Telegram Group & Telegram Channel
أريدُ التوثيق،
أو ربّما أريدُ أن أعبّر عن حاجتي للجنوب وليس فقط الشّوق.
أريدُ أن أبكي هنا في النّص أيضًا، كما أبكي وأنا أشاهدُ المقاطع المصوّرة،
لا فرق إن كانت حديثة، أم قديمة العهد
قبل الحـ ـرب، أم بعدها،
الفارق الوحيد أنّني عندما أشاهد المقاطع المصوّرة، أنتظرُ أن ألمح بيتنا ولو لثانية واحدة فقط،
أو نصف البيت لا بأس،
الشّارع، أو الشجرة الكبيرة أمامه.
ثانية واحدة فقط لعليّ أستعيد جزءًا من عافيتي.

أشاهدُ المقاطعَ الآن وأركز على الصّوت لعلّي أكون في أقربِ لحظة مع بلدتي، وبيتيَ البعيد.

الوحدة تكبر في قلبي يا أصدقاء، والليل يزداد وحشة، والشوق ينهشُ روحي.
ماذا يعني أن تكون نازحًا، ووحيدًا!
وحينَ يحين موعد إجازتك الأسبوعية، تذهب لنصف بيت، ونصف عائلة، ولا مكان!
أعودُ إلى أهلي النازحين أيضًا، الذين أدمنوا متابعة الأخبار العاجلة أكثر من ذي قبل، واعتادوا على جدار الصّوت.
لكنّهم للآن لم يعتادوا بلدَ النّزوح رغم أن نزوحهم فيه سيبلغ السّنة!
وأنا لم أعتد بعد أن أستقلّ المواصلات إليهم، وأبقى أتنفس ذات الهواء!

أقولُ لأمي أنّي أشعرُ بالنزوح في هذه الفترة أكثر من أيّ وقتٍ مضى،
ولا أعلمُ ما السبّب مع أنّي أحبّ المدينة ونمط العيشِ فيها. أحبّ صخبَها، وحياتها.
وهذا ليسَ بالكلام الشّاعري، من يسكن المدينة ويعودُ أسبوعيًّا لقريته يدركُ تمامًا عن أيّ احتياج أتحدّث!

أنا هنا يا أصدقاء، مع الليل والذكريات والوحشة، والترقّب، والكثير من الصور ..
واليقين أيضًا أنّ رجالنا يفتحون لنا الطريق كي نعود آمنين ككلّ مرّة، ودماء السّعداء تنبت أقحوانًا جنوبيًّا، وقصصًا لا تنتهي.

تقول لي صديقتي: "مواسم عزّنا لا تنضَب كما تضحياتنا، وأدعية اللّيل ولحظات الفجر!"
وأقولُ لها: "لا تنضب مثل مواسم قهرهم تمامًا"
❤️‍🩹
-زينب قاروط



group-telegram.com/jjgfddfyujbfdwTknvwfu/4574
Create:
Last Update:

أريدُ التوثيق،
أو ربّما أريدُ أن أعبّر عن حاجتي للجنوب وليس فقط الشّوق.
أريدُ أن أبكي هنا في النّص أيضًا، كما أبكي وأنا أشاهدُ المقاطع المصوّرة،
لا فرق إن كانت حديثة، أم قديمة العهد
قبل الحـ ـرب، أم بعدها،
الفارق الوحيد أنّني عندما أشاهد المقاطع المصوّرة، أنتظرُ أن ألمح بيتنا ولو لثانية واحدة فقط،
أو نصف البيت لا بأس،
الشّارع، أو الشجرة الكبيرة أمامه.
ثانية واحدة فقط لعليّ أستعيد جزءًا من عافيتي.

أشاهدُ المقاطعَ الآن وأركز على الصّوت لعلّي أكون في أقربِ لحظة مع بلدتي، وبيتيَ البعيد.

الوحدة تكبر في قلبي يا أصدقاء، والليل يزداد وحشة، والشوق ينهشُ روحي.
ماذا يعني أن تكون نازحًا، ووحيدًا!
وحينَ يحين موعد إجازتك الأسبوعية، تذهب لنصف بيت، ونصف عائلة، ولا مكان!
أعودُ إلى أهلي النازحين أيضًا، الذين أدمنوا متابعة الأخبار العاجلة أكثر من ذي قبل، واعتادوا على جدار الصّوت.
لكنّهم للآن لم يعتادوا بلدَ النّزوح رغم أن نزوحهم فيه سيبلغ السّنة!
وأنا لم أعتد بعد أن أستقلّ المواصلات إليهم، وأبقى أتنفس ذات الهواء!

أقولُ لأمي أنّي أشعرُ بالنزوح في هذه الفترة أكثر من أيّ وقتٍ مضى،
ولا أعلمُ ما السبّب مع أنّي أحبّ المدينة ونمط العيشِ فيها. أحبّ صخبَها، وحياتها.
وهذا ليسَ بالكلام الشّاعري، من يسكن المدينة ويعودُ أسبوعيًّا لقريته يدركُ تمامًا عن أيّ احتياج أتحدّث!

أنا هنا يا أصدقاء، مع الليل والذكريات والوحشة، والترقّب، والكثير من الصور ..
واليقين أيضًا أنّ رجالنا يفتحون لنا الطريق كي نعود آمنين ككلّ مرّة، ودماء السّعداء تنبت أقحوانًا جنوبيًّا، وقصصًا لا تنتهي.

تقول لي صديقتي: "مواسم عزّنا لا تنضَب كما تضحياتنا، وأدعية اللّيل ولحظات الفجر!"
وأقولُ لها: "لا تنضب مثل مواسم قهرهم تمامًا"
❤️‍🩹
-زينب قاروط

BY فرحتي💜


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/jjgfddfyujbfdwTknvwfu/4574

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

Since its launch in 2013, Telegram has grown from a simple messaging app to a broadcast network. Its user base isn’t as vast as WhatsApp’s, and its broadcast platform is a fraction the size of Twitter, but it’s nonetheless showing its use. While Telegram has been embroiled in controversy for much of its life, it has become a vital source of communication during the invasion of Ukraine. But, if all of this is new to you, let us explain, dear friends, what on Earth a Telegram is meant to be, and why you should, or should not, need to care. In December 2021, Sebi officials had conducted a search and seizure operation at the premises of certain persons carrying out similar manipulative activities through Telegram channels. Pavel Durov, a billionaire who embraces an all-black wardrobe and is often compared to the character Neo from "the Matrix," funds Telegram through his personal wealth and debt financing. And despite being one of the world's most popular tech companies, Telegram reportedly has only about 30 employees who defer to Durov for most major decisions about the platform. "There are several million Russians who can lift their head up from propaganda and try to look for other sources, and I'd say that most look for it on Telegram," he said. And indeed, volatility has been a hallmark of the market environment so far in 2022, with the S&P 500 still down more than 10% for the year-to-date after first sliding into a correction last month. The CBOE Volatility Index, or VIX, has held at a lofty level of more than 30.
from us


Telegram فرحتي💜
FROM American