Telegram Group & Telegram Channel
العلم الممدوح في نصوص الكتاب والسنة هو العلم الشرعي، ولا يدخل فيه العلوم الدنيوية، فإنَّ العلوم الدنيوية مُرادة للدنيا ولإصلاح معاش الناس، والنافع منها خير، لكن لا يُؤجَر عليه العبد إلا إذا نَوَى به التقرُّب، كغيرِه مِن المباحات التي يُنوَى بها القُربة كالأكل والشرب والنوم ونحو ذلك.

وأما العلم الشرعي فهو العلم الممدوح في نصوص الكتاب والسنة، وهو أفضل العبادات التطوعية على الإطلاق، فهو الذي شرَّف الله تعالى أهله بأنْ قَرَن شهادتهم بشهادتِه سبحانه وبشهادة الملائكة في قوله: ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [آل عمران: 18] وهو الذي أمرَ اللهُ به نبيه محمدًا ﷺ أن يزداد مِنه في قولِه: ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ [طه: 114] وهو المقصود في قولِه تعالى: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ [المجادلة: 11].

ومن كلام السلف في فضل العلم ما روى ابن عبد البر في (جامع بيان العلم وفضله) عن ابن عباس أنه قال: " مُعَلِّمُ الْخَيْرِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ أَوْ يَشْفَعُ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ حَتَّى الْحُوتُ فِي الْبَحْرِ "، وروى أبو عثمان الصابوني عن الزهري أنه قال: " تعليم سُنَّةٍ أفضل من عبادة مائتي سنة ".

وتأمَّل قوله ﷺ: «وَمَنْ سَلَكَ طَريقًا يَلتَمِسُ فيهِ عِلمًا سَهَّلَ اللهُ لهُ بِهِ طَريقًا إِلَى الجَنَّةِ» فيحتسب العبد كل جهدٍ -وإن قَل- في طلب العلم الشرعي، فإنه مُثابٌ عليه، والالتماس هو أقل درجات البحث والطلب، فلا تحتقر الدقائق والثواني التي تبحث فيها عن مسألة شرعية، أو تقلِّب فيها الصفحات، أو ما يلحق ذلك من التعب، فكل هذا داخلٌ في عموم هذا الفضل العظيم.

نسأل الله تعالى أن يَمُنَّ علينا بالعلم النافع والعمل الصالح، وأن يفقِّهنا في الدَّين، وأن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا، ونعوذ بالله مِن علم لا ينفع، ومِن قلبٍ لا يخشع، ومِن نفسٍ لا تشبع، ومِن دعاءٍ لا يُسمَع.



group-telegram.com/mohamed_abdolhafiz/901
Create:
Last Update:

العلم الممدوح في نصوص الكتاب والسنة هو العلم الشرعي، ولا يدخل فيه العلوم الدنيوية، فإنَّ العلوم الدنيوية مُرادة للدنيا ولإصلاح معاش الناس، والنافع منها خير، لكن لا يُؤجَر عليه العبد إلا إذا نَوَى به التقرُّب، كغيرِه مِن المباحات التي يُنوَى بها القُربة كالأكل والشرب والنوم ونحو ذلك.

وأما العلم الشرعي فهو العلم الممدوح في نصوص الكتاب والسنة، وهو أفضل العبادات التطوعية على الإطلاق، فهو الذي شرَّف الله تعالى أهله بأنْ قَرَن شهادتهم بشهادتِه سبحانه وبشهادة الملائكة في قوله: ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [آل عمران: 18] وهو الذي أمرَ اللهُ به نبيه محمدًا ﷺ أن يزداد مِنه في قولِه: ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ [طه: 114] وهو المقصود في قولِه تعالى: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ [المجادلة: 11].

ومن كلام السلف في فضل العلم ما روى ابن عبد البر في (جامع بيان العلم وفضله) عن ابن عباس أنه قال: " مُعَلِّمُ الْخَيْرِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ أَوْ يَشْفَعُ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ حَتَّى الْحُوتُ فِي الْبَحْرِ "، وروى أبو عثمان الصابوني عن الزهري أنه قال: " تعليم سُنَّةٍ أفضل من عبادة مائتي سنة ".

وتأمَّل قوله ﷺ: «وَمَنْ سَلَكَ طَريقًا يَلتَمِسُ فيهِ عِلمًا سَهَّلَ اللهُ لهُ بِهِ طَريقًا إِلَى الجَنَّةِ» فيحتسب العبد كل جهدٍ -وإن قَل- في طلب العلم الشرعي، فإنه مُثابٌ عليه، والالتماس هو أقل درجات البحث والطلب، فلا تحتقر الدقائق والثواني التي تبحث فيها عن مسألة شرعية، أو تقلِّب فيها الصفحات، أو ما يلحق ذلك من التعب، فكل هذا داخلٌ في عموم هذا الفضل العظيم.

نسأل الله تعالى أن يَمُنَّ علينا بالعلم النافع والعمل الصالح، وأن يفقِّهنا في الدَّين، وأن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا، ونعوذ بالله مِن علم لا ينفع، ومِن قلبٍ لا يخشع، ومِن نفسٍ لا تشبع، ومِن دعاءٍ لا يُسمَع.

BY محمد بن عبدالحفيظ


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/mohamed_abdolhafiz/901

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

"He has to start being more proactive and to find a real solution to this situation, not stay in standby without interfering. It's a very irresponsible position from the owner of Telegram," she said. Telegram was founded in 2013 by two Russian brothers, Nikolai and Pavel Durov. On February 27th, Durov posted that Channels were becoming a source of unverified information and that the company lacks the ability to check on their veracity. He urged users to be mistrustful of the things shared on Channels, and initially threatened to block the feature in the countries involved for the length of the war, saying that he didn’t want Telegram to be used to aggravate conflict or incite ethnic hatred. He did, however, walk back this plan when it became clear that they had also become a vital communications tool for Ukrainian officials and citizens to help coordinate their resistance and evacuations. This ability to mix the public and the private, as well as the ability to use bots to engage with users has proved to be problematic. In early 2021, a database selling phone numbers pulled from Facebook was selling numbers for $20 per lookup. Similarly, security researchers found a network of deepfake bots on the platform that were generating images of people submitted by users to create non-consensual imagery, some of which involved children. The Russian invasion of Ukraine has been a driving force in markets for the past few weeks.
from kr


Telegram محمد بن عبدالحفيظ
FROM American