group-telegram.com/isfa1r/952
Last Update:
أدعية الأنبياء عند النعم مؤنسة، تسلب القلب، وتذكرنا جانبًا من الدعاء نكاد أحيانًا لفرط السرور بالنعمة ننساه! فعلى الإنسان أن يذكر افتقاره إلى الله في كلّ أوقاته، لا سيّما في وقت تسبل عليه نعم الله، ويتقلّب بين ألطافه ومعيّته وفضله..
سيدنا يوسف بعد مضي سنينه من الشّوق للأهل والشعور بالظلم والسعي وراء لحظة الوصل؛ أبدل الله حاله لأحسن الأحوال، فبعد ما التقى بأهله في غمرة النعم، لم ينسَ فضل الله عليه، مخبتًا، خاشعًا، شاكرًا:
{رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ }
وفي مقام استذكار النعم، يزداد اليقين ويستسلم القلب فإذ عظم اليقين في الفؤاد بعد رؤية النّعمة رُجي أن يكون دعاءه أكثر إخلاصًا وأدعى للإجابة..
كذلك سيّدنا سليمان بعد أن تمتّع بنعمة فهم كلام نملة فصيحة صغيرة، تعجب صنع الله ونعمته؛ إذ حتى هذه النّملة الصغيرة تنتمي إلى عالم متكامل أو أمة كاملة، تتألم، وتخاف، وتجوع، وتتعاون!
فقال بعد رؤية هذه النعمة:
{...وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} فلم يكتفِ بشكر النّعمة، بل دعا أن يعينه الله على الشكر، ولم يكتف بذكر إنعام الله عليه، بل شكر نعمة الله على والديه؛ فإنعام الله على والديه جزء من إنعامه عليه، وفي هذا جانب من البرّ بالوالدين: دعا لوالديه، وذكرهما في فرحه، ثمّ ختم بدعاء للآخرة، مدركًا أنّ هذا مقام إجابة..
هذا الموطن من مواطن الدعاء يغفل عنه كثير من النّاس، وهو موطن جميل رقيق شفيف، يبعث في النّفس روحًا جديدة، أنا لك يا ربّ في سروري وحزني، ضعفي وقوّتي، عسري ويسري.
✍🏻 تسنيم سمرة | البناء المنهجي
#نص #إسفار
BY قنَاة إِسفَار
Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260
Share with your friend now:
group-telegram.com/isfa1r/952