Telegram Group Search
قناة الشيخ محمد سالم بحيري
Photo
عظم اعتناءُ متأخري شافعية مصر بمنهج الطلابِ وشرحه، وأكثروا عليه من الحواشي، بعضها كتبه المُحشّي بنفسه، وبعضها جُرّد من خطه على نسخته.

فعليه حواشٍ لعَميرة وابن قاسم العباديّ والزياديّ والحلبي والشوبري وعبد البر الأجهوريّ والمزاحيّ والشبراملسيّ والعناني والبرماويّ والإطفيحي وعيسى البراويّ ومصطفى العزيزيّ وإسماعيل البلبيسي وعطية الأجهوري والجمل والبجيرميّ، ووضع الطلّاوي والمرصفيّ تقريرين على حاشية البجيرميّ.

ولم تكثر حواشيهم على كتابٍ فقهيّ لشيخ الإسلام زكريّا الأنصاريّ - رحمه الله - كما كثرت على شرح منهج الطلاب، وقرئ على المشايخ، وكان بعضُ المشايخ يدوّن على هامش نسخته عدد الدروس وسنة الإقراء.

ورأيتُ في نسخة لفتح الوهاب عليها قيدُ تملّك للجوهري الصغير، والظاهر أنه خطه، أنّ عدد دروس الكتاب في إحدى مرّات إقرائه ثلاثمائة وأربعون درسًا: خطبة الكتاب في ثلاث، وربع العبادات في خمسة وثمانين درسًا، وربع المعاملات في تسعة وسبعين درسًا، وربع الأنكحة وما يتبعها في خمسة وثمانين درسًا، وربع الجنايات في ثمانية وثمانين درسًا، وكانت مدة دراسته سنتين، وفيها إثبات إقرائه في مائة وسبعين درسًا.

وفي ترجمة الشيخ سلطان المزّاحيّ أنه كان يختم المنهج مع شرحه في ثمانية أشهرٍ، وكان رحمه الله يختم عشرة كتب في علوم مختلفة كلّ سنة، ويقول: من أراد أن يصير عالمًا فليحضر درسي.

وكان الشيخ محمد التلباني يختم المنهج كلّ سنة، وقد تلقاه الشيخ محمد بن سلامة الفارسكوري الدّمياطيّ عنه تسع مرّات في تسع سنين.

أجزل الله مثوبتهم، وجزاهم الله عنّا خير الجزاء.
مما يمكن أن تلتقطه من كتب التراجم ما يمكن أن تسمّيه: تقاليد الدرس، وهي تلك العادات التي اعتادها بعض العلماءِ في درسه، وطريقته في الإلقاء والتقرير، وعدد الساعات التي يلقيها في التدريس، وطريقته في إعداد الدرس ونحو ذلك مما لا ينحصر.

فمن تقاليد بعض العلماء في دروسهم:
- استغراق اليوم بالدروس.
في ترجمة الشيخ منصور الطوخي أنه كان يصرف فيه جميع أوقاته في التدريس، حتى كان يأتيه غداؤه وعشاؤه في مكان درسِه، ولا يذهب إلى بيته إلا بعد العشاء بساعة، ويأتى الى الجامع قبل الفجر، واستمر على هذه الحالة إلى أن توفي.

- ترتيب التلاميذ في مجلس الدرس
ذكر في ترجمة النور الزيّادي رحمه الله .. أنَّ العلماء الأكابر كان يحضرون درسَهُ وهم في غاية الأدب، وَكانت حلقته صُفُوفًا، منهم الأفضل فالأفضل والأمثل فالأمثل، وكان يُقال: فلان من الطبقة الأولى، وفلان من الطبقة الثانية، وفلان من الطبقة الثالثة، وكان به في درسه محتسبٌ يجلس كلّ أحد منهم في مكانه.

- التأني في التقرير.
ذكر في وصف درس الشيخ عطية الأجهوري .. أنه كان يتأنى في تقريره، ويكرر الإلقاء مرارًا؛ مراعاة للمستملين الذين يكتبون ما يمليه.

- تنويعُ العبارات للإفهام.
في ترجمة أبي الحسن السجلماسي أنه كان إذا قرر المسألة لا يزال يكررها بعبارات مختلفة حتى تظهر بادي الرأي، فلذلك كثر الآخذون عنه من أقطار الغرب الأقصى على كثرة علمائه.

- التكرار
في ترجمة القليوبيِّ رحه الله أنه كان حسن التقرير، يُبَالِغُ في تفهيم الطلبة، ويُكَرِّرُ لهم تصويرَ المسائل، والناس في درسه كأن على رؤسهم الطير.

- البحث مع التلامذة
في ترجمة الشبراملسيِّ رحمه الله أنه كان لا يضجر من البحثِ في الدرس، وإن لم يبحث معه الطلبة قال لهم: «ما لنا اليوم؟
وفي ترجمة الشيخ بكري العطار رحمه الله قال الجمالُ القاسميُّ: «كان يُجْلِسُني إلى جانبه، وكثيرًا يستطلع جوابي في بحث لطفًا منه وتواضعًا».

- تحرير التصنيف مع الطلبة:
في ترجمة الحافظ ابن حجر رحمه الله:
أنه قال متحدثًا عن شيحه للبخاريّ: «لمَّا كان بعد خمس سنين أو نحوها وقد بُيِّضَ منه مقدار الربع على طريقة مثلى، اجتمع عندي مِنْ طلبة العلم المهرة جماعةٌ وافقوني على تحرير هذا الشرح، بأن أكتب الكرَّاس، ثم يحصِّله كلُّ منهم نسخًا، ثم يقرؤه أحدهم، ويعارض معه رفيقُه مع البحث في ذلك والتَّحرير، فصار السِّفْرُ لا يكمُل منه إلا وقد قُوبل وحرِّر، ولزم من ذلك البطءُ في السَّير لهذه المصلحة، إلى أن يسَّر اللَّه تعالى إكماله في شهر رجب سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة».
وقال تلميذه السخاوي رحمه الله: «وكان الابتداءُ فيه في أوائل سنة سبع عشر وثمانمائة على طريق الإملاء، ثم صار يكتب من خطه مداولة بين الطلبة شيئًا فشيئًا، والاجتماع في يوم من الأسبوع للمقابلة والمباحثة، وذلك بقراءة شيخنا العلامة ابن خضر، إلى أن انتهى في أول يوم من رجب سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة سوى ما ألحق فيه بعد ذلك، فلم ينته، إلَّا قُبيل وفاة المؤلف بيسير».
وفي ترجمة القسطلاني رحمه الله:
أنه شرحه على البخاري قبل أن يؤلف شيخ الإسلام زكريا رحمه الله شرحه عليه، وكان يقول للشيخ عبد الوهاب الشعراني رحمه الله: «اُحْضُر عند شيخ الإسلام شرحي، فمهما وجدته خالفني فيه فاكتبه لي في ورقة»، فكان يكتب له أوراقًا، ويُجَهِّزُها إليه، وقال له مرة: «لا تغفل عن كتابة ما يخالفني فيه الشيخ، فإنه لا يحرر الكتاب إلا الطلبة، ولا طلبة لي».

- إعداد الدرسِ مع العلماء.
ذكروا في ترجمة ابن الشيخ أنه أقرأ «المواقف» في عشرين سنة، ولإعداد هذا الدرس يعقدُ مجلسًا ليليًّا في منزله يشهده كثير من العلماء الذين يحضرون الدرس بجامع الزيتونة للتذاكر في مسائل درس الغد، فيهتدي بتوقفاتهم وإفهامهم إلى مقاعد التحرير من الدرس، ويفارقونه والمسائل عندهم وعنده لا تزال محاطة بشيءٍ من الغموض محتاجةٌ إلى طريق فيصل في تقريرها وتصويرها، وبعد انصرافهم يخلو بنفسه للمطالعة، فيجيء إلى الدرس صباحًا وقد قتل مسائله بحثًا وتحقيقًا.

- ختم الكتب الطوالَ في مدةٍ معلومة
في ترجمة الشيخ الشوبريِّ رحمه الله أنه كان يقرأ العُباب في كلِّ سنةٍ، يحضره أكابر علماء الشافعية كالشيخ الشبراملسي والشيخ البقري.
وبعضُ القرب منقصة لوُدٍّ ... وقد يَنْمَى على البُعد الودادُ
وقد يسْتَصعبُ العبدُ تركَ معصيةٍ معيّنةٍ ، ولكن أحيانًا تأتي على القلبِ لحظةٌ فارقةٌ ، يقعُ جلالُ الله من قلب العبدِ موقعًا ، وتأخذه أخذةُ الشّوق إلى مَرَاتب القُرْب ، فيكون ترك المعصية حينئذٍ أيسرَ عليه من نَفَسِه الذي يتنفسه ، وهذا هو الحبُّ - حقًّا - إذا خالَطَتْ بشاشَتُه القلوبَ .
وتدبر العلم الذي تُعنى به ... لا خير في علمٍ بغير تدبرِ
وما عيشُها إلا ليالٍ قلائلٌ ... سِراعٌ، وأيامٌ تمرُّ قِصارُ
لمَّا قرأت شرح العضد لمختصر ابن الحاجب على شيخنا المحقق ناصر الدين اللقاني، وكان يحضر ذلك الدرس من الفضلاء كثيرون تقر بهم العيون .. كان الشيخ يميل إلى مساعدة الماتن الذي هو ابن الحاجب؛ لأنه مالكيٌّ مثله، وكذلك المالكية من الحاضرين، فيتكلفون لردِّ ما يورده العضد عليه، وكنت أسعى في توجيه إيراد العضد وتوضيحه، وأنه - أعني العضد - غير متعصب ولا متحامل على ابن الحاجب.
وأما بقية أهل الدرس من الحنفية والحنابلة فتارة يكونون مع المالكية، وتارة يكونون مع الشافعية

ابن حجر الهيتمي رحمه الله.
أحسن استقبال نعمة الله تعالى عليك، فإذا جاءتك النعمة فليكن أول ما يجري على لسانك حمد الله تعالى، ولا تقل: لو كانت كذا، لو زادت، لو كثرت، ونحو هذه الكلمات.
المذهبية وتعظيم الدليل.pdf
1.3 MB
للشيخ محمد سالم بحيري الشافعي

وهي مقالة ثرية
ترفع خلال الفترة القادمة بإذن الله متأخرات الدروس، فإذا كنت من متابعيها .. فأي الطرق أنفع لك في الإفهام؟
Anonymous Poll
59%
الدرس المصور فيديو ولو بلا تشجيرات
41%
الدرس المرفق به تشجيرات ولو كان مسجلًا فقط.
الحمد لله،
هنا فائدتان:
هذا رابطٌ لتفريغِ شرح المحلي على الورقات، ينقص منه الدروس (17،18،19) ..
وبعض أخواتنا الفضليات وإخواننا الأفاضل قد قاموا بتفريغها، ونشروها في التعليقات .
https://archive.org/details/salim_2m_yahoo_201709
===
وهذا رابطٌ للمدخل المختصر للمذهب الشافعيِّ، ولكن خطُّه أفضل مما سبق نشرُه، لأنّ الأول كان مكتوبًا على الآلة الكاتبة، وقد تفضّل برفعه بعض إخواننا الأفاضل.

http://www.mediafire.com/file/oud45qn8fz3fpg7/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B0%D9%87%D8%A8+%D8%B9%D9%86%D8%AF+%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%81%D8%B9%D9%8A%D8%A9.pdf
أقرَأ العلامة يحيى المزوري العمادي رحمه الله تحفة المحتاج أكثر من ثلاثين مرة ...
الشيخ عبد الكريم المدرس رحمه الله.
الحبُّ يُسْقِمُ قلبًا بعد عافيةٍ ... وحُبُّ أحمدَ في قلبٍ يُداويهِ
الذي يتخرج على معتمد المذهب أن عبور الجنب للمسجد جالسًا على كرسي كهربائي جائز إن كان هو المتحكم في تسييره؛ لنسبة السير إليه، فإن كان غيره العاقل هو المتحكم في تسييره .. حَرُم العبور.

وكذا يقال فيما إذا عبر المسجد على كرسي عادي متحرك: إن كان يحركه بنفسه .. حل العبور، وإن كان هناك عاقل آخر هو الذي يدفعه .. حَرُم.

شرح منهاج الطالبين | الشيخ محمد سالم بحيري
العلوم مواهب:

قرأت للعلامة أنور شاه الكشميري ت١٩٣٣م رحمه الله كلمة عجيبة، يذكر فيها أن كثيرا من مسائل علم المعاني التي لم يتعرَّض لها علماء الفن يمكن أن تُستنبَط من " الكشاف " للزمخشري، مع أنها مسائل لم يشمَّ لها رائحة في شيء من كتب الفن، بل ذكر أن هذا المسائل يمكن أن تبلغ نصف ما هو موجود في كتب القوم.

ومنذ قرأتُ هذه الكلمة وأنا أتعجّب، وبغضِّ النظر عن إمكان ذلك أو استحالته فإنَّ مما جنى على العقول وأوقَف مِداد الأقلام أن يقال إن العلم الفلاني نضج واحترق، وما زال المُخلِص للعلم الصادق في طلبه يُخبّئ الله له بين السطور من أصناف الفهوم وأنواع المسائل ما يليق بإخلاصه وطلبه.
فرغ الإمام النوويُّ رضي الله عنه من روضة الطالبين يوم الأحد 15/ربيع الأول/669.
وكان ميلاد الإمام رضي الله عنه في المحرم/سنة 631.
فانظر كم كان عمره وقت أن انتهى من هذا الكتاب المبارك.
أجزل الله مثوبته، وجمعنا وإيَّاه في جنات النعيم.
قناة الشيخ محمد سالم بحيري
الذي يتخرج على معتمد المذهب أن عبور الجنب للمسجد جالسًا على كرسي كهربائي جائز إن كان هو المتحكم في تسييره؛ لنسبة السير إليه، فإن كان غيره العاقل هو المتحكم في تسييره .. حَرُم العبور. وكذا يقال فيما إذا عبر المسجد على كرسي عادي متحرك: إن كان يحركه بنفسه ..…
رضي الله عنكم

هذا بيان للمسألة يتحصل به مدركها
لا يخفى عليكم أنَّ المرور في المسجد جائزٌ للجنب بلا مكثٍ.
لكن اختلفوا في بعض الصور التي يكون المارُّ فيها راكبًا أو محمولًا.
والذي يتحصّلُ من كلامِهم أنَّ المدارَ على نسبةِ السيرِ إلى الراكب أو المحمول.
1- فإنْ نُسِبَ السيرُ إليه .. صدق عليه أنه عابرٌ، وعليه فلا تحريمَ.
2- وإن لم ينسب السير إليه = حَرُمَ؛ لأنه ماكثٌ.
= فمن الأولِ: ما لو مرَّ في المسجدِ راكبًا دابَّةً زمامُها بيدِه، أو محمولًا على سريرٍ رجالُه مجانين، أو مجانين وعقلاء والمجانين في الأمام، فلا يحرم العبور في هذه الصور؛ لنسبة السير إليه.
= ومن الثاني: ما لو مرَّ في المسجدِ راكبًا دابَّةً زمامُها بيدِ غيرِه، أو محمولًا على سريرٍ يحملُهُ رجالٌ عقلاء، أو عقلاء ومجانين والعقلاءُ في الأمام.

وحاصلُ مسألة الكرسي الكهربائيِّ:
أنه إن كان هو المسيرُ له .. فلا يحرم العبور على هذا النحوِ؛ لأن السير منسوبٌ إليه، أمَّا إذا كان المسيرُ له غيرَه .. حَرُمَ العبورُ؛ لأن السير غيرُ منسوبٍ إليه.

وكذلك الكرسي العاديّ:
1- إن كان يحركه بنفسه عن طريق عجلاته مثلًا .. لم يحرم العبور؛ لأن السير منسوبٌ إليه.
2- أما إن كان هناك من يدفعه .. حَرُمَ العبور؛ لأن السير غيرُ منسوبٍ إليه.
ينبغي لمن تكلّم في شأن يتعلق بسيدِنا رسول الله ﷺ أن يستحضرَ كأنما يقف متكلمًا في حضرته، وينظر أيقع هذا منه ﷺ موضع الرّضا والأدب معه أو لا، فإنّ المرء قد يهلك في هذا الباب وهو لا يشعر.
كتب الطبقات مظنة تجارب العلماء في التعلم والتعليم والتصنيف والحياة، فنعم لقاح العقول هي.
2024/10/06 17:33:16
Back to Top
HTML Embed Code: