Telegram Group & Telegram Channel
.
حين كنت فتى صغيرًا أحضر اللقاءات الدعوية وأجلس في مجالس العلم والوعظ، وألتحق بالدروس والمراكز الصيفية والمخيمات الدعوية؛ كان الشباب ممن يكبرنا سنًا يلقون فينا تلك المواعظ الإيمانية.
ولا تزال كلمات عايض القحطاني -ذلك الشاب الذكيّ الذي كان يدرس آنذاك أول ثانوي، وهو الآن مهندس كبير في شركة أرامكو- لا زالت كلماته تلجلج في ذهني، بنغمته المؤثرة، وهو يتحدث عن مأساة المسلمين في الأندلس، ويقص بعض خبر محاكم التفتيش التي نالت من إخواننا المسلمين في تلك البلاد منال بؤس!
لا زلت أذكره وهو يحيل على كتاب: (قادة الغرب يقولون: دمروا الإسلام، أبيدوا أهله)، وينقل عنه مقالات وأخبارًا.
وذهبتُ لأحصل على نسخة من الكتاب، ووجدت نسخة قديمة متفسخة الأوراق، لا أدري الآن من أين حصلت عليها، لكنني أدري بعد مرور ثلاثين عامًا على قراءتي لذلك الكتاب كم أبكتني كلماته، وأشجتني قصصه!
كان كتابًا من القطع الصغير، لمؤلفه (جلال عالم)!
ومكثت مدة طويلة أبحث عن هذا المؤلف الفاضل الذي أثرت فيّ كلماته، وهزتني أسطره، حتى علمت بعد أكثر من عشرين سنة أن هذا الاسم اسم قلمي للشيخ الأديب المؤرخ الدمشقي: عبد الودود بن يوسف الدمشقي، وأن هذا الشيخ من دعاة الشام وعلمائه، وبحثت عن سيرته وكتاباته، فوجدت أن له كتابات كثيرة في نصرة الإسلام والمسلمين، تنبض بالعزة، وتثير سواكن القلب، وتوقد حماسته الإيمانية.
رأيت من كتبه كتبًا ألفها لفتية الإسلام مثل: كتاب (حارثة) في عشرين جزءًا، و(حكايات عن القرآن)، في أكثر من عشرين جزءًا، وتفسير للقرآن سماه: تفسير المؤمنين، وألف كتابا جليلا سماه: (بناء الإسلام)، أكمل بعضه ولم ينتهِ منه.
وكان يعد أطروحة للدكتوراه عن (تاريخ حماة من خلال سجلات المحاكم الشرعية).
وكان لهذا العالم الكريم نشاط دعوي وعلمي عريض، مع غيرة إيمانية، وحماسة شاميّة، فاعتقله النظام العلماني النصيري بسوريّة في (أوائل 1980 بالتاريخ النصراني)، قبل مناقشة رسالته الدكتوراه.
وأُخفي منذ ذلك اليوم، فلا يُدرَى عنه خبر، ولم يثبت له حياة ولا موت، فلعله ممن رزق الشهادة في سجون العلمانية النصيرية، والله المستعان!


وقد انبهر المستشرق اليهودي البريطاني برنارد لويس، ودهش بأطروحة الشيخ عن (تاريخ حماة من خلال سجلات المحاكم الشرعية)، وأعجب بافتراع الشيخ لهذا المصدر في تدوين التاريخ وابتداعه هذه الطريق في توثيقه، وهذا المستشرق مهتم بتاريخ المسلمين المعاصر، ومن أكثر المستشرقين حنَقًا على الإسلام وأهله، وهو صاحب مشروع تقسيم بلاد المسلمين على العشائر، وله كتب مهمة في صياغة النظرة الغربية عن الإسلام والمسلمين، وهو ممن شحن كتبه وملأها بالفِرى على دين الله وحمَلَته، قاتله الله.



group-telegram.com/mohdromih_drs/1130
Create:
Last Update:

.
حين كنت فتى صغيرًا أحضر اللقاءات الدعوية وأجلس في مجالس العلم والوعظ، وألتحق بالدروس والمراكز الصيفية والمخيمات الدعوية؛ كان الشباب ممن يكبرنا سنًا يلقون فينا تلك المواعظ الإيمانية.
ولا تزال كلمات عايض القحطاني -ذلك الشاب الذكيّ الذي كان يدرس آنذاك أول ثانوي، وهو الآن مهندس كبير في شركة أرامكو- لا زالت كلماته تلجلج في ذهني، بنغمته المؤثرة، وهو يتحدث عن مأساة المسلمين في الأندلس، ويقص بعض خبر محاكم التفتيش التي نالت من إخواننا المسلمين في تلك البلاد منال بؤس!
لا زلت أذكره وهو يحيل على كتاب: (قادة الغرب يقولون: دمروا الإسلام، أبيدوا أهله)، وينقل عنه مقالات وأخبارًا.
وذهبتُ لأحصل على نسخة من الكتاب، ووجدت نسخة قديمة متفسخة الأوراق، لا أدري الآن من أين حصلت عليها، لكنني أدري بعد مرور ثلاثين عامًا على قراءتي لذلك الكتاب كم أبكتني كلماته، وأشجتني قصصه!
كان كتابًا من القطع الصغير، لمؤلفه (جلال عالم)!
ومكثت مدة طويلة أبحث عن هذا المؤلف الفاضل الذي أثرت فيّ كلماته، وهزتني أسطره، حتى علمت بعد أكثر من عشرين سنة أن هذا الاسم اسم قلمي للشيخ الأديب المؤرخ الدمشقي: عبد الودود بن يوسف الدمشقي، وأن هذا الشيخ من دعاة الشام وعلمائه، وبحثت عن سيرته وكتاباته، فوجدت أن له كتابات كثيرة في نصرة الإسلام والمسلمين، تنبض بالعزة، وتثير سواكن القلب، وتوقد حماسته الإيمانية.
رأيت من كتبه كتبًا ألفها لفتية الإسلام مثل: كتاب (حارثة) في عشرين جزءًا، و(حكايات عن القرآن)، في أكثر من عشرين جزءًا، وتفسير للقرآن سماه: تفسير المؤمنين، وألف كتابا جليلا سماه: (بناء الإسلام)، أكمل بعضه ولم ينتهِ منه.
وكان يعد أطروحة للدكتوراه عن (تاريخ حماة من خلال سجلات المحاكم الشرعية).
وكان لهذا العالم الكريم نشاط دعوي وعلمي عريض، مع غيرة إيمانية، وحماسة شاميّة، فاعتقله النظام العلماني النصيري بسوريّة في (أوائل 1980 بالتاريخ النصراني)، قبل مناقشة رسالته الدكتوراه.
وأُخفي منذ ذلك اليوم، فلا يُدرَى عنه خبر، ولم يثبت له حياة ولا موت، فلعله ممن رزق الشهادة في سجون العلمانية النصيرية، والله المستعان!


وقد انبهر المستشرق اليهودي البريطاني برنارد لويس، ودهش بأطروحة الشيخ عن (تاريخ حماة من خلال سجلات المحاكم الشرعية)، وأعجب بافتراع الشيخ لهذا المصدر في تدوين التاريخ وابتداعه هذه الطريق في توثيقه، وهذا المستشرق مهتم بتاريخ المسلمين المعاصر، ومن أكثر المستشرقين حنَقًا على الإسلام وأهله، وهو صاحب مشروع تقسيم بلاد المسلمين على العشائر، وله كتب مهمة في صياغة النظرة الغربية عن الإسلام والمسلمين، وهو ممن شحن كتبه وملأها بالفِرى على دين الله وحمَلَته، قاتله الله.

BY قناة: محمد آل رميح.


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/mohdromih_drs/1130

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

Elsewhere, version 8.6 of Telegram integrates the in-app camera option into the gallery, while a new navigation bar gives quick access to photos, files, location sharing, and more. Telegram has become more interventionist over time, and has steadily increased its efforts to shut down these accounts. But this has also meant that the company has also engaged with lawmakers more generally, although it maintains that it doesn’t do so willingly. For instance, in September 2021, Telegram reportedly blocked a chat bot in support of (Putin critic) Alexei Navalny during Russia’s most recent parliamentary elections. Pavel Durov was quoted at the time saying that the company was obliged to follow a “legitimate” law of the land. He added that as Apple and Google both follow the law, to violate it would give both platforms a reason to boot the messenger from its stores. DFR Lab sent the image through Microsoft Azure's Face Verification program and found that it was "highly unlikely" that the person in the second photo was the same as the first woman. The fact-checker Logically AI also found the claim to be false. The woman, Olena Kurilo, was also captured in a video after the airstrike and shown to have the injuries. Messages are not fully encrypted by default. That means the company could, in theory, access the content of the messages, or be forced to hand over the data at the request of a government. Just days after Russia invaded Ukraine, Durov wrote that Telegram was "increasingly becoming a source of unverified information," and he worried about the app being used to "incite ethnic hatred."
from ye


Telegram قناة: محمد آل رميح.
FROM American