Telegram Group Search
إذا غلبت العاطفةُ العقلَ، ظهرت الشطحات وابتعدت الآراء عن الحق، وتخلّف الصواب، وصار بعض الباطل حقا.
‏تعلم من أستاذك طريقة التعلم والفهم واستنباط الأحكام والموازنة بين الآراء ونقدها .. ثم انفرد بأسلوبك وطريقتك ونظرك وتأملك، وإياك والغرق في شخصيته وأن تكون فقط صدى لصوته ومرددا لكلامه ..
‏نموذج لمن يعمل ويغفل أمر الزمن ..

‏بعد موت الفيلسوف هوسرل، وجدوا في مكتبته أنه قد كتب على الآلة الكاتبة مايزيد عن 30 ألف صفحة !!
هاتفني البارحة الناشر لكتابي "الشذرات" يخبرني بأن الأديب الكبير محمد بن سعود الحمد " صاحب معجم كتب السير الذاتية" اقتنى كتابي من معرض المدينة، وقرأه في طريق عودته لبلدته..
وأنه وقع منه موقعا حسنا ، ولم يفلته حتى انتهى منه ، وأنه عزم على تكرار بعض الفِقَر منه ولذلك جعله بجانب وسادته .

الحمد لله على فضله ، وهي شهادة أعتز بها من أديب كبير .
أن نشعر أن أحدَهم يستضيء بنورِ شموعِنا فهذا يبعثُ على تماسكِنا وصمودِنا واقفين،
‏وقد أنشد الجلالُ الرومي: " لا تنطفئ؛ ربّما كنتَ لأحدِهم سراجًا وأنت لا تشعر".

سليمان الناصر
إشاعة إحسان الظن، والتماس العذر ، والتغاضي عن الهفوة، وستر الزلة .. طريق لجمع القلوب وكسب الناس ..
كل يوم تترك فيه القراءة والمراجعة والاستماع ومدارسة المسائل، تبتعد مسافة واضحة عن اتصالك العلمي ..
ومع مرور الأيام تكون الهوة قد تعمّقت، والتجاذب ضعف وارتخى، والعودة تتمنع وتتأبى، والصوارف في أوج قوتها وشراسة فاعليتها ..
لا تعود عينك النظر في المشهد التافه والكلمة السقيمة والاختيار الباهت ..
الاعتياد هو استلاب روحي وعقلي وأخلاقي ..
يعجبني ذلك الشاب الذي لم يشغله الزمن والظروف وتصاريف الأحوال .. فهو ساع في بناء نفسه معرفيا، يقرأ ويكتب ويحرر ويفتش ويناقش ..
يصبر على مصاعب علمية تواجهه لضعف خبرته، لكنه يتفاجأ بين فترة وأخرى بتطوّر متسارع في قدراته وفهمه وإدراكه ..
حينها يتبين له حقيقة قول ابن القيم : "كثرة المزاولات تعطي الملكات، فتبقى للنفس هيئة راسخة وملكة ثابتة ".
إنصاف ابن تيمية لابن حزم ..

أبو محمد ‌بن ‌حزم " في مسائل الإيمان والقدر أقوم من غيره وأعلم بالحديث وأكثر تعظيما له ولأهله من غيره لكن قد خالط من أقوال الفلاسفة والمعتزلة في مسائل الصفات ما صرفه عن موافقة أهل الحديث في معاني مذهبهم في ذلك فوافق هؤلاء في اللفظ وهؤلاء في المعنى. وبمثل هذا صار يذمه من يذمه من الفقهاء والمتكلمين وعلماء الحديث باتباعه لظاهر لا باطن له كما نفى المعاني في الأمر والنهي والاشتقاق وكما نفى خرق العادات ونحوه من عبادات القلوب. مضموما إلى ما في كلامه من الوقيعة في الأكابر والإسراف في نفي المعاني ودعوى متابعة الظواهر. وإن كان له من الإيمان والدين والعلوم الواسعة الكثيرة ما لا يدفعه إلا مكابر؛ ويوجد في كتبه من كثرة الاطلاع على الأقوال والمعرفة بالأحوال والتعظيم لدعائم الإسلام ولجانب الرسالة ما لا يجتمع مثله لغيره. فالمسألة التي يكون فيها حديث يكون جانبه فيها ظاهر الترجيح. وله من التمييز بين الصحيح والضعيف والمعرفة بأقوال السلف ما لا يكاد يقع مثله لغيره من الفقهاء. وتعظيم أئمة الأمة وعوامها للسنة والحديث وأهله في الأصول والفروع من الأقوال والأعمال: أكثر من أن يذكر هنا
مجموع الفتاوى ج4 / 19 ، 20
تأمّلتُ سببَ الفضائل، فإذا هو علوّ الهمة!

‏ابن الجوزي
فتح كتابا، واستمع لدرس، وشاهد مقطعا ..
وردت عليه اليوم جملة من المعلومات والفهومات ..
هل انتهى الأمر ؟ لا .
اقتنص من تلك الواردات أهمها، وأقربها لاهتمامه، فدوّن منها جملة، ورجع إلى نظيرها في المدونات الأخرى ..
قرأ ساعة أو أكثر في شأن ما دوّنه.

ما سبق .. ملخص لمن عرف كيف يدير وقته ويبني معرفته ويطور فهمه ..
مثل هذا في سنتين أو ثلاث يعادل بل يزيد على من يمضي عشرين وثلاثين سنة بلا ترتيب ولا مراجعة.
فقط يجمع وينسى! .

روى الإمام مسلم في صحيحه: "لما نزلت ﴿مَن يَعمَل سوءًا يُجزَ بِهِ﴾ [النساء: ١٢٣] بلغتْ من المسلمين مبلغًا شديدًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قاربوا وسددوا؛ ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة، حتى النكبة ينكبها، أو الشوكة يشاكها».

بشرى لكلِّ مؤمن أصيب بهمٍّ أو غمٍّ أو مرضٍ أو فقدٍ .. قال بعض شراح الحديث: حتى العثرة بالقدم يكفِّر الله بها الخطايا.
اللهم أوزعنا شكر نعمة إرسال نبينا محمد ﷺ .
أنا مِن عُشَّاق معرفة طريقة التفكير، ولذلك أعتقد أن العلمَ قيمتُه الأساسيةُ في رفع مستوى الفكر الإنساني.

أ.د. محمد أبو موسى
إذا خصصتَ "نصف ساعة" لقراءة كتاب جديد أو تدارس مسائل جديدة عليك ..
فخصص لزاما "ساعة كاملة" لمراجعة كتاب ومسائل سابقة .
وهكذا حالك مع الزمن والوقت .
وبهذا تضبط العلم إن رمت أن تتعلم على طريقة العلماء والجهابذ من الراسخين ..
"وكمال كل إنسان إنما يتمّ بهذين النوعين :

‏همةٌ ترقِّيه ، وعلمٌ يبصّره ويهديه" .

‏ابن القيم
2024/09/21 10:59:32
Back to Top
HTML Embed Code: