group-telegram.com/mohamed_abdolhafiz/901
Last Update:
العلم الممدوح في نصوص الكتاب والسنة هو العلم الشرعي، ولا يدخل فيه العلوم الدنيوية، فإنَّ العلوم الدنيوية مُرادة للدنيا ولإصلاح معاش الناس، والنافع منها خير، لكن لا يُؤجَر عليه العبد إلا إذا نَوَى به التقرُّب، كغيرِه مِن المباحات التي يُنوَى بها القُربة كالأكل والشرب والنوم ونحو ذلك.
وأما العلم الشرعي فهو العلم الممدوح في نصوص الكتاب والسنة، وهو أفضل العبادات التطوعية على الإطلاق، فهو الذي شرَّف الله تعالى أهله بأنْ قَرَن شهادتهم بشهادتِه سبحانه وبشهادة الملائكة في قوله: ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [آل عمران: 18] وهو الذي أمرَ اللهُ به نبيه محمدًا ﷺ أن يزداد مِنه في قولِه: ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ [طه: 114] وهو المقصود في قولِه تعالى: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ [المجادلة: 11].
ومن كلام السلف في فضل العلم ما روى ابن عبد البر في (جامع بيان العلم وفضله) عن ابن عباس أنه قال: " مُعَلِّمُ الْخَيْرِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ أَوْ يَشْفَعُ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ حَتَّى الْحُوتُ فِي الْبَحْرِ "، وروى أبو عثمان الصابوني عن الزهري أنه قال: " تعليم سُنَّةٍ أفضل من عبادة مائتي سنة ".
وتأمَّل قوله ﷺ: «وَمَنْ سَلَكَ طَريقًا يَلتَمِسُ فيهِ عِلمًا سَهَّلَ اللهُ لهُ بِهِ طَريقًا إِلَى الجَنَّةِ» فيحتسب العبد كل جهدٍ -وإن قَل- في طلب العلم الشرعي، فإنه مُثابٌ عليه، والالتماس هو أقل درجات البحث والطلب، فلا تحتقر الدقائق والثواني التي تبحث فيها عن مسألة شرعية، أو تقلِّب فيها الصفحات، أو ما يلحق ذلك من التعب، فكل هذا داخلٌ في عموم هذا الفضل العظيم.
نسأل الله تعالى أن يَمُنَّ علينا بالعلم النافع والعمل الصالح، وأن يفقِّهنا في الدَّين، وأن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا، ونعوذ بالله مِن علم لا ينفع، ومِن قلبٍ لا يخشع، ومِن نفسٍ لا تشبع، ومِن دعاءٍ لا يُسمَع.
BY محمد بن عبدالحفيظ
Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260
Share with your friend now:
group-telegram.com/mohamed_abdolhafiz/901