group-telegram.com/mihad_osol/3228
Last Update:
وأين تذهب نصوص السلف المتكاثرة في الكلام على أهل الرأي في تلك الطبقة؟
ثم قول الشيخ أجله الله: (هي حوادث أعيان) فيه تناقض؛ إذ الكلام أصلا في أعيان، فما معنى أن تقول: حوادث أعيان لا تقبل التعميم؟! إذ الكلام في هؤلاء الأعيان بالكوفة.
وهذا التوجيه الذي ذكره الشيخ غير مستقيم ولا مطرد، إنما التأويل الصحيح هو أن تسميتهم بأهل الرأي وإن كانت قدحا في نظر مطلقها؛ فإنها لا توجب القدح فيهم -مطلقا- في حقيقة الأمر؛ لأنهم عاملون بالسُّنن على رسم من رسوم الاجتهاد. وحاصل هذا: أن بعض المناهج أقوى من بعض في اتباع السنن.
ومن ثمّ؛ فإنّ ما يؤخذ على هؤلاء من شروطٍ في العمل بالسُّنن أو تقديم غيرها عليها:
- منه ما هو سائغ في محل الاجتهاد، وهو الأكثر، وهذا السائغ فيه ما هو قوي وفيه ما هو ضعيف وما هو متردِّد. وهذا مما يجوز أن يفضي إليه الاجتهاد، وهو من قبيل تراتبيَّة الأدلة، لا من قبيل توهين السنن ولا اطراحها.
- ومنه ما ليس بسائغ في نفسه، وهو الفاذُّ النّادر، وهو من جنس الشذوذ، لكنه -من جهة- قليلٌ، ولهم فيه عذرٌ ما من جهة أخرى.
فهذه الخلاصة من أحكمها ؛ انتفت عنه الرّيَب.
ويتبيَّن به:
أنه لا مساغ لأهل الحداثة أن يتترسوا بصنيع أهل الرأي في ردِّ السُّنن؛ لاختلاف المرجعيات، وتباين المنهجيّات؛ إذ أحدهما منهج شرعيٌّ اجتهاديٌّ في أصله وجملة مسالكه، لكن دخله بعض الخلل أو الشذوذ، والآخر منهج بدعيٌّ مُحدَث من أصله، فاسدٌ من وضعه.
BY قناة | مِهاد الأُصُول
Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260
Share with your friend now:
group-telegram.com/mihad_osol/3228