Telegram Group Search
(هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا..):

خلق الله السماوات والأرض وهيأها للمخلوقات قبل خلقهم.. خلافا لنظرية النشوء والارتقاء التي تذكر أن الأحياء هم الذي تكيفوا مع الطبيعة.
وكذلك قوله تعالى: (أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون): فيه رد على الطبائعيين الذين يقولون: الخالق الطبيعة، ورد على نظرية النشوء والارتقاء.

(وقالوا أإذا كنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون خلقا جديدا):

استدلوا على إنكار البعث بتحول الإنسان إلى رفات وعظام، واستنتجوا من هذه الظاهرة الحسية استحالة البعث.
ويستفاد من ذلك: عجز المنهج الحسي عن تفسير ما يقع خارج نطاقه.

(إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سببا):

عالم الشهادة محكوم بقانون السببية، فهو يتغير بتغير الأسباب، ومن لا يملك الأسباب فلن يستطيع التغيير فيه.. ولذلك مكّن اللهُ تعالى لذي القرنين من الأسباب التي يتوصل بها إلى مراده:
١- قوة الملك أو السلطان.
٢- القوة المادية.
٣- وقوة العلم.

(الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر..):

هذه الآية تهدم مبدأ الليبرالية أو الحرية الفردية، وتقرر أنه يجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والمحافظة على الشعائر الظاهرة بإقامة الصلاة في المساجد..

(ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن..):

هذه الآية تهدم الفلسفة الوضعية، فالحق ليس ما تواضع عليه الناس، فهم قد يتواضعون على الباطل، فهذه أهواء، والحق يكون حقا لأنه في ذاته حق لا لأن الناس ارتضوه، والباطل في ذاته باطلٌ لا لأن الناس ردوه.

(قالوا ربنا غلبت علينا شِقوتنا وكنا قوما ضالين):

هذا إما احتجاج بالبيئة الاجتماعية، أو احتجاج بالطبيعة، أو القَدَر..
من عقيدة أهل السنة التي نص عليها حرب الكرماني في مسائله ونسبها إلى جميع علماء أهل السنة ومنهم الإمام أحمد بن حنبل:

(ويعرف للعرب حقها وفضلها وسابقتها ويحبهم لحديث رسول الله ﷺ: (حب العرب إيمانٌ وبغضهم نفاق)، ولا يقول بقول الشعوبية وأراذل الموالي الذين لا يحبون العرب، ولا يقرون لها بالفضل، فإن قولهم بدعة وخلاف).
(يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين):

حادثة الإفك كانت سببا لتحصين المجتمع المسلم من الشائعات، والتحصين تجاوز احترام المبادئ الأخلاقية إلى العقوبات العملية لمن يقذف مسلما.

(يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها..):

هذا توجيه عملي لمحاصرة سوء الظن وتجفيف بيئة الشائعات، فمن المعلوم أن أقوى أسبابها اختلاط الرجال بالنساء والخلوة بينهم ودخول البيت من غير استئذان، ولهذا جاءت الشريعة بمنع ذلك والتشديد في الاستئناس والسلام. والاستئناس: الاستئذان.

(وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم..):

في هذه الآية والتي تليها إرشاد إلى تجفيف البيئات التي يمكن أن تنشأ فيها جريمة الزنا، وهي مجتمع الأيامى من الرجال والنساء ممن تأخر زواجهم، والمهمشون من الرقيق والإماء، فوجهت الآيات إلى تزويجهم ومكافحة العنوسة في المجتمع.

(وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا):

تربية المشاعر واستقرار الموعظة في القلب ربما تحتاج تكرا النظر والملاحظة أو تكرار الفكر.

(لعلك باخع نفسك أن لا يكونوا مؤمنين):


من أكثر ما يؤلم الداعية إعراض الناس عن دعوته، والآية تنهى عن الحزن لهذا السبب [وبيّن تعالى في الآيات الثلاث بعدها أسباب النهي].
(وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم):

ورد في خمسة مواطن من كتاب الله التحذير من أن العلم قد يكون سببا في الضلال [والتفرّق]، وهذه المواطن جميعًا فيها تنبيه إلى أن العلم انحرف عند هؤلاء، فلم يعد سبيلًا للهداية، بل أصبح طريقًا للظهور والغلبة وتأييد الأهواء.
(خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج..):

في هذه الآية رد على فرضية أصل الأنواع لداروين أو (نظرية التطور).. حيث ذكر أنه خلق البشر ثم خلق الأنعام.. فالأنعام خلق مستقل عن خلق الإنسان، والدراسات الحديثة أثبتت أن المخلوقات ظهرت في وقت واحد، فلا يوجد ما يسمى بتطور بعضها عن بعض. [ودل على إبطال هذه النظرية أيضًا قوله تعالى: "ومن كل شيء خلقنا زوجين"].
(قال هل يسمعونكم إذ تدعون. أو ينفعونكم أو يضرون. قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون):

هذا دليل التجربة والخبرة على بطلان عبادة الأصنام.

(أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل):

هنا إشارة إلى دليل من أدلة إظهار الحق وهو شهادة أهل الاختصاص.

(قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة..):

دراسة السنن الاجتماعية وأحوال الأمم الأخرى من ضرورات التأهيل القيادي.

"وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في (أمها) رسولا..":

يبعثه في أم القرى حيث يجتمع الناس ليُعلم أمره وتَنتشر رسالته، ولا يبعثه في المناطق النائية والقرى البعيدة عن سبل الناس.
(وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن):

مقصد عظيم ينبغي مراعاته في علاقة الرجال بالنساء، فكل ما يكدِّر طهارة القلب من حركة أو مظهر أو كلام ينبغي تجنبه.

(وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين):

هذه طبقية اجتماعية أو اقتصادية، وهي باطلة، ولكنها مؤثرة في تفكير المشركين وسبب من أسباب معارضة الحق وردِّه.

(وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون):

المترفون هم من يتولى كبر معارضة دعوة الأنبياء، ثم يأتي بعدهم الأتباع.


(وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم):

سبب أكثر الخلافات بين الناس سوء التواصل بينهم، إما كلمة خاطئة قيلت، أو قول فُهِم على غير وجهه، أو سوء تعبير عن مقصد لعله حسن..
(إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى):

هذه الآية تبين أن للعادات الاجتماعية سطوة على المجتمع ربما دفعتهم لرد الحق، كما تبين أيضا أن من مصادر العادات الظن وأهواء النفوس، والأديان الباطلة جزء مما اعتاده الناس وتواضعوا عليه، إما لمصلحة عاجلة أو لظن أو توهم.

(وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها
):

النصارى دفعتهم عاطفة التدين إلى الزيادة عما أمرهم الله به، رغبة في رضوان الله، ولكنهم لم يستطيعوا الاستمرار بما ألزموا أنفسهم به، وصارت هذه الزيادة سببا في فساد عريض في المؤسسة الكنسية، ومصدر انحراف في الدين المسيحي.
موضوع سورة المزمل:

ماذا ينبغي للداعية أن يعمل في مواجهة المكذبين المعاندين؟

١- قيام الليل وتلاوة القرآن: (قم الليل إلا قليلا)، (إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا).

٢- الاجتهاد في الدعوة: (إن لك في النهار سبحا طويلا).

٣- الصبر: (واصبر على ما يقولون).

٤- عدم الرد عليهم والاستمرار في الدعوة: (واهجرهم هجرا جميلا).

أما من يكذب بالدعوة ويعاند الدعاة ويؤذيهم فالله هو من يقتص منه: (وذرني والمكذبين أولي النعمة ومهلهم قليلا. إن لدينا أنكالا وجحيما. وطعاما ذا غصة وعذابا أليما).
(وما لأحد عنده من نعمة تجزى..):

ليس لأحد منة أو يد على أبي بكر، بل هو المحسن دائما، وهو صاحب اليد العليا أبدا، وهذا لعمر الله لا يكاد يطيقه بشر، ولكنها نعمة اختص الله بها أبا بكر [فتمحضت صدقاته خالصة لوجه الله لا جزاءً لمِنَّة أحدٍ من الخلق].
وهذه آخر الفوائد من كتاب د. الصبيح
رحمه الله وغفر له وجعلها في ميزان حسناته.
وهذا كتابه لمن أراد مطالعته:
بفضل الله سيكونان موجودين في معرض الكتاب
دار طيبة الخضراء- جناح (G194)
زرت معرض الكتاب الماضي وهنا خواطر :)

١- كتب المبتدئين في العلوم الشرعية والعربية كثيرة (مشروحة وملونة وملخصة ومشجرة...) فلا عذر لأحدٍ في ترك طلب العلم والتفقه في الدين مهما كان مستواه التعليمي.

٢- الاستكثار من جمع الكتب النافعة مهمٌّ، ولكن إذا كنت ستغيّر خطتك العلمية كلما اقتنيت كتبًا جديدةً فخيرٌ لك أن توفّر مالك.

٣- أخالف بشار بن برد في قوله: (والمورد العذب كثير الزحام)، فقد رأيت الزحام على موارد مكدّرة.

٤- تذكرت تحذير علماء البيئة من صناعة الورق لكونها من أسباب التَّصَحُّر والتغير المناخي، ورجوت أن يقتصر في المستقبل على طباعة الكتب المهمة.

٥- لو استمر التأليف على هذا النمط فربما نشهد مؤلفين بعدد القرّاء.

٦- تنبّهتُ لوجه التعبير ب(تلهيهم) مع التجارة والبيع في قوله: (رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة..)، وأنه حتى الأمر النافع إذا شغل عن الصلاة فهو في نظر الشرع: لهو.

٧- اشتريت كتابا قديمًا وقبض البائع ثمنه ثم فسخ البيعَ بعد أن غمزه رجلٌ ليزيده في الثمن، فتعجبتُ من المشتري كيف طلبَ المصلحة بالمفسدة، يشبه من سرق كتابا ثم دعا الله أن ينفعه به!
رأيت قناةً للعالم الزاهد الشيخ الحسن السالم رحمه الله (https://www.group-telegram.com/Alaa05445) نُشِرت فيها بعض دروسه، وبهذه المناسبة أذكر بعض مآثر الشيخ وما رأيته وسمعته منه، وقد قيل: من وَرَّخ مؤمنا فكأنما أحياه (ذكره السخاوي في الإعلان بالتوبيخ).

١- كان الشيخ رحمه الله يكثر المكث في بيت الله الحرام، يتابع الصيام ولا يكاد يفطر إلا في الأيام التي يحرم صومُها، يتبلَّغ بالأكلة اليسيرة ويتضلَّع من ماء زمزم.

٢- له جلدٌ وهمة عظيمة في الجلوس للتدريس؛ كان يجلس للطلاب كل يوم من الفجر إلى الساعة ١٠ وربما ١٢ ليلًا.
ولا يكاد يوقف الشرح حتى يقف القارئ من تلقاء نفسه، إلا إذا حضر طالبٌ آخر ينتظر نوبته.

٣- كنت أتردد عليه في بيته في حي العتيبية بمكة فكان يجلس مجلسا واحدًا للتدريس من بعد صلاة الفجر لا يكل ولا يمل حتى إذا انتصف النهار أُتِي بإناء فجدد وضوءه وهو جالسٌ ثم يتحوّل إلى القبلة ويركع ركعتي الضحى، ثم يلتفت ويقول للقارئ: قل، ويكمل الدرس إلى قبيل أذان الظهر.

٤- له محفوظ واسع من شعر العرب.. ومن المتون العلمية نظمها ونثرها.. ومن الضوابط العلمية وشوارد الفوائد التي يأتي بها منظومةً.. يكاد يتكلم شعرًا!

٥- كنت أقرأ عليه مرةً فوردني اتصالٌ فنظرت في الهاتف فقال الشيخ: اكتب:
اعصِ النساءَ فتلك الطاعةُ الحسنهْ..
ولن يدوم فتًى أعطى النِّسَا رَسَنَهْ
يَعُقْنَه عن كثيرٍ من محامده..
ولو غدا طالبًا للمجد ألف سَنَهْ:)

٦- ذكر الشيخ رحمه الله مسألة صرفية تعارضت فيها قاعدتان، وذلك أن المضعف المتعدي يُضم عينُ مضارعه مثل: رده يرُدُّه، وواي الفاء يكسر عين مضارعه نحو: وقى يقِي، وقد اجتمع الموجبان في كلمات منها: (وَسّه) أي: كافأه، فهل تكسر أو ترفع؟ ذكر الشيخ أنها ترفع، وأنشد في ذلك بيتًا عن الشيخ عدود رحمه الله وهو قوله:
في (أقرب الموارد) الآتي يُضَمّْ ...
مِن (وَسَّ) جازى (وَكَّ) كفَّ (وصَّ) رَمّْ
وعَقِب هذا المجلس قال لي شيخنا د. عبد المحسن العسكر - وكان حاضرًا-: انظر همة الشيخ في العلم على كبر سِنِّه ما يزال يحفظ عمن يلقاه من العلماء، ويأخذ العلم عن أقرانه.

٧- يظهر أن الشيخ من بيت علمٍ فقد قال مرة: نهتني أمي أن أدرّس بدون ذكر الشواهد.
وقد كانت القراءة في مجتمع المسلمين إلى عهد قريب أمرًا ظاهرًا شائعًا، وكانت تتناول أصولًا من أصول العلوم العربية والإسلامية قبل الحملة اليهودية على تراث علوم العربية وتزهيد الناس فيها، وإغرائهم بمترجمات الجنس والقصص البوليسية.

د. محمد أبو موسى
زرت معرض الكتاب ورأيت آلاف الكتب تتجلى بأصناف الألوان لتُشترى بغالي الأثمان وبخسها..

ثم رأيت في زاويةٍ المصاحفَ تُوزع مجانًا للزائرين.

من نعمة الله تعالى أن مافيه حياة الإنسان كالماء والهواء يُبذل بأرخص الأثمان بل بلا ثمن.
قال تعالى: (ذلك الكتاب): اللام هنا لام الكمال، أي هو الكتاب الكامل الحقيق بأن يخص به اسم الكتاب، حتى كأنَّ غيرَه من الكتب لا يستحق هذا الاسم، كما تقول: هو الرجل أي الكامل في الرجولية.

تذكر هذا، ولا تنسينَّك الكتبُ الناقصةُ الكتاب الكامل!
سئل الإمام أحمد عن التوكل فقال: قطع الاستشراف إلى الخلق؛ أي لا يكون في قلبك أنَّ أحدًا يأتيك بشيء، فقيل له: فما الحجة في ذلك؟ فقال: قول الخليل لما قال له جبرائيل: هل لك من حاجة؟ فقال: "أما إليك فلا".
فهذا وما يشبهه مما يبين أن العبد في طلب ما ينفعه ودفع ما يضره لا يوجه قلبه إلا إلى الله؛ فلهذا قال المكروب: (لا إله إلا أنت)، ومثل هذا ما في الصحيحين عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب: "لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم".
ابن تيمية.

اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين في غزة، اللهم ارحمهم رحمة من عندك تغنيهم بها عن رحمة من سواك، اللهم أنزل بأسك على يهود، واقذف الرعب في قلوبهم، وأدر عليهم الدوائر.
توفي اليوم العالم اللغوي د. ف. عبد الرحيم عن ٩٠ عامًا، أمضى أكثر من شطرها في المدينة المنورة، وقضاها أستاذًا في الجامعة الإسلامية بدعوةٍ من الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، ثم أصبح مراجعًا في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.

يتقن ويقرأ عددًا من اللغات منها: العربية والإنجليزية والأردية والفارسية واليونانية والعبرية.. ولذلك كَتَب مؤلفاتٍ لا يقدر عليها غيرُه لاطلاعه الواسع على اللغات مع علمه العميق بالعربية، وهذه أهم مؤلفاته رحمه الله وغفر له وعوض الأمة خيرًا:
2024/11/15 04:59:59
Back to Top
HTML Embed Code: