group-telegram.com/yosofzmzm/2456
Last Update:
قول المشيشي في صلواته «وانشلني من أوحال التوحيد» كثر لغط الناس في مثل هذه الإضافة لأنهم قد غفلوا عن قاعدة عربية تُدعى بـ «الإضافة لمجرد الملابسة».
وتفصيلها أن الشيء يضاف إلى غيره بأدنى ملابسة وخلطة ووصلة بينهما.
وهذا كقول أحد حاملي الخشبة لصاحبه: «خذ طرفك» وهو ليس طرفًا مختصًّا به على جهة الملك ولكن لما لابسه بإمساكه نُسب إليه.
وكقولك لإنسان بينه وبين آخر عداوة: «ما فعل صاحبك؟» وهو ليس صاحبًا له، ولكنه لما كان بينه وبينه وصلة من الشر على طريق واحدٍ كأنه مصاحب له في العداوة.
و كقول القائل:
إذا قال قدني قال بالله حلفة
لتغني عني ذا إنائك أجمعا
لملابسته له في شربه، وهو لساقي اللبن.
قال أبو الفتح ابن جني:
وصحت الإضافة فيهما هذا القدر من الوصلة بينهما. وقد أضافت العرب الأول إلى الثانى لأقلّ وأخفض من هذه الشبكة بينهما.
أنشدنا أبو على:
إذا كوكب الخرقاء لاح بسحر
سهيل أذاعت غزلها فى الغرائب
فأضاف سهيلًا إليها؛ لجدها فى عملها عند طلوعه.
وقريب من هذا قول الرجلين يحملان الخشبة-أحدهما لصاحبه-: خذ أنت طرفك، ولآخذ أنا طرفى. وإنما الطرف للخشبة، لا لحاملها.
فاعرف كلام القوم تر العجب منه والحكمة البالغة فيه بإذن الله تعالى.
انتهى كلام أبي الفتح.
إذن ففي كلام ابن مشيش في صلواته هذا الطريق من العربية من إضافة الشيء إلى ملابسه لأدنى شيء بينهما.
فالأوحال التي اعترت التوحيد من الخلاف فيه والتفرق والنزاع وهلاك الناس في تحقيقه صارت كالملابسة له، فصحت الإضافة من هذه الجهة. ولم تكن الإضافة على جهة الاختصاص أو الملك حتى يُنكر عليه.
ومن لم يعرف كلام العرب وتركيب أوضاعه هجم على التخطئة من غير أن يعرف جهته.
والحمد لله رب العالمين.
BY يوسف زمزم الشافعي
Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260
Share with your friend now:
group-telegram.com/yosofzmzm/2456