Telegram Group Search
النَّصيحةُ الخامسة والأخيرة: كُلُّنا مذنبٌ ومُخطىءٌ، وكُلنا يقعُ في الفتنِ ما ظهر منها وما بطن، ولكن لسنا كلُّنا نتوبُ منها ونتألمُ عليها ونسأل اللهَ غفرانَهَا، فلا تُزيننَّ لكَ نفسُكَ أنَّكَ لنْ تعصيَ، ولنْ تقعَ في هذه الفتنة خاصةً؛ لأنَّكَ قد تقع فيها والشَّيطانُ ماهر يعرف متى وأين يضرب، وأنت ضعيفٌ لا حيلة لك؛ قال الله ﷻ: ﴿وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا﴾.
فإنْ ضربَك -بُنيَّ-؛ قُمْ سريعًا، وانهضْ، واستغفِر اللهَ لذنبِك، واطلبْ منه عفوًا يمْحُ ذنبَك، ويغفرْ خطأَك، ولا تستسلم لذنبك ولنفسك، فتقعَ في الموبقات أكثر وأكثر، بل قُمْ من جديدٍ كأنَّ شيئًا لم يكن، وكأنَّكَ خُلقتَ اليوم، ولتعلم -يا أخي- أنَّهُ كما قال الحبيب ﷺ: «المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى اللهِ من المؤمنِ الضَّعيفِ...».
حفظكم الله، ورزقكُم معيَّته.

انتهىٰ بفضل الله. 🌸
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
في صحيح مسلم -كتاب الصَّلاة- بابُ تسويَّةِ الصُّفوف وإقامَتِهَا وفضل الأوَّل فالأوَّل منها..

قال رسولُ اللهِ ﷺ: "لَا يَزَالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ اللهُ".

قال الشَّيخُ ابن عُثيمين -رحمهُ اللهُ-: "وعلى هذا فيُخشى على الإنسان إذا عوَّد نفسه التأخّر في العبادة أن يُبتلى بأنْ يؤخِرَه اللّٰهُ ﷻ في جميعِ مواطن الخير".
«مَنْ تعلَّق قلبُه بغيرِ اللَّه؛ عُذِّبَ به».

لطالما تعلق قلبُنا بأشخاصٍ أحببناهم وأخذوا حَيِّزًا واسعًا في قلبِنا، فكنَّا نحب حديثهم، وتفكيرهم، وتواجدهم، ونخاف فقدهم وخسارتهم، ورُبَّما لا تربطنا بهم أي صلةٍ أو يكونوا عابرين؛ تواجدوا مُدَّةً معينة وغادروا، وقد نُجْبَر نحن على المغادرة.
قد لا نجد الفرصة للسلام الأخير، والعناق الأخير، وقد يكون الأمر برُمَّته خطأ!
ما كان يجب أن يحدثَ مِنَ الأساس، ما كان يجب أنْ نعرفهم ونخوض في تلك العلاقات: السَّامَّة، المُحَرَّمَة، التي لا ترضي اللَّهَ.
ولأنَّها لمْ تُرضِه، أو كانت تأخذ كل الاهتمام وأنستنا أنَّ لربِّنا علينا حقًّا، ولقلوبنا علينا حقًّا؛ عُذبنا بها.
أصابها الجفاءُ، أو البُعد، أو الكره، أو غضبُ اللَّه.
قد نفتن بمَنْ نحب، قد يجرنا حبه للمهلكة، فما كان لغير اللَّهِ كان باطلًا، ولا يبارك اللَّهُ فيه.

#مشروع_عفة.
ذلكَ الذَّنبُ الذي تُكرِّرهُ هو ما يُثَبِّطُ مِنْ عزيمتكَ، ما يؤخِّرُكَ عَنِ الخيرِ في حياِتك، ما يعوقُ حركتَك وأنتَ على الطَّريقِ، ذلك الذَّنبُ تحديدًا الَّذي تعرفه أنتَ وحدُكَ، وتعرفُ أنَّ اللهَ يراكَ ومُطَّلعٌ عليكَ، ومعَ ذلك تَفعَلُه.
دائمًا ما يُنَغِّصُ عليك نَهَارَك، ويُصيبُ قلبَك بالحزنِ والضِّيقِ، يجعلك مشتَّتَ الذهنِ شاردَ البالِ، تفكِّرُ في حجمِ الورطةِ الَّتي ستكونُ فيها لو أنَّ اللَّهَ فضحَك -سترك الله وإيَّانا-؛ لكنْ هل فكَّرتَ يومًا أنَّك إنْ صَدقْتَ وصلتَ وأصَبْتَ؟ وأنْ لو صدقتَ ما عاهدتَ عليه اللَّهَ؛ فسيُعافيكَ ممَّا ابتلاكَ به؟
كُنْ حقًّا مؤمنًا مُسلمًا عابدًا لله، لا لأنَّك مجبرٌ على عبادتِه حق العبادة، بل لأنَّك تحتاج عبادته، تحتاجُ بابًا تطرقه؛ لأنَّ كل الأبواب لن تكونَ مفتوحة دائمًا لك، لا تعصِهِ بذنبٍ لذَّتُه دقائقٌ ويعقُبه ندمٌ لسنينَ، اصبرْ وصابِر وتصبَّر، واصدُقْ مع اللهِ تنلْ ما تريد، حارِب أعداءَكَ الثَّلاثة: شيطانك ونفسك وهواك؛ فالحرب ليست حربَ يومٍ بل حربُ عمرٍ كاملٍ تعيشُه، وآخرهُ جنَّة أو عذاب.. للأبد، وإيَّاك ثُمَّ إيَّاك أنْ تستهينَ بعذاب الله!
فخذْ خطوةً -يا صديق- واهزِمْ عدوَّكَ هذه المرة!
_أمور_تمنيت_لو_عرفتها_قبل_دخولي_الجامعة.pdf
7.1 MB
من الكتب اللي هتفيدكم جدا في مرحلة الجامعة خاصة اللي لسه داخلين.. 📚
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
‏"استعينوا على قضاءِ حوائجِكم بالكِتمان".

‏ليسَ الهدفُ من هذه الوصيةِ ‏تجنُّبَ العينِ والحسد، ‏بل هناكَ ما هو أعمق.

‏استعينوا بالكتمانِ؛ ‏كي لا تصابوا بخيباتِ الأملِ علنًا؛ فهي أكثرُ إيلامًا.
‏استعينوا بالكتمانِ؛ ‏لأن الطاقاتِ تُهدَرُ في القولِ بدلَ الفعل.
إطلاقُ البصرِ على المواقعِ أشدُّ فتنةً مِن الواقع.

لا يستوي النظرُ العابرُ بالتحديقِ المثبتِ، كما أنَّ هناك مَن يسيرُ وعيناه لا ترى إلا خطوتَه، وإذا خلا بتلك المواقعِ يطلقُ بصرَه، ويحدقُ نظرُه، حتى يرسمَ صورةً مثاليةً، تجعلُه يرفضُ الواقعَ الحقيقيَّ؛ بل ويشمئزُّ منه..

وكذا الفتاةُ، إنْ خرجَتْ تقتصرُ نظرَها، لكنَّها إنْ خلَتْ تطلقُه وتمدُّه على هذا وذاك، وتُفتَنُ بهيئةِ فلانٍ، وملامحِه، وملبسِه، فترسمُ وتحلمُ وتتمنىٰ، حتى إذا وُضعَتْ بالواقعِ الحقيقيِّ نفرَتْ منه، ولفظَتْه..

فاقتصارُ النظرِ، وغضُّ البصرِ يجعلُ في عينيْك نورًا، وفي قلبِك بصيرةً وسرورًا، وفي نفسِك رضًا.

﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾.
﴿وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ﴾.


#مشروع_عفة.
مَثَلُ مَنْ يُؤَخِّرُ التوبَةَ، كمثَلِ رجلٍ حاوَلَ قلعَ شجرةٍ فوَجَدَهَا قويَّةً، فقال: أُؤَخِرُها سنةً ثُمَّ أعود..
فكلَّما بقيَت، ازدادت رسوخًا، وكلَّما طالَ عمرُه، ازدادَ ضعفُه!

- ابنُ قدامة رحمه الله.
عندما أتذكرُ الجنةَ، أولُ شيءٍ يخطرُ ببالي؛ إنسانٌ أُصيبَ بالشللِ في حياتِهِ الدنيا، أتخيلُ وكأنّه يجري فرحًا وسرورًا، أتخيلُ الكفيفَ مُبصرًا لأبعدِ الأميالِ، وعيناه جميلةٌ، جذّابةٌ، أتخيلُ اليتيمَ وقد تربىٰ في ملاجئِ الأيامِ، وطفلٌ آخرُ شُرِّدَ بلا مأوىٰ، يسيرون بسعادةٍ وسطَ مكانٍ يسلبُ جمالُهُ القلبَ، ويُبهِجُ العينَ، كما قالَ ربُّنا: ﴿إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ﴾.

أفكرُ في ذاكَ الطفلِ الذي ماتَ في سنٍ صغيرٍ في حربٍ لا يعرفُ قاتلُهُ من الرحمةِ سوىٰ اسمِها، أتخيلُ البسمةَ الكبيرةَ لا تُفارقُ وجوهَهُم، وقلوبَهُم، يا ألله! كيفَ يكونُ المرءُ ساذجًا لهذه الدرجة! مَن يُكرِّسُ حياتَهُ ويُمحوِرُها في شخصٍ واحدٍ مهما كانَ مهمًّا بالنسبةِ له، ألم تُفكٍّرْ في الجنةِ من قبل؟
ما زَالَتْ تُؤْنِسُنِي مَقُولَةُ الرَّافِعِي: "يَجْعَلُ اللَّهُ الهمُومَ مُقَدِّمَاتٍ لِنِعَمٍ مَخْبُوءَة". ما زِلْتُ أُؤْمِنُ بِأَنَّهَا -مَهْمَا ضَاقَتْ- فَهيَ فِي النِّهَايَةِ سَتُفْرَجُ مِنْ حَيْثُ لَا نَحْتَسِبُ، وَبِأَنَّ العُسْرَ حَتْمًا سَيْتْبَعُهُ يُسْرٌ، وَأَنَّْ البلَاءَ لَا يَأْتِي دُونَ لُطْفٍ، وَأَنَّ الصَّبْرَ مَهْمَا طَالَ سَيْتْبَعُهُ جَبْرٌ.. ما زِلْتُ أُؤْمِنُ بِأَنَّ القَادِمَ سَيَمْحِي آثَارَ المَاضِي، وَأَنَّ اللَّهَ سَيُعَوِّضُنَا عَمَّا مَرَرْنَا بِهِ، وَسَيُعْطِينَا حَتَّى نَرْضَى.
مِن صَدَقَ حُبِّه؛ صَدَقَ سَعْيُه.

فَلا نَجِدُ مُحِبًّا صَادِقًا يَقْبَلُ عَلَى مَنْ يُحِبُّ الذُّنُوبَ وَالآثَامَ!
لَا يَجْتَمِعَانِ بِدَايَةً..

دَائِمًا لَا أَفهَمُ كَيْفَ لِرَجُلٍ يَدَّعِي أَنَّهُ يُحِبُّ فَتاةً، وَهُوَ يَسْتَمِيتُ فِي جَرِّهَا لِلْحَرَامِ جَرًّا!

وَلَا أَسْتَوْعِبُ كَيْفَ يَقْبَلُ عَلَيْهَا رَجْفَةَ الْخَوْفِ، وَلَوْعَةَ الذَّنْبِ، وَسُوءَ الْعَاقِبَةِ.

المُحِبُّ الْحَقيقِيُّ هُوَ مَن يَأْخُذُ بِيَدِكَ إِلَى اللَّـهِ، وَمَا دُونَهُ فَهُوَ زَائِفٌ مُؤَقَّتٌ..

﴿الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾.

- سَمَر إِسمَاعِيل.
الله قد يقدِّرُ عليكَ خِلافَ ما ترجو وتأملُ وتحب، وقد يبتليك ببلاءٍ تكرهه ويكون فيه خيرٌ، وبين طيَّاته أمنية لم تتوقعها يومًا..
قال الله -تعالى-:
﴿وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾.

فهذه حليمة السَّعدية تصلُ إلى مكةَ متأخرةً، حيث سبقتهَا صديقاتُها، وأخذت كلُّ واحدةٍ منهم طفلاً لترضعه، فلمّا وصلت حليمة لم تجد إلا الطفلَ اليتيمَ الفقير، ثمَّ تأخذ حليمةُ هذا الطفلَ وترجعُ إلى ديارها كاسِفة البالِ، لا تدري ماذا تفعل..
ولمْ تكن تعلم أنها فازت ببركةِ هذا الطفل، وأنَّه خيرُ البشرِ، وخاتمُ الرسلِ والأنبياء محمد ﷺ.

﴿وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾.
‏كمْ مرةً استعجلَ الإنسانُ أمرًا، فلما جاءَ تمنّى لو تأخر! وكمْ مرةً سعى الإنسانُ للحصولِ على شيء ولكنَّه بعد حين حمِد الله أنه لم يحصل عليه!
فمنْ يعلمُ الغيبَ، ومنْ يعلمُ عاقبةَ الأمور منعكَ لحكمةٍ وأعطاكَ لفضلِه وكرمِه؛ فاصبرْ ولا تجزَع.
لا يَهُمُّني إنْ كُنتُ مُتَأخِّرًا في دائِرَتي وَالجميعُ قَد وَصَلُوا. لا يَهُمُّني إن كُنتُ لا أَزالُ عالِقًا في تَكْوينِ ذاتِي.. فَلَا أَحَدَ يَتَأخَّرُ عَنْ قَدَرِهِ، وَالحَيَاةُ لَيْسَتْ سِبَاقًا. أَنا لا يَعْنِينِي الرَّكْبُ كُلُّهُ، ها أَنا ما زِلْتُ هُنا في طَرِيقِي، خُطُواتِي وَأَحْلَامِي، أَسِيرُ وَقْتَما أُريدُ وَكَيْفَما أُريدُ. أَرفُضُ هذا وَأَقْبَلُ ذاك، أَتَوَقَّفُ أَوْ أَتَأَخَّرُ، حَتَّى إن غَيَّرْتُ وِجْهَتي لا يَهُمُّ أَبَدًا. سَيَأْتِينِي كُلُّ شَيءٍ في الْوَقْتِ المُناسِبِ وَعَلَى أَفْضَلِ صُورَةٍ. أَنا أَسْعَى وَاللهُ مَعَ مَن يَسْعَى، وَأَنا مُؤْمِنٌ أَنَّ اللهَ سَيُعْطِينِي مَا أَسْتَحِقُّ وَأَتَمَنَّى.
﴿فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾.

أيَا صدِيقِي، صلاتَكَ صلاتَكَ! إيَّاكَ وتركَها؛ فهيَ بابٌ عظيمٌ لسدِّ الشُّبُهاتِ والشَّهواتِ، ومَا أكثرها اليومَ!

الصلاةُ هيَ صلةٌ بينَ العبدِ وربِّه، ليسَ بينكَ وبينَ اللّٰهِ واسطةٌ، تنفصِلُ عنِ الدُّنيَا بهمومِهَا، وأثْقَالِها، وتقِفُ بينَ يدي المَلِكِ -سُبحانَه- تدْعُوهُ، وتَرجُوه.

الصلاةُ غذاءٌ لروحِكَ؛ فكيفَ تعيشُ بجَسدٍ بِلا روحٍ؟!

فأَقِمِ الصلاةَ؛ يرحمُكَ اللّٰه.
عَسَى الخَفَايَا مِنَ الأَقْدَارِ تُبَهِّجُنَا، وَعَسَى الجَدِيدُ مِنَ الأَيَّامِ يُحْيِينَا. عَسَى أَنْ يَمْسَحَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِنَا قَلْبًا قَلْبًا، وَأَنْ يُسْكِنَ فِي أَرْوَاحِنَا مِنْ لَدُنْهِ الطُّمَأْنِينَةَ، وَيَمْنَحَنَا لَحْدَ الرِّضَا وَالْغِنَى.
عَسَى اللَّهُ أَنْ يُقَوِّينَا بِثَبَاتِ الْيَقِينِ كُلَّمَا وَاجَهَتْنَا عَاصِفَةٌ هَوْجَاءُ، وَأَنْ يُدْخِلَ الْعَافِيَةَ وَالسُّرُورَ إِلَى مَنَازِلِنَا وَقُلُوبِنَا وَدِيَارَ أَحِبَّائِنَا.
عَسَى رَبُّ الْفُؤَادِ أنْ يُقَرَّ أَعْيُنَنَا، وَيَجْمَعَنَا بِآمَالِنَا قَرِيبًا!
﴿وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾.

كُلُّ دَقِيقَةٍ تَمُرُّ عَلَيْكَ إِمَّا أَنْ تَكُونَ شَاهِدَةً لَكَ وإِمَّا عَلَيْكَ؛ فَلَا تَظُنّ أَنَّكَ تَعِيشُ عَبَثًا، وَتَذَكَّرْ أَنَّ اللّٰهَ -تَعَالىٰ- قَدْ خَلَقَكَ لِغَايةٍ، وأنَّ هَذِهِ الّدُنيَا لَيْسَت سِوَىٰ جِسرَ عُبورٍ إِلىٰ الآخِرَةِ؛ فَإمَّا إلىٰ نَعيمٍ لا تَنْغيصَ فيهِ أو إلىٰ عَذَابٍ لَا رَاحَةَ فيهِ.
ناسِفاتُ الحسَنات!

قد يتعبُ المَرءُ في فعلِ الأعمالِ الصالحةِ من قيامٍ للِّيلِ وغيره، ثُمَّ تُصبِحُ هذه الحسنات هباءً منثورًا.

نعم؛ فهُناكَ منَ الذُّنوبِ ما لها القُدرة على نَسفِ جبالٍ مِنَ الحسنات، أَلا وَهيَ ذنوبُ الخَلَوات.

قال ﷺ: "لَأعلَمَنَّ أَقْوَامًا مِن أُمَّتِي يَأتونَ يَومَ القِيَامةِ بِحَسَناتٍ أَمثَالِ جِبالِ تُهَامَة بِيضًا فَيَجعَلُهَا اللهُ عزَّ وجلَّ هباءً منثورًا. قال ثوبانُ: يَا رَسولَ اللهِ صِفْهم لَنَا، جَلِّهم لَنَا؛ أَلّا نَكُونَ مِنهُم وَنَحنُ لَا نَعلم. قال: أَما إِنَّهُم إِخوَانُكُم وَمِن جَلدَتِكُم وَيأخذُونَ مِنَ اللّيلِ كَمَا تَأخذُونَ وَلَكِنَّهُم أَقوامٌ إِذَا خَلْوا بِمَحَارِمِ اللهِ انتهكُوها".

يا الله!
مِن أعظمِ الأحاديثِ التي تُزَلزِلُ القلبَ والتي يجبُ أن تَضَعَهَا نُصبو عينيكَ إذا خلوتَ بمحارمِ اللهِ وَهمَمتَ بانتهاكها.
علَّهُ يكونُ زاجِرًا لك.

فإذا أُغلِقتِ الأبواب، واستَترتَ عن أعينِ الناس فتذكَّر هذا الحديث، وتذكَّر أنَّ اللَّهَ تعالى يراك؛ فلا تجعلهُ أهونَ النَّاظرينَ إليك.
سَيَجمَعُكَ الجامِعُ بِدَعوتِكَ التِي تَرْجو اللَّهَ بِهَا كُلَّ لَيلَةٍ؛ حتَّى وإِنْ كانت صَعبَةَ الْمَنالِ، حتى وإنْ استحالت في مَقاييس البَشر، حَتَّى وَإِنْ انْعَدَمَتْ كُلُّ أَسْبَابِهَا، فَرَبُّ الْأَسْبابِ قَادِرُ، قَدِير، مُقتدر عَلَى أَن يَخلُقَ لَكَ سَبَبًا مِنْ الْعَدَمِ، فَتَأْتِيكَ دَعْوَتُكَ بِالطَّرِيقَةِ الْأَكْثَرِ اسْتِحالَة لِتَرَى قُدْرَةَ اللَّهِ الْعَظِيمَةَ فِي حَياتِكَ!

سَيَجمَعُكَ اللهُ بِأَمَانِيكَ وَدَعَوَاتِكَ فِي الوَقتِ الَّذِي يَرَاهُ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ مُنَاسِبًا جِدًا لَكَ، لَا فِي الْوَقتِ الَّذِي تَرَاهُ بِنَظَرِكَ الْبَشَرِيِّ الْقَاصِرِ خَيرًا لَكَ.

وَلَا تَيأَس، وَلَا يَفتر لِسَانُكَ عَنْ الدُّعاءِ، فمَهمَا طَالَ البَلَاءُ، ومَهما طَالَ الصَّبْرُ، ومهما طَالَتْ الْأَيَّامُ وَالسُّنونَ، سَيَجْمَعُكَ بِمَا تُرِيدُ فِي وَقْتٍ لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا هُوَ، وَسَتُدْرِكُ بِأَنَّهُ أَفْضَلُ وَقْتٍ لَكَ.
يا جامِعَ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ اجْمَعْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ أَدْعَيَتِنَا الَّتِي يكمُن في باطِنهَا الخَيرُ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

- مَجْدُ طَلَافِحَه.
تعوَّدْ نهايةَ كلِّ يومٍ أنْ تفكِّرَ في عملِك فيهِ: تحمدُ اللّٰه علىٰ ما صنعتَه من خيرٍ، وما قدَّمته من معروفٍ، وما أدَّيتَه مِن فروضٍ وعباداتٍ وواجباتٍ، وتستغفرُه علىٰ كلِّ تقصيرٍ بدَرَ منكَ، وكلِّ ذنبٍ صدَرَ عنكَ، وكلِّ غفلةٍ كانت لك.

ولا تنسَ أنْ تُكافئَ نفسكَ علىٰ ما التزمتَ بِهِ، وما أنجزتَهُ مِن مَهامٍ، ولا تتهاونْ معَ نفسكَ في تقصيرِكَ، وإهمالِكَ، وكسلِكَ، فالكسَلُ يولِّدُ الكسَلَ، والإنجازُ يُوَلِّدُ الإنجازَ، وكلُّ تقصيرٍ حدثَ منكَ؛ جِدِ المشكلةَ فيهِ، ولا تقعْ فيهَا مرةً أخرىٰ، وإنْ حدَثَ؛ فحدِّدْ لنفسِكَ شيئًا تُهذِّبُ بِه نفسَكَ.

وتَذَّكر الحديث:
"لا تزولُ قدمَا عبدٍ حتَّىٰ يُسألَ عنْ عمُرهِ؛ فيما أفناهُ؟ وعن علمِه؛ فيما فعل؟ وعن مالِه؛ من أين اكتسَبهُ؟ وفيمَا أنفقَه؟ وعن جسمِه؛ فيما أبلاهُ؟".
2024/09/28 04:22:02
Back to Top
HTML Embed Code: