Forwarded from قناة أحمد عامر
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
الشهيد الحبيب عز الدين تيسير
استُشهد اليوم في غزة، نحسبه من الشهداء ولا نزكي على الله أحداً ..
كان أحد طلاب برنامج إثمار 2، وتخرّج من غراس قبل عامين ..
وهذه تلاوته في الحفل الختامي، نحتسبها من الصدقة الجارية التي تبقى له بإذن الله ..
وقد ختم المقدّم بالدعاء له:
“سقاك الله من حوض نبيه محمد ﷺ، شربةً لا تظمأ بعدها أبداً.”
اللهم آمين، آمين ..
استُشهد اليوم في غزة، نحسبه من الشهداء ولا نزكي على الله أحداً ..
كان أحد طلاب برنامج إثمار 2، وتخرّج من غراس قبل عامين ..
وهذه تلاوته في الحفل الختامي، نحتسبها من الصدقة الجارية التي تبقى له بإذن الله ..
وقد ختم المقدّم بالدعاء له:
“سقاك الله من حوض نبيه محمد ﷺ، شربةً لا تظمأ بعدها أبداً.”
اللهم آمين، آمين ..
ضجيج السوشيال ميديا لا ينبغي أن يتحول لميدان النضال للإنسان، لابد أن يكون لكل إنسان يعرف مقدار نفسه أن يكون له حظه الكامل من النضال في حياته الواقعية، وألا يضيع نفسه. وقد خرج البخاري، قال ربيعة: لا ينبغي لأحد عنده شيء من العلم أن يضيع نفسه.
إسرائيل تُخضع المنطقة.
بهذا المنطق ينبغي أن تتحدث النخب في الرأي العام، وليس بمنطق أذرع إيران قتلنا سابقا فنشمت فيها اليوم ونقطة!
من يفرح بقتل من قتل أخاه فلا يُلام، ولا أحد يشق على قلب أحد في فرح أو حزن، لكن علينا ألا ننسى البلية الكبرى: أن إسرائيل تُخضع المنطقة، وتضرب أي نقطة تريدها في الشرق الأوسط، وأن سوريا جزء من هذه المنطقة، بل في قلبها.
التفكير بمنطق المناكفة فقط في هذه الأحداث الكبرى خطأ ... إيران اليوم لا وجود لها في سوريا وقد قُطعت أغلب أذرعها التخريبية فيها، واضمحلت في بقية المنطقة، لكن أذرع إسرائيل تمد أكثر وأكثر وأكثر...
ولا ننسى أن حوالي 500 غارة شنتها إسرائيل على سوريا في آخر 6 أشهر فقط، واحدة منها في على حافة القصر الجمهوري!
بهذا المنطق ينبغي أن تتحدث النخب في الرأي العام، وليس بمنطق أذرع إيران قتلنا سابقا فنشمت فيها اليوم ونقطة!
من يفرح بقتل من قتل أخاه فلا يُلام، ولا أحد يشق على قلب أحد في فرح أو حزن، لكن علينا ألا ننسى البلية الكبرى: أن إسرائيل تُخضع المنطقة، وتضرب أي نقطة تريدها في الشرق الأوسط، وأن سوريا جزء من هذه المنطقة، بل في قلبها.
التفكير بمنطق المناكفة فقط في هذه الأحداث الكبرى خطأ ... إيران اليوم لا وجود لها في سوريا وقد قُطعت أغلب أذرعها التخريبية فيها، واضمحلت في بقية المنطقة، لكن أذرع إسرائيل تمد أكثر وأكثر وأكثر...
ولا ننسى أن حوالي 500 غارة شنتها إسرائيل على سوريا في آخر 6 أشهر فقط، واحدة منها في على حافة القصر الجمهوري!
حري بمن فرح بضرب إيران صباحا وأظهر الفرح بذلك أن يكون فرحه أضعافا أضعافا أضعافا بضرب الكيان المحتل.
إن كان يعرف الإسلام حقا ومنازل الأمور فيه، ويعرف العالم الذي يعيش فيه وخارطة أعداءه...
إن كان يعرف الإسلام حقا ومنازل الأمور فيه، ويعرف العالم الذي يعيش فيه وخارطة أعداءه...
من أهم ما استثمرت فيه إسرائيل في السنوات الماضية: التقنية وما يتصل بها، وهي اليوم تحصد ثمار ذلك عبر الاختراقات التي تقوم بها بسلاسة ودون كلفة تُذكر.
ويُخطئ من يظن أن الجاسوسية في زماننا مقتصرة على تجنيد العناصر البشرية فحسب؛ إذ تكفي أجهزة الاستخبارات اليوم المعلومات التي يعرفها عنك الذكاء الاصطناعي، فكيف إذا كان الكيان يحصل على ما يشاء من جلّ أجهزة المخابرات في العالم، فضلًا عمّا طوّره هو ذاته من تقنيات تجسس؟
البرمجة في هذه البقعة (تل أبيب) متطورة للغاية، وكم سمعتُ من عدد من الأصدقاء المبرمجين – ممن يعملون في شركات عالمية – أن لتلك الشركات فروعًا في تل أبيب. حتى في حرب صناعة أشباه الموصلات – التي تُعد من أكبر نقاط التوتر بين الصين وأمريكا – يوجد مختبر في تل أبيب لتطويرها!
لا شك أن حجم مشاريع التجسس التي أخرجها الكيان، سواء ما نعرفه (مثل بيغاسوس وأمثاله)، أو ما لا نعرفه ولكن نرى آثاره (كالبيجر، واختراقات إيران، وغيرها)، أو ما لا نعرفه ولا نرى آثاره أصلًا = شيء بالغ الضخامة.
ولا شك أيضًا أن في المسلمين عباقرة في هذه المجالات، ومن يعمل في الشركات العملاقة في الخارج يدرك كم العرب المشاركين فيها. لكن أين هو السياق الذي يجمعهم؟ وأين المشروع الذي يستثمر جهدهم؟! هذا هو مربط الفرس؛ فبدون سياق جامع، لن تُستثمر الفرص المتاحة مهما عظُمت.
العلوم التقنية والأداتية – ومنها التسليح – ضرورة لا رفاهية، وهي المحرّك الرئيس أحيانًا كثيرة، لا الفكر والنظريات. ومن أراد أن يملك زمام أمره، فلا بد له من أن يستثمر فيها. وقد فعلت ذلك إيران أيضًا بما قدرت عليه ووظفت فيها طاقات ضخمة، لأنها تملك مشروعًا قوميًّا – هو مشروع القنبلة النووية – وإن كانت المسافة بين المشروعين شاسعة من الامكانات…
والحمد لله الذي خلق العالم وبرأه، ويقلّب أيامه كيف يشاء…
ويُخطئ من يظن أن الجاسوسية في زماننا مقتصرة على تجنيد العناصر البشرية فحسب؛ إذ تكفي أجهزة الاستخبارات اليوم المعلومات التي يعرفها عنك الذكاء الاصطناعي، فكيف إذا كان الكيان يحصل على ما يشاء من جلّ أجهزة المخابرات في العالم، فضلًا عمّا طوّره هو ذاته من تقنيات تجسس؟
البرمجة في هذه البقعة (تل أبيب) متطورة للغاية، وكم سمعتُ من عدد من الأصدقاء المبرمجين – ممن يعملون في شركات عالمية – أن لتلك الشركات فروعًا في تل أبيب. حتى في حرب صناعة أشباه الموصلات – التي تُعد من أكبر نقاط التوتر بين الصين وأمريكا – يوجد مختبر في تل أبيب لتطويرها!
لا شك أن حجم مشاريع التجسس التي أخرجها الكيان، سواء ما نعرفه (مثل بيغاسوس وأمثاله)، أو ما لا نعرفه ولكن نرى آثاره (كالبيجر، واختراقات إيران، وغيرها)، أو ما لا نعرفه ولا نرى آثاره أصلًا = شيء بالغ الضخامة.
ولا شك أيضًا أن في المسلمين عباقرة في هذه المجالات، ومن يعمل في الشركات العملاقة في الخارج يدرك كم العرب المشاركين فيها. لكن أين هو السياق الذي يجمعهم؟ وأين المشروع الذي يستثمر جهدهم؟! هذا هو مربط الفرس؛ فبدون سياق جامع، لن تُستثمر الفرص المتاحة مهما عظُمت.
العلوم التقنية والأداتية – ومنها التسليح – ضرورة لا رفاهية، وهي المحرّك الرئيس أحيانًا كثيرة، لا الفكر والنظريات. ومن أراد أن يملك زمام أمره، فلا بد له من أن يستثمر فيها. وقد فعلت ذلك إيران أيضًا بما قدرت عليه ووظفت فيها طاقات ضخمة، لأنها تملك مشروعًا قوميًّا – هو مشروع القنبلة النووية – وإن كانت المسافة بين المشروعين شاسعة من الامكانات…
والحمد لله الذي خلق العالم وبرأه، ويقلّب أيامه كيف يشاء…
قناة محمد فتوح
خطوة كانت ينبغي أن تبدأ يوم 8 أكتوبر 2023!
لكن، لعل تأخيرها كان سببا في تحرير سوريا، ولله في تقديره شؤون!
خطورة هذه الحرب أن الكيان إذا انتصر فيها = فقد أخضع المنطقة بالكلية ولا يستطيع أحد أن يرفع رأسا أمامه!
لم أتحمس يوما لنظام إيران، وكنت أرى أهمية تقليص أذرعها عن بقية المسلمين في العواصم التي عاثت فيها فسادًا أو قصرها على المحتل الأصلي، لكن الحقيقة الماثلة الآن أن زوال مناوشة هؤلاء سيجعل من هم أشد منهم فجورًا لهم السيادة التامة على هذه المنطقة الحزينة!
فإذا كُسرت إيران تماما = فلن يقف أمام أحلام الصهاينة أحد ألبتة، وسيكون الدور على استنزاف تركيا من خلال سوريا (أو التطبيع والإذلال التام) فضلا عن مصر والأردن والخليج، والذين هم من الآن خارج مشهد المناوئة!
لن يسمح الفجار بقوة أخرى/تهديد جديد محتمل في الشرق الأوسط بعد 7 أكتوبر! الكل سيكون تبعًا لشرطي حارة الشرط الأوسط الصهيوني!
لا قدر الله ذلك ولا قضاه! وقدر الله نافذ، وهو يداول الأيام بين الناس بقدره وقدرته، فعسى تدول عليهم الأيام في حياتنا!
لم أتحمس يوما لنظام إيران، وكنت أرى أهمية تقليص أذرعها عن بقية المسلمين في العواصم التي عاثت فيها فسادًا أو قصرها على المحتل الأصلي، لكن الحقيقة الماثلة الآن أن زوال مناوشة هؤلاء سيجعل من هم أشد منهم فجورًا لهم السيادة التامة على هذه المنطقة الحزينة!
فإذا كُسرت إيران تماما = فلن يقف أمام أحلام الصهاينة أحد ألبتة، وسيكون الدور على استنزاف تركيا من خلال سوريا (أو التطبيع والإذلال التام) فضلا عن مصر والأردن والخليج، والذين هم من الآن خارج مشهد المناوئة!
لن يسمح الفجار بقوة أخرى/تهديد جديد محتمل في الشرق الأوسط بعد 7 أكتوبر! الكل سيكون تبعًا لشرطي حارة الشرط الأوسط الصهيوني!
لا قدر الله ذلك ولا قضاه! وقدر الله نافذ، وهو يداول الأيام بين الناس بقدره وقدرته، فعسى تدول عليهم الأيام في حياتنا!
ملحوظة هامشية لا تغير شيئا -برأيي- من الموقف من الحرب الحاليّة. وأردت الإشارة إليها لأني وجدت اعتقاد عند البعض أن كل الفرس (من سكن أرض فارس وليس إيران فقط) هم بالضرورة من الشيعة الخُلص، واعتقاد عند البعض الآخر أن كل الفرس هم من المجوس الذين تدثروا بدثار الإسلام وأرادوا إبطاله دون الدخول في حقيقته!
تاريخيا كان التسنن هو الغالب -بل هو الأصل- في إيران (أو في بلاد فارس بالتسمية القديمة) وما خلفها من بلاد ما وراء النهر، ومن هذه البلاد خرج فطاحل علماء الإسلام في الحديث والسنة والعربية والفقه (وبخاصة الحنفي)، ومن سمع أسماء العلماء الذين خرجوا من هذه البلاد لَظنّ أن علم الإسلام إنما استقر فيها حتى القرن الخامس الهجري. فمنهم علماء الإسلام الذين تعرف بهم كتب السنة وفيهم من قعدّ للنحو والصرف والبلاغة ومنهم من حمل المذاهب الفقهية، بل لهم بُنيت النظامية في بغداد ومدارس ما وراء النهر [في ترجمة تقي السبكي لأبي إسحاق الشيرازي (وهي إحدى بلاد إيران المعاصرة) قال: وله بُنيت النظامية في بغداد - طبقات الشافعي]. ومن أراد أن يعرف ذلك شئيا من هذا العلم السُني وأسماء هؤلاء العلماء والأمصار العلمية في هذه الديار، وكل ذلك في صفحات قليلة فليُطالع رسالة الذهبي القصيرة المفيدة (الأمصار ذوات الآثار) ويرى كيف انتشر العلم في هذه البلاد ثم كيف اندثر منها (ويقصد الذهبي بالآثار في رسالته علوم الأثر والأسانيد). كل ذلك -وغيره- دفع رجلا مثل ابن خلدون لأن يقول قولته الشهيرة (أن حملة العلم في الملة الإسلامية أكثرهم العجم - المقدمة)، وكان يقصد هؤلاء خاصة! وهو قول لا يسلم له إطلاقه، وقد تعقبه فأحسن د. ناجي معروف في مجلداته الثلاثة عروبة العلماء المنسوبين إلى البلدان الأعجمية، على مشوبة قومية في هذا الكتاب وملابسات تأليفه!
نعم، كان هناك فترات شيعية في هذه البلاد لا شك، لكنها فترات عارضة وليست أصلا، وقد مرت بها كثير من حواضر الإسلام. بل إن العالم الإسلامي كله كاد أن يُحكم من الشيعة في القرن الثالث والرابع الهجري، من الدولة العبيدية الفاطمية في مصر وشمال أفريقيا، والبويهيّون في شيراز ثم بغداد بعد سيطرتهم على الخلافة العباسية، والحمدانيّون في الموصل وحلب، وغيرها من الدويلات الشريعة الزيدية أو العلوية في فاس كالأدارسة وطبرستان (آل طاهر وآل ناصر) واليمن (الإمامية في صنعاء)، والقرامطة الذين استولوا على الحجاز واقتلعوا الحجر الأسود فترة من الزمان، حتى أثروا على دين الناس في الحجاز، معقل دين الإسلام، فلما ذكر الذهبي تلاشي العلم في المدينة علق السخاوي فقال: "... سيما وقد سكنها جماعة من الروافض، وتحكموا بها، وغلب أمرهم عليها، ولكن نشأ بها في القرنين الثامن والتاسع أفراد من العلماء في غالب المذاهب والفنون، انتفع بهم أهل السنة، وفيهم ممن صنف عدد يسير، والسنة بحمد الله الآن معتضدة بمن شاء الله من فضلائها، من قضاتها وغيرهم. نفعني الله ببركاتهم - الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ للسخاوي". ومن المفارقات العجيبة أن أبا حامد الغزالي ألف فضائح الباطنية نقدا للتشيع الباطني الذي كان أشد غلوًّا من الإمامية والذي قد أغرق الأمة المحمدية، لكن أبو حامد كان طوسيّ النشأة (إيراني بالمصطلح الحديث) وكتب كتبه بالفارسة كما العربية.
إنما تجذر التشيع التشيع (أعني الإمامي منه) في إيران متأخر جدًا، فلم ينتشر بهذه الصورة النهائية ويستقر في حواضر إيران الكبرى إلا في عصر الصفويين [1501-1736م] بعدما مزجت الجغرافيا بالسياسة الصفوية في حربهم ضد العثمانيين، وتطور المذهب (وتطورت خرفاته أيضا) ثم فرض بحد السيف! ثم ما كان لهذا المذهب من إحياء له (لمدرسته الثورية إن صح التعبير) على يد الخميني في ثورته.
أقول شيئا من هذا التاريخ لأن تضاعيفه تغيب عن كثير من أهل هذه المنطقة فيظن الظان أن هذه البلاد طوال تاريخها كانت في رداء الإمامية والأمر ليس كذلك ألبتة، ومن أراد أن يطالع شيئا من تاريخ وحضارة إيران السنية فدونه كتاب "إيران السنية - الحياة الدينية قبل الصفويين" للدكتور ممدوح رمضان.
ثمة نغمة أخرى تقول بلاد فارس الزرداشتية التي كانت مزدهرة ثم جاء الإسلام فمحا حضارتها، والتي يتغنى بها كثير من القوميين. والحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة أولا، وثانيا: أن هذه الفرضية لا تثبت قط عند البحث العلمي، طالما يتحدث القوم بلغة العلم والتاريخ، ويزعمون أن الإسلام أتى بالتجهيل بدل الحضارة، لكن لعل لهذا حديث آخر إن شاء الله.
تاريخيا كان التسنن هو الغالب -بل هو الأصل- في إيران (أو في بلاد فارس بالتسمية القديمة) وما خلفها من بلاد ما وراء النهر، ومن هذه البلاد خرج فطاحل علماء الإسلام في الحديث والسنة والعربية والفقه (وبخاصة الحنفي)، ومن سمع أسماء العلماء الذين خرجوا من هذه البلاد لَظنّ أن علم الإسلام إنما استقر فيها حتى القرن الخامس الهجري. فمنهم علماء الإسلام الذين تعرف بهم كتب السنة وفيهم من قعدّ للنحو والصرف والبلاغة ومنهم من حمل المذاهب الفقهية، بل لهم بُنيت النظامية في بغداد ومدارس ما وراء النهر [في ترجمة تقي السبكي لأبي إسحاق الشيرازي (وهي إحدى بلاد إيران المعاصرة) قال: وله بُنيت النظامية في بغداد - طبقات الشافعي]. ومن أراد أن يعرف ذلك شئيا من هذا العلم السُني وأسماء هؤلاء العلماء والأمصار العلمية في هذه الديار، وكل ذلك في صفحات قليلة فليُطالع رسالة الذهبي القصيرة المفيدة (الأمصار ذوات الآثار) ويرى كيف انتشر العلم في هذه البلاد ثم كيف اندثر منها (ويقصد الذهبي بالآثار في رسالته علوم الأثر والأسانيد). كل ذلك -وغيره- دفع رجلا مثل ابن خلدون لأن يقول قولته الشهيرة (أن حملة العلم في الملة الإسلامية أكثرهم العجم - المقدمة)، وكان يقصد هؤلاء خاصة! وهو قول لا يسلم له إطلاقه، وقد تعقبه فأحسن د. ناجي معروف في مجلداته الثلاثة عروبة العلماء المنسوبين إلى البلدان الأعجمية، على مشوبة قومية في هذا الكتاب وملابسات تأليفه!
نعم، كان هناك فترات شيعية في هذه البلاد لا شك، لكنها فترات عارضة وليست أصلا، وقد مرت بها كثير من حواضر الإسلام. بل إن العالم الإسلامي كله كاد أن يُحكم من الشيعة في القرن الثالث والرابع الهجري، من الدولة العبيدية الفاطمية في مصر وشمال أفريقيا، والبويهيّون في شيراز ثم بغداد بعد سيطرتهم على الخلافة العباسية، والحمدانيّون في الموصل وحلب، وغيرها من الدويلات الشريعة الزيدية أو العلوية في فاس كالأدارسة وطبرستان (آل طاهر وآل ناصر) واليمن (الإمامية في صنعاء)، والقرامطة الذين استولوا على الحجاز واقتلعوا الحجر الأسود فترة من الزمان، حتى أثروا على دين الناس في الحجاز، معقل دين الإسلام، فلما ذكر الذهبي تلاشي العلم في المدينة علق السخاوي فقال: "... سيما وقد سكنها جماعة من الروافض، وتحكموا بها، وغلب أمرهم عليها، ولكن نشأ بها في القرنين الثامن والتاسع أفراد من العلماء في غالب المذاهب والفنون، انتفع بهم أهل السنة، وفيهم ممن صنف عدد يسير، والسنة بحمد الله الآن معتضدة بمن شاء الله من فضلائها، من قضاتها وغيرهم. نفعني الله ببركاتهم - الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ للسخاوي". ومن المفارقات العجيبة أن أبا حامد الغزالي ألف فضائح الباطنية نقدا للتشيع الباطني الذي كان أشد غلوًّا من الإمامية والذي قد أغرق الأمة المحمدية، لكن أبو حامد كان طوسيّ النشأة (إيراني بالمصطلح الحديث) وكتب كتبه بالفارسة كما العربية.
إنما تجذر التشيع التشيع (أعني الإمامي منه) في إيران متأخر جدًا، فلم ينتشر بهذه الصورة النهائية ويستقر في حواضر إيران الكبرى إلا في عصر الصفويين [1501-1736م] بعدما مزجت الجغرافيا بالسياسة الصفوية في حربهم ضد العثمانيين، وتطور المذهب (وتطورت خرفاته أيضا) ثم فرض بحد السيف! ثم ما كان لهذا المذهب من إحياء له (لمدرسته الثورية إن صح التعبير) على يد الخميني في ثورته.
أقول شيئا من هذا التاريخ لأن تضاعيفه تغيب عن كثير من أهل هذه المنطقة فيظن الظان أن هذه البلاد طوال تاريخها كانت في رداء الإمامية والأمر ليس كذلك ألبتة، ومن أراد أن يطالع شيئا من تاريخ وحضارة إيران السنية فدونه كتاب "إيران السنية - الحياة الدينية قبل الصفويين" للدكتور ممدوح رمضان.
ثمة نغمة أخرى تقول بلاد فارس الزرداشتية التي كانت مزدهرة ثم جاء الإسلام فمحا حضارتها، والتي يتغنى بها كثير من القوميين. والحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة أولا، وثانيا: أن هذه الفرضية لا تثبت قط عند البحث العلمي، طالما يتحدث القوم بلغة العلم والتاريخ، ويزعمون أن الإسلام أتى بالتجهيل بدل الحضارة، لكن لعل لهذا حديث آخر إن شاء الله.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
وقع أمامي بالصدفة هذا المقطع، فاستملحت عنوانه على مضمونه، وأحببت أن أسجل هنا كلمة عرضية:
لماذا أوالي هذا الشيخ [الحبيب] أستاذنا أحمد السيد، بل أراه من أمثل من على الساحة ومن أولاهم بالدعم والموازرة في مختلف الميادين؟
لأنه يعرف قضايا اشتغاله والدور الواجب عليه [وعلى المشايخ والمربين جملة] فلا يهرب منها إلى قضايا وهمية.
فتجده يقول هذا الكلام الذي يقوله في سياق كلام يأتي إليه من مقطع لمجلس حديثي (عنوانه في داخل الفيديو)، وهو من طلبة العلم بالحديث.
وعلى مثل هذا التكامل بين العلم والعمل والواقع فلتربوا الشباب وطلبة العلم أيها المشايخ، فالواقع لا يحتاج لكثرة معلومات وإنما ينقصه من يفقه هذه المعاني ويتحرك للدين بهذه الروح...
وإن أردتم شاهد لكلامي، فدونكم طلاب برامج هذا الرجل في صفوف غزة الأولى وفي مساجد سوريا، لم تعرفهم الميادين أحلاس الصوامع، بل فرسان الحركة والعمل. (والفضل لله أولا وأخيرا)
وحق لمن تشربوا بهذه المعاني أن يفاخروا بما حازوا، وأن يفاخروا بمن رباهم عليها!
اللهم اجعلني من المصلحين ومن السائرين في ركابهم...
لماذا أوالي هذا الشيخ [الحبيب] أستاذنا أحمد السيد، بل أراه من أمثل من على الساحة ومن أولاهم بالدعم والموازرة في مختلف الميادين؟
لأنه يعرف قضايا اشتغاله والدور الواجب عليه [وعلى المشايخ والمربين جملة] فلا يهرب منها إلى قضايا وهمية.
فتجده يقول هذا الكلام الذي يقوله في سياق كلام يأتي إليه من مقطع لمجلس حديثي (عنوانه في داخل الفيديو)، وهو من طلبة العلم بالحديث.
وعلى مثل هذا التكامل بين العلم والعمل والواقع فلتربوا الشباب وطلبة العلم أيها المشايخ، فالواقع لا يحتاج لكثرة معلومات وإنما ينقصه من يفقه هذه المعاني ويتحرك للدين بهذه الروح...
وإن أردتم شاهد لكلامي، فدونكم طلاب برامج هذا الرجل في صفوف غزة الأولى وفي مساجد سوريا، لم تعرفهم الميادين أحلاس الصوامع، بل فرسان الحركة والعمل. (والفضل لله أولا وأخيرا)
وحق لمن تشربوا بهذه المعاني أن يفاخروا بما حازوا، وأن يفاخروا بمن رباهم عليها!
اللهم اجعلني من المصلحين ومن السائرين في ركابهم...
في كل معركة وجود حقيقية مع الكيان يهرول فيها الأمريكي للدفاع عنه = يتجلى أكثر وأكثر درجة عجزه على البقاء دون الدعم اللامتناهي من الأمريكان القابعين خلف مياه الأطلسي وإمكانياتهم المسخرة له ليل نهار، ومن خلفهم الأوروبيون بدرجة أقل.
وهذا من جنس حبل الناس الذي كتبه الله على هؤلاء القوم وأخبر به في كتابه.
"ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون"
وهو مؤذن بشتات أمرهم وزوال أمرهم ما انقطع عنهم هذا الحبل (أو قطع)... ولاشك أنه مقطوع بنص الكتاب الخالد "وإن عدتم عدنا".
والله يحينا لنرى هذا اليوم..
وهذا من جنس حبل الناس الذي كتبه الله على هؤلاء القوم وأخبر به في كتابه.
"ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون"
وهو مؤذن بشتات أمرهم وزوال أمرهم ما انقطع عنهم هذا الحبل (أو قطع)... ولاشك أنه مقطوع بنص الكتاب الخالد "وإن عدتم عدنا".
والله يحينا لنرى هذا اليوم..
التنابز بالوطنيات المشتعل بين بعض الناس لاختلاف توجهاتهم السياسية أو انتمائهم الوطني = مثير للشفقة (وهذه كلمة مهذبة لما يستحق أن يوصف به).
"في الوقت الذي كان فيه محمد الفاتح يحشو مدافعه بالبارود ليدك على البيزنطيين حصون القسطنطينية، كان علماؤها ومفكروها داخل المدينة منهمكين في نقاش حار عن جنس الملائكة هل هم ذكران أم إناث وعن حجم إبليس هل هو تسعه غرفة أم دار ؟ وهل يسوع المسيح في أصله بشر أم إله أم مزيج منهما؟! دكَّ الفاتحُ أسوار المدينة وأوطأ قوائم فرسه قلب المدينة وقتل الإمبراطور البيزنطي، لكن المعلومة المهمة التي لم ينقلها لنا المؤرخون: هل انتهى القوم إلى نتيجة وحُسم الخلاف في تلك المسائل "المصيرية" أم بقيت معلّقة ؟ [من نص لأبي خالد الهاشمي]
وأسوأ من هذا الجدل البيزانطي الجدل بوطنيات لا تغني عن الناس شيئا تحت مدافع البارود، والعدو يطوق حدود كل بلدة من بلادنا، ويده تصل لأطرافها من أقصاها إلى أقصاها...
يا قومنا أفيقوا، فنار الحرب في دارنا قد نشبت، ويوشك أن نرى جميعا الصواريخ التي أشبع بها أهل غزة ردحا من الزمان!
"في الوقت الذي كان فيه محمد الفاتح يحشو مدافعه بالبارود ليدك على البيزنطيين حصون القسطنطينية، كان علماؤها ومفكروها داخل المدينة منهمكين في نقاش حار عن جنس الملائكة هل هم ذكران أم إناث وعن حجم إبليس هل هو تسعه غرفة أم دار ؟ وهل يسوع المسيح في أصله بشر أم إله أم مزيج منهما؟! دكَّ الفاتحُ أسوار المدينة وأوطأ قوائم فرسه قلب المدينة وقتل الإمبراطور البيزنطي، لكن المعلومة المهمة التي لم ينقلها لنا المؤرخون: هل انتهى القوم إلى نتيجة وحُسم الخلاف في تلك المسائل "المصيرية" أم بقيت معلّقة ؟ [من نص لأبي خالد الهاشمي]
وأسوأ من هذا الجدل البيزانطي الجدل بوطنيات لا تغني عن الناس شيئا تحت مدافع البارود، والعدو يطوق حدود كل بلدة من بلادنا، ويده تصل لأطرافها من أقصاها إلى أقصاها...
يا قومنا أفيقوا، فنار الحرب في دارنا قد نشبت، ويوشك أن نرى جميعا الصواريخ التي أشبع بها أهل غزة ردحا من الزمان!
"لست تاركًا شيئًا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به، إلا عملت به، إني أخشى إن تركت شيئًا من أمره أن أزيغ"
أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وقاله في عام وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، 11 هـ.
[متفق عليه]
أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وقاله في عام وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، 11 هـ.
[متفق عليه]