، ثم إنّ فيَّ نفسيّات كريمة، فأخذ يعدّدها: من الكرم والصبر والمواساة والجهاد إلى غيرها.

فقال عليه السلام: فلو قسَّمت هذه على جميعكم لما أمكنك حمل حصّة منها تكون لك.

ثمّ قال: وفيك ملكات رذيلة، وجعل يذكرها من حسد ومراء ورياء.
ثم قال: وما عسى أن يكون ما عندك من أصول وقواعد كبراءة واستصحاب حكميّ غير أنها وظائف مضروبة للجاهل يعمل بها حيث يعوزه الوصول إلى الواقع.

ثم ضرب عليه السلام بيده الكريمة على فمي، فانتبهت متندماً معترفاً بالقصور، فلم أجد ندحة لي عمّا فرّطت في جنب وليّ الله صلوات الله عليه إلا التوسّل به، والإنابة إليه.

ينظر:
- حياة أبي الفضل العباس (المطبوع ضمن موسوعة الأوردباديّ) : ص٢٨٠-٢٨٢.



group-telegram.com/f_tarajim/42
Create:
Last Update:

• يفضل نفسه على أبي الفضل!

نقل العلّامة الشيخ الأوردباديّ، عن العلّامة الحجة السيّد ميرزا عبد الهادي الشيرازيّ، عن السيّد العالم الفاضل الميرزا عبد الحي عن أبيه السيّد الميرزا عبد الحميد البجنورديّ:

أنّه شاهد في كربلاء المشرّفة رجلاً من الأفاضل قد اغترَّ بعلمه، وبلغ من غلوائه في ذلك أنّه صارح يوماً بمنتدى من أصحابه بأنّه أفضل من أبي الفضل العباس صلوات الله عليه! فإذ جابهوه بالإنكار أخذ بالبرهنة على دعواه بتعداد فضائله وعلومه وعباداته من تنفل وتهجد وزهادة، فإن كان فضل أبي الفضل بعبادته فهذه بتلك، والشهادة لا تكاد تقابل المعرفة بعلوم الدين وأصولها وقواعدها، فانفضّ المجلس على هذا.

قال: فذهبنا إلى دار الرجل من غد نزوره، ونستحفي خبره، فقيل: إنّه في حرم أبي الفضل سلام الله عليه، فداخلنا العجب من ذلك.

وتوجّهنا إلى الحرم الأقدس، وألفينا الرجل قد ربط عنقه بالضريح المقدّس بحبل على صفة الملتجئ التائب.

فسألناه عن أمره، فقال: إن أمري عجيب، بالأمس فارقتكم على ما أبديته لكم من المزعمة، ولم أبرح عليه حتى نمت الليل، فرأيت فيه أنّي في مجتمع من أهل الفضل، فإذا أنا بمخبر يقول: إنّ أبا الفضل عليه السلام قادم إليكم.

فأخذت أبّهة ذكره من القلوب كلّ مأخذ، وارتعدت الفرائص لهيبته، حتى دخل سلام الله عليه والنور الإلهيّ يلمع على أساريره، والجمال العلويّ يزهو من محيّاه.

فاستقر على كرسيّ في صدر النديّ، والجلاس كلّهم خاشعون لجلالته، خضوع لمقامه، واختصت بي من بينهم رهبة عظيمة، وفرق مقلق، لما أتذكره ممّا فرّطت فيه في جنبه.

قال: فطفق أبو الفضل عليه السلام يحيّي أهل النادي واحداً واحداً، حتى وصلت النوبة إليّ، فقال: ماذا تقول أنت ياشيخ؟

قال: فكاد أن يرتج عليّ القول، ثم راجعت نفسي فقلت: لعلّ في المصارحة منتدحاً من الارتباك، وفوزاً بالحقيقة، فأنهيت إليه ما ذكرته لكم بالأمس من البرهنة.

فقال عليه السلام: أنا خريج مدرسة أبي أمير المؤمنين وأخويَّ الإمامين الحسن والحسين صلوات الله عليهم، وإني على يقين من ديني بما تلقّيته من مشيختي هؤلاء من الحقائق الراهنة، وطقوس الدين، ونواميس الإسلام، وأنت شاكّ في دينك، وشاك في إمامك، أوليس الأمر كذلك؟!

قال: فلم يسعني إنكاره.

فقال عليه السلام: وكان شيخك الذي قرأت عليه وأخذت عنه أتعس حالاً منك، ثم إنّ فيَّ نفسيّات كريمة، فأخذ يعدّدها: من الكرم والصبر والمواساة والجهاد إلى غيرها.

فقال عليه السلام: فلو قسَّمت هذه على جميعكم لما أمكنك حمل حصّة منها تكون لك.

ثمّ قال: وفيك ملكات رذيلة، وجعل يذكرها من حسد ومراء ورياء.
ثم قال: وما عسى أن يكون ما عندك من أصول وقواعد كبراءة واستصحاب حكميّ غير أنها وظائف مضروبة للجاهل يعمل بها حيث يعوزه الوصول إلى الواقع.

ثم ضرب عليه السلام بيده الكريمة على فمي، فانتبهت متندماً معترفاً بالقصور، فلم أجد ندحة لي عمّا فرّطت في جنب وليّ الله صلوات الله عليه إلا التوسّل به، والإنابة إليه.

ينظر:
- حياة أبي الفضل العباس (المطبوع ضمن موسوعة الأوردباديّ) : ص٢٨٠-٢٨٢.

BY فَوَائِدٌ وَشَوَارِدٌ


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/f_tarajim/42

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

Individual messages can be fully encrypted. But the user has to turn on that function. It's not automatic, as it is on Signal and WhatsApp. Following this, Sebi, in an order passed in January 2022, established that the administrators of a Telegram channel having a large subscriber base enticed the subscribers to act upon recommendations that were circulated by those administrators on the channel, leading to significant price and volume impact in various scrips. The regulator said it has been undertaking several campaigns to educate the investors to be vigilant while taking investment decisions based on stock tips. Telegram has gained a reputation as the “secure” communications app in the post-Soviet states, but whenever you make choices about your digital security, it’s important to start by asking yourself, “What exactly am I securing? And who am I securing it from?” These questions should inform your decisions about whether you are using the right tool or platform for your digital security needs. Telegram is certainly not the most secure messaging app on the market right now. Its security model requires users to place a great deal of trust in Telegram’s ability to protect user data. For some users, this may be good enough for now. For others, it may be wiser to move to a different platform for certain kinds of high-risk communications. Telegram was co-founded by Pavel and Nikolai Durov, the brothers who had previously created VKontakte. VK is Russia’s equivalent of Facebook, a social network used for public and private messaging, audio and video sharing as well as online gaming. In January, SimpleWeb reported that VK was Russia’s fourth most-visited website, after Yandex, YouTube and Google’s Russian-language homepage. In 2016, Forbes’ Michael Solomon described Pavel Durov (pictured, below) as the “Mark Zuckerberg of Russia.”
from us


Telegram فَوَائِدٌ وَشَوَارِدٌ
FROM American