Telegram Group Search
أنا بالله وحدهُ وإليهِ
إنّما الخَيرُ كُلّهُ في يَدَيْهِ

أحمدُ اللهَ وهو ألهمني الحمدُ
ـدِ على المَنّ وَالمَزيدُ لَدَيْهِ

كمْ زمانٍ بكيتُ منهُ قديماً
ثمَّ لما مضى بكيتُ عليهِ

أبو العتاهية!
نامَ الخليُّ لأنه خِلْوُ
عمَّنْ يؤرِّقُ عينَهُ الشجوُ

ما إنْ يَطيبُ لذي الرّعايَة ِ للـ
ـأيّامِ لا لَعِبٌ، وَلا لَهْوُ

إذْ كانَ يُسرِفُ في مَسَرّتِهِ،
فيَموتُ، من أعضائِهِ جَزْوُ

وإذا المشيبُ رمَى بوهنتهِ
وهَتِ القُوَى وتقاربَ الخطوُ

وَإذا استَحالَ بأهْلِهِ زَمَنٌ،
كثُرَ القَذى ، وَتكَدّرِ الصّفوُ

أبو العتاهية!
رَأيتُ بني الدّنيا، إذا ما سَمَوْا بهَا،
هوتْ بهمِ الدُّنياَ على قدرِ ما سمَوا

وكلّ بَني الدّنْيا، وَلَوْ تاهَ تائِهٌ،
قدِ اعتدلوا في النّقص وَالضّعفِ واستوَوْا

ولمْ أرَ مثلَ الصدقِ أحلَى لوحشةٍ
ولا مثلَ إخوانِ الصلاحِ إذا اتقوْا

أبو العتاهية!
لو كنت أحسب عبرتي
لوجدتها أنهار ماءِ

كم من صديقٍ لي أسا
رِقُهُ البكاء من الحياءِ

فإذا تفطّن لامني
فأقول: ما بي من بكاء!

أبو العتاهية!
اليأس مقطعة المُنىٰ
والصبر مِفْتاح الرجاءِ

أبو العتاهية!
إن المحبَّ لفي عناء!

أبو العتاهية!
نموت وننسى غير أن ذنوبنا
وإن نحنُ متنا لا تموتُ ولا تنسى!

أبو العتاهية!
وهل تنفع العينان من قلبه أعمى ؟

أبو العتاهية!
والليل يذهب والنهار وفيهما
عِبرٌ تمرُّ وفكرةٌ لأولي النُّهى

أبو العتاهية!
حتى متى تبغي عِمارَةَ منزلٍ
لا تأمَنُ الروّعاتِ فيه ولا الأذى ؟

أبو العتاهية!
أَهلَ القُبورِ مَحا التُرابُ وُجوهَكُم
أَهلَ القُبورِ تَغَيَّرَت تِلكَ الحُلى

أَهلَ القُبورِ كَفى بِنَأيِ دِيارَكُم
إِنَّ الدِيارَ بِكُم لَشاحِطَةُ النَوى

أَهلَ القُبورِ لا تَواصُلَ بَينَكُم
مَن ماتَ أَصبَحَ حَبلُهُ رَثَّ القِوى

أبو العتاهية!
أنسيتَ أن تدعى وأنتَ محشرجٌ
ما إنْ تُفيقُ ولا تجيبُ لمن دعا

أما خُطاك إلى العمى فسريعةٌ
وإلى الهدى فأراك منقبض الخُطا

أبو العتاهية!
نراعُ لذكر الموتِ ساعةَ ذكرهِ
ونغترُّ بالدنيا فنلهو ونلعبُ

ونحن بنو الدنيا خلقنا لغيرها

أبو العتاهية!
أَلَم تَرَها دارَ افتِراقٍ وَفَجعَةٍ
إِذا ذَهَبَ الإِنسانُ فيها فَقَد ذَهَب

أُقَلِّبُ طَرفي مَرَّةً بَعدَ مَرَّةٍ
لِأَعلَمَ ما في النَفسِ وَالقَلبُ يَنقَلِب

وَسَربَلتُ أَخلاقي قُنوعاً وَعِفَّةً
فَعِندي بِأَخلاقي كُنوزٌ مِنَ الذَهَب

فَلَم أَرَ خُلقاً كَالقُنوعِ لِأَهلِهِ
وَأَن يُجمِلَ الإِنسانُ ما عاشَ في الطَلَب

أبو العتاهية!
وكلٌّ لهُ مُدَّةٌ تنقضي
وكلٌّ لهُ أَثَرٌ يُكتَبُ

أبو العتاهية!
إلهي لا تعذبني فإني
مُقِرٌ بالذي قد كان مني

أبو العتاهية!
وللإرض من كل حيٍّ نصيب!

أبو العتاهية!
سامحِ النّاسَ فإني أراهمْ
أصبحوا إلا قليلًا ذِئابا

أفشِ معروفكَ فيهم وأكنزْ
ثمَّ لا تبغِ عليه ثوابا

وسَلِ اللهَ إذا خفْتَ فقراً
فهْوَ يعطيكَ العطايا الرغابا

أبو العتاهية!
تَبارَكَ رَبٌّ لايَزالُ وَلَم يَزَل
عَظيمَ العَطايا رازِقاً دائِمَ السَيبِ
لَهِجتُ بِدارِ المَوتِ مُستَحسِناً لَها
وَحَسبي لِدارِ المَوتِ بِالمَوتِ مِن عَيبِ
لِيَخلُ امرُؤٌ دونَ الثِقاتِ بِنَفسِهِ
فَما كُلُّ مَوثوقٍ بِهِ ناصِحُ الجَيبِ
لَعَمرُكَ ما عَينٌ مِنَ المَوتِ في عَمىً
وَما عَقلُ ذي عَقلٍ مِنَ البَعثِ في رَيبِ
وَما زالَتِ الدُنيا تُري الناسَ ظاهِراً
لَها شاهِدٌ مِنهُ يَدُلُّ عَلى غَيبِ

أبو العتاهية!
والصّمتُ -إن ضاق الكلامُ- أوسعُ.

أبو العتاهية!
2025/02/21 13:41:26
Back to Top
HTML Embed Code: