Telegram Group & Telegram Channel
[عقيدة الولاء والبراء وعدم كراهية الكافر]

بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد:

فإن عقيدة البراء من الكفار (غير الحربيين) أصلٌ من أصول الإسلام، قال تعالى: ﴿‌لَا ‌تَجِدُ ‌قَوْمًا ‌يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ﴾ [المجادلة: 22].

وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا ‌الْيَهُودَ ‌وَالنَّصَارَى ‌أَوْلِيَاءَ﴾ [المائدة: 51] فنهى عن موالاتهم؛ لأنهم يهود ونصارى، فيدخل في هذا كل يهودي ونصراني، سواء كان معاهدًا أو غير معاهد.

وقال تعالى: ﴿قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ ‌إِذْ ‌قَالُوا ‌لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ﴾ [الممتحنة: 4] تبرَّأ من أمرين: من الشرك ومن أهله، ومعنى البراءة: الكره والعداء، قال: ﴿كَفَرْنَا بِكُمْ﴾ فجمع بين البراءة والكفر بهم، وهذا يتنافى مع الدعوة إلى عدم كره الكافرين.

ومن يدعُ إلى عدم كراهية الكافر فهو يدعو -من حيث يدري أو لا يدري- إلى نقض عقيدة البراء من الكفار التي دلَّ عليها القرآن بوضوح والسنة النبوية بجلاء، وتوارد علماء السنة قرنًا بعد قرن في بيانها ووجوب عداء الكفار وكرههم، وكلام أهل السنة في ذلك كثير للغاية، وأشهر من خالف في ذلك في هذه الأزمان حسن البنا وحزبه الإخوان.

ولا يتعارض هذا مع محبة الزوج الكافرة والقريب الكافر، فإنهم يُحبون من وجه ويبغضون من وجه، كما قرر هذا العلماء كابن حجر، وابن كثير، والشيخ سليمان بن عبدالله، والشيخ ابن عثيمين، والشيخ ابن باز، وغيرهم -رحمهم الله-، فالدواء الكريه يُحب من جهة نفعه ويُكره من جهة طعمه.

ولا يتنافى هذا مع قوله تعالى: ﴿‌لَا ‌يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ﴾ [الممتحنة: 8] وذلك أن الواجب الجمع بين الأدلة كلها، فيُبَر الكافر الذي يُرجى إسلامه أو له قرابة، مع كرهه وبغضه، فيُعمل بالأدلة كلها، كما بين ذلك العلامة ابن باز، والعلامة الفوزان، وقبلهم علماء السنة.

وليعلم أن لولي أمر المسلمين أن يراعي المصالح في التعامل مع هذه العقيدة ما ليس لعامة المسلمين، فضلًا عن أهل العلم والفضل.
فيا لله كم يُفتَن بمخالفة أهل العلم والفضل لهذا الأمر لظن الناس أن فعلهم هو الذي جاءت به الشريعة، والواجب إذا زلَّ أحد من أهل الفضل في هذا الباب أن يُبيَّن زلَلَهُ وخطأ فعله لئلا يغتر الناس به، وأن يُناصح بالتي هي أقوم للتي هي أحسن، وألا يُدافع عن باطله لأن هناك أناسًا من أهل البدع والضلالة كالحزبيين يتصيدون الأخطاء على أهل الفضل، بل يُجمَع بين بيان خطئه وعدم إسقاطه -بحسب نوع الخطأ الذي أخطأ فيه-، ويُقطع الطريق على أهل الباطل.

والأهم من هذا كله ألا يُبرر خطؤه، فما حجتك عند الله يوم أن تُبرر خطأ المخطئ فيُسوَّغ خطؤه ويروج بين الناس، فقدمت حفظ مقام رجلٍ على حفظ الشريعة ونقاوتها، ولو تعارض الأمران فحفظ مقام الشريعة أولى، مع أنه بالإمكان أن يجمع بين حفظ الشريعة ونقاوتها وأن يُصد الهجوم الباغي من الظالمين عن أهل الفضل إذا زلوا مع عدم الدفاع عن الباطل.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم/
د. عبد العزيز بن ريس الريس
19 / شوال / 1445هـ
[https://www.islamancient.com/ar/?p=35329]

═══ ¤❁✿❁¤ ═══

🔹 قناة الشيخ/ د. عبدالعزيز الريس
على التلجرام 👇
www.group-telegram.com/ye/AbdulazizAlRayes.com

📩 قناة الشيخ/ د. عبدالعزيز الريس
على الواتساب 👇
https://whatsapp.com/channel/0029VaXwa1u2f3ELey4IH93F



group-telegram.com/AbdulazizAlRayes/7403
Create:
Last Update:

[عقيدة الولاء والبراء وعدم كراهية الكافر]

بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد:

فإن عقيدة البراء من الكفار (غير الحربيين) أصلٌ من أصول الإسلام، قال تعالى: ﴿‌لَا ‌تَجِدُ ‌قَوْمًا ‌يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ﴾ [المجادلة: 22].

وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا ‌الْيَهُودَ ‌وَالنَّصَارَى ‌أَوْلِيَاءَ﴾ [المائدة: 51] فنهى عن موالاتهم؛ لأنهم يهود ونصارى، فيدخل في هذا كل يهودي ونصراني، سواء كان معاهدًا أو غير معاهد.

وقال تعالى: ﴿قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ ‌إِذْ ‌قَالُوا ‌لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ﴾ [الممتحنة: 4] تبرَّأ من أمرين: من الشرك ومن أهله، ومعنى البراءة: الكره والعداء، قال: ﴿كَفَرْنَا بِكُمْ﴾ فجمع بين البراءة والكفر بهم، وهذا يتنافى مع الدعوة إلى عدم كره الكافرين.

ومن يدعُ إلى عدم كراهية الكافر فهو يدعو -من حيث يدري أو لا يدري- إلى نقض عقيدة البراء من الكفار التي دلَّ عليها القرآن بوضوح والسنة النبوية بجلاء، وتوارد علماء السنة قرنًا بعد قرن في بيانها ووجوب عداء الكفار وكرههم، وكلام أهل السنة في ذلك كثير للغاية، وأشهر من خالف في ذلك في هذه الأزمان حسن البنا وحزبه الإخوان.

ولا يتعارض هذا مع محبة الزوج الكافرة والقريب الكافر، فإنهم يُحبون من وجه ويبغضون من وجه، كما قرر هذا العلماء كابن حجر، وابن كثير، والشيخ سليمان بن عبدالله، والشيخ ابن عثيمين، والشيخ ابن باز، وغيرهم -رحمهم الله-، فالدواء الكريه يُحب من جهة نفعه ويُكره من جهة طعمه.

ولا يتنافى هذا مع قوله تعالى: ﴿‌لَا ‌يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ﴾ [الممتحنة: 8] وذلك أن الواجب الجمع بين الأدلة كلها، فيُبَر الكافر الذي يُرجى إسلامه أو له قرابة، مع كرهه وبغضه، فيُعمل بالأدلة كلها، كما بين ذلك العلامة ابن باز، والعلامة الفوزان، وقبلهم علماء السنة.

وليعلم أن لولي أمر المسلمين أن يراعي المصالح في التعامل مع هذه العقيدة ما ليس لعامة المسلمين، فضلًا عن أهل العلم والفضل.
فيا لله كم يُفتَن بمخالفة أهل العلم والفضل لهذا الأمر لظن الناس أن فعلهم هو الذي جاءت به الشريعة، والواجب إذا زلَّ أحد من أهل الفضل في هذا الباب أن يُبيَّن زلَلَهُ وخطأ فعله لئلا يغتر الناس به، وأن يُناصح بالتي هي أقوم للتي هي أحسن، وألا يُدافع عن باطله لأن هناك أناسًا من أهل البدع والضلالة كالحزبيين يتصيدون الأخطاء على أهل الفضل، بل يُجمَع بين بيان خطئه وعدم إسقاطه -بحسب نوع الخطأ الذي أخطأ فيه-، ويُقطع الطريق على أهل الباطل.

والأهم من هذا كله ألا يُبرر خطؤه، فما حجتك عند الله يوم أن تُبرر خطأ المخطئ فيُسوَّغ خطؤه ويروج بين الناس، فقدمت حفظ مقام رجلٍ على حفظ الشريعة ونقاوتها، ولو تعارض الأمران فحفظ مقام الشريعة أولى، مع أنه بالإمكان أن يجمع بين حفظ الشريعة ونقاوتها وأن يُصد الهجوم الباغي من الظالمين عن أهل الفضل إذا زلوا مع عدم الدفاع عن الباطل.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم/
د. عبد العزيز بن ريس الريس
19 / شوال / 1445هـ
[https://www.islamancient.com/ar/?p=35329]

═══ ¤❁✿❁¤ ═══

🔹 قناة الشيخ/ د. عبدالعزيز الريس
على التلجرام 👇
www.group-telegram.com/ye/AbdulazizAlRayes.com

📩 قناة الشيخ/ د. عبدالعزيز الريس
على الواتساب 👇
https://whatsapp.com/channel/0029VaXwa1u2f3ELey4IH93F

BY فوائد د.عبدالعزيز بن ريس الريس




Share with your friend now:
group-telegram.com/AbdulazizAlRayes/7403

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

The SC urges the public to refer to the SC’s I nvestor Alert List before investing. The list contains details of unauthorised websites, investment products, companies and individuals. Members of the public who suspect that they have been approached by unauthorised firms or individuals offering schemes that promise unrealistic returns One thing that Telegram now offers to all users is the ability to “disappear” messages or set remote deletion deadlines. That enables users to have much more control over how long people can access what you’re sending them. Given that Russian law enforcement officials are reportedly (via Insider) stopping people in the street and demanding to read their text messages, this could be vital to protect individuals from reprisals. And indeed, volatility has been a hallmark of the market environment so far in 2022, with the S&P 500 still down more than 10% for the year-to-date after first sliding into a correction last month. The CBOE Volatility Index, or VIX, has held at a lofty level of more than 30. The regulator said it had received information that messages containing stock tips and other investment advice with respect to selected listed companies are being widely circulated through websites and social media platforms such as Telegram, Facebook, WhatsApp and Instagram. Some privacy experts say Telegram is not secure enough
from ye


Telegram فوائد د.عبدالعزيز بن ريس الريس
FROM American