group-telegram.com/byan_alsamaa/2012
Last Update:
أدب الثّناء على الله:
من أسباب إجابة الدُّعاء المغفول عنها والتي يتّضح بها معنى التأدُّب مع الله؛ ابتداء الدُّعاء بالحمد والثناء، والتعرّض له بأنواع المَحامد بذكر أوصاف الجَلال، ومن تتبّع مَواطن سورة الفاتحة؛ عرف السِّر الذي لأجله تقدّم قوله تعالى: ﴿اهدنا الصِّراط المُستقيم﴾، بعد آيات الثناء والتَّمجيد، يقول ابن القيّم رحمه الله: "لمّا كان سؤال الله الهداية إلى الصّراط المُستقيم أجلّ المَطالب ونيله أشرف المَواهب؛ علّم الله عباده كيفيّة سؤاله، وأمَرهم أن يُقدّموا بين يديه حمده والثناء عليه، ثمّ ذكر عبوديّتهم وتوحيدهم، فهاتان وسيلتان إلى مطلوبهم: توسّل إليه بأسمائه وصفاته، وتوسل إليه بعبوديّته، وهاتان الوسيلتان لا يكاد يُردّ معهما الدُّعاء".
ومن الأمثلة القُرآنية في أدب الثناء قبل الدُّعاء؛ قول يوسف عليه السّلام: ﴿ربّ قد آتيتني من المُلك وعلّمتني من تأويل الأحاديث فاطرَ السّموات والأرض أنت وليِّي في الدُّنيا والآخرة توفّني مُسلمًا وألحقني بالصّالحين﴾.
ودُعاء المَلائكة حين أقرّوا بذكر نعمه وأفضاله: ﴿ربّنا وسعت كلّ شيء رحمةً وعلمًا فاغفر للذين تابوا واتّبعوا سبيلك وقهِم عذابَ الجحيم﴾.
فلو أنّ هُناك ملَكًا في الدّنيا أتى ليُلبّي حاجات من أمامه، يجد أحدنا أنّ هناك من يبذل له قبل السُّؤال شِعرًا يتخلّله من المَحامد والثناء ما يُطرب له المَسامع والآذان، ولربّما كان شعرًا يجوّده من نفيس وقته وحضور قلبه، ويبذل فيه من حُسن انتقاء ألفاظ المَديح ما يستدعي قبول حاجته، فإذا كانت هذه المُعاملة بين لا يملكون لأنفسهم نفعًا ولا ضرّا؛ سببٌ لبلوغ المُراد، فكيف بالله الغنيّ ولله المثل الأعلى، أليس من التّوقير أن يُحسن المؤمن الثناء عليه قبل عرض حوائجه، فإنّ الله أولى بالجميل، وهذه الآداب القُرآنية التي تعلّم المؤمن وترشده للتخلُّق بخُلق الأدب الرّفيع مع الله تعالى قبل سؤاله ودعائه، مما يستوجب منه تمثّلا وانقيادًا للعمَل بمَضامين الآيات، نسأله تعالى أن يتجاوز عنّا، فهو الغنيّ، لا نُحصي ثناءً عليه كما هو أثنى على نفسه.
BY قناة | بَيــان.
Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260
Share with your friend now:
group-telegram.com/byan_alsamaa/2012