كتاب المعاني الكبير لابن قتيبة كتاب كبير، وصاحبه من أهل العلم بالشعر ومتقدمي الرواة الثقات، وهو في منزلة أبي سعيد السكري وأبي بكر الأنباري وابن دريد وطبقتهم في العلم بجهات اللسان، وكتابه هذا أشبه بوصف دقيق لحياة العرب وتصرفاتهم وخلائقهم وانتحاء بيانهم عن أغراضهم في كل ما هم بسبيله من المعايش، وذلك من طريق الشعر وتصرفات القول فيه. وهو حقيق بأن يستبد به طالب الأدب وأن يديم العالم بالشعر النظر فيه وفي تفسيراته، وأشباهه ونظائره. والمأمول أن ييسر الله له من يقوم بحق تحقيقه من جديد.
..
..
قليلٌ ليومِ الشرِّ -ويكَ- تعرُّضي
فإنْ حلَّ يومًا قلتُ للشَّرِّ مرحبا
..
فإنْ حلَّ يومًا قلتُ للشَّرِّ مرحبا
..
قال ضِرار الصُّدائي في وصف سيدنا عليّ عليه السلام:
«كان فينا كأحدِنا، يُجيبُنا إذا سألناه، ويُنبِّئنا إذا استنبأناه، ونحن مع تقريبه إيانا وقُربِه منا لا نكادُ نُكلِّمه لهَيْبته، ولا نبتدئُه لعظمته».
«كان فينا كأحدِنا، يُجيبُنا إذا سألناه، ويُنبِّئنا إذا استنبأناه، ونحن مع تقريبه إيانا وقُربِه منا لا نكادُ نُكلِّمه لهَيْبته، ولا نبتدئُه لعظمته».
«رسالة في تفضيل سائر الوحوش على الأسد».
..
وقال الأسَد:
ما هنتُ يومًا على عِزّي ومَرهَبتي
بمثل أن قيل: هذا حافظُ الأسَدُ
..
وقال الأسَد:
ما هنتُ يومًا على عِزّي ومَرهَبتي
بمثل أن قيل: هذا حافظُ الأسَدُ
كان مالكُ بن دينارٍ في غايةِ الانقباض، حتى لقد ضيَّف أصحابَه يومًا على دقَل التمر (الرديء منه) والماء، فقال لهم:
قوموا نصلِّي ركعتين شكرًا لله.
فقالوا له: قاتلك الله! أما لو أطعمْتَنا حلوى لقلتَ لنا صلوا التراويح.
..
قوموا نصلِّي ركعتين شكرًا لله.
فقالوا له: قاتلك الله! أما لو أطعمْتَنا حلوى لقلتَ لنا صلوا التراويح.
..
قرأت في أمالي القالي بيتي ليلى الأخيلية:
إذا سَمعَ الحجَّاجُ رِزَّ كتيبةٍ
أعَدَّ لها قبلَ النزولِ قِراها
أَعَدَّ لها مَصقُولةً فارسيَّةً
بأيدِي رجالٍ يَحلُبونَ صراها
..
فذكرني قولها «رِزَّ» وهو الصوت تسمعه من بعيد، بقول لبيد رضي الله عنه في قصيدته المختارة:
فتسمَّعت رزَّ الأنيس فراعها
عن ظهر غيبٍ والأنيس سقامها
وذكَّرني قولها «أعد لها قبل النزول قراها، أعد لها مصقولة»، بقول عمرو بن كلثوم:
نزَلتم مَنزلَ الأضيافِ مِنّا
فعَجَّلنا القِرَى أن تَشتِمُونا
قريناكُم فعجَّلنا قِراكم
قُبيل الصبح مرداة طحونًا
وذكرني كذلك قول القطامي:
نَقريهمُ لَهْذمياتٍ نَقُدُّ بها
ما كانَ خاطَ عليهم كلَّ زَرَّاد
..
والقرى هاهنا ما يعدّونه لأعدائهم من صنوف العُدد يحاربونهم بها ويشمرون لهم، فكأنها بمنزلة الطعام يُعد للضيفان، وهو تشبيه سائر في كلامهم، وينزلونه منزل التهكم، كقوله تعالى: «إنك لأنت الحليم الرشيد».
وهناك شواهد أخرى تجدها في كثير من كتب الأدب، لكن هذا ما جاء على خاطري ساعة قرأتهما.
..
وهكذا ترى أن كلام العرب آخذٌ بعضُه برقاب بعضٍ، وتراهم يتفنون في التشبيه الواحد بصورٍ تعلو وتسفل بما عندهم من البلاغة وطرائق البيان.
وكتاب أبي عليّ القالي جنان ومروج ورياض. وهذا طرف من محادثتي إياه، لعله اتصل بأسماعكم.
إذا سَمعَ الحجَّاجُ رِزَّ كتيبةٍ
أعَدَّ لها قبلَ النزولِ قِراها
أَعَدَّ لها مَصقُولةً فارسيَّةً
بأيدِي رجالٍ يَحلُبونَ صراها
..
فذكرني قولها «رِزَّ» وهو الصوت تسمعه من بعيد، بقول لبيد رضي الله عنه في قصيدته المختارة:
فتسمَّعت رزَّ الأنيس فراعها
عن ظهر غيبٍ والأنيس سقامها
وذكَّرني قولها «أعد لها قبل النزول قراها، أعد لها مصقولة»، بقول عمرو بن كلثوم:
نزَلتم مَنزلَ الأضيافِ مِنّا
فعَجَّلنا القِرَى أن تَشتِمُونا
قريناكُم فعجَّلنا قِراكم
قُبيل الصبح مرداة طحونًا
وذكرني كذلك قول القطامي:
نَقريهمُ لَهْذمياتٍ نَقُدُّ بها
ما كانَ خاطَ عليهم كلَّ زَرَّاد
..
والقرى هاهنا ما يعدّونه لأعدائهم من صنوف العُدد يحاربونهم بها ويشمرون لهم، فكأنها بمنزلة الطعام يُعد للضيفان، وهو تشبيه سائر في كلامهم، وينزلونه منزل التهكم، كقوله تعالى: «إنك لأنت الحليم الرشيد».
وهناك شواهد أخرى تجدها في كثير من كتب الأدب، لكن هذا ما جاء على خاطري ساعة قرأتهما.
..
وهكذا ترى أن كلام العرب آخذٌ بعضُه برقاب بعضٍ، وتراهم يتفنون في التشبيه الواحد بصورٍ تعلو وتسفل بما عندهم من البلاغة وطرائق البيان.
وكتاب أبي عليّ القالي جنان ومروج ورياض. وهذا طرف من محادثتي إياه، لعله اتصل بأسماعكم.