هذه الطبعة لما رأيت إعلانها كنت حريصًا عليها، فلما وقفت عليها وجدت أن المحقق لم يحقق الكتاب! بل أخذ المطبوع وأعاد صفه، فلذلك هذا الكتاب قد يستفيد منه من ليس عنده هذه الكتب، أما من عنده شرح مباركشاه البخاري وسواد العين للخفري؛ فلا يحتاج إلى هذه الطبعة.
@ https://www.group-telegram.com/IFALajmi.com/3170
@ https://www.group-telegram.com/IFALajmi.com/3170
لا حل لك في هذه الخلافات التي بين الناس في العقائد ولا معتصم لك إلا بأن تقدر نفسك خاليًا من عقائد الفرقة التي تنتسب إليها، ثم تنظر بعين التجرد لكتاب الله تعالى وتطلب منه الهدى وأن يعلمك الدين الحق وأصل الإيمان، وتدع الناس وما يقولون، وتعمل بقول الله لنبيه ﴿فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (٤٣) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ *وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ* (٤٤) ﴾
ولا تعمل بعمل أهل الكتاب الذي قال الله فيهم: ﴿وَقَالَتِ ٱلۡیَهُودُ لَیۡسَتِ ٱلنَّصَـٰرَىٰ عَلَىٰ شَیۡءࣲ وَقَالَتِ ٱلنَّصَـٰرَىٰ لَیۡسَتِ ٱلۡیَهُودُ عَلَىٰ شَیۡءࣲ *وَهُمۡ یَتۡلُونَ ٱلۡكِتَـٰبَۗ كَذَ ٰلِكَ قَالَ ٱلَّذِینَ لَا یَعۡلَمُونَ مِثۡلَ قَوۡلِهِمۡۚ* فَٱللَّهُ یَحۡكُمُ بَیۡنَهُمۡ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ فِیمَا كَانُوا۟ فِیهِ یَخۡتَلِفُونَ﴾.
فانظر لقوله {وهم يتلون الكتاب}، وتأملها كثيرًا كيف وبخهم الله تعالى في تنازعهم وعندهم الكتاب وفيه عصمتهم وهدايتهم لما اختلفوا فيه في هذا المقام.
وانظر لقوله بعد ذلك: {كَذَ ٰلِكَ قَالَ ٱلَّذِینَ لَا یَعۡلَمُونَ مِثۡلَ قَوۡلِهِمۡۚ}، فاحذر أن تكون من الذين لا يعلمون، فتنازع الناس من المسلمين وينازعونك وعندك كتاب الله فلا تعتصم به وتجعله إمامك في هذه النزاعات والفرقة.
فمتى اعتصمت بهذا الأصل والقاعدة؛ *علمت أن جملة مما اتخذه بعض الناس أصلًا للدين ليس بأصل*، فإن أصل الدين لا بد وأن يكون بينًا في كتاب الله، *فاعرض عليه كل مسألة تراها في الكتب التي تسمى أصول الدين والعقائد ونحو ذلك من الأسماء*، وادعي فيها أنها أصل من الأصول الدينية، فإذا لم تكن مبينة في كتاب الله فأعرض عنها.
...............
هذا جزء من منشور -مع تعديل- كتبته ولم أنشره بعد، وضعت هذا الجزء منه لأني لا أريده أن يقرأ فقط في ضمن المنشور، بل أريد أن يصوب الناس إليه نظرهم بخصوصه.
https://www.group-telegram.com/IFALajmi.com/3174
ولا تعمل بعمل أهل الكتاب الذي قال الله فيهم: ﴿وَقَالَتِ ٱلۡیَهُودُ لَیۡسَتِ ٱلنَّصَـٰرَىٰ عَلَىٰ شَیۡءࣲ وَقَالَتِ ٱلنَّصَـٰرَىٰ لَیۡسَتِ ٱلۡیَهُودُ عَلَىٰ شَیۡءࣲ *وَهُمۡ یَتۡلُونَ ٱلۡكِتَـٰبَۗ كَذَ ٰلِكَ قَالَ ٱلَّذِینَ لَا یَعۡلَمُونَ مِثۡلَ قَوۡلِهِمۡۚ* فَٱللَّهُ یَحۡكُمُ بَیۡنَهُمۡ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ فِیمَا كَانُوا۟ فِیهِ یَخۡتَلِفُونَ﴾.
فانظر لقوله {وهم يتلون الكتاب}، وتأملها كثيرًا كيف وبخهم الله تعالى في تنازعهم وعندهم الكتاب وفيه عصمتهم وهدايتهم لما اختلفوا فيه في هذا المقام.
وانظر لقوله بعد ذلك: {كَذَ ٰلِكَ قَالَ ٱلَّذِینَ لَا یَعۡلَمُونَ مِثۡلَ قَوۡلِهِمۡۚ}، فاحذر أن تكون من الذين لا يعلمون، فتنازع الناس من المسلمين وينازعونك وعندك كتاب الله فلا تعتصم به وتجعله إمامك في هذه النزاعات والفرقة.
فمتى اعتصمت بهذا الأصل والقاعدة؛ *علمت أن جملة مما اتخذه بعض الناس أصلًا للدين ليس بأصل*، فإن أصل الدين لا بد وأن يكون بينًا في كتاب الله، *فاعرض عليه كل مسألة تراها في الكتب التي تسمى أصول الدين والعقائد ونحو ذلك من الأسماء*، وادعي فيها أنها أصل من الأصول الدينية، فإذا لم تكن مبينة في كتاب الله فأعرض عنها.
...............
هذا جزء من منشور -مع تعديل- كتبته ولم أنشره بعد، وضعت هذا الجزء منه لأني لا أريده أن يقرأ فقط في ضمن المنشور، بل أريد أن يصوب الناس إليه نظرهم بخصوصه.
https://www.group-telegram.com/IFALajmi.com/3174
الاجتهاد والنظر في الأدلة اليوم أيسر منه في القديم؛ لأننا حصل لنا من اجتماع أنظار العلماء ما لم يحصل للأوائل، فتحقيق وتحرير الراجح وتقويم الأدلة اليوم أيسر، فما من آية في كتاب الله إلا وقد سبقك العلماء بالكلام عليها إعرابًا وصرفًا وبلاغة وفقهًا وغير ذلك، وعرفت ما يمكن أن يقال، وعرفت الاعتراض والجواب وكثيرًا من الاحتمالات، وحصلت لك الصيانة عن كثير من الأخطاء، فالنظر الأولي يقول بأن الاجتهاد والترجيح اليوم أيسر منه عند السابقين، لكن..
لِمَ نر جماعة من المعاصرين يقع لهم الزلل الظاهر حال الاجتهاد والخروج عن التقليد ما لا نجده عند بعض المتقدمين؟
الجواب: أن العلم هو الملكات لا المعلومات، والملكات يصنعها صعوبة ومعاناة العلم، لا سهولة ويسر العلم، ولذا تجد من يدرس عند المدرس القوي المسهل للعلم ضعيفًا! ولا أعمم، وتجد من عانى العلم واجتهد ليفهم أقوى من طلاب ذاك المدرس، ولذا أذكر أن أحد شيوخي ابتدأ شرحه لأحد الكتب بقوله: "هذا كتاب صعب، وسأزيده عليكم صعوبة! فإني لم أر طالبًا يسهل له العلم إلا ويخرج ضعيفًا!".
وقال لي بعض الشيوخ: "أنا في العلوم التي لم أجد فيها شيخًا قويًا يدرسني العلم أقوى من العلوم التي وجدت فيها شيخًا قويًا يسهل لي العلم!".
فالصعوبة والمعاناة هي التي تصنع الملكات لا المعلومات.
@ https://www.group-telegram.com/IFALajmi.com/3175
لِمَ نر جماعة من المعاصرين يقع لهم الزلل الظاهر حال الاجتهاد والخروج عن التقليد ما لا نجده عند بعض المتقدمين؟
الجواب: أن العلم هو الملكات لا المعلومات، والملكات يصنعها صعوبة ومعاناة العلم، لا سهولة ويسر العلم، ولذا تجد من يدرس عند المدرس القوي المسهل للعلم ضعيفًا! ولا أعمم، وتجد من عانى العلم واجتهد ليفهم أقوى من طلاب ذاك المدرس، ولذا أذكر أن أحد شيوخي ابتدأ شرحه لأحد الكتب بقوله: "هذا كتاب صعب، وسأزيده عليكم صعوبة! فإني لم أر طالبًا يسهل له العلم إلا ويخرج ضعيفًا!".
وقال لي بعض الشيوخ: "أنا في العلوم التي لم أجد فيها شيخًا قويًا يدرسني العلم أقوى من العلوم التي وجدت فيها شيخًا قويًا يسهل لي العلم!".
فالصعوبة والمعاناة هي التي تصنع الملكات لا المعلومات.
@ https://www.group-telegram.com/IFALajmi.com/3175
هذا من الكتب التي بحثت عنها ورقيًا ولم أجدها، وأرجو أن تصور وترفع، ويشتمل على مؤلفات الخفري التالية في العلوم العقلية:
1) تفسیر آیة الکرسی.
2) الأربعینیّات.
3) الرسالة في إثبات واجب الوجود.
4) الرسالة في إثبات واجب الوجود إشراقیّة _ مشّائیّة.
5) أسفار العارفین.
6) الرسالة في الإلهيّات.
7) الرسالة في الإلهيّات.
8) تتمة كلام الفاضل الخفري في کلام الصوفية.
9) حاشیة شرح الجدید للتجرید (تعلیقه بر الهیّات شرح تجریدِ ملّا علی قوشچی).
10) سواد العین في حکمة العین (حاشیة شرح حکمة العین).
11) الرسالة في مهمّات مسائل الكلام من الإلهيّات الهادية إلى معرفة المبدأ الأوّل.
12) عبرة الفضلاء.
13) حیرة الفضلاء.
14) مراتب الوجود.
15) حاشیة شرح التجرید الجدید (بخش امور عامّه).
16) تحقیق الهیولی.
ولولا أن الكتاب غير متوفر بأي وجه أعرفه لما طلبت تصويره ورفعه.
1) تفسیر آیة الکرسی.
2) الأربعینیّات.
3) الرسالة في إثبات واجب الوجود.
4) الرسالة في إثبات واجب الوجود إشراقیّة _ مشّائیّة.
5) أسفار العارفین.
6) الرسالة في الإلهيّات.
7) الرسالة في الإلهيّات.
8) تتمة كلام الفاضل الخفري في کلام الصوفية.
9) حاشیة شرح الجدید للتجرید (تعلیقه بر الهیّات شرح تجریدِ ملّا علی قوشچی).
10) سواد العین في حکمة العین (حاشیة شرح حکمة العین).
11) الرسالة في مهمّات مسائل الكلام من الإلهيّات الهادية إلى معرفة المبدأ الأوّل.
12) عبرة الفضلاء.
13) حیرة الفضلاء.
14) مراتب الوجود.
15) حاشیة شرح التجرید الجدید (بخش امور عامّه).
16) تحقیق الهیولی.
ولولا أن الكتاب غير متوفر بأي وجه أعرفه لما طلبت تصويره ورفعه.
أحد المدعين التعلق بأذيال السلف وأهل الحديث من الطاعنين في الإمام الحافظ النووي تـ676هـ يقول متعجبًا:
كيف يُبْنى قول النووي «يد الجارحة مستحيلة» على مذهب أهل الحديث؟
ولا يدري أن قول النووي هذا من استحالة الجارحة على الله هو قول عثمان بن سعيد الدرامي تـ280هـ وابن تيمية تـ728هـ!
قال الدارمي في رده: (وأما دعواك أنهم يقولون: جارح مركب فهذا كفر لا يقوله أحد من المسلمين ولكنا نثبت له السمع والبصر والعين بلا تكييف، كما أثبته لنفسه فيما أنزل من كتابه، وأثبته له الرسول).
وقال: (فيقال لهذا المعارض: أما ما ادعيت أن قوما يزعمون أن لله عينا فإنا نقوله؛ لأن الله قاله ورسوله١، وأما جارح كجارح العين من الإنسان على التركيب فهذا كذب ادعيته عمدا، لما أنك تعلم أن أحدا لا يقوله... فمن أي الناس سمعت أنه قال: جارح مركب؟ فأشر إليه، فإن قائله كافر، فكم تكرر قولك: جسم مركب، وأعضاء وجوارح وأجزاء، كأنك تهول بهذا التشنيع علينا أن نكف عن وصف الله بما وصف نفسه في كتابه، وما وصفه الرسول.
ونحن وإن لم نصف الله... بعضو ولا بجارحة؛ لكنا نصفه بما يغيظك من هذه الصفات التي أنت ودعاتك لها منكرون...).
وله نصوص أخرى نقلتها في مقال سابق.
وقال ابن تيمية: (فإن قلت: لأن اليد هي الجارحة وذلك ممتنع على الله سبحانه.
قلت لك: هذا ونحوه يوجب امتناع وصفه بأن له يدًا من جنس أيدي المخلوقين، وهذا لا ريب فيه، لكن لم لا يجوز أن يكون له يد تناسب ذاته تستحق من صفات الكمال ما تستحق الذات؟).
ونزيده من الشعر بيتًا وهو قول الحافظ السجزي تـ444هـ: (وكذلك السمع والبصر ليسا من الله تعالى جارحتين، وهما من المحدث جارحتان).
وليس هذا بأول ما يضبط على هذا الرجل من عدم معرفة مذهب أهل الحديث الذي ينتسب له.
#منشور_مؤقت
كيف يُبْنى قول النووي «يد الجارحة مستحيلة» على مذهب أهل الحديث؟
ولا يدري أن قول النووي هذا من استحالة الجارحة على الله هو قول عثمان بن سعيد الدرامي تـ280هـ وابن تيمية تـ728هـ!
قال الدارمي في رده: (وأما دعواك أنهم يقولون: جارح مركب فهذا كفر لا يقوله أحد من المسلمين ولكنا نثبت له السمع والبصر والعين بلا تكييف، كما أثبته لنفسه فيما أنزل من كتابه، وأثبته له الرسول).
وقال: (فيقال لهذا المعارض: أما ما ادعيت أن قوما يزعمون أن لله عينا فإنا نقوله؛ لأن الله قاله ورسوله١، وأما جارح كجارح العين من الإنسان على التركيب فهذا كذب ادعيته عمدا، لما أنك تعلم أن أحدا لا يقوله... فمن أي الناس سمعت أنه قال: جارح مركب؟ فأشر إليه، فإن قائله كافر، فكم تكرر قولك: جسم مركب، وأعضاء وجوارح وأجزاء، كأنك تهول بهذا التشنيع علينا أن نكف عن وصف الله بما وصف نفسه في كتابه، وما وصفه الرسول.
ونحن وإن لم نصف الله... بعضو ولا بجارحة؛ لكنا نصفه بما يغيظك من هذه الصفات التي أنت ودعاتك لها منكرون...).
وله نصوص أخرى نقلتها في مقال سابق.
وقال ابن تيمية: (فإن قلت: لأن اليد هي الجارحة وذلك ممتنع على الله سبحانه.
قلت لك: هذا ونحوه يوجب امتناع وصفه بأن له يدًا من جنس أيدي المخلوقين، وهذا لا ريب فيه، لكن لم لا يجوز أن يكون له يد تناسب ذاته تستحق من صفات الكمال ما تستحق الذات؟).
ونزيده من الشعر بيتًا وهو قول الحافظ السجزي تـ444هـ: (وكذلك السمع والبصر ليسا من الله تعالى جارحتين، وهما من المحدث جارحتان).
وليس هذا بأول ما يضبط على هذا الرجل من عدم معرفة مذهب أهل الحديث الذي ينتسب له.
#منشور_مؤقت
قناة || فارس بن عامر العجمي
أحد المدعين التعلق بأذيال السلف وأهل الحديث من الطاعنين في الإمام الحافظ النووي تـ676هـ يقول متعجبًا: كيف يُبْنى قول النووي «يد الجارحة مستحيلة» على مذهب أهل الحديث؟ ولا يدري أن قول النووي هذا من استحالة الجارحة على الله هو قول عثمان بن سعيد الدرامي تـ280هـ…
رد هذا الرجل على جوابي برد كعادته في البحث عن مخارج، فأقول:
[1] الرجل يعترض على من يقول بأن النووي حين يؤول يبني على أصول أهل الحديث، فكيف اعترض على ذلك؟
أتى بكلام للنووي أول فيه حديث فيه ذكر اليد، ((وكان أصله)) الذي اعتمده هو ((كون الجارحة مستحيلة على الله)).
ثم سأل: كيف ينبني استحالة الجارحة على أصول أهل الحديث".
[2] سؤال: ماذا يفهم من هذا الكلام؟
يفهم منه:
أ- أن أصل النووي في التأويل هو استحالة الجارحة.
ب- هل هذا الأصل عند النووي -وهو استحالة الجارحة- ينبني على مذهب أهل الحديث؟
والحقيقة أن هذا السؤال ينبئ عن وجود تعارض بين نفي الجارحة وأصول أهل الحديث، وأن كون هذا الأصل وهو استحالة الجارحة لا نعلم أنه من مذهب أهل الحديث ونريد أن نعلم كيف يجري على أصولهم.
[3] فكان الجواب: أننا لا حاجة لأن نبحث كيف ينبني على مذهب أهل الحديث وكأن هذا ليس معلوما أنه مذهب لهم، بل هذا مذهب لجماعة منهم بالفعل! فقد صرح به الدارمي والسجزي وابن تيمية وغيرهم.
فأصل النووي في التأويل وهو استحالة الجارحة هو أصل عند أهل الحديث وهو استحالة الجارحة، لكن أهل الحديث لا يجعلون مقتضى هذا الأصل التأويل وهو يجعل مقتضى هذا الأصل التأويل.
فثبت أن أصل النووي وهو استحالة الجارحة هو مذهب لجماعة من أهل الحديث.
فالحاصل أن هذا السؤال المشكك في مناسبة هذا الأصل لأصول أهل الحديث، وكأن بين نفي الجارحة وأصول أهل الحديث تعارضا، فأبلغ الرد ليس أن نبين كيف ينبني ونتجادل إلى الصباح هل البناء صحيح أم لا، بل الرد القاطع أن نأتي بكلام أهل الحديث وهم يقولون: (هذا مذهبناااا).
أظن الجواب واضح.
[4] كيف رد على هذا الجواب القاطع له؟
الرد: أنتَ -يا فارس- أثبتَ أن أهل الحديث ينفون الجارحة، لكن لم توضح لنا كيف ينبني نفي الجارحة على أصول أهل الحديث!
قلتُ: هذا تلاعب منه، فنحن نعلم أن السؤال الأساسي غرضه التشكيك في كون نفي الجارحة يجري على قواعد مذهب أهل الحديث، وليس غرضه أن نفي الجارحة حق، لكن هل دليل نفي الجارحة عند أهل الحديث يختلف عن دليل نفي الجارحة عند المتكلمين.
[5] ومع ذلك، سأصدقه الآن في كون هذا بالفعل سؤاله، ودونك الجواب:
إن أهل الحديث كما هو ظاهر مما نقلناه من كلامهم أن استحالة الجارحة على الله مبناه نفي مماثلة الله لخلقه، وأن يد الله ليست كأيدي المخلوقين، قال ابن تيمية: (هذا ونحوه يوجب امتناع وصفه بأن له يدًا من جنس أيدي المخلوقين، وهذا لا ريب فيه).
فأصل أهل الحديث هو نفي المماثلة.
وسأزيدك فائدة: أن هذا عين أصل النووي!
قال النووي في شرح مسلم: (وقد سبق الكلام في اليد في حق الله تعالى وتأويلها قريبا مع القطع باستحالة الجارحة {ليس كمثله شيء}).
فانظر كيف احتج بالآية القاضية بنفي المماثلة على نفي الجارحة.
فإن قلت: أشار النووي في موضع آخر لكون الجارحة مستحيلة على الله بالدليل العقلي القطعي.
قلت: لا شك أن استحالة المماثلة على الله قام عليها الدليل العقلي القطعي عند أهل الحديث، وهي الموجبة لنفي الجارحة.
والله أعلم.
[1] الرجل يعترض على من يقول بأن النووي حين يؤول يبني على أصول أهل الحديث، فكيف اعترض على ذلك؟
أتى بكلام للنووي أول فيه حديث فيه ذكر اليد، ((وكان أصله)) الذي اعتمده هو ((كون الجارحة مستحيلة على الله)).
ثم سأل: كيف ينبني استحالة الجارحة على أصول أهل الحديث".
[2] سؤال: ماذا يفهم من هذا الكلام؟
يفهم منه:
أ- أن أصل النووي في التأويل هو استحالة الجارحة.
ب- هل هذا الأصل عند النووي -وهو استحالة الجارحة- ينبني على مذهب أهل الحديث؟
والحقيقة أن هذا السؤال ينبئ عن وجود تعارض بين نفي الجارحة وأصول أهل الحديث، وأن كون هذا الأصل وهو استحالة الجارحة لا نعلم أنه من مذهب أهل الحديث ونريد أن نعلم كيف يجري على أصولهم.
[3] فكان الجواب: أننا لا حاجة لأن نبحث كيف ينبني على مذهب أهل الحديث وكأن هذا ليس معلوما أنه مذهب لهم، بل هذا مذهب لجماعة منهم بالفعل! فقد صرح به الدارمي والسجزي وابن تيمية وغيرهم.
فأصل النووي في التأويل وهو استحالة الجارحة هو أصل عند أهل الحديث وهو استحالة الجارحة، لكن أهل الحديث لا يجعلون مقتضى هذا الأصل التأويل وهو يجعل مقتضى هذا الأصل التأويل.
فثبت أن أصل النووي وهو استحالة الجارحة هو مذهب لجماعة من أهل الحديث.
فالحاصل أن هذا السؤال المشكك في مناسبة هذا الأصل لأصول أهل الحديث، وكأن بين نفي الجارحة وأصول أهل الحديث تعارضا، فأبلغ الرد ليس أن نبين كيف ينبني ونتجادل إلى الصباح هل البناء صحيح أم لا، بل الرد القاطع أن نأتي بكلام أهل الحديث وهم يقولون: (هذا مذهبناااا).
أظن الجواب واضح.
[4] كيف رد على هذا الجواب القاطع له؟
الرد: أنتَ -يا فارس- أثبتَ أن أهل الحديث ينفون الجارحة، لكن لم توضح لنا كيف ينبني نفي الجارحة على أصول أهل الحديث!
قلتُ: هذا تلاعب منه، فنحن نعلم أن السؤال الأساسي غرضه التشكيك في كون نفي الجارحة يجري على قواعد مذهب أهل الحديث، وليس غرضه أن نفي الجارحة حق، لكن هل دليل نفي الجارحة عند أهل الحديث يختلف عن دليل نفي الجارحة عند المتكلمين.
[5] ومع ذلك، سأصدقه الآن في كون هذا بالفعل سؤاله، ودونك الجواب:
إن أهل الحديث كما هو ظاهر مما نقلناه من كلامهم أن استحالة الجارحة على الله مبناه نفي مماثلة الله لخلقه، وأن يد الله ليست كأيدي المخلوقين، قال ابن تيمية: (هذا ونحوه يوجب امتناع وصفه بأن له يدًا من جنس أيدي المخلوقين، وهذا لا ريب فيه).
فأصل أهل الحديث هو نفي المماثلة.
وسأزيدك فائدة: أن هذا عين أصل النووي!
قال النووي في شرح مسلم: (وقد سبق الكلام في اليد في حق الله تعالى وتأويلها قريبا مع القطع باستحالة الجارحة {ليس كمثله شيء}).
فانظر كيف احتج بالآية القاضية بنفي المماثلة على نفي الجارحة.
فإن قلت: أشار النووي في موضع آخر لكون الجارحة مستحيلة على الله بالدليل العقلي القطعي.
قلت: لا شك أن استحالة المماثلة على الله قام عليها الدليل العقلي القطعي عند أهل الحديث، وهي الموجبة لنفي الجارحة.
والله أعلم.
Forwarded from قناة الشيخ / عمرو بسيوني
هذا "الشيخ" فلان الذي يتكلم في كبرى مسائل الشريعة فقها أو اعتقادا، كمسائل التكفير والتبديع والتفسيق، والقتل والقتال، والنوازل المركبة السياسية أو الاقتصادية وغيرها، لا يخلو أن يكون إما عالمًا وإما ليس بعالم بل من الدعاة أو الوعاظ المذكّرين.
فإذا كان عالمًا، ففي أي علمٍ هو عالم؟ أفي الحديث وعلومه، أم في الفقه ومسائله، أم في أصول الفقه، أم في العقيدة والكلام، أم في التفسير؟ هل له في هذه العلوم دراسة ومشيخة وشهد له علماء محققون فيها، أم له فيها بحوث أو كتب أو دروس؟ أم عامة كلامه أشذاب من هذه العلوم في مسائل معدودة أو عموميات أو تعليقات على كتب عامة ليست من كتب مسائل العلم كفنٍّ وبحث، أو - وهذا أفضلهم طريقة - شروح ركيكة يعاني فيها شرح بعض كتب العلم التي للمبتدئين بتكلف؟
على أنه لو كان من العلماء بالمعنى الذي يجاوز ما ذكرناه من هذه الحال؛ لم يكفِ أن يتكلم في هذه المسائل، فإن رتبة ما ذُكر هي رتبة عوام العلماء والمدرسين، وليست رتبة الفقهاء المحققين المجتهدين، المطلقة أيديهم في علوم الشريعة كلًّا وجزءًا يتصرفون فيها بالاستنباط والتنزيل، مع ما تحتاجه النوازل من علم صحيح بالواقع، وبكثير من العلوم المعاصرة.
وإن لم يكن هذا "الشيخ" فلان عالمًا؛ كان من الوعاظ الدعاة، أو من المثقفين أو المفكرين بالتعبير الحديث، فكيف يسوغ له الكلام في هذه المسائل التي لا يقدم على الكلام فيها إلا أفراد المجتهدين وخواص العلماء، وليس عوام العلماء فضلا عن المبتدئين الوعاظ الذين ليسوا بعلماء أصلا!
إذا تصورتَ هذا التصور علمتَ أن عامة المتكلمين وكلامهم في هذه المسائل هو من الاجتراء، ومن الجهل الذي لا قيمة له في العلم، الذي لا يدل على قصور صاحبه العلمي فقط، بل وعلى أزمة أخلاقية وسلوكية عنده.
فإذا كان عالمًا، ففي أي علمٍ هو عالم؟ أفي الحديث وعلومه، أم في الفقه ومسائله، أم في أصول الفقه، أم في العقيدة والكلام، أم في التفسير؟ هل له في هذه العلوم دراسة ومشيخة وشهد له علماء محققون فيها، أم له فيها بحوث أو كتب أو دروس؟ أم عامة كلامه أشذاب من هذه العلوم في مسائل معدودة أو عموميات أو تعليقات على كتب عامة ليست من كتب مسائل العلم كفنٍّ وبحث، أو - وهذا أفضلهم طريقة - شروح ركيكة يعاني فيها شرح بعض كتب العلم التي للمبتدئين بتكلف؟
على أنه لو كان من العلماء بالمعنى الذي يجاوز ما ذكرناه من هذه الحال؛ لم يكفِ أن يتكلم في هذه المسائل، فإن رتبة ما ذُكر هي رتبة عوام العلماء والمدرسين، وليست رتبة الفقهاء المحققين المجتهدين، المطلقة أيديهم في علوم الشريعة كلًّا وجزءًا يتصرفون فيها بالاستنباط والتنزيل، مع ما تحتاجه النوازل من علم صحيح بالواقع، وبكثير من العلوم المعاصرة.
وإن لم يكن هذا "الشيخ" فلان عالمًا؛ كان من الوعاظ الدعاة، أو من المثقفين أو المفكرين بالتعبير الحديث، فكيف يسوغ له الكلام في هذه المسائل التي لا يقدم على الكلام فيها إلا أفراد المجتهدين وخواص العلماء، وليس عوام العلماء فضلا عن المبتدئين الوعاظ الذين ليسوا بعلماء أصلا!
إذا تصورتَ هذا التصور علمتَ أن عامة المتكلمين وكلامهم في هذه المسائل هو من الاجتراء، ومن الجهل الذي لا قيمة له في العلم، الذي لا يدل على قصور صاحبه العلمي فقط، بل وعلى أزمة أخلاقية وسلوكية عنده.
لا شك أن فخر الدين الرازي تـ606هـ/1210م من الأذكياء وله فوائد في غاية الحسن في العلوم العقلية، لكنه ممن خلط عملًا صالحًا وآخر سيئًا! فكتبه مشوشة للطالب في الفهم والتحصيل، ولذا دائمًا أقول: لا ينبغي القراءة له بغير مطالعة كلام من قوموا فساد كلامه، وخصوصا نصير الدين الطوسي، فقد أجاد كثيرًا في شرح الإشارات ونقد المحصل، وزيف ما تورثه كتبه من الأوهام، ولا أحصي كم مر بي تعويل العلماء على تقويم الطوسي لأوهامه، خصوصًا سعد الدين التفتازاني 791هـ/1389م.
وليس الأمر مقصورًا على الطوسي، بل أفضل الدين الخونجي تـ646هـ/1248م وأثير الدين الأبهري تـ7هـ/13م قوما كثيرًا من كلامه في المنطق، والأبهري قوم جملة من ذلك في الحكمة أيضًا، وجماعات غير هؤلاء.
وتشويشات الرازي بعضها في التصورات، وبعضها في التصديقات، ففي التصورات كفهمه لمسألة مجعولية الماهيات، ففهمه لها فاسد جدًا، وقد نبه بعض العلماء على غلط فهمه للمسألة، وكذلك زيادة الصفات لم يتصورها في بعض كتبه كما ينبغي، ومسائل أخرى، أما التشويش في التصديقات فأظهر أمثلته تشكيكه الكثير المفصل في الضروريات العقلية، وبعد الصفحات الكثيرة من سرد الشكوك يقول: "لا يمكن الجواب عنها ولا يصح التشاغل بذلك!" ولا أعلم أحدًا استقصى في تشكيك الناظر في العلم في المعارف الضرورية كهذا الرجل، ولو أن طالبًا استرسل مع تشكيكاته لوقف ولم يكمل كتابه وترك تحصيل العلوم الحقيقية والاعتبارية جملة!
ولذا كان الغزالي تـ505هـ/1111م خيرًا منه مع كونه تشكك في الضروريات، فحكى المرض إجمالًا لئلا ينقل المرض لغيره.
ولا يقتضي كلامي هذا أن هؤلاء الناقدين له خلا كلامهم عن الأوهام، فقل أن يسلم من ذلك عالم أو إمام، وما وقع للطوسي من الخلط بين اصطلاحي الماهية بشرط لا مشهور، وما قيل في الدفع عنه متكلف، وليس هذا مقام الشرح.
لكن من نظر في كلام من جاء بعد الرازي حتى تميز له الباطل من الصواب، والقشر من اللباب، فسيتفيد من محاسن فوائده.
https://www.group-telegram.com/IFALajmi.com/3180
وليس الأمر مقصورًا على الطوسي، بل أفضل الدين الخونجي تـ646هـ/1248م وأثير الدين الأبهري تـ7هـ/13م قوما كثيرًا من كلامه في المنطق، والأبهري قوم جملة من ذلك في الحكمة أيضًا، وجماعات غير هؤلاء.
وتشويشات الرازي بعضها في التصورات، وبعضها في التصديقات، ففي التصورات كفهمه لمسألة مجعولية الماهيات، ففهمه لها فاسد جدًا، وقد نبه بعض العلماء على غلط فهمه للمسألة، وكذلك زيادة الصفات لم يتصورها في بعض كتبه كما ينبغي، ومسائل أخرى، أما التشويش في التصديقات فأظهر أمثلته تشكيكه الكثير المفصل في الضروريات العقلية، وبعد الصفحات الكثيرة من سرد الشكوك يقول: "لا يمكن الجواب عنها ولا يصح التشاغل بذلك!" ولا أعلم أحدًا استقصى في تشكيك الناظر في العلم في المعارف الضرورية كهذا الرجل، ولو أن طالبًا استرسل مع تشكيكاته لوقف ولم يكمل كتابه وترك تحصيل العلوم الحقيقية والاعتبارية جملة!
ولذا كان الغزالي تـ505هـ/1111م خيرًا منه مع كونه تشكك في الضروريات، فحكى المرض إجمالًا لئلا ينقل المرض لغيره.
ولا يقتضي كلامي هذا أن هؤلاء الناقدين له خلا كلامهم عن الأوهام، فقل أن يسلم من ذلك عالم أو إمام، وما وقع للطوسي من الخلط بين اصطلاحي الماهية بشرط لا مشهور، وما قيل في الدفع عنه متكلف، وليس هذا مقام الشرح.
لكن من نظر في كلام من جاء بعد الرازي حتى تميز له الباطل من الصواب، والقشر من اللباب، فسيتفيد من محاسن فوائده.
https://www.group-telegram.com/IFALajmi.com/3180
قناة || فارس بن عامر العجمي
لا شك أن فخر الدين الرازي تـ606هـ/1210م من الأذكياء وله فوائد في غاية الحسن في العلوم العقلية، لكنه ممن خلط عملًا صالحًا وآخر سيئًا! فكتبه مشوشة للطالب في الفهم والتحصيل، ولذا دائمًا أقول: لا ينبغي القراءة له بغير مطالعة كلام من قوموا فساد كلامه، وخصوصا نصير…
من الأمثلة على ذلك:
شك الرازي على ابن سینا في زيادة الوجود في الممكن وعينيته في الواجب، من أن الوجود يقتضي العروض أو اللاعروض، والشك مشهور وكذا غيره مما قيل في المقام. فنبه الطوسي على التفريق بين الوجود الخاص والوجود العام، وحرر مذهب ابن سينا غاية التحرير، وما ذكره الطوسي تشهد له كتب رئيس الحكمة البحثية، أعني ابن سينا، وهذا التحرير لم يلتفت له كثير من الناس الكائنين بين الرازي والطوسي، وبعد الطوسي سرى في الناس حتى صاروا يستعملونه في الجواب عن شكوك أخرى كما في مسألة التعين والتشخص.
وعلى كل حال؛ فاللبيب تكفيه الإشارة والمعاند لا تكفيه ألف أمارة وعبارة.
@ https://www.group-telegram.com/IFALajmi.com/3181
شك الرازي على ابن سینا في زيادة الوجود في الممكن وعينيته في الواجب، من أن الوجود يقتضي العروض أو اللاعروض، والشك مشهور وكذا غيره مما قيل في المقام. فنبه الطوسي على التفريق بين الوجود الخاص والوجود العام، وحرر مذهب ابن سينا غاية التحرير، وما ذكره الطوسي تشهد له كتب رئيس الحكمة البحثية، أعني ابن سينا، وهذا التحرير لم يلتفت له كثير من الناس الكائنين بين الرازي والطوسي، وبعد الطوسي سرى في الناس حتى صاروا يستعملونه في الجواب عن شكوك أخرى كما في مسألة التعين والتشخص.
وعلى كل حال؛ فاللبيب تكفيه الإشارة والمعاند لا تكفيه ألف أمارة وعبارة.
@ https://www.group-telegram.com/IFALajmi.com/3181
.
قل لمن يحمل همًا: إن همًا لا يدوم
كيفما تفنى المسرة؛ هكذا تفنى الهموم
#غواشي_المخطوطات
أكثروا من الصلاة على النبي فبها يجلى هم الدنيا والآخرة، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم.
@ https://www.group-telegram.com/IFALajmi.com/3182
قل لمن يحمل همًا: إن همًا لا يدوم
كيفما تفنى المسرة؛ هكذا تفنى الهموم
#غواشي_المخطوطات
أكثروا من الصلاة على النبي فبها يجلى هم الدنيا والآخرة، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم.
@ https://www.group-telegram.com/IFALajmi.com/3182
هذا الكتاب نشر بالعربية تقريبا 1991م - وأظن نشر أصله 1963م- ويتضمن بحوثا ونصوصا محققة عمل عليها المستشرق والفيلسوف الألماني - الأمريكي: نيقولا ريشر تـ1445هـ/2024م، أهم النصوص المحققة في ضمنه:
رسالة ابن زرعة في براءة الناظرين في الفلسفة والمنطق. وهي نفس ما حقق قريبا ضمن مجلة المشرق وانتشرت في الشبكة.
ومسألة في القضايا الوجودية المطلقة، لابن رشد.
وغير ذلك..
هذا الكتاب كنت أسمع به ولم أقف عليه إلا في مكتبة زوجتي الكريمة خريتة الكتب مشكورة.
@ https://www.group-telegram.com/IFALajmi.com/3183
رسالة ابن زرعة في براءة الناظرين في الفلسفة والمنطق. وهي نفس ما حقق قريبا ضمن مجلة المشرق وانتشرت في الشبكة.
ومسألة في القضايا الوجودية المطلقة، لابن رشد.
وغير ذلك..
هذا الكتاب كنت أسمع به ولم أقف عليه إلا في مكتبة زوجتي الكريمة خريتة الكتب مشكورة.
@ https://www.group-telegram.com/IFALajmi.com/3183
من تضليل النووي إلى جعل القائل بوحدة الوجود سلفيًا || الحدادية أنموذجًا
تفاجأت اليوم أن بعض مشاهير الحدادية يجعلون من جملة علمائهم الثقات الذين يؤخذ عنهم الاعتقاد: إبراهيم بن حسن الكوراني الكردي تـ1101هـ/1690م القائل بوحدة الوجود!
وغرهم أنه قال في رسالته "إتحاف الخلف بتحقيق عقيدة السلف" بأخذ ظواهر الكتاب والسنة في المتشابهات على ظواهرها اللغوية، ولم يدركوا أن في كلامه في نفس رسالته ما يبين مشربه الوحدوي، كقوله فيها:
«ومذهب السلف إنما ينكشف تحقيقه ببيان مبناه وأصله الذي لا يعلمه إلا الراسخون في العلم، وذلك أنهم أثبتوا لله تعالى ما ورد به السمع من المتشابه على معناه المفهوم عند أهل اللسان المخاطبين به مع التنزيه بليس كمثله شيء، *وذلك لا يتم عند التحقيق إلا بالقول بأن الله تعالى له الإطلاق الحقيقي الذي لا يقابله تقييد المصحح للتجلي فيما يشاء من المتشابهات مع بقاء التنزيه،* فإن إثبات المتشابهات على معانيها اللغوية الله تعالى يدل على أنهم قائلون باتصافه تعالى بها على ما يفهمه منها أهل اللسان لأنهم خوطبوا بلسانهم... والتنزيه يدل على أن الله تعالى لا يتقيد بها تقيدا يمنعه من الإطلاق الحقيقي، وإلا لكان كمثله أشياء، واللازم باطل بنص ليس كمثله شيء.
*فتلخص أن الحق تعالى له الإطلاق الحقيقي المصحح للتجلي فيما يشاء مع بقاء التنزيه*، فصح أن يتصف بالمتشابهات بمعانيها اللغوية المفهومة عند أهل اللسان المخاطب به في عين التنزيه بليس كمثله شيء...».
والحقيقة أن هذا الوهم والاغترار بظواهر عبارات الوحدوية مع عدم الفهم والتحقيق ليس فقط عند الحدادية، بل رأيت أحدهم من غير الحدادية** جعل محيي الدين ابن العربي* الحاتمي تـ638هـ/1240هـ في هذا الباب على مذهب السلف! وابن العربي إنما قال كلامه في المنع من التأويل وغير ذلك لمشربه الوحدوي، وما الكوراني في كلامه المتقدم إلا تابع له.
.................
* بعضهم يكتب اسمه: ابن عربي، ومع أن الرجل اسمه بخط يده هو "ابن العربي".
** وهو علاء إسماعيل في كتابه "دراسة الصفات الإلهية في الأروقة الحنبلية"، حيث قال عنه: «وهو على شطحاته وضلاله في باب التصوف إلا أنه كان سلفيًا في باب الأسماء والصفات»!
@ https://www.group-telegram.com/IFALajmi.com/3184
تفاجأت اليوم أن بعض مشاهير الحدادية يجعلون من جملة علمائهم الثقات الذين يؤخذ عنهم الاعتقاد: إبراهيم بن حسن الكوراني الكردي تـ1101هـ/1690م القائل بوحدة الوجود!
وغرهم أنه قال في رسالته "إتحاف الخلف بتحقيق عقيدة السلف" بأخذ ظواهر الكتاب والسنة في المتشابهات على ظواهرها اللغوية، ولم يدركوا أن في كلامه في نفس رسالته ما يبين مشربه الوحدوي، كقوله فيها:
«ومذهب السلف إنما ينكشف تحقيقه ببيان مبناه وأصله الذي لا يعلمه إلا الراسخون في العلم، وذلك أنهم أثبتوا لله تعالى ما ورد به السمع من المتشابه على معناه المفهوم عند أهل اللسان المخاطبين به مع التنزيه بليس كمثله شيء، *وذلك لا يتم عند التحقيق إلا بالقول بأن الله تعالى له الإطلاق الحقيقي الذي لا يقابله تقييد المصحح للتجلي فيما يشاء من المتشابهات مع بقاء التنزيه،* فإن إثبات المتشابهات على معانيها اللغوية الله تعالى يدل على أنهم قائلون باتصافه تعالى بها على ما يفهمه منها أهل اللسان لأنهم خوطبوا بلسانهم... والتنزيه يدل على أن الله تعالى لا يتقيد بها تقيدا يمنعه من الإطلاق الحقيقي، وإلا لكان كمثله أشياء، واللازم باطل بنص ليس كمثله شيء.
*فتلخص أن الحق تعالى له الإطلاق الحقيقي المصحح للتجلي فيما يشاء مع بقاء التنزيه*، فصح أن يتصف بالمتشابهات بمعانيها اللغوية المفهومة عند أهل اللسان المخاطب به في عين التنزيه بليس كمثله شيء...».
والحقيقة أن هذا الوهم والاغترار بظواهر عبارات الوحدوية مع عدم الفهم والتحقيق ليس فقط عند الحدادية، بل رأيت أحدهم من غير الحدادية** جعل محيي الدين ابن العربي* الحاتمي تـ638هـ/1240هـ في هذا الباب على مذهب السلف! وابن العربي إنما قال كلامه في المنع من التأويل وغير ذلك لمشربه الوحدوي، وما الكوراني في كلامه المتقدم إلا تابع له.
.................
* بعضهم يكتب اسمه: ابن عربي، ومع أن الرجل اسمه بخط يده هو "ابن العربي".
** وهو علاء إسماعيل في كتابه "دراسة الصفات الإلهية في الأروقة الحنبلية"، حيث قال عنه: «وهو على شطحاته وضلاله في باب التصوف إلا أنه كان سلفيًا في باب الأسماء والصفات»!
@ https://www.group-telegram.com/IFALajmi.com/3184
مما نشر مؤخرًا «مسألة خلق القرآن» لـ شمس الدين ابن أبي اللطف الحصكفي تـ928هـ/1522م، تحقيق: د أماني فلاح الراشدي.
ودونكم التحقيق 👇
https://www.group-telegram.com/IFALajmi.com/3186
ودونكم التحقيق 👇
https://www.group-telegram.com/IFALajmi.com/3186
هذا "فيديو" قديم* سجلته في بعض مجموعات الواتس لبيان ما وقع من الخطأ في ترتيب كتاب الشفاء في الطبعة المصورة.
https://youtu.be/CtRVYFyfwuA?si=AFd7a0BV0XeMvGwR
.............
* نشرته بعد ذلك في تويتر 22 يونيو 2017م.
@ https://www.group-telegram.com/IFALajmi.com/3187
https://youtu.be/CtRVYFyfwuA?si=AFd7a0BV0XeMvGwR
.............
* نشرته بعد ذلك في تويتر 22 يونيو 2017م.
@ https://www.group-telegram.com/IFALajmi.com/3187
YouTube
خطأ ترتيب طبعة كتاب الشفاء لابن سينا تـ428هـ/1037م || مقطع قديم
هذا "فيديو" سجلته -في بعض مجموعات الواتس- لبيان ما وقع من الخطأ في ترتيب كتاب الشفاء في الطبعة المصورة.
عام نشر الفيديو في تويتر 22 يونيو 2017م
https://x.com/IFALajmi.com/status/877983397393477637?t=O4bcHm9w6HnafOZCwCyt2w&s=19
#فلسفة #ابن_سينا #المنطق #الطبيعيات…
عام نشر الفيديو في تويتر 22 يونيو 2017م
https://x.com/IFALajmi.com/status/877983397393477637?t=O4bcHm9w6HnafOZCwCyt2w&s=19
#فلسفة #ابن_سينا #المنطق #الطبيعيات…
من المسالك الفاسدة في النظر عند بعض العوام من المنتسبين للعلم الديني||
روي عن سعيد بن المسيّب: أنه رأى رجلًا يصلي بعد طلوع الفجر أكثر من ركعتين؛ يكثر فيها الركوع والسجود، فنهاه سعيد عن ذلك. فقال: يا أبا محمد؛ يُعذّبني الله على الصلاة؟ا قال: "لا؛ ولكن يعذبك على خلاف السنة".
إذا تأملت هذا الخبر لا سيما حجة الرجل، ثم وقفت على حقيقة الغلط فيها؛ فقد حصل لك الوقوف على جنس ومسلك من مسالك الاستدلال الفاسدة عند بعض العوام من المنتسبين للعلم الديني ومن هو في حكمهم كالحدادية والتكفيرية والسرورية وسائر الجماعات التي لا تعطي العلم حقه، وبيان ذلك:
أنك إذا تأملت حجة هذا الرجل وجدته أخذ وصفًا من أوصاف هذا الشيء المتنازع فيه وجعله عنوانًا يلحظ به هذا الأمر، فعمل هذا الرجل له أوصاف: أنه صلاة وأنه حركة وأنه لله وأنه مخالف للسنة وغير ذلك من الأوصاف، وكما ترى بعض هذه الأوصاف لا محذور فيه وبعضها هو المحذور، فلما أنكر عليه سعيد بن المسيب ذلك أراد أن يغالطه، فأخذ من الأوصاف: وصف كونها صلاة، وقال كيف تنهى عن الصلاة وهل سيعذبني الله على الصلاة؟ وظاهر أن محل الإنكار ليس كونها صلاة، ولا كونها حركة ولا كونها لله ولا غير ذلك، بل محل الإنكار هو كونها لم يثبت فيها شرط المتابعة، ولا تصح صلاة ولا عبادة إلا بالمتابعة.
وكذلك في كلام هذا الرجل أمر آخر، وهو: أنه جعل النهي عن المقيد نهي عن المطلق، فالنهي الواقع من سعيد المسيب هو عن صلاة مقيدة بوصف مخالف للسنة، وليس محل كلام سعيد هو مطلق الصلاة.
احفظ هذين الغلطين جيدًا:
1- أخذ وصف من الأوصاف ليس هو محل الحكم ومناطه، 2- وجعل حكم المقيد هو حكم المطلق.
والآن لننظر في كلام بعض هؤلاء الفاسدين في نظرهم وفكرهم، ولنأخذ بعض الحجج الواقعة في كلامهم:
1- صفات النووي عندكم أهم من صفات الله!
كل من تابع كلام هؤلاء يجدهم يقولون لمن رد عليهم كلامهم في الطعن في النووي: النووي أنكر بعض صفات الله، ونحن أنكرنا بعض صفات النووي، فدافعتم عن صفات النووي المنكر لصفات الله وتركتم الدفاع عن صفات الله!
هذه الحجة ظاهرة البطلان لكل أحد، ويكفي طردها ليتضح فسادها، ومن ذلك أن يقال لهؤلاء: أنتم تدافعون عن ابن خزيمة وقد غلط في صفات الله، فصفات ابن خزيمة أهم عندكم من صفات الله!
ومن ذلك: أن لازم هذه الحجة عدم الرد على الخوارج المكفرين بالكبيرة، لأن الخارجي له أن يقول: صفات الزاني شارب الخمر هاتك أعراض المحصنات عندكم أهم من حكم الله الذي هو من صفاته، فإني لما كفرته ووصفته بالكفر والظلم والجهل دافعتم عن صفات الزاني شارب الخمر، ولم تدافعوا عن حكم الله وصفته!
وعلى هذا فقس سائر هذا السخيف من القول.
لكن أين الغلط على التحقيق؟
الغلط أن هذا عمد إلى أمر له أوصاف بعضها هو موجب الكلام والخلاف، وبعضها ليس هو محل الخلاف، وتذكر ما تقدم لك من مثال الصلاة، فهاهنا أمور: النووي وكونه ابنًا لزكريا، كونه شافعيًا وكونه أشعريًا، وكذلك هاهنا أمر آخر وهو: كون حكم الله المخصوص هل يجري عليه أم لا، وهذا محل الخلاف، فالمنازع لهؤلاء موجب خلافه أنهم غلطوا في دين الله وحكمه، وأجروا حكم الله في غير محله، فهو يذب عن دين الله لا عن صفات النووي، ولذا لو سألت أحدهم: هل يختلف قولك لو كان الرجل الذي طعنوا فيه ليس النووي بعين مسلكهم هذا؟ فسيقول: لا. فكون هذا الأمر صفة للنووي ليس مناطًا للحكم، بل هو وصف طردي.
وإذا أردت أن تجيب بطريقة سعيد المسيب، فقل: ليست صفات النووي أهم عندي من صفات الله، ولكن دين الله وأحكام شرعه كصفاته عندي يحرم الإلحاد فيها، ومن ألحد فيها فقد وقع في المنكر.
2- أنتم تصححون دين المشركين!
وهذا تراه حال النزاع مع التكفيرين، فيقول لك: هل تكفر فلانًا الواقع في الشرك أو الكفر؟ فإذا قلت له: لا، لا أكفره لأني لم يتبين لي تحقق الكفر فيه بقيام شرطه وانتفاء المانع، فتجده يرد عليك ويقول: إذن أنت تصحح دين المشركين وعباد الأوثان!
والغلط في هذا الكلام ظاهر، ومما يظهر فساده أن تطرد حجته وتقول: هل تكفر عمار بن ياسر لما سب النبي؟ فسيقول: لا فقد كان مكرهًا، فقل له: إذن أنت تصحح دين ساب الرسول والطاعن فيه وفي نبوته!
وإن أردت أن تجيب بجواب سعيد بن المسيب فقل: أنا لا أصحح دين المشركين، وإنما أصحح دين المسلمين، ولم يثبت عندي أن هذا المعين من المشركين بل لعله ثبت عندي أنه معذور كما ثبت عندي وعندك أن عمارًا معذور.
وتحقيق محل الغلط: أنه جعل منازعتك له في المقيد منازعة في المطلق.
يتبع
روي عن سعيد بن المسيّب: أنه رأى رجلًا يصلي بعد طلوع الفجر أكثر من ركعتين؛ يكثر فيها الركوع والسجود، فنهاه سعيد عن ذلك. فقال: يا أبا محمد؛ يُعذّبني الله على الصلاة؟ا قال: "لا؛ ولكن يعذبك على خلاف السنة".
إذا تأملت هذا الخبر لا سيما حجة الرجل، ثم وقفت على حقيقة الغلط فيها؛ فقد حصل لك الوقوف على جنس ومسلك من مسالك الاستدلال الفاسدة عند بعض العوام من المنتسبين للعلم الديني ومن هو في حكمهم كالحدادية والتكفيرية والسرورية وسائر الجماعات التي لا تعطي العلم حقه، وبيان ذلك:
أنك إذا تأملت حجة هذا الرجل وجدته أخذ وصفًا من أوصاف هذا الشيء المتنازع فيه وجعله عنوانًا يلحظ به هذا الأمر، فعمل هذا الرجل له أوصاف: أنه صلاة وأنه حركة وأنه لله وأنه مخالف للسنة وغير ذلك من الأوصاف، وكما ترى بعض هذه الأوصاف لا محذور فيه وبعضها هو المحذور، فلما أنكر عليه سعيد بن المسيب ذلك أراد أن يغالطه، فأخذ من الأوصاف: وصف كونها صلاة، وقال كيف تنهى عن الصلاة وهل سيعذبني الله على الصلاة؟ وظاهر أن محل الإنكار ليس كونها صلاة، ولا كونها حركة ولا كونها لله ولا غير ذلك، بل محل الإنكار هو كونها لم يثبت فيها شرط المتابعة، ولا تصح صلاة ولا عبادة إلا بالمتابعة.
وكذلك في كلام هذا الرجل أمر آخر، وهو: أنه جعل النهي عن المقيد نهي عن المطلق، فالنهي الواقع من سعيد المسيب هو عن صلاة مقيدة بوصف مخالف للسنة، وليس محل كلام سعيد هو مطلق الصلاة.
احفظ هذين الغلطين جيدًا:
1- أخذ وصف من الأوصاف ليس هو محل الحكم ومناطه، 2- وجعل حكم المقيد هو حكم المطلق.
والآن لننظر في كلام بعض هؤلاء الفاسدين في نظرهم وفكرهم، ولنأخذ بعض الحجج الواقعة في كلامهم:
1- صفات النووي عندكم أهم من صفات الله!
كل من تابع كلام هؤلاء يجدهم يقولون لمن رد عليهم كلامهم في الطعن في النووي: النووي أنكر بعض صفات الله، ونحن أنكرنا بعض صفات النووي، فدافعتم عن صفات النووي المنكر لصفات الله وتركتم الدفاع عن صفات الله!
هذه الحجة ظاهرة البطلان لكل أحد، ويكفي طردها ليتضح فسادها، ومن ذلك أن يقال لهؤلاء: أنتم تدافعون عن ابن خزيمة وقد غلط في صفات الله، فصفات ابن خزيمة أهم عندكم من صفات الله!
ومن ذلك: أن لازم هذه الحجة عدم الرد على الخوارج المكفرين بالكبيرة، لأن الخارجي له أن يقول: صفات الزاني شارب الخمر هاتك أعراض المحصنات عندكم أهم من حكم الله الذي هو من صفاته، فإني لما كفرته ووصفته بالكفر والظلم والجهل دافعتم عن صفات الزاني شارب الخمر، ولم تدافعوا عن حكم الله وصفته!
وعلى هذا فقس سائر هذا السخيف من القول.
لكن أين الغلط على التحقيق؟
الغلط أن هذا عمد إلى أمر له أوصاف بعضها هو موجب الكلام والخلاف، وبعضها ليس هو محل الخلاف، وتذكر ما تقدم لك من مثال الصلاة، فهاهنا أمور: النووي وكونه ابنًا لزكريا، كونه شافعيًا وكونه أشعريًا، وكذلك هاهنا أمر آخر وهو: كون حكم الله المخصوص هل يجري عليه أم لا، وهذا محل الخلاف، فالمنازع لهؤلاء موجب خلافه أنهم غلطوا في دين الله وحكمه، وأجروا حكم الله في غير محله، فهو يذب عن دين الله لا عن صفات النووي، ولذا لو سألت أحدهم: هل يختلف قولك لو كان الرجل الذي طعنوا فيه ليس النووي بعين مسلكهم هذا؟ فسيقول: لا. فكون هذا الأمر صفة للنووي ليس مناطًا للحكم، بل هو وصف طردي.
وإذا أردت أن تجيب بطريقة سعيد المسيب، فقل: ليست صفات النووي أهم عندي من صفات الله، ولكن دين الله وأحكام شرعه كصفاته عندي يحرم الإلحاد فيها، ومن ألحد فيها فقد وقع في المنكر.
2- أنتم تصححون دين المشركين!
وهذا تراه حال النزاع مع التكفيرين، فيقول لك: هل تكفر فلانًا الواقع في الشرك أو الكفر؟ فإذا قلت له: لا، لا أكفره لأني لم يتبين لي تحقق الكفر فيه بقيام شرطه وانتفاء المانع، فتجده يرد عليك ويقول: إذن أنت تصحح دين المشركين وعباد الأوثان!
والغلط في هذا الكلام ظاهر، ومما يظهر فساده أن تطرد حجته وتقول: هل تكفر عمار بن ياسر لما سب النبي؟ فسيقول: لا فقد كان مكرهًا، فقل له: إذن أنت تصحح دين ساب الرسول والطاعن فيه وفي نبوته!
وإن أردت أن تجيب بجواب سعيد بن المسيب فقل: أنا لا أصحح دين المشركين، وإنما أصحح دين المسلمين، ولم يثبت عندي أن هذا المعين من المشركين بل لعله ثبت عندي أنه معذور كما ثبت عندي وعندك أن عمارًا معذور.
وتحقيق محل الغلط: أنه جعل منازعتك له في المقيد منازعة في المطلق.
يتبع
3- هل دينك ودين عباد الأصنام واحد؟
لما بين بعض الباحثين أن لفظ الاستغاثة مجمل محتمل عند بعض الشافعية -لا مطلقًا-، وأنه لا تكفير بمحتمل وغير ذلك من الموانع، فلا ينبغي لك تكفير السيوطي وغيره، قال له أحد المكفرين: هل دينك ودين عباد الأصنام واحد؟
وحاصل هذا السؤال أنه يلزمه بأحد أمرين: إما أن يجعل دينه ودين عباد الأصنام واحدًا ولا ريب أن من كان على دين عباد الأصنام فليس على دين الإسلام. وإما أن يقول لا، فيكون قد كفر هؤلاء الذين وقع النزاع فيهم.
ولا ريب أن هذه الحجة سخيفة، ويظهر فسادها بطردها بأن يقال له: هل دينك ودين ساب الرسول واحد؟ فإن قال لا، فأنا ديني الإسلام، فقد كفر عمار بن ياسر، وإن قال نعم ديني ودين شاتم سيد الأولين والآخرين واحد، كان حاكمًا على نفسه بالكفر، فإن شتم النبي ليس دين الإسلام.
ومحل الغلط كما ترى من أخذ المقيد مطلقًا، فجعل الحكم بإسلام من لم يثبت كفره بيقين -فشرط كفره مفقود- كالحكم بإسلام من كفرهم الله ورسولهم وهم عباد الأوثان والأصنام مطلقًا بقطع النظر عن مورده المخصوص، فالمنازعة في المورد المخصوص منازعة عنده في مطلق عباد الأوثان!
ولهذا الباحث أن يقول: ديني ودين عباد الأصنام والمشركين ليس واحدًا، ونزاعنا هل فلان وفلان من المشركين وعباد الأصنام؟ كما أن ديننا ودين شاتم النبي ليس واحدًا، وهذا لا يمنع من القول أن ديننا ودين عمار بن ياسر واحد، لكون عمار كان مكرهًا معذورًا.
هذا، والأمثلة أكثر من ذلك إذا تأملت كلامهم، وأذكر أن أحدهم قال لي: إذا لم تعتقد كفر المستغيث المعين المخصوص فأنت لا تكفر من كفره الله ورسوله!
فقلت له: هل أنت إذا ذهبت إلى السوق تحكم على كل بيع في السوق بأنه حلال؟ أم أنك لا تتبع ذلك وتنظر فيه وتحكم عليه؟
فقال لي: لا أفعل ذلك ولا أحكم بذلك وأنا في السوق.
فقلت له: إذن أنت لا تحل ما أحله الله ورسوله! وهو البيع.
أعني بذلك أن عدم اعتقاد حل البيع المعين ليس فيه عدم اعتقاد حل البيع مطلقا الذي أحله الله ورسوله.
والكلام يحتمل أكثر من هذا، لكن لعل ذلك يفتح بابًا لأحدهم فيكتب في المسالك الخاطئة في النظر عند بعض المنتسبين للعلم الديني.
@ https://www.group-telegram.com/IFALajmi.com/3188
لما بين بعض الباحثين أن لفظ الاستغاثة مجمل محتمل عند بعض الشافعية -لا مطلقًا-، وأنه لا تكفير بمحتمل وغير ذلك من الموانع، فلا ينبغي لك تكفير السيوطي وغيره، قال له أحد المكفرين: هل دينك ودين عباد الأصنام واحد؟
وحاصل هذا السؤال أنه يلزمه بأحد أمرين: إما أن يجعل دينه ودين عباد الأصنام واحدًا ولا ريب أن من كان على دين عباد الأصنام فليس على دين الإسلام. وإما أن يقول لا، فيكون قد كفر هؤلاء الذين وقع النزاع فيهم.
ولا ريب أن هذه الحجة سخيفة، ويظهر فسادها بطردها بأن يقال له: هل دينك ودين ساب الرسول واحد؟ فإن قال لا، فأنا ديني الإسلام، فقد كفر عمار بن ياسر، وإن قال نعم ديني ودين شاتم سيد الأولين والآخرين واحد، كان حاكمًا على نفسه بالكفر، فإن شتم النبي ليس دين الإسلام.
ومحل الغلط كما ترى من أخذ المقيد مطلقًا، فجعل الحكم بإسلام من لم يثبت كفره بيقين -فشرط كفره مفقود- كالحكم بإسلام من كفرهم الله ورسولهم وهم عباد الأوثان والأصنام مطلقًا بقطع النظر عن مورده المخصوص، فالمنازعة في المورد المخصوص منازعة عنده في مطلق عباد الأوثان!
ولهذا الباحث أن يقول: ديني ودين عباد الأصنام والمشركين ليس واحدًا، ونزاعنا هل فلان وفلان من المشركين وعباد الأصنام؟ كما أن ديننا ودين شاتم النبي ليس واحدًا، وهذا لا يمنع من القول أن ديننا ودين عمار بن ياسر واحد، لكون عمار كان مكرهًا معذورًا.
هذا، والأمثلة أكثر من ذلك إذا تأملت كلامهم، وأذكر أن أحدهم قال لي: إذا لم تعتقد كفر المستغيث المعين المخصوص فأنت لا تكفر من كفره الله ورسوله!
فقلت له: هل أنت إذا ذهبت إلى السوق تحكم على كل بيع في السوق بأنه حلال؟ أم أنك لا تتبع ذلك وتنظر فيه وتحكم عليه؟
فقال لي: لا أفعل ذلك ولا أحكم بذلك وأنا في السوق.
فقلت له: إذن أنت لا تحل ما أحله الله ورسوله! وهو البيع.
أعني بذلك أن عدم اعتقاد حل البيع المعين ليس فيه عدم اعتقاد حل البيع مطلقا الذي أحله الله ورسوله.
والكلام يحتمل أكثر من هذا، لكن لعل ذلك يفتح بابًا لأحدهم فيكتب في المسالك الخاطئة في النظر عند بعض المنتسبين للعلم الديني.
@ https://www.group-telegram.com/IFALajmi.com/3188
سألني أحدهم عن القصة المنسوبة للجهم بن صفوان تـ128هـ/746م وهي: أن أعرابيا مر على الجهم بن صفوان وهو يدعو الناس إلى مذهبه الباطل، فأنشد الأعرابي قوله :
ألا إن جهما كافر بانَ كُـفره
ومَن قال يوما قول جهم فقد كفر
لقد جنَّ جهم إذ يُسمي إلهـه
سميعاً بلا سمعا بصـيرا بلا بصـر
عليما بلا علم رضيا بلا رضـا
لطيفا بلا لطف خبـيراً بلا خبـر
...إلى آخر الأبيات.
وهذه القصة لا أعلم لها سندًا ويظهر عليها أثر الصنعة، ولعلها من وضع بعض المتأخرين عن زمن جهم بقرون، مع اعترافي بعدم استفراغ وسعي في البحث، فأقدم من وقفت عليه أوردها حميد الدين الضرير الرامشي الحنفي تـ667هـ/1269م؟ كما أن واضعها لا يعرف مذهب الجهم، ومن ذلك قوله: (عليم بلا علم)، فالجهم بن صفوان يقول بأن لله علما حادثا فيما يحكيه أهل المقالات، وثم أمور أخرى تظهر لمن تأمل أدنى تأمل والله أعلم.
@ https://www.group-telegram.com/IFALajmi.com/3190
ألا إن جهما كافر بانَ كُـفره
ومَن قال يوما قول جهم فقد كفر
لقد جنَّ جهم إذ يُسمي إلهـه
سميعاً بلا سمعا بصـيرا بلا بصـر
عليما بلا علم رضيا بلا رضـا
لطيفا بلا لطف خبـيراً بلا خبـر
...إلى آخر الأبيات.
وهذه القصة لا أعلم لها سندًا ويظهر عليها أثر الصنعة، ولعلها من وضع بعض المتأخرين عن زمن جهم بقرون، مع اعترافي بعدم استفراغ وسعي في البحث، فأقدم من وقفت عليه أوردها حميد الدين الضرير الرامشي الحنفي تـ667هـ/1269م؟ كما أن واضعها لا يعرف مذهب الجهم، ومن ذلك قوله: (عليم بلا علم)، فالجهم بن صفوان يقول بأن لله علما حادثا فيما يحكيه أهل المقالات، وثم أمور أخرى تظهر لمن تأمل أدنى تأمل والله أعلم.
@ https://www.group-telegram.com/IFALajmi.com/3190
مما كتبه ابن تيمية تـ728هـ/1328م بخطه في آخر حياته أبياته المشهورة التي ذكرها ابن القيم تـ751هـ/1350م، ومطلعها:
أنا الفقير إلى رب البريات
أنا المسيكين في مجموع حالاتي
وهي مشهورة، ويبدو لي أنه كان يشير فيها لمذهبه في علة الافتقار من كونه ذاتيا، فالحدوث والإمكان ليسا بعلة في ثبوت الافتقار، بل الفقر للممكن ذاتي، وذاك في قوله:
والفقر لي وصف ذات لازم أبدا
كما الغنى أبدا وصف له ذاتي
وهذه الحال حال الخلق أجمعهم
وكلهم عنده عبد له آتي
فحتى في المناجاة يفرع على بحوثه الفلسفية :)
@ https://www.group-telegram.com/IFALajmi.com/3191
أنا الفقير إلى رب البريات
أنا المسيكين في مجموع حالاتي
وهي مشهورة، ويبدو لي أنه كان يشير فيها لمذهبه في علة الافتقار من كونه ذاتيا، فالحدوث والإمكان ليسا بعلة في ثبوت الافتقار، بل الفقر للممكن ذاتي، وذاك في قوله:
والفقر لي وصف ذات لازم أبدا
كما الغنى أبدا وصف له ذاتي
وهذه الحال حال الخلق أجمعهم
وكلهم عنده عبد له آتي
فحتى في المناجاة يفرع على بحوثه الفلسفية :)
@ https://www.group-telegram.com/IFALajmi.com/3191