من أهون الهجر لأهل البدع ترك الترحم عليهم

أهل البدع يجب ألا يترحم عليهم لأن الترحم عليهم رفع من شأنهم وتأييد لبدعهم ووسيلة إلى ترويج بدعتهم للناس، فيكون ترك الترحم نوع من أنواع الهجر للبدعة وأهلها وإن كانوا أمواتًا

فقد ترك رسول الله ﷺ الترحم على من ترك الحمد بعد العطاس عقوبة له لمجرد النسيان ‏وترك الصلاة على من قتل نفسه حتى لا يجترئ أحد على هذا الفعل، فترك إظهار الترحم على المسلم المشهور بفسقه فيه مصلحة شرعية كبيرة حتى لا يقتدي به غيره وكذلك يدخل من باب الزجر، فكيف بالترحم على أهل البدع!

فمن باب أولى ترك الترحم على أهل البدع والإجماع العملي قائم عند السلف في ترك الثناء والترحم على أهل البدع وكثير منهم صرح به : قال أبو بكر المرُّوذي : أتيت أبا عبدالله أحمد بن حنبل ليلة في جوف الليل فقال لي : يا أبا بكر بلغني أن نعيمًا كان يقول : لفظي بالقرآن مخلوق ، فإن كان قاله فلا غفر اللَّه له في قبره .

مع مكانة نعيم بن حماد وكثرة رده على الجهمية وموته في سجونهم وهو بريء من هذه التهمة قال أحمد -إن كان قال- فلا رحمه الله في قبره فهذا ليس ترك للترحم فقط بل الدعاء بعدم الرحمة، وترك الترحم فيه مصلحة للمبتدع نفسه كما قال بشر بن الحارث :كن خيرا لأهل البدع منهم لأنفسهم، تمنع الناس عنهم لا تُكثر آثامهم.

الذي يترحم على أهل البدع لم يطبق أقل القليل من أحكام الهجر لأهل البدع وكفى به خذلان أن يكون غاش لنفسه وللمسلمين وللمبتدعة أنفسهم جاء في كتاب الغنية: على المؤمن اتباع السنة ..
وألا يكاثر أهل البدع....ولا يترحم عليهم إذا ذكروا، بل يباينهم، ويعاديهم في الله عزّ وجل .

قال الله تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ }

قال رافع بن خَديج رضي الله عنه:
أَمْرُ رسول الله ﷺ على الرَّأس والعين.
[سنن النسائي ٣٨٦٨]

قال الأوزاعي رحمه الله : إذا بلغك عن رسول الله حديث فإياك أن تقول بغيره، فإن رسول الله ﷺ كان مبلغاً عن الله تعالى .
[أصول الاعتقاد ٣/ ٤٧٨]

وقال مالك رحمه الله: ما منا إلا راد ومردود
عليه إلا صاحب هذا القبر . وأشار إلى قبر
رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقال الشافعي رحمه الله: متى رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً صحيحاً فلم آخذ به، فأشهدكم أن عقلي قد ذهب.
[آداب الشّافعيّ ٦٧]

قال الإمام أحمد : نظرت في المصحف فوجدت طاعة الرسولﷺ في ثلاثة وثلاثين موضعا .
[الصارم المسلول ص٥٨]

لن : تفيد النفي المؤكد لا المؤبد

استدل أهل البدع مثل الزمخشري وغيره على أن "لن " تفيد النفي المؤبد وكان غرضهم من هذا نفي أن الله يُرى يوم القيامة فقالوا قال الله لموسى عليه السلام {لن تراني} على أن "لن" تفيد التأبيد.

قال مالك ووكيع: إذا استدلَّ عليك أهل الاهواء بأول الآية والحديث فاستدلَّ عليهم بآخره!، وسنستدل على بطلان مقولتهم بنفس الآية

فنقول يلزمهم إثبات أن الله هو الذي كلم موسى بصوته، ولم يخلق كلاماً وصوتا في الشجرة فكلمت موسى، فإذا قالوا نعم الله هو المتكلم بصوته فهذا دليل على فساد معتقدهم؛ إذ الله عزّ وجل تعالى عما يقولون عندهم لا يتكلم والقرآن ليس كلامه فلا نحتاج أن نناقشهم بالثانية وهي إثبات رؤية المؤمنين لربهم عز وجل يوم القيامة

وإذا قالوا ليس الله هو المتكلم بل الشجرة هي من تكلمت بعد أن خلق الله كلاما وصوتا فيها فتكون هي من كلمت موسى وليس الله، فنقول فهذا لا ينفي الرؤية يوم القيامة إذ الذي كلم موسى عندهم هي الشجرة كما يزعمون؛ فقد بطلت حجتهم فلا عبرة بأن لا ترى الشجرة يوم القيامة فليس هي بإله يعبد حتى يشتاق المؤمنون لرؤيتها يوم القيامة. يتبع....

الفرح والاستبشار بهلاك الكفرة

روي عن أنس رضي الله عنه مرفوعاً قال :
اذا مات صاحب البدعة فتح في الاسلام فتحٌ

عن بشر بن الحارث قال: جاء موت هذا الذي
يقال له: المريسي، وأنا في السوق، فلولا أن الموضع ليس موضع سجود؛ لسجدت شكرًا، الحمد لله الذي أماته؛ هكذا قولوا .

قال المروذي : دخلتُ على أحمد بن حنبل يوم ضُرِب ابن عاصم الرافضي الحدَّ ، فرأيته مستبشرًا يتبيّن في وجهه أثر السرور .

قال ابن عون رحمه الله:
بشّرت إبراهيم النخعي بموت الحجاج، فبكى، وما ظننت أحدا يبكي من الفرح.

وقال الخلال: قيل لأبي عبد الله أحمد بن حنبل : الرجل يفرح بما ينزل بأصحاب ابن أبي دؤاد ، عليه في ذلك إثم ؟ قال : ومن لا يفرح بهذا ؟! .

جاء في ترجمة أبي القاسم الحفَّاف، وكان شديداً في السنَّة، وبلغني أنه جلس للتهنئة لما مات ابن المعلم شيخ الرافضة وقال : ما أبالي أي وقت مت بعد أن شاهدت موت ابن المعلم .

[ السنة للخلال- تاريخ بغداد ٣٨٢/١٠ ]

عثمان الخميس : من يكفر النووي فهو كافر❗️

أصبح هذا الصنم عندهم أصل من أصول الدين فمن تكلم فيه فقد قدح بالدين ورام هدمه، وما هذا إلا من الخذلان وعدم التوفيق فيا ليت شعري هل غاب عن عثمان الخميس أقوال السلف في حكم الجهمية وحكم من لا يكفرهم

قال أبو بكر البرقاني: قرأت على بشر بن أحمد الإسفراييني قال لكم أبو سليمان داود بن الحسين: بلغني أن الحلواني الحسن بن علي قال: إني لا أكفر من وقف في القرآن، فتركوا علمه
قال أبو سليمان: سألت أبا سلمة بن شبيب عن علم الحلواني، قال: يرمى في الحش. ثم قال
أبو سلمة: من لم يشهد بكفر الكافر فهو كافر .

لك أن تتخيل -يا من تريد النجاة- أنهم هجروا علم الحلواني لأنه توقف في تكفير الواقفة؟ الواقفة يقولون: نقف، ولا نقول القرآن مخلوق ولا غير مخلوق، فيالله العجب كيف عكست القاعدة عند أهل زماننا فأصبحوا يكفرون من يغضب لمولاه الكريم ويكفر أعداء الله الجهمية

وأما قوله أجمعت الأمة على أن النووي مسلم فقد قال رسول الله ﷺ لا تجتمع أمتي على ضلالة. ومعنى الحديث أي لا تجتمع الأمة على حكم شرعي فيكون باطل ونحن نسأل عثمان الخميس هل يخفى عليك الإجماعات في تكفير الجهمية قال ابن القيم: لقد تقلد كفرهـم خمسون في عشر من العلماء في البلدان واللالكائي الإمام قد حكاه عنهمُ بل قد حكـاه قبله الطبراني.

فهذا الإجماع الذي يأخذ به ويسلم له لأنه من المحال أن يكون باطلاً لنص حديث رسول الله ﷺ لا تجتمع أمتي على ضلالة، أما أن تأتي وتهذي بكلمات مبهمة باطلة - تكفير من يكفر النووي لأن الأمة أجمعت على إسلامه - فهذا ليس دليل ولا تبنى الأحكام عليه هذا إن سلمنا لك أن الإجماع قائم على أن النووي مسلم !!

ولا شك أن هذا الإجماع باطل فقد لمح كثير من المتأخرين بالقدح بالنووي فهذا ابن عبد الهادي يتهمه بالكذب على السلف! ، وجاء في ترجمة علاء الدين البخاري أنه كان ينهى عن النظر في كلام النووي ويقول عنه ظاهري وهذا الشيخ حمد بن عتيق يقول غالب شراح الصحيحين أشاعرة أدخلوا تأويلات المريسي الجهمي التي ورثوها عنه فأين الإجماع الذي تزعمه .

من تناقضات -تخبيصات- عثمان الخميس

الذي يكفر النووي كافر لأن الأمة أجمعت على إسلامه وأمة محمد ﷺ لا تجتمع على ضلالة

في علم أصول الفقه مهارة تسمى قلب الدليل على الخصم فتجعل كلامه حجة عليه لا له وهذه الأسلوب كان كثير الاستعمال عند سلفنا الكرام

ونحن نقلب الدليل على عثمان الخميس فنقول قد قال النووي في روضة الطالبين: .. أو أثبت ما هو منفي عنه بالإجماع، كالألوان، أو أثبت له الاتصال والانفصال، كان كافرا.
وقال : ولو قال لا إله إلا ساكن السماء، لم يكن مؤمنا؛ وكذا لو قال: لا إله إلا الله ساكن السماء .

المسلمون يقولون : الله عزّ وجل فوق سمواته جالس على عرشه بائن من خلقه منفصل عنهم بحد وعلمه محيط بخلقه، فكلام النووي فيه تكفير صريح لعامة المسلمين لأنهم يثبتون أن الله في السماء وأنه بائن من خلقه سبحانه

فنقول من باب أولى تكفير النووي إذ من يكفر مسلم كافر فكيف بمن كفر كل المسلمين حتى كفر البهائم إذ البهائم تعرف أن الله في السماء، فكلامك حجة عليك وهذا من باب قلب الدليل،

وإلا فكلام السلف صريح في تكفير من نفى العلو قال ابن خزيمة: من لم يقل إن الله في السماء على العرش استوى، ضربت عنقه وألقيت جيفته على مزبلة بعيدة عن البلد حتى لا يتأذى بنتن ريحها أحد من المسلمين ولا من المعاهدين.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله، كانت خطوتاه إحداهما تحط خطيئة، والأخرى ترفع درجة".

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها".

وقال رسول الله رسول صلى الله عليه وسلم:

"صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة".

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله".

عن عَلِيّ رضي الله عنه كان يَقُولُ:

يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ لَهُمْ نَبَزٌ يُسَمَّوْنَ الرَّافِضَةَ يَرْفُضُونَ الْإِسْلَامَ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّهُمْ مُشْرِكُونَ. . .

[شرح اصول الاعتقاد للالكائي]

لامية الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله ورضي عنه - في أعمال القلوب -