Telegram Group Search
Forwarded from Metras - متراس
كان يوم أمس الاثنين آخر أيام عيد الفصح اليهودي، والذي سجّل ارتفاعاً بنسبة 26% في عدد المستوطنين المقتحمين للأقصى مقارنةً بالعيد ذاته عام 2023، وذلك بواقع 4345 مستوطناً، وبينما كان المستوطنون يؤدون شعائرهم الدينية علناً داخل المسجد، كانت أبوابه مغلقة أمام المصلين المسلمين، إلا في استثناءات محددة. وبهذا رسّخ عيدهم هذا العام واقعَ التقسيم الزمانيّ الذي يعيشه المسجد الأقصى في السنوات الأخيرة. إنّهم يقولون لنا مرةً تلو الأخرى: "لكم زمنُكم ولنا زمننا".

وإذا عدنا بالزمن بضعة أسابيع إلى الوراء، نستذكر أنّ مئات الآلاف من الفلسطينيين أمّوا المسجد خلال شهر رمضان، حتى أنّ من مُنعهم الاحتلال على مدار شهور الحرب نجحوا أخيراً في الدخول إليه. وما إن انتهى رمضان - عيد المسلمين، وجاء الفصح - عيد اليهود، حتى انقلبت المعادلة: المسلمون يُمنعون ويطردون منه ويُفتح الباب على مصراعيه للمستوطنين ليصلوا فيه.

هذه هي الصورة الصارخة لمخطط التقسيم الزمانيّ في الأقصى؛ هندسة الحضور الإسلامي في المسجد ليُسمح للمسلمين بدخوله في أوقات الصلاة وفي مواسم الأعياد والمناسبات الإسلاميّة (رمضان، الإسراء والمعراج، إلخ)، ثمّ تقييد دخولهم خارجها، وصولاً إلى منعهم تماماً خلال الأعياد اليهودية، ثمّ العمل على تحويله إلى معبد يهوديّ بالكامل.

من المهم هنا التنبه إلى السياسة التهويديّة المعتمدة على المثابرة في تقديم المطالب وتوسيعها عاماً بعد عام، فجماعات الاستيطان تعمل بشكل حثيث وتدريجيّ ولا تتوانى عن فرض المزيد من الشعائر اليهودية واستباحة المزيد من الأماكن داخل الأقصى، ولا عن المطالبة بالمزيد من "الحقوق" في الأقصى، حتى لو بدا ذلك ضرباً من ضروب الخيال. في الماضي كانوا يصلون سرّاً داخل الأقصى، واليوم يصلون علناً، وكذلك الأمر بالنسبة لمسألة تقديم قرابين عيد الفصح داخل الأقصى: اليوم يُمنعون ويلاحقون من شرطة الاحتلال، لكنهم لا يتوقفون عن المحاولة في كل عام، أملاً بتحويل المطلب إلى واقع.

وفي مقابل مثابرة المستوطنين، من الواجب أن لا ينخفض سقف مطالبنا نحن. هذا يعني أن لا نصل إلى حالٍ يكون فيه الاقتحام وأداء الشعائر اليهوديّة "مقبولاً" تحت حجة أنّه أصبح أمراً واقعاً، وألا يسري في قلوبنا شعورٌ بالارتياح لمجرد أنّهم لم يذبحوا القرابين داخل المسجد، فهذا يعني تراجعاً في معركة الأقصى، وإعانة لأعدائنا عليه.
ماذا سيكون الحال لو كانت الولايات المتحدة تتعامل مع إسرائيل كجمهورية موز أخرى في "فنائها الخلفي"، وهي مجازات تستخدمها أمريكا للتعبير عن قارة كاملة جنوبها، كان نتنياهو سيواجه انقلابا قضائيا أو سياسيا أو حتى عسكريا، كان سيواجه تمردا من أجهزته الأمنية والعسكرية التي استثمرت فيها أمريكا لعقود.
لكن الإدارة الأمريكية تعرف جيدا القوة الحقيقية لليمين الإسرائيلي وسيطرته وتغلغله في امريكا وإسرائيل، وفي نهاية الأمر أمريكا هي الإدارة الأمريكية، مجموعة من السياسيين الذين يسعون لفترة ثانية وكبيرهم العجوز يدعمهم عن عقيدة واقتناع ويتعامل بروح أبوية ليحمي نتنياهو من نفسه، ويريد عقلنة حربه وابادته لتمريرها دون حرب إقليمية موسعة وتنتهي بتطبيق علني مع من تبقى من الدول العربية لاستدامة وجود اسرائيل وضمانة أمنها.
في حقيقة الأمر لا يوجد خلاف امريكي إسرائيلي، لأننا نعلم جيدا ماذا يحدث حين تختلف أمريكا مع أي دولة او تعد احد سياسييها مارقا وخارجا عن الصف.
تصريح بايدن الاخير بمراجعة المساعدات لاسرائيل اذا استمرت العملية العسكرية في رفح هدفه وضع نتنياهو بين خيارين اما تحقيق نتائج سريعة وناجزة وعدم تكرار الفشل في شمال غزة وخان يونس أو الموافقة على الاتفاقية والدخول على الأقل في المرحلة الأولى، في النهاية هو ضغط ل"ترشيد" الإجرام الاسرائيلي ليصبح أكثر فاعلية.
هذا الضغط الذي ناوره نتنياهو بكل الطرق ونجح حتى الآن للإفلات منه لأنه لم يظهر له إرادة حقيقية من الأمريكان لإجباره وكما قلنا يعلم الجميع ماذا تفعل امريكا حين تضغط بجدية.
منذ بدأت الإبادة الإسرائيلية والمسؤلون في تل أبيب وواشنطن يتسابقون في التسريب، أو التصريح من مصدر مجهل، لوسائل الإعلام بشكل شبه يومي لا يتناسب مع حساسية اجتماعات القادة في أمريكا وإسرائيل.
رسمت هذه التسريبات بالتصريحات المجهولة واقعا افتراضيا في الإعلام عن الإبادة في غزة؛ فصدرت منذ عدة أشهر أن إسرائيل دخلت مرحلة مخففة من العملية العسكرية في مناطق الشمال، نفس الفترة التي شهدت تدمير مجمع الشفاء واكتشاف المقابر الجماعية المستمرة نتيجة لهذه "العملية المحدودة".
في أثناء هذه المرحلة المخففة كذلك استمرت الغارات بطول القطاع صغير المساحة بشكل كان يوقع كل يوم في المتوسط ١٥٠ شهيدا وكان لرفح نصيب كبير من هذا القصف وسط إغراق الإعلام بتسريبات عن تأجيل عملية رفح العسكرية وتصدير انطباع أنها حتى تلك اللحظة ملاذ آمن للنازحين.
في الوقت نفسه تتضاعف التسريبات عن قرب الوصول لاتفاق أو عن وجود اتفاق مجمع عليه اسرائيليا أصلا وإظهار المقاومة بمظهر الرافض المتعنت في آخر لحظة بعد ما كان الاتفاق الوهمي قاب قوسين أو أدنى، وهو ما ظهر عواره للجميع بعد موافقة المقاومة العلنية على اخر صيغة اتفاق.
أما فقرة الإفك الكبرى لتلك التسريبات فهو الإيحاء المستمر لشهور بخلاف أمريكي اسرائيلي حاد وعميق بهدف تخدير الرأي العام وتوفير غطاء إعلامي للإدارة الأمريكية للنأي بنفسها بشكل مباشر عما يفعله الاحتلال وهي شريكة وممولة رئيسية له.
اليوم تقول التسريبات أن عملية رفح محدودة حتى رغم قرار إسرائيل توسعتها، وأن الهدف ليس احتلال محور فيلادلفيا ولا دخول رفح بالكامل، والمطلوب منا أن نصدق هذا الواقع الافتراضي من التسريبات أو نصدق الخطاب الإعلامي لجيش الاحتلال الذي استهل إبادته بإعلان جنوب القطاع من وادي غزة مكانا آمنا وأن مدينة غزة هي الهدف الرئيسي والمعقل الأهم، ثم بعد أول صفقة تبادل شن هجوما على خان يونس وطلب من الأهالي الذهاب لرفح التي ظلت منذ ذلك اليوم تحت القصف، واليوم يتوغل في رفح ويطلب من أهالي مناطق في الشمال ومدينة غزة النزوح لأنها "منطقة عمليات خطرة" بعد ما كانت مجرد مسرح لاقتحامات برية خفيفة محددة الأهداف.
إن فشل هذا الاحتلال في تحقيق أهدافه المعلنة من تحرير أسراه والقضاء على المقاومة يدفعه لتحقيق أهدافه الحقيقية من إبادة القطاع وجعله مكانا مستحيل العيش لسنوات قادمة وهو يفعل ذلك بكل خبث ووحشية وكفاءة، ثم يصدر في الاعلام صورة أخرى عن الحرب لا علاقة لها بالواقع.
"سلطان غرناطة الذي تعلق به الرجا، باعنا لفرذلند بثمن بخس. عصى الله فينا، فلم نقومه بسيوفنا، بل لم تنكره قلوبنا، قلوبنا يا رسول الله غلف من الظلم. زعموا حكمةَ الروم وسنةَ فارس خيرًا من كتاب الله وسنة أحمد، زعموا أن الأمير يلي تَغَلُّبًا، وأن يأخذ المال ويجلد الظهر، فإذا خرج عليه خارج قال غزوة، وإذا أحاط به العدو قال صفقة، باعه الأرض والعرض، وعز الإسلام والشرف، إذا خوفته بالله قال قدرًا، في اللوح المحفوظ قد كُتِبْ."
#غارب
Forwarded from Metras - متراس
في الأشهر الثلاثة الأولى من الحرب، تدخل جيش الاحتلال في ما يقارب 11 ألف مادة مادة إعلامية إسرائيلية (بمتوسط 115 خبراً في اليوم) بحظرها وتعليق نشرها وتعديل محتواها، حسبما نشره موقع "سيحا مكوميت" الإسرائيلي.

هذا العدد الهائل يُشير إلى الرقابة العسكرية المشددة التي يفرضها الاحتلال على إعلامه وإعلامييه وكل ما ينشرونه، وهو أمر ليس بالمستجد، فـ"إسرائيل" عموماً تنظر للإعلام كذراعٍ لسياساتها الاستعمارية، لا يختلف عن الجيش سوى بالأدوات، ويكمل أحدهما الآخر في حربه علينا. صرنا في الشهر التاسع للحرب وما زال كثيرون يصدّقون الإعلام الإسرائيلي ويسارعون لترجمة كل ما هب ودب من "تسريبات" وأخبار، وقد ثبت المرّة تلو المرّة كذبهم وحجم المغالطات والتكتم، وثبت أيضاً في حالاتٍ كثيرة كيف اشتغل إعلامهم على شن حرب نفسية على الحاضنة الشعبية، بأخبار مزيفة ومشاهد تضرب في الروح المعنوية. هذا الرقم يقول لنا: يكفي "تقديساً" لصُحف أعدائنا، لا ضير أن نأخذ منهم ما يفيد، لكن دون أن نتخلى عن تشكيكنا.
بايدن يرحب بتحرير أربعة رهائن مقابل مجزرة استشهد وأصيب فيها المئات في مذبحة انتقامية بالأساس.
في كل مرة تصرخ الافعال والاقوال بتصديق ما قاله قادة الكيان من البداية انها حرب الحضارة ضد الهمجية، ضد الحيوانات البشرية. هكذا يروننا دائما ويزاودون علينا فزق كل ذلك بادعاء التفوق الأخلاقي.
كل عام وأنتم جميعا بخير
عيد أضحى مبارك من كامبريدج، وعلم فلسطين معنا دائما. فرج الله عنهم ونصرهم وإخواننا في سوريا والسودان وجميع المستضعفين.
في عام ٢٠١٩ وصل عدد الحجاج تقريبا إلى ٢.٥ مليون حاج في نفس أماكن المشاعر بنفس نظام الخيام الهادر للمساحة وللموارد، بنفس التفاوت الرهيب بين حج الخمس نجوم وحج الكفاف.
هذا العام حج أقل من مليونين وتوالت التقارير عن وفاة المئات من الحجاج معظمهم من "غير النظاميين" كما يسموهم.
يتبجح عبيد الدول والأنظمة وأحذية الحكام أن هؤلاء الحجاج قد نالوا ما استحقوه لمخالفة القوانين، ولا أدري أي قانون تكون عقوبته السماح للحجاج بالدخول لاماكن المشاعر اول الأمر ثم التضييق عليهم كالمصيدة في آخره والتأكد انهم لن ينالوا ظلا ولا شربة ماء في هذه الصحراء.
لو كانت لحياة البشر قيمة ولو كان حقا من تسببوا بهلاك هذه الأرواح البريئة ودافعوا عنها من أرباب النظام وسيادة القانون، لتتبعوا هذه الحملات وهي تتكون من رمضان، ولمنعوا دخول هؤلاء الحجاج ابتداء، ولحشدوا كل الموارد لترحيل من استطاع الدخول منهم وسيكون من حقهم حينئذ أن يغرموا هؤلاء الحجاج أي تكاليف وحتى حبسهم وترحيلهم وهو ما تتضمنه القوانين بالأساس. وتكاليف الترحيل هذه لا تذكر مقارنة بما تنفقه نفس الدولة على مهرجانات السينما والترفيه، والتي لا تثير غضبة المدافعين عن "النظام" وعن موت الحجاج من الشمس والارهاق، لكن كالعادة يفضل النظام العربي المثلة وضرب العبرة أكثر العدالة والرحمة وإنقاذ الأرواح، وتنساق الجماهير المغفلة للتشاحن والتباغض وتحويل حياة البشر لمادة للمناكفات القومية والعصبيات الجاهلية.
من أشهر قليلة خضت واحدة من أعجب المناقشات في حياتي وربما لو حكاها شخص آخر لي لاتهمته بالمبالغة وحشر الترندات في جملة مفيدة.
في ذلك اليوم شاركت في نشاط أحد المساجد للتعريف بالإسلام في مركز المدينة. توقفت عندنا فتاة انتقلت حديثا لكامبريدج لتدرس بالجامعة.
بدا أنها تريد تزجية الوقت وكانت تتنقل في الحديث بيني وبين رفيقاي كلما أرادت تغيير الموضوع وفي كل مرة تغير المزضوع لم نعرف هل كانت اجاباتنا مقنعة أم لم تفهمنا بالأساس أم فقط تريد اللعب بالوقت وتجربة شيء جديد، وفي هذه المواقف أنت تدرك جيدا عدم جدية من أمامك أو عدم استعداده للتفكير فيما تقول حقا لكن في الخلفية تشعر بأن الواجب يحتم عليك افتراض أن أي كلمة تقولها قد يجعل الله لها القبول.



المهم بدأت الفتاة حديثها المعتاد عن إيمانها بالعلم وأن موضوع الإله غير مهم لأنه غير علمي ولا يترتب عليه شيء وأن نظرية التطور كفيلة بتفسير الخلق، وأن الناس اخترعت الأديان لتستطيع التعامل مع حقائق الحياة المؤلمة والعبثية وكيف أن الأديان تسببت في سفك الدماء وغيرها من حجج الإلحاد الشعبي المنتشر هنا.
حين طلب منها رفيقي أن تعبر بكلمات أو حجج بسيطة عن رؤيتها هي للكون والحياة دون التترس خلف أي اتهامات أو قولبة للمتدينين او الاختباء خلف مصطلحات رنانة لم تستطع.



قررت الفتاة توجيه الحديث للعبد لله بترديد شبهات معتادة حول قتل الإسلام لغير أهل الكتاب وسن السيدة عائشة عند زواجها بالنبي صلى الله عليه وسلم، ثم ألحت علينا لنردد وراءها بأن زواج السيدة عائشة في عمر صغير كان خطأ وهي شبهات معتادة والرد عليها معروف، مثل معاملة المسلمين للمجوس معاملة أهل الكتاب أو فهم طبيعة السياق التاريخي وطبيعة الرجل والمراة في عصر النبوة، وحين حاول صديقي أن يشرح لها بعض الآيات والأحاديث المتعلقة بالجهاد وأنها لفهمها يمكنها ان تنزلها على ما يفعله الفلسطينيون ثم سألها بشكل عارض عن اللغات التي تعرفها فقالت أنها لا تعرف سوى الانجليزية والعبرية.



وهنا يحدث التحول المفاجئ من الشخص المثالي المحلق فوق الأديان والمتباكي على عبثية الحياة لشخص صهيوني حقير يقول بكل بساطة ان فلسطين أرض الأجداد وهو المكان الوحيد الآمن المتبقي لهم وأنهم حاولوا العيش بامان مع العرب لكن أحداث حائط البراق جعلتهم يؤمنون أنه لا سبيل سوى انتزاع وطنهم بالقوة، والفلاح الفلسطيني في النهاية مستعبدا من الاقطاعي والافندي العثماني وإذا لم يأخذوا هم الأرض فسيأخذها أي شخص آخر وهو نفس رد الجربوع يعقوب مغتصب بيت الشيخ جراح، والرد على هذه الحجة من ان ان حادثة واحدة من العنف الطائفي الذي لم تخل منه المنطقة أصلا لا يمكنه شطب تاريخ كامل من التعايش السلمي، بل حجة على القافزين على أسباب ما حدث من الاستعمار البريطاني والمشروع الصهيوني، وانه لا يمكن استخدام حادث واحد لتبرير إبادة وتهجير منظم بالأرقام والوثائق حدث بعدها بخمسة عشر عاما، وحجة الاقطاعي العثماني البليدة يمكن الرد عليها بتشابه ظروف الفلاح الفلسطيني مع السوري واللبناني والمصري واستغلالهم من الاقطاعيين ورأس المال الأجنبي، لكن بلدا واحدة فقط هي التي كانت ضحية التهجير والإبادة بسبب عامل واحد مختلف عن ن كل هذه الدول وهو المشروع الصهيوني.
هنا توقف النقاش وبدا أن الفتاة قد تسلت بوقتها وذكرت بشكل مبالغ فيه عن حاجتها للذهاب للحاق بموعد مع "زوجتها".



ذهبت الفتاة ونظرت ورفيقاي لبعضنا وقد أضفنا لأنفسنا قصة جديدة من النوادر وشعرنا بندم شديد على ساعة كاملة تسلت فيها تلك المخلوقة بنا، وظللت لبضعة أيام لاحقة أشعر بالغثيان والعبء النفسي لهذه المناقشة وأفكر في النبي صلى الله عليه وسلم وكيف تحمل امانة ثقيلة كالبلاغ وكيف كذبه قومه وآذوه واستهزأوا به وشنعوا عليه، وفكرت كذلك ان فتاة كهذه هي من يجب أن نعتذر عن ديننا لنرضي اذواقهم وامزجتهم وانحرافاتهم لننال منهم القبول والرضا وهم ينتزعون بيوتنا وثرواتنا مرددين حجج اللصوص وقطاع الطرق.
‏[لا تغتبطنّ بسلطان مع غير عدل، ولا بغنى من غير حِل، ولا ببلاغة من غير صدق منطق، ولا بجود في غير إصابة موضع، ولا بأدب في غير أصالة رأي، ولا بحسن عمل في غير حسنة]

التذكرة الحمدونية
على خلفية الانتهاكات في معتقل سديه تيمان حدث صدام محدود بين أنصار الصهيونية الدينية والشرطة العسكرية، والصراع في جوهره ليس صراعا أخلاقيا طرفه يمين متطرف يريد رفع كل الضوابط والقيود على انتهاكات المجندين، وطرفه المقابل دولة عميقة تدافع أذرعها الأمنية والعسكرية عن سيادة القانون وتحمي صورة ما يسمونه الجيش اﻷكثر أخلاقية في العالم.

هذا الصدام تجل آخر للصراع بين نوعين من اﻹرهاب:
1- إرهاب عقلاني مؤسسي يمارسه الكيان الصهيوني منذ تحوله لدولة، وهو في عقلنته ومؤسسيته يضع مجموعة من الضوابط تحافظ على كفاءة آلة القتل والتدمير وتتأكد في الوقت نفسه من عمل هذه اﻵلة حصرا على الفلسطينيين لتنتج لنا الصورة المزدوجة التي طالما ألفناها؛ كيان إرهابي متوحش يبيد الشجر والحجر طالما كان فلسطينينا لكنه يمارسه بقفازات من الأكاذيب والدعاية الملفقة ليظهره بمظهر الضحية المضطر للدفاع عن نفسه بأساليب مؤسفة.
أما الوجه اﻵخر من الصورة فهي الدولة الديمقراطية التي تعج شوارعها بالمتظاهرين السلميين الصهاينة وتواجههم بقوات شرطية محترفة وأدوات فض شغب "ديمقراطية".


2- النوع اﻵخر الذي تمثله الصهيويني الدينية ينتمي إلى إرهاب ما قبل الدولة، إرهاب الميليشيات والأفراد الذين يتخلون عن الانضباط العسكري ويطلقون العنان لطاقة العنف والتنكيل دون محاولة تجميل أو تبرير، وهو ما يحرج الكيان الصهويني أمام الحلفاء قبل اﻷعداء ودون مردود حقيقي يُذكر، وطابعه العشوائي يمثل منزلقا خطيرا لتسرب هذا العنف للمواطن الصهيوني نفسه سواء في صدامات الشوارع أو الصدام مع الشرطة العسكرية، وهو يمثل طموح الصهوينية الدينية في حكومة نتنياهو السادسة في إرهاب الداخل والخارج وهو صدام آت لا محالة، لا بين تيار متطرف ودولة القانون، لكن بين إرهاب وإرهاب في دولة عاشت بالسيف ولا بد يوما أن تذوقه.
1
في أواخر القرن التاسع عشر رحل اﻹمام شامل الداغستاني أخيرا من منفاه الإجباري في روسيا. رحل إلى الدولة العثمانية، ثم ذهب مرة واحدة إلى مصر مبعوثا للسلطان، يقرب وجهات النظر بينه وبين الخديوي. يُقال أنه التقى هناك اﻷمير عبد القادر، الذي غادر قبلها بسنوات كذلك منفاه اﻹجباري في فرنسا. كلاهما عدل اﻵخر في بلده؛ قادا الجهاد ضد المستعمر الأوروبي وأسسا دولة لم تتوقف معاركها يوما ضد عدوها المتفوق بالعدد والعدة حتى كان أمر الله بظهور العدو وأسرهما ثم نفيهما.
رحل اﻹمام شامل للحج ثم وافاه اﻷجل في المدينة ودُفن البقيع، بينما استقر اﻷمير عبد القادر وذريته في الشام، العثماني آنذاك، ولحق بهم آخرون من الجزائر استوطنوا معهم.
2
في أوائل القرن العشرين كان الشام على موعد مع الثورة من أجل المغرب العربي، نصرة لعمر المختار في وجه الطليان. جمع اﻷهالي المال وذهب المتطوعة منهم إلى ميناء الاسكندرونة للإبحار إلى المختار، لكن تم منعهم فعادوا إلى الشام مرة أخرى. كان من بين المتطوعة الإمام الشاب محمد عز الدين عبد القادر القسام.
كان القسام في مقدمة جهاده، بينما جهاد المختار في فصله اﻷخير حتى نال الشهادة على مشنقة الطليان.
مرة أخرى ثار الشام من أجل المغرب؛ كان عبد الكريم الخطابي يلهم العالم فن حرب العصابات ودبج الشعراء مديحهم في انتصاراته على اﻷسبان. لكنه لاقى مصير اﻹمامين الداغستاني والجزائري وظهر الفرنسيون واﻷسبان على جمهوريته الوليدة في الريف ونُفي.
3
ثار الشام مرة أخرى من أجل نفسه هذه المرة. قاد القسام الجهاد ضد الفرنسيين في سوريا، ثم الانجليز في فلسطين حتى نال الشهادة برصاص الانجليز في يَعبُد.
اندلعت ثورة 1936 وشارك فيها أحفاد الجزائريين الذين استوطنوا الشام مع اﻷمير عبد القادر. مجددا يظهر العدو المتفوق بالعدد والعدة ومع الانجليز يتمكن الصهاينة وتزداد هجراتهم ويستفحل أمرهم.
وفي نفس العام 36، في جورة عسقلان، حملت امرأة بصبي جاءها الهاتف في المنام خصيصا لتسميه أحمد.
4
في العام 1948 يعلن الصهاينة دولتهم ويهرع المتطوعون العرب من كل مكان ومنهم المغاربة بقيادة الهاشمي الطود ملبيا نداء عبد الكريم الخطابي الذي استقر أخيرا في القاهرة. تتدخل الجيوش العربية وتظهر أمارات الضعف والخيانة، تعود جلّ الجيوش المهزومة لتطيح بحكامها، لكن النكبة وقعت ومعها اﻹبادة والتهجير.
ومن ضمن القرى التي هُجرت جورة عسقلان، هُجّر منها الطفل أحمد مع عائلته. لم يذكر من تلك الحرب غير بضع مشاهد، منها مشهد باخرة مصرية تناور طائرة حربية صهيونية بمهارة، تلوح ابتسامة طفولية على وجه الشيخ وهو يحكي ذكرياته طفلا. كان حينها قادرا على صعود قمة جبل عسقلان ومراقبة البحر، قبل أن يُكسر عنقه في حادث وتصبح حركته ضعيفة، لكنها لم تقيد مسيرته. كانت مسيرة أحمد ياسين على وشك البدء.
5
إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ

#إعادة_نشر
Forwarded from Metras - متراس
بعد شهور من الانقطاع دخلت مساء أمس الأربعاء 5 شاحنات تحمل كميات قليلة من الخضار والبيض والدجاج المجمد إلى شمال قطاع غزة، ونشر صحفيون في الشمال مساء اليوم الخميس صوراً لطوابير من العائلات "المحظوظة" التي تم استدعاؤها لاستلام دجاجةٍ واحدة، بعد أن تحقق فيها شرط أن تتكون من 6-9 أفراد، وفق كشوفات التوزيع المدوّن في ملفاتها آلاف العائلات، والتي تقتات منذ أشهر على الخبز وما توفر من المعلبات الغذائية التي تُباع بأسعار باهظة وبكميات قليلة، في مشهدٍ بات منسياً ولا يحظى باهتمامٍ ومتابعة.

35 غزياً تم توثيق استشهادهم بسبب سوء التغذية والمجاعة، ومعاناة نصف مليون غزي مستويات كارثية من الجوع حسب برنامج الأغذية العالمي، لم يوقفا برنامج الأغذية ذاته ومجموعة من المنظمات الحقوقية مثل الأمم المتحدة ومنسق مكتبها لتنسيق الشؤون الإنسانية، والصليب الأحمر من عقد اجتماعٍ يوم الثلاثاء الماضي مع ممثلين عن جيش الاحتلال والجيش الأمريكي، كما ظهر في صورة نشرتها صفحة "منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق" على منصة إكس تُظهر أسماء المنظمات المشاركة وتخفي وجوه الحاضرين بالنيابة عنها، بنفس الطريقة التي تخفي فيها هذه المنظمات الواقع المأساوي في غزة، بينما تُلمّع الاحتلال المتسبب في هذا الواقع، وتُظهره بمظهر الحريص على الوضع الإنساني في غزة!
الخليل - قدس الإخبارية: قالت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، الثلاثاء، إن سلطات الاحتلال منعت رفع أذان صلاة الفجر في المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل جنوبي الضفة لليوم الثامن على التوالي.

وأضافت الوزارة في بيان صحفي: "ندين منع قوات الاحتلال الإسرائيلي رفع الأذان لصلاة الفجر من مآذن الحرم الإبراهيمي، منذ 8 أيام".

وتابعت: "هذا تطور خطير يهدف بشكل واضح إلى إخفاء الشعائر الإسلامية داخل الحرم، ومنعها بشكل كامل مستقبلا".

وحذرت الوزارة من خطورة التصعيد الإسرائيلي وانتهاك قدسية الحرم الإبراهيمي، بحسب البيان.

وأشارت إلى أن سلطات الاحتلال منعت الاثنين وفدا دبلوماسياً أجنبياً من الدخول إلى الحرم الإبراهيمي، في محاولة لمنعهم من الاطلاع على ما يتعرض له من جرائم تهويد وسرقة وتغيير لمعالمه.

وأردفت: "دنس مستعمرون بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية، الحرم الإبراهيمي برقصات تلمودية على وقع الموسيقى الصاخبة".

ومضت بالقول إن هذه الانتهاكات تأتي بشكل متتالٍ وممنهج وتهدف إلى إحكام السيطرة على الحرم الإبراهيمي، مما يتطلب من المجتمع الدولي القيام بما يلزم لإيقافها وإنهائها وتأكيد سيادة الشعب الفلسطيني الخالصة عليه.

ويقع المسجد الإبراهيمي في البلدة القديمة بالخليل الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، ويسكن فيها نحو 400 مستوطن يحرسهم قرابة 1500 جندي إسرائيلي.

ومنذ عام 1994، قسّم الاحتلال المسجد بواقع 63% لليهود و37% للمسلمين، عقب مذبحة ارتكبها مستوطن أسفرت عن مقتل 29 مصليا فلسطينيا.

منقول من شبكة قدس
خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة خطاب استعلائي واضح يبين للأعمى ان إسرائيل تريد خوض حرب إقليمية شاملة بلا قواعد ولا أسقف وتزامنه مع غارة الضاحية الجنوبية تأكيد عملي على ذلك.
أي تحليلات كسولة عمرها سنة عن مجرد خشية نتنياهو من السجن أو ارتباكه وفقدانه الشرعية او حتى انه بن غفير وسموتريتش يقومان بابتزاز نتنياهو
دا كلام دجل ورؤية جهولة لطموحات حكومة نتنياهو السادسة.
هذه حكومة خاضت معركة التعديلات القضائية في الداخل الإسرائيلي، تريد إعادة تأسيس المشروع الصهيوني بما يضمن تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين كحل نهائي، وفي سبيل ذلك مستعدة لبذل أثمان باهظة وتغيير العقيدة القتالية للجيش الإسرائيلي والتضحية بكل أشكال الرفاه الاقتصادي والاجتماعي الذي استخدم في الماضي للترويج للكيان المحتل. هذه حرب إعادة تأسيس جديدة للاحتلال وحرب وجودية وأي طرف يشتبك بسقف أقل انخفاضا من هذا لا يدرك طبيعة المعركة ولا المدى الذي يستعد الاحتلال الذهاب إليه.
في أول مؤلفاته يتعرض الدكتور أحمد معروف للحدود السياسية في التاريخ الإسلامي مخصصا حديثه بالأساس عن فترة الحروب الصليبية.
لا يقتصر معروف على سرد ملاحظاته وتحليلاته، إنما يصحبنا في رحلة انتخاب النصوص ومعاييرها وتحليلها كما وكيفا، وهو من الكتب القليلة التي قرأتها بالعربية يفصل كاتبها منهجه للقارئ دون الاكتفاء بسطوة الدال الأكاديمية.
يستهل الكتاب فصوله بتحليل الحدود بين ين ديار الإسلام والصليبيين كخط فاصل في الذهن وذلك من خلال سبر وتقسيم عينة من المصادر وتحليل المفردات والمصطلحات المستخدمة لوصف ديار الإسلام والحرب وتحول مدينة من دار إلى الأخرى أو العكس.
ورغم أن هذا السور فاصل وقاطع في الذهن إلا أن لهذا السور في الواقع أبوابا كثيرة لمقتضيات عدم وجود حدود بالمعنى الحديث كخطوط وهمية على الخارطة، لكنها في الحقيقة تخوما لها حيز مكاني كوديان أو جسور أو خطوط من الابراج، يسكنها مجتمع يتفاعل مع الآخر الديني والسياسي كما يتفاعل مع الذات سواء في الأطراف والثغور أو المركز وسلطته السياسية.
في نهاية الكتاب يلحق معروف بكتابه إطلالة على بعض المصادر الصليبية لتكتمل الصورة بصوت الآخر الفرنجي.
لم يلجأ معروف للحكاية والقصة وإنما صحبنا في رحلة اختيار الأدوات وتطبيقها على المصادر واستنطاقها من مظانها وفي هذا فائدة جمة للقارئ المحب للتاريخ بخلاف من يفضل الإجابات النهائية أو الاستمتاع بالجانب السردي الخالص.
كنت أحب أن يفصل معروف أكثر هن مفهوم الديار من الناحية الفقهية وأن يتعرض لمعالجات أخرى كفتوى ماردين بنفس منهجه الدؤوب، وأتطلع كذلك لتطبيق نفس المنهج في الفصل الأول لموضوعات أخرى في تاريخ الذهنيات.
ختاما لا شك عندي أن هذا الكتاب بداية لها ما بعدها بإذن الله.
مبارك للدكتور أحمد معروف ومركز تراث على هذا الإصدار البديع.
هجوم منفرد على الأرض في تل أبيب، صواريخ من الجو وأسبوع يفصلنا عن ذكرى السابع من أكتوبر.
حتى لو خنقت اسرائيل كل الجبهات بالدعم الأمريكي اللامحدود، فإنهم لن ينعموا بالأمن أبدا حتى يلقى الكيان اللقيط مصيره المحتوم.
بالأمس قتلت إسرائيل أربعة وعشرين شهيدا في طولكرم وستين شهيدا في لبنان وسبعين شهيدا في غزة.
مازال المواطن الأبيض، الذي يصدق حكومته، يرى إسرائيل كيانا ضعيفا مذعورا يحتاج للحماية والدفاع عن النفس وشرط تلك النظرة أن يرانا بنفس القدر همجا متوحشين بلا أسماء وبلا حياة، كأفلام الغرب الأمريكي التي تجعلك تتعاطف مع المستوطنين البيض وهما يداعون عن أنفسهم في مواجهة الهنود الحمر المتوحشين.
السؤال الحقيقي ليس كيفية تصديق الرجل الأبيض الدعاية الصهيونية الرخيصة، بل لماذا يصمم على أن يرانا همجا أدنى من البشر ولا نستحق الحياة.
2024/10/05 22:40:18
Back to Top
HTML Embed Code: