● قد يقول الشاعر المعنى وأخاه، وقد يقول المعنى وصاحبه، وقد يذكر المعنى وصاحبه بالجنب، فلا ينكر أحد عليه ذلك. أما إذا ذكر الشاعر المعنى وابن السبيل الذي مر به = حكم بعض الناس بأن الكلام مفكك، ولم يلتفتوا إلى أن ابن السبيل من ذوي الحقوق.

= وبيان هذا تجده في الشعر الجاهلي خصوصا، إذ ترى الشاعر يبدأ (بالنسيب) ثم (يصف الناقة) ثم (يمدح) مثلا

فالمدح شيء هو بمثابة ابن السبيل المارِّ على النسيب، إذ ليس بينهما علاقة ظاهرة، ولكن الشاعر استدعى النسيب واستدعى وصف الناقة ليصل إلى غرضه المنشود.. على وجه من وجوه التناسب.

لست ترى المكْثرين شكاية ربهم إلى الخلق في الواقع والمواقع أن لم يفعل لهم ما يريدون منه؛ إلا أقلَّ عَبيده فعلًا لما أراد هو منهم، وكأنه فعَّالٌ لما يريدون لا لما يريد! تبارك الله وتعاظم، كما لست ترى المكْثرين شكاية الناس أن ظلموهم بالتُّروك والأفعال؛ إلا أقلَّهم إحساسًا بغيرهم وإحسانًا.

ليس من وراء ذلك مع الحق وفي الخلق إلا الأَثَرَة الطاغية، الفناء في النفس، الغرق في الذات، عبادة الأنا؛ يدور أحدهم مع نفسه حيث دارت، ويميل بها أنَّى تميل، هي الميزان والمقياس والمعيار، المَرْضِي عنه من واطأه على محبوباته وإن كانت مكروهةً لله، والمغضوب عليه من لم. بالله العِياذ واللياذ.

حمزة أبو زهرة

لا يذهبن بحلمك الطيش، فترخي طِوَلَكَ للدعة وخفض العيش، فإن الفتى لا يزال مؤملا فيه خير حتى يخِف، فإن خف ضاع وأضاع، وصار بين الكرام من سقط المتاع، وهانت عليه البوائق والحرمات، وتمرغ في حمأة البطالة والملذات، فتراه عن ربه وما افترض غافلا، وعن الرشاد والهداية مائلا، يثّاقل عن الخيرات كأن على ظهره ألف شيطان، وانحط عن رتبة المرتضين من عباد الرحمن، ثم ما يلبث أن يصير في عداد أولي الرجس والعصيان، وقد كان علما بين الأخيار المصطفين، فأركس بما صنعت يداه ووكله الله إلى نفسه، ومن صانع التدلي ولم يحفز نفسه للترقي أوشك أن تهوي به نفسه في المهوى بعد المهوى، وتأمل قول الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ.. } ثم انطر أليس من اقتفى جرّة سائر وأثره وصل حيث وصل؟، ولا نجاة يومها ولا خلاص، إلا أن يتدارك الله برحمته! ، وقد جرت سنة الله الماضية ألا يظل إنسان في مكانه أبدا، قال جل وعز {لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ}، وانظر أترى بين التقدم أو التأخر مرتبة وسطا؟، لا! من قاوم التدلي يوشك أن يهوي (يتأخر) ومن حاول الترقي سلم وغنم (يتقدم)، فتقدم يا ابن أخي ولو بتسبيحة أو تهليلة تزيد نفسك في يومها الحاضر خيرا عن نفسك في أمسك الغابر فإن الحسنة تجر أختها وزاحم غفلاتك بالخير والهمة تزحمها إن شاء الله وتفلح وتذكر قولهم (المغبون من تساوى يوماه)


#عرف_البان

لا تلوميني فإن اللوم شؤم
كل أمر فيه لي حمد وذمُّ

وإذا حاولت أمرا لم أحل
عنه إلا وهو في عيني الأتمّ

يا ابنة القوم الذي أغليهمُ
إن همّي دونه البحر الخضمُّ

أتعرفُ ما يأتيه في السرِّ ناصبٌ
على العينِ منظاراً على الناسِ مغترّا

يُقلِّبهُ بينَ الجموعِ دلالة
على أنه أذكى من الناس أو أثرى

وما ميَّزتْهُ عن سواه فوارقٌ
سوى أنه قد أتقنَ الرَّقصَ والزمرا


الجواهري متنبئا بالتيكتوك 😄

٦٠٠٠
حياكم الله 😁

ما ظننت يوما أن تصل قناتي إلى ذا العدد، ولم أطمح لذلك ولم أطمع به، ولا أنا مما سر غيري بذي سرور ولا مما هاب غيري بهياب، ولعمري لأولى الناس بالشفقة رجل ظن فيه الناس خيرا وليس على، ورجل قام في الناس قوالا فقال ولم يفعل. (:
اللهم اهدني فإني ضال.

ستألفُ فقدان الذي قد فقدتَهُ
كإلفك وجدان الذي أنت واجدُ

على أنه لا بدَّ من لذعِ لوعةٍ
تهبُّ أحايينًا كما هبَّ راقدُ ..

- ابن الرومي.

ألا ليدع أهل الملامة لومهم
فأكثرهم لوما أقلّهمُ خُبْرا

وهل أنا إلا اللحم والدم محسنا
أحايين من دهري وأخطئ في أخرى

وقد قيل بدء العلم في الجهل إنما
بداية سبل الخير أن تعرف الشرّا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

((من نفَّسَ عن مسلمٍ كُربةً مِن كُربِ الدُّنيا نفَّسَ اللَّهُ عنهُ كربةً مِن كُرَبِ يومِ القيامةِ))

يا إخوان...
أصابت أحدَ زملائنا مصيبةٌ فتسبب بوفاة رجلٍ إثر حادث سير... رحم الله المتوفى.

وعلى زميلنا دفع الدية وقد جمع كل ما يملك وباعه ولم يستطع دفع نصف الدية وهو قبل كل هذا وبعده نازحٌ تاركٌ دياره وأرضه فارٌّ بدينه.

فمن استطاع منكم التخفيف عن أخينا المكروب ولو بالقليل فلا يحرم نفسه هذا الأجر العظيم.
والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.

المبلغ كاملا 11000 دولار..
تم دفع 4500 دولار.
للمساعدة يرجى التواصل هنا
@mohammad_daor

المستور مغفور

ما كان= بين الرجل وصاحبه، و الرجل وأخيه من عتاب أو خلاف أو لسن

أوالأب وابنه، والأم وابنها، والأخ وأخته، والرجل وزوجه. من تأديب أو تغليظ. = إن ستر هان غفرانه

"لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها
ولكنّ أخلاق الرجال تضيق"

أُثِر عن العرب قولهم: «بكلّ وادٍ بنو سعد»

وقصّة المثل فيما حُكي أنّ الأضبط بن قُرَيع كان يرى من قومه _وهو سيّدهم_ جفاءً له وبغياً عليه، وتنقّصاً من قيمته وقدره

فقال: ما لي إلى هؤلاء جامعة خير، وإنّي مفارقهم.

ففارقهم وسار بأهله حتّى نزل بقوم آخرين من العرب، فإذا هم يفعلون بأشرافهم كما كان يفعل به قومه من التّنقّص له والبغي عليه، فارتحل عنهم، وحلّ في ديار قوم آخرين، فإذا هم كسابقيهم، فلمّا رأى ذلك انصرف عنهم،

وقال: ما أرى النّاس إلّا قريباً بعضهم من بعض.

ثمّ عاد إلى قومه وقال: بكلّ وادٍ بنو سعد.

ومثله قولهم: بكلّ وادٍ أثر من ثعلبة.

يُضرَب مثلاً في تشابه أخلاق النّاس واستواء القوم في الشّرّ.

#أمثال_العرب

ما أكثر الناس ما لم
ترجّ منهم شيا

-

نشرُنا عن الأحداث يُعطينا مخدّرًا أنّنا شارَكنا، وبَذَلنا! إيّاك أن يخدعك هذا الشّعور، نحن لَم نَنزِف، لَم نصرخ، لم نُهَجَّر، لَم نفقد، نحن لَم نفعل شيئًا مثلهم، نحن لسنا مثلهم! هم في الميدان هناك، بل هم الميدان كلّه!

قاتَلَ الله الخُذلان!.

- قصي العسيلي.

كان في نفسي كهذا، أكبر ما يمتص غضب الناس اليوم مواقع التواصل، ترى المرء يرضى بالقول يقوله فيحسب أنه سقطت عنه واجباته، وتراه غاضبا يزبئر حتى ينشر منشورا فيبرد.
وكذلك المظاهرات، وكلٌّ كالمخدّر.

المشكلة في أنه بنيت بين الخلق عداوات وولائيات مترتبة على جعجعة هذه المناشير!
وأكثر ما ترى ذلك في اختراق رجل واحد حدود إسرائيل فيَقتل ويُقتل، ثم تأتيك من خلفه الجماعات تتباهى بأنه من بلدها ولا تفعل غير المزاودة أمام من لا حدود له مع اليهود (ولا حدود له يغلقها في وجه أهل غزة مثلهم) لكنهم يتباهون ويحشرون علينا الترندات كالقرعاء تتباهى بشعر ابنة خالتها!
ثم أين هم؟ هم من جملة المتخاذلين الذين أقاموا الحجة على أنفسهم أنهم يستطيعون ثم لا يصنعون شيئا سوى الجعجعة والمزاودة.

عُدنا، والعودُ أحمدُ.

يقول الأستاذ قصيّ العسيليّ:
"نشرُنا عن الأحداث يُعطينا مخدّرًا أنّنا شارَكنا، وبَذَلنا! إيّاك أن يخدعك هذا الشّعور، نحن لَم نَنزِف، لَم نصرخ، لم نُهَجَّر، لَم نفقد، نحن لَم نفعل شيئًا مثلهم، نحن لسنا مثلهم! هم في الميدان هناك، بل هم الميدان كلّه! قاتَلَ الله الخُذلان!".

وأقولُ -واللهُ مِن وراء القصد-:
في الصّورة المُرفقة "الميدان" بذاته يتحدَّث؛ لعلّه دليلٌ جليٌّ على أنَّنا رغم أنّنا لم ننزف، ولم نصرخ، ولم نُهجَّر، ولم نفقد؛ قد نزفنا معهم، وصرخنا معهم، وهُجِّرنا معهم، وفقدنا معهم؛ حين كتبنا عن كلّ ذلك. وذا المعنى العميق للأمّة ذات الجسد الواحد؛ وإلّا فكيف يكون التّداعي بالسّهر والحمّى!

فلا يمنعنك يا مسكين، عجزٌ مؤقَّت أن تكون معهم في الميدان، أن تكون معهم بحرفك بِحجّة أنّ الحروف لا تفعل لهم شيئًا، أو الحروف مُخدِّرٌ أنّنا شاركنا وبذلنا.
نعم، قد شاركنا؛ وإن كانت مشاركةً لا ترقى لما نريد ويريدون. نعم، قد بذلنا؛ وإن كان بذلًا لا يُقارب ما ننتظر وينتظرون.
وإنّي لا أخشى أن يخدعنا المُخدّر بالنّشر بقدر خشيتي مِن أن يخدعنا المُخدّر: "النَّشر مُخدِّر"؛ حتّى بِتَّ ترى المنابر المؤثِّرة عازفةً عن النَّشر عمّا يحدث للأمَّة، وتتخدَّر قصدًا أو دون قصد -واللهُ المُطّلع على القلوب- بقولها: "إيّاك أن يخدعك شعور النّشر عن الأحداث!".

وإنّي أخاطِب مَن أُخاطِب بالَّذي لا يُذكَر ميدان دون ذكره، ولا يُتغنّى بنصرٍ دون نصره، ولا تُبكى الأمَّةُ دون التَّحسُّر على عجزنا عن استردادِ بطولاته وأصحابه -رضوان الله عليهم جميعًا-؛ صلّى وسلّم وباركَ اللهُ على نبيِّنا المُجاهد الشَّهيد الَّذي كان يحثّ حسّان بن ثابت -رضي الله عنه- أن يهجو الكفّار؛ كنوعٍ مِن أنواع جهاد الكفّار باللّسان؛ إذ يقول ﷺ: "جاهدوا المُشركين بِأموالكم وَأنفسكم وَألسنتكم" [رواه أبو داود].

وليس صلاحُ الدِّين الأيّوبيّ عن ذا ببعيد؛ حين قال: "لا تظنّوا أنّي فتحتُ البلاد بالسُّيوف؛ إنَّما فتحتها بِقلمِ القاضي الفاضل".
ويقول الأصفهانيّ في ذا: "وكانت كتابته كتائبَ النَّصر، ويراعته رائعةَ الدَّهر، وبراعته باريةً للبرِّ، وعبارته نافثةً في عقد السّحر، وبلاغته للدّولة مُجمِّلة، وللمملكة مُكمِّلة، وللعصر الصّلاحيّ على سائر الأعصار مُفضِّلة".

ورَبُّكم ﷻ يقولُ لكُم: ﴿وَٱلۡعَصۡرِ ۝١ إِنَّ ٱلۡإِنسَـٰنَ لَفِی خُسۡرٍ ۝٢ إِلَّا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ وَتَوَاصَوۡا۟ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡا۟ بِٱلصَّبۡرِ ۝٣﴾ [العصر]؛ فَتواصوا؛ لا تخسروا!

ومشفقةٍ في البيتِ حسرى كئيبةٍ
تلومُ ابنَها أن بات عَزْبًا مسهّدا

يقلبُهُ همُّ الحياةِ وضيقُها
وطولُ افتكارٍ في مصاريفِهِ غدا

يرى كذبَ الآمالِ وهْي خَوادعٌ
تغرُّ سواه أن يمدَّ لها يدا

أحفُّ منَ اكتافي وأشربُ من دمي
ولا أشتري وهمًا وإن لذَّ مورِدا

وأقطعُ من كفّي لضيفي حفاوةً
وفي الضيقِ يُبلى المرءُ جاهًا ومحتِدا

ولستُ بمستجدٍ من النذلِ نائلًا
ولستُ بداعي ابنِ اللئيمةِ سيّدا

رأيتُ الغنى يُبطي لدى الروعِ بالفتى
إذا حمّ مكروبٌ وقيلَ مَن الفِدا

أردُّ بصدري الناهلاتِ لدى الوغى
ولا أتّقي يُتمَ العيالِ مُرعّدا

أغرُّ كنصلِ السيفِ ماضٍ إلى العلا
أشقّ طريقَ المجد ظمآنَ مُفرَدا

متى ما المنايا تشتهِ القومَ أرسلت
عليهم عناني مردفًا خلفيَ الردى

فخلّي عتابي أمّتا أخطبِ العلا
وأنكحْ بأطرافِ القنا الذُّبلِ فرقدا

ذريني أُعرّقْ في العلا إنما الفتى
أحاديثُ يرويها الشجاعةُ والنّدى


#خالد_أبو_جعفر