Telegram Group Search
ومازال نبينا صل اللهم عليه وسلم يحث أصحابه على العمل في الخندق ، وكلما وجد بأصحابه الجوع والتعب نشَّطهم وشجعهم بأبيات شعر لأبن رواحة رضي الله عنه
نبينا لم ينشد الشعر على الإطلاق ، ولكنه ردده سمعه من ابن رواحة وردده ، ولكنه لم ينظم شعراً من تلقاء نفسه
وما سأذكره الآن ، متفق عليه عند الشيخان {{ البخاري ومسلم }}
عن البراء بن عازب رضي الله عنه
قال :_ إني لأنظر لرسول الله صل اللهم عليه وسلم يعمل معنا فإذا لم يكن بين يديه مكتل [[ يعني بياخدوها من جنبه مشان ما يخلوه يشتغل صل اللهم عليه وسلم ، قدامه مجرفة مكتل بياخدوه ]]
قال :_فإذا لم يكن بين يديه مكتل ، يحمل التراب في ثوبه فإنه ليرفع ثوبه
ويحمل به التراب حتى وارى التراب بياض بطنه عنا [[ يعني كله تراب صل اللهم عليه وسلم ]] وهو يرتجز شعراً ويقول
اللهم لا عيش إلا عيش الآخره ** فارحم الأنصار والمهاجره
[[ ينشطهم ويشجعهم على العمل ]] فيجيبه اصحابه مهاجرين وانصار
نحن الذين بايعوا محمدا ** على الجهاد ما بقينا أبدا
- صل اللهم عليه وسلم -،فينشط الناس في العمل
{{ اللفظ للبخاري }}
وكانوا إذا بردت همتهم اخذ يتمثل بشعر تمثلا بقول ابن رواحة وهو ينقل التراب وقد وارى الغبار جلد بطنه الشريف
اللهم لولا أنت ما اهتدينا ** ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلنْ سكينة علينا ** وثبت الأقدام إذ لاقينا
والمشركون قد بغوا علينا ** وإن أرادوا فتنة أبينا
فإذا قال .... أبينا يكررها ثلاثاً ويمد بها صوته بعلو مكررا لها
أبينا .... أبينا ... أبينا .. فيجيبه اصحابه :أبينا ... أبينا ... أبينا
بهذا التحفيز والتنشيط أنُجز الخندق في ستة ايام ولياليها
ولكن ليس كل الناس سواء
إذا كان الانبياء قد رفع الله بعضهم فوق بعض درجات
وكذلك الصحابة والمؤمنون فليس كلهم في مستوى واحد
فهناك ضعاف نفوس ، وكان بين صفوفهم {{منافقون }} فكيف كانت صورتهم في العمل بالخندق ؟؟
المؤمنون كانوا يعملون بجد ، ولا يفترون عن النبي صل اللهم عليه وسلم ساعة واحدة وإذا اضطر أحدهم للذهاب استأذن النبي وقضى حاجته بأسرع ما يكون ، ورجع الى مكان عمله
فإن وجد أحداً من الصحابة ، قد أخذ مكانه ، اخذ مكان عمل آخر
والنبي صل اللهم عليه وسلم إمامهم و يعمل معهم
يقول ابو بكر :_ كان يعمل معنا ويضرب بمعوله ، ويأخذ بالمسحاة ، ويحمل بالمكتل فإن لم يجد شي يحمل التراب به ، حثا التراب بيديه في ثوبه وحمله
فأعياه التعب فأتكأ الى صخرة ، صل اللهم عليه وسلم
فأغفا [[ اي نام من شدة التعب ]] يقول ابو بكر :
فقلت :_ يا عمر دونك ، نقف عند رأس رسول الله نصد الناس عنه لعله يأخذ قسطاً من الراحة [[ عشان ما حدا من الناس يصحيه ]]
فقمت انا وعمر عند رأسه ، نُنحي الناس عن طريقه
فلما أفاق قال :_ ما هذا ؟؟
فقال ابو بكر :_ أغفيت يارسول الله قليلاً - صل اللهم عليه وسلم -،
قال :_ هلاَّ أفزعتموني [[ يعني ليش ما صحيتوني ]]
هلاَّ أفزعتموني ، إنما أنا واحد منكم
[[ درس للقادة هكذا يمكن ان يملك قلوب رعيته اذا كان واحداً منهم ]]
فأما الذين كانوا في قلوبهم مرض المنافقون
كانوا يتسللون هرباً من العمل ، ويعتذرون بالأعذار الكاذبة والنبي صل اللهم عليه وسلم اشد الناس حياءً
فنزل قوله تعالى
{{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ [[ أي حفر الخندق ]] لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ }}
[[ اما اللي بيدير ظهره ويروح ، وين كنت ؟ والله كان في عندي شغلة ، هذا مش مؤمن لازم يجي يأخذ الأذن من النبي اول ]]
{{ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ }}
[[هنا الصلاحية للنبي- صل اللهم عليه وسلم -، يأذن او لا يأذن ]]
وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }}
لماذا يستغفر لهم الله ؟؟
مادام مؤمن واخذ الأذن من رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -، لماذا يستغفرله النبي ؟؟ ماهو الذنب الذي أرتكبه هذا الصحابي ؟؟
والسبب : لان هذا الأستأذان ، والذهاب لشأن شخصي ينقص أجره في عمل الخندق
حتى لو استأذن ؟؟ نعم حتى لو استأذن
{{ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }} استغفر لهم مقابل ذلك النقص حتى لا يفوته أجره يريد الله ان يعوضه
{{ لا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا }}
[[ يعني لا تنادلوا يا محمد - صل اللهم عليه وسلم -، ، ومن المؤسف تسمع بعض الدعاة لا يذكر رسول الله إلا ... محمد
قال محمد ، علمنا محمد - صل اللهم عليه وسلم –
بل هو سيدنا وإمامنا وقدوتنا وحبيبنا وقرة أعيننا صل اللهم عليه وسلم
الله جل في علاه لم يناديه في القران الكريم ولا في اية واحدة {{ يا محمد }}
وارجعوا الى القران وابحثوا على لفظ {{ يا محمد }} لن تجدها
- صل اللهم عليه وسلم ولكن ستجد : يا ابراهيم ..يا موسى ..يا نوح
يا عيسى ، كل الانبياء من أولي العزم ناداهم الله بأسمائهم
إلا نبينا صل اللهم عليه وسلم لم يناده الله بأسمه قط إلا
{{ يا أيها النبي او يا أيها الرسول}} ونهانا ان نناديه بأسمه تكريماً له
- صل اللهم عليه وسلم -
وما جاء اسمه في القران إلا في مجال التعريف لا النداء
في اربع آيات {{وَمَا مُحَمَّد إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ}}
{{ مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ }}
{{ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ }}
{{ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ }} مافي ياء النداء
فقط تعريف اما نداء {{ يا محمد }} لا على الإطلاق ]]
- صل اللهم عليه وسلم -
{{ لا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا
قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا }}
نعود الى حفر الخندق ..
[[ لواذاً بيتسلل و بيهرب بحجج واهية عندي شغلة بطني واجعني ، أخ راسي صداع ، لِواذاً ]]
{{ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }}
وعندما انتهوا من حفر الخندق قال النبي صل اللهم عليه وسلم
لأصحابه :_ هل بقي من شي ؟
قالوا :_ ثلمة من هناك [[ اي مضيق فيها صخرات ]]
قال :_ ارفعوا الحجارة عندها واجعلوه ترساً
واحرصوا على تلك الثغرة [[ اي انتبهوا وشددوا الحراسة ]]
فإني أرى عدوكم الليلة [[ اي الليل بيوصلوا ]]
وقام صل اللهم عليه وسلم تلك الليلة يصلي في خيمته وكلما أحس بخطر يخرج من خيمته ويقول بصوت عالي :_من هناك ؟؟
فيقول سعد:_ خادمك سعد بن أبي وقاص
يقول له :_ من معك ؟؟ يقول :_ الزبير
يقول لهم :_ دونكم تلك الثلمة ، فلا أرى إلا قريش تطوف بها
قال :_ فأنطلقنا فإذا قريش قد وصلت إليها
{{ نبي قائد ، وعبادة لله، وقيادة فذة وحراسة هناك عند الممر الضيق في وجه العدو }} وصلت قريش فلما رأوا الخندق ذهلوا
قالوا :_ ماهذه المكيدة ، لم تكن العرب تعرفها
فقال اليهودي الذي جمعهم {{ حيي بن اخطب }}
قال لهم :_قيل لي أن في اصحابه رجل فارسي ، فهذا من مكيدته لعله هو الذي أشار عليهم .. فطافوا بالخندق .. لا يمكن اقتحامه ؟؟ !!!
وأخذوا يفكرون ويتشاورون ولا يمكن لهم الدخول من الحرتين كما وصفنا
والجهة الجنوبية فيها {{ بنو قريظة }} وحصونهم مشكبة بالاشجار
يتبع بإذن الله…
------صل اللهم عليه وسلم-------
من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡.. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك
🔸🔸الحلقة الرابعة والاربعون بعد المائة🔸🔸
**********
السيرة النبوية العطرة
(( محاولة أختراق الخندق ))
__________
وصل جيش الأحزاب للمدينة المنورة ، وذهلوا عندما رآوا الخندق
فكان طول الخندق حوالي {{ ٦ كم }} وعرضه {{ ٨ متر }}
وعمقه {{ ٤ متر }} فلا يستطيع أحد اذا سقط فيه أن يخرج منه
وبلغت المخلفات من تراب وحجارة وصخور احجاما مهولة
وجعل المسلمون مخلفات الحفر ناحية المدينة ، فشكلت ساترا يمكن للمسلمين الإختباء خلفه ، ورمي جنود العدو بالسهام اذا حاولوا العبور أو حتى الإقتراب من الخندق ..وتوزع المسلمون أمام الخندق ليمنعوا المشركين من أي محاولة للتخطي وعبور الخندق، أو أي محاولة لردم جزء من الخندق، ومن ثم العبور عليه والوصول الى المدينة
________
وصلت الأحزاب الى المدينة ففوجئت بالخندق ، وكان كما ذكرنا ، أمر لم تعرفه العرب من قبل ووقف {{ أبو سفيان بن حرب }} سيد قريش
وقال :_ هذه حيلة لم تعرفها العرب !!!!
فقال له حيي بن أخطب سيد يهود
قال :_ سمعت أن بين أصحاب محمد - صل اللهم عليه وسلم - رجل فارسي ، وهذه مكيدته وأظن هو الذي أشار عليهم بحفر الخندق ..وشاهد المسلمون هذا الجيش الضخم ، وهو عدد لم تشهده الجزيرة العربية من قبل {{ ١٠ آلاف مقاتل }}
ولكن عندما شاهد الصحابة هذا العدد الكبير الضخم
قالوا :_ هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله
- صل اللهم عليه وسلم -فأنزل الله قوله تعالى
{{ وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ۚ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا }}
_______
وتمركز المسلمون خلف الخندق ، وكانت مقر قيادة النبي صل اللهم عليه وسلم عند جبل {{ سلع }} وأمر النبي صل اللهم عليه وسلم
أن تكون النساء والأطفال داخل الحصون بحيث اذا حدث اقتحام للخندق ، ووقعت {{ حرب شوارع }} تكون النساء والأطفال داخل الحصون
________
أخذ فرسان المشركين يدورون حول الخندق غضبا ، يحاولون أن يجدوا نقطة ضعف ينفذون منها الى المدينة
وأخذ المسلمون يرمونهم بالسهام حتى لا يقتربوا من الخندق أو أن يحاولوا أن يردموا جزء من الخندق فيبنوا طريقا يعبروا عليه
وبدأت مناوشات بين الطرفين
كان المشركون فيها مصرون على اقتحام الخندق، واستبسل المسلمون في المقابل في منع المشركين من ذلك
_______
عز على قريش أن تقف خيالتها وفرسانها وقادتها ، مكتوفي الأيدي أمام الخندق فأخذوا يستفزون بعضهم بعضاً ما بين
١_خالد بن الوليد
٢_وعكرمة بن ابي جهل
٤_ وصفوان بن امية
٥_ وعمرو بن ود
_____
واستطاع رجال من فرسان المشركين ، اقتحام الخندق في أحد الأماكن الضيقة فجالوا بخيلهم [[ يعني من باب التنشيط ]]
اقبالاً ، وادباراً ، اقبلاً وادباراً ، حتى حمسوها
وجاؤوا الى أضيق مكان في الخندق واقتحموا الخندق
فأقتحمت الخيل الخندق بثلاثة رجال منهم عكرمة بن أبي جهل ، ورجل من ربيعة ، وعلى رأسهم {{ عمرو بن ود }}
______
من هو {{ عمرو بن ود }} ؟؟
رجل كبير في العمر قارب على {{ ٩٠ عام }}
ولكنه مضرب الامثال في الشجاعة والبطولة في قريش
كان أقوى فارس في الجزيرة العربية ويطلق عليه {{ فارس العرب }}
وأطلق عليه {{ بطل العرب}} وأطلق عليه أيضاً {{ فارس ياليل }}
وقصة هذا اللقب أنه كان يسير في احدى الليالي بفرسه مع عدد من أصحابه فهجم عليه {{ ١٠ فرسان }} من قطاع الطرق في وادِ
فهرب كل أصحابه
وأخذ هو يصارعهم وحده حتى قتلهم جميعا ، فعرف من ذلك اليوم {{ بفارس ياليل }} هذا الرجل شهد بدراً ، وقاتل قتالا شديدا ، وأصابته الجراح ولكنه لم يمت
وعندما فر قومه فر معهم ، ولم يشهد {{ أحُد }} لأن جراحه في بدر ما زالت تؤثر به ..فجاء اليوم مع الاحزاب
وكان قد حرم على نفسه منذ يوم بدر الدهن [[ يعني لن يمس راسه الدهن ، الزيت ]] حتى يأخذ بثأره من المسلمين
عجز عن القدوم في {{ أحد }} وها هو اليوم جاء ليأخذ الثأر [[ يعني ٣ سنوات لم يمس رأسه الدهن ]]
يقول الصحابة عندما رأوه عندما حضر للخندق ، كان ثائر الرأس
[[ يعني شعره منفوش منكوش منشف ]]
وكان معلماً بعلامة [[ يعني وضع علامة تميزه عن غيره ]]
وكان قد أقسم قبل أن يخرج من مكة لن يرجع إلا منتصراً ... او محمولاً ..وكما قلنا أشرف عمره على {{ ٩٠ عام }}
( لا تفكروه كان عجوز مكحكح مثل ايامنا اليوم )
________
اقتحموا الخندق ، فأصبح موضعهم داخل ارض المدينة بين الخندق وجبل سلع ..وجبل سلع كما قلنا قد جعله النبي صل اللهم عليه وسلم ظهراً له .. ونادى {{عمرو بن ود }}
من للمبارزة يا أصحاب محمد ؟؟ -صل اللهم عليه وسلم-
أين جنتكم التي تزعمون أن من قتل منكم دخلها؟
هل فيكم من أرسله إلى الجنة ، أو يدفعني إلى النار؟
فوثب له على التو والفور
{{ علي بن أبي طالب رضي الله عنه }}
وكان عمره {{ ٢٣ عام }}
نادى من يبارز ... فوثب علي فوراً
واستأذن النبي صل اللهم عليه وسلم
وقال :_ انا له يا رسول الله -صل اللهم عليه وسلم-
فأذن له النبي صل اللهم عليه وسلم
على التو والفور ، نهض علي بن ابي طالب رضي الله عنه
وقال له النبي صل اللهم عليه وسلم :_ نعم وعلى بركة الله
ثم اخذ النبي صل اللهم عليه وسلم سيفه عن جنبه واعطاه لعلي
وقال له :_ هذا سيف {{ محمد رسول الله }} -صل اللهم عليه وسلم-
ثم اخذ قطعة قماش وجدلها على رأس علي
وقال له :_قم على بركة الله ، اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته
ثم قال له النبي صل اللهم عليه وسلم : _ تقدم يا علي
_______
فانطلق اليه {{ علي بن أبي طالب }} وهو يقول شعرا
لا تعجلنّ فقد أتاك مجيب صوتك غير عاجز
ذو نيّة وبصيرة والصدق منجي كلّ فائز
إنّي لأرجو أن أقيم عليك نائحة الجنائز
من ضربة نجلاء يبقى صوتها بعد الهزاهز
{{ لا تعجلنَّ فقد أتاك ... مجيبُ صوتكَ غير عاجزْ }}
[[ يعني لا تستعجل وانت تنادي فقد اتاك من يجيب نداءك بسرعة وليس متكاسل ]]
{{ ذُونية وَبصيرة ... والصدقُ مُنجي كلّ فائز }}
[[ ذو نية وعقيدة مؤمن بالله جندي من جنوده ، وذو بصيرة يقاتل في سبيل الله ليس مضلل على بصيرة من دينه صادق مع الله ]]
{{ إنّي لأرجو أن أُقيمَ ... عليكَ نائحة الجنائزْ }}
[[ اني لأرجو .. يرجو من ؟؟ يرجو الله ، مش معتمد على نفسه يرجو الله ان يصل خبر عمرو لمكة وتنوح على مقتله نساء مكة ]]
{{ مِنْ ضَرْبَة نَجلاء يَبقى ... ذكرُها عِندَ الهَزاهِزْ }}
[[ اي من ضربة مميزة موفقة قوية قاضية ، عندما تذكر بالتاريخ يذكروا مقتلك من هالضربة ، ولقد استجاب الله لك يا ابن عم رسول الله -صل اللهم عليه وسلم-وها نحن الى اليوم نذكرها الآن ]]
لما سمع النبي صل اللهم عليه وسلم شعر علي
قال {{ قام الإيمان كله ، الى الكفر كله }}
[[ يعني النبي -صل اللهم عليه وسلم-يقول للصحابة انظروا الآن الجولة بين الايمان والكفر ]]
________
ومشى إليه {{ علي رضي الله عنه }} على قدميه لم يركب فرس
و{{ عمرو بن ود }} على فرسه يجول ويصول
ثمّ خاطب ابن عبد ودٍ
قال :_ يا عمرو ، إنك كنت تقول لا يدعوني أحد إلى اثنتين ، إلا اخترت خيرهما
[[هيك بسمع عنك تقول العرب إذا خيروك بين أمرين أخترت أحسنهما ]] وإني مخيرك بين ثلاث
[[ مش اثنين ، ثلاثة واللي بيخيرك بين ثلاث ماضيق عليك ]]
قال عمرو:_ أجل
فقال علي :_فإني أدعوك أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله -صل اللهم عليه وسلم-، وتسلم لرب العالمين
فقال عمرو :_ يا ابن أخي أخر عني هذه
[[ ابن اخي كلمة تودد عند العرب وهذا الطلب مرفوض هات غيرها ]]
فقال له علي :_ أما أنها خير لك لو أخذتها
أما الثانية
ترجع إلى بلادك ، وتحمل قومك على العودة ، وتدع محمدا -صل اللهم عليه وسلم-فإنه رجل منكم و عزه عزكم وشأنه شأنكم
فإن يك محمد -صل اللهم عليه وسلم-صادقا كنت أسعد الناس به، وإن يك غير ذلك كان الذي تريد
فقال: _هذا ما لا تتحدث به نساء قريش أبداً
ثم قال علي :_ فالثالثة ، أدعوك إلى المبارزة
فقال عمرو :_فمن أنت يا ابن اخي ؟؟
قال :_ أنا {{ علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن عم رسول الله صل اللهم عليه وسلم }}
قال عمرو:_ يا فتى إن أباك كان وداً لي [[ اي صديقي المقرب صاحبي الروح بالروح ]] وإني اكره ان اهرق دمك [[ لان ابوك صاحبي ]]
وإن من أعمامك من هو أسنّ منك فأرجع من حيث أتيت وليبرز لي غيرك ،،و إني لأكره أن أقتل الرجل الكريم مثلك وقد كان أبوك لي نديماً .. فردَّ علي رضي الله عنه عليه
وقال :_ أما انا فإني أبغض الكفر فيك ، وإن أحب شيء الى قلبي اليوم أن أهرق دمك
فأستفزه وثار وغضب غضباً شديداً
فجال بالفرس جولتين ثم أسرع وسل سيفه كأنه شعلة نار
وأقبل عمرو مهاجماً علي ، ورفع السيف فوق علي يريد أن يضربه
فتلقاها علي بالترس ، فعلق سيف عمرو في ترس علي
فضربه علي ضربةً واحدة .... فإذا هو قتيل
[[ّضربة واحدة كما دعا الله وكان يرجو {{ مِنْ ضَرْبَة نَجلاء يَبقى ذكرُها عِندَ الهَزاهِزْ }} رجال صدقوا الله فصدقهم كما دعا الله تماماً ]]
ضربة واحدة فإذا هو قتيل
فكبر النبي صل اللهم عليه وسلم وكبر الصحابة وعلا صوتهم بالتكبير
_______
عندما رأى الذين اقتحموا الخندق ، من المشركين مع {{ عمرو بن ود}} مقتله بهذا الشكل على يد {{ علي رضي الله عنه }}
أسرعوا بالفرار
فأما {{ عكرمة بن ابي جهل }} ألقى السيف والرمح من يده لكي لا يعيقه الهرب من الخندق .. هرب بشكل جنوني
ولما هرب رجل من المشركين ايضاً
لحقه {{ الزبير بن العوام رضي الله عنه }} أدركه عند حافة الخندق
وعلاه بالسيف ، فضربه بالسيف ، من على عاتقه فقسمه نصفين حتى وصل السيف الى ظهر الفرس فأتمها
فكان قد قسمه والفرس الذي يركبه الى نصفين
فقال الصحابة للزبير :_ ياله من سيف !!!
[[ يعني شو هالسيف اللي معك ]]
قال لهم :_ بل قولوا يالها من ساعد ، والله ماكان السيف إنما هو ساعد أستعان بالله عليه
________
وحينما قتل علي {{ عمرو }}
أقبل نحو رسول الله صل اللهم عليه وسلم ووجهه يتهلل فقال له الصحابة :_ هلاّ سلبته يا علي درعه ، فإنه ليس في العرب درع مثلها؟
فألتفت علي الى الجهة التي فيها النبي صل اللهم عليه وسلم
بأدب وأطرق رأسه
وقال :_ عندما ضربته يا رسول الله -صل اللهم عليه وسلم-وسقط على الارض استقبلني بسوءته[[ يعني مش لابس سروال ظهرت عورته كما هي ]] فأستحييت أن انظر إليه
هذا من كمال وأدب بيت النبوة!
_________
فلما هرب {{ عكرمة بن ابي جهل }} بهذا الشكل المخزي
قام {{ حسان بن ثابت رضي الله عنه }} يهجو عكرمة
والشعر كان له تأثير عليهم اكثر من السيف
فقال : فَرَّ وَأَلقى لَنا رُمحَهُ ... لَعَلَّكَ عِكرِمَ لَم تَفعَلِ
[[ ياريتك ما هربت بهذا الشكل المهين يا عكرمة ]]
وَوَلَّيتَ تَعدو كَعَدوِ الظَليمِ
[[ الظليم ذكر النعامة تخيلوا ذكر النعامة عندما يركض كيف يكون شكله ، استهزاء ]]
ما إِن تَجورُ عَنِ المَعدِلِ
[[ يعني راكض لهدف معين الى هناك لعند قريش لا يمين ولا شمال بس اوصل هناك لعند قريش ما بدي شي ]]
وَلَم تُلقِ ظَهرَكَ مُستَأنِساً
[[ يعني ما نظرت لخلفك من الخوف ولا مرة ]]
كَأَنَّ قَفاكَ قَفا فُرعُلِ
[[ يشبه خلفيته بالهرب كخلفية فرعل وهو ابن الضبع الصغير]]
فتأثر عكرمة واشتعل غضباً من هذا الشعر
________
ولم رجع عكرمة لابي سفيان ، من غير سيف، ولا رمح ،وقتل عمرو بن ود قال ابو سفيان :_ هذا يوم ليس لنا به نصيب
امطروهم نبالكم .. فأخذوا يتراشقون النبال
واخذ الصحابة يردوا عليهم بالنبل حتى شغلوهم عن صلاة
الظهر والعصر والمغرب
غابت الشمس ، ولم يصلوا وهم ثابتين مكانهم
[[ولم تكن صلاة الخوف قد شرعت بعد]]
حتى كاد أن يسقط قرص الشمس قاموا للصلاة فأمر النبي صل اللهم عليه وسلم بلال ان يؤذن ثم اقام فصلى بهم الظهر ركعتين
ثم اقام فصلى بهم العصر ركعتين ثم اقام فصلى بهم المغرب
وكان قد دخل العشاء فقام وصلى بهم العشاء
( من اراد الدليل موجود بالبخاري ومسلم )
{{ اربع اوقات في وقت واحد }}
ثم قال صل اللهم عليه وسلم {{ لقد شغلونا عن صلاة الوسطى ملأ الله قبورهم ناراً }}
لماذا قبورهم ؟؟
لانه من مات وقد ختم عليه بالكفر ، استحق له أن يمتلء قبره ناراً
بعض الروايات من المؤسف يقولون :_ملأ الله بيوتهم و قلوبهم
وهذه الروايات ضعيفة اولاً
ثانياً كيف يملأ الله قلوبهم ناراً ؟؟
لعله يتوب لعله يسلم ، وبعد ذلك سنرى أن الكثير منهم اسلموا وانضموا للصحابة
ملأ الله قبورهم وليس قلوبهم ، إنما الاعمال بالخواتيم
ورسالة لمن ينكرون عذاب القبر
هذا الدعاء من النبي صلى عليه وسلم ان يملأ الله قبورهم نارا
[[ إذا لم يكن المقصود بهذه النار في قبورهم العذاب ، فما المقصود منه إذن ؟؟ ]]
يتبع بإذن الله…
------صل اللهم عليه وسلم-------
من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡.. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك
🔸🔸الحلقة الخامسة والاربعون بعد المائة🔸🔸
*******
السيرة النبوية العطرة
(( بني قريظة ينقضون العهد ))
_________
_________
لم يستطع جيش الأحزاب أقتحام الخندق ، وقد حاصر الأحزاب المدينة المنورة
منهم من قال أسبوعين ومنهم من قال ثلاثة أسابيع ولكن أرجح الروايات انهم حاصروا المدينة {{ ١٨ يوم }}
وهذه المدة من الوقت كانت صعبة على المشركين جداً
لأنهم جاءوا الى المدينة وهم غير مستعدون لفرض الحصار لمدة طويلة ، وبالتالي فليس لديهم مؤن تكفي كل هذا الجيش كل تلك المدة ..ولكن استمرت المناوشات ، والطقس كان بارداً جداً ، ولا يوجد ربيع ترعاه الإبل ولا الخيل
لم تحمل قريش معها مؤونة زائدة ، فلقد ظنت أنها جولة يوم أو يومين وينتهي الأمر
وكانت قريش تعتقد إذا وصلت المدينة ، ترعى أبلها وخيلها في مزارع المدينة ..فلما رأت قريش الخندق خاب ظنها ، وأقامت في شر مقام ..واحتاروا في أمرهم ..فلا مجال لأقتحام الخندق
_________
وكان مع جيوش الأحزاب {{ حيي بن أخطب }} سيد يهود {{بني النضير }} والذي اجلاهم النبي صل اللهم عليه وسلم عن المدينة
{{حيي بن أخطب }} الذي كان له الدور الأكبر في تجميع هذه الأحزاب ..فكما قلنا كان للمدينة مدخلين
من الشمال وقد حفر مكانه {{ الخندق }}
وبقي مكان واحد ..من الجنوب الذي فيه يهود {{ بني قريظة }} الذين كان معهم عهد مع النبي صل اللهم عليه وسلم
وكان العهد ينص في بنوده
{{ إن داهم عدو المدينة يدفعوا عنها ، لإنهم من أهلها }}
فلما رأى {{ حيي بن اخطب }} أن لا فرصة ولا مجال لتحقيق هذه الحملة من الاحزاب إلا اخوته {{ المغضوب عليهم من يهود بني قريظة }} اجتمع مع زعماء الأحزاب ، وطمئنهم
أنه سيحل مشكلة الخندق ، وأن يجعل الخندق مقبرة للمسلمين بدل ان كان حصناً لهم
_____
قالوا :_ يا حيي كيف ذلك ؟؟
قال :_ إخواننا من بني قريظة
قالوا :_ كيف ؟؟
قال :_ يفتحوا لنا أبواب حصونهم ، وأنا سأقنعهم بذلك
[[ لأن بني قريظة كما ذكرنا في الجنوب للمدينة، ولو فتحوا الأبواب للمشركين لاجتاحوا المدينة، فما بالك لو حاربوا مع المشركين ]]
فأعجب جيش المشركين بفكرة هذا اليهودي الخبيث
______
فأستأذنهم وانطلق لبني قريظة من جنوب المدينة
وكان سيد بني قريظة
{{ كعب بن أسد القرظي }} هو صاحب عقدهم وعهدهم
[[ أي سيد بني قريظة ]]
واليهود كما أخبرنا الله عزوجل وعلمنا ، أنهم جميعاً لهم نفس الصفة لا تتغير ولا تتبدل لا عهد لهم.
ولكن في هذا الوقت كان {{ كعب سيد بني قريظة }} قد تعلم درساً قاسياً ، لما حصل لإخوانه من يهود
{{ يهود بني قينقاع وبني النضير }} فأخذ عهداً على نفسه أن يلتزم بعهده مع النبي صل اللهم عليه وسلم
وكان قد وفى بعهده مع النبي صل اللهم عليه وسلم ، ولم يرى من النبي صل اللهم عليه وسلم إلا صدقاً ووفاءً
فلما جاءت الاحزاب اغلق ابواب الحصون والتزم بالمعاهدة
_____
فلما سمع {{ كعب }} بقدوم حيي
رفض أن يفتح له باب الحصن ، ورفض أستقباله
فناداه {{ حيي }} من وراء الحصن
قال : _ويحك يا كعب افتح لي
فقالوا له :_ كعب لا يريد أن يرى احداً
فأخذ يناديه من وراء الحصن ..يا كعب افتح لي باب الحصن اكلمك
فأطل عليه كعب من نافذة الحصن
وقال :_ ويحك يا حيي إنك امرؤ مشؤوم[[ يعني منحوس ]]
ماذا تريد ؟؟ ألا تذكر ما فعلت بقومك ؟؟ [[قومه بني النضير عندما أشار عليهم أن يلقوا صخرة من سطح الدار على رسول الله صل اللهم عليه وسلم وهو ضيف عندهم فنزل جبريل واخبره بمكرهم ونقضهم العهد ]]
ألا تذكر ما فعلت بقومك ؟؟
وإني قد عاهدت محمداً - صل اللهم عليه وسلم -، فلست بناقض ما بيني وبينه، ولم أرى منه إلا وفاء وصدقا
قال :_ دعني أدخل وأكلمك
قال كعب :_ لا تكلمني ولا اكلمك واغلق بابه مرة اخرى في وجهه
فصاح حيي: _ويحك افتح لي أكلمك
قال:_ ما أنا بفاعل
[[ انظروا ماذا قال له وانظروا الى مكر يهود اخبث خلق الله على الإطلاق ]]
قال: _والله إنك يا كعب ما أغلقت بابك دوني ، إلا خوفاً على جشيشتك أن آكل معك منها
[[ الجشيشية ما نسميه بالعامية {{ جريشة }} القمح إذا طحن طحناً قليلاً ،حتى لا يصبح طحين ، صار مثل البرغل أخوانا الفلاحين يعرفونه يطبخ حتى ينضج ثم يضع عليه اللحم صار اسمها جريشة ]]
قال:_ والله ما أغلقت بابك دوني ، إلا خوفاً ، على جشيشتك أن آكل معك منها
فغضب كعب [[ لانه وصفه بالبخل ]]
فقال كعب :_ ويحك أنا أخاف على جشيشتي ؟ !!!!
افتحوا له باب الحصن
ففتح له باب الحصن فدخل
ففتح له فقال:_ ويحك يا كعب جئتك بعز الدهر وبحر طام
[[ يعني بحر هائج من الجيوش ]]
قال:_ وما ذاك؟
قال: _ جئتك بقريش على قادتها وسادتها حتى أنزلتهم بمجتمع الأسيال [[ اي مدخل المدينة وراء الخندق ]]
وجئتك بغطفان على قادتها وسادتها
حتى أنزلتهم بذنب نقمى [[ إلى جانب أحد ]] وهذا غير الأحابيش والأعراب ، مجموعهم {{ ١٠ آلاف }}
وقد عاهدوني وعاقدوني على أن لا يبرحوا حتى نستأصل محمدا -صل اللهم عليه وسلم - ومن معه
ثم أنت تغلق الابواب في وجهي ؟!!
فقال كعب: _ جئتني والله بذل الدهر ، وبجهام قد هرق ماؤه يرعد ويبرق وليس فيه شيء
[[ جهام قد هرق ماؤه ، هو السحاب والغيوم لما تشتي على منطقة ، ويمشي ويكمل يكون لا ماء فيه ، يرعد ويبرق في مكان ثاني على الفاضي لا ماء فيه يعني {{ ١٠ آلاف }} اللي جايبلي اياهم وفرحان فيهم مافيهم خير ]]
جئتني والله بذل الدهر وبجهام قد هرق ماؤه ، يرعد ويبرق وليس فيه شيء ، ويحك يا حيي دعني وما أنا عليه
إني على عهدٍ مع الرجل[[ اي رسول الله ]] - صل اللهم عليه وسلم - و لم أرى من محمد- صل اللهم عليه وسلم - إلا وفاءً وصدقا.
_______
فلم يزل حيي بكعب يفتله في الذروة والغارب ، حتى سمع له
[[ الذروة والغارب ، هو مثل عند العرب اذا تنح الخيل او الجمل و وقف لا يريد المشي ، فيأتي صاحبه ويضع يده على عنقه من الخلف ويمسح شعره الى سنامه بلطف يعني بلغتنا اليوم يعمله مساج ما بين رقبته والسنام يعني ما زال حيي يتكلم مع كعب ويضحك عليه بالكلام المعسول ،حتى اطاعه كعب ، فلم يزل حيي بكعب يفتله في الذروة والغارب حتى سمع له ]]
فوافقه على نقض عهده مع رسول الله صل اللهم عليه وسلم
لكي يستأصلوا محمدا -صل اللهم عليه وسلم- وصحبه
وينتهوا منه ومن دينه الى الابد
________
قال كعب :_ ولكن إن انهزمت الأحزاب يا حيي ؟؟ [[ أفرض انهزمت الأحزاب ، ماذا سيكون مصيرنا ]]
قال له حيي :_ أعاهدك يا كعب لئن رجعت قريش وغطفان
ولم يصيبوا محمدا -صل اللهم عليه وسلم- ، أن أدخل معك في حصنك حتى يصيبني ما أصابك
فوقف حبرهم {{ ابن سعدى }} يعظهم ويذكرهم
ويقول لهم :_ اقسم بربِ موسى وعيسى ، إنكم لتعلمون أنه النبي المنتظر -صل اللهم عليه وسلم- ، ومن يحارب نبي الله يخذل -صل اللهم عليه وسلم-
[[ يعني هذا نبي من عند الله -صل اللهم عليه وسلم- ، مجانين بدكم تحاربوه ، هذا نبي الله -صل اللهم عليه وسلم- لا يهزم لو اجتمع الخلق جميعا عليه ]] إن لم تنصروا فدعوه هو وعدوه
ولا تنقضوا عهدكم معه ، واخذ يحذرهم عواقب الغدر
ولكنهم لم يسمعوا له
فنقض{{ كعب بن أسد }} العهد ، وبرئ مما كان بينه وبين رسول الله صل اللهم عليه وسلم واعطى كعب ، لحيي كلمة عهد
ان اجمع قومك يا حيي ، وحددوا يوماً ، لكي افتح لكم ابواب الحصن
فإذا فتحوا ابواب الحصن اين يذهب المسلمون ؟؟
الخندق في الجهة الشمالية
والحرتين من الغرب والشرق [[لا تستطيع الخيل ان تمشي فيها ابدا ]]
والمكان الوحيد للنجاة ، اصبح عند بنو قريظة
ومن هناك سيدخل العدو !!!
فماذا سيكون مصير المسلمين ؟؟
اتفقوا على هذا المكر
يتبع بإذن الله…
------صل اللهم عليه وسلم-------
من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡.. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك
🔸🔸الحلقة السادسة والاربعون بعد المائة🔸🔸
*******
١لسيرة النبوية العطرة (( زلزلة المؤمنين ))
_____
نقضت بني قريظة عهدها مع النبي صل اللهم عليه وسلم ، وقررت الإنضمام لجيش الاحزاب ، ضد المسلمون
فوصل الخبر للنبي صل اللهم عليه وسلم ، بغدر {{ بني قريظة }}
وكان هذا الخبر تحول خطير جداً في المعركة لصالح الأحزاب
لأن المدخل الوحيد لدخول المدينة من الجنوب ، والذي كان تحت سيطرة {{ بني قريظة }}
________
عندما وصل الخبر الى النبي صل اللهم عليه وسلم بغدر {{ بني قريظة }}
بعث إليهم الزبير بن العوام ، ليستطلع له الخبر
فلما وصل {{ الزبير }} الى حصونهم وجدهم يرممون حصونهم ، أستعداداً للحرب فعاد مسرعاً الى النبي صل اللهم عليه وسلم وأخبره بذلك
________
فأراد النبي صل اللهم عليه وسلم أن يتأكد من ذلك فأرسل إليهم
{{ سعد بن معاذ }} رضي الله عنه سيد الأوس ، وكان سعد بن معاذ من قبل حليف بني قريظة ، قبل الإسلام
وأرسل معه {{ سعد بن عبادة }} رضي الله عنه ، سيد الخزرج
ومعهما {{ عبدالله بن رواحة }} وقال لهم النبي صل اللهم عليه وسلم :_
انطلقوا حتى تأتوا هؤلاء القوم فتنظروا أحقاً ما بلغنا عنهم
ام انها شائعة .. إن كانت شائعة فاجهروا بها على الناس حتى يطمئنوا [[ لأن الخبر تسرب في صفوف المسلمين ]] وإن كان حقا [[ أي انهم حقاً نقضوا العهد ]] {{ فالحنوا لي لحنا أعرفه ولا تفتوا في أعضاد الناس }}
_______
ما اجمل هذه البلاغة من الحبيب المصطفى صل اللهم عليه وسلم
{{العضد }} هو الذراع وعضلات اليد و{{ الفت }} هو الكسر
لم يقل لا تفتوا اعضاد الناس [[ لانهم مش رح يكسروا ايديهم ]]
قال لا تفتوا {{ في }} أعضاد الناس [[ اي لا تكسروا عزيمة الناس وقواهم ]]
فالحنوا لي لحنا اعرفه
[[ يعني احكولي كلمة اعرفها انا وافهمها من غير ان يعرفها الناس ]]
صلى الله عليك وسلم يا حبيبي يا رسول الله -صل اللهم عليه وسلم-
يا إمام المرسلين -صل اللهم عليه وسلم-ويا خير من قاد جيشاً لقتال المشركين ..فأنطلقوا حتى أتوهم
فلما رأوهم [[ أي يهود بني قريظة ]] اغلقوا في وجههم أبواب حصونهم
فنادهم{{ سعد بن معاذ }} من وراء الحصون :_ يا كعب
فأطل كعب
قال له سعد :_ ألا تفتح لنا ؟؟
قال :_ ماذا تريدون نحن في حرب [[ يعني مش وقت فتح ابواب ]]
قال سعد :_ بلغنا عنكم امراً ، فجئنا إليكم نستوثق
قال : _وما بلغكم عنا ؟؟
قال :_ بلغنا أنكم نقضتم عهدكم مع رسول الله -صل اللهم عليه وسلم-
قالوا :_ من رسول الله هذا ؟؟ -صل اللهم عليه وسلم-
قال :_ ويحك محمد رسول الله !!! -صل اللهم عليه وسلم-
قال :_ ومن قال لك ان محمداً رسول الله ؟ -صل اللهم عليه وسلم-
ثم من محمد -صل اللهم عليه وسلم- هذا نحن لا نعرفه ؟؟
وليس بيننا وبينه عهداً ولا ميثاق !!!
اصبحوا لا يعرفون من محمد رسول الله -صل اللهم عليه وسلم-
وكان {{ سعد بن معاذ }} ذو حدة [[ اي يغضب وينفعل بسرعة ]]
فغضب سعد وثار فشاتمهم سعد بن معاذ وشاتموه [[ ارأيتم هؤلاء الذين كان بينهم وبين سعد عهد قبل الاسلام ]]
فقال له سعد بن عبادة: _ دع عنك مشاتمتهم الذي بيننا وبينهم أربى من المشاتمة [[ يعني اللي بينا وبينهم الآن شأن مهم ارقى واعلى من المشاتمة
قال سعد وهو مغضب :_ لا والله لا أنصرف عنهم حتى اسمعهم ما يرضي الله ورسوله -صل اللهم عليه وسلم-
________
سعد هذا رضي الله عنه {{ الخندق }} كلها لسعد بن معاذ وسترون ذلك
ما قال كلمة يوم الخندق ، إلا نزل القرآن بعدها بنفس النص الذي نطق به سعد وما دعى دعوة يومها إلا استجيب له كما أراد
{{ سعد بن معاذ }} عجزت النساء أن يلدنَّ مثل سعد
[[ لمن يتسألون ماذا فعل سعد اسلم وعمره ٣٠ واستشهد وعمره ٣٦ فماذا فعلت يا سعد في {{ ٦ }} سنوات حتى اهتز لموتك عرش الرحمن ]] ستعلمون من هو سعد رضي الله عنه
_________
فماذا قال سعد ؟؟ قولوا {{ رضي الله عن سعد }}
قال سعد :_ يا اخوة القردة والخنازير
[[ فكانت اول مرة تُسمع هذه الكلمة بين العرب تُطلق على اليهود ، نطق بها سعد ]]
قال :_ يا اخوة القردة والخنازير ، إني لأرجو الله
إني لأرجو الله أن يهزم الأحزاب وحده ، فينقلبوا بغيظهم فلا ينالوا خيرا
ونزل القران يقول كما نطق سعد
{{وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا ۚ وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ }}
[[[ نزل القران كما نطق سعد !!! أي رجال هؤلاء ؟؟!!!
ثم قال :_
ثم نأتيكم ونحاصركم في جحوركم هذه ، فتنزلوا على حكمنا
[[ وسنرى في الاجزاء القادمة ، عندما حاصرهم النبي صل اللهم عليه وسلم وقال لهم انزلوا على حكم الله ورسوله -صل اللهم عليه وسلم- قالوا لا إنما ننزل على حكم سعد بن معاذ ]]
هذا سعد رجل رباني عجزت النساء ان يلدن مثل سعد
أسمعهم ما يرضي الله ورسوله ثم انصرف
_________
فرجع الصحابة الى رسول الله صل اللهم عليه وسلم
وقالوا له: _ عضل والقارة [[ يعني غدر كغدر عضل والقارة، وهي القبائل التى غدرت بالمسلمين عند بئر {{ الرجيع }}
فعلم النبي -صل اللهم عليه وسلم- أنه الغدر
فاغتم النبي صل اللهم عليه وسلم ، لهذا الخبر
حتى أنه غطى رأسه بالثوب ولم يكلم احداً، حين جاءه الخبر عن بني قريظة
فاضطجع ومكث طويلاً ،فلم يكلم احد
فاشتد على الناس البلاء والخوف حين رأوه اضطجع، وعرفوا أنه لم يأته عن بني قريظة خير .. ثم إنه رفع رأسه وقال {{ أبشروا بفتح الله ونصره }}
______
لماذا قال لهم {{ أبشروا بفتح الله ونصره }}
لان الصحابة كانوا قد اعتمدوا ان جهة الجنوب فيها بنو قريظة يحمون ظهرنا
[[ كحال المسلمون اليوم ندفع الأموال ، لغيرنا من الغرب ليحمينا من الأعداء أليس هذا هو الواقع الذين نعيشه ؟ طبعا حالنا لا يشبه حال الصحابة في ذلك فهم ارقى واشد ايمان منا ولكن اصف حالنا ]]
اما الان فلقد نقضت عهدها بنو قريظة ،واصبحوا عدواً ، بدل ان يكونوا مدافعين .اذن قال النبي {{ حقيقة لا مجاملة ولا تسكين }} كما نفعل اليوم
قال لاصحابه{{ ابشروا بفتح الله ونصره }}
أين موضع هذه الكلمة مع ما دهانا من الأمور ؟؟
وقد نقضت قريظة عهدها ، وأتفقت علينا مع الاحزاب وسيدخلون علينا من كل باب ؟؟
فما معنى {{ ابشروا بفتح الله ونصره }}
لأننا كبشر كنا معتمدين على حماية ظهرنا من قبل يهود
أما الآن فقد قطعنا الأمل من كل شيء وأحيط بالصحابة من كل جانب
إذن الى أي جهة سيتوجهون بقلوبهم بصدق ؟؟
الى {{ الله }} وهو الذي يقول جل في علاه {{ أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ }}
مادام الآن انقطعت جميع الأسباب ، إذن ستتوجهون الى الله حقيقةً لجوء المضطر {{ فأبشروا بفتح الله ونصره }}
وهذه سنة الله في خلقه ..قال تعالى واصفاً الرسل
{{ حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا }}
يجب ان نتعلم خاصة ايامنا هذه ، وما يمر بالأمة اليوم ، ان نتوجه بقلوبنا الى الله توجه حقيقي بصدق ، لا نعتمد على الاسباب
كم نحتاج لهذا المعنى في ايامنا {{ الفهم عن الله }}
قال النبي صل اللهم عليه وسلم {{ ابشروا بنصر الله }} ولكنه لجأ حقيقةً بقلبه الى الله ، وهو المتوجه دوماً الى الله ، إلا ان الآن في حالة كرب وغم
________
ولكن وبرغم هذه المحاولات من الرسول صل اللهم عليه وسلم لعدم انتشار هذا الخبر بين المسلمين ولكن انتشر هذا الخبر الخطير جدا بين المسلمين
وكان هذا الموقف من أكثر المواقف حرجا في تاريخ الدعوة الاسلامية
ومن أشد الإبتلاءات التي مر بها المسلمون
ونسمع وصف حالهم في ذلك الموقف من الله عزوجل
{{إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ }}
[[ من فوقكم أي من جهة بن قريظة لانها مرتفعة ولانها جهة القبلة جعلها الله من فوق ، وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ اي الاحزاب المرابطة جهة الخندق ]]
ثم يصف الله تعالى حال المسلمين ، عند سماعهم الخبر
{{وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدً }}
[[ أرأيتم وصف الله لاصحاب النبي صل اللهم عليه وسلم يقول :_ عندما سمعتم هذا الخبر ، انهم سيأتوا من فوق اي من جهة بن قريظة ، ومرابطين عند الخندق ، وقد حُصرتم من جميع الجهات
عندما وصلكم الخبر زاغت الأبصار
يعني بطلتوا تشوفوا قدامكم ، ولا يكون هذا الوصف إلا لمن وصل قمة الخوف ، زاغت الابصار كالذي يغشاه الموت عند النزع ، وبلغت القلوب الحناجر انظروا الى عظمة هذا التشبيه
{{ هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالا شَدِيدًا }}
[[ هنالك اي عند ذلك الوصف الذي ذكرناه ، ابتُلي المؤمنون اعتبره بلاء ، واي بلاء اعظم من هذا ؟؟
هل في وصف ابلغ من الزلزلة ؟؟
سماعكم للخبر كان كالزلزال في اجسادكم من الأضطراب
اذن وصل المسلمون في ذلك الوقت الى مرحلة {{الزلزال }}كما قال تعالى
وهي مرحلة مرت بها الأمة الإسلامية في خلال تاريخها كثيرا جدا
وهي المرحلة التي لا يثبت فيها إلا المؤمن الصادق الإيمان، أما المنافق فلابد أنه سيقع ويسقط
ان مرحلة الفتنة والإبتلاء الشديد والزلزلة هي من سنن الله تعالى في كونه، حتى يتميز الخبيث من الطيب، والمؤمن والمنافق
يقول تعالى في سورة البقرة {{وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ }}
________
ونرجع الى سياق الآيات ، يصف الله تعالى حال المنافقين في المدينة في ذلك الوقت [[ لأن اللي زاد الطينة بلة الطابور الخامس اللي موجود دائما بالامة انظروا الى قولهم ]]
قال تعالى {{ وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا }}
[[ كان المنافقون يقولون:_ كان محمد -صل اللهم عليه وسلم- يعدنا أن نأكل كنوز كسرى وقيصر، وأحدنا اليوم لا يأمن على نفسه أن يذهب إلى الغائط
ساعتها فُتح المجال للمنافقون ومن شدة خوفهم لم يستطيعوا ان يتصنعوا الايمان ويكتموا نفاقهم ، يعني صاروا يحكوا قبل ايام ونحن نحفر بالخندق ورسولكم -صل اللهم عليه وسلم- يقول لنا أوتيت مفاتيح كسرى مفاتيح الروم مفاتيح اليمن كل هذا الكلام كان غرور{{ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُورًا }}وبدأ المنافقون في التسرب من الصف والهرب ]]
{{ وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَارًا }}
[[ قالت طائفة منهم اي المنافقين يا اهل يثرب ، من شدة الخوف ولأنهم مرضى قلوب نسيوا يقولوا المدينة وبرز طبعهم الأصلي {{ النفاق }} ونطقوا بالتسمية الجاهلية للمدينة قالوا {{ اهل يثرب }} لا مقام لكم فأرجعوا ، يعني ليه قاعدين تحرسوا الخندق على الفاضي ،ارجعوا لبيوتكم عشان ما تبينوا انكم محاربين ، اتركوا محمد -صل اللهم عليه وسلم- ومن معه عند الخندق ، وطائفة منهم يستأذنوا النبي -صل اللهم عليه وسلم- يقولون بيوتنا عورة يعني يقولوا للنبي -صل اللهم عليه وسلم- قريظة نقضت عهدها نحن بيوتنا عورة يعني مكشوفة بوجه العدو خلينا نروح نحمي اولادنا ونسائنا
وهكذا بدأت تنقية صفوف المسلمين من شوائب المنافقين، وكانت هذه ودائما كما ذكرنا هي حكمة الله تعالى في الابتلاءات والفتن والله عزوجل يكذبهم {{ كذابين }} ويقول {{وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَارًا }} ]]
________
{{ وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا }}
ورضي الله عن {{ سعد بن معاذ }} وقد نزلت الايات بعد انتهاء غزوة الخندق
عندما جاءت هذه الطائفة من المنافقون يستأذنون رسول الله -صل اللهم عليه وسلم- ويقولون بيوتنا عورة ، وقريبة من قريظة ، ونخشى على النساء والذرية ، فهل تأذن لنا نحمي بيوتنا ونصد عنكم ما استطعنا من بني قريظة
والنبي صل اللهم عليه وسلم لأنه {{ صادق }} لا يكذب الناس ولأن طبعه الصدق ، لا يظن بهم الكذب ، فصدقهم وكاد أن يأذن لهم بالذهاب
فدخل {{ سعد بن معاذ }} على غير موعد فوجدهم يستأذنون والنبي -صل اللهم عليه وسلم- يريد ان يأذن لهم [[ اي الحديث دائر مع النبي ]] -صل اللهم عليه وسلم-
قال :_ ما شأنهم يا رسول الله -صل اللهم عليه وسلم-
قال له النبي -صل اللهم عليه وسلم-:_ يريدون ان يستأذنون فإن بيوتهم عورة ليحموا النساء والذرية
فقال سعد :_ لا والذي بعثك بالحق ماهي بعورة إن يريدون إلا فرارا فنزل القران كما نطق سعد
{{ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَارًا }}
قال سعد :_هذه عادتهم معنا دائماً يا رسول الله -صل اللهم عليه وسلم- ، ما دهمنا أمر إلا خذلونا و استأذنوا ، فلا تأذن لهم يا رسول الله -صل اللهم عليه وسلم-فلم يأذن النبي صل اللهم عليه وسلم لهم ، ونزل القران يفضحهم كما نطق سعد بن معاذ
{{ رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه }}
______
النبي صل اللهم عليه وسلم كان قد أمر قبل الخندق كما قلنا أن تجلس النساء والاطفال فوق الحصون
اما الآن وقد نقضت عهدها اليهود لم يعد هنالك آمان ، فممكن اليهود أن يدخلوا ويقتلوا النساء والذرية وينهبوا البيوت فأضطرب الصحابة واصبحت قلوبهم ليست معهم قلوبهم عند اولادهم ونسائهم
وصدق الله ، فقد زلزل المؤمنون
{{ هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدً }}
هذه الزلزلة جعلت الصحابة يفاوضون النبي صل اللهم عليه وسلم
يقولون :_ يارسول الله -صل اللهم عليه وسلم- ألا نرسل منا من يحفظ النساء والذرية ؟؟
قال :_ أجل نرسل كل ليلة طائفة [[يعني رجال ]] يظهرون التكبير ويطوفون ببيوتنا ، فتسمع بهم يهود[[ اي قريظة ]] فيعلمون أننا لم نترك نساءنا من غير رجال وحرس ويعودون إلينا بالنهار [[ لأن بالنهار مافي خوف ، الخوف في الليل ]] وتوجه النبي صل اللهم عليه وسلم الى ربه في كشف هذه الغمة
يتبع بإذن الله…
------صل اللهم عليه وسلم-------
من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡.. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك
🔸🔸الحلقة السابعة والاربعون بعدالمائة🔸🔸
*******
السيرة النبوية العطرة (( الحرب خدعة ، الأحزاب ))
_________
اهتز المسلمون وزلزلوا زلزالاً شديداً ، وبلغت القلوب الحناجر
وأرسل النبي صل اللهم عليه وسلم مجموعات من الصحابة
يطوفون حول بيوت المدينة ليلاً ، يجهرون بالتكبير لتعلم يهود {{ بنو قريظة }} أن هناك حرس على البيوت ورجال
وأرسل اليهود عيونهم الى داخل المدينة، وأخذوا يطوفون بالحصون التي بها النساء والأطفال والشيوخ ، ليختبروا امكانية مهاجمة هذه الحصون
___
جاء الى النبي صل اللهم عليه وسلم ، شاب من الانصار واستأذن النبي صل اللهم عليه وسلم
فقال : يا رسول الله ائذن لي أحدث بأهلي عهدا ، فأذن له رسول الله - صلى الله عليه سلم - ، وقال : " خذ عليك سلاحك ، فإني أخشى عليك بني قريظة " فانطلق الفتى إلى أهله ، فوجد امرأته قائمة بين البابين ، فأهوى إليها بالرمح ليطعنها ، وأدركته غيرة ، فقالت : لا تعجل حتى تدخل وتنظر ما في بيتك ، فدخل فإذا هو بحية منطوية على فراشه ، فركز فيها رمحه ، ثم خرج بها فنصبه في الدار ، فاضطربت الحية في رأس الرمح ، وخر الفتى ميتا ، فما يدرى أيهما كان أسرع موتا ، الفتى أم الحية ؟ فذكر ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : " إن بالمدينة جنا قد أسلموا ، فإذا رأيتم منهم شيئا فآذنوه ثلاثة أيام ، فإذا بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه ، فإنما هو شيطان "
_______
{{ وانظروا مشيئة الله إذا أراد شيئا هيأ له أسبابه }}
ثم أرسل النبي صل اللهم عليه وسلم {{ ٢٠ رجل }} من اصحابه و منهم رجال من ذوي المتوفى ليدفنوه
فحملوه فسلكوا به من الوادي العقيق
فكان في ذلك الوقت {{ ابو سفيان }} قد اشتكى لحيي بن اخطب
انه قد نقصت المؤنة من جيش قريش
فقال :_ يا حيي نفذت علائفنا ونقصت مؤونتنا ، وهلكت الخف والكراع [[ يعني الابل والخيل رح تهلك مافي شي ياكلوه ]]
فهل لدى {{ بني قريظة }} من علف و قوت
قال له :_ نعم
ثم ذهب وكلم له {{ كعب }} سيد بني قريظة
فقال له كعب :_ المال مالك
فأرسل ابو سفيان عشرين ناقة ، لتحمل لهم الطعام والعلف من بني قريظة
فلم حُمَّلت تماماً ، وانطلقوا وتوجهوا يريدون الخندق من الخارج
كان لا بد لهم أن يمروا من وادي العقيق
فكان العشرون من الصحابة يحملون جثة هذا الشاب الذي مات وكان الوقت نهار ..فألتقوا بقافلة المشركين
فأقتتل المسلمون معهم فهزموهم المسلمون
واخذوا القافلة بكل ما فيها ، وكان اهل المدينة في جوع وعسر شديد
{{ سبحانك ربي ما أعظمك وما أجملك ، أراد أن يطعمهم الله }}
ثم رجعوا بعد ان دفنوا هذا الشاب الى النبي صل اللهم عليه وسلم
واذا معهم عشرون جمل محمل
قال لهم النبي صل اللهم عليه وسلم :_ ماهذه ؟!!
قالوا:_ غنمناها من رجال قريش ، ارسلت بها قريظة الى قريش
[[فكان موت الشاب سبب في غنيمة تفرج كرب الخندق ]]
ولما وصل الخبر لأبي سفيان اسمعوا ماذا قال
قال :_ ان حيي لرجل مشؤوم [[ يعني منحوس مافي بوجهه خير ]]
سروا بهذه الغنيمة و فرَّجت عنهم بعض الكرب
ولكن ما زال الصحابة مكتئبون لأنهم على اعصابهم ، لا يعلمون متى ستفتح قريظة للأحزاب ابواب الحصون
_________
في صباح الاربعاء كان النبي صل اللهم عليه وسلم
يفكر فيما يمكن أن يفعله لمواجهة هذا الموقف الصعب
وأراد الرسول صل اللهم عليه وسلم أن يفكك هذا التحالف
ففكر الرسول صل اللهم عليه وسلم أن يعرض بعض المال على قبائل {{ غطفان }} في سبيل أن تنسحب غطفان وتترك حصار المدينة
وكان هذا المال الذي فكر الرسول صل اللهم عليه وسلم أن يعرضه على {{ غطفان }} هو {{ ثلث ثمار المدينة}}
وكان الرسول النبي صل اللهم عليه وسلم
واثقا أنه اذا عرض على {{ غطفان }} هذا العرض فانها ستوافق
لأن {{ غطفان}} لم يكن بينها وبين المسلمين عداءاً شديد
والنبي صل اللهم عليه وسلم كان على عهد معهم ولكنهم نقضوا العهد اتذكرون سيدهم {{ عيينة }} ذكرناه من قبل الذي قال عنه النبي صل اللهم عليه وسلم {{ الأحمق المطاع }}
والذي شجعها على الخروج لغزو المسلمين هو أن يهود {{خيبر }} اتفقوا معهم على أن يعطوهم نصف ثمار خيبر لمدة عامين
فاذا عرض الرسول صل اللهم عليه وسلم أن يعطيهم من ثمار المدينة
دون قتال فلابد أنهم سيوافقوا وينسحبوا
فاذا انسحبوا سيصبح جيش الأحزاب أربعة ألاف بالإضافة الى يهود {{ بني قريظة }} وهؤلاء يمكن للمسلمين الإنتصار عليهم ، كما حدث في بدر وكما حدث في الجزء الأول من معركة أحد
______
أرسل النبي صل اللهم عليه وسلم الى {{ عيينة بن حصن }} سيد غطفان
فجاء ومعه بعض الرجال فأدخله النبي صل الله عليه وسلم خيمته وعرض عليه الأمر .... فوافق عيينة فقال له النبي صل اللهم عليه وسلم :_
اجلس على ما انت عليه ، حتى نستأذن السعدين
[[ لان تمر المدينة للأنصار ، وسادة الانصار السعدين ]]
١_سعد بن معاذ {{ سيد الأوس }}
٢_سعد بن عبادة {{ سيد الخزرج }}
فأرسل النبي -صل اللهم عليه وسلم- إليهما فلما حضروا
وكان عيينة جالساً ، وفي ظنه أنه انتصر ، وقد حاز على ثلث تمر المدينة ، وها هو محمد -صل اللهم عليه وسلم- يطلب مني الصلح
وكان جالساً وقد مد رجليه في حضرة
{{ الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم}} -صل اللهم عليه وسلم-
فدخل سعد بن معاذ متوشحاً سيفه
فلما رأى {{ عيينة }} سيد غطفان يمد رجليه في حضرة النبي صل اللهم عليه وسلم ، وقبل ان يعلم ما الخبر نظر إليه
وصرخ به وقال :_ يا عين الهجرس [[الهجرس يعني الثعلب اي يا عين الثعلب
يا عين الهجرس أتمد رجليك في حضرة النبي صل اللهم عليه وسلم ؟ !!!
والله لولا أنك في مجلسه ، وفي خيمته ، لأنفذت خصيتيك بهذا الرمح
وصرخ سعد في وجهه :_ أقبض رجليك
فقبض عيينة رجليه
ثم اخفض رأسه {{ سعد بن معاذ }} وألتفت الى رسول الله صل اللهم عليه وسلم بكل أدب وهدوء وقال :_ سمعاً وطاعةً يارسول الله ، أرسلت في طلبنا
فأخبرهما النبي -صل اللهم عليه وسلم- بالذي تفاوض به مع عيينة
وقال :_ مارأيكما ؟؟
[[ واسمعوا ماذا قال {{ سعد بن معاذ }} ألم أخبركم من قبل ان الخندق كلها لسعد بن معاذ ، سعد بن معاذ عجزت النساء ان يلدنَّ مثله ، اسمعوا منطق الصحابي الجليل صاحب الأيمان الكامل عمره {{ ٣٦ }} عام ]]
فقال سعد بن معاذ بكل أدب
قال : _يا رسول الله ! -صل اللهم عليه وسلم-
إذا كان هذا أمر من السماء قد أمرك الله به فليس لنا من الأمر شيئاً امضي على بركة الله [[ يعني ان كان امر من الله فمالنا رأي فيه انتهى الموضوع ]]
:_وإن كان هذا الأمر تحبه وترضى فيه وترى فيه خيرا ،فنحن طوع أمرك
:_ أم إن كان شيء تصنعه لنا ؟ فلنا فيه رأي
[[ يعني بدك تخفف عنا هالمصيبة لأن العرب ماحاربتنا إلا لوجودك عنا بالمدينة اذا بدك تخفف عنا ، لنا فيه رأي ]]
فقال النبي صل اللهم عليه وسلم :_ بل شيء أصنعه لكم
والله ما أصنع ذلك إلا لأني رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة
وكالبوكم من كل جانب فأردت أن أكسر عنكم من شوكتهم
فقال سعد بن معاذ:_ يا رسول الله!
قد كنا وهؤلاء على الشرك بالله وعبادة الأوثان
لا نعبد الله ولا نعرفه وهم لا يطمعون أن يأكلوا منها [[ أي من المدينة المنورة ]] ثمرة واحدة إلا قرىً أو بيعاً
[[ أي ما كان يحلموا ياخدوا منا تمرة وحدة إلا ضيافة أو بيعاً ]]
أفحين أكرمنا الله بالإسلام وهدانا به وأعزنا بك وبه نعطيهم أموالنا ؟؟
أنعطيهم الدنية في ديننا ؟؟
لا والذي بعثك بالحق ، لا نعطيهم إلا حد السيف فليجهدوا علينا ما استطاعوا
[[يعني خليهم يحزبوا كل الناس وكل الدنيا ويجوا ، لا تحمل همنا يا رسول الله ]] -صل اللهم عليه وسلم- ما لنا بهذا من حاجة
فتهلل وجه النبي صل اللهم عليه وسلم كأنه القمر وسُر بكلام سعد واقره
وعلم أن الأنصار هم الأنصار ، لم تهزهم هذا الاحداث كلها
الله أكبر .. ثم انصرف عيينة خائباً لم ينل خيراً
________
ومرة ثانية وعاشرة ينزل النبي صل اللهم عليه وسلم على رأي يخالف رأيه
وهذه هي مكانة {{ الشورى }} في الاسلام [[ ليت امتنا تفهم ]]
ولم يكن هذا الراي رايا عنتريا غير مدروس
ولكن كان نظرة {{ استراتيجية }} صائبة تماما
لأن الاتفاق مع {{ غطفان }} كان سيحل المشكلة لاشك فتنسحب غطفان ، ويتفكك التحالف وتنهزم قريش واليهود
ولكن في نفس الوقت كان سيكون له تداعيات سلبية وخطيرة جدا في المستقبل لأن ذلك كان سيكون معناه أن غطفان قد حققت انتصارا على المسلمين وبذلك تهتز صورة المسلمين أمام الجزيرة كلها
وسيفتح باب الإبتزاز المستمر للمدينة فكلما أرادوا مال جاءوا وحاصروا المدينة خاصة أن قبائل غطفان من {{ المرتزقة }} الذين يعيشون على قطع الطرق ومهاجمة القبائل
_______
في هذا اليوم وقت الظهر
قام النبي صل اللهم عليه وسلم بالصحابة يوم الاربعاء لصلاة الظهر فجمعهم للصلاة فصلى بهم وطمئنهم
وقال لهم {{ الحبيب المصطفى صل اللهم عليه وسلم }}
يا ايها الناس
لا تتمنوا لقاء العدو ، واسألوا الله العافية فإن لقيتم العدو فأصبروا واعلموا ، أن الجنة تحت ظلال السيوف [[ يحثهم على الجهاد ]]
ثم بسط كفيه للسماء ، يدعو الله
اللهم منزل الكتاب سريع الحساب أهزم الأحزاب
اللهم اهزمهم وانصرنا عليهم
فقال له بعض اصحابه :_يا رسول الله -صل اللهم عليه وسلم- قد بلغت منا القلوب الحناجر، فهل من شيء نقوله حتى تطمئن القلوب ؟؟
قال النبي صل اللهم عليه وسلم :_ نعم
قولوا {{ اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا }} الحديث رواه البخاري
_________
وفي مغرب هذا اليوم
في ذلك الموقف العصيب جدا ، والذي يعتبر من أحرج لحظات الدولة الإسلامية والدعوة الاسلامية ، حدث أمر غير متوقع على الإطلاق
وهو اسلام رجل اسمه {{ نعيم بن مسعود }}
وهو أمر غير متوقع في ذلك الوقت بالتحديد
لأن {{ نعيم بن مسعود }}من قبيلة {{ غطفان }}
وهي كما نعلم أحد القبائل المحاصرة للمدينة
فكيف يمكن لرجل من الجيش {{ المُحَاصِر }} القوي أن يترك هذا الجيش القوي وينضم الى الجيش الأضعف{{ المُحَاصَر }}
المهدد بالفناء في أي لحظة
هل رأيتم عندما صدق الانصار في موقفهم من خلال سيدهم سعد بن معاذ رضي الله عنه صدقوا مع الله ورسوله وتوجهوه بقلوبهم مضطرين الى الله
والله عزوجل يقول
{{ أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ}}
ولماذا أركز على هذه المعاني ؟؟
لان حالنا هذه الايام يشبه حال المسلمين بالخندق
قد احيط بنا كما احيط بأصحاب النبي صل اللهم عليه وسلم في الخندق ولا ملجأ لنا إلا الى {{{ الله }}}
{{ اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا }}
_________
أسلم {{ نعيم بن مسعود}} جاء قبل الغروب وهو من قبيلة {{ عيينة }} من غطفان الذي خرج مطروداً من سعد بن معاذ وهو في خيمة النبي صل اللهم عليه وسلم في الصباح ليكون له دور كبير جدا في رفع الحصار عن المسلمين {{ولو كان قد أسلم قبل ذلك لما كان له هذا الدور المحوري والهام جدا في غزوة الأحزاب }}
جاء نعيم بن مسعود الى الرسول صل اللهم عليه وسلم
فأستأذن بالدخول
[[ فظنوه رسولا جاء من طرف عيينة ، والرسل معروفة عند العرب لا تقتل ]]
فلما دخل اجلسه النبي صل اللهم عليه وسلم ، في خيمته
وقال له :_ ماذا وراءك يا نعيم ؟؟ [[يعني مين ارسلك ]]
قال له نعيم :_ يا رسول الله! -صل اللهم عليه وسلم-
[[ يا رسول الله !! كلمة لا يقولها الا مؤمن ، الكافر يقول يا محمد -صل اللهم عليه وسلم- يا ابا القاسم اما رسول الله -صل اللهم عليه وسلم- لا يقولها إلا مؤمن ]]
قال :_يا رسول الله -صل اللهم عليه وسلم- ، إني رجل قد أسلمت
وإن قومي غطفان لم يعلموا بإسلامي
فمرني بما شئت [[ اي اعملك شي انفعك انا مؤمن بينهم وما حدا عارف عني
_______
من الذي القى الايمان في قلبه ذلك اليوم ؟؟
إنه {{ الله }} وليتنا نفهم عن الله
{{ كن مع الله ولا تبالي }} وله طرائق بعدد انفاس الخلائق
______
فقال له النبي صل اللهم عليه وسلم :_ انما أنت رجل واحد
[[ يعني أن انضمامك الى الجيش لن يكون فيه فارق كبير لأنك شخص واحد]] ولكن خذّل عنا ما استطعت {{فإن الحرب خدعة }}
[[ يعني اعملك شغلة توقع فتنة بينهم ]]
قال نعيم :_ يارسول الله -صل اللهم عليه وسلم- ، إني أحتاج ان اقول[[ يعني اذا بدي اعمل فتنة لازم اكذب ]] فهل تأذن لي ؟
قال له النبي صل اللهم عليه وسلم :_ قل ما شئت ، فإن الحرب خدعة
_________
أعطى الرسول صل اللهم عليه وسلم {{ لنعيم بن مسعود }} أول الخيط
وفتح له الباب الى الإبداع و الرسول صل اللهم عليه وسلم يعلم أن {{نعيم بن مسعود}} عنده هذه القدرة الخاصة
وقد حاول {{ أبو سفيان بن حرب }} أن يستخدم {{نعيم بن مسعود}} في تخويف المسلمين في غزوة بدر الآخرة، وفشل {{ نعيم }} في تخويف المسلمين
______
وبالفعل قام {{ نعيم بن مسعود }} رضي الله عنه وارضاه
بخدعة عجيبة لم تخطر على بال أحد من الصحابة
خرج من عند النبي صل اللهم عليه وسلم ويمم وجهه نحو يهود {{ بني قريظة }} وكان قبل ذلك الوقت معروفا لديهم وكثير التردد عليهم
وهو صديق حميم لسيد بني قريظة {{ كعب }} وصديق ايضا لحيي بن اخطب .. فدخل عليهما فرحبا به
فقال لهما : _يا كعب ويا حيي
قد عرفتم ودي إياكم وخاصة ما بيني وبينكم
قالا له :_ أجل ، صدقت انت رجل غير متهم عندنا
[[ يعني اخ عزيز ]]
فقال نعيم :_ إني ناصحاً لكم
فإن قريشاً قد ملت المقام [[ يعني صرلهم ١٥ يوم ملوا وزهقوا ما بدهم يحاربوا ]] وقد تشائم ابو سفيان من استيلاء ، أصحاب محمد -صل اللهم عليه وسلم- على القافلة ، وان هذا الرجل [[ قصده النبي ]] -صل اللهم عليه وسلم- لا يؤمن جانبه
هل نسيتم ما صنع بأخوانكم من بني {{ النضير وقينقاع }}
وقريش ليسوا مثلكم .. البلد بلدكم فيه أموالكم ونساؤكم وأبناؤكم لا تقدرون أن تتحولوا منه إلى غيره
[[ انتوا وضعكم يختلف عن قريش هم بيرجعوا لبلدهم بس انتوا وين تروحوا ، اذا انصرفت قريش ]]
وإن قريشاً قد جاءوا لحرب محمد -صل اللهم عليه وسلم- وأصحابه، وبلدهم وأموالهم ونساؤهم بغيره [[ يعني بيوتهم ونسائهم في مكة بلد ثانية مش خايفين على شي ]]
فإن أصابوا فرصة انتهزوها [[ إذا صحلهم فرصة اغتنموها ]]
وإلا لحقوا ببلادهم وتركوكم ومحمداً -صل اللهم عليه وسلم- فانتقم منكم
قالوا :_والله قد فتحت أذهاننا ، وما العمل يا نعيم ؟! !!
قال :_ لا تقاتلوا معهم حتى يُعطوكم رهائن
قالوا :_ كيف ؟
قال :_ خذوا من سادة قريش وغطفان {{٧٠ رجل }} من اشرافهم يدخلوا معكم في الحصن ، فلا يستطيع القوم ان يرجعوا بلادهم ، وسادتهم واشرافهم ، في حصنكم فأياكم ان تقاتلوا محمد -صل اللهم عليه وسلم- ، إلا واشراف قريش عندكم في الحصن
قالوا :_ لقد أشرت بالرأي
قال :_ولكن اكتموا عني
قالوا :_ نفعل
________
ثم ذهب نعيم إلى جيش الأحزاب في نفس الليلة
واجتمع مع سادة قريش
وقال :_ يا ابا سفيان ، تعلمون ودي لكم ونُصحي لكم
أحدثكم حديثا وتكتموا عني ؟
قالوا :_ نعم افعل ، ما أنت عندنا بمتهم
ماذا عندك يا نعيم ؟ !!!
قال :_ كنت عند {{بني قريظة }}
[[ طبعا هم يعلمون ان نعيم صديق لهم ]]
قال :_ وسمعت منهم حديث ما سرني ، فما أحببت أن أبيته ليلة ، حتى يكون بين يديك وانت سيد القوم يا ابا سفيان
قال ابو سفيان :_ ما وراءك يا نعيم ؟ تكلم
قال :_ إن اليهود قد ندموا على ما كان منهم من نقض عهد محمد -صل اللهم عليه وسلم- وأصحابه
وإنهم قد راسلوه أنهم يأخذون منكم رهائن يدفعونها إليه ثم يوالونه عليكم
فإن سألوكم رهائن فلا تعطوهم .
قالوا :_ اجل قد أشرت بالرأي
_______
ثم ذهب إلى غطفان وقال لهم ما قاله لقريش
وهكذا شعرت قريش بالقلق .. وكذلك غطفان
فأرسلوا رسالةً الى اليهود وقالوا :_ إنا لسنا بأرض مقام ، وقد هلك الكراع والخف [[ الإبل والخيل التي معهم هلكوا من الجوع صعب نطول اكثر من هيك ]] فانهضوا بنا حتى نناجز محمداً -صل اللهم عليه وسلم-
[[ يعني خلص بيكفي افتحولنا الحصون ندخل على محمد -صل اللهم عليه وسلم- وصحبه ]]
فأرسل بنو قريظة رد لهم {{ إنا لا نقاتل معكم حتى تبعثوا إلينا رهائن }}
فقالت قريش وغطفان :_ صدقكم والله نعيم
فبعثوا إلى اليهود وقالوا:
{{ إنا لا نُرسل إليكم أحداً فاخرجوا معنا حتى نناجز محمدًا -صل اللهم عليه وسلم- }}
فقال اليهود:_ صدقكم والله نعيم
________
فدبت الفرقة بين الفريقين، وهكذا استطاع
{{نعيم بن مسعود}} رضي الله عنه وارضاه
بحيلته أن يقضي على هذا التحالف الخطير الذي كان بين {{ الأحزاب وبين يهود بني قريظة }}
يتبع بإذن الله…
------صل اللهم عليه وسلم-------
من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡.. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك
🔸🔸الحلقة الثامنة والاربعون بعد المائة🔸🔸

*********

السيرة النبوية العطرة

(( أنسحاب الأحزاب ، وتحقق النصر ))

_______

نحن الآن في آخر أيام الخندق ، وقد دام حصار المسلمون

على أرجح الروايات {{ ١٨ }} يوم بعد ان وقع الخلاف بين{{ الاحزاب ، وبني قريظة }} على يد {{ نعيم بن مسعود}} رضي الله عنه

بالرغم من أن الكفار جائوا للحرب دون اتفاق مع {{بني قريظة }}

ولكن أن يحقق الجيش ميزة ثم يفقدها ، فهذا يحبطه حتى ولو لم تكن معه هذه الميزة من أول الأمر وقبل انسحاب الأحزاب بيوم

أشتدت قريش على خيمة النبي صل اللهم عليه وسلم بنبالها

تحاول بكل ما أستطاعت ، أن تحقق هدفها وهو قتل النبي صل اللهم عليه وسلم فكان هدفهم جميعاً ، خيمة النبي صل اللهم عليه وسلم يرمونها بالنبال ..فأحاط الصحابة بخيمته صل اللهم عليه وسلم ، إحاطة السوار بالمعصم ، يصدون السهام والنبال عن خيمته

فأقبل {{ سعد بن معاذ رضي الله عنه }}

وعليه درع مقلصة [[ اي صغيرة عليه لم تستر يديه ]]

ومر مسرعاً من أمام مكان مرتفع قد تجمع فيه النساء

وكانت امه [[ أي ام سعد ]] والسيدة عائشة من ضمن هذه النساء

ينظرون الى ماذا يجري حول خيمة النبي صل اللهم عليه وسلم

وفي يد {{ سعد }} رمح ويجري مسرعاً لخيمة النبي صل اللهم عليه وسلم

وقد شاعت الأخبار أن الاحزاب صبوا كل غضبهم ، على خيمة النبي صل اللهم عليه وسلم .. فقالت له أمه :_ أي بني تعجل فلقد تأخرت عن رسول الله [[ يعني تأخرت المفروض تكون اول المدافعين عن خيمة النبي صل اللهم عليه وسلم ]]

تقول السيدة عائشة :_ فما سرني درعه التي يلبس ، فإنها غير سابغة [[ اي ساترة ]] قد بانت منها ذراعيه

فقلت :_ يا ام سعد ، وددت لو أن درع سعد أسبغ فإني أخشى عليه

فقالت امه :_ ليقضي الله ماهو قاضٍ [[ تسلم الامر لله ]]

________

فأقبل{{ سعد }} و وقف بباب خيمة النبي صل اللهم عليه وسلم

يصد السهام عن خيمة النبي صل اللهم عليه وسلم

فجاء سهم وصاحبها حبان بن العرقة فنزل السهم في اكحل سعد الايسر

[[ اي الشريان الرئيسي في يده]] فنفر الدم وسمع النبي صل اللهم عليه وسلم ، بأصابة سعد

فوضع سعد يده اليمنى على مكان الجرح ، والدم ينزف بشدة

وجاء النبي وضرب - صلى الله عليه وسلم- خيمة في المسجد ليعوده من قريب، وحسمه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بالنار فانتفخت يده، فتركه فنزفه الدم، فحسمه أخرى فانتفخت يده. فلما رأى ذلك سعد قال: اللهم لا تخرج نفسي حتى تقرَّ عيني من بني قريظة، فاستمسك عرقه فما قطر منه قطرة

وأمر النبي صل اللهم عليه وسلم ، أن يمرض في خيمة قريبة من مسجده

________

مضى النهار وانصرف المشركون عن خيمة النبي صل اللهم عليه وسلم

وارسل {{ ابو سفيان }} رسالة للنبي صل اللهم عليه وسلم يقول فيها :

كنت قد خرجت إليك بعشرة آلاف ، وانا أعزم على أن لا أرجع لمكة ، حتى استأصلك وصحبك ودينك ، ولكنك أحتميت وراء خندق

وكان من أمرك ما كان والأيام بيننا سجال

______

فأرسل إليه النبي صل اللهم عليه وسلم جواباً

أما بعد :_ فإنَّ ما عزمت عليه ، يحول الله بينك وبينه وسيأتي عليك يوم

أكسر فيه {{ اللات والعزى }} على مرأى منك ، وبيدي مفاتيح الكعبة وسأذكرك بذلك يا {{ سفيه بني غالب }}

[[ عندما يكرمنا الله ونكمل السيرة ، ونذكر فتح مكة وكيف فتحت ، واهتزت جبال مكة وأرضها ، بأصوات تكبير المسلمين وأعدادهم الهائلة ، تذكروا هذه الرسالة ]]

________

قام النبي صل اللهم عليه وسلم يصلي تلك الليلة ، وكانت ليلة شديدة البرد مظلمة في آخر الشهر وأراد الرسول صل اللهم عليه وسلم ، أن يرسل أحد الصحابة ويدخل الى داخل جيش الأحزاب

يستطلع لهم خبر القوم وجاءت يد {{ القدرة الإلهية }} في تلك الليلة

أرسل الله تعالى على معسكر الكفار ريحا شديدة باردة قاسية البرودة

فقلبت قدورهم ، وأطفئت نيرانهم ، واقتلعت خيامهم ، بينما كانت هذه الرياح هينة عند معسكر المسلمين ولم يكن بينهما إلا عرض الخندق

فماذا حدث في تلك الليلة

سيحدثنا عن تلك الليلة الصحابي الجليل

{{ حذيفة بن اليمان }} رضي الله عنه والحديث في البخاري ومسلم :

جلس {{ حذيفة }} يحدث التابعين [[ الشباب الذين جاؤوا بعد وفاة النبي صل اللهم عليه وسلم لم يروا النبي ]]

جلس يحدثهم ، عن غزوة الخندق ، فلما انتهى

قال قائل لأبي حذيفة :_ وشهدتم هذا كله مع رسول الله ؟ !! - صل اللهم عليه وسلم -[[ متعجب لأن أحداث كثيرة حصلت في الخندق ]]

قال :_ أجل

فقال قائل منهم :_ ليتني كنت معكم ، فوالله ما أدع رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - يمشي على الأرض خطوة ، لأحملنه على ظهري

وقال الآخر :_ ليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيماً
[[ وهذه العبارة اغلبنا يقولها عندما يقرأ السيرة أو يزور البقيع ويسلم على الصحابة كلنا نقول ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما وهو دعاء مستحب ]]

فقال حذيفة :_ لا تتمنوا ذلك يا أخوة الإسلام

لقد رأيتُني ليلة ، ونحن مع رسول الله صل اللهم عليه وسلم

ليلة الخندق

[[ويعني ليلة الخندق اي الليلة الآخيرة ]]

ونحن ثلاث مئة أو قريب من ذلك

[[ اهل الخندق كانوا ٣٠٠٠ منهم المسلم والمنافق

حذيفة الآن يتحدث عن الخواص الذين كانوا حول النبي صل اللهم عليه وسلم ]] يقول :_ قام النبي صل اللهم عليه وسلم يصلي في تلك الليلة

ثم استقبلنا ينظر فينا واحدا واحد ثم قال :_ إنه كائن حدث في القوم هذه الليلة [[اي الاحزاب يبشر اصحابه الليلة رح يصير حدث غريب عندهم ]]

إنه كائن حدث في القوم هذه الليلة

ألا رجل يأتني بخبر القوم ويكون رفيقي في الجنة ؟:

يقول حذيفة :_ فو الله الذي بعثه بالحق ، لم يقم منا رجل واحد

[[ برد شديد ، وظلمة و خوف ، وقريش قد استشرت واستأسدت ]]

قال فأعادها :_ألا رجل يأتني بخبر القوم ويكون رفيقي في الجنة ؟؟

قال :_ فوالله ما قام منا رجل واحد

يقول حذيفة :_ ما قام منا رجل واحد

ثم نظر إلي .. وقال :_ أحذيفة ؟؟!!

قال:_ وانا اجلس على ركبتي فتقاصرت الى الارض[[ اي برك للارض ، مش قام لا برك ]]

قلت :_ لبيك يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -

قال :_تسمع صوتي منذ الليلة ولا تجيب ؟!! قم

قال حذيفة :_ فقمت واقفاً بين يديه

وقلت :_ والذي بعثك بالحق ما قمت الا حياءً منك

فقال لي :_ أذهب فأتني بخبر القوم

قلت :_ والذي بعثك بالحق لا أخشى الموت ، ولكن اخشى ان يأسروني في هذه الليلة الباردة ، فيفتني القوم عن ديني [[خايف على دينه ، يأسروه ويعذبوه في هذه الليلة الباردة ، وتفلت منه كلمة سيئة ]]

فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم- صل اللهم عليه وسلم -:_ إنك لن تؤسر

قلت :_ يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - ، وليس علي إلامرط لزوجتي لا يستر جميع بدني [[ اي ثوب من صوف ]] فإني اقرقف

[[ اي ارجف من البرد ]]

قال :_ لا عليك برد حتى ترجع إلي [[ يعني لن تشعر بالبرد حتى ترجع ]]

ثم بسط النبي صل اللهم عليه وسلم يديه

وقال :_ اللهم احفظه من بين يديه ، ومن خلفه ، وعن يمينه وعن شماله، ومن فوقه ، ومن تحته .. يقول حذيفة :_ فلما أنطلقت

قال لي النبي صل اللهم عليه وسلم : أأتيني بخبر القوم ولا تذعرهم عليَّ

[[ اي لا تقتل احد منهم ، لا تعمل اي حركة ، انت رسول استطلاع فقط ، لا تقوم بأي عمل قتالي ضدهم ، فقط تأتي بأخبارهم ]]

فقلت :_ سمعاً وطاعة يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -

______

يقول حذيفة :_ فلما وليت من عنده جعلت كأنما أمشي في حمام

[[ يعني ذهب البرد الذي كان يشعر به، وشعر بالدفء كأنه في حمام ]]

فلما دخل حذيفة في الجيش في الجهة المقابلة للخندق ، فإذا بالريح شديدة ، لا تدع خيمة الا قلعتها ، كانت ريحا شديدة باردة قاسية البرودة ، تقلب قدورهم ، وأطفئت نيرانهم ، واقتلعت خيامهم

تعسف الرمال في وجههم ، وليس بيننا وبينهم الا عرض الخندق

فلا يوجد عند المسلمين ريح ، والريح عندهم كأنها القيامة

[[ إنها إرادة الله ]]

يقول حذيفة :_ فأخذت اتسلل حتى جئت قوماً بينهم نار [[ هو لا يعرف من هم القوم ، لانهم ١٠ آلاف وكل مجموعة معسكرة بجهة ]]

قال :_ حتى جئت قوماً بينهم نار

وعلى ضوء النار رأيت رجلاً جسيماً ، يضع كفيه فوق النار ويمسح بها خاصرته

وانا لا أعرف {{ ابا سفيان }} انذاك

فلما دنوت منهم علمت أنه {{ ابا سفيان }} من كلامه مع القوم

و والله لقد اخذت سهمي و وضعته في قوسي و لوشئت لغرزته في كبده تماماً .. فإذا بصوت رسول الله صل اللهم عليه وسلم

{{{ أأتيني بخبر القوم ولا تذعرهم عليَّ }}

فلم أفعل

[[ أي اعجاز نبوي هذا ، في الظهيرة كان قد ارسل النبي لابي سفيان

سيأتي عليك يوم أكسر فيه اللآت والعزى ، على مرأى منك وبيدي مفاتيح الكعبة ، وسأذكرك بذلك { يا سفيه بني غالب }

فلو قتله حذيفة في ذلك الوقت .. اين كانت ذهبت نبؤة النبي صل اللهم عليه وسلم ؟ ولكن الله يريد ان يسلم ابا سفيان مفاتيح الكعبة بيديه للنبي - صل اللهم عليه وسلم - ويسلم مكة كلها ]]

دخل حذيفة في الجيش .. ثم جلس {{ حذيفة }} بين القوم

فسمع {{ أبو سفيان }} يقول وكأنه أحس انه دخل فيهم من ليس منهم

فقال :_ يا معشر قريش لينظر امرؤ من جليسه ؟

[[ اي يتعرف كل واحد على اللي جالس جنبه ]]

يقول حذيفة :_ فبادرت وضربت بيدي على فخذ الذي على يميني

وقلت له :_ من أنت ؟ قال : _معاوية بن أبي سفيان

ثم ضربت بيدي على فخذ الذي على شمالي

وقلت له :_ من أنت ؟؟ قال: _ عمرو بن العاص

وغفل القوم عنه [[ أليست ايضا هذه عناية إلهية ، لماذا لم يسألوه من انت ؟لماذا لم يميزوا صوته ؟؟ تجلت العناية الربانية تلك الليلة

لنعلم ان الله علي كل شي قدير ،وان يد القدرة تعمل بالخفاء
وعندما تظهر لنا يد القدرة تعمل في العلانية ، في ليلة او نهار فجأة من غير سابق انذار ، عندما يصل أهل الارض بالظلم و قد بلغ ظلمهم وفسادهم حده، هنالك سترون يد الله تتدخل مباشرة

{{ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ }}

نكمل مع حذيفة رضي الله عنه

قال :_ فلم يفطنوا لي ولم يسألني احد من انا

ثم قال أبو سفيان :_ يا معشر قريش ، إنكم والله ما أصبحتم بدار مقام [[ اي هذا المكان لا يصلح ان تقيموا فيه ]] لقد هلك الكراع والخف، وأخلفتنا بنو قريظة، وبلغنا عنهم الذي نكره ، ولقينا من شدة الريح ما ترون ، واخشى ان تتفق قريظة ومحمد - صل اللهم عليه وسلم - الليلة عليكم

فارتحلوا فإني مرتحل !!!

قال :_ فقام وجلس على بعيره دون أن يحل عقاله [[ يعني من كثر ماهو مستعجل ، البعير مربوطه ايده ]]

فوقف بعيره على ثلاثة أرجل ، وقفز به البعير قفزتين

فضحك عليه صفوان بن امية بملء فمه

وقال :_ يا سيد قومه حُل بعيرك اولاً

فقام ابنه معاوية وحل له عقال البعير ..ثم التفت ابو سفيان الى القوم

وقال :_ يا خالد بن الوليد ، تدبر أمر الساقه [[ يعني مؤخرة الجيش ]] واني متقدمكم الى مكة

قال :_ فانطلق وترك قومه قبل أن يرحلوا

______

قال حذيفة ، فمكثت واختبأت واخذ القوم يستعدون للرحيل

ثم عدت الى رسول الله صل اللهم عليه وسلم وانا في الطريق

أستقبلني رجلان عليهما ثياب بيض ، وعمائم ، يركبون الخيل

فقال لي احدهما :_ اخبر صاحبك [[ اي النبي صل اللهم عليه وسلم ]]

أن قريش{{ لن تغزوه بعد اليوم ابداً ، وأنه هو الذي يغزوها }}

فلما رجع الى النبي صل اللهم عليه وسلم

يقول حذيفة :_ فوالذي بعثه بالحق ، تركته يصلي ورجعت إليه وهو قائم يصلي وعليه برد يماني فلما دخلت خيمته ، عدت اقرقف كما كنت من قبل [[ رجع اليه البرد ]] فلما انتهى صل اللهم عليه وسلم من صلاته أخبره حذيفة بخبر القوم .. واخبره عن الرجلين

فقال لي النبي صل اللهم عليه وسلم :_ أعلمت من كان يكلمك؟

قلت :_ الله ورسوله اعلم - صل اللهم عليه وسلم -

قال لي :_ هذا اخي جبريل

ثم غطاني بالعباءة التي كان يصلي فيها

يقول :_ فنمت حتى الفجر ، فما ايقذني إلا قول النبي صل اللهم عليه وسلم ، قُم يا نومان ، لقد طلع الفجر [[ اي يا كثير النوم ]]

يقول فصلينا الفجر، ثم وقف النبي صل اللهم عليه وسلم واخبر اصحابه

ان الله قد هزم الاحزاب وحده وارسل عليهم جند من جنوده وهي الريح

وارسل الملائكة [[ لا تقاتلهم لانه لا معركة ]]

ولكن الملائكة كانت تتبع أدبار الخيل تضربها فتسرع ، حتى قطعوا في يوم واحد مسافة ثلاثة ايام ، من شدة الخوف

_______

انسحبت {{ قريش }} ثم انسحبت {{ غطفان }} وشاهد الرسول صل اللهم عليه وسلم والمسلمون الأحزاب وهم ينسحبون واستمر انسحابهم من الفجر الى قريب الظهر وقال النبي صل اللهم عليه وسلم لأصحابه

{{ الآن نغزوهم ولايغزونا ، نحن نسير إليهم }}

[[ وقد تحقق ذلك بالفعل، فقد كانت هذه هي آخر محاولة للعرب لغزو المدينة، لأن كل العرب قد اجتمعوا لحرب المسلمين وفشلوا فشلا ذريعا، ولذلك فلابد أنهم لن يكرروا هذه المحاولة الفاشلة مرة أخرى على الإطلاق ]]

ثم قال النبي صل اللهم عليه وسلم لأصحابه

قولوا :_ الله اكبر ..لا إله إلا الله وحده ، صدق وعده ، ونصر عبده ، وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده ، فلا شيء بعده

فأخذوا يرددونها وانطلقوا الى منازلهم

_________

حققت {{ غزوة الأحزاب }} فوائد عظيمة منها

١_كشفت الغزوة مرة أخرى وميزت بين المؤمنين الصادقين، وبين المنافقين

٢_ كشفت حقيقة وحقد {{ بني قريظة }}

٣_ رفعت جدا من هيبة المسلمين وجعلت الوضع الإقليمي الجديد

[[ وهو أن المسلمين أصبحوا هم القوة الأولى في الجزيرة، لدرجة أن كل العرب قد تجمعوا عليهم ولم ينجحوا ]]

٤_ تأكد أمام المسلمين وأمام قريش وكل العرب أن قريش هي الطرف الأضعف في مقابلة المسلمين ، لدرجة أنها استعانت بكل حلفائها وبكل العرب ولم تنجح في هزيمة المسلمين

وذلك فضل {{{ الله }}} سبحانك ربي ما أعظمك

______

انسحبت الأحزاب كما طلب {{ سعد بن معاذ رضي الله عنه }}

ألم يقل لبني قريظة عندما شاتموه واغضبوه ،ونالوا من النبي صل اللهم عليه وسلم

فقال سعد بن معاذ

إني لأرجو الله أن يرد الأحزاب بغيظهم لا ينالون خيرا ، ويغني الله نبيه عنكم

ثم نأتيكم الى جحوركم يا {{أخوة القردة والخنازير }} ونحاصركم وتنزلوا على حكم الله ورسوله

فأنزل الله تعالى كما نطق سعد

{{وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا }}

__________

رجع النبي صل اللهم عليه وسلم الى داره

ونزلت النساء والصغار والشيوخ من الحصون
فما أن كان الظهر حتى كان الجميع في منازلهم

تقول السيدة عائشة والنبي صل اللهم عليه وسلم في حجرتها :_

فإذا منادي ينادي من خلف الحجرة

يا رسول الله !!!

قالت :_فقام النبي صل اللهم عليه وسلم وخرج

فخشيت أن يكون خبراً ، ان قريش قد رجعوا

فخرجت ألتمس الخبر فوقفت عند الباب

فإذا برجل على {{ بغلة شهباء }} يلبس عمامة حمراء

قالت :_فنظرت إليه فإذا به يقول للنبي صل اللهم عليه وسلم

:_أوضعت السلاح ؟؟

فقال النبي صل اللهم عليه وسلم نعم [[وقد وضع المسلمون السلاح ايضا ]]

قال له :_ولكن الملائكة لم تضع السلاح بعد

فأتبعني الى {{ بني قريظة }} فإني متقدمك إليهم ومزلزل بهم حصونهم

فلما رجع النبي صل اللهم عليه وسلم

قلت له :_ بأبي وأمي أنت يا رسول الله ، من الذي كان يكلمك ؟؟

قال:_ أرأيته يا عائشة وسمعتي ما قال ؟؟

قلت :_ نعم .. قال :_ هذا اخي جبريل

ثم لبس صل اللهم عليه وسلم لباس الحرب ، وأمر بلال أن يؤذن للحرب فأجتمع الصحابة فأمرهم النبي صل اللهم عليه وسلم

بأن يتوجهوا فوراً لحرب يهود {{ بني قريظة }}

يتبع بإذن الله…

------صل اللهم عليه وسلم-------

من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡.. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك
🔸🔸الحلقة التاسعة والاربعون بعد المائة 🔸🔸

السيرة النبوية العطرة
(( غزوة بني قريظة )) كاملة
________
لبس النبي صل اللهم عليه وسلم ، ملابس الحرب مرة أخرى
وأمر بلال أن ينادي المسلمين : لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة
وهكذا خرج الرسول صل اللهم عليه وسلم وخرج المسلمون واستعمل على المدينة {{ عبد الله بن أم مكتوم }}
أتذكرون هذا الاسم في بداية السيرة ؟؟
الرجل الأعمى ، الذي نزل فيه قول الله تعالى {{عبس وتولى أن جاءه الأعمى }}فلقد استعمله النبي صل اللهم عليه وسلم على المدينة{{ ١٤ مرة }}
يصلي بالناس ويرعى شئون المدينة
وأعطى النبي صل اللهم عليه وسلم الراية {{ لعلي بن ابي طالب }} رضي الله عنه وارضاه .. فسبق الجيش الى {{ بني قريظة }}
وغرس الراية في أصل الحصن
فأخذ بني قريظة ينالون من النبي صل اللهم عليه وسلم
على مسمع {{ علي }} فلم يرد عليهم
وانما قال :_ السيف بيننا وبينكم
_______
و اتجه المسلمون الى {{ بني قريظة }}
وكانت المسافة من المسجد النبوي الى {{ بني قريظة }} حوالي {{ ١٠ كم }}
وأدرك البعض صلاة العصر في الطريق ولكنهم لم يصلوا العصر
لأن النبي صل اللهم عليه وسلم قال:
{{ لا يصلين أحدكم العصر ، إلا في بني قريظة }}
وكادت الشمس أن تغيب وتفوت هؤلاء صلاة العصر في وقتها
فأختلف الصحابة في الأمر ..هل يصلون العصر قبل أن يخرج وقتها ؟؟
أم يأخرونها عن وقتها حتى يصلون الى بني قريظة ؟
فصلى البعض العصر وقالوا أن الرسول صل اللهم عليه وسلم
لم يكن يقصد النهي عن صلاة العصر الا في {{ بني قريظة }}وانما كان يقصد أن يسرع الصحابة بالخروج الى بني قريظة
بينما لم يصلي البعض الآخر العصر وتمسك بأوامر الرسول صل اللهم عليه وسلم تمسكاً حرفياً حتى فاتته صلاة العصر في وقتها
فلما أخبروا النبي صل اللهم عليه وسلم
أقر الفريق الأول على صلاته العصر في وقتها
واقر الفريق الآخر الذي فاتته صلاة العصر
فكان قد فتح باب الاجتهاد لأصحابه بين يديه وهو على قيد الحياة
(( درس لطلاب الفقه ومن يجتهدون ، خاصة اهل الجدال والتنفير ، بأن لا يعيب مجتهد على مجتهد ))
______
فلما أقترب النبي صل اللهم عليه وسلم من حصون
{{ بني قريظة}} نادى عليهم من وراء الحصن :_يا كعب يا حيي
[[ وكان حيي بن أخطب قد دخل مع بني قريظة حصنهم حين رجعت الأحزاب ، وفاء لكعب بما كان عاهده عليه ، اتذكرون عندما قال لكعب وهو يقنعه بنقض العهد ، اعاهدك إن انهزمت الاحزاب ان ادخل معك الحصن ها هو معهم ]]نادى عليهم من وراء الحصن:_يا كعب يا حيي
فلما برزوا له قال :_ انزلوا إلي يا {{ أخوة القردة والخنازير }} كما قال لهم سعد بن معاذ تماماً[[ لم تكن الآيات نزلت بعد تخبر النبي ان الله مسخهم قردة وخنازير ، فسبحان الله الذي انطق سعد
لأن اليهود مسخ الله شبابهم {{ قردة }}
أما شيوخهم فمسخهم الله {{ خنازير }}
وذلك عند اعتدائهم يوم السبت بصيد السمك، وقد حرم عليهم الصيد يوم السبت ، وقد أمرهم أن يتفرغوا لعبادة ربهم في ذلك اليوم ]]
انزلوا إلي يا {{ أخوة القردة والخنازير }}
فقال له حيي :_ يا أبا القاسم ، ما عهدناك صخاباً ولا فحاشاً [[ اي ما تعودنا عليك تغلط ]] فما زاد النبي صل اللهم عليه وسلم على أن كررها
انزلوا إلي يا {{ أخوة القردة والخنازير }}
_______
ثم ضرب عليهم الحصار
اجتمع المسلمون عند {{ بني قريظة }} وفرضوا عليهم الحصار ، وأخذوا يرمونهم بالسهام .. فلما رأى ذلك {{ كعب بن أسد }} سيد قريظة
وقف في قومه ودعاهم الدخول بالإسلام وقال لهم:
• لقد تبين لكم أنه نبي مرسل ، وأنه الذي تجدونه في كتابكم، وما منعنا من الدخول معه إلا الحسد للعرب حيث لم يكن من بني إسرائيل ، فادخلوا في الإسلام تأمنون على دمائكم وأموالكم ونسائكم وأبنائكم
ولكن رفض كل يهود {{ بني قريظة }} الدخول في الإسلام
وقالوا : _لا نفارق حكم التوراة أبدا، ولا نستبدل به غيره
________
وطلب {{ بني قريظة}} من الرسول صل اللهم عليه وسلم ، أن يرسل اليهم أحد الصحابة وهو {{ أبو لبابة }} رضي الله عنه حتى يستشيروه
[[ لأنه كان أقرب الصحابة اليهم، لأنه كانت له معهم صلات نسب وعلاقات تجارية ]] فوافق الرسول صل اللهم عليه وسلم
قال : _يا ابا لبابة ، اذهب إلى حلفائك، فإنهم أرسلوا إليك من بين الأوس
[[ يعني اختاروك بني قريظة من بين جميع الأوس ]]
فلما دخل عليهم ابو لبابة أول ما رأوه قام إليه الرجال
وبكى النساء والصبيان في وجهه [[ بسبب المحاصرة وما نزل بهم ]] فرق لهم {{ أبو لبابة }} ثم أرادوا ان يستشيروه
2024/11/16 06:31:50
Back to Top
HTML Embed Code: