• صام متأسياً بأهل الكساء!
الفقيه الكبير، الزاهد العابد، مثال الورع والتقى، الشيخ مهدي ملا كتاب النجفيّ «من أعلام القرن ١٣ الهجري» من تلاميذ السيّد جواد العامليّ صاحب مفتاح الكرامة.
كان لشيخ مهدي رحمه الله في الزهد والتوكل مقام لا يصل إليه إلا الأوحدي من العلماء، كان مواظباً على جميع أعمال الخير.
نقل العلّامة الميرزا حسين النوريّ هذه الحكاية عن الشيخ مهدي ملا كتاب، قال:
«ومن فضائله الخاصّة أنّه لم يترك عبادة في الشريعة الغراء إلّا وفاز بعملها، حتى ألتفت يوماً إلى صيام ثلاثة أيام التي صامها أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، وأطعموا فطورهم اليتيم والأسير والمسكين، وقنعوا بالماء فنزل لتشريفهم سورة هل أتى.
فعزم على مثلها، فصام ثلاثة أيام، وقنع في فطوره بالماء، وأطعم فطوره الفقراء.
وأخفى حاله عن أهله وعياله، فلما كان بعد الظهر من اليوم الثالث غلبه الضعف، إلى أن عرضته غشوة فظن أهله أنه مات، فأخبروا الناس فجمع عنده العلماء والأخيار، وظن الغالب أنه مات، فأتوا بطبيب إليه.
فلما جس يده، قال: إنه حيّ وليس به مرض إلّا الضعف، فبعث إلى بيته أن يطبخ له من اللوز والسكر ولباب البرشئ، ولم يكن يومئذ في النجف سكر في سوق ولا غيره إلّا عنده [أي عند الطبيب].
فلما أتوا بالطبيخ وصبوه في فم الشيخ كان أول المغرب الشرعي».
ينظر:
- دار السلام للميرزا النوريّ.
الفقيه الكبير، الزاهد العابد، مثال الورع والتقى، الشيخ مهدي ملا كتاب النجفيّ «من أعلام القرن ١٣ الهجري» من تلاميذ السيّد جواد العامليّ صاحب مفتاح الكرامة.
كان لشيخ مهدي رحمه الله في الزهد والتوكل مقام لا يصل إليه إلا الأوحدي من العلماء، كان مواظباً على جميع أعمال الخير.
نقل العلّامة الميرزا حسين النوريّ هذه الحكاية عن الشيخ مهدي ملا كتاب، قال:
«ومن فضائله الخاصّة أنّه لم يترك عبادة في الشريعة الغراء إلّا وفاز بعملها، حتى ألتفت يوماً إلى صيام ثلاثة أيام التي صامها أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، وأطعموا فطورهم اليتيم والأسير والمسكين، وقنعوا بالماء فنزل لتشريفهم سورة هل أتى.
فعزم على مثلها، فصام ثلاثة أيام، وقنع في فطوره بالماء، وأطعم فطوره الفقراء.
وأخفى حاله عن أهله وعياله، فلما كان بعد الظهر من اليوم الثالث غلبه الضعف، إلى أن عرضته غشوة فظن أهله أنه مات، فأخبروا الناس فجمع عنده العلماء والأخيار، وظن الغالب أنه مات، فأتوا بطبيب إليه.
فلما جس يده، قال: إنه حيّ وليس به مرض إلّا الضعف، فبعث إلى بيته أن يطبخ له من اللوز والسكر ولباب البرشئ، ولم يكن يومئذ في النجف سكر في سوق ولا غيره إلّا عنده [أي عند الطبيب].
فلما أتوا بالطبيخ وصبوه في فم الشيخ كان أول المغرب الشرعي».
ينظر:
- دار السلام للميرزا النوريّ.
• السيّد الحكيم وضيفه وقدح الشاي!
السيّد محسن الحكيم [المتوفى ١٣٩٠هـ] الذي كان من أكابر الفقهاء وإليه رجع معظم الشيعة بالتقليد، ينقل أحد رجال الدين في مذكرات له موقفاً شاهده أمامه عند المرجع الدينيّ السيّد محسن الحكيم، يقول:
«كما لا أنسى لسماحته طيب النفس وحسن الرعاية لمن يتوافدون عليه، فهو لا تغيب الإبتسامة عن شفتيه ويحاول أن يمازح أحياناً مع البعض منهم.
كنت يوماً بخدمته وكان عنده زائر أمامه قدح شاي قد انتهى منه، ولكنه ترك فيه فضلة قليلة من الشاي.
فقال له: لماذا لم تكمل قدحك؟
فأجابه الرجل: لقد انتهيت مولاي.
قال سماحته: لا يزال شيء من الشاي في القدح، انظر إليه واحكم أنت بنفسك.
ثمّ قال: إما أن يكون شاياً طيباً وينبغي أن تكمل الباقي، وإذا كان ليس بمستوى القبول صنعنا لك غيره.
فعندها ضحك سماحته وضحك الرجل وشرب الباقي».
السيّد محسن الحكيم [المتوفى ١٣٩٠هـ] الذي كان من أكابر الفقهاء وإليه رجع معظم الشيعة بالتقليد، ينقل أحد رجال الدين في مذكرات له موقفاً شاهده أمامه عند المرجع الدينيّ السيّد محسن الحكيم، يقول:
«كما لا أنسى لسماحته طيب النفس وحسن الرعاية لمن يتوافدون عليه، فهو لا تغيب الإبتسامة عن شفتيه ويحاول أن يمازح أحياناً مع البعض منهم.
كنت يوماً بخدمته وكان عنده زائر أمامه قدح شاي قد انتهى منه، ولكنه ترك فيه فضلة قليلة من الشاي.
فقال له: لماذا لم تكمل قدحك؟
فأجابه الرجل: لقد انتهيت مولاي.
قال سماحته: لا يزال شيء من الشاي في القدح، انظر إليه واحكم أنت بنفسك.
ثمّ قال: إما أن يكون شاياً طيباً وينبغي أن تكمل الباقي، وإذا كان ليس بمستوى القبول صنعنا لك غيره.
فعندها ضحك سماحته وضحك الرجل وشرب الباقي».
• السيّد الخرسان والتشكيك بزيارة عاشوراء!
نقل لي أحد مشايخنا وهو من الملازمين لمجلس العلّامة المحقّق السيّد محمّد مهدي الخرسان قائلاً:
إن أحدهم سأل السيّد الخرسان بأن بعضهم يشكّك في زيارة عاشواء!
فقال السيّد الخرسان: هؤلاء قوم لم يؤمنوا بالمعاد، لو كانوا يؤمنون به ما قالوا مثل هذا القول.
نقل لي أحد مشايخنا وهو من الملازمين لمجلس العلّامة المحقّق السيّد محمّد مهدي الخرسان قائلاً:
إن أحدهم سأل السيّد الخرسان بأن بعضهم يشكّك في زيارة عاشواء!
فقال السيّد الخرسان: هؤلاء قوم لم يؤمنوا بالمعاد، لو كانوا يؤمنون به ما قالوا مثل هذا القول.
• ذاكرة ورأفة السيّد الحكيم!
أيام المدّ الشيوعيّ تأثر بعض رجال الدين بأفكارهم ومن ضمنهم خطيب بصريّ وقد كتب رسالة طويلة إلى السيّد محسن الحكيم تهجم فيها على المرجع وكتب بها بذاءة.
بعد مضي تسع سنوات تاب هذا الخطيب الحسينيّ وترك الفكر الشيوعيّ، وكان ضعيف الحال لا يملك دار يسكنها، فطلب من السيد فاخر الذي كان وكيلاً على مكابس التمور العائدة لشركة (چوك) أن يساعده من الحقوق الشرعيّة ببناء دار له.
ولأن السيّد فاخر يقلد السيّد الحكيم فأرسل رسالة يستجيزه بمساعدة الشيخ الخطيب من الحقوق الشرعيّة.
يقول أحد المشايخ في مذكراته:
«وفي اليوم الذي تسلّم الإمام الحكيم رسالة السيّد فاخر، كنت بخدمة الإمام الحكيم لزيارته، ورأيت أمامه مجموعة من الرسائل وهو يفتحها ويقرأها واحدة تلو الأخرى، حتى تناول رسالة وبعد أن قرأها نادى الشهيد العلامة السيّد مهدي تغمده الله برحمته ورضوانه وقال له: إنني أتذكر قبل تسع أو ثمان سنوات وردتني رسالة باسم ...(فلان) أيام الحكم القاسمي، وبعد أن قرأها كتب إلى المرحوم السيّد فاخر: إن كان ... (فلان) قد تاب وأناب إلى ربه فلا مانع من إعطائه ما يكفيه لبناء مسكنه من حق الإمام وإلا فلا يجوز.
وقد كنت أتابع حركات سماحة الإمام الحكيم قدس سره وحركات الشهيد السيّد مهدي وأنا مبهور بهذه الذهنية التي لم تشغلها كل المهام المتعلقة بالمرجعية عن رسالة وردت قبل تسع من السنين إلى سماحته».
- لم أذكر اسم الشيخ الخطيب وأبدلته بلفظ فلان.
- يوم ٢٧ ربيع الأول ١٣٩٠هـ وفاة السيّد محسن الحكيم.
أيام المدّ الشيوعيّ تأثر بعض رجال الدين بأفكارهم ومن ضمنهم خطيب بصريّ وقد كتب رسالة طويلة إلى السيّد محسن الحكيم تهجم فيها على المرجع وكتب بها بذاءة.
بعد مضي تسع سنوات تاب هذا الخطيب الحسينيّ وترك الفكر الشيوعيّ، وكان ضعيف الحال لا يملك دار يسكنها، فطلب من السيد فاخر الذي كان وكيلاً على مكابس التمور العائدة لشركة (چوك) أن يساعده من الحقوق الشرعيّة ببناء دار له.
ولأن السيّد فاخر يقلد السيّد الحكيم فأرسل رسالة يستجيزه بمساعدة الشيخ الخطيب من الحقوق الشرعيّة.
يقول أحد المشايخ في مذكراته:
«وفي اليوم الذي تسلّم الإمام الحكيم رسالة السيّد فاخر، كنت بخدمة الإمام الحكيم لزيارته، ورأيت أمامه مجموعة من الرسائل وهو يفتحها ويقرأها واحدة تلو الأخرى، حتى تناول رسالة وبعد أن قرأها نادى الشهيد العلامة السيّد مهدي تغمده الله برحمته ورضوانه وقال له: إنني أتذكر قبل تسع أو ثمان سنوات وردتني رسالة باسم ...(فلان) أيام الحكم القاسمي، وبعد أن قرأها كتب إلى المرحوم السيّد فاخر: إن كان ... (فلان) قد تاب وأناب إلى ربه فلا مانع من إعطائه ما يكفيه لبناء مسكنه من حق الإمام وإلا فلا يجوز.
وقد كنت أتابع حركات سماحة الإمام الحكيم قدس سره وحركات الشهيد السيّد مهدي وأنا مبهور بهذه الذهنية التي لم تشغلها كل المهام المتعلقة بالمرجعية عن رسالة وردت قبل تسع من السنين إلى سماحته».
- لم أذكر اسم الشيخ الخطيب وأبدلته بلفظ فلان.
- يوم ٢٧ ربيع الأول ١٣٩٠هـ وفاة السيّد محسن الحكيم.
• أبوية السيّد محسن الحكيم!
حدثني أحد مشايخنا عن مرجعيّة السيّد محسن الحكيم بأنه كانت له أبوية لطلاب العلوم الدينيّة، ومن أمثلة ذلك ما فعله مع الشيخ باقر شريف القرشيّ.
ففي بداية مسيرة الشيخ القرشيّ بالكتابة ألف كتاباً باسم «العمل، وحقوق العامل في الإسلام»، وبسبب طباعته أصبح الشيخ مطلوباً لأنه لم يكن يملك أموال الطباعة.
عندما سمع السيّد الحكيم بهذا الأمر أرسل على الشيخ القرشيّ وقال له: أشتري منك نصف الكمية المطبوعة بنفس سعر بيعه.
فأعطى السيّد المبلغ لأجل تسديد ديونه، وقام بتوزيع هذا الكتاب في مكتبه المبارك.
فبهذا العمل حقّق السيّد الحكيم أمرين مهمين وهما:
١ـ سدّ الحاجة الماليّة للشيخ القرشيّ.
٢ـ الدعم المعنويّ والإعلاميّ للشيخ، وذلك لأن توزيع الكتاب بمكتبه يجعل الناس تنتظر المزيد من مؤلفات هذا المؤلّف لشرائها.
حدثني أحد مشايخنا عن مرجعيّة السيّد محسن الحكيم بأنه كانت له أبوية لطلاب العلوم الدينيّة، ومن أمثلة ذلك ما فعله مع الشيخ باقر شريف القرشيّ.
ففي بداية مسيرة الشيخ القرشيّ بالكتابة ألف كتاباً باسم «العمل، وحقوق العامل في الإسلام»، وبسبب طباعته أصبح الشيخ مطلوباً لأنه لم يكن يملك أموال الطباعة.
عندما سمع السيّد الحكيم بهذا الأمر أرسل على الشيخ القرشيّ وقال له: أشتري منك نصف الكمية المطبوعة بنفس سعر بيعه.
فأعطى السيّد المبلغ لأجل تسديد ديونه، وقام بتوزيع هذا الكتاب في مكتبه المبارك.
فبهذا العمل حقّق السيّد الحكيم أمرين مهمين وهما:
١ـ سدّ الحاجة الماليّة للشيخ القرشيّ.
٢ـ الدعم المعنويّ والإعلاميّ للشيخ، وذلك لأن توزيع الكتاب بمكتبه يجعل الناس تنتظر المزيد من مؤلفات هذا المؤلّف لشرائها.
• شهيد المحبة والغرام!
الشيخ عبّاس البغداديّ [١٢٤٤-١٢٧٦] كان من عائلة آل الإسكافيّ، جاء من بغداد مع والده إلى النجف الأشرف وكان طفلاً بعمر ثلاث سنوات، نشأ في النجف نشأة علميّة واتجه في طلب العلم ولذكاءه الشديد نبغ بسرعة، فرغم حداثة سنه ولكن اختلط بالعلماء الأعلام والأدباء الكبار، وكانت له مكانته عند أكابر أدباء عصره.
وكان من أبرز تلاميذ الشيخ محمّد حسن النجفيّ صاحب الجواهر.
وله علاقة مع الشاعر السنيّ المعروف عبد الباقي العمريّ والأخير كان يحبه كثيراً ومدحه بقصائد عديدة، وكذلك السيّد حيدر الحليّ.
يقال أن سبب وفاته أنه عشق ابنة أحد علماء النجف الأشرف وهام بها وطلب من أبيها الزواج منها فلم يقبل رغم صلته به واحترامه، فزاد همّه وضعف بدنه وأخذه المرض فمات ولم يزد عمره على ٣٢ سنة.
وقد أبدع في كتابه القصائد في محبوبته ومعاتبتها، وله ديوان جمع قصائده الشيخ محمّد عليّ اليعقوبيّ، هذه أبيات من أشهر قصائده الغراميّة.
سلي شهب الكواكب عن سهادي
وعن عدّ الكواكب فاسأليني
صلي دنفاً بحبك أوقفته
نواكِ على شفا جرف المنونِ
لأنتِ أعز من نفسي عليها
ولست أرى لنفسي من قرينِ
أصون هواكم والدمع يهمي
دماً فيبوح بالسر المصونِ.
ينظر:
- طبقات أعلام الشيعة: ج١١.
- ديوان الشيخ عباس البغداديّ.
الشيخ عبّاس البغداديّ [١٢٤٤-١٢٧٦] كان من عائلة آل الإسكافيّ، جاء من بغداد مع والده إلى النجف الأشرف وكان طفلاً بعمر ثلاث سنوات، نشأ في النجف نشأة علميّة واتجه في طلب العلم ولذكاءه الشديد نبغ بسرعة، فرغم حداثة سنه ولكن اختلط بالعلماء الأعلام والأدباء الكبار، وكانت له مكانته عند أكابر أدباء عصره.
وكان من أبرز تلاميذ الشيخ محمّد حسن النجفيّ صاحب الجواهر.
وله علاقة مع الشاعر السنيّ المعروف عبد الباقي العمريّ والأخير كان يحبه كثيراً ومدحه بقصائد عديدة، وكذلك السيّد حيدر الحليّ.
يقال أن سبب وفاته أنه عشق ابنة أحد علماء النجف الأشرف وهام بها وطلب من أبيها الزواج منها فلم يقبل رغم صلته به واحترامه، فزاد همّه وضعف بدنه وأخذه المرض فمات ولم يزد عمره على ٣٢ سنة.
وقد أبدع في كتابه القصائد في محبوبته ومعاتبتها، وله ديوان جمع قصائده الشيخ محمّد عليّ اليعقوبيّ، هذه أبيات من أشهر قصائده الغراميّة.
سلي شهب الكواكب عن سهادي
وعن عدّ الكواكب فاسأليني
صلي دنفاً بحبك أوقفته
نواكِ على شفا جرف المنونِ
لأنتِ أعز من نفسي عليها
ولست أرى لنفسي من قرينِ
أصون هواكم والدمع يهمي
دماً فيبوح بالسر المصونِ.
ينظر:
- طبقات أعلام الشيعة: ج١١.
- ديوان الشيخ عباس البغداديّ.
• كرامة لمولانا العبّاس!
السيّد حسين التستريّ [المتوفى ١٢٩١هـ] كان من العلماء الأعلام ومن العدول الأخيار، وهو أحد مراجع الدين، كان ملازماً للشيخ الأعظم الأنصاريّ [المتوفى ١٢٨١هـ] واستحكمت بينهما مودة وعلاقة وثيقة.
ينقل العلّامة الأوردباديّ [المتوفى ١٣٨٠هـ] عن أحد كتب العالم المتبحر الميرزا حسين النوريّ [المتوفى ١٣٢٠هـ] قصة عن السيّد حسين التستريّ وهي:
أنه قدم كربلاء المشرّفة في صحبة شيخ الطائفة الأنصاريّ، قال: ولم يكن عندي شيء من المال، فيمّمتُ حضرة أبي الفضل، فشكوت له حالي بعد الزيارة والصلاة، وأنا ماثل أمام ضريحه القدسيّ.
قال: فبينا أنا في الكلام معه، رأيت شيئاً منفصلاً عن الشبّاك مقبلاً إليّ، فنظرت إليه وإذا هي «شامية»، فشكرت الله سبحانه.
والشامي: اسم بعض النقود الرائجة ذلك اليوم وقيمتها قرانين ونصفاً.
ينظر:
- موسوعة طبقات الفقهاء: ج١٣، ص٢١٨.
- موسوعة العلّامة الأوردباديّ: ج٧، ص٢٧٧.
السيّد حسين التستريّ [المتوفى ١٢٩١هـ] كان من العلماء الأعلام ومن العدول الأخيار، وهو أحد مراجع الدين، كان ملازماً للشيخ الأعظم الأنصاريّ [المتوفى ١٢٨١هـ] واستحكمت بينهما مودة وعلاقة وثيقة.
ينقل العلّامة الأوردباديّ [المتوفى ١٣٨٠هـ] عن أحد كتب العالم المتبحر الميرزا حسين النوريّ [المتوفى ١٣٢٠هـ] قصة عن السيّد حسين التستريّ وهي:
أنه قدم كربلاء المشرّفة في صحبة شيخ الطائفة الأنصاريّ، قال: ولم يكن عندي شيء من المال، فيمّمتُ حضرة أبي الفضل، فشكوت له حالي بعد الزيارة والصلاة، وأنا ماثل أمام ضريحه القدسيّ.
قال: فبينا أنا في الكلام معه، رأيت شيئاً منفصلاً عن الشبّاك مقبلاً إليّ، فنظرت إليه وإذا هي «شامية»، فشكرت الله سبحانه.
والشامي: اسم بعض النقود الرائجة ذلك اليوم وقيمتها قرانين ونصفاً.
ينظر:
- موسوعة طبقات الفقهاء: ج١٣، ص٢١٨.
- موسوعة العلّامة الأوردباديّ: ج٧، ص٢٧٧.
• غيرة عالم!
أحد العلماء والفقهاء العظام السيّد جعفر ابن السيّد مهدي القزوينيّ الحلّيّ [١٢٥٣-١٢٩٨هـ]، كان عالماً بارعاً تتلمذ عند العديد من العلماء منهم الشيخ الأعظم الأنصاريّ.
هذا السيّد الجليل كان شجاعاً غيوراً شهماً له مكانة ووجاهة عند الناس والحكام.
في أحد أيام تحصيله في النجف الأشرف بلغه أن جندياً من جنود الدولة العثمانيّة ضرب أحد طلاب الحوزة على وجهه.
فغضب السيّد القزوينيّ ونبض العرق الهاشميّ عنده فذهب إلى دار الحكومة في النجف فدعا بالجندي وطالب الحوزة وأمر الطالب أن يقتص من الجندي بمثل ضربته!
ينظر: الكرام البررة: ج١، ص٢٧٠.
أحد العلماء والفقهاء العظام السيّد جعفر ابن السيّد مهدي القزوينيّ الحلّيّ [١٢٥٣-١٢٩٨هـ]، كان عالماً بارعاً تتلمذ عند العديد من العلماء منهم الشيخ الأعظم الأنصاريّ.
هذا السيّد الجليل كان شجاعاً غيوراً شهماً له مكانة ووجاهة عند الناس والحكام.
في أحد أيام تحصيله في النجف الأشرف بلغه أن جندياً من جنود الدولة العثمانيّة ضرب أحد طلاب الحوزة على وجهه.
فغضب السيّد القزوينيّ ونبض العرق الهاشميّ عنده فذهب إلى دار الحكومة في النجف فدعا بالجندي وطالب الحوزة وأمر الطالب أن يقتص من الجندي بمثل ضربته!
ينظر: الكرام البررة: ج١، ص٢٧٠.
Forwarded from فَوَائِدٌ وَشَوَارِدٌ
• مَن يكون في العيد المقبل حيّاً!
نقل الشيخ الثقة الجليل الثبت الحرّ العامليّ [المتوفى١١٠٤هـ] في كتابه إثبات الهداة قصّة حصلت معه:
إنا كنّا جالسين في بلادنا في قرية مشغرة في يوم عيد، ونحن جماعة من طلبة العلم والصلحاء، فقلت لهم: ليت شعري في العيد المقبل من يكون من هؤلاء الجماعة حيّاً، ومن يكون قد مات؟
قال لي رجل اسمه الشيخ محمد، و كان شريكنا في الدرس: أنا أعلم أني أكون في عيد آخر حيّا، وفي عيد آخر و عيد آخر إلى ستّ وعشرين سنة.
ويظهر منه أنه جازم بذلك من غير مزاح، فقلت له: أنت تعلم الغيب؟
فقال: لا، ولكن رأيت المهدي عجل اللّه فرجه و صلّى اللّه عليه في النوم، وأنا مريض شديد المرض، فقلت له: أنا مريض وأخاف أن أموت، وليس لي عمل صالح ألقى اللّه به.
فقال: لا تخف، فإن الله تعالى يشفيك من هذا المرض، ولا تموت فيه، بل تعيش ستا وعشرين سنة.
ثم ناولني كأسا كان في يده، فشربت منه، وزال عنّي المرض، وحصل لي الشفاء، و أنا أعلم أن هذا ليس من الشيطان.
فلمّا سمعت كلامه كتبت التاريخ، و كان سنة ١٠٤٩هـ، ومضت لذلك مدّة طويلة، وانتقلت إلى المشهد المقدس سنة ١٠٧٢هـ، فلمّا كان السنة الأخيرة، وقع في قلبي أن المدّة انقضت، رجعت إلى ذلك التاريخ و سنته، فرأيت قد مضى منه ست وعشرون، فقلت: ينبغي أن يكون الرجل مات، فما مضت إلاّ مدّة نحو شهر، أو شهرين، حتى جاءتني كتابة من أخي، وكان في البلاد، يخبرني أن المذكور مات.
ينظر:
- إثبات الهداة: ج٥، ص٣٤٠.
- تكملة أمل الآمل: ج١، ص٣٠٠-٣٠١، الترجمة ٣٢٥.
نقل الشيخ الثقة الجليل الثبت الحرّ العامليّ [المتوفى١١٠٤هـ] في كتابه إثبات الهداة قصّة حصلت معه:
إنا كنّا جالسين في بلادنا في قرية مشغرة في يوم عيد، ونحن جماعة من طلبة العلم والصلحاء، فقلت لهم: ليت شعري في العيد المقبل من يكون من هؤلاء الجماعة حيّاً، ومن يكون قد مات؟
قال لي رجل اسمه الشيخ محمد، و كان شريكنا في الدرس: أنا أعلم أني أكون في عيد آخر حيّا، وفي عيد آخر و عيد آخر إلى ستّ وعشرين سنة.
ويظهر منه أنه جازم بذلك من غير مزاح، فقلت له: أنت تعلم الغيب؟
فقال: لا، ولكن رأيت المهدي عجل اللّه فرجه و صلّى اللّه عليه في النوم، وأنا مريض شديد المرض، فقلت له: أنا مريض وأخاف أن أموت، وليس لي عمل صالح ألقى اللّه به.
فقال: لا تخف، فإن الله تعالى يشفيك من هذا المرض، ولا تموت فيه، بل تعيش ستا وعشرين سنة.
ثم ناولني كأسا كان في يده، فشربت منه، وزال عنّي المرض، وحصل لي الشفاء، و أنا أعلم أن هذا ليس من الشيطان.
فلمّا سمعت كلامه كتبت التاريخ، و كان سنة ١٠٤٩هـ، ومضت لذلك مدّة طويلة، وانتقلت إلى المشهد المقدس سنة ١٠٧٢هـ، فلمّا كان السنة الأخيرة، وقع في قلبي أن المدّة انقضت، رجعت إلى ذلك التاريخ و سنته، فرأيت قد مضى منه ست وعشرون، فقلت: ينبغي أن يكون الرجل مات، فما مضت إلاّ مدّة نحو شهر، أو شهرين، حتى جاءتني كتابة من أخي، وكان في البلاد، يخبرني أن المذكور مات.
ينظر:
- إثبات الهداة: ج٥، ص٣٤٠.
- تكملة أمل الآمل: ج١، ص٣٠٠-٣٠١، الترجمة ٣٢٥.
• عمّك ما يرضى!
من العادات في النجف الأشرف إذا دخل أحد العلماء إلى مجلس فاتحة فإن قارئ القرآن يستعيد قراءة الفاتحة تكريماً لقدوم العالم.
ومن العلماء الذين يستحقون أن يستعيد القارئ قراءة الفاتحة لقدومهم هو الفقيه النبيه، والعالم العيلم الشيخ حسين الحلّيّ [المتوفى ٤ شوال ١٣٩٤هـ] أستاذ الفقهاء وأغلب المراجع المعاصرين.
ولكن هذا الشيخ كان متواضعاً وترابياً إلى أبعد الحدود، فقد أوصى قارئ القرآن أن لا يعيد الفاتحة له إذا دخل إلى مجلس الفاتحة!
نقل السيّد محمّد بحر العلوم أنه قال بخصوص هذه القضية:
«الشيخ الحلّيّ من العلماء الذين يستحقون استعادة الفاتحة كما هو المألوف لأقرانه، ولكن ذلك القارئ ما كان يقوم بهذه المهمة، فاستهجنت منه هذا الموقف وقرّرت أن أستفسر عن السبب، فالتقيت به مرّة فاستوقفته وسألته عن السبب، فقال بكلّ صراحة: عمّك ما يرضى بذلك!».
هكذا يروض العلماء نفوسهم، وهكذا يجاهدونها.
ينظر:
دراسة عن حياة الشيخ حسين الحليّ [المطبوعة بمقدمة موسوعة أصول الفقه للشيخ الحليّ]: ص٨٦.
من العادات في النجف الأشرف إذا دخل أحد العلماء إلى مجلس فاتحة فإن قارئ القرآن يستعيد قراءة الفاتحة تكريماً لقدوم العالم.
ومن العلماء الذين يستحقون أن يستعيد القارئ قراءة الفاتحة لقدومهم هو الفقيه النبيه، والعالم العيلم الشيخ حسين الحلّيّ [المتوفى ٤ شوال ١٣٩٤هـ] أستاذ الفقهاء وأغلب المراجع المعاصرين.
ولكن هذا الشيخ كان متواضعاً وترابياً إلى أبعد الحدود، فقد أوصى قارئ القرآن أن لا يعيد الفاتحة له إذا دخل إلى مجلس الفاتحة!
نقل السيّد محمّد بحر العلوم أنه قال بخصوص هذه القضية:
«الشيخ الحلّيّ من العلماء الذين يستحقون استعادة الفاتحة كما هو المألوف لأقرانه، ولكن ذلك القارئ ما كان يقوم بهذه المهمة، فاستهجنت منه هذا الموقف وقرّرت أن أستفسر عن السبب، فالتقيت به مرّة فاستوقفته وسألته عن السبب، فقال بكلّ صراحة: عمّك ما يرضى بذلك!».
هكذا يروض العلماء نفوسهم، وهكذا يجاهدونها.
ينظر:
دراسة عن حياة الشيخ حسين الحليّ [المطبوعة بمقدمة موسوعة أصول الفقه للشيخ الحليّ]: ص٨٦.
Forwarded from فَوَائِدٌ وَشَوَارِدٌ
• السيّد الأصفهانيّ وعدم ذهابه للحجّ!
المرجع الدينيّ السيّد أبو الحسن الأصفهانيّ [المتوفى ١٣٦٥هـ] كان من أعلام فقهاء الطائفة ومن أشهر مراجع التقليد، نقل الفقيه المعاصر السيّد موسى الشبيريّ الزنجانيّ قصّة عن سبب عدم ذهاب السيّد أبو الحسن للحجّ بأحد كتبه الفارسيّة وهذه ترجمتها:
«المرحوم الآقا السيّد أبو الحسن الأصفهانيّ لم يتشرف بالذهاب للحجّ، وقد سمعت أنه كان يقول في علّة ذلك:
إذا تشرفت للحج فيجب أن أستطيع على إعمار قبور أئمة البقيع عليهم السلام، وإذا لم أستطع فعل ذلك ستكون ضربة كبيرة للتشيع.
لأنه سيقولون: جاء المرجع العام للشيعة ولم يستطع فعل شيء!».
ينظر:
- جرعهاى از دريا: ج٣ ص٤٤٤.
المرجع الدينيّ السيّد أبو الحسن الأصفهانيّ [المتوفى ١٣٦٥هـ] كان من أعلام فقهاء الطائفة ومن أشهر مراجع التقليد، نقل الفقيه المعاصر السيّد موسى الشبيريّ الزنجانيّ قصّة عن سبب عدم ذهاب السيّد أبو الحسن للحجّ بأحد كتبه الفارسيّة وهذه ترجمتها:
«المرحوم الآقا السيّد أبو الحسن الأصفهانيّ لم يتشرف بالذهاب للحجّ، وقد سمعت أنه كان يقول في علّة ذلك:
إذا تشرفت للحج فيجب أن أستطيع على إعمار قبور أئمة البقيع عليهم السلام، وإذا لم أستطع فعل ذلك ستكون ضربة كبيرة للتشيع.
لأنه سيقولون: جاء المرجع العام للشيعة ولم يستطع فعل شيء!».
ينظر:
- جرعهاى از دريا: ج٣ ص٤٤٤.
• يفضل نفسه على أبي الفضل!
نقل العلّامة الشيخ الأوردباديّ، عن العلّامة الحجة السيّد ميرزا عبد الهادي الشيرازيّ، عن السيّد العالم الفاضل الميرزا عبد الحي عن أبيه السيّد الميرزا عبد الحميد البجنورديّ:
أنّه شاهد في كربلاء المشرّفة رجلاً من الأفاضل قد اغترَّ بعلمه، وبلغ من غلوائه في ذلك أنّه صارح يوماً بمنتدى من أصحابه بأنّه أفضل من أبي الفضل العباس صلوات الله عليه! فإذ جابهوه بالإنكار أخذ بالبرهنة على دعواه بتعداد فضائله وعلومه وعباداته من تنفل وتهجد وزهادة، فإن كان فضل أبي الفضل بعبادته فهذه بتلك، والشهادة لا تكاد تقابل المعرفة بعلوم الدين وأصولها وقواعدها، فانفضّ المجلس على هذا.
قال: فذهبنا إلى دار الرجل من غد نزوره، ونستحفي خبره، فقيل: إنّه في حرم أبي الفضل سلام الله عليه، فداخلنا العجب من ذلك.
وتوجّهنا إلى الحرم الأقدس، وألفينا الرجل قد ربط عنقه بالضريح المقدّس بحبل على صفة الملتجئ التائب.
فسألناه عن أمره، فقال: إن أمري عجيب، بالأمس فارقتكم على ما أبديته لكم من المزعمة، ولم أبرح عليه حتى نمت الليل، فرأيت فيه أنّي في مجتمع من أهل الفضل، فإذا أنا بمخبر يقول: إنّ أبا الفضل عليه السلام قادم إليكم.
فأخذت أبّهة ذكره من القلوب كلّ مأخذ، وارتعدت الفرائص لهيبته، حتى دخل سلام الله عليه والنور الإلهيّ يلمع على أساريره، والجمال العلويّ يزهو من محيّاه.
فاستقر على كرسيّ في صدر النديّ، والجلاس كلّهم خاشعون لجلالته، خضوع لمقامه، واختصت بي من بينهم رهبة عظيمة، وفرق مقلق، لما أتذكره ممّا فرّطت فيه في جنبه.
قال: فطفق أبو الفضل عليه السلام يحيّي أهل النادي واحداً واحداً، حتى وصلت النوبة إليّ، فقال: ماذا تقول أنت ياشيخ؟
قال: فكاد أن يرتج عليّ القول، ثم راجعت نفسي فقلت: لعلّ في المصارحة منتدحاً من الارتباك، وفوزاً بالحقيقة، فأنهيت إليه ما ذكرته لكم بالأمس من البرهنة.
فقال عليه السلام: أنا خريج مدرسة أبي أمير المؤمنين وأخويَّ الإمامين الحسن والحسين صلوات الله عليهم، وإني على يقين من ديني بما تلقّيته من مشيختي هؤلاء من الحقائق الراهنة، وطقوس الدين، ونواميس الإسلام، وأنت شاكّ في دينك، وشاك في إمامك، أوليس الأمر كذلك؟!
قال: فلم يسعني إنكاره.
فقال عليه السلام: وكان شيخك الذي قرأت عليه وأخذت عنه أتعس حالاً منك، ثم إنّ فيَّ نفسيّات كريمة، فأخذ يعدّدها: من الكرم والصبر والمواساة والجهاد إلى غيرها.
فقال عليه السلام: فلو قسَّمت هذه على جميعكم لما أمكنك حمل حصّة منها تكون لك.
ثمّ قال: وفيك ملكات رذيلة، وجعل يذكرها من حسد ومراء ورياء.
ثم قال: وما عسى أن يكون ما عندك من أصول وقواعد كبراءة واستصحاب حكميّ غير أنها وظائف مضروبة للجاهل يعمل بها حيث يعوزه الوصول إلى الواقع.
ثم ضرب عليه السلام بيده الكريمة على فمي، فانتبهت متندماً معترفاً بالقصور، فلم أجد ندحة لي عمّا فرّطت في جنب وليّ الله صلوات الله عليه إلا التوسّل به، والإنابة إليه.
ينظر:
- حياة أبي الفضل العباس (المطبوع ضمن موسوعة الأوردباديّ) : ص٢٨٠-٢٨٢.
نقل العلّامة الشيخ الأوردباديّ، عن العلّامة الحجة السيّد ميرزا عبد الهادي الشيرازيّ، عن السيّد العالم الفاضل الميرزا عبد الحي عن أبيه السيّد الميرزا عبد الحميد البجنورديّ:
أنّه شاهد في كربلاء المشرّفة رجلاً من الأفاضل قد اغترَّ بعلمه، وبلغ من غلوائه في ذلك أنّه صارح يوماً بمنتدى من أصحابه بأنّه أفضل من أبي الفضل العباس صلوات الله عليه! فإذ جابهوه بالإنكار أخذ بالبرهنة على دعواه بتعداد فضائله وعلومه وعباداته من تنفل وتهجد وزهادة، فإن كان فضل أبي الفضل بعبادته فهذه بتلك، والشهادة لا تكاد تقابل المعرفة بعلوم الدين وأصولها وقواعدها، فانفضّ المجلس على هذا.
قال: فذهبنا إلى دار الرجل من غد نزوره، ونستحفي خبره، فقيل: إنّه في حرم أبي الفضل سلام الله عليه، فداخلنا العجب من ذلك.
وتوجّهنا إلى الحرم الأقدس، وألفينا الرجل قد ربط عنقه بالضريح المقدّس بحبل على صفة الملتجئ التائب.
فسألناه عن أمره، فقال: إن أمري عجيب، بالأمس فارقتكم على ما أبديته لكم من المزعمة، ولم أبرح عليه حتى نمت الليل، فرأيت فيه أنّي في مجتمع من أهل الفضل، فإذا أنا بمخبر يقول: إنّ أبا الفضل عليه السلام قادم إليكم.
فأخذت أبّهة ذكره من القلوب كلّ مأخذ، وارتعدت الفرائص لهيبته، حتى دخل سلام الله عليه والنور الإلهيّ يلمع على أساريره، والجمال العلويّ يزهو من محيّاه.
فاستقر على كرسيّ في صدر النديّ، والجلاس كلّهم خاشعون لجلالته، خضوع لمقامه، واختصت بي من بينهم رهبة عظيمة، وفرق مقلق، لما أتذكره ممّا فرّطت فيه في جنبه.
قال: فطفق أبو الفضل عليه السلام يحيّي أهل النادي واحداً واحداً، حتى وصلت النوبة إليّ، فقال: ماذا تقول أنت ياشيخ؟
قال: فكاد أن يرتج عليّ القول، ثم راجعت نفسي فقلت: لعلّ في المصارحة منتدحاً من الارتباك، وفوزاً بالحقيقة، فأنهيت إليه ما ذكرته لكم بالأمس من البرهنة.
فقال عليه السلام: أنا خريج مدرسة أبي أمير المؤمنين وأخويَّ الإمامين الحسن والحسين صلوات الله عليهم، وإني على يقين من ديني بما تلقّيته من مشيختي هؤلاء من الحقائق الراهنة، وطقوس الدين، ونواميس الإسلام، وأنت شاكّ في دينك، وشاك في إمامك، أوليس الأمر كذلك؟!
قال: فلم يسعني إنكاره.
فقال عليه السلام: وكان شيخك الذي قرأت عليه وأخذت عنه أتعس حالاً منك، ثم إنّ فيَّ نفسيّات كريمة، فأخذ يعدّدها: من الكرم والصبر والمواساة والجهاد إلى غيرها.
فقال عليه السلام: فلو قسَّمت هذه على جميعكم لما أمكنك حمل حصّة منها تكون لك.
ثمّ قال: وفيك ملكات رذيلة، وجعل يذكرها من حسد ومراء ورياء.
ثم قال: وما عسى أن يكون ما عندك من أصول وقواعد كبراءة واستصحاب حكميّ غير أنها وظائف مضروبة للجاهل يعمل بها حيث يعوزه الوصول إلى الواقع.
ثم ضرب عليه السلام بيده الكريمة على فمي، فانتبهت متندماً معترفاً بالقصور، فلم أجد ندحة لي عمّا فرّطت في جنب وليّ الله صلوات الله عليه إلا التوسّل به، والإنابة إليه.
ينظر:
- حياة أبي الفضل العباس (المطبوع ضمن موسوعة الأوردباديّ) : ص٢٨٠-٢٨٢.
« كان يحب العزلة ولا يأنس بأحد إلّا بكتبه، وكان له دار مستقلة في النجف يعيش فيها وحده بلا أهل وأولاد، وكان مولعاً بالكتب كثيراً عاشقاً لها وفي خزانته آلاف من الكتب».
• هذا ما ذكره الآقا بزرك الطهرانيّ في أحد كتبه عن أحد العلماء.
• هذا ما ذكره الآقا بزرك الطهرانيّ في أحد كتبه عن أحد العلماء.
«متفانٍ في التأليف والتصنيف، لا يمرّ عليه يوم إلّا وقد دبج صحائف في شتات العلوم، من فقه، أو أصول، أو رجال، أو دراية».
• ورد ذلك في ترجمة الشيخ الكبير الفقيه الجليل عبد الله المامقانيّ [المتوفّى ١٣٥١هـ] في إحدى الإجازات المخطوطة.
• ورد ذلك في ترجمة الشيخ الكبير الفقيه الجليل عبد الله المامقانيّ [المتوفّى ١٣٥١هـ] في إحدى الإجازات المخطوطة.
• هكذا يوزع الحقوق الشرعية!
«أمّا سيرته في تقسيم الوجوه والحقوق، فشيء لا يمكن وصفه إذا دفعه بيده الشريفة، مع كمال الأدب والإحترام، وغاية الانكسار والاخفاء، بحيث يصير المدفوع إليه في غاية المنونية من هذه الكيفية، ويرضى بكلّ ما أعطاه ولا يستقله لانضمام هذه الكيفية معه.
ولا يدفع النقد إلا ملفوفا بكاغد أو باكت أو نحو ذلك، هذا حاله مع سائر الناس المبذولين، فضلاً عن المحترمين».
• هذا ما قاله العلّامة العظيم السيّد حسن الصدر [المتوفّى ١٣٥٤هـ] عن أستاذه الجليل الميرزا المجدّد الشيرازيّ [المتوفّى١٣١٢هـ].
«أمّا سيرته في تقسيم الوجوه والحقوق، فشيء لا يمكن وصفه إذا دفعه بيده الشريفة، مع كمال الأدب والإحترام، وغاية الانكسار والاخفاء، بحيث يصير المدفوع إليه في غاية المنونية من هذه الكيفية، ويرضى بكلّ ما أعطاه ولا يستقله لانضمام هذه الكيفية معه.
ولا يدفع النقد إلا ملفوفا بكاغد أو باكت أو نحو ذلك، هذا حاله مع سائر الناس المبذولين، فضلاً عن المحترمين».
• هذا ما قاله العلّامة العظيم السيّد حسن الصدر [المتوفّى ١٣٥٤هـ] عن أستاذه الجليل الميرزا المجدّد الشيرازيّ [المتوفّى١٣١٢هـ].
• مصادرة المؤلفات!
السيّد حسن القزوينيّ رضوان الله عليه [المتوفّى ١٣٨٠هـ] من أحفاد السيّد إبراهيم صاحب الضوابط، كان عالماً جليلاً، وفقيهاً بارعاً، ومصنفاً ماهراً.
ألف كتاباً بخصوص قضية فدك باسم «هدى الملّة إلى أن فدك من النحلة»، طبع سنة ١٣٥٢هـ، ولكن صودرت نسخه بعد الطبع!
رغم أن السيد بحثها من جانب تاريخيّ، وابتعد عن كثير من التفاصيل حيث يقول في مقدمة الكتاب:
«وأغضينا عمّا لقيت سيّدتنا فاطمة عليها السلام في سبيل فدك من الذل والهوان، وغير ذلك مما يؤلم القلب، ويجرح العواطف».
ومع ذلك الدولة تصادر نسخ الكتاب!
السيّد حسن القزوينيّ رضوان الله عليه [المتوفّى ١٣٨٠هـ] من أحفاد السيّد إبراهيم صاحب الضوابط، كان عالماً جليلاً، وفقيهاً بارعاً، ومصنفاً ماهراً.
ألف كتاباً بخصوص قضية فدك باسم «هدى الملّة إلى أن فدك من النحلة»، طبع سنة ١٣٥٢هـ، ولكن صودرت نسخه بعد الطبع!
رغم أن السيد بحثها من جانب تاريخيّ، وابتعد عن كثير من التفاصيل حيث يقول في مقدمة الكتاب:
«وأغضينا عمّا لقيت سيّدتنا فاطمة عليها السلام في سبيل فدك من الذل والهوان، وغير ذلك مما يؤلم القلب، ويجرح العواطف».
ومع ذلك الدولة تصادر نسخ الكتاب!
• كان زوّاراً لسيّد الشهداء عليه السلام!
انتشر فيديو لسماحة المرجع الراحل فقيه أهل البيت عليهم السلام السيّد محمّد سعيد الحكيم رضوان الله عليه في زيارته ليلة النصف من شعبان سنة ١٤٣٥هـ/٢٠١٤م، والفيديو جداً مؤثر لحركات السيد وسكناته، وبكاءه ودعاءه وسجوده.
فأحببت أنقل ما سمعته من ذريته، وهو أن السيّد يزور سيّد الشهداء عليه السلام غالباً، خصوصاً في الزيارات المخصوصة، فلا يفرط فيها، رغم كبر عمره وصعوبة حركته.
وأخير زيارة له لسيّد الشهداء عليه السلام هي قبل رحيله بشهر ونصف تقريياً، حيث زاره يوم عرفة، وقد جاء قاصداً من النجف فزاره من خارج، فوقف من جهة باب القبلة في صحن العقيلة فزاره وصلى صلاة الزيارة ورجع.
وهذه التربية نقلها إلى أبناءه وأحفاده ففي كلّ زيارة مخصوصة تجد أبناء السيّد الحكيم في العتبات المقدسة متواجدين، وفي إحياء شعيرة المشي سباقين.
فرضوان الله عليه وحشره الله مع سيد الشهداء عليه السلام، وحفظ أبناءه السادة الأكارم.
انتشر فيديو لسماحة المرجع الراحل فقيه أهل البيت عليهم السلام السيّد محمّد سعيد الحكيم رضوان الله عليه في زيارته ليلة النصف من شعبان سنة ١٤٣٥هـ/٢٠١٤م، والفيديو جداً مؤثر لحركات السيد وسكناته، وبكاءه ودعاءه وسجوده.
فأحببت أنقل ما سمعته من ذريته، وهو أن السيّد يزور سيّد الشهداء عليه السلام غالباً، خصوصاً في الزيارات المخصوصة، فلا يفرط فيها، رغم كبر عمره وصعوبة حركته.
وأخير زيارة له لسيّد الشهداء عليه السلام هي قبل رحيله بشهر ونصف تقريياً، حيث زاره يوم عرفة، وقد جاء قاصداً من النجف فزاره من خارج، فوقف من جهة باب القبلة في صحن العقيلة فزاره وصلى صلاة الزيارة ورجع.
وهذه التربية نقلها إلى أبناءه وأحفاده ففي كلّ زيارة مخصوصة تجد أبناء السيّد الحكيم في العتبات المقدسة متواجدين، وفي إحياء شعيرة المشي سباقين.
فرضوان الله عليه وحشره الله مع سيد الشهداء عليه السلام، وحفظ أبناءه السادة الأكارم.
• نصيحة السبزواريّ بالتعطيل الحوزويّ!
نقل السيّد ياسين الموسويّ عن أحد طلاب المرجع الدينيّ السيّد عبد الأعلى السبزواريّ [المتوفّى ١٤١٤هـ] أنّه قال إلى السيّد:
سيّدنا، ستأتي أيّام التعطيل الحوزويّ، فأريد منك نصيحة.
فأجابه السيّد: نصيحتي لك هو أن تقرأ كتاب «بحار الأنوار» من أوّله إلى آخره، فسوف تحصل على فائدتين:
الفائدة الأولى: هي معرفتك للمعارف الشيعيّة الحقّة.
الفائدة الثانية: ستحصل على حالة الاستئناس بحديث أهل البيت عليهم السلام.
نقل السيّد ياسين الموسويّ عن أحد طلاب المرجع الدينيّ السيّد عبد الأعلى السبزواريّ [المتوفّى ١٤١٤هـ] أنّه قال إلى السيّد:
سيّدنا، ستأتي أيّام التعطيل الحوزويّ، فأريد منك نصيحة.
فأجابه السيّد: نصيحتي لك هو أن تقرأ كتاب «بحار الأنوار» من أوّله إلى آخره، فسوف تحصل على فائدتين:
الفائدة الأولى: هي معرفتك للمعارف الشيعيّة الحقّة.
الفائدة الثانية: ستحصل على حالة الاستئناس بحديث أهل البيت عليهم السلام.