سئل الإمام تقي الدين أبو العباس ابن تيمية رحمه الله عن:
صلاة نصف شعبان؟
فأجاب:
٫٫ إذا صلى الإنسان ليلة النصف وحده، أو في جماعة خاصة كما كان يفعل طوائف من السلف: فهو أحسن .
وأما الاجتماع في المساجد على صلاةٍ مقدَّرة؛ كالاجتماع على مائة ركعة، بقراءة ألف (قل هو الله أحد) دائمًا؛ فهذا بدعة، لم يستحبها أحد من الأئمة، والله أعلم. ٬٬ اه
وقال أيضًا رحمه الله:
٫٫ وأما ليلة النصف فقد روي في فضلها أحاديث وآثار، ونقل عن طائفة من السلف أنهم كانوا يصلون فيها، فصلاة الرجل فيها وحده= قد تقدَّمه فيه سلف، وله فيه حجة، فلا يُنكر مثل هذا. ٬٬ اه
[مجموع الفتاوى(١٣١/٢٣ و ١٣٢)] .
...........
https://www.group-telegram.com/wacjA897.com
صلاة نصف شعبان؟
فأجاب:
٫٫ إذا صلى الإنسان ليلة النصف وحده، أو في جماعة خاصة كما كان يفعل طوائف من السلف: فهو أحسن .
وأما الاجتماع في المساجد على صلاةٍ مقدَّرة؛ كالاجتماع على مائة ركعة، بقراءة ألف (قل هو الله أحد) دائمًا؛ فهذا بدعة، لم يستحبها أحد من الأئمة، والله أعلم. ٬٬ اه
وقال أيضًا رحمه الله:
٫٫ وأما ليلة النصف فقد روي في فضلها أحاديث وآثار، ونقل عن طائفة من السلف أنهم كانوا يصلون فيها، فصلاة الرجل فيها وحده= قد تقدَّمه فيه سلف، وله فيه حجة، فلا يُنكر مثل هذا. ٬٬ اه
[مجموع الفتاوى(١٣١/٢٣ و ١٣٢)] .
...........
https://www.group-telegram.com/wacjA897.com
• يُستحسن تخليد لحظات الكرب وأوقات تنزُّل الحزن والخَطب في سطور نثرية أو شعرية -كما يحلو لصاحبها- مؤرَّخة، ذات معاني، وتأملات، ونفثات، يحتفظ بها، فإن لتلك اللحظات بعد انقشاعها ذكرى شجية، وحنينًا تتجدد بها مياه الحياة الراكدة، وتبعث فيك داعي الحمد والشكر عند شهود النعمة بمجاوزة تلك العقبات الصِّعاب، ومن جرَّب وجد ذلك عِيانًا، ولها منافع أخرى .
Forwarded from قناة أحمد عبد المنعم
عن الأزهري قال: قال لي عبد الله بن بشر القَطَّان: ما رأيت رجلًا أحسن انتزاعًا لما أراد من آي القرآن من أبي سهل القطّان.
فقلت: وما السبب؟
فقال: كان يديم صلاة الليل، وتلاوة القرآن، فلكثرة درسه صار كأن القرآن نصب عينيه، ينتزع منه ما شاء من غير عبء.
فقلت: وما السبب؟
فقال: كان يديم صلاة الليل، وتلاوة القرآن، فلكثرة درسه صار كأن القرآن نصب عينيه، ينتزع منه ما شاء من غير عبء.
||• مدوَّنة (مَحَاسِن) العلميَّة •||
(التواصل العلمي):
ثَم مقال بديع يصبّ في هذا المعنى لـ الأستاذ العلامة د. محمود الطناحي رحمه الله بعنوان:
(التراث العربي في المغرب، وقضية التواصل بين المشرق والمغرب) .
مُودَع في [مقالاته(٩٠/١ - ١١٧)] .
(التراث العربي في المغرب، وقضية التواصل بين المشرق والمغرب) .
مُودَع في [مقالاته(٩٠/١ - ١١٧)] .
||• مدوَّنة (مَحَاسِن) العلميَّة •||
نديم الشتاء:
YouTube
رشفات [46] الشاهي الأحمر والأخضر.. !!
رشفات [46] الشاهي الأحمر والأخضر.. !!
✨ سلسلة #رشفات
تطرح إجابات موجزة عن أسئلة في قضايا معرفية ولغوية.
تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي:
تويتر:
https://twitter.com/m_arabia
فيس بوك:
https://www.facebook.com/m.a.arabia.1433
انستقرام:
https://ww…
✨ سلسلة #رشفات
تطرح إجابات موجزة عن أسئلة في قضايا معرفية ولغوية.
تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي:
تويتر:
https://twitter.com/m_arabia
فيس بوك:
https://www.facebook.com/m.a.arabia.1433
انستقرام:
https://ww…
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
Forwarded from قناة أيهم عامر
وديع فلسطين: الأدب الغربي لا يعرف الألقاب التي تطلق على الأدباء والشعراء لتفخيم أسمائهم وتضخيم شخصياتهم لاعتقادهم بأن الأديب المتميز لا يحتاج إلى هالة من الألقاب يحيط بها اسمه للتأثير في القراء. ولكنهم يشتهرون أحيانا بعمل من أعمالهم، كأن يقال مثلا إن أينشتين هو صاحب نظرية النسبية أو أن ماري كوري هي مخترعة الراديوم، أو أن مرجريت ميتشل هي مؤلفة رواية "ذهب مع الريح" أو أن جان بول سارتر هو صاحب نظرية الوجودية، وهلم جرا، فالذي يخلد الأديب أو الشاعر أو الباحث هو عمله وليس بهرجة الألقاب تخلع عليه من قبيل المجاملة أو النفاق أو حتى النكاية، وقد قال الشاعر:
ألقاب مملكة في غير موضعها كالهرّ يحكي انتفاخا صولة الأسد
ألقاب مملكة في غير موضعها كالهرّ يحكي انتفاخا صولة الأسد
||• مدوَّنة (مَحَاسِن) العلميَّة •||
عودًا حميدًا بعد انقطاع طويل:
||
عـودًا حـميدًا لـنا يـا شـيخنا الـعَلَمُ
ومــن بـه مـن مـيادين الـعلا الأَمَـمُ
عــودًا إلـى مسجد المختار نقصده
لنسمع الدر صاغـت حسنَه الـكَـلِم
عـودًا لـكي نستقي من نهر علمكم
فـقـد ظـمـئنا وفــي أكـبـادنا سـقم
فـارقـتـمونا فـذقـنـا بـعـدكـم ألـمـًا
وحـيـن عـدتـم تـولى الـهـَمُّ والألـم
أهــلا وسـهلا؛ بـكم تـمت سـعادتنا
لـما أتى الغيث والأقوام قد حُرِموا
أتـيـت والـبـدر مـن شـعبان تـم لـنا
بــدران تـمـا لـنـا فـانزاحت الـظُّلَم
مـا كـان لـفظك إلا الـشَّهد نطعمه
أمـا الـمعاني فـفاقت مـا يـقول فمُ
جـمعت لـلعلم عـقلًا كـاملًا وهدى
يـزينه فـيك حـسن الـخلق والـكرم
مـا قـلت هـذا امتداحًا أو مـجاملة
كــلا؛ فـمـا قـلـته قـالـت بــه الأمـم
ونـحن لـلـه أشـهـاد فـقـد وجـبـت
لـك الـشهادة بـالخير الـذي عـلموا
فكم رأوا منك ما قد سر خاطرهم
وكـم بـمـرآك زادت عـنـدنا الـهمم
وكـم لـقينا الـذي لـم نـلق من أحد
مـن الـعلوم وكـم طابت لنا الحِكَم
يـا شـيخنا الـيوسف الـعليا مـكانته
ومــن هــو الـعالم الـنحرير والـعلَم
الـعـلم عــاد لـنـا إذ عـدت مـبتهجا
والـجـهل زال وزال الـعيّ والـصمم
فــزادك الله فــي الـداريـن مـنزلة
ودام يـؤويـك فــي أرجـائه الحرم!
[د./ ماجد الشيبة وفقه الله] .
عـودًا حـميدًا لـنا يـا شـيخنا الـعَلَمُ
ومــن بـه مـن مـيادين الـعلا الأَمَـمُ
عــودًا إلـى مسجد المختار نقصده
لنسمع الدر صاغـت حسنَه الـكَـلِم
عـودًا لـكي نستقي من نهر علمكم
فـقـد ظـمـئنا وفــي أكـبـادنا سـقم
فـارقـتـمونا فـذقـنـا بـعـدكـم ألـمـًا
وحـيـن عـدتـم تـولى الـهـَمُّ والألـم
أهــلا وسـهلا؛ بـكم تـمت سـعادتنا
لـما أتى الغيث والأقوام قد حُرِموا
أتـيـت والـبـدر مـن شـعبان تـم لـنا
بــدران تـمـا لـنـا فـانزاحت الـظُّلَم
مـا كـان لـفظك إلا الـشَّهد نطعمه
أمـا الـمعاني فـفاقت مـا يـقول فمُ
جـمعت لـلعلم عـقلًا كـاملًا وهدى
يـزينه فـيك حـسن الـخلق والـكرم
مـا قـلت هـذا امتداحًا أو مـجاملة
كــلا؛ فـمـا قـلـته قـالـت بــه الأمـم
ونـحن لـلـه أشـهـاد فـقـد وجـبـت
لـك الـشهادة بـالخير الـذي عـلموا
فكم رأوا منك ما قد سر خاطرهم
وكـم بـمـرآك زادت عـنـدنا الـهمم
وكـم لـقينا الـذي لـم نـلق من أحد
مـن الـعلوم وكـم طابت لنا الحِكَم
يـا شـيخنا الـيوسف الـعليا مـكانته
ومــن هــو الـعالم الـنحرير والـعلَم
الـعـلم عــاد لـنـا إذ عـدت مـبتهجا
والـجـهل زال وزال الـعيّ والـصمم
فــزادك الله فــي الـداريـن مـنزلة
ودام يـؤويـك فــي أرجـائه الحرم!
[د./ ماجد الشيبة وفقه الله] .
Forwarded from أيوب الجهني (أيوب الجهني)
"لا يحسن بالشاعر أن يفسِّر شعرَه؛ لأنَّه الصائح المحكي، وسواه الصَّدى، فعليه أن يقول، وعلى الناس أن يتأوَّلوا. والشاعر إنما يقول وهو في غمرات الشعور، حتى ينفصمَ عنه الوحي ببيت أو قطعة أو قصيدة، فربما قال ما يعجب الناس من مثله، وهو لا يدري كيف أُجري على لسانه، فلا غَرْو أن يغلبه العِيُّ إذا طُولب بتبيان شعره وفَسْرِه، ولذا كان المتنبي إذا سُئل عن شيء من شعره أحال على ابن جنِّي، وقال: ابن جنِّي أعلم بشعري منِّي.
ثم إنَّ الكلام كالإبل السائمة أيَّان يَعْدِل بها المرعى تنزِلْ، فإذا نطق الشاعر عن خواطر الناس رجع منه كلُّ سامعٍ بحاجةٍ غير حاجة صاحبه، وكلّهم يقول: إنما يعنيني! فلو أنَّ الشاعر فسَّر مرادَه لهم لقيَّد سائمةَ شعره بعد إطلاقها، وحبسَها بعد سَوْمِها، وبخَّل قصيدته بعد أن كانت كريمة لا تردُّ يد سائل".
ما سبق قُلت أكثره بلفظه في منامي البارحة 😅 وقد رأيت أنَّي في مسجد وفيه رجالٌ قيام قد صفُّوا كما يصفُّ المصلِّين وقد أنشد أحدهم بيتًا قال إنه لي، ثم ذكر أن شطرَيه ينقض بعضهما بعضًا، فطلب مني أن أجيب عن وجه ذلك، فكان هذا جُمَلَ ما قلتُه، فقيَّدت ما أذكره منه، وما نسيته تمَّمته بما أظنُّ أني لا أقول سواه.
ثم إنَّ الكلام كالإبل السائمة أيَّان يَعْدِل بها المرعى تنزِلْ، فإذا نطق الشاعر عن خواطر الناس رجع منه كلُّ سامعٍ بحاجةٍ غير حاجة صاحبه، وكلّهم يقول: إنما يعنيني! فلو أنَّ الشاعر فسَّر مرادَه لهم لقيَّد سائمةَ شعره بعد إطلاقها، وحبسَها بعد سَوْمِها، وبخَّل قصيدته بعد أن كانت كريمة لا تردُّ يد سائل".
ما سبق قُلت أكثره بلفظه في منامي البارحة 😅 وقد رأيت أنَّي في مسجد وفيه رجالٌ قيام قد صفُّوا كما يصفُّ المصلِّين وقد أنشد أحدهم بيتًا قال إنه لي، ثم ذكر أن شطرَيه ينقض بعضهما بعضًا، فطلب مني أن أجيب عن وجه ذلك، فكان هذا جُمَلَ ما قلتُه، فقيَّدت ما أذكره منه، وما نسيته تمَّمته بما أظنُّ أني لا أقول سواه.
||• مدوَّنة (مَحَاسِن) العلميَّة •||
قال الإمام أبو عبدالله محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله ورضي عنه: ٫٫ وبلغنا أنه كان يقال: إن الدعاء يستجاب في خمس ليال: في ليلة الجمعة، وليلة الأضحى، وليلة الفطر، وأول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان ٬٬ . ثم قال: ٫٫ وأنا أستحب كل ما حكيت في هذه الليالي…
• ومن الموافقات اللطيفة: اتفاق ليلة النصف -هذا الشهر- مع ليلة الجمعة .
الحافظ رشيد الدين أبو الحسن يحيى بن علي العطار القرشي المالكي (تـ/٦٦٢ه):
أَلَا أيها الــرَّاجي المثوبة والأجـرا
وتكفيرَ ذنبٍ سالف أنقض الظَّهـرا
عليـــك بإكـثار الصـــلاة مواظـــبًا
على أحمدَ الهادي شفيع الورا طُرَّا
وأفــضلُ خــلق الله من نسـل آدم
وأزكـــاهم فرعًا وأشرفُــهم فخــرا
فـــقد صـــحَّ: أن الله جـــلَّ جـلاله
يــصلي على من قالــها مرة عشــرا
فصـــــلِّ عليه كلما جنَّـــــت الدُّجــا
وأطــلَعتْ الأفلاكُ في أفْـــقِها فجرا .
أَلَا أيها الــرَّاجي المثوبة والأجـرا
وتكفيرَ ذنبٍ سالف أنقض الظَّهـرا
عليـــك بإكـثار الصـــلاة مواظـــبًا
على أحمدَ الهادي شفيع الورا طُرَّا
وأفــضلُ خــلق الله من نسـل آدم
وأزكـــاهم فرعًا وأشرفُــهم فخــرا
فـــقد صـــحَّ: أن الله جـــلَّ جـلاله
يــصلي على من قالــها مرة عشــرا
فصـــــلِّ عليه كلما جنَّـــــت الدُّجــا
وأطــلَعتْ الأفلاكُ في أفْـــقِها فجرا .
٫٫ قال ابن عطاء الله رحمه الله تعالى:
للدعاء: أركان، وأجنحة، وأسباب، وأوقات .
فإن وافق أركانه قوي، وإن وافق أجنحته طار في السماء، وإن وافق مواقيته فاز، وإن وافق أسبابه، أنجح .
فأركانه: حضور القلب، والرِّقة، والاستكانة، والخشوع، وتعلق القلب بالله تعالى، وقطعه عن الأسباب .
وأجنحته: الصدق .
ومواقيته: الأسحار .
وأسبابه: الصلاة على محمد ﷺ. ٬٬ اه
[بهجة المحافل، للعلامة يحيى بن أبي بكر العامري اليماني الشافعي(تـ/٨٩٣ه) رحمه الله، (صـ/٦٢٩)] .
للدعاء: أركان، وأجنحة، وأسباب، وأوقات .
فإن وافق أركانه قوي، وإن وافق أجنحته طار في السماء، وإن وافق مواقيته فاز، وإن وافق أسبابه، أنجح .
فأركانه: حضور القلب، والرِّقة، والاستكانة، والخشوع، وتعلق القلب بالله تعالى، وقطعه عن الأسباب .
وأجنحته: الصدق .
ومواقيته: الأسحار .
وأسبابه: الصلاة على محمد ﷺ. ٬٬ اه
[بهجة المحافل، للعلامة يحيى بن أبي بكر العامري اليماني الشافعي(تـ/٨٩٣ه) رحمه الله، (صـ/٦٢٩)] .
محروم والله من لم يتذوق قلبه حلاوة محبة النبي ﷺ، من لم يستشعر معنى كونه من أتباعه ﷺ، أرق الناس قلوبًا هم من صار بحبه متيَّمًا هائمًا، كم يشقى الإنسان ما دام بعيدًا عن سيرة المصطفى ﷺ، بعيدًا عن التأمل في حياته ومسيرته المباركة والعيش في ظلالها الوارفة، ماذا تنفعك قراءاتك المتنوعة في تراجم وأخبار عظماء الشرق والغرب، وأنت لم ترتشف بحق وصدق أخبار النبي الأعظم ﷺ ؟!
اجعل لنفسك وردًا في قراءة سيرته، وشمائله، ومعجزاته، ومنهاجه، وأحاديثه،..إلخ ، وإياك ثم إياك وأن تُصغي إلى تلك النصيحة الجائرة الفاسدة:
(اجعل للسيرة النبوية فضول الوقت)، فتلك جهالة وسفاهة، ثم اجعل لنفسك وردًا من الصلاة والسلام عليه لا تنقطع عنه ولا تفتر .
والله إن من تشبَّع وعَبّ من نَمير محبة النبي ﷺ سيعيش في جنةِ أنسٍ وفردوسِ إيمانٍ ودارِ ابتهاجٍ لا تقوم لها الدنيا أبدًا، تتقاصر الجمل وتتضاءل الحروف في وصف ذلك النعيم اللامتناهي، وحينها سيكون ذِكره ﷺ إذا مرّ بسمعك أو نظرك أو طاف بقلبك مختلفًا جدًّا عما كان من قبل، وستكون من بعد من أسمى أمانيك أن تُرزق مرافقته في جنة الخلد، وهنا يقف القول، وينحني البنان، فإن ما وراءه من المعاني أعظم مما أفضيتُ به وأعمق!
( لغة المحبة لا تُفصح عنها جيدًا الكلمات، فقد ضنَّ بها القلب، وجاد بها على العين! ) .
اجعل لنفسك وردًا في قراءة سيرته، وشمائله، ومعجزاته، ومنهاجه، وأحاديثه،..إلخ ، وإياك ثم إياك وأن تُصغي إلى تلك النصيحة الجائرة الفاسدة:
(اجعل للسيرة النبوية فضول الوقت)، فتلك جهالة وسفاهة، ثم اجعل لنفسك وردًا من الصلاة والسلام عليه لا تنقطع عنه ولا تفتر .
والله إن من تشبَّع وعَبّ من نَمير محبة النبي ﷺ سيعيش في جنةِ أنسٍ وفردوسِ إيمانٍ ودارِ ابتهاجٍ لا تقوم لها الدنيا أبدًا، تتقاصر الجمل وتتضاءل الحروف في وصف ذلك النعيم اللامتناهي، وحينها سيكون ذِكره ﷺ إذا مرّ بسمعك أو نظرك أو طاف بقلبك مختلفًا جدًّا عما كان من قبل، وستكون من بعد من أسمى أمانيك أن تُرزق مرافقته في جنة الخلد، وهنا يقف القول، وينحني البنان، فإن ما وراءه من المعاني أعظم مما أفضيتُ به وأعمق!
( لغة المحبة لا تُفصح عنها جيدًا الكلمات، فقد ضنَّ بها القلب، وجاد بها على العين! ) .
تغمَّده الله بواسع رحمته، وأسكنه جنة الخلد، بمَنِّه وكرمه:
Forwarded from قناة: محمد آل رميح. (📚)
.
بين الدكتور عادل سليمان والعلامة محمود شاكر
-الشيخ المربي والتلميذ الوفي-
.
بالأمس نفض الناس أيديهم من دفن علم من أعلام المسلمين، وعالم من علماء العربية، وأستاذ من أساتذة الأدب الكبار، ممن لقي الكبار، وتلمذ عليهم.
فهو تلميذ لكبار العلماء في عصره كالعلامة عبد السلام هارون والعلامة أبي الفضل إبراهيم والأستاذ السيد صقر والأستاذ حسن كامل الصيرفي والدكتور حسين نصار.
لقد عرف هذا الفتى الصعيدي طريق المخطوطات والنظر فيها، وتقليبها، وهو صغير لم يطر شاربه بعد، حين ذهب إلى دار الكتب المصرية وهو في دراسة الثانوية، ثم عرف طريق قاعة المخطوطات بالدار، ودخلها كما يصف حاله: "مُسْتَشْعِرا وَجَلًا، فأطللت برأسي أدير عيني في جنباتها، فوقعت في تجوالهما على وجه بشوش كأنه يدعوني إلى الدخول، فدخلت!
سألني عما أريد!
فأجبت بأنني طالب في السنة الأولى من دراستي الجامعية.. وأننى مُحِبّ للأدب عاشق وله وامق.. وسمعت أساتذتي يقولون: إن كثيرا من آثار أسلافنا مازال مخطوطا، فاشتقت أن أرى بعض هذه المخطوطات وأطالعها!
فابتسم الرجل في إشفاق! وكأنّ لسان حاله يقول: ما بال هذا الصبي ذي الستة عشر عاما والمخطوطات، ولكني توسمت في عينيه شيئا من الإعجاب يمازج الإشفاق!
أجلسني في مكان قريب من مكتبه ، وغاب لحظة ثم عاد وهو يحمل مخطوطا كما تحمل الأم رضيعها، ووضعه أمامي برفق، ثم قلب صفحاته بحذر وتؤدة، فكان هذا أول درس لي في التعامل مع المخطوط! أوحاه إلي ولم يلفظ به!
وتتابعت الدروس مع مرور الشهور حتى علمت.. من أنواع الورق وأصناف الأخبار وأشكال الخطوط وأزمنة ظهورها واستعمالها وتطورها، وما كتب بخط المؤلف، وما على النسخة من سماع أو قراءة، أو إجازة، أو تملك!
كان ذلك المخطوط هو الحماسة البصرية! وكان الرجل ذو الوجه البشوش هو الأستاذ فؤاد سيد رحمه الله وغفر له!".
وهذا هو الأستاذ الدكتور عادل بن سليمان بن جمال، أحد كبار طلاب شيخ شيوخنا العلامة محمود شاكر.
هذا العلامة الذي ظل الناس إذا ترجموا لمن بعده نسبوه له بوجه من النسبة!
فهذا طالب من طلاب محمود شاكر، وهذا من أخص أصحاب محمود شاكر، وذاك من خصوم شاكر! وهكذا صار العلامة -رحمة الله عليه- لسان الميزان! الذي يشار إلى الناس من خلاله، كأنه لم يكن في زمنه سواه!
وهذا الفاضل المحقق، عادل بن سليمان فقد كان من أخص طلاب العلامة محمود شاكر، وكان ملازمًا له عشرات السنين، لا يكاد يفارقه.
وقد ذكر الدكتور عادل في مقدمة الجمهرة قصة لقائه الأول بأستاذه شاكر فقال:
"قابلت الأستاذ شاكر -رحمه الله- أول مرة عام ١٩٥٨، وأنا بعد طالب في السنة الثالثة من دراستي الجامعية...
وعلى فارق ما بيننا من السن والعلم فقد وجد شيئا مني ينسرب في نفسه، وأنست أنا به كما أنس هو بالرافعي!
ولزمت داره كل يوم تقريبا منذ مطلع الشمس حتى منتصف الليل!
أقرأ مقالاته في الرسالة وسائر المجلات والصحف بعد أن أنتهى من عملي فى رسالة الماجستير، ومضت السنون وعرفت عن الأستاذ شاكر ما لم أكن أعرف، وكنت شابا طُلعة، وكان هو شيخًا طويل الصمت، قارّ النفس، يرمى بعينيه وراء الحجب!
ولكني كنت أحس أحيانا أن صدره يضيق بما يكتم! فقد كان يخيم علينا صمت ثقيل بعد أن نصلي المغرب ونجلس في شرفة منزله نحتسي الشاي، فإذا أنست أني مخرج منه بعض ما أريد، أبديت رأيا أو تعليقا على بعض ماجاء في المقالات من أحداث أو رجال سماهم، أو أشار إليهم ولم يسمهم، وتمضي الدقائق وكأنها ساعات!
وإني لأشعر خلال ذلك بهذا الصراع المخيف بين إلحاح ما ألف وصلابة الأغلاق التي يضربها على ضمير نفسه! وعناده الذي يأبى عليه الكلام عن نفسه! وبين إلحاح هذا الهم الجاثم على صدره يريد أن يجد له مسربا! فقد كان الأستاذ شاكر رحمه الله، قاسيا عنيفا، ولكنه كان رقيقا ألوفا أيضا!
وكان جلدا صبورا، ولكنه ربما تخشع واستكان للجزع، وكان مستوحشا أبدا، ولكنه ربما ألف وانقاد، وكان كالطود رسوخًا وشموخًا، ولكني كنت أنفذ إليه أحيانا - عندما أنس في نفسه هذا الصراع بين القوتين - فأجد الزلزلة في قلبه، والاضطراب في نفسه، والتهدج في صوته"!
وقد كان الدكتور عادل يريد جمع مقالات العلامة في حياته، وراوده في ذلك أشد المراودة، وذكر خبر ذلك في مواطن، ولكن الأجل كان أسبق، والموت كان أعجل، فمات العلامة قبل خروج جمهرة مقالاته، رحمة الله على الجميع.
وأنت فإنك إن قرأت للدكتور عادل فإنك ستجد العلامة محمود بن شاكر حاضرًا في كتاباته كأشد ما يكون حضور شيخ في كتابة تلميذ!
لا يخلي كتابًا أو مقدمة أو بحثًا عن ذكر طري عطر لأستاذه الكبير.
وهكذا تجد الشيخ يتراءى في قلم التلميذ، تجد أثره وحديثه وتأديبه ولومه وعنفه ورقته ولينه ولطفه، في سطور تلميذه البار!
=
بين الدكتور عادل سليمان والعلامة محمود شاكر
-الشيخ المربي والتلميذ الوفي-
.
بالأمس نفض الناس أيديهم من دفن علم من أعلام المسلمين، وعالم من علماء العربية، وأستاذ من أساتذة الأدب الكبار، ممن لقي الكبار، وتلمذ عليهم.
فهو تلميذ لكبار العلماء في عصره كالعلامة عبد السلام هارون والعلامة أبي الفضل إبراهيم والأستاذ السيد صقر والأستاذ حسن كامل الصيرفي والدكتور حسين نصار.
لقد عرف هذا الفتى الصعيدي طريق المخطوطات والنظر فيها، وتقليبها، وهو صغير لم يطر شاربه بعد، حين ذهب إلى دار الكتب المصرية وهو في دراسة الثانوية، ثم عرف طريق قاعة المخطوطات بالدار، ودخلها كما يصف حاله: "مُسْتَشْعِرا وَجَلًا، فأطللت برأسي أدير عيني في جنباتها، فوقعت في تجوالهما على وجه بشوش كأنه يدعوني إلى الدخول، فدخلت!
سألني عما أريد!
فأجبت بأنني طالب في السنة الأولى من دراستي الجامعية.. وأننى مُحِبّ للأدب عاشق وله وامق.. وسمعت أساتذتي يقولون: إن كثيرا من آثار أسلافنا مازال مخطوطا، فاشتقت أن أرى بعض هذه المخطوطات وأطالعها!
فابتسم الرجل في إشفاق! وكأنّ لسان حاله يقول: ما بال هذا الصبي ذي الستة عشر عاما والمخطوطات، ولكني توسمت في عينيه شيئا من الإعجاب يمازج الإشفاق!
أجلسني في مكان قريب من مكتبه ، وغاب لحظة ثم عاد وهو يحمل مخطوطا كما تحمل الأم رضيعها، ووضعه أمامي برفق، ثم قلب صفحاته بحذر وتؤدة، فكان هذا أول درس لي في التعامل مع المخطوط! أوحاه إلي ولم يلفظ به!
وتتابعت الدروس مع مرور الشهور حتى علمت.. من أنواع الورق وأصناف الأخبار وأشكال الخطوط وأزمنة ظهورها واستعمالها وتطورها، وما كتب بخط المؤلف، وما على النسخة من سماع أو قراءة، أو إجازة، أو تملك!
كان ذلك المخطوط هو الحماسة البصرية! وكان الرجل ذو الوجه البشوش هو الأستاذ فؤاد سيد رحمه الله وغفر له!".
وهذا هو الأستاذ الدكتور عادل بن سليمان بن جمال، أحد كبار طلاب شيخ شيوخنا العلامة محمود شاكر.
هذا العلامة الذي ظل الناس إذا ترجموا لمن بعده نسبوه له بوجه من النسبة!
فهذا طالب من طلاب محمود شاكر، وهذا من أخص أصحاب محمود شاكر، وذاك من خصوم شاكر! وهكذا صار العلامة -رحمة الله عليه- لسان الميزان! الذي يشار إلى الناس من خلاله، كأنه لم يكن في زمنه سواه!
وهذا الفاضل المحقق، عادل بن سليمان فقد كان من أخص طلاب العلامة محمود شاكر، وكان ملازمًا له عشرات السنين، لا يكاد يفارقه.
وقد ذكر الدكتور عادل في مقدمة الجمهرة قصة لقائه الأول بأستاذه شاكر فقال:
"قابلت الأستاذ شاكر -رحمه الله- أول مرة عام ١٩٥٨، وأنا بعد طالب في السنة الثالثة من دراستي الجامعية...
وعلى فارق ما بيننا من السن والعلم فقد وجد شيئا مني ينسرب في نفسه، وأنست أنا به كما أنس هو بالرافعي!
ولزمت داره كل يوم تقريبا منذ مطلع الشمس حتى منتصف الليل!
أقرأ مقالاته في الرسالة وسائر المجلات والصحف بعد أن أنتهى من عملي فى رسالة الماجستير، ومضت السنون وعرفت عن الأستاذ شاكر ما لم أكن أعرف، وكنت شابا طُلعة، وكان هو شيخًا طويل الصمت، قارّ النفس، يرمى بعينيه وراء الحجب!
ولكني كنت أحس أحيانا أن صدره يضيق بما يكتم! فقد كان يخيم علينا صمت ثقيل بعد أن نصلي المغرب ونجلس في شرفة منزله نحتسي الشاي، فإذا أنست أني مخرج منه بعض ما أريد، أبديت رأيا أو تعليقا على بعض ماجاء في المقالات من أحداث أو رجال سماهم، أو أشار إليهم ولم يسمهم، وتمضي الدقائق وكأنها ساعات!
وإني لأشعر خلال ذلك بهذا الصراع المخيف بين إلحاح ما ألف وصلابة الأغلاق التي يضربها على ضمير نفسه! وعناده الذي يأبى عليه الكلام عن نفسه! وبين إلحاح هذا الهم الجاثم على صدره يريد أن يجد له مسربا! فقد كان الأستاذ شاكر رحمه الله، قاسيا عنيفا، ولكنه كان رقيقا ألوفا أيضا!
وكان جلدا صبورا، ولكنه ربما تخشع واستكان للجزع، وكان مستوحشا أبدا، ولكنه ربما ألف وانقاد، وكان كالطود رسوخًا وشموخًا، ولكني كنت أنفذ إليه أحيانا - عندما أنس في نفسه هذا الصراع بين القوتين - فأجد الزلزلة في قلبه، والاضطراب في نفسه، والتهدج في صوته"!
وقد كان الدكتور عادل يريد جمع مقالات العلامة في حياته، وراوده في ذلك أشد المراودة، وذكر خبر ذلك في مواطن، ولكن الأجل كان أسبق، والموت كان أعجل، فمات العلامة قبل خروج جمهرة مقالاته، رحمة الله على الجميع.
وأنت فإنك إن قرأت للدكتور عادل فإنك ستجد العلامة محمود بن شاكر حاضرًا في كتاباته كأشد ما يكون حضور شيخ في كتابة تلميذ!
لا يخلي كتابًا أو مقدمة أو بحثًا عن ذكر طري عطر لأستاذه الكبير.
وهكذا تجد الشيخ يتراءى في قلم التلميذ، تجد أثره وحديثه وتأديبه ولومه وعنفه ورقته ولينه ولطفه، في سطور تلميذه البار!
=
Forwarded from قناة: محمد آل رميح. (📚)
=
فلما كتب عادل سليمان عن (ديوان حاتم) قال في مقدمته بعد كلام طويل عن علاقته بشعر حاتم ومخطوطاته، حتى أفضى به القول إلى أن كتب:
"أما بعد:
فإن للأستاذ العلامة محمود شاكر فضلا لا تحيط به کلمات شكر، لا على هذا الديوان فحسب، بل على سابق أعمالي كلها!
فقد تعهدني دائما برعايته وتشجيعه، وأفاض عليّ من علمه، وقدّم لي كل ما تطيقه أريحية عالم يؤمن أن زكاة العلم نشره، جزاه الله سابغ الخير، وأمتعه بالصحة والعافية وطول السلامة والبقاء".
وفي كتابه عن شعر العلامة محمود شاكر (اعصفي يا رياح)، في الصفحة الثامنة يقول:
"رحمك الله يا أبا فهر، فلم يقدرك الناس حق قدرك إلا بأخرة من حياتك.
ولعلك راض بعض الرضى بما تشمّر له تلامذتك ومحبوك ومن أدركوا أنهم فقدوا عالما لم ير مثله منذ عبد القادر البغدادي صاحب خزانة الأدب!
فانكبوا على ما تركت من آثار بالبحث والتنقير حتى يردوا بعض فضلك على أجيال مضت وأخرى آتية حتى آخر الزمان.
ورحم الله المتنبي الذي عشقته حين قال -وكأنه يقول ذلك فيك اعترافًا بفضلك عليه -:
فَلَقَدْ عُرِفْتَ وما عُرِفْتَ حقيقة
ولَقَدْ جَهِلْتَ وَمَا جُهِلْتَ خُمولا!"
وكتب الدكتور عادل في (الحماسة البصرية) يذكر شيخه إذا هاجت عاصفة غضبه العلمي، وثارت ثوائر غيرته الأدبية على أبنائه وطلابه فيقول:
"لما انتهيت من عملي في كتاب المنتخب عام ١٩٩٤ أزمعت نشر شعر الأعشى الكبير، فعندي مخطوطتان أولاهما من المكتبة المتوكلية بصنعاء بعنوان كتاب الموجود من شعر الأعشى، وثانيتهما من الهند بعنوان شعر الأعشى، وفيهما قصائد كثيرة جدا لم ترد في رواية ثعلب التي نشرها (جاير)، ولكن شيخي العلامة محمود محمد شاكر -رحمه الله وطيب ثراه- انتهرني وعنفني!
ورأى أنه من فساد الرأي وخطله أن أهمل الحماسة البصرية وأسقطها من حسابي، وكيف يستقيم ذلك وقد أضفت إليها ما أضفت خلال عشرين عاما، وتعاورني هو وأخي محمد الخانجي باللوم تارة وبالتشجيع تارة أخرى حتى قبلت…
ويخرج الكتاب أيضا في غيبة أبد الحياة الدنيا للرجل الذي حثني على إخراج الكتاب ، والذي لزمته ما يقرب من أربعين عاما".
وينقل الدكتور عادل عن العلامة محمود شاكر في (جمهرة مقالاته):
"رحمة الله عليك يا أبا فهر ، رحمة الله عليك! قلب الأمة الإسلامية المتوثب ، وعينها الساهرة، وحصنها الحصين!
فإن تكن قد ذهبت إلى ربك راضيا مَرْضِيًّا، ففي قلب هذه الأمة تعيش روحك الخالدة التي لا تفنى، وفي قلب هذه الأمة يُحفر قبرك الذي لا يُنسى!
رحمة الله على الدكتور عادل، كلما استفادنا منه، ورحمة الله عليه كلما ذكرناه، ورحمة الله عليه كلما أذكرنا مشايخ العلم والأدب.
ورحمة الله على شيخ شيوخنا العلامة محمود شاكر، وجمعنا الله به في جنات النعيم.
فلما كتب عادل سليمان عن (ديوان حاتم) قال في مقدمته بعد كلام طويل عن علاقته بشعر حاتم ومخطوطاته، حتى أفضى به القول إلى أن كتب:
"أما بعد:
فإن للأستاذ العلامة محمود شاكر فضلا لا تحيط به کلمات شكر، لا على هذا الديوان فحسب، بل على سابق أعمالي كلها!
فقد تعهدني دائما برعايته وتشجيعه، وأفاض عليّ من علمه، وقدّم لي كل ما تطيقه أريحية عالم يؤمن أن زكاة العلم نشره، جزاه الله سابغ الخير، وأمتعه بالصحة والعافية وطول السلامة والبقاء".
وفي كتابه عن شعر العلامة محمود شاكر (اعصفي يا رياح)، في الصفحة الثامنة يقول:
"رحمك الله يا أبا فهر، فلم يقدرك الناس حق قدرك إلا بأخرة من حياتك.
ولعلك راض بعض الرضى بما تشمّر له تلامذتك ومحبوك ومن أدركوا أنهم فقدوا عالما لم ير مثله منذ عبد القادر البغدادي صاحب خزانة الأدب!
فانكبوا على ما تركت من آثار بالبحث والتنقير حتى يردوا بعض فضلك على أجيال مضت وأخرى آتية حتى آخر الزمان.
ورحم الله المتنبي الذي عشقته حين قال -وكأنه يقول ذلك فيك اعترافًا بفضلك عليه -:
فَلَقَدْ عُرِفْتَ وما عُرِفْتَ حقيقة
ولَقَدْ جَهِلْتَ وَمَا جُهِلْتَ خُمولا!"
وكتب الدكتور عادل في (الحماسة البصرية) يذكر شيخه إذا هاجت عاصفة غضبه العلمي، وثارت ثوائر غيرته الأدبية على أبنائه وطلابه فيقول:
"لما انتهيت من عملي في كتاب المنتخب عام ١٩٩٤ أزمعت نشر شعر الأعشى الكبير، فعندي مخطوطتان أولاهما من المكتبة المتوكلية بصنعاء بعنوان كتاب الموجود من شعر الأعشى، وثانيتهما من الهند بعنوان شعر الأعشى، وفيهما قصائد كثيرة جدا لم ترد في رواية ثعلب التي نشرها (جاير)، ولكن شيخي العلامة محمود محمد شاكر -رحمه الله وطيب ثراه- انتهرني وعنفني!
ورأى أنه من فساد الرأي وخطله أن أهمل الحماسة البصرية وأسقطها من حسابي، وكيف يستقيم ذلك وقد أضفت إليها ما أضفت خلال عشرين عاما، وتعاورني هو وأخي محمد الخانجي باللوم تارة وبالتشجيع تارة أخرى حتى قبلت…
ويخرج الكتاب أيضا في غيبة أبد الحياة الدنيا للرجل الذي حثني على إخراج الكتاب ، والذي لزمته ما يقرب من أربعين عاما".
وينقل الدكتور عادل عن العلامة محمود شاكر في (جمهرة مقالاته):
"رحمة الله عليك يا أبا فهر ، رحمة الله عليك! قلب الأمة الإسلامية المتوثب ، وعينها الساهرة، وحصنها الحصين!
فإن تكن قد ذهبت إلى ربك راضيا مَرْضِيًّا، ففي قلب هذه الأمة تعيش روحك الخالدة التي لا تفنى، وفي قلب هذه الأمة يُحفر قبرك الذي لا يُنسى!
رحمة الله على الدكتور عادل، كلما استفادنا منه، ورحمة الله عليه كلما ذكرناه، ورحمة الله عليه كلما أذكرنا مشايخ العلم والأدب.
ورحمة الله على شيخ شيوخنا العلامة محمود شاكر، وجمعنا الله به في جنات النعيم.
• لا تخطئ عين الناظر وهو يقرأ مقالات أصحاب العلامة محمود شاكر رحمه الله متحدثين عن شيخهم البَرّ= معاني وقضايا لا تجدها في حديث غيرهم تجاه أشياخهم الذين تخرَّجوا بهم، وعاشوا في أكنافهم!
وإنك إذ تقرأ لهم لتجد روحك تهفو إليهم؛ إلى مجالسهم، إلى مباحثهم وقضاياهم، تجد نسبًا روحيًّا طرفه عندك ومنتهاه لدى أبي فهر رضي الله عنه!
وإنك إذ تقرأ لهم لتجد روحك تهفو إليهم؛ إلى مجالسهم، إلى مباحثهم وقضاياهم، تجد نسبًا روحيًّا طرفه عندك ومنتهاه لدى أبي فهر رضي الله عنه!