-
«ليس في الكائنات ما يسكُن العبدُ إليه ويطمئنُّ به ويتنعّم بالتّوجه إليه إلا اللهُ -سُبحانه-»
📖| طَريق الهِجرَتين وباب السّعادتِين
لابن القيّم -رحمهُ الله-.
«ليس في الكائنات ما يسكُن العبدُ إليه ويطمئنُّ به ويتنعّم بالتّوجه إليه إلا اللهُ -سُبحانه-»
📖| طَريق الهِجرَتين وباب السّعادتِين
لابن القيّم -رحمهُ الله-.
Forwarded from • حَمْزَةَ السَّيف •
العالم يريد الشَّام دولة وفق مزاجه..
والله ﷻ يريدها أن تكون أرض الملحمة..
وإرادة الله غالبة، وأمره نافذ، ومكره حاضر.
والله ﷻ يريدها أن تكون أرض الملحمة..
وإرادة الله غالبة، وأمره نافذ، ومكره حاضر.
-
اللهُمّ يسّر وأعن ووفّق وأكرمنا بما أكرَمت به أصحابنا وأحبابنا.
https://www.facebook.com/share/p/1Akqh8zNUT/
اللهُمّ يسّر وأعن ووفّق وأكرمنا بما أكرَمت به أصحابنا وأحبابنا.
https://www.facebook.com/share/p/1Akqh8zNUT/
لأمُوتنّ والإسلام عزِيزٌ
- اللهُمّ يسّر وأعن ووفّق وأكرمنا بما أكرَمت به أصحابنا وأحبابنا. https://www.facebook.com/share/p/1Akqh8zNUT/
-
323 حافِظ وحافِظة ومُجاز ومُجازة من إدلب وأريافها ومُخيّماتها سيُكرّمون اليوم في حلب!
إنّها مواكِب النّصر، اللهُمّ بارك!
323 حافِظ وحافِظة ومُجاز ومُجازة من إدلب وأريافها ومُخيّماتها سيُكرّمون اليوم في حلب!
إنّها مواكِب النّصر، اللهُمّ بارك!
-
«مُباركٌ لأختي مرّة أخرىٰ، ولكلّ الأصحاب، والحُفّاظ والمُجازين المُكرّمين في هذا الحفل البهيّ.
هذه رسالةٌ إلىٰ الأمّة وإلىٰ العالم بأسره، أنّ أمّةً شريعتها القرآن والوحي لا تموت، وأنّه مهما اشتدّت كربتها فإنّ موعدها النّصر، والله مُتمّ نوره بإذنه.
قد زال زمان الطّغيان، وأعلنّاها من حلب اليوم تكريمًا لحملة القُرآن، بكلّ ثباتٍ وفخر، فسُبحان المُتصرّف في مداولة الأيّام بين النّاس، كيف كنّا منذ شهور لا نقدرُ أن نخطو شبرًا إلىٰ تلك البلاد، ناهيك عمّا كان يجول في قلوب من كان يسكنها الخوف من إعلان الإسلام ظاهرًا بيّنًا بشريعةٍ سليمة طاهرة..
هذه مواكبُ النّصر، وغدًا -بإذن الله- مواكبُ التّمكين، ومواكبٌ تتلوها مواكِب، والموعدُ يا أقصانا قريب، فاتحين مُهلّلين مُكبّرين بعون الله العليّ القدير»
«مُباركٌ لأختي مرّة أخرىٰ، ولكلّ الأصحاب، والحُفّاظ والمُجازين المُكرّمين في هذا الحفل البهيّ.
هذه رسالةٌ إلىٰ الأمّة وإلىٰ العالم بأسره، أنّ أمّةً شريعتها القرآن والوحي لا تموت، وأنّه مهما اشتدّت كربتها فإنّ موعدها النّصر، والله مُتمّ نوره بإذنه.
قد زال زمان الطّغيان، وأعلنّاها من حلب اليوم تكريمًا لحملة القُرآن، بكلّ ثباتٍ وفخر، فسُبحان المُتصرّف في مداولة الأيّام بين النّاس، كيف كنّا منذ شهور لا نقدرُ أن نخطو شبرًا إلىٰ تلك البلاد، ناهيك عمّا كان يجول في قلوب من كان يسكنها الخوف من إعلان الإسلام ظاهرًا بيّنًا بشريعةٍ سليمة طاهرة..
هذه مواكبُ النّصر، وغدًا -بإذن الله- مواكبُ التّمكين، ومواكبٌ تتلوها مواكِب، والموعدُ يا أقصانا قريب، فاتحين مُهلّلين مُكبّرين بعون الله العليّ القدير»
Forwarded from قناة | توّاق
••
رمضانهم الأول
لم يكن رمضان الأول يطرق بيوت الصحابة كما يطرق أبوابنا اليوم، بل جاءهم نازلاً من السماء، فرضًا لم يُسبق إليه، وتشريعًا لم تسبقه أعوام من الاعتياد، كان جديدًا على النفوس، لكنه كان يتنزل على قلوب صاغها الإيمان، وابتناها اليقين، وتمرَّست على الاستجابة لله ولرسوله بلا تردد.
رمضانهم الأول لم يكن يسبقه جدولٌ مزدحمٌ بتخطيط الإفطارات، ولا حسابات مكتظة بالنصائح والتنبيهات، بل كان صومًا يُختبر فيه الصدق، وتُستخرج منه معادن القلوب، جوعٌ لم يعرفوه إلا في الغزو، لكنه الآن جوعٌ لله، عطشٌ لم يعرفوه إلا في السفر، لكنه الآن ظمأٌ للآخرة، وأعينٌ طالما بكت خوفًا، لكنها في هذا الشهر بكت حبًا ورجاءً.
ولعلهم حين سمعوا قوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ”، لم يسألوا: كيف نوفق بينه وبين أعمالنا؟ ولا كيف نخفف المشقة؟ بل سألوا: كيف نصومه كما يحب الله؟ كيف نكون ممن يُكتب لهم الفتح فيه؟ كيف نحمله بصدق فلا يكون جوعًا بلا روح، ولا عطشًا بلا أثر؟
و لما نزلت آية الصيام، لم تكن مجرد تكليفٍ يُضاف إلى قائمة الأحكام، بل كانت نداءً سماويًّا، يستحثُّ النفوس على الصعود، ويأخذ بالأرواح نحو مقام التقوى، ﴿لَعَلَّكُم تَتَّقونَ﴾ [البقرة: ١٨٣]
ولقد صاموا بقلوبٍ ممتلئة، لا تُفرّغ في النهار ما تُعوّضه في الليل، ولا تُمسك عن الطعام لتُطلق ألسنتها فيما لا ينفع، كانت قلوبًا أخلصت قبل أن تصوم، فصار صيامها مدرسةً تُخرج رجال الفتح، وأبطال بدر، وخلفاء الأرض.
وهكذا، في رمضان الأول، لم تكن المدينة كما كانت من قبل، صار هواؤها أنقى، وسماؤها أصفى، ورائحتها أزكى، كأن الملائكة تُظللها بأجنحتها، وكأنَّ النفحات السماوية تتنزّل على القلوب، وكأنَّ الدنيا توقفت قليلًا، لتفسح الطريق لعبادٍ دخلوا ساحة القرب، يقرعون باب العتق، ويسألون الله ألا يُغلق دونهم أبدًا.
فما حال قلوبنا اليوم، ونحن نستقبل رمضان وقد سبقتنا إليه العادات، وسَبَقَه إلينا الإعلانات؟ هل ستنزل علينا الآية كما نزلت عليهم؟ هل سنصوم كما صاموا؟ أم أننا سنبقى نعد الأيام، ونحجز ولائم الإفطار، ونظن أننا أدركنا رمضان، وما أدركنا منه إلا التمر والماء؟
••
رمضانهم الأول
لم يكن رمضان الأول يطرق بيوت الصحابة كما يطرق أبوابنا اليوم، بل جاءهم نازلاً من السماء، فرضًا لم يُسبق إليه، وتشريعًا لم تسبقه أعوام من الاعتياد، كان جديدًا على النفوس، لكنه كان يتنزل على قلوب صاغها الإيمان، وابتناها اليقين، وتمرَّست على الاستجابة لله ولرسوله بلا تردد.
رمضانهم الأول لم يكن يسبقه جدولٌ مزدحمٌ بتخطيط الإفطارات، ولا حسابات مكتظة بالنصائح والتنبيهات، بل كان صومًا يُختبر فيه الصدق، وتُستخرج منه معادن القلوب، جوعٌ لم يعرفوه إلا في الغزو، لكنه الآن جوعٌ لله، عطشٌ لم يعرفوه إلا في السفر، لكنه الآن ظمأٌ للآخرة، وأعينٌ طالما بكت خوفًا، لكنها في هذا الشهر بكت حبًا ورجاءً.
ولعلهم حين سمعوا قوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ”، لم يسألوا: كيف نوفق بينه وبين أعمالنا؟ ولا كيف نخفف المشقة؟ بل سألوا: كيف نصومه كما يحب الله؟ كيف نكون ممن يُكتب لهم الفتح فيه؟ كيف نحمله بصدق فلا يكون جوعًا بلا روح، ولا عطشًا بلا أثر؟
و لما نزلت آية الصيام، لم تكن مجرد تكليفٍ يُضاف إلى قائمة الأحكام، بل كانت نداءً سماويًّا، يستحثُّ النفوس على الصعود، ويأخذ بالأرواح نحو مقام التقوى، ﴿لَعَلَّكُم تَتَّقونَ﴾ [البقرة: ١٨٣]
ولقد صاموا بقلوبٍ ممتلئة، لا تُفرّغ في النهار ما تُعوّضه في الليل، ولا تُمسك عن الطعام لتُطلق ألسنتها فيما لا ينفع، كانت قلوبًا أخلصت قبل أن تصوم، فصار صيامها مدرسةً تُخرج رجال الفتح، وأبطال بدر، وخلفاء الأرض.
وهكذا، في رمضان الأول، لم تكن المدينة كما كانت من قبل، صار هواؤها أنقى، وسماؤها أصفى، ورائحتها أزكى، كأن الملائكة تُظللها بأجنحتها، وكأنَّ النفحات السماوية تتنزّل على القلوب، وكأنَّ الدنيا توقفت قليلًا، لتفسح الطريق لعبادٍ دخلوا ساحة القرب، يقرعون باب العتق، ويسألون الله ألا يُغلق دونهم أبدًا.
فما حال قلوبنا اليوم، ونحن نستقبل رمضان وقد سبقتنا إليه العادات، وسَبَقَه إلينا الإعلانات؟ هل ستنزل علينا الآية كما نزلت عليهم؟ هل سنصوم كما صاموا؟ أم أننا سنبقى نعد الأيام، ونحجز ولائم الإفطار، ونظن أننا أدركنا رمضان، وما أدركنا منه إلا التمر والماء؟
••
-
«إلهي لقد خلقتنِي بأمرِك، وأقمتنِي في بلايا هذه الدّنيا بمَشيئتِك، ثمّ قُلت لي: استمسِك!
فكيف أستمسِكُ إن لم تُمسِكني بلُطفك يا قويُّ يا متِين؟
إلهي إنّك تعلمُ أنّهُ لو كانت لي هذه الدّنيا بما فِيها، ثُمّ طُلِبَت مِنّي مرضَاةً لك، لوهبتُها لطالِبها، فهَب لي نفسِي يا أرحم الرّاحمِين.
إلهِي إنّي أحببتُك حُبًّا سهّل عليّ كُلّ مُصيبة، ورضّاني بكُلّ قضاء؛ فما أُبالي مع حُبّي لك ما أصبحتُ عليه، وما أمسيتُ فيه!»
• من دُعاء التّابعي عامِر بن عبد الله التّميمي -رحمهُ الله-.
«إلهي لقد خلقتنِي بأمرِك، وأقمتنِي في بلايا هذه الدّنيا بمَشيئتِك، ثمّ قُلت لي: استمسِك!
فكيف أستمسِكُ إن لم تُمسِكني بلُطفك يا قويُّ يا متِين؟
إلهي إنّك تعلمُ أنّهُ لو كانت لي هذه الدّنيا بما فِيها، ثُمّ طُلِبَت مِنّي مرضَاةً لك، لوهبتُها لطالِبها، فهَب لي نفسِي يا أرحم الرّاحمِين.
إلهِي إنّي أحببتُك حُبًّا سهّل عليّ كُلّ مُصيبة، ورضّاني بكُلّ قضاء؛ فما أُبالي مع حُبّي لك ما أصبحتُ عليه، وما أمسيتُ فيه!»
• من دُعاء التّابعي عامِر بن عبد الله التّميمي -رحمهُ الله-.
-
«نهارُ رمضَان أفضَل من ليلِه؛ لأنّ رمضَان فُضِّل لأجل الصّيام، والصّيام محلّهُ النّهار، فعِبادةُ النّهار في رمضَان آكدُ من اللّيل، وهُو ما يغفَلُ عنهُ كثيرٌ من النّاس»
• الطّريفي -فكّ اللهُ أسرَه-.
«نهارُ رمضَان أفضَل من ليلِه؛ لأنّ رمضَان فُضِّل لأجل الصّيام، والصّيام محلّهُ النّهار، فعِبادةُ النّهار في رمضَان آكدُ من اللّيل، وهُو ما يغفَلُ عنهُ كثيرٌ من النّاس»
• الطّريفي -فكّ اللهُ أسرَه-.
كتاب صوتي | وصية الموفق ...
بوح | راشد الحليبة
-
وصيّة المُوفّق ابن قُدامة المقدسيّ -رحمهُ الله-.
وقفتُ علىٰ هذه الوصيّة وسمعتُها ويكأنّني وقعتُ علىٰ كنزٍ ثمين، لا تُفوّتوا سماعها في أقربِ وقتٍ وساعة، هي والله وصيّةٌ طيّبةٌ مُباركةٌ تُعالِج القلب وتُسعِفُه إلى الجِدّ بالعمل والفأل، وتنقُله من سعَة شتاتِه إلىٰ ميدان العزم والهِمم.
وصيّة المُوفّق ابن قُدامة المقدسيّ -رحمهُ الله-.
وقفتُ علىٰ هذه الوصيّة وسمعتُها ويكأنّني وقعتُ علىٰ كنزٍ ثمين، لا تُفوّتوا سماعها في أقربِ وقتٍ وساعة، هي والله وصيّةٌ طيّبةٌ مُباركةٌ تُعالِج القلب وتُسعِفُه إلى الجِدّ بالعمل والفأل، وتنقُله من سعَة شتاتِه إلىٰ ميدان العزم والهِمم.
-
وأنا أتأمّل في حال شهداءنا اليوم -في السّاحل السوري- سألت نفسي عن سرّ الإخلاص، عن سرّ شوقهم لنيل الشّهادة، عن الإقدام بكلّ شجاعة، فإذا بي أمرُّ علىٰ هذه الآية، خِلتُ نفسي أقرؤها لأوّل مرّة!
﴿إِنَّ الله اشتَرَىٰ مِنَ المُؤمِنِينَ أَنفُسَهُم وَأَموَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الله فَيَقتُلُونَ وَيُقتَلُونَ وَعدًا عَلَيهِ حَقًّا فِي التَّورَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالقُرْآنِ وَمَن أَوفَىٰ بِعَهدِهِ مِنَ الله فَاستَبشِرُوا بِبَيعِكُمُ الَّذِي بَايَعتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيمُ﴾ [يونس - ١١١]
يقول السّعدي -رحمهُ الله- في تفسيره: «يخبر تعالىٰ خبرًا صدقًا ويعدُ وعدًا حقًّا بمبايعةٍ عظيمةٍ ومعاوضةٍ جسيمةٍ، وهو أنه ﴿اشترى﴾: بنفسه الكريمة ﴿من المؤمنين أنفسهم وأموالهم﴾: فهي الثَّمن والسلعة المَبيعة، ﴿بأنَّ لهم الجنة﴾: التي فيها ما تشتهيه الأنفس وتَلَذُّ الأعين من أنواع اللَّذَّات والأفراح والمسرَّات والحور الحسان والمنازل الأنيقات، وصفة العقد والمبايعة بأن يبذُلوا لله نفوسَهم وأموالَهم في جهاد أعدائه؛ لإعلاء كلمتِهِ وإظهار دينه.
فيقاتلون ﴿في سبيل الله فيَقْتُلون ويُقْتَلونَ﴾: فهذا العقد والمبايعة قد صدرت من الله مؤكَّدة بأنواع التأكيدات.
﴿وعدًا عليه حقًّا في التوراة والإنجيل والقرآن﴾: التي هي أشرفُ الكتب التي طرقَتِ العالم وأعلاها وأكملها، وجاء بها أكملُ الرسل أولو العزم، وكلُّها اتَّفقت علىٰ هذا الوعد الصادق.
﴿ومن أوفىٰ بعهدِهِ من الله فاستَبْشِروا﴾: أيُّها المؤمنون، القائمون بما وعدكم الله ﴿ببيعِكُمُ الذي بايَعْتُم به﴾؛ أي: لتفرحوا بذلك وليبشِّر بعضُكم بعضًا ويحثَّ بعضُكم بعضًا.
﴿وذلك هو الفوز العظيم﴾: الذي لا فوز أكبرُ منه ولا أجلُّ؛ لأنه يتضمَّن السعادةَ الأبديَّة والنعيم المقيم، والرِّضا من الله الذي هو أكبر من نعيم الجنات.
وإذا أردت أن تعرف مقدار الصّفقة؛ فانظُر إلىٰ المشتري؛ مَنْ هو؟ وهو الله -جلَّ جلاله-، وإلىٰ العِوَضِ، وهو أكبر الأعواض وأجلُّها؛ جنات النعيم، وإلىٰ الثّمن المبذول فيها، وهو النّفس والمال، الذي هو أحبُّ الأشياء للإنسان، وإلىٰ مَن جرىٰ على يديه عقدُ هذا التبايُع، وهو أشرف الرّسل، وبأيِّ كتاب رُقِمَ؟ وهي كتب الله الكبار المنزّلة على أفضل الخلق»
وأنا أتأمّل في حال شهداءنا اليوم -في السّاحل السوري- سألت نفسي عن سرّ الإخلاص، عن سرّ شوقهم لنيل الشّهادة، عن الإقدام بكلّ شجاعة، فإذا بي أمرُّ علىٰ هذه الآية، خِلتُ نفسي أقرؤها لأوّل مرّة!
﴿إِنَّ الله اشتَرَىٰ مِنَ المُؤمِنِينَ أَنفُسَهُم وَأَموَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الله فَيَقتُلُونَ وَيُقتَلُونَ وَعدًا عَلَيهِ حَقًّا فِي التَّورَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالقُرْآنِ وَمَن أَوفَىٰ بِعَهدِهِ مِنَ الله فَاستَبشِرُوا بِبَيعِكُمُ الَّذِي بَايَعتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيمُ﴾ [يونس - ١١١]
يقول السّعدي -رحمهُ الله- في تفسيره: «يخبر تعالىٰ خبرًا صدقًا ويعدُ وعدًا حقًّا بمبايعةٍ عظيمةٍ ومعاوضةٍ جسيمةٍ، وهو أنه ﴿اشترى﴾: بنفسه الكريمة ﴿من المؤمنين أنفسهم وأموالهم﴾: فهي الثَّمن والسلعة المَبيعة، ﴿بأنَّ لهم الجنة﴾: التي فيها ما تشتهيه الأنفس وتَلَذُّ الأعين من أنواع اللَّذَّات والأفراح والمسرَّات والحور الحسان والمنازل الأنيقات، وصفة العقد والمبايعة بأن يبذُلوا لله نفوسَهم وأموالَهم في جهاد أعدائه؛ لإعلاء كلمتِهِ وإظهار دينه.
فيقاتلون ﴿في سبيل الله فيَقْتُلون ويُقْتَلونَ﴾: فهذا العقد والمبايعة قد صدرت من الله مؤكَّدة بأنواع التأكيدات.
﴿وعدًا عليه حقًّا في التوراة والإنجيل والقرآن﴾: التي هي أشرفُ الكتب التي طرقَتِ العالم وأعلاها وأكملها، وجاء بها أكملُ الرسل أولو العزم، وكلُّها اتَّفقت علىٰ هذا الوعد الصادق.
﴿ومن أوفىٰ بعهدِهِ من الله فاستَبْشِروا﴾: أيُّها المؤمنون، القائمون بما وعدكم الله ﴿ببيعِكُمُ الذي بايَعْتُم به﴾؛ أي: لتفرحوا بذلك وليبشِّر بعضُكم بعضًا ويحثَّ بعضُكم بعضًا.
﴿وذلك هو الفوز العظيم﴾: الذي لا فوز أكبرُ منه ولا أجلُّ؛ لأنه يتضمَّن السعادةَ الأبديَّة والنعيم المقيم، والرِّضا من الله الذي هو أكبر من نعيم الجنات.
وإذا أردت أن تعرف مقدار الصّفقة؛ فانظُر إلىٰ المشتري؛ مَنْ هو؟ وهو الله -جلَّ جلاله-، وإلىٰ العِوَضِ، وهو أكبر الأعواض وأجلُّها؛ جنات النعيم، وإلىٰ الثّمن المبذول فيها، وهو النّفس والمال، الذي هو أحبُّ الأشياء للإنسان، وإلىٰ مَن جرىٰ على يديه عقدُ هذا التبايُع، وهو أشرف الرّسل، وبأيِّ كتاب رُقِمَ؟ وهي كتب الله الكبار المنزّلة على أفضل الخلق»
-
"يا ربّ" ذلك النّداء الجليل!
"يا ربّ" ذلك النّداء الجليل!