قال ابن رجب يثني على ابن تيمية " أمدَّه الله بكثرة الكتب .."
هذا الطبيعي لعالم أمد المعرفة والثقافة بالشيء الكثير والعميق فليس من الحق في شيء، أن تكون هذه الموسوعية وهو قليل الكتب ، نادر الاطلاع فمن أراد أن يسلك في منهج المعرفة لابد أن يكون من هذا النوع (كثرة الكتب)
وإنني أتعجب من الإعجاب بعالم قليل الكتب أو نادر الاطلاع فلا يمكن أن تمد الثقافة إلا بطلاع واسع ومعرفة عالمية تبحث في أثر العلماء .. يمكن لقليل الكتب أن يبرز في علم أو فقه ولن تخرج أقواله عن المذهب أو الأقوال المعروفة وقد يعيد ويزيد بما يفتح عليه من ذلك .. ومما يبعث على الاستغراب أن كثير الاطلاع والنظر في الكتب أن يعجب بقليلها وأحسب أن ذلك الاعجاب وهو نوع من جلد الذات والاعجاب بالمخالف وإلا فلماذا أنت كثير الاطلاع والاعجاب بما لا تفعله .. وأحسب أن هذا الزمن لا يحسن له قليل الاطلاع بل هو نوع من الجهل إلا من اقتصر على الواجبات فقط ومازلت اعتبر قليل الاطلاع هو نوع من القِلة التي لا تحمد بل تذم .. واذكر هنا بكلمة لعلي عزت بيجوفيتش أرى أنها جديرة بالموضوع وهي قوله :
"الإفراط في القراءة لا يجعلنا أكثر ذكاء إن بعض الناس يلتهمون الكتب التهاماً، وهم يفعلون ذلك بغير التدبر اللازم لهضم الأفكار، وإدراك وامتصاص ما قرأوه، إن القراءة تستلزم جهداً ذاتيّاً، وهي في ذلك تُشبه احتياج النحلة للجهد الجوّاني فضلاً عن الوقت لتحويل الرحيق إلى عسل"
هذا الطبيعي لعالم أمد المعرفة والثقافة بالشيء الكثير والعميق فليس من الحق في شيء، أن تكون هذه الموسوعية وهو قليل الكتب ، نادر الاطلاع فمن أراد أن يسلك في منهج المعرفة لابد أن يكون من هذا النوع (كثرة الكتب)
وإنني أتعجب من الإعجاب بعالم قليل الكتب أو نادر الاطلاع فلا يمكن أن تمد الثقافة إلا بطلاع واسع ومعرفة عالمية تبحث في أثر العلماء .. يمكن لقليل الكتب أن يبرز في علم أو فقه ولن تخرج أقواله عن المذهب أو الأقوال المعروفة وقد يعيد ويزيد بما يفتح عليه من ذلك .. ومما يبعث على الاستغراب أن كثير الاطلاع والنظر في الكتب أن يعجب بقليلها وأحسب أن ذلك الاعجاب وهو نوع من جلد الذات والاعجاب بالمخالف وإلا فلماذا أنت كثير الاطلاع والاعجاب بما لا تفعله .. وأحسب أن هذا الزمن لا يحسن له قليل الاطلاع بل هو نوع من الجهل إلا من اقتصر على الواجبات فقط ومازلت اعتبر قليل الاطلاع هو نوع من القِلة التي لا تحمد بل تذم .. واذكر هنا بكلمة لعلي عزت بيجوفيتش أرى أنها جديرة بالموضوع وهي قوله :
"الإفراط في القراءة لا يجعلنا أكثر ذكاء إن بعض الناس يلتهمون الكتب التهاماً، وهم يفعلون ذلك بغير التدبر اللازم لهضم الأفكار، وإدراك وامتصاص ما قرأوه، إن القراءة تستلزم جهداً ذاتيّاً، وهي في ذلك تُشبه احتياج النحلة للجهد الجوّاني فضلاً عن الوقت لتحويل الرحيق إلى عسل"
الخصومات الثقافية
طلال بن علي الجابري
حاول بعض الناس أن يثني كاتبًا مكثرًا من الردود والتعقيبات ومتابعة الخصومات الفكرية والكلمات الذاتية والشخصية التي تظهر في جُمله وعباراته، ولكن الكاتب المُجد والمكثر في كتاباته لم ينثني ولم ينقطع، بل تعذّر بأنه لا يستطيع، وأظهر أن ذلك من أجل الحق، وأن بعض الناس لا ينفع معه إلا هذه الطريقة وهذا الأسلوب وتلك المخاشنة، وأن هذا مسلك للسلف أو بعضهم على الأقل.
والحقيقة كما يعلم ويرى ذلك ليست هذه المذكورات؛ وإنما الحقيقة = هي نفسيةٌ دافعةٌ، وتحريك وجداني يأزه أزًا، فلا يحرك كوامنه إلا الخصومات، فلو توقفت عنه أو توقف عنها لم يستطع أن يكتب شيئًا، فهو لا يكتب إلا بدافع الخصومات والمعارك = فلا تثقل عليه أيها الناصح المعاتب واتركه حتى ينقدح فكره وتنفجر أنهاره، ولكن ينبغي عليه بأن يتقي الله ما استطاع، وأن يهذب حديثه ما قدر، وأن يخفي الدافع ما استطاع ! .. وإلا فسبيل المحركات الوجدانية لبعض الناس والكوامن الداخلية لا يحركها من مرقدها ولا يبعثها من نومها إلا المشاحنات والتنافس والخصومات الثقافية ..
فابن حزم مثلا كانت لا تحركه إلا الخصومات والمباغضات فيما ذكر عن نفسه بكل صدق..
وأديبٌ معاصر كاد يتغنّى بالعداوة والمكاره وهو الأديب والدكاترة زكي مبارك في كتابه "رسالة الأديب"، وجعل دافع العداوة والكره هو الذي يمد دمه بفيض من قسوة الحديد، وأن العداوة هي أجل نعمة عليه في شحذ همة قلمه حيث قال: "إنّ الذين يعادونني لا يعرفون عواقب ما يصنعون، إنهم لا يعرفون أن العداوات تمد دمي بفيض من قسوة الحديد، إنهم يجهلون أن الهدوء يُفسد أمعائي ويحوجني إلى زيارة الطبيب، فأوغلوا ما شئتم في البغضاء فإن لي في ذلك مغانم كثيرة تصل على أيديكم بلا جزاء ولا ثواب".
لهذه الدرجة من "الفناء الثقافي" الموازي للفناء الصوفي في الشغف بالعداوة والرغبة في السادية الكتابية يصل مع هذا الأديب المكثر والذي أضحى اسمًا لامعًا في سماء الأدباء والكُتاب الكبار وتاريخًا ثقافيًا في ذاكرة الثقافة والأدب .. ويقول في شكر هذه النعمة: "فلله نعمة فى كل شيئ، ومن أجل نعمه على الأديب أن يخلق له من المكاره ما يوقظ حسه، ويرهف وجدانه ويقهر على حمل السيف، وقد جربت ذلك في نفسي وفي قلمي، وهل من القليل أن يشعر بأن حياته هول يقاسيه الخصوم في اليقضة والمنام!؟".
إن هذا الخُلق والرغبة في الكتابة بسبيل المنافسة واستشعار التحدي؛ يفسر بعض ما جرى ويجري بين العلماء وطلبة العلم في الكتابة والمتابعة وإثراء الموضوعات بما فتح الله عليهم وما انقدح من زند فكرهم بدافع التنافس والتحدي.
ومن مثل ذلك ما كان من تنافس علمي معرفي وجدلي بين محمد بن داود الظاهري وبين ابن سُريج، حيث كان لا يكاد ينقطع بينهم التنافس العلمي والجدل الفقهي و"عندما مات أبوبكر محمد بن داود الظاهري كان ابن سريج يكتب شيئًا فألقى الكراسة من يده وقال: مات من كنتُ أحثُ نفسي وأجهدُها على الإشتغال لمناظرته ومقاومته". (وفيات الأعيان لابن خلكان ٤/٢٦١).
وكذلك ما كان بين العلامة صديق حسن خان والعلامة محمد عبد الحي اللكنوي الهندي رحمهم الله جميعًا، والأخير كان حريصًا على عدم انقطاع المنافسة العلمية وعلى استمرارها، ويكشف تلك الحقيقة لما توفي العلامة عبد الحي اللكنوي، إذ تأسف السيد صديق حسن خان بموته تأسفًا شديدًا، وما أكل الطعام في تلك الليلة، وصلى عليه صلاة الغائب، وأمر بإغلاق بلدة "بهوبال" التي كان مَلِكَها ثلاثة أيام حُزنًا على الشيخ أبي الحسنات اللكنوي!! وقال: "اليوم مات ذوقُ العلم، وما كان بيننا من منافسات إنما كان للوقوف على مزيد من العلم والتحقيق". (الرفع والتكميل في الجرح التعديل للإمام اللكنوي تحقيق أبوغدة ص٣٨).
فلا تعجب من ذاك الدافع = الخصومات الثقافية، يقول ألفريد دي ميسيه يقول: "الألم هو الذي يصيرنا عظماء".
طلال بن علي الجابري
حاول بعض الناس أن يثني كاتبًا مكثرًا من الردود والتعقيبات ومتابعة الخصومات الفكرية والكلمات الذاتية والشخصية التي تظهر في جُمله وعباراته، ولكن الكاتب المُجد والمكثر في كتاباته لم ينثني ولم ينقطع، بل تعذّر بأنه لا يستطيع، وأظهر أن ذلك من أجل الحق، وأن بعض الناس لا ينفع معه إلا هذه الطريقة وهذا الأسلوب وتلك المخاشنة، وأن هذا مسلك للسلف أو بعضهم على الأقل.
والحقيقة كما يعلم ويرى ذلك ليست هذه المذكورات؛ وإنما الحقيقة = هي نفسيةٌ دافعةٌ، وتحريك وجداني يأزه أزًا، فلا يحرك كوامنه إلا الخصومات، فلو توقفت عنه أو توقف عنها لم يستطع أن يكتب شيئًا، فهو لا يكتب إلا بدافع الخصومات والمعارك = فلا تثقل عليه أيها الناصح المعاتب واتركه حتى ينقدح فكره وتنفجر أنهاره، ولكن ينبغي عليه بأن يتقي الله ما استطاع، وأن يهذب حديثه ما قدر، وأن يخفي الدافع ما استطاع ! .. وإلا فسبيل المحركات الوجدانية لبعض الناس والكوامن الداخلية لا يحركها من مرقدها ولا يبعثها من نومها إلا المشاحنات والتنافس والخصومات الثقافية ..
فابن حزم مثلا كانت لا تحركه إلا الخصومات والمباغضات فيما ذكر عن نفسه بكل صدق..
وأديبٌ معاصر كاد يتغنّى بالعداوة والمكاره وهو الأديب والدكاترة زكي مبارك في كتابه "رسالة الأديب"، وجعل دافع العداوة والكره هو الذي يمد دمه بفيض من قسوة الحديد، وأن العداوة هي أجل نعمة عليه في شحذ همة قلمه حيث قال: "إنّ الذين يعادونني لا يعرفون عواقب ما يصنعون، إنهم لا يعرفون أن العداوات تمد دمي بفيض من قسوة الحديد، إنهم يجهلون أن الهدوء يُفسد أمعائي ويحوجني إلى زيارة الطبيب، فأوغلوا ما شئتم في البغضاء فإن لي في ذلك مغانم كثيرة تصل على أيديكم بلا جزاء ولا ثواب".
لهذه الدرجة من "الفناء الثقافي" الموازي للفناء الصوفي في الشغف بالعداوة والرغبة في السادية الكتابية يصل مع هذا الأديب المكثر والذي أضحى اسمًا لامعًا في سماء الأدباء والكُتاب الكبار وتاريخًا ثقافيًا في ذاكرة الثقافة والأدب .. ويقول في شكر هذه النعمة: "فلله نعمة فى كل شيئ، ومن أجل نعمه على الأديب أن يخلق له من المكاره ما يوقظ حسه، ويرهف وجدانه ويقهر على حمل السيف، وقد جربت ذلك في نفسي وفي قلمي، وهل من القليل أن يشعر بأن حياته هول يقاسيه الخصوم في اليقضة والمنام!؟".
إن هذا الخُلق والرغبة في الكتابة بسبيل المنافسة واستشعار التحدي؛ يفسر بعض ما جرى ويجري بين العلماء وطلبة العلم في الكتابة والمتابعة وإثراء الموضوعات بما فتح الله عليهم وما انقدح من زند فكرهم بدافع التنافس والتحدي.
ومن مثل ذلك ما كان من تنافس علمي معرفي وجدلي بين محمد بن داود الظاهري وبين ابن سُريج، حيث كان لا يكاد ينقطع بينهم التنافس العلمي والجدل الفقهي و"عندما مات أبوبكر محمد بن داود الظاهري كان ابن سريج يكتب شيئًا فألقى الكراسة من يده وقال: مات من كنتُ أحثُ نفسي وأجهدُها على الإشتغال لمناظرته ومقاومته". (وفيات الأعيان لابن خلكان ٤/٢٦١).
وكذلك ما كان بين العلامة صديق حسن خان والعلامة محمد عبد الحي اللكنوي الهندي رحمهم الله جميعًا، والأخير كان حريصًا على عدم انقطاع المنافسة العلمية وعلى استمرارها، ويكشف تلك الحقيقة لما توفي العلامة عبد الحي اللكنوي، إذ تأسف السيد صديق حسن خان بموته تأسفًا شديدًا، وما أكل الطعام في تلك الليلة، وصلى عليه صلاة الغائب، وأمر بإغلاق بلدة "بهوبال" التي كان مَلِكَها ثلاثة أيام حُزنًا على الشيخ أبي الحسنات اللكنوي!! وقال: "اليوم مات ذوقُ العلم، وما كان بيننا من منافسات إنما كان للوقوف على مزيد من العلم والتحقيق". (الرفع والتكميل في الجرح التعديل للإمام اللكنوي تحقيق أبوغدة ص٣٨).
فلا تعجب من ذاك الدافع = الخصومات الثقافية، يقول ألفريد دي ميسيه يقول: "الألم هو الذي يصيرنا عظماء".
كان يقول والد العلامة أحمد تيمور باشا = إسماعيل وهو ذو علم وفضل وثقافة ومطالعة : إني لأستحي أن أرى الكتاب فلا أتصفّحه .
( مَن أراد الاستكثار مِن فضل الله مِن الحسنات، فليقل: «اللَّهمَّ اغفر للمؤمنين والمؤمنات» فإنَّه يُكتب له مِن الحسنات ما لا يحيط به حصرٌ، ولا يتصوَّره فكرٌ، وفضل الله واسعٌ )
[ الشَّوكاني
تحفة الذَّاكرين : ص٣٨٤ ]
[ الشَّوكاني
تحفة الذَّاكرين : ص٣٨٤ ]
رسالة ( الآثار النبوية : للعلامة أحمد تيمور باشا)
رسالة 📖 نفيسة كيف استطاع الجمع له والكتابة فيه بهذه الموسوعية الفذّه ؟! .. حقاً إنه علّامة .. رحمه الله
رسالة 📖 نفيسة كيف استطاع الجمع له والكتابة فيه بهذه الموسوعية الفذّه ؟! .. حقاً إنه علّامة .. رحمه الله
في تفسير الطبري قال ابن عباس رضي عنهما عند قوله تعالى : { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا } نجاته من كل كرب في الدنيا والآخرة .
ايليا ابو ماضي يقول : ابتسم
قالَ السَماءُ كَئيبَةٌ وَتَجَهَّما
قُلتُ اِبتَسِم يَكفي التَجَهّمُ في السَما
قالَ الصِبا وَلّى فَقُلتُ لَهُ اِبتَسِم
لَن يُرجِعَ الأَسَفُ الصِبا المُتَصَرِّما
قالَ السَماءُ كَئيبَةٌ وَتَجَهَّما
قُلتُ اِبتَسِم يَكفي التَجَهّمُ في السَما
قالَ الصِبا وَلّى فَقُلتُ لَهُ اِبتَسِم
لَن يُرجِعَ الأَسَفُ الصِبا المُتَصَرِّما
النفس الخبيثة هي التي تُحبُّ على أن يُذكَرَ من كل شيئٍ خبائثه وقبائحه، والنفس الزكية تُحبُّ أن تسمع من كل شيئٍ مآثره ومحاسنه "
| الغزالي |
| الغزالي |
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
"الفن لا تاريخ له، فهو لا يعرف سوى ( الآن )، ولا وجود للزمان وللمكان في الفن "
[ علي عزت بيجوفيتش ]
[ علي عزت بيجوفيتش ]
يذكر الكثيرون أن أول عمل روائي في المملكة العربية السعودية كتبه محمد نور عبدالله الجوهري بعنوان ( الإنتقام الطبيعي ) صدر سنة ١٣٥٤ هجرية.
وأول سيرة ذاتية كُتبت في المملكة العربية السعودية بعنوان ( أيامي ) كتبها أحمد السباعي وصدر سنة ١٣٩٠ هجرية .
[ قاموس الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية ]
وأول سيرة ذاتية كُتبت في المملكة العربية السعودية بعنوان ( أيامي ) كتبها أحمد السباعي وصدر سنة ١٣٩٠ هجرية .
[ قاموس الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية ]