Telegram Group & Telegram Channel
"يا حسين انطك راس الشيعة"

بعد ظهيرة عاشوراء، حين تعالت صرخات الخيول وتلاشى صهيلها في لهيب الصحراء، وامتزج وهج الرمال بدم الحسين الطاهر، لم يكن الدم المسفوك على رمال كربلاء دمًا هدرًا، بل كان حبرًا خطّ به الإنسان سفر خلوده. هناك، تحت ظلال السيوف المسنونة، وفي وهج العطش والموت، وقف الحسين لا كضحية للقدر، بل كصانع له. جسده المثخن بالجراح كان أكثر حياة من قاتليه، وصوته المقطوع كان صدى يتردد في أعماق القرون، يهزّ ضمائر الأحرار ويصرخ: “هيهات منا الذلة”.
لم يكن استشهاد الحسين انكسارًا، بل كان وثبة الروح فوق قيود الأرض، وثبة الإنسان حين يرفض أن يُكسر حتى تحت وطأة السيوف. لقد تحوّل ذلك الدم الى نهر متدفّق يجري في شرايين كل من رفض الذل، جرحًا مفتوحًا في قلب الزمن لا يندمل لأنه اختار أن يبقى شاهدًا دائمًا على معنى الكرامة.
وهكذا، لم يكن التشيّع مجرّد مذهبٍ يُقرأ في بطون الكتب أو يُختزل في طقوس من البكاء والحزن، بل كان صرخة الإنسان الحرّ في وجه كل طاغية، تمردًا خالدًا على الظلم. التشيّع هو فلسفة الرفض الأبدي، هو دموع ممزوجة بالدماء، وانحناءة ظهر لا تعني الانكسار بل تحمل ثقل الثورة. لقد حاول الطغاة عبر القرون طمس هذا الصوت، أرادوا له أن يتحول الى صدى بعيد بين جدران النسيان، لكنهم غفلوا عن حقيقة النار التي اشتعلت في كربلاء، نار لا تخبو، بل تبقى جمرة متقدة تنتظر لحظة الانفجار.
وهذه اللحظة العظيمة جاءت كفجرٍ مزّق سدول الليل بعد قرون من الظلام الدامس، حين دوّى صوت روح الله كالرعد الجبّار. كان صوته نداء الخلود في وجه الفناء، تحدّياً لقدَرٍ أسود رسمه الشيطان الأكبر وزبانيته بأحبار من الاستكبار. لم تكن ثورته مجرّد انتفاضة ضد طاغوت أو انهيار عرشٍ مترنّح، بل كانت زلزلةً للروح، بعثًا جديدًا للإنسان الذي كاد يُدفن حيًّا تحت ركام عبوديته الداخلية.
ولم يكن هذا الانبعاث إلا تعويضًا لتلك القرون السوداء، تلك الحقبة التي أرادوا فيها للتشيّع أن يكون صدى الماضي الباكي لا صوت الحاضر الهادر. فجاءت تلك اللحظة كريح عاتية، تقتلع رماد القرون لتكشف عن جمرٍ لا زال حارًا. ومن بين هذا اللهيب خرج رجالٌ من صلب كربلاء، رجال كأنهم من دم الحسين، برز سليماني كأنه سيفٌ قديم نُزع من غمده بعد قرون، وظهر نصر الله كصدى لتلك الصرخة الأولى التي دوّت في عاشوراء، يحمل إرث الحسين على كتفيه ويردد كلماته بكل يقين: “ما تركتك يا حسين.”
كربلاء لم تنتهِ، بل امتدت كخط دموي يربط الماضي بالحاضر، صراع لا يزال قائمًا بين الدم والسيف، بين الحق والباطل. وكما انتصر دم الحسين ذات ظهيرة، سيبقى هذا الدم يسقي جذور الحرية حتى يسقط آخر شيطان بشري.



group-telegram.com/bmojjy1/1258
Create:
Last Update:

"يا حسين انطك راس الشيعة"

بعد ظهيرة عاشوراء، حين تعالت صرخات الخيول وتلاشى صهيلها في لهيب الصحراء، وامتزج وهج الرمال بدم الحسين الطاهر، لم يكن الدم المسفوك على رمال كربلاء دمًا هدرًا، بل كان حبرًا خطّ به الإنسان سفر خلوده. هناك، تحت ظلال السيوف المسنونة، وفي وهج العطش والموت، وقف الحسين لا كضحية للقدر، بل كصانع له. جسده المثخن بالجراح كان أكثر حياة من قاتليه، وصوته المقطوع كان صدى يتردد في أعماق القرون، يهزّ ضمائر الأحرار ويصرخ: “هيهات منا الذلة”.
لم يكن استشهاد الحسين انكسارًا، بل كان وثبة الروح فوق قيود الأرض، وثبة الإنسان حين يرفض أن يُكسر حتى تحت وطأة السيوف. لقد تحوّل ذلك الدم الى نهر متدفّق يجري في شرايين كل من رفض الذل، جرحًا مفتوحًا في قلب الزمن لا يندمل لأنه اختار أن يبقى شاهدًا دائمًا على معنى الكرامة.
وهكذا، لم يكن التشيّع مجرّد مذهبٍ يُقرأ في بطون الكتب أو يُختزل في طقوس من البكاء والحزن، بل كان صرخة الإنسان الحرّ في وجه كل طاغية، تمردًا خالدًا على الظلم. التشيّع هو فلسفة الرفض الأبدي، هو دموع ممزوجة بالدماء، وانحناءة ظهر لا تعني الانكسار بل تحمل ثقل الثورة. لقد حاول الطغاة عبر القرون طمس هذا الصوت، أرادوا له أن يتحول الى صدى بعيد بين جدران النسيان، لكنهم غفلوا عن حقيقة النار التي اشتعلت في كربلاء، نار لا تخبو، بل تبقى جمرة متقدة تنتظر لحظة الانفجار.
وهذه اللحظة العظيمة جاءت كفجرٍ مزّق سدول الليل بعد قرون من الظلام الدامس، حين دوّى صوت روح الله كالرعد الجبّار. كان صوته نداء الخلود في وجه الفناء، تحدّياً لقدَرٍ أسود رسمه الشيطان الأكبر وزبانيته بأحبار من الاستكبار. لم تكن ثورته مجرّد انتفاضة ضد طاغوت أو انهيار عرشٍ مترنّح، بل كانت زلزلةً للروح، بعثًا جديدًا للإنسان الذي كاد يُدفن حيًّا تحت ركام عبوديته الداخلية.
ولم يكن هذا الانبعاث إلا تعويضًا لتلك القرون السوداء، تلك الحقبة التي أرادوا فيها للتشيّع أن يكون صدى الماضي الباكي لا صوت الحاضر الهادر. فجاءت تلك اللحظة كريح عاتية، تقتلع رماد القرون لتكشف عن جمرٍ لا زال حارًا. ومن بين هذا اللهيب خرج رجالٌ من صلب كربلاء، رجال كأنهم من دم الحسين، برز سليماني كأنه سيفٌ قديم نُزع من غمده بعد قرون، وظهر نصر الله كصدى لتلك الصرخة الأولى التي دوّت في عاشوراء، يحمل إرث الحسين على كتفيه ويردد كلماته بكل يقين: “ما تركتك يا حسين.”
كربلاء لم تنتهِ، بل امتدت كخط دموي يربط الماضي بالحاضر، صراع لا يزال قائمًا بين الدم والسيف، بين الحق والباطل. وكما انتصر دم الحسين ذات ظهيرة، سيبقى هذا الدم يسقي جذور الحرية حتى يسقط آخر شيطان بشري.

BY صفي الدين




Share with your friend now:
group-telegram.com/bmojjy1/1258

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

If you initiate a Secret Chat, however, then these communications are end-to-end encrypted and are tied to the device you are using. That means it’s less convenient to access them across multiple platforms, but you are at far less risk of snooping. Back in the day, Secret Chats received some praise from the EFF, but the fact that its standard system isn’t as secure earned it some criticism. If you’re looking for something that is considered more reliable by privacy advocates, then Signal is the EFF’s preferred platform, although that too is not without some caveats. Official government accounts have also spread fake fact checks. An official Twitter account for the Russia diplomatic mission in Geneva shared a fake debunking video claiming without evidence that "Western and Ukrainian media are creating thousands of fake news on Russia every day." The video, which has amassed almost 30,000 views, offered a "how-to" spot misinformation. Multiple pro-Kremlin media figures circulated the post's false claims, including prominent Russian journalist Vladimir Soloviev and the state-controlled Russian outlet RT, according to the DFR Lab's report. Oh no. There’s a certain degree of myth-making around what exactly went on, so take everything that follows lightly. Telegram was originally launched as a side project by the Durov brothers, with Nikolai handling the coding and Pavel as CEO, while both were at VK. The company maintains that it cannot act against individual or group chats, which are “private amongst their participants,” but it will respond to requests in relation to sticker sets, channels and bots which are publicly available. During the invasion of Ukraine, Pavel Durov has wrestled with this issue a lot more prominently than he has before. Channels like Donbass Insider and Bellum Acta, as reported by Foreign Policy, started pumping out pro-Russian propaganda as the invasion began. So much so that the Ukrainian National Security and Defense Council issued a statement labeling which accounts are Russian-backed. Ukrainian officials, in potential violation of the Geneva Convention, have shared imagery of dead and captured Russian soldiers on the platform.
from us


Telegram صفي الدين
FROM American