Telegram Group Search
اللهم قد طال في الدنيا حُزني، فأقِرَّ بالآخرة عيني...

أُتِيَ بامرأة فقُطعت يداها ورجلاها فما نبست -أي تكلَّمت- بكلمة، فَأُتِيَ بنار لتُكوى بها فلما رأت النار صرخت فقيل لها: قُطِعَت يداك ورجلاك فلم تكلَّمي، فلما رأيت النار صرختِ من قبل أن تُدنَى منكِ؟

قالت: ليس من ناركم صرخت، ولا على دنياكم أسفت، ذكرت بها النار الكبرى، فكان الذي رأيتم من ذلك.

قال: فَأُمِر بها فسُمِلت عيناها -يعني اقتلعوا عيناها بعد أن عذبوها-، فقالت: «اللهم قد طال في الدنيا حزني، فأقر بالآخرة عيني»، ثم خمدت -أي ماتت-.

(الصبر والثواب عليه لابن أبي الدنيا).
فكثيرا ما يكثر الثواب على قدر المشقة والتعب لا لأن التعب والمشقة مقصود من العمل ولكن لأن العمل مستلزم للمشقة والتعب، هذا في شرعنا الذي رفعت عنا فيه الآصار والأغلال ولم يُجعل علينا فيه حرج ولا أريد بنا فيه العسر.

وأما في شرع من قبلنا قد تكون المشقة مطلوبة منهم وكثير من العباد يرى جنس المشقة والألم والتعب مطلوبا مقرباً الى الله لما فيه من نفرة النفس عن اللذات والركون الى الدنيا وانقطاع القلب عن علاقة الجسد وهذا من جنس زهد الصابئة والهند وغيرهم.

ولهذا تجد هؤلاء مع من شابههم من الرهبان يعالجون الأعمال الشاقة الشديده المتعبة من أنواع العبادات والزهادات مع أنه لا فائدة فيها ولا ثمرة لها ولا منفعة الا أن يكون شيئا يسيرا لا يقاوم العذاب الأليم الذي يجدونه.

(ابن تيمية).
عن التابعي الجليل أويس القرني:

«قيام المؤمن بحق الله لم يُبقِ له صديقا، والله إنا لنأمر بالمعروف وننهى عن المنكر فيتخذونا أعداء، ويجدون على ذلك من الفساق أعواناً حتى لقد رموني بالعظائم، والله لا يمنعني ذلك من أقوم لله بحق».

(الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لعبد الغني المقدسي).
سُئِل أحمد بن حنبل عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كيف ينبغي أن يؤمر؟ قال: «يأمر بالرفق والخضوع، ثم قال: إن أسمعوه ما يكره لا يغضب فيكون يريد ينتصر لنفسه».

قيل لأبي عبد الله (أحمد بن حنبل): مثل زماننا هذا نرجو ألا يلزم رجلا القيام بالأمر والنهي إن خاف أن ينال منه، قال: يحتمل في الصلاة لا يراهم يحسنون؟ قال: يعلمهم، قلت: يشتم؟ قال: «يحتمل من يريد أن يأمر وينهي، لا يريد أن ينتصر بعد ذلك».

(الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للخلال).
عن عون بن عبد الله قال:

«اهتمام العبد بذنبه داع إلى تركه،

وندمه عليه مفتاح لتوبته،

ولا يزال العبد يغتم بالذنب يُصيبه حتى يكون أنفع له من بعض حسناته».

(تاريخ دمشق).
عن سعيد بن المسيب، قال:

«لا خير فيمن لا يطلب المال يقضي به دينه، ويصون به عرضه ويقضي به ذمامه، وإن مات تركه ميراثا لمن بعده».

(الحث على التجارة للخلال).
الحذر من كل ما يُقسي القلب حتى وإن كان مباحاً...

عن وهيب أن عبد الله بن عمر رضى الله عنه باع جملا فقيل: لو أمسكته فقال: لقد كان موافقاً (مطيعاً)، ولكنه أذهب شُعبةً من قلبي، فكرهت أن أشغل قلبي بشيء.

(رواه أحمد).
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال:

إنِّي لآمركم بالأمر وما أفعله ولكني أرجو فيه الأجر.

وإنَّ أبغض الناس إلي أن أظلمه الذي لا يستعين عليّ إلا بالله.

(الزهد لأبي داود).
أتى أم الدرداء رجل فقال: إنَّ بي داء من أعظم الداء، فهل عندك له دواء؟

قالت: وما ذاك؟ قال: إني أجد قسوة في القلب.

فقالت: أعظم الداء داؤك عُد المرضى، واتبع الجنائز، واطلع في القبور، لعل الله أن يُلين قلبك.

قال: ففعل الرجل، فكأنه أحس من نفسه رقة، فجاء إلى أم الدرداء يشكر لها.

(الزهد لأبي داود).
عن الهيثم بن عبيد الصيد، عن أبيه، قال: قلتُ لزيد بن أسلم:

الرجل يعمل بشيء مِن الخير، فيسمع الذاكر له، فيسرُّه، هل يُحْبِط ذلك شيئًا مِن عمله؟

قال: لا، ومَن ذا الذي يُحِبُّ أن يكون له لسان سوء؟! حتى إنَّ إبراهيم خليل الرحمن قال: ﴿واجعل لي لسان صدق في الآخرين﴾.

(مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا).
اسم أم مريم عليها السلام (امرأة عمران)...

• عن أبي هريرة {إذ قالت امرأت عمران} قال: حَنَّة وَلَدت مريم أم عيسى. (أخرجه الحاكم).

• عن عكرمة مولى ابن عباس: قال: اسم أم مريم حَنَّة. (أخرجه الطبري).

• عن محمد بن إسحاق: وكان اسمها فيما ذكر لنا: حَنَّة. (أخرجه الطبري).
هجر القُرْآن أنْواع:

أحدها: هجر سَماعه والإيمان بِهِ والإصغاء إلَيْهِ.

والثّانِي: هجر العَمَل بِهِ والوُقُوف عند حَلاله وحَرامه وإن قَرَأهُ وآمن بِهِ.

والثّالِث: هجر تحكيمه والتحاكم إلَيْهِ في أصُول الدّين وفروعه، واعتقاد أنه لا يُفِيد اليَقِين وأن أدلته لفظية لا تحصّل العلم.

والرّابِع: هجر تدبّره وتفهّمه ومَعْرِفَة ما أرادَ المُتَكَلّم بِهِ مِنهُ.

والخامِس: هجر الِاسْتِشْفاء والتداوي بِهِ في جَمِيع أمراض القلب وأدوائها فيطلب شِفاء دائه من غَيره، ويهجر التَّداوِي بِهِ.

وكل هَذا داخل في قَوْله {وَقالَ الرَّسُولُ يا رَبِّ إنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذا القُرْآنَ مَهْجُورًا} وإن كانَ بعض الهجر أهْون من بعض.

(ابن القيم).
عن العُتبِي، قال: إذا مرض العبدُ، ثم عُوفِي، فلم يَزدَد خيرًا؛ قالتِ الملائكةُ: هذا الذى داوَيْناه فلم ينفعه الدواء.

(أخرجه أبو الشيخ).
﴿وقال الرسول يا رب ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا﴾

قال قتادة: هذا قول نبيِّكم ﷺ، يشتكي قومَه إلى ربِّه.

(تفسير ابن أبي حاتم).
وقد حُكِيَ عن جماعة كثيرة ممن أدركه الأجل، وهو حريص على القرآن، أنه رُئِيَ بعد موته، وأخبر أنه في تكميل مطلوبه وأنه يتعلم في البرزخ؛ فإن العبد يموت على ما عاش عليه.

(ابن القيم).
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
لا يوجد ملحدين في الخنادق...

الروافض:
خطب أبو الدرداء رضي الله عنه على المنبر فقال:

إنِّي لخائف يوم ينادي مناد فيقول: يا عويمر. فأقول: لبيك رب لبيك. فيقول: أما عَلِمت؟ فأقول: نعم. فيُقال: كيف عَمِلت فيما عَلِمت؟

فتأتي كل آية في كتاب الله زاجرة وآمرة تسألني فريضتها، فتشهد علي الآمرة بأني لم أفعل، وتشهد علي الزاجرة بأني لم أنته أو أترك.

فأعوذ بالله من قلب لا يخشع، ومن عمل لا ينفع، ومن صوت لا يُسمع، وأعوذ بالله من دعاء لا يُجاب.

(الزهد لأبي داود).
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال:

من رُزق قلبًا شاكرًا، ولسانًا ذاكرًا، وزوجة مؤمنة، فنِعْم الخيرات له، لم يترك من الخيرات شيئا.

(الزهد لأبي داود).
عن الحسن البصري قال:

إذا أصاب الناسَ من قِبَلِ السلطان بلاءٌ؛ فإنما هي نِقْمَة، فلا تستقبلوا نِقْمة الله بالحَمِيَّةِ، ولكن استقبلوها بالاستغفار، وتَضَرَّعوا إلى الله. وقرأ هذه الآية: ﴿ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون﴾.

(أخرجه الطبري).
وهذه هي أنواع المصائب فإذا تيقَّن العبد أنها مكتوبة مقدرة، وأنَّ ما أصابه منها لم يكن ليُخطئه، وما أخطأه لم يكن ليُصيبه = هانت عليه، وخفَّ حملها، وأنزلها منزلة الحر والبرد.

(ابن القيم).
2024/10/07 01:21:53
Back to Top
HTML Embed Code: