Telegram Group Search
|| غيث الوحي ||
مجالس الاستهداء - غيث الوحي.pdf
وردتني أسئلة حول الملف سأجيب عنها هنا..
1⃣ هل سنقيم هنا مجالس استهدائية على القناة؟

- للأسف لن يقام هنا مجلس قريب، لكني سأحيل إلى قنوات طيبة نافعة تقام فيها المجالس الاستهدائية:
https://www.group-telegram.com/majalis_tedaburiyye
https://www.group-telegram.com/MSA8H1
دروس الشيخ كريم حلمي (متجددة)

- ولا تجعلوا انضمامكم لهذه القنوات مانعا لكم أن تقيموا مجالسكم الخاصة مع أهلكم وأصدقائكم، لأن في المجالس الحضورية من الخير والبركة والانتفاع والالتزام ما ليس في غيرها، ولأن في ذلك بث للخير وإيصال للنفع لمن حولكم، وفي كلٍ خير بإذن الله.
2⃣ "علمي قليل وأخاف أن أقيم مجلسا فأخطئ في حديثي عن كلام الله"

- الأصل في هذه المجالس أنها لا تحتاج إلى مقدمات لتبدأ فيها، فهي ليست مجالس تفسير لمعرفة المعاني التي لا تعلمها، بل مجالس استهداء لتتفكر فيما تعرفه من المعاني، فلا تحتاج علما كثيرا لتتفكر في آيات الله وصفاته وقدرته، وتعلم أنه يحب المتقين والصابرين، وتتذكر الجنة والنار، وتخاف الحساب والعقاب، وتحقر الدنيا ومتاعها، إلى غير ذلك من الحقائق الكبرى التي يعلمها الصغار والكبار، فهذا التذكر والتفكر ومحاسبة النفس، والعلم بالله ومحبته والخوف منه، كل ذلك من صميم الاستهداء بالقرآن، وهو من أولى وأهم ما يُطلب عند تدبر كتاب الله.

مع التنبيه عل نقطتين:
- الأصل أنه يكون معك في مجلس الاستهداء تفسير تعود إليه لمعرفة المعنى الإجمالي قبل التدبر والاستهداء.
- لا تتكلم في المساحات التي لا تعلمها، ولو استشكل عليك شيء فاكتبه واسأل عنه بعد المجلس.
من أكثر ما يؤثر في نفسي من شأن النبي ﷺ: أنه كان بشرا من البشر، ورجلا من الرجال، يفعل ما يفعلونه في بيوتهم، يخيط ثوبه ويحلب شاته، يجوع ويمرض، ينام وينسى، يأكل الطعام ويمشي في الأسواق، يتاجر ويرعى الغنم، ويجلس بين الناس في مجالسهم..
فما إن أوحى ربه إليه وكلفه بالرسالة؛ حتى انطلق لا يلوي على شيء، وتفانى بقية عمره لا يرجو إلا رضى ربه، ويسعى لأداء ما كلفه به على أتم وجه، فقضى عمره كله في الدعوة إليه، صابرا متوكلا عليه، متحملا أنواع الأذى في سبيله، رؤوفا رحيما بالناس، صادقا حريصا عليهم، يحب أمته أيما حب، ويحزن على من يتولى أيما حزن.. فوالله لا تعبر الكلمات عما يملؤ صدري إذا تفكرت في هذا الأمر..

فاللهم صل عليه فقد بلغ رسالتك، وأدى أمانتك..
واللهم صل عليه فقد جاهد فيك حق الجهاد..
وآته اللهم الوسيلة والفضيلة، وابعثه ذلك المقام المحمود الذي وعدته يارب.
الذنب قريب، والخطأ حاصلٌ متكررٌ لا محالة، ومن أوتي سرعة التذكر والرجوع، وعدم اليأس من رحمة الله، فقد أوتي خيرا كثيرا، ونجا -بعون الله- من المهلكات.
كل أحدٍ من الخلق له حدٌ أعلى في منزلته وصفاته، إذا تجاوزتَها كان ذلك غلوّا في حقه، بما في ذلك أشرف الخلق وأكرمهم ﷺ..

أما في حق الله عز وجل، فلا مبالغة ولا غلوّ، فلا يحيط بعظمة صفاته وحقيقتها أحدٌ إلا هو، فمهما عظَّمت فهو أعظم، ومهما مدحت فهو أكمل، ومهما أحببت فهو أحق بأكثر، ومهما ذهب بك الخيال في شأن سعة رحمته وعلمه وقدرته فهو أعلى وأجل وأكبر.

وكما يُظهر هذا الكلام شيئا من معنى "التكبير"، فإنه يُبرز عظم شأن "التسبيح" كذلك، إذ هو اعترافٌ بالكمال الذي لا يشوبه نقص، فنحن لا نحيط بصفات الله سبحانه، نعم.. لكن حسبنا أن غاية ما نعلمه أنها صفاتٌ بلغت من كمالها وحسنها وعظمتها ما لا نقص فيها من كل وجهٍ من الوجوه، وغاية شرفنا أن نبلغ هذا الحد، ثم نقر ونلهج -عند تسبيحنا- بذلك!
.
أخوف ما أخافه أن يزيغ القلب بعد ثبات الإيمان فيه، وأن تزلَّ القدم بعد ثبوتها، أن تختفي تلك الأنوار السماوية التي تعلو الوجوه، والحياة التي تدبُّ في القلوب، لتستحيل ظلماتٍ وعمى، وتخبطًا وتيها لا يخرج منه العبد بعد ذلك..

ولذلك فإن من أولى ما نفتح لأجله المصاحف كل يوم، أن نصل لأجوبة هذه الأسئلة: من هم الذين هداهم الله وثبتهم حتى الممات؟ ما هي صفاتهم؟ وكيف نكون منهم؟ وتلك الأجوبة كثيرةٌ -بفضل الله- في القرآن.
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
Forwarded from عُـدَّة
⏺️⏺️

عنْ أَبي هُريرةَ -رضي الله عنه- أنَّ رسُولَ اللَّه ﷺ قالَ: «إنَّ اللَّهَ يقولُ: أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي وأنا معهُ إذا دَعانِي»
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
- { فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَة }   [النساء]

- { الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ الله }  [التوبة]

النصرة بالمال سبيل الذين فضلهم الله بأعظم الدرجات.. فالحقْ بالقوم -إن شئت- أو اقعد، فالدين منصور، والله غنيّ، و"المتصدق" -في حقيقة الأمر- هو "المحتاج" إلى النجاة، وإلى بلوغ الدرجات العالية عند الله..
قدَّر الله علينا أن يكون نصيبنا من أمتنا في هذا الزمن: السهر والحمى، والتداعي -لإحياء جسدها- بالنهوض والعمل، والمعالجة والإصلاح، والمناصرة والمدافعة.. ولا سبيل لمن كان ينتمي حقا لأمة محمد ﷺ غير ذلك.
Forwarded from خَلَجَات
|| غيث الوحي ||
المنشاوي – أواخر سورة هود
هذه الآيات في ختام هذه السورة العظيمة، فيها الغناية عن آلاف الكتب والمؤلفات والعبارات والعبرات.

لا يعطيها حقها من العناية والتأمل والتفكر والتدبر والاستهداء إلا من عرف طريق الأنبياء عليهم السلام، وأدركه شيء مما أدركهم.

يا الله على وقع قوله تعالى (واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين) بعد كل ما سبقها، وبعد فاستقم كما أمرت.

يالله على كل حرف وكلمة منها...
لو استطعت أن أجعل كل طالب علم أو داعية او مصلح أو مربي يحفظها ولا يفتر عن تردادها وتدبرها وسماعاها وإسماعها لفعلت.

لو نهض أحد إلى إقامة مجالس استهداء وتدبر واستخراج ما فيها من فوائد عملية وإصلاحية وتزكوية، باستحضار زمن نزول السورة وما ذكر فيها من أنباء الرسل، لوجد في هذه الأيات مئات الفوائد.

لعل الله ييسر نشر بعض ما فيها قريبا.

#استهداء
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
.
ألا ما أثقل هذه الكلمة، وما أثقل معناها الذي يأخذ بنا إلى مشهد الوصول إلى خط النهاية لقصة البشرية، حين ينتهي كل شيء، كل شيءٍ بلا استثناء، وتنقضي محاكمة العبيد -بكل أهوالها- فتُصدر الأحكام الكبرى التي تأخذ بكل واحدٍ إلى مصيره الأخير، وينادي المنادي بذبح الموت وإنفاذ حكم الخلود.. فحينئذٍ يكون أمر الله قد قضي، ويعلم كل أحدٍ في مستقره ألا معقب لأمر القهار...
فأي فرحةٍ أعظم حينئذٍ من فرحة أهل الجنة وقد استقروا فيها حقا.. وأي حسرةٍ -بالله- أعظم من حسرة أهل النار وقد علموا أنهم دعوا أم لم يدعوا، صبروا أم لم يصبروا، تلاوموا أم لم يتلاوموا، فإنهم -بعد أن قُضي الأمر- لا يخرجون منها..
نقول في صلاتنا "اهدنا الصراط المستقيم".. مستشعرين أنّ الذي نرفع طلبنا إليه: مالكٌ للهداية كلها، عليمٌ بقدر حاجتنا إليها، سميعٌ لأصواتنا عند طلبها، قادرٌ على إعطائنا إياها، غنيٌّ لا تنفد خزائنه منها، رؤوفٌ رحيمٌ بأوليائه لا يحرمهم منها، جوادٌ كريمٌ يحب أن يعطي الحاجة وفوقها، حييٌّ لا يَردّ الأيدي المرفوعة إليه صفرا..

فما ظنك بدعوةٍ تُرفع إلى السماء يحيطها كل ذلك التنزيه والتعظيم، والثناء والحمد!
ما رأيت معنًى من معاني الإيمان أعجبَ ولا أثقلَ من معنى الابتلاء، ويزداد عجبا وثقلا عند تذكر أن الله إنما خلق الإنسان من نطفةٍ بعد أن لم يكن شيئا مذكورا، وأقامه على الأرض، وخلق له الموت والحياة، كل ذلك حتى يبتليه..

ولا يزال المؤمن يعالج الأيام والأقدار حتى تتكشف له حقيقة ذلك المعنى وطبيعته، ويعلم أن البلاء ثقيلٌ حقا وصعب، وأنه قد يصل بالعبد إلى أقصى طاقته وقدرته، حتى يأخذ به -من شدته- إلى حافة اليأس، لولا الألطاف.

ثم لا يزال بعد ذلك -إن وفقه الله- يرى من خيره وبركته والرحمات التي في باطنه ما لم يتصور وجودها على الأرض، فضلا عن أن يرجو بلوغها..

فوالله ما رأيتُ بوابةً تأخذ بالعبد إلى منازل القرب من الله، وترفعه إلى مقاماتٍ عليا وعبودياتٍ عظمى، أعظمَ من بوابة البلاء..
فمن أين للعبد أن يصل إلى الصبر الجميل الذي يحبه ربه لولا البلاء، ومن أين له أن يصل إلى مقام التسليم الذي هو روح العبودية لولا البلاء، ومن أين له أن يُري ربه مجاهدته الحقيقية في سبيله، وتضحيته بنفسه وماله من أجله لولا البلاء، ومن أين له أن يعلم بفقر نفسه وعجزها، ويمد يد الذل والحاجة إلى ربه، ويُخرج تلك الاستغاثة من صميم القلب، والتي هي لحظةٌ من لحظات الكمال البشري، لولا البلاء...

فلله ما أحكم الله!
﴿ ما كانَ اللَّهُ لِيَذَرَ المُؤْمِنِينَ عَلى ما أنْتُمْ عَلَيْهِ حَتّى يَمِيزَ الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ﴾

"أرادَ اللَّهُ تَعالى تَنْهِيَةِ الِاخْتِلاطِ وأنْ يَمِيزَ الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ، وكانَ المُنافِقُونَ يَكْتُمُونَ نِفاقَهم لَمّا رَأوْا أمْرَ المُؤْمِنِينَ في إقْبالٍ، ورَأوُا انْتِصارَهم يَوْمَ بَدْرٍ، فَأرادَ اللَّهُ أنْ يَفْضَحَهم ويُظْهِرَ نِفاقَهم، بِأنْ أصابَ المُؤْمِنِينَ بِقَرْحِ الهَزِيمَةِ حَتّى أظْهَرَ المُنافِقُونَ فَرَحَهم بِنُصْرَةِ المُشْرِكِينَ، وسَجَّلَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ نِفاقَهم بادِيًا لِلْعِيان"

ابن عاشور رحمه الله.
ركبتُ السيارة مستعجلا، وانطلقتُ متوجها إلى المستشفى، فتحتُ اليوتيوب سريعا، واخترتُ -بحركةٍ خاطفةٍ- أقرب مقطعٍ للقارئ الذي أحب السماع له: المنشاوي، بدأتِ القراءة، ولسبب ما، كان الصوت القادم صوت عبدالباسط عبدالصمد، ذكرياتُ هذا الصوت بعيدةٌ جدا، لا أذكر كم سنةٍ مرّت منذ آخر مرةٍ استمعتُ له، بدأتْ قراءته العذبة البطيئة في الانسياب: (لا أقسمُ بهذا البلد... وأنت حِلٌ بهذا البلد... ووالدٍ وما ولد...) كانت قراءةً عجيبةً تدعو للتدبر، ثم جاءت تلك الآية، التي كانت في تلك اللحظة السريعة، وبذلك الصوت الشجي، كأنها تمر أوّل مرةٍ على مسامعي: (لقد خلقنا الإنسان في كَبَد)...
خلقنا الإنسان!
في كبد!

يا لله العلي العظيم..
آيةٌ لا يقولها -والله- إلا الخالق الحق، الذي يخلق كما يشاء، ويتصرف في خلقه كما يشاء.
والله تشعر في قوله العظيم هذا، بعلوّه، وبقهره لعباده، وبعزته في أمره، وبكمال قدرته، وبحكمته الكامنة خلف تقديره، وبعلمه بخلقه، وبقربه منهم، واطلاعه على ضعفهم ومعاناتهم، وتدبيره لأمرهم كيف يشاء.

ويا للإنسان الضعيف..
الذي جاء للحياة، محكوما عليه بمعاناةٍ لا ينفك عنها، ومشقةٍ لا يزال يكابدها..
آيةٌ تذكِّره بمقامه، وبأنه عبدٌ مقهور، مغلوبٌ على أمره، له إلهٌ من فوقه يفعل فيه ما يشاء، ويقدر له ما يشاء، ويبتليه بما يشاء..
وتذكِّره بأنّ كل تلك المصاعب التي يواجهها، هي جزءٌ من حكمٍ مسبقٍ قُدِّر عليه يوم خلْقِه، لا مفر منها، فلا يستغرب ورودها عليه، ولا يضطرب ولا يجزع، بل يسير مع أقدار الله راضيا مستسلما لأمر الله الذي له العلم الكامل، والحكمة البالغة.
2024/11/15 09:05:29
Back to Top
HTML Embed Code: