Telegram Group Search
ما سأقوله هنا هو مقتضى الفهم الشرعي الصحيح بإذن الله، ولأنّ المواقف الشرعية عند عامّة الناس وحتى عند كثيرٍ من المنتسبين للعلم الشرعي والمتّسِمين بالصلاح والتقوى لم تعد تُبنى على الأصول والقواعد الشرعية الصحيحة للتعامل مع الآخرين، أو عند الحكم عليهم، فتراهم يحبّون مَن حقّه البغض، ويبغضون مَن حقّه الحب، ويوالون العدو ويستبطنونه، ويعادون المؤمن الصادق و يخاصمونه، ويقع الأمر الجلل أو النازلة العظيمة، أو قضية من القضايا التي تحتاج لأبي بكرٍ وعمر وأهل بدرٍ والمهاجرين والأنصار - رضي الله عنهم - ليقولوا فيها رأيهم، فإذا ببعض مَن رأى نفسه شيئًا يدلي فيها بدلوه وكأنّه يجيب على سؤال: تشرب شاي أم قهوة!! ويحسم فيها الرأي ويَفصِل دون تصوّر صحيح كافٍ لصورة المسألة، وكثيرًا ما يكون هذا مع ضعف أو جهل في فهم ما يتعلق بالواقعة من دقائق وتفاصيل، ودون التزام بأدوات الشرع وأصوله وقواعده اللازمة المُلزمة للفتوى والحكم، ومع كثيرٍ من الهوى والانفعال المضلّ في أحيانٍ أخرى، وأكثر من ذلك، فإنّهم يسلقون مخالفيهم سلقًا، ويتعبدون الله برجمهم بشهيةٍ كما يرجم الحجاجُ إبليس، متهمين إيّاهم بالجهل أو النفاق أو حتى العمالة!!
و مِن هذا، قضية وفتنة الباطنية الإمامية الذين يجب على الناظر إليهم أن يصطحب معه، وأن يعلم ويؤمن ويعمل بناءً على الآثار المترتبة على أنّهم يشركون بالله - سبحانه وتعالى - وينسبون له الجهل. ويُكذّبون أنبياءه - عليهم السلام - وينسبون لهم الفشل، ويحرّفون كتاب الله ويعتقدون بنقصانه، ويكفّرون الصحابة وأمهات المؤمنين - رضي الله عنهم - وينسبون لهم السوء والخبائث، ويعتقدون كفر أهل السنة جميعًا، صغيرهم وكبيرهم، معاصريهم ومَن مضوا، ويستحلّون دماءهم وأعراضهم وأموالهم، ويعتقدون أن المسجد الأقصى ليس هذا الذي في مدينة القدس، ويوالون أعداء الله ويعادون بلاد المسلمين، ويحتلونها لأنّها عندهم بلاد كفر، ويقتلون ويفعلون ويحتلّون ما يعلمه الجميع ويراه..
ومع جلاء حالهم هذا ووضوحه عند مَن عنده اطلاع يسير، فإنّك تعجب أشدّ العجب ليس ممّن يرى شكرهم بحدٍّ محدود على شيء قدّموه للمقاومة، ولكن إلى مَن تجاوز ذلك إلى محبتهم والثقة بهم وتصديقهم وانتظار الفتح من جهتهم. فأيّ طريق سلكه مَن يعتقد ذلك، يمكن أن يكون أضلّ من هذا الطرق وأعمى!!
وبأيّ وجه، وماذا سنقول، وماذا ننتظر من إخواننا في الدين والعقيدة، وفي الهمّ والمصير، من أهل السنّة من العراقيين والسوريين واليمنيين والأحواز والفلسطينيين وغيرهم، ممّن قتل الباطنيون الروافض منهم الملايين، وشرّدوا، وسجنوا وأعدموا، واغتصبوا، وهدموا المساجد والمقدّسات والسنن، ورفعوا الشرك والإلحاد والزندقة!!
إنّ لم يسعه فهم الموقف الشرعي وفق أصول الشرع وقواعده في هذه المسألة، فليفهمه بالعقل السليم والمنطق، فإنْ كان لا يسع الضحيةَ السوري والعراقي..الخ إلّا أن يبغض إيران وشيعتها ويعاديهم، ويحلم بتدميرهم. ويدعو الله أن ينتقم منهم، ولا يصح منه، ولا يتصور غير ذلك، فإنّ مقتضى الشرع أن يكون هذا هو موقف كلّ مسلم في كلّ مكان، فالمسلمون إخوة، وهم يدٌ على من عاداهم. وتتكافأ دماؤهم، وهذا هو عين الحقّ والشرع والصواب، تمامًا، مثلما يجب على كلّ مسلم أن يعادي الصهاينة وبقوة لنفس الأسباب.
فهل هناك مَن ينكر أنّ إيران فعلت - ولا زالت - تفعل بنا نفس الذي يفعله يهود، وربما أكثر!!
فلا بدّ إذًا من مخرجات متطابقة ما دامت المعطيات متماثلة.
وحتى نتصور ما يجب علينا أكثر، تعالوا إلى الواقع، فسنرى أن عداءً كبيرًا وشقاقًا وقع بين جميع شرائح الأمّة من العلماء إلى البسطاء إلى ما بينهما في الموقف من إيران ( وهذا واحدٌ من صور الشرّ التي أحدثتها إيران أن زادت بسببها الخصومةَ بين المسلمين ) ولاحظوا أنّ البعض جعل الموقف من ( حماس ) أو من بعض قادتها مثلًا، كالموقف من الإسلام نفسه، وأكثر من ذلك، وقد وقعت المعاداة الشديدة، وكيلت الشتائم، ووجهت التهم، ووقعت المفاصلة، بسبب ذلك بين الناس، ولم يعد البعض يطيق أن يرى أو يسمع أو يصدق مَن له رأي في بعض ما عند حماس أو في سياستها، أو في أحدٍ من قادتها، فكيف - بالله عليكم - نفاصل ونعادي فضلاء صادقين أتقياء من أجل موقفهم من بعض ما عند حماس ممّا هو محل اجتهاد، وفي ذات الوقت يهشّ أحدهم ويبش، ويتسامح ويتساهل مع إيران التي تتبنى عقيدة معادية تمامًا ولاعنة،  ومكفّرة، ومستحلّة، ومستبيحة لنا، فأيّ ميزان عدل هذا!!
أيّ ميزانٍ هذا الذي تقبل فيه، من يتهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بالفشل ويلعن الأصحاب، وهم خير من جاهد، ويتهم أمّنا، ولا تقبل وتعادي مَن يخالف أو حتى يسب قائدًا من قادة حماس!!
فلا شكّ أنّ الرافضة أولى بمراحل بالعداء.


هذا بخصوص مَن يعتقدون فعلًا صدق الرافضة أو يحبونهم، أو يصفقون لهم، أو يستبطنونهم، أو يوالونهم.
فتأمّل جيدًا فيما ذكرنا إن كنت واحدًا من هؤلاء، واصدق الله في طلب الحقّ متجردًا، ولا يغرنّك كثرة التائهين.
لا إله إلا الله.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
وقائع يهتز لها عرش الرحمن ،،،


تقطيع رقاب أطفال المسلمين في الشام نتيجة طبيعية لطائفية مشروع الولي الفقيه.. حزب الله اللبناني نموذجا.

على طريق تحرير القدس ونصرة غزة وانقاذ الضفة لابد أن يمر ولي الفقيه على أرض العراق واليمن السعيد والشام، فيحرق مدنها وينهب خيراتها ويغتصب نساءها ويقتل علماءها ويدنس بيوت الله فيها .. ثم إذا أنهى مهمته وقبل أن يذهب للقدس يوكل الى ضباط وجنود حزب الله اللبناني -الذين أرسلهم حسن نصر الله لقتال المسلمين الموحدين- التمثيل بأطفال المسلمين الذين يصفهم بالنواصب فهم ليس لهم ذمة ولا يجوز بحقهم الرحمة وهم كالبهائم في صورة بشر مستباحين!

فيديو يظهر جنود حزب الله اللبناني يتفنون بقطع أيدي ورؤوس أطفال المسلمين في أرض الشام الذين هم من أحفاد الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، الصحابة الكرام الذين عرفوا قيمة الشام عندما عرج بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم من القدس في الشام المباركة ولم يعرج به للسماء من مكة ولا المدينة مع عظمهما وحرمتهما عند الله.

والله لو جئت بأبشع خنزير من بني صهيون لما تجرأ أن يستمتع ويمتع المشاهدين بالتفنن والتلذذ بعذابات ورعب الأطفال قبل ذبحهم بالسكين كما يتلذذ جنود حزب الله الإيراني في لبنان!

أنا شخصيا إلى الله أبرأ من هذا الصنيع الإجرامي، وأقول والله لو بقيت فلسطين محتلة ألف عام، ولو قتل أهلي وعشيرتي وكامل حمولتي أبوالهيجاء على ألا يذبح طفل في العراق أو في اليمن أو في الشام لما ترددت بقبول الموت ولست بنادم.

إن من نكد الدنيا الذي يعتصر له القلب كمدا أن يختلط سبيل الهدى والرشاد بطريق الغواية والشيطان والضلال بين الاسلاميين العاملين في طريق الدعوة والجهاد.

لقد أمضيت عشرين عاما ونيف أتناصح مع اخواني وأغلظ القول عليهم -محبا لهم ومناصرا لهم وفق التوجيه النبوي- لأقنعهم بالخلل السياسي والمخالفة الشرعية والمهالك المنتظرة في حال استمر الارتباط بين القضية الفلسطينية وبين مشروع الولي الفقيه السياسي الذي يصوغه ويديره الملالي ... فكانت النتيجة الحالية ضياع 35 عاما من العمل الاسلامي في فلسطين، وفناء غزة وأهلها، وانتحار قيادة حركة حماس ونحرها لكل الحركات والتنظيمات والجماعات الفلسطينية المقاومة معها .. والذي خبث لا يخرج إلا نكدا، فهل يوجد أخبث من الارتباط بملالي إيران القتلة المعتدين على دين الله ودماء الموحدين.

إن الثغرة الحقيقية التي تسببت في تلف المشروع الاسلامي الجهادي في فلسطين هي غياب الإجماع العلمائي تجاه المشروع الإيراني الذي يقوده الملالي وينطلق من عقيدة ولي الفقيه، سواء في وصفه أو الحكم عليه، أو واجب المسلمين تجاهه، تماما كما التعامل والحكم والوصف والاجماع حول المشروع الصهيوني ... وبسبب تلك الثغرة نفذ الملالي إلى بطون مشاريع المسلمين وترعرعوا حتى تمكن السرطان من تحقيق ما يرومه الغرب المتصهين، وهنا بيت التخادم العميق بين إيران والغرب الصليبي المتصهين.

لا تلوموا قيادة حماس فقط ولكن اللوم موصول لعلماء المسلمين الذين قصروا في هذا الجانب فغاب دورهم الأصيل رعاية لمصالح سياسية أو نتيجة تصوراتهم الحزبية القاصرة -إلا من رحم الله-.

لا تلوموا شعب فلسطين المكلوم فهو مغيب عن فهم وادراك حقيقة تكوين وأهداف المشروع الإيراني الطائفي.

إن موقف عموم الفلسطينيين اليوم هو نفس الموقف المتطابق لعموم السوريين بالأمس القريب!

وكما تجاوز البعض في فلسطين مأساة السوريين على أيدي الإيرانيين، فقد تجاوز عموم السوريين مأساة العراق والعراقيين عام 2006 رافعين صور حسن نصر الله والخامنئي في عموم مدن الشام، غير متوقفين ولا معتبرين -إلا من رحم الله- لحجم المذابح التي قامت بها إيران وأذرعها الطائفية من قتل واغتصاب للكبار وللصغار ومن حرق للمساجد وتهديم للمدن وتشريد للسنة من حواضر العراق العظيم عام 2003! وبعد ثلاث سنوات من هذا الإجرام في العراق رفع غالبية السوريين صور حسن نصر الله -إلا من رحم الله- وقال بعض دعاتهم يا ليتني كنت خاتما بإصبعه!

وكما وعى السوريون حقيقة المشروع الإيراني يعي اليوم الفلسطينيون تك الحقيقة، لاسيما أن من قتل العراقيين والسوريين، هو من تسبب ويتسبب الآن بحرق أهل غزة وقتل أهل الضفة ورمي المجاهدين من فوق البنايات أمام الكاميرات.

حدثت الكارثة ولكن لم تقع الواقعة بعد! وحتى لا تقع وتتلف الأمة والدين لقرون بعيدة، للدرجة التي يصبح فيها ما نعيشه اليوم إجرام بسيط امام الاهوال القادمة .. علينا أن نحمي مصر وشعبها من نفس الكارثة، لاسيما أن شيوع التصوف وحلول الفقر أرضية خصبة وجاهزة.

مرة أخرى أوجه النداء للعلماء الموقرين ورثة النبيين أن يقوموا بالدور الواجب في تحقيق الإجماع -ولو بشكل نسبي متقدم- لأجل توصيف صحيح وحكم سليم وتصرف مسؤول وقويم تجاه المشروع السياسي الثقافي الإيراني الذي يقوده الملالي، لنحقق هدف وقاية الأمة تماما كما هي اليوم تجاه المشروع السياسي الثقافي الصهيوني.

مضر أبوالهيجاء فلسطين جنين 20/9/2024
Forwarded from شؤون إسلامية
وضعت الترجمة على الفيديو الأصلي يمكنكم تشغيل الترجمة واختيار العربية وإليكم النص:
تأملات د. سامي عامري في المناظرة التاريخية بين محمد حجاب وويليام لين كريغ
أمس، شهد العالم مواجهة فكرية قوية بين الأخ محمد حجاب والفيلسوف والمناظر المسيحي البارز، ويليام لين كريغ. لم تكن هذه مناظرة عادية، بل كانت معركة حول قلب العقيدة المسيحية نفسها - حول معقولية عقيدة الثالوث. ومع انقشاع غبار هذه المعركة، أقدم هذه الأفكار:

1. استهداف الرأس، لا الذيل:
أولاً، علينا أن نشيد بحكمة محمد حجاب في اختيار خصومه. في زمن يكتفي فيه الكثيرون بمناقشة شخصيات غير معروفة أو باحثة عن الشهرة، اختار حجاب مواجهة أحد أكبر العقول المسيحية في العالم. كريغ ليس مجرد شخصية هامشية، بل هو أبرز أصوات المدافعين عن المسيحية في العالم اليوم. لقد نجح حجاب في اختيار مرمى نقده- إلى الرأس لا الذيل - وبذلك حوّل المعركة إلى قلب الفكر المسيحي.

2. ضرب الأصل المسيحي الأضعف:
بتركيزه على الثالوث، وجه حجاب ضربة إلى أساس الإيمان المسيحي، والعمود الذي يقوم عليه بنيانه، وهو الجزء الأضعف في البناء الإيماني للكنيسة. أغلب المناظرين المسيحيين يتجنبون هذا الموضوع لأسباب وجيهة، إذ هو كاشف عن التناقضات الأساسية في إيمانهم. لقد كان اختيار حجاب لهذا الموضوع ضربة عبقرية، إذ كشف عن الإشكاليات الكبرى في العقيدة المسيحية ووطّد الخطاب الإسلامي بذكاء.

3. أهمية التحضير:
إن استعداد محمد حجاب لهذه المناظرة يستحق التقدير، وكان في ذلك متميزًا. كثيرًا ما نرى المناظرين المسلمين يدخلون الساحة بدون الاستعداد اللازم، معتقدين أن الحق وحده سيغلب. لكن حجاب أظهر لنا أن هزيمة الباطل تتطلب العلم والاستراتيجية. درس كتب كريغ بعناية، تتبع حججه، ورد عليها بقوة. هكذا يتصرف المدافع الحقيقي عن الإسلام - جاهز، دقيق، ولا يتهاون.

4. قلب الطاولة:
عندما حاول كريغ أن يحرف النقاش إلى اللاهوت الإسلامي، رد حجاب ببراعة. كشف الزيف في مقاربة كريغ، موضحًا أن الخلافات داخل الدين الواحد لا تقوض العقائد الأساسية. بحنكة، أشار حجاب إلى أن نسخة كريغ من الثالوث غامضة لدرجة أن قلة من اللاهوتيين المسيحيين يتفقون معها. واستخدم حجة كريغ ضد كريغ نفسه: "كيف تدافع عن الثالوث ولا أحد يتفق مع فهمك له؟ ألا يكشف هذا عن اللاعقلانية التي يحاول اللاهوتيون المسيحيون معالجتها منذ ألفي عام؟"

5. كشف جوهر الشرك:
كان نقد حجاب للثالوث حادًا، إذ اخترق دفاعات كريغ بحجة قرآنية دقيقة. عندما حاول كريغ تبرير فكرة أن أشخاص الثالوث الثلاثة يمتلكون إرادات مستقلة، كشف حجاب عن الشرك الواضح في هذا الادعاء. إذا كان لكل شخص من أشخاص الثالوث إرادة مستقلة، فكيف ندفع عن هذا الأمر وصف الشرك؟ انهار دفاع كريغ تحت تناقضاته، ومعه انهارت كل محاولاته للدفاع عن الثالوث.

6. البُعد المفقود في المناظرة:
رغم أن تركيز المناظرة كان على امتحان عقلانية التثليث، كنت أفضّل أن يكون العنوان أوسع - مثل "الثالوث بين العقل والنص المقدس". التناقض بين الثالوث ونصوص الكتاب المقدس، سواء العهد القديم أو الجديد، مهم بقدر لا يقل عن لا عقلانيته. محاولة كريغ تحويل النقاش نحو توافق تفسيره مع الكتاب المقدس كانت مجرد محاولة للالتفاف على القضية الحقيقية.

7. دحض تشويه كريغ للقرآن:
أخيرًا، حاول كريغ التقليل من الفهم الإسلامي للثالوث باتهام القرآن بأنه أساء تصويره، زاعمًا أنّ القرآن يقدّم الثالوث كالآب والابن ومريم بدلاً من الروح القدس. لكن حجاب رد بقوة ووضوح، موضحًا أن القرآن يتناول التقديس المفرط لمريم من قبل بعض الطوائف المسيحية - وهو أمر يعترف به حتى بعض المستشرقين البارزين. كانت هذه محاولة أخرى من كريغ للتهرب من القضية الحقيقية، ومرة أخرى، كان حجاب جاهزًا، إذ فكك هذا الادعاء بحجة علمية دقيقة.

في الختام، لم تكن هذه المناظرة مجرد تصادم أفكار، بل كانت انتصارًا للحقيقة. وقف محمد حجاب ثابتًا، مستعدًا، ولم يتزعزع، ليظهر أن الأساس الفكري للثالوث هش كما كان دائمًا. إن تداعيات هذه المناظرة ستتردد بعيدًا عن تلك القاعة، حيث كشفت مرة أخرى عن التصدعات في اللاهوت المسيحي التي لا يمكن لأي فلسفة أن تصلحها.
إنّ رافضة إيران وأتباعها الإماميه هم عند أكثر أهل العلم كفار زنادقة، وليسوا أهل بدع، وقد دعا إلى علماءُ المغرب إلى قتال أسلافهم وقت الدولة العبيدية الباطنية في المغرب العربي، وتأوّلوا قوله تعالى: ( قاتلوا الذين يلونكم من الكفار ) فقدّموا قتال الرافضة العبيديين بالسلاح على قتال الصليبيين على قتال الصليبيين الذين يتربصون بهم، وذلك بعد استفراغ جميع وسائل مقاومتهم بالكلمة والمقاطعة والشعر والمناظرة.. الخ.
وهنا ملاحظة، أنّ كثيرًا ممّن يتساهلون ويتسامحون مع دولة الباطنية والزندقة، ولا يرون مواجهتها أبدًا، أو مَن يرون تأخير مواجهتها، لم يفعلوا شيئًا لمنع خطرها زتلحدّ منه حتى مثلما فعل علماءُ المغرب العربي مع العبيديين من استعمال جميع وسائل البيان والنصح والمقاطعة والشعر..الخ ولينما تجتاح إيران البلد السنية بلدًا تلو والآخر، وما زال مشروعها المعلن على الملأ يكبر ويتمدد برعاية أمريكية لا ينكرها إلا جاهل أو عنيد مكابر، لا زال البعض يقول لك: دعها، فالخطر الأكبر الذي يحتاج لمواجة هم يهود!!
نعم، الصهاينة عدو مبين. ومواجهتهم فرضٌ متعين وواجب، لكن أن تترك عدوًا آخرًا يفتك بأجزاء كبيرة من بدن الأمّة ويضعفها، وتقول دعوه يقتل ويغتصب ويقهر ويشرّد، وبعدما ننتهي من يهود نواجهه!!
طيب، ألا تعلم يا نبيه أنّ إيران، وبصورة مباشرة جدًا تضعف جهادك في فلسطين. وأنّها تدمّر عمقك الاستراتيجي، وتقوم ظهرك، وهذا مع كل بلد تحتله وتسيطر عليه، وأولها العراق. وهل نسيتم أم تناسيتم دور العراق ومواقفها في الانتفاضة!!
وهل تجهزون أنّ فلسطين لن يكون تحريرها إلا بتحرر البلاد من حولها، ومتى سيكون ذلك وإيران ما إنْ تحتل بلدًا حتى تدمّر كلّ شيء فيها، والعراق الغنية القوية، والشام واليمن ولبنان كلّها شواهد..
ثمّ لا أدري من أين جاء هذا التقعيد والتأصيل، ولا في أيّ بابٍ من أبواب الجهاد، أنّ المسلمين لا يصحّ منهم إلّا أن يقاتلوا عدوًا واحدًا، أن يتأملوا في الأعداء، ثمّ يقررون مَن هو العدو رقم واحد، ويتركون غيره من الأعداء مهما بلغ شرّهم وأذاهم!!
وهذا - والله - من أعجب الأمور، وليس فقط لا يقاتلون إلا الأخطر، ولكن يتسامحون مع غيره من القتلة، وقد يستبطنونهم ويؤاخوهم، ومن تأمل السيرة، وما بعدها، وجد أن هذا الرأي فاسدٌ لا ساق له، وأنّه يتعارض حتى مع العقل وتلمنطق، وحتى مع النخوة والمروءة والواجب، ولا يخلط البعض بين الصورة التي نتحدث عنها الآن. وبين صورة أخرى، وهي أنّك تختار عدوًا تقاتله. وتؤخر قتال غيره، ولا تتوسع ما دام غيره لا يشكّلون خطرًا، فلا تفتح على نفسك جبهتي أو أكثر ممّا يجهدك وممّا قد لا تطيقه، ولكن عندما يكون الأعداء الكفرة كإيران وأذيالها، هم مَن فتحوا عليك أبواب جهنم، وهم مَن يطاردك، ويلاحقك، ويقتلك، فهذه صورة مختلفة، والتعامل معها يختلف.
كذلك، فإنّه ليس بصحيح أنّ كل بيان ونصح ممنوع وخطأ عند القتال مع العدو، فهناك أمور يجب أن تبين، فالعقيدة وقضايا الإيمان التي قام سوق الجهاد من أجلها، وهي الأصل، لا يجوز أن تعطّل من أجل الفرع، وقد ذكر الشاطبي في الموافقات أن ( الجهاد الذي شرع في المدينة فرع من فروع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو ( أي الأمر والنهي ) مقرر بمكة ) أي قبل الجهاد.
وكما لا يخفى - حتى على مًن ينكرون على العلماء الذين يرون وجوب المفاصلة مع إيران ويحذّرون منها - فإنّ إيران مشروع لئيم خبيث، ومثلهم حزب الشيطان في لبنان ورافضة العراق والحوثة..
وهؤلاء الذين ينكرون على العلماء، ومع علمهم بالمشروع والمخطط الإيراني، ومع ومعاينتهم لتنفيذه وقيامه، إلّا أنّهم يتباسطون معه بطريقة ونفسية، لا نستطيع استيعابها.

ومع أن الرافضة الباطنيين، عقيدتهم وتاريخهم وخططهم وأعمالهم وتصريحاتهم وماضيهم وحاضرهم وواقعهم ناطقة جميعها بعدائهم لأمة الإسلام، لا يعارض هذا منصفٌ ولا عادل، فكيف يْتخذ مثل هؤلاء بطانة وأولياء أو شركاء وحلفاء!!
إنّ هؤلاء الرافضة في إيران وغيرها، لا يجوز في حقّهم، ولو للحظة واحدة، ودون توقف غو تردد، أو تلعثم، إلا البغض والعداء، وهذا وقت نصح وبيان واجب، تنشرح بهذا صدورنا، وتطيب قلوبنا، ويكفي أنّنا نتخندق في خندق مَن رضي الله عنهم ورضوا عنه من المهاجرين والأنصار. نبغض ونعادي مَن أبغضهم وعاداهم.
والحمد لله ربّ العالمين.
إنّ رافضة إيران وأتباعها الإماميه هم عند أكثر أهل العلم كفار زنادقة، وليسوا أهل بدع، وقد دعا علماءُ المغرب إلى قتال أسلافهم من الروافض وقت الدولة العبيدية الباطنية في المغرب العربي، وتأوّلوا قوله تعالى: ( قاتلوا الذين يلونكم من الكفار ) فقدّموا قتال الرافضة العبيديين بالسلاح على قتال الصليبيين الذين يتربصون بهم، وذلك بعد استفراغ جميع وسائل مقاومتهم بالكلمة والمقاطعة والشعر والمناظرة.. الخ.
وهنا ملاحظة، أنّ كثيرًا ممّن يتساهلون ويتسامحون مع دولة الباطنية والزندقة، ولا يرون مواجهتها أبدًا، أو مَن يرون تأخير مواجهتها، لم يفعلوا شيئًا لمنع خطرها زتلحدّ منه حتى مثلما فعل علماءُ المغرب العربي مع العبيديين من استعمال جميع وسائل البيان والنصح والمقاطعة والشعر..الخ ولينما تجتاح إيران البلد السنية بلدًا تلو والآخر، وما زال مشروعها المعلن على الملأ يكبر ويتمدد برعاية أمريكية لا ينكرها إلا جاهل أو عنيد مكابر، لا زال البعض يقول لك: دعها، فالخطر الأكبر الذي يحتاج لمواجة هم يهود!!
نعم، الصهاينة عدو مبين. ومواجهتهم فرضٌ متعين وواجب، لكن أن تترك عدوًا آخرًا يفتك بأجزاء كبيرة من بدن الأمّة ويضعفها، وتقول دعوه يقتل ويغتصب ويقهر ويشرّد، وبعدما ننتهي من يهود نواجهه!!
طيب، ألا تعلم يا نبيه أنّ إيران، وبصورة مباشرة جدًا تضعف جهادك في فلسطين. وأنّها تدمّر عمقك الاستراتيجي، وتقوم ظهرك، وهذا مع كل بلد تحتله وتسيطر عليه، وأولها العراق. وهل نسيتم أم تناسيتم دور العراق ومواقفها في الانتفاضة!!
وهل تجهزون أنّ فلسطين لن يكون تحريرها إلا بتحرر البلاد من حولها، ومتى سيكون ذلك وإيران ما إنْ تحتل بلدًا حتى تدمّر كلّ شيء فيها، والعراق الغنية القوية، والشام واليمن ولبنان كلّها شواهد..
ثمّ لا أدري من أين جاء هذا التقعيد والتأصيل، ولا في أيّ بابٍ من أبواب الجهاد، أنّ المسلمين لا يصحّ منهم إلّا أن يقاتلوا عدوًا واحدًا، أن يتأملوا في الأعداء، ثمّ يقررون مَن هو العدو رقم واحد، ويتركون غيره من الأعداء مهما بلغ شرّهم وأذاهم!!
وهذا - والله - من أعجب الأمور، وليس فقط لا يقاتلون إلا الأخطر، ولكن يتسامحون مع غيره من القتلة، وقد يستبطنونهم ويؤاخوهم، ومن تأمل السيرة، وما بعدها، وجد أن هذا الرأي فاسدٌ لا ساق له، وأنّه يتعارض حتى مع العقل وتلمنطق، وحتى مع النخوة والمروءة والواجب، ولا يخلط البعض بين الصورة التي نتحدث عنها الآن. وبين صورة أخرى، وهي أنّك تختار عدوًا تقاتله. وتؤخر قتال غيره، ولا تتوسع ما دام غيره لا يشكّلون خطرًا، فلا تفتح على نفسك جبهتي أو أكثر ممّا يجهدك وممّا قد لا تطيقه، ولكن عندما يكون الأعداء الكفرة كإيران وأذيالها، هم مَن فتحوا عليك أبواب جهنم، وهم مَن يطاردك، ويلاحقك، ويقتلك، فهذه صورة مختلفة، والتعامل معها يختلف.
كذلك، فإنّه ليس بصحيح أنّ كل بيان ونصح ممنوع وخطأ عند القتال مع العدو، فهناك أمور يجب أن تبين، فالعقيدة وقضايا الإيمان التي قام سوق الجهاد من أجلها، وهي الأصل، لا يجوز أن تعطّل من أجل الفرع، وقد ذكر الشاطبي في الموافقات أن ( الجهاد الذي شرع في المدينة فرع من فروع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو ( أي الأمر والنهي ) مقرر بمكة ) أي قبل الجهاد.
وكما لا يخفى - حتى على مًن ينكرون على العلماء الذين يرون وجوب المفاصلة مع إيران ويحذّرون منها - فإنّ إيران مشروع لئيم خبيث، ومثلهم حزب الشيطان في لبنان ورافضة العراق والحوثة..
وهؤلاء الذين ينكرون على العلماء، ومع علمهم بالمشروع والمخطط الإيراني، ومع ومعاينتهم لتنفيذه وقيامه، إلّا أنّهم يتباسطون معه بطريقة ونفسية، لا نستطيع استيعابها.

ومع أن الرافضة الباطنيين، عقيدتهم وتاريخهم وخططهم وأعمالهم وتصريحاتهم وماضيهم وحاضرهم وواقعهم ناطقة جميعها بعدائهم لأمة الإسلام، لا يعارض هذا منصفٌ ولا عادل، فكيف يْتخذ مثل هؤلاء بطانة وأولياء أو شركاء وحلفاء!!
إنّ هؤلاء الرافضة في إيران وغيرها، لا يجوز في حقّهم، ولو للحظة واحدة، ودون توقف غو تردد، أو تلعثم، إلا البغض والعداء، وهذا وقت نصح وبيان واجب، تنشرح بهذا صدورنا، وتطيب قلوبنا، ويكفي أنّنا نتخندق في خندق مَن رضي الله عنهم ورضوا عنه من المهاجرين والأنصار. نبغض ونعادي مَن أبغضهم وعاداهم.
والحمد لله ربّ العالمين.
إنّ رافضة إيران وأتباعها الإماميه هم عند أكثر أهل العلم كفار زنادقة، وليسوا أهل بدع، وقد دعا علماءُ المغرب إلى قتال أسلافهم من الروافض وقت الدولة العبيدية الباطنية في المغرب العربي، وتأوّلوا قوله تعالى: ( قاتلوا الذين يلونكم من الكفار ) فقدّموا قتال الرافضة العبيديين بالسلاح على قتال الصليبيين الذين يتربصون بهم، وذلك بعد استفراغ جميع وسائل مقاومتهم بالكلمة والمقاطعة والشعر والمناظرة.. الخ.
وهنا ملاحظة، أنّ كثيرًا ممّن يتساهلون ويتسامحون مع دولة الباطنية والزندقة، ولا يرون مواجهتها أبدًا، أو مَن يرون تأخير مواجهتها، لم يفعلوا شيئًا لمنع خطرها زتلحدّ منه حتى مثلما فعل علماءُ المغرب العربي مع العبيديين من استعمال جميع وسائل البيان والنصح والمقاطعة والشعر..الخ ولينما تجتاح إيران البلد السنية بلدًا تلو والآخر، وما زال مشروعها المعلن على الملأ يكبر ويتمدد برعاية أمريكية لا ينكرها إلا جاهل أو عنيد مكابر، لا زال البعض يقول لك: دعها، فالخطر الأكبر الذي يحتاج لمواجة هم يهود!!
نعم، الصهاينة عدو مبين. ومواجهتهم فرضٌ متعين وواجب، لكن أن تترك عدوًا آخرًا يفتك بأجزاء كبيرة من بدن الأمّة ويضعفها، وتقول دعوه يقتل ويغتصب ويقهر ويشرّد، وبعدما ننتهي من يهود نواجهه!!
طيب، ألا تعلم يا نبيه أنّ إيران، وبصورة مباشرة جدًا تضعف جهادك في فلسطين. وأنّها تدمّر عمقك الاستراتيجي، وتقوم ظهرك، وهذا مع كل بلد تحتله وتسيطر عليه، وأولها العراق. وهل نسيتم أم تناسيتم دور العراق ومواقفها في الانتفاضة!!
وهل تجهلون أنّ فلسطين لن يكون تحريرها إلا بتحرر البلاد من حولها، ومتى سيكون ذلك وإيران ما إنْ تحتل بلدًا حتى تدمّر كلّ شيء فيها، والعراق الغنية القوية، والشام واليمن ولبنان كلّها شواهد..
ثمّ لا أدري من أين جاء هذا التقعيد والتأصيل، ولا في أيّ بابٍ من أبواب الجهاد، أنّ المسلمين لا يصحّ منهم إلّا أن يقاتلوا عدوًا واحدًا، أن يتأملوا في الأعداء، ثمّ يقررون مَن هو العدو رقم واحد، ويتركون غيره من الأعداء مهما بلغ شرّهم وأذاهم!!
وهذا - والله - من أعجب الأمور، وليس فقط لا يقاتلون إلا الأخطر، ولكن يتسامحون مع غيره من القتلة، وقد يستبطنونهم ويؤاخوهم، ومن تأمل السيرة، وما بعدها، وجد أن هذا الرأي فاسدٌ لا ساق له، وأنّه يتعارض حتى مع العقل وتلمنطق، وحتى مع النخوة والمروءة والواجب، ولا يخلط البعض بين الصورة التي نتحدث عنها الآن. وبين صورة أخرى، وهي أنّك تختار عدوًا تقاتله. وتؤخر قتال غيره، ولا تتوسع ما دام غيره لا يشكّلون خطرًا، فلا تفتح على نفسك جبهتي أو أكثر ممّا يجهدك وممّا قد لا تطيقه، ولكن عندما يكون الأعداء الكفرة كإيران وأذيالها، هم مَن فتحوا عليك أبواب جهنم، وهم مَن يطاردك، ويلاحقك، ويقتلك، فهذه صورة مختلفة، والتعامل معها يختلف.
كذلك، فإنّه ليس بصحيح أنّ كل بيان ونصح ممنوع وخطأ عند القتال مع العدو، فهناك أمور يجب أن تبين، فالعقيدة وقضايا الإيمان التي قام سوق الجهاد من أجلها، وهي الأصل، لا يجوز أن تعطّل من أجل الفرع، وقد ذكر الشاطبي في الموافقات أن ( الجهاد الذي شرع في المدينة فرع من فروع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو ( أي الأمر والنهي ) مقرر بمكة ) أي قبل الجهاد.
وكما لا يخفى - حتى على مًن ينكرون على العلماء الذين يرون وجوب المفاصلة مع إيران ويحذّرون منها - فإنّ إيران مشروع لئيم خبيث، ومثلهم حزب الشيطان في لبنان ورافضة العراق والحوثة..
وهؤلاء الذين ينكرون على العلماء، ومع علمهم بالمشروع والمخطط الإيراني، ومع ومعاينتهم لتنفيذه وقيامه، إلّا أنّهم يتباسطون معه بطريقة ونفسية، لا نستطيع استيعابها.

ومع أن الرافضة الباطنيين، عقيدتهم وتاريخهم وخططهم وأعمالهم وتصريحاتهم وماضيهم وحاضرهم وواقعهم ناطقة جميعها بعدائهم لأمة الإسلام، لا يعارض هذا منصفٌ ولا عادل، فكيف يْتخذ مثل هؤلاء بطانة وأولياء أو شركاء وحلفاء!!
إنّ هؤلاء الرافضة في إيران وغيرها، لا يجوز في حقّهم، ولو للحظة واحدة، ودون توقف غو تردد، أو تلعثم، إلا البغض والعداء، وهذا وقت نصح وبيان واجب، تنشرح بهذا صدورنا، وتطيب قلوبنا، ويكفي أنّنا نتخندق في خندق مَن رضي الله عنهم ورضوا عنه من المهاجرين والأنصار. نبغض ونعادي مَن أبغضهم وعاداهم.
والحمد لله ربّ العالمين.
إنّ رافضة إيران وأتباعها الإمامية، هم عند أكثر أهل العلم كفار زنادقة، وليسوا أهل بدع، وقد دعا علماءُ المغرب إلى قتال أسلافهم من الروافض وقت الدولة العبيدية الباطنية في المغرب العربي، وتأوّلوا قوله تعالى: ( قاتلوا الذين يلونكم من الكفار ) فقدّموا قتال الرافضة العبيديين بالسلاح على قتال الصليبيين الذين يتربصون بهم، وذلك بعد استفراغ جميع وسائل مقاومتهم بالكلمة والمقاطعة والشعر والمناظرة.. الخ.
إنّ الذين ينبرون لبيان خطر إيران ومشروعها، لا يقاتلون طواحين الهواء، إنّما يدافعون عن ملايين الأنفس المسلمة التي تطحنها آلة البطش الإيرانية طحنًا، ويقلقون جدًا على بقية الأمّة التي يتقاسمها معهم بنو صهيون، وهم لا يفعلون ذلك ( بزعم ) حرصهم على العقيدة، ولكنّهم - فعلًا - حراسٌ للعقيدة..
والمعركة مع الرافضة ليست من ترف المعارك ولا من توافهها، بل هي معركة لها ارتباط وثيق وثيق بالمعركة مع يهود، ولها تأثير مباشر على نتائجها ومآلاتها، وهذا لا ولن يراه، ولن يستوعبه مَن نظر إلى إيران بسطحية وبساطة وتسامح في غير محلّه. 
وهنا ملاحظة، أنّ كثيرًا ممّن يتساهلون ويتسامحون مع دولة الباطنية والزندقة، ولا يرون مواجهتها أبدًا، أو مَن يرون تأخير مواجهتها، لم يفعلوا شيئًا لمنع خطرها والحدّ منه مثلما فعل علماءُ المغرب العربي مع العبيديين كما أسلفنا، من بيان ومقاطعة ..الخ، مع أنّ إيران ما زالت تجتاح البلدان السنية وتلتهمها واحدًا تلو الآخر، وما زال مشروعها المعلن على الملأ يكبر ويتمدد برعاية أمريكية لا ينكرها إلا جاهل أو عنيد مكابر، ومع هذا، فلا زال البعض يقول لك: دعها، فالخطر الأكبر الذي يحتاج لمواجة هم يهود، ويهود فقط!!
نعم، الصهاينة عدو مبين، ومواجهتهم فرضٌ متعين وواجب، لكن أن تترك عدوًا آخرًا يفتك بأجزاء كبيرة من بدن الأمّة ويضعفها، وتقول: دعوه يقتل ويغتصب ويقهر ويشرّد، وبعدما ننتهي من يهود نواجهه!!
طيب، ألا تعلم يا نبيه أنّ إيران، وبصورة مباشرة جدًا تضعف جهادك في فلسطين، وأنّها تدمّر عمقك الاستراتيجي، وتقصم ظهرك أكثر، وهذا مع كل بلد تحتله وتسيطر عليه، وكان أولها العراق، بعد الأحواز والجزر الإماراتية، وهل نسيتم أم تناسيتم دور العراق ومواقفها في الانتفاضة!!
وهل تجهلون أنّ فلسطين لن يكون تحريرها إلا بتحرر البلاد من حولها!! ومتى سيكون ذلك وكيف، وإيران ما إنْ تحتل بلدًا حتى تدمّر كلّ شيء فيه، والعراق الغنية القوية، والشام واليمن ولبنان كلّها شواهد..
ثمّ لا أدري من أين جاء هذا التقعيد والتأصيل، ولا في أيّ بابٍ من أبواب الجهاد ورد، أنّ المسلمين لا يصحّ منهم إلّا أن يقاتلوا عدوًا واحدًا، أن يتأملوا في الأعداء، ثمّ يقررون مَن هو العدو رقم واحد، ويتركون غيره مهما بلغ شرّهم وأذاهم!!
وهذا - والله - من أعجب الأمور، وليس فقط لا يقاتلون إلا الأخطر، ولكن يتسامحون مع غيره من القتلة، وقد يستبطنونهم ويؤاخونهم.
ومَن تأمل السيرة والفقه، وجد أن هذا الرأي فاسدٌ لا ساق له، وأنّه يتعارض حتى مع العقل والمنطق، وحتى مع النخوة والمروءة والواجب.
ولا يخلط أحدٌ بين الصورة التي نتحدث عنها الآن، وبين صورة أخرى، وهي أنّك تختار عدوًا تقاتله، وتؤخر قتال غيره، ولا تتوسع ما دام غيره لا يشكّلون خطرًا حالًّا، فلا تفتح على نفسك جبهتين أو أكثر ممّا يجهدك وممّا قد لا تطيقه، ولكن عندما يكون الأعداء الكفرة كإيران وأذيالها، هم مَن فتحوا عليك أبواب جهنم، وهم مَن يطاردك، ويلاحقك، ويقتلك، فهذه صورة مختلفة، والتعامل معها يختلف.
كذلك، فإنّه ليس بصحيح أنّ كل بيان ونصح ممنوع وخطأ عند القتال مع العدو، فهناك أمور يجب أن تبين، فالعقيدة وقضايا الإيمان التي قام سوق الجهاد من أجلها، وهي الأصل، لا يجوز أن تعطّل من أجل الفرع، وقد ذكر الشاطبي في الموافقات أنّ ( الجهاد الذي شرع في المدينة فرع من فروع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو ( أي الأمر والنهي ) مقرر بمكة ) أي قبل الجهاد.
ولا يخفى - حتى على مَن ينكرون على العلماء الذين يرون وجوب المفاصلة مع إيران ويحذّرون منها - أنّ إيران مشروع لئيم خبيث، ومثلهم حزب الشيطان في لبنان ورافضة العراق والحوثة..
وهؤلاء الذين ينكرون على العلماء، ومع علمهم بالمشروع والمخطط الإيراني، ومع ومعاينتهم لتنفيذه وقيامه، يتباسطون معه بطريقة ونفسية، لا نستطيع استيعابها.

ومع أن الرافضة الباطنيين، عقيدتهم وتاريخهم وخططهم وأعمالهم وتصريحاتهم وماضيهم وحاضرهم وواقعهم ناطقة جميعها بعدائهم لأمة الإسلام، لا يعارض هذا منصفٌ ولا عادل، فكيف يْتخذ مثل هؤلاء بطانة وأولياء أو شركاء وحلفاء!!
إنّ هؤلاء الرافضة في إيران وغيرها، لا يجوز في حقّهم، ولو للحظة واحدة، ودون توقف أو تردد، أو تلعثم، إلا البغض والعداء، وهذا وقت نصح وبيان واجب، تنشرح بهذا صدورنا، وتطيب قلوبنا، ويكفي أنّنا نتخندق في خندق مَن رضي الله عنهم ورضوا عنه من المهاجرين والأنصار، نبغض ونعادي مَن أبغضهم وعاداهم.
والحمد لله ربّ العالمين.
Forwarded from شؤون إسلامية
لقد جاءت الأخبار المؤكدة عن مقتل عدد من قيادات وأعضاء حزب الله اللبناني، الحزب الذي طالما تلطخت يداه بدماء الأبرياء في سوريا، بقيادة حسن نصر الله الذي ارتكب وقاد جرائم يندى لها الجبين بحق إخوتنا في سوريا.

واليوم، نشهد مشاهد الشماتة والفرح بين السوريين والمظلومين الذين ذاقوا مرارة العدوان على يد هذا الحزب.

وفي ذات الوقت، هناك من يقول: "بلاش تفرحوا فيه، فهو اليوم يقاتل ضد الكيان الصهيوني!" وكأنهم يريدون إسكات مشاعر الألم، وكأنهم يغفلون عن الأهوال التي عاشها أهلنا تحت وطأة هذا الحزب!

نحن نقولها بصراحة: لا ننكر على من يفرح، فقد عانى من هذا الحزب ما يكفيه، ورأى الجرائم والدماء تسفك أمام عينيه. الفرح ليس شماتة بسبب قتاله ضد الصهاينة، وإنما هو تعبير عن مشاعر مضطهدين لم ينسوا ماضيهم المؤلم.

نعم، نقف ضد ظلم المحتل الغاصب وندعم من يحاربه، ولكننا لا ننسى من طغى علينا بالأمس وتجاوز كل حدٍ في الظلم.

لذلك أدعو إخواني الكرام إلى عدم الإنكار على أهلنا في سوريا، خاصة أولئك الذين ثبتت مواقفهم في دعمهم وحبهم لأهل فلسطين. هؤلاء لم ينسوا يومًا أن فلسطين هي القضية، وأن العدو الحقيقي هو الاحتلال الصهيوني الذي اغتصب الأرض وسفك الدماء.

وأما الصهيوني، ذلك المعروف بتأييده ودعمه للكيان الصهيوني الغاصب، فهذا هو الذي ننبذه ونحاربه. فلا خير في من يدعم الظلم والعدوان، ولا عذر لمن يساند المحتل في احتلاله لأرض المسلمين.

فاللهم خذ الظالمين أخذ عزيز مقتدر، وأعز الإسلام والمسلمين في كل مكان.
ستمر..
ستمر - والله - هذه المرحلة، وهذه الشدّة، والسعيد الموفق مَن سرّه عملُه فيها، حيّا كان أو ميتًا..
حيًّا حين يجلس مع نفسه - إنْ كتب اللهُ له البقاء بعد انقضاء وزوال هذ الشدّة - يراجع نفسه، فيرضى عن عمله وخُلقه وصبره ورضاه عن ربّه، وما كان عليه من موالاة ونصرةٍ للمجاهدين وللمؤمنين، وللمستضعفين والمنكوبين..
وميتًا أو شهيدًا، حين يلقى ربّ العالمين، وقد كان على الحال الطيب، وفي المكان الذي يليق بالمؤمنين الصادقين..
وهذا ليس لأهل #غزة فقط، ولكن للمسلمين أجمعين، كيف كان حال الواحد منهم في هذه الشدّة والابتلاء والاختبار العظيم، والذي ظهرت فيه نتائجُ كثير من الخائبين والخاسرين قبل انتهاء الاختبار العظيم.
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك وطاعتك.
بمناسبة هجمات البيجر
*********
ولا يزال البحث مستمرا ... (خاتمة بحث المربط الصفوي)
مائة عام مضت على معاهدة « سايكس – بيكو»، وتفكيك العالم الإسلامي وإقامة « الدولة القومية» المستوردة من الغرب، وانتصاب « الحكم الجبري» على العالم وفي القلب منه العالم العربي .. مائة عام مضت والدول العربية وشعوبها تتجرع القهر والظلم والاستبداد والغزو، كما لو أنهم كرة يتقاذفها اللاعبون من كل حدب وصوب .. مائة عام مضت .. والعرب عجزة، بكل نظمهم السياسية، وحركاتهم التحررية، وأحزابهم المدنية والثورية، وجماعاتهم الإسلامية، أو شخصيات من أي نوع أيديولوجي، أو حتى ثوار شعبيين ... عجزة؛ وهم يتطلعون، وعلى الدوام، لمن مزقهم شرّ ممزق، أن ينتصر لهم، أو يحررهم أو يأخذ بيدهم، ويوفر لهم الحرية والديمقراطية، ويهيئ لهم التمتع بالمال والسلطة والمناصب.
كلهم، إلا من رحم الله، وقعوا في مواقف مشينة، وتطلعوا إلى تدخلات دولية، وأملوا، منذ اللحظات الأولى، بانتصارات سريعة، وهم على الأرائك متكؤون .. دون أن يكلفوا أنفسهم بدفع ما يلزم عليهم من التكاليف! ولا يبدو أنهم أدركوا أو أنهم معنيون بالإدراك، كما أدرك اليهود والفرس المجوس من قبلهم، أنهم المعنيون الأُوَل في الدفاع عن أنفسهم، بدلا من الاستجارة بمجرمي النظام الدولي. ولعل الأوان يفوت قبل أن يدركوا، ولو لمرة واحدة، قول الله عز وجل: ﴿ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ﴾، [الحج: 18 ]؟
بهمة النخب؛ من الزعامات والقيادات والمثقفين والمؤدلجين على غير هدى، ومعهم الضالين والمضلين والفاسدين والمفسدين وأهل الهوى عامة، .. بهمة هؤلاء جميعا وأمثالهم، من الأسلاف الذين ﴿ تَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾، [المؤمنون: 53]، خُدعت الأمة في مائة سنة مرتين. مرة من الخارج، انتهت إلى تقطيع أوصالها، حين أدركت هذه النخب « الاضطهاد العثماني»، وسعت بمعية « الصديقة بريطانيا» إلى الانفصال عن الدولة العثمانية، دون أن تدرك عداوة وبغضاء ملل الكفر، بل وتحالفت معها، ووثقت بوعودها، بل دون أن تدرك وجهتها إلى أين؟ وما يلزمها من أدوات للقوة. فكانت النتيجة حتى اليوم تمزيق العالم الإسلامي، وتشتيته إلى 57 دولة، من بينها 22 دولة عربية، وكل واحدة منها تصف نفسها بـ « دولة القانون»، ذات الجذور الضاربة بعمق التاريخ وما قبله، في حين أن بعضها ولد من العدم، وبلا اسم إلى حين، وبعض آخر لا يحمل اسما حتى هذه اللحظة!!!
أما الخديعة في المرة الثانية فكانت من الداخل، حين أصر الأخلاف على الدوران في دائرة ﴿ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾، [الروم: 32]، يدافعون عن مكاسب الاستقلال وإنجازاته العظيمة، وكأنه الأصل الأصيل، والركن الركين الذي جاءت به التوراة والإنجيل والقرآن الكريم، متناسين أنه من أصبح في يوم ما جزء من كل لم يكن من عقيدتنا ولا باختيارنا أو من صنعنا، ولا كنا شركاء في توليده، بقدر ما كنا مستهلكين لمنتجات سياسية غربية، أو جسر عبور للقوى المعادية. أما الذين تصدوا لهذا الواقع، وحاربوا الشرق والغرب، من النخب إياها، فهم أنفسهم الذين رفضوا حقوق الشعوب وحاربوها وقادوا الحملات المضادة، ودعموا نظم الاستبداد، وشرّعوا للقتل والسجن والتضييق والاختطاف والاغتصاب والنهب والتشريد والتهجير وتواطؤوا في حروب الإبادة. لذا ما من فائدة في إدانة هؤلاء أو مقاطعتهم أو فضحهم، بعد كل التخريب والإفساد الذي أحدثوه، والدماء التي سفكوها أو تسببوا بسفكها، والظلم الذي أوقعوه بالأمة مقابل مصالحهم وأهوائهم وأوهام الأيديولوجيات التي يقضون بها أعمارهم دون أن يرتد لهم طرف. وبالتأكيد سيقول البعض: أن التاريخ لن يرحمهم أو يذكرهم إلا بأسوأ ما عملوا!!! ولأنهم لا يحسبون حسابا لرب أو لنبي أو لدين، ولا لأية قيمة أخلاقية أو إنسانية، أو عقل فلن يعنيهم، من قريب أو من بعيد، ما سيقول عنهم التاريخ! لكن التاريخ سيقول: أننا في المرتين استغفلنا وخدعنا، لما صفقنا لعقود طويلة بحماس لأمثال مهرجي « رأفت الهجان» و « الحدود» و « التقرير» و « كاسك يا وطن» و « غربة» و « حرب تشرين» و «الصعود إلى الهاوية» و « الرصاصة لا تزال في جيبي» و « فارس بلا جواد» ... تماما كما صفقت ذات النخب من قبل لفرنسا وبريطانيا، ومن بعد لأمريكا وروسيا وإيران.
بالمقارنة والتجربة؛ تَبيَّن أن « الماركسية» بدت أقل انغلاقا من الأيديولوجيا « القومية»، وبما لا يقارن. ورغم أن الأيديولوجيتان المارقتان انزوتا، وسقطت الماركسية في الحضيض، وتخلى عنها الغالبية الساحقة من معتنقيها، إلا أن الغالبية الساحقة من القوميين العرب، ومعهم بقايا اليسار، والمستنصرين بالرأسمالية و الناتو، أصروا على دوغمائية لا نظير لها.
فمهما جادلتهم أو آتيتهم من بينات عقدية وشرعية وحتى موضوعية وواقعية إلا أنهم يأبون مجرد الاستماع إلا وأصابعهم في آذانهم. وكأن الله، عز وجل، قد ختم على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة، حتى باتوا لا يبصرون هدى، ولا يسمعون حقا، ولا يفقهون قولا، ولا يعقلون أمرا، ولا يهتدون سبيلا. ويبدو أن بعض القوى الإسلامية التاريخية، بما فيها الفلسطينية، ستحسم موقفها، وستتحمل وزر خطاياها المدمرة، وستعلن رسميا، وعلى الملأ، سحب الغطاء عن الصفوية الجديدة وكل أدواتها، وتجريدها من غطاء المقاومة والممانعة. لكن فقط؛ بعد أن تطويها الأحداث، وتبيت في طي السجلات من الكتب، مجرد قوى بلهاء، إنْ لم تُرمى بالعمالة والخيانة!!! لذا لن يكون عجيبا أن يكون هضم العرب أسهل من غيرهم عند الإيرانيين (1).
« الهضم»! هو ما ينتظر كل العالم الإسلامي من إيران، التي بات رموز النظام الدولي، خاصة الأمريكيين والروس، يتنافسون على التحالف معها. ومن سخرية الأقدار أنه في الوقت الذي غدا فيه الإيرانيون يفاضلون في التحالف بين الغرب والشرق، نجد من نخب المسلمين من يتحالف حتى مع الشياطين، في مصر والعراق وسوريا واليمن وليبيا، وربما غدا في تونس وغيرها، لقتل أنفسهم! يحدث هذا بينما « المربط الصفوي» يتجذر، ويتمدد كالسرطان في جسد الأمة، مفجرا الصراعات الدموية في عديد الدول القريبة والبعيدة، ومخلفا دمارا هائلا، وحائزا على كل الدعم والحماية الدولية.
وكالماضي وبأسوأ منه حالا؛ عادت « الإمامية» محملة بتراكمات التاريخ الفارسي المجوسي والعقدي والسياسي والأخلاقي المشين، لمن يزعم أنه يعتقد بحب « آل البيت» فلم يعد ثمة خلافات كبيرة بين فرق « الإمامية» كما كانت في التاريخ. وبات الشيعة وكل قوى الرفض أقرب إلى الالتئام، من أي وقت مضى، تحت سقف « ولاية الفقيه»!!! الغارقة بالتحالفات الغادرة مع النظام الدولي واليهودية العالمية، ماضيا وحاضرا، والمحملة بشتى أدوات القوة الأمنية والعسكرية والإعلامية، لتستحوذ، عبر نيابة « الإمام الغائب»، على مشروعية تمثيل قوى الرافضة في شتى أنحاء العالم. وتشرع ببث تحريفاتها وأساطيرها وخزعبلاتها وشعوذاتها ودجلها عبر عشرات القنوات الفضائية، ووسط تعظيم لا نكران فيه لكفر أو شرك، بقدر ما ينتهي بشهادة زور جماعية عاتية: « اللهم صل على محمد وآل محمد»! حتى لو كان التعظيم والثناء يتعلق بالتطاول نصا على الله عز وجل، أو طعنا بالرسول وبأمهات المؤمنين، أو سبا ولعنا للصحابة الكرام ودعوة للتبرؤ منهم، أو تكفيرا للمسلمين، أو تحريفا في الدين، أو إشاعة لإباحية وفواحش « المزدكية» و « المانوية» و « الحشاشين» و « القرامطة» ورداحي « البويهية» و « العبيديين»، أو ارتكابا لجرائم وحشية بحق الأبرياء، أو تهجيرا لعباد الله وتجويعا للأطفال، وحصارا للمدن، وتدميرا لها وللمساجد والقرى، وتهديدات بالغزو والتدخلات المسلحة، أو تداولا للسخافات وأساطير الجنون المستهدفة لدهماء الشيعة في الحسينيات وعلى منابر الفضائيات.
كالماضي يدفع الإسلام والمسلمون ثمن الحقد المجوسي، وعقدة النقص الحضارية لدى الفرس، حيث لا لغة تنتج أو توثق، ولا ثقافة، ولا بحر، ولا آثار، ولا خيرات، مما جعل فرس المجوس أقرب إلى التوحش من الاستئناس، وذووا قيم أقرب إلى قيم الهمج والرعاع من أية قيم أخرى، وهو الأمر الذي يفسر توحشهم ماضيا وحاضرا، حيث لا وجود لأية مرجعية أخلاقية أو رصيد معرفي إنساني، يهذب سلوكهم، ويوجه اختياراتهم العقدية والإنسانية والسياسية إلا الغزو والتوسع، والتبجح بميراث غير موجود أصلا. ولما تفتقد أمة إلى هذا الرصيد، فمن الطبيعي أن تلجأ إلى قيم الغدر والخيانة والحيلة والمكر والدهاء، وهو ما تجيده فارس فعلا، وما دأبت عليه قبل الإسلام وبعده، وما تعتبره من مفاخرها!
كالماضي أيضا تتوجه إيران المجوسية، وكالعادة، نحو الداخل الإسلامي، كما فعلت « الإمامية» وفرقها من قبل. ومع بيان صريح في الخطاب العقدي والسياسي الذي نجد مخرجاته في وقائع الهيمنة والتوسع في العالم الإسلامي، وفي تماثل تام بين ما يزعمه أنصار « ثورة ولاية الفقيه» من أن الله عز وجل « يريدها شيعية المنطلق .. إسلامية الصيغة .. عالمية الأهداف»، وما سبق وزعمه جدهم إسماعيل شاه الصفوي، حين وصف دولته بأنها « شيعية الإطار .. صوفية المذهب»! وغني عن البيان أن التاريخ يعيد نفسه، موضوعيا ومنهجيا، بذات المحتوى.
ما يجري هو توضيع لـ « مربط فارسي» على غرار « المربط اليهودي»، وليس فتنة طائفية. ولا شك أن شواهد التاريخ ومدوناته أولى بالتوصيف، وأبلغ بالبيان والفهم. فلم يكن الصراع مع « الإمامية» في بعثها الفارسي المستمر، ليمر عبر مصطلح « الفتنة بين طائفتين»! فهذا لم يثبت في كافة المصنفات التاريخية. ولم يسبق أن وصَّف المؤرخون المسلمون أمة الإسلام بأنها طائفة. كما أنهم لم يوصِّفوا قط الصراع مع دول وجماعات الرافضة كذلك.
أما فتنة « الخوارج» والصراع على السلطة، فتلك بنص القرآن الكريم (2) تتعلق بـ « طائفتين من المؤمنين» لا شأن لـ « الرافضة» بها إلا كأوزاغ الفتنة بين المؤمنين، كابن سبأ و « السبئية». بل أن الثابت تاريخيا، في التوصيفات الشائعة بحق « الإمامية» ودولها وجماعاتها، أن المؤرخين والعلماء استعملوا فيها مصطلحات كـ « الشعوبية، الحشوية، السفلة، الفِرَق، الرافضة، الزنادقة، المارقين، أهل البدع .. الباطنية ... » إلخ بخلاف توصيفات بعض نخب اليوم، المدعومة بترويج إعلامي دولي، ممن يتحدثون عن وقائع « فتنة» ذات محتوى « طائفي» بين « السنة» و « الشيعة»! وتبعا لذلك يجري توصيف الصراعات الدامية في سوريا واليمن والعراق على أنها صراعات طائفية، رغم أن بعض التوصيفات الغربية، وحتى « اليهودية»، تتحدث صراحة عن صراع سياسي بغلاف طائفي. ومن زاوية أخرى، فحتى « الرافضة» لا يقبلون التوصيف الطائفي. كونهم يعتبرون أنفسهم يمثلون « الإسلام الصحيح»! في حين أنهم طائفة لا تتجاوز 7% من إجمالي المسلمين المقدر عددهم في العالم بنحو 2 مليار إنسان.
منذ قرر النظام الدولي التخلي عن الشاه بدأ يعد العدة لبناء « المربط الصفوي»، بذات الخديعة التي بنت فيها بريطانيا « المربط اليهودي» في بيت المقدس، وفرنسا « المربط النصيري». فبعد توقف الحرب مع إيران ( 28/5/1988)، بدأت الموجة الهجومية الثانية على العالم الإسلامي، إثر موجة « سايكس - بيكو». وعن سبق إصرار، استقر الرأي الأمريكي على تدمير العراق، الذي ورطوه بغزو الكويت في 2/8/1991، وهو ما كشفته السفيرة الأمريكية المتجولة، إيلان غلاسبي، خلال جلسة استجواب لها أمام الكونغرس الأمريكي، أثناء الحرب، اتهمت فيه بالكذب وإخفاء المعلومات. فهي التي تم تعيينها، بعد انتهاء الحرب مع إيران، برتبة سفيرة متجولة فوق العادة. وهو ما يعني أن الولايات المتحدة في أقصى حالات الاستنفار السياسي والدبلوماسي. وتبعا لذلك شرعت غلاسبي في زيارة كافة الدول العربية بما فيها العراق. وهناك اشتكى العراقيون خلال الاجتماع الذي عقد قبل أسبوع من اجتياح الكويت (25/7/1990)، مما اعتبروه تعنتا كويتيا في رد « الحقوق» العراقية فيما يتعلق بإجمالي السياسة النفطية، وبتشغيل الكويت لحقل الرميلة النفطي طوال سنوات الحرب. فما كان من غلاسبي إلا أن اعتبرت الشكوى مشكلة ثنائية. وهو تقييم يعني في المحصلة ضوءً أخضرا للعراق بأن يحل مشكلته مع الكويت بالطريقة التي يراها مناسبة. وهو ما حصل وأدى إلى الوقوع في الفخ. لكن الأمريكيين أخضعوا العراق لحصار خانق لأكثر من عشر سنوات، وأظهروا إصرارا عنيدا على إسقاطه، وهو ما حصل في ربيع العام 2003، لينتهي الأمر بتسليمه إلى إيران.
لا ريب أن النظام الدولي نجح في فرض الهيمنة على العالم الإسلامي، لكنه يبقى عاجزا عن اختراقه من الداخل بذات القدر الذي يمكن أن تفعله فارس المجوسية. فالأمر بكل بساطة أن ملل الكفر الصريحة مكشوفة عقديا بخلاف قوى الرفض، المستوطنة فيه ديمغرافيا، والمجاورة ثقافيا وحضاريا له. وفي المحصلة؛ إذا كان الغرب قد نجح طويلا في الاستثمار بالطائفة « النصيرية»، فإنه، وفق كل المعايير، تبقى إيران « الرافضية» و « الصفوية»، كـ « النصيرية» و « اليهودية»، أنجع وأجدى في الاختراق من « علمانية» الشاه. وقد أثبتت المراهنة الدولية، وواقع الحال خلال الـ 35 سنة الماضية، أن « ولاية الفقيه» نجحت في أطروحاتها الأيديولوجية، ذات المحتوى العقدي، من حيث خسر الشاه.
وبقليل من المقارنة مع أطروحة « النصيرية» وما اضطلعت به من وظائف أمنية دولية، لا يبدو أن إيران بعيدة عنها، إنْ لم تكن في صلب الأطروحة عقديا ودستوريا وسياسيا. ففي حين كانت بريطانيا مشغولة بزراعة « اليهودية» في بيت المقدس، كانت فرنسا تؤهل « النصيرية» للاستيلاء على سوريا. ولم يكن لهذا التأهيل من هدف إلا احتواء كافة حركات التحرر والتمرد، الإسلامية والوطنية، التي كان من الطبيعي أن تظهر، ردا على تقسيم العالم الإسلامي، وهدم الخلافة، وإقامة الدولة اليهودية. بل أن سوريا « النصيرية» غدت مسؤولة أمنيا عن أية قوى تحررية محلية أو دولية، تتواجد في المنطقة أو تمر عبر سوريا. وهو الأمر الذي جعل من كافة هذه الحركات موضع رقابة دولية أمنية صارمة، بدت مخرجاتها في الفشل الذريع لكل هذه الحركات التي كانت مكشوفة الظهر للنظام الأمني الدولي، وبالاسم، منذ لحظة ولادتها. حدث هذا طوال عشرات العقود تحت مسميات أيديولوجية راديكالية من نوع « سوريا الأحرار» و « سوريا الثورة» و « سوريا الصمود والتصدي» وأخيرا « سوريا المقاومة والممانعة». فهل اختلف « غطاء الولي الفقيه» ومشايخه عن « الغطاء النصيري»؟
لم يختلف أبدا بقدر ما اتخذ من الإسلام غطاء له. وبالتأكيد لم يكن « غطاء الولي الفقيه» مفارقة بقدر ما عكس صعود القوى الإسلامية في المنطقة. بل أن عقيدة « الولي الفقيه» والمراجع الشيعية جرى ترجمتها في الدستور الإيراني الذي يتحدث بالنص في مقدماته عن « تصدير الثورة» و « نصرة المستضعفين» و « حكومة المستضعفين في الأرض» و « المحرومين» و « المضطهدين»، في مقابل « المستكبرين» (3). بل أن الأمر واقع في صلب « كافة حركات التحرر في العالم»! وبالتالي لم يكن من المصادفات أن « تستثمر» جمهورية « ولاية الفقيه» في التحالف مع القوى الراديكالية « في أية نقطة من العالم»، لاسيما الفلسطينية والعربية منها، ومع النشطاء والمثقفين والقوى السياسية والاجتماعية وأصحاب الأيديولوجيات المناهضة للنظم وأمثالهم. ولا ريب أن هذه التحالفات واقعة قطعا في سياق « الاحتواء والرقابة» التي مارستها « النصيرية» خلال الأربعين سنة الماضية قبل انطلاقة الثورة السورية.
في 10/9/2009، تناقلت المواقع الإلكترونية الإيرانية تصريحات عن رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية الجنرال حسن فيروز آبادي، خلال مراسم توديع وزير الدفاع الإيراني السابق وتقديم خليفته الجديد بحضور كبار القادة العسكريين، يتحدث فيه عن جزء من « اسثمارات» إيران في الأمن القومي الإيراني. مشيرا إلى أن: « دعم القضية الفلسطينية بالرغم من التكلفة السياسية والدعائية والمالية لا يشكل أمرًا عبثيًا ومكلفًا لنا ولم يفرض علينا؛ بل إنه يعد ضربًا من الاستثمار لتحقيق مصالح (امتيازات) إقليمية ودولية لنا». وأضاف قائلا: « إن دعمنا لحركات التحرر يدخل في صلب حماية الأمن القومي الإيراني ويزيد من قوتنا الإقليمية، وهو في سياق ما ننفقه للحفاظ على أمننا القومي واتساع رقعة قوتنا في المنطقة» (4).
والحقيقة أن « اسثمارات» إيران بلغت مدى أعمق وأوسع مما يصف البعض تحالفاته معها مجرد علاقة مصلحية، فرضتها ظروف قاهرة. ولو وُضعت هذه العلاقة في ميزان الشريعة لقياس مدى المصالح المتحققة والمفاسد المترتبة، وليس في قالب البراغماتية الضيقة، لتوجب التخلي عنها قطعيا. فلنتأمل ما قاله الكاتب « الإسرائيلي»، أمنون لورد، جيدا في مسألة « الاسثمارات» الإيرانية في العدو الذي لم يكن في يوم ما اليهود ولا «إسرائيل»،:
« بعد مرور هذه السنوات على قيام نظام آيات الله الإيراني يمكن فهم لماذا اتخذت إيران من معاداة إسرائيل واليهود منهاجا لها»، ويجيب بالقول: « حتى يوجه كل العداء العربي الإسلامي تجاه عدو واحد وهو إسرائيل واليهود». وهكذا تستثمر إيران في الأيديولوجيا على المستوى العربي برمته. لذا، وبحسب لورد، فإن « بعض اليهود الإيرانيين المقيمين في الولايات المتحدة» يعتبرون أن « الإيرانيين والإسرائيليين أصدقاء»، وتبعا لذلك يطرح الكاتب سؤالا لطالما اعتبر « من قبيل الهراء» بالنسبة لليهود، لكنه أثار التباسا وحتى استنكارا، قبل انطلاقة الثورة السورية سنة 2011، لدى الكثير من المسلمين وأنصار إيران و « حزب الله» عن وجود تحالفات بين إيران و « إسرائيل». أما السؤال فيقول: « لماذا تُشعل إيران الحروب ضد إسرائيل في الجبهة الشمالية داخل لبنان من خلال حزب الله، وفي الجنوب داخل غزة من خلال حماس؟»، وردا على ذلك يقول الكاتب: « إجابة هذا السؤال ذكرها الرئيس الأميركي باراك أوباما مفسرا ما تقوم به القيادة الإيرانية تجاه إسرائيل بأنها لـ أغراض داخلية» (5)!
مع وفرة الشواهد والوقائع والأدلة والبينات، بما فيها شهادات أبو الحسن بني صدر (6)، أول رئيس جمهورية في « ولاية الفقيه» فرّ منها، على هوية العدو لدى إيران، وكذا الدور الوظيفي الذي تلعبه.. ومع أن كل المقترحات التي قدمها الإيرانيون لتطبيع العلاقة مع الولايات المتحدة و « إسرائيل» تضمنت بنودا صريحة تتعلق بـ « مكافحة الإرهاب» أو احتواء حتى « حزب الله» وتحويله إلى يافطة سياسية .. ومع كل التوسع والجرائم التي تنفذها إيران عبر جيشها وحرسها الثوري، فضلا عن أدواتها وطابورها الخامس في العديد من الدول العربية .. ومع اعترافهم الصريح بأنهم تحولوا إلى إمبراطورية عاصمتها بغداد، وإعلانهم بأنهم « فقط» يستثمرون في الأمن القومي الإيراني ... ومع أنهم يهددون حتى بغزو بلاد الحرمين وتهديد مكة المكرمة (7)، كما فعل من قبلهم الأمريكيون (😎 ... مع كل هذا وذاك، لا زالت بعض النخب والدول تقدم الغطاء التام والشرعية لإيران، وتهيئ دولها ومجتمعاتها لاختراقات مدمرة!!! في حين أن النظام الدولي لم يعط إيران ما تشاء. فلم يحقق التدخل الروسي في سوريا (30/9/2015) من أهدافه، أهم من فرض معاهدات بغطاء من الرئيس السوري بشار الأسد، مكنتهم من الحصول على تواجد عسكري بلا أمد، ومحاصرة لـ « المربط الصفوي» في حدود وظيفية، بخلاف ما تأمل إيران.
وفي السياق كانت قراءات الكاتبين، آري هيزتين وفيرا ميتلين شابير، في مجلة « ذي ناشونال إنترست - 6/4/2016» (9)، الأميركية ملفتة للنظر فيما يتعلق بواقع ومستقبل العلاقة بين روسيا وإيران. ففي مقالتهما المشتركة لاحظ الكاتبان أن « هناك اختلافات في المصالح بين روسيا وإيران في العديد من القضايا المشتركة بين الطرفين». وأن « فكرة التحالف الروسي الإيراني مبنية على مصالح رئيسية مشتركة أبرزها الحد من هيمنة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط في فترة ما بعد الحرب الباردة». لكن بالنسبة لروسيا فإن « إيران هي مجرد أداة في هذا التكتيك». إذ « رغم الحملات العسكرية الروسية والإيرانية في سوريا والتي تجري بالنيابة عن نظام الأسد، فإن لدى البلدين أهدافا مختلفة. أما الاختلاف فيقع في مستوى حدود الطموح لدى الجانبين: « فروسيا مهتمة بمنع سقوط نظام الأسد، وبالحفاظ على دولة عميلة في المنطقة، وأما إيران فمهتمة بأن تبسط نفوذها الكامل على سوريا».
لكن إيران، في مستوى النظام الدولي، لا تقبل أن تكون أداة كما هي « إسرائيل». فلطالما عبرت بلغة دبلوماسية عن كون الصراع مع النظام الدولي هو صراع على النفوذ والموارد. وهذا الصراع كان يتمظهر دائما بكلمة «الأمن»، وبموجبها تصر إيران على أن أمن المنطقة من حق دولها. بمعنى أن إيران، ذات المشروع الفارسي، تريد أن تتقاسم الموارد والنفوذ مع النظام الدولي كما كان الحال قبل الإسلام. وتستعمل كلمة «الأمن» فقط للتلبيس على عامة الناس. هذا الخداع كشف النقاب عنه لأول مرة، وبأعمق ما تكون الصراحة، على لسان وزير الخارجية بالإنابة علي باقري كني خلال مؤتمر صحفي مشترك مع مستشار الأمن القومي العراقي، وبعد مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث تحطم طائرته في 19/5/2024، حيث قال: « خلافات أميركا مع إيران ترجع للحصة التي خصصوها لنا، نحن لم نقبل بذلك، ونسعى للحصول على حصتنا في المنطقة» (10).
هذا هو جوهر الصراع في المنطقة. أي أنه ليس صراعا عدائيا ولا وجوديا، ولا علاقة له بمقاومة ولا ممانعة، بقدر ما هو صراع سيطرة وهيمنة ونفوذ ونهب واستعباد لكل المنطقة. صراع لا يمكن أن يربح فيه المسلمون ولا بمقدار نقير. وبعد كل هذا يأتي أهل الأيديولوجيات والأوهام ليحشروا الأمة في ثنائيات شريرة لا عقل فيها ولا إيمان، من نوع:
* هل أنت مع « إسرائيل» أم مع حزب الله؟
* مع إيران أم مع أمريكا؟
* مع المقاومة أم مع الاحتلال؟
بطبيعة الحال، لا يقبل هؤلاء جوابا من نوع «مع الله»، لأن الله خارج حساباتهم وأهوائهم وأيديولوجياتهم. بل أن الحقيقة المجردة خارج عقولهم تماما. فلا يأبهون لعقيدة ولا لحقائق تاريخية ولا لحقائق منظورة، ولا يحسبون حسابا لأولى ولا لآخرة، ولا لبعث ولا نشور، ولا لأي منطق يمكن أن يردعهم، ولا ينظرون حتى لما يقوله ويفعله القوم بأنفسهم وأمام ناظرهم!!!وهؤلاء هم أنفسهم الذي تسببوا بفتنة العامة من الناس مستغلين نقمتها على قوى الجبر وأدواته، وتوقها للخلاص من الاستبداد والظلم. فتكون النتيجة مزيدا من التيه والضياع والضلال … وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
إنْ كان في العمر بقية .. فبالتأكيد سيكون، بعون الله، للحديث بقية ...
***********
الهوامش والحواشي
1) في أعقاب « مؤتمر العلاقات العربية التركية» الذي نظمه « منتدى المفكرين المسلمين» في الكويت ( 9 -11/1/2010)، كان ثمة لقاء خاص جمعني مع د. عبدالله النفيسي، بمعية بعض العلماء والمثقفين، وفي خضم الحديث عن إيران، قال بأنه سأل أحد المسؤولين الإيرانيين: لماذا تتطلعون إلى العالم العربي؟ فأجاب المسؤول الإيراني: لأن هضمكم أسهل!
(2) قال تعالى: ﴿ وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا ... ﴾، (الحجرات: 9).
(3) مثلا كما ورد في المادة 154 من الفصل العاشر، قسم السياسة الخارجية، إذ يقول: « تعتبر جمهورية إيران الإسلامية سعادة الإنسان في المجتمع البشري كله قضية مقدسة لها، وتعتبر الاستقلال والحرية وإقامة حكومة الحق والعدل حقًا لجميع الناس في أرجاء العالم كافة، وعليه فإن جمهورية إيران الإسلامية تقوم بدعم النضال المشروع للمستضعفين ضد المستكبرين في أية نقطة من العالم، وفي الوقت نفسه لا تتدخل في الشئون الداخلية للشعوب الأخرى».
(4) « طهران : دعمنا للقضية الفلسطينية ليس إلا لتحقيق مصالحنا»، 10/9/2009، موقع « مفكرة الإسلام»، على الشبكة: http://cutt.us/ZycA
(5) أمنون لورد « صحيفة إسرائيلية: توافق طهران وتل أبيب ضد سنة إيران»، مرجع سابق.
(6) ثمة شهادات نصية له شائعة. وثمة شهادة حديثة له على قناة « روسيا اليوم». وللمتابعة: « بني صدر والخميني: قصة الثورة و"خيانة الأمل"»، 17/5/2012، موقع قناة «RT» الروسية، على الشبكة: http://cutt.us/aNgdzK ، وعلى موقع « يوتيوب»: http://cutt.us/lKLQc
(7) في 15/2/2016 صرح السفير السوري في الأردن، اللواء بهجت سليمان، بأنه مستعد للقيام « بإنزال جوي ليلي من عشرة آلاف مغوار في العاصمة السعودية - الرياض، ردا على نية التدخل السعودي في سوريا». للمراجعة: « سفير بشار السابق بعمّان يهدد بإنزال جوي في السعودية»، 15/2/2016، موقع « كل الأردن»، على الشبكة: http://cutt.us/bZRhI. وفي 13/8/2013 هدد الوزير اللبناني السابق، فايز شكر، في مقابلة تلفزيونية على قناة «OTV» اللبنانية « بتدمير مكة المكرمة على رأس من فيها». لدى: « الشيعي اللبناني فايز شكر إذا هُـدد بشار سندمر مكة على رؤوس ساكنيها»، 13/8/2013، موقع « يوتيوب»، على الشبكة: http://cutt.us/hupyj
(😎 هذا ما كشفته « وكالة الأسوشيتدبرس» الأمريكية في 20/7/ 2005 عن النائب الجمهوري، توماس تانكريدو، من صريحات له في برنامج إذاعي بولاية فلوريدا الأمريكية حث فيها على تدمير مكة المكرمة بالسلاح النووي إذا تعرضت أمريكا لهجوم مماثل لهجمات سبتمبر 2001. للاطلاع: « عضو كونجرس يدعو إلى تدمير مكة»، 20/5/2005، موقع «middle-east-online»، على الشبكة: http://cutt.us/YO11Z. وفي 12/5/2012، كشف النقاب في الولايات المتحدة عن مادة تحريضية سافرة، أعدها الكولونيل ماثيو دولي، وتم بموجبها تأطير نحو 800 ضابط أمريكي من رتبة عقيد فما فوق لمدة عام كامل. وبحسب صحيفة « الاندبندنت» البريطانية، تتضمن المادة الني دُرست في كلية هيأة الأركان الأمريكية المشتركة، دعوة قيادات وزراة الدفاع (البنتاغون)، في المستقبل القريب، إلى الاستعداد لحرب شاملة على الإسلام، وأن الكولونيل دولي طالب في مادته بتدمير مكة والمدينة وطمس معالمهما على طريقة ناكازاكي وهيروشيما اليابانيتين خلال الحرب العالمية الثانية. مزيد من التفاصيل: « كولونيل أمريكي يدرس قواته "مادة" تحرضهم على تدمير مكة»، 12/5/2012، موقع صحيفة الوفد « المصرية»، على الشبكة: http://cutt.us/hudE
(9) « التحالف الروسي الإيراني ضعيف وتشوبه خلافات»، 6/4/2016، موقع « الجزيرة نت»، على الشبكة: http://cutt.us/fgcum
(10) أنظر موقع إيران https://www.iranintl.com/ar/202406134467
Forwarded from شؤون إسلامية
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
السلطات الألمانية تنوي ترحيل الإمام عباس الشيحي إلى تونس، تنفيذًا لقرار المحكمة العليا في بريمن.

الإمام التونسي الذي رفض بكل شموخ الانحناء أمام الضغوط أو التعاون مع السلطات الألمانية، يدفع اليوم ثمنًا غاليًا بسبب موقفه الصارم في نُصرة قضية فلسطين، خاصةً بعد العدوان الوحشي الأخير.

إن قرار ترحيل الإمام لم يكن مجرد خطوة قانونية عادية؛ بل هو فصل قاسٍ من مأساته الشخصية. فقد سبق أن حُرم من رؤية أطفاله، والآن يواجه خطر الإبعاد عنهم تمامًا، بعد أكثر من عشرين عامًا قضاها في ألمانيا، ما بين المسجد والمنبر، خادمًا للمسلمين.

عُرف عن الإمام الشيحي صوته القوي في مواجهة الظلم، وخطبه التي كانت ملاذًا للمظلومين، وصدىً لمقاومة المستضعفين.
فهل كان هذا هو السبب الحقيقي وراء محاولات ترحيله؟ هل كان دعمه لغزة وصوت الحق الذي صدح به من على منبره هو ما لم تتحمله السلطات الألمانية؟ أم تصديه لفتنة الطعن بالعلماء عجل بقرار ترحيله من البلاد؟
محمد الجمل

الوجه الأكثر قسوة للخيام.. سلب النازحين خصوصياتهم واختصار تفاصيل حياتهم في صندوق مُلتهب

مازالت حياة الخيمة بكل تفاصيلها القاسية والمؤلمة تفتك بالنازحين، وتزيد معاناتهم مع طول فترة النزوح، وتعذر العودة للبيت من جديد.
وكثيرا ما تناقلت وسائل الإعلام المختلفة، أوجه كثيرة لصعوبات الحياة في الخيمة، مثل معاناة البحث عن الماء، والوقود، ولهيب الشمس والأمطار القادمة، وغيرها من المتطلبات التي باتت معروفة، لكن ثمة وجه آخر للمعاناة داخل الخيمة، ربما يكون أكثر صعوبة، لم يتطرق إليه الكثيرون، تحاول "فلسطين بوست"، التعمق فيها في سياق التقرير التالي.
حياة في صندوق ملتهب
فالخيمة الصغيرة التي لا تزيد مساحتها في أحسن الأحوال على 18 متر مربع، تعتبر مكان للنوم، والطهي، والمبيت، ووضع الملابس، والاستحمام، ووضع الفراش والأغطية، والجلوس في النهار، وحتى استقبال الضيوف.
وهذه المتطلبات والاحتياجات الكثيرة يبدو من غير المنطقي القيام بها في هذه المساحة الضيقة، ولو حدث فقد يكون لفترة وجيزة، لكن أن تصبح هذه الخيمة مكان للإقامة الطويلة، فهذا أمر بات في غاية الصعوبة، وأثر بشكل كبير على النازحين.
ويقول المواطن حاتم عيسى، إنه كان يعيش في بيت كبير تزيد مساحته على 160 متر مربع، به مطبخ مُتسع، وحمامين، وغرفة للضيوف، وأخرى للجلوس، وثلاث غرف للنوم، وكانت حياتهم تسير وفق نظام معين، لكن فجأة وجدوا أنفسهم جميعاً في وضع استثنائي صعب، يعيشون جميعاً داخل خيمة لا تزيد مساحتها على 16 متر مربع، وكل ما كانوا يفعلونه في المنزل، يجب أن يعيشونه في الخيمة.
وأكد عيسى لـ"فلسطين بوست"، أن زوجته تضع ملابس أبنائها في كراتين في زاوية الخيمة، وبجانبها الأغطية والفراش، متراص بشكل عمودي، حتى توفر متسع للجلوس في ساعات النهار، وفي الليل تقوم بتغيير كل النظام، من أجل وضع الفراش المتلاصق، إذ ينام 8 من أفراد عائلتها بجانب بعضهم البعض متلاصقين، وحال استيقظ أحدهم للذهاب إلى الحمام ليلاً، من المؤكد أنه سيضطر للمشي من فوق أشقائه، وقد يدوس على طرف أحدهم بالخطأ، فيستيقظ الأخير فزعاً من الألم، وهذا المشهد يتكرر تقريباً في كل ليلة.
وبين أنهم يستعدون لاستقبال ضيوف سواء من الأقارب أو المعارف في نفس الخيمة، ويشعلون الموقد فيها لإعداد الطعام والشاي والقهوة، وتناول الطعام، وحتى جلي الأواني، وتنظيف الملابس يحدث في الخيمة.
وبين أن الأصعب في كل ذلك، أنهم يعيشون في صندوق مُلتهب، عديم التهوية، وهذا أدى إلى مشاكل صحية ونفسية قاسية لأبنائه، أقلها حرق الجلد، وتغير لون البشرة، عدا عن أعراض ضيق واكتئاب.
ولفت إلى أنه ورغم كل هذا الضيق وهذه المعاناة، إلا أنهم حتى في الخيمة القاسية يفتقدون الاستقرار، واضطروا للنزوح أكثر من مرة، ويبقون على الكثير من الأمتعة جاهزة ومحزمة للاستعداد للانتقال إلى المجهول، حال صدرت أوامر نزوح إسرائيلية جديدة.
واللافت أن الكثير من الخيام لا يمكن أن يُطلق عليها خيمة بالمفهوم الحقيقي، فهي مجرد أخشاب مكسوة بقطع من القماش البالي، أو النايلون، الذي لا يُشكل أي حماية أو سترة عن المحيط الخارجي.
سلب للخصوصية
بينما تتسبب الخيام في سلب خصوية أفراد العائلة، خاصة الفتيات والسيدات، اللواتي كن يعشن في غرف منفصلة، ويتمتعن بقدر عال من الخصوصية، بعيداً عن باقي أفراد العائلة
في حين قال المواطن بلال سلامة، إن أسوأ ما في الخيمة أنها تعدم الخصوصية لأفراد العائلة، ففي المنزل ثمة غرفة لكل فتاة، وغرفة أخرى للأبوين، وثالثة للأبناء الذكور، وهناك قدر من الخصوصية ممنوح لكل فرد، لكن في الخيمة لا يوجد أي نوع من الخصوصية.
وأكد أن الحمام المتوفر عام وصغير جداً، يخدم نحو 20 خيمة، وهذا يُجبر أفراد عائلته على الاستحمام داخل الخيمة، وكل شخص يريد الاستحمام من أفراد العائلة تحدث حالة الطوارئ، بحيث يتم تفريغ الخيمة بالكامل، ويجلس شخص على بابها كحراسة، خشية دخول فرد عن طريق الخطأ، وهذ أمر مرهق للعائلة، ويتسبب بإحراج الأفراد.
وأكدت أكثر من فتاة وسيدة عشن في الخيام، لـ"فلسطين بوست"، أنهم لا يحصلن على حريتهن في الجلوس أو النوم، ويضطررن في غالبية الأوقات لارتداء ثوب الصلاة، ويحرمن حتى من الاهتمام بأنفسهم، كتسريح شعر الرأس والاهتمام به، أو القيام بأمور أخرى.
وتقول المواطنة "أم يوسف"، أنها تضطر في معظم الأوقات لوضع فاصل داخل الخيمة، حتى تحصل وابنتيها على بعض الخصوصية، في ظل الحياة المزدحمة داخل الخيمة، وصعوبة الجلوس أو النوم بحرية.
وأكدت لـ"فلسطين بوست"، أن بناتها يعانين الضجر ومللن من حياة الخيمة، وكل يوم يسألنها عن موعد العودة لبيتهن في محافظة رفح، لكنها للأسف لا تمتلك إجابة، وتطلب منهن الصبر، وتدعو الله أن تنتهي المحنة الحالية في أسرع وقت.
في حين يقول المواطن وليد عبيد، إن الخيام في الكثير من المخيمات متلاصقة، لدرجة أن بين الجار وجارة قطعة قماش رقيقة جداً، وهذا أمر صعب، فلا يوجد خصوصية للحديث، فإذا ما همس شخص داخل خيمته سمعه جاره.
وأكد عبيد أن لكل عائلة خصوصياتها في الحديث، أو غيره، وأن تشعر أنك مراقب أو مسموع في كل ما تقوله او ما تفعله، فهذا أمر بالغ الصعوبة، لدرجة إذا ما رغب في التحدث إلى زوجته في أمر ما، أخذها وخروجا للتحدث بعيداً عن الخيمة، ويطلب من أبنائه دائما خفض صوتهم، وعدم الضحك بصوت عال، أو الصراخ كتعبير عن الغضب، ويشعر أن الأمر أصبح بمثابة قمع حرية، لكنه لا يجد بديلاً عن ذلك.
وبين عبيد لـ"فلسطين بوست"، أن الخيمة سيئة من الناحية النفسية، فقد أصبح حلمه وحلم أي نازح الاتكاء على جدار، أو النوم تحت سقف من الخرسانة، أو قضاء في حاجته في حمام مخصص للبشر، فأصعب شيء أن تعيش في بين أربع قماشات تحيط بك، لا تسترك، ولا تمنحك الخصوصية، ولا حتى تحميك من محيطك الخارجي، فلو وضع طعام يشتم الجيران رائحته، ولو وضع أحد الأشخاص القليل من العطر داخل الخيمة يشتمه كل الجيران، ولو أُلقي حجر وسقط على الخيمة، يمكن أن يصيب القاطنين فيها بأذى، أو يؤدي إلى تضرر الخيمة، وممكن هبة رياح قوية تقتلعها. 
وبالإضافة لكل ما سبق ثمة تفاصيل أخرى قاسية لحياة الخيمة، منها عدم التحكم في مستوى الإضاءة، ما يجبر أفراد العائلة على الاستيقاظ مبكراً، في حين أن البعض كانوا يفضلون النوم بضع ساعات من النهار، وسرعة فساد الأطعمة بسبب الحر الشديد، وشرب المياه الساخنة، عدا عن ضغط المكان، وما يشكله من تأزم نفسي كبير لسكان الخيمة.
2024/09/21 16:56:26
Back to Top
HTML Embed Code: