Telegram Group & Telegram Channel
الجواب: ليس المراد بـ (لعل) الشك؛ فإنه في هذا الوقت باذل للجهد في العزم على الطاعة، إن أعطي ما سأل، بل هو مثل من قصر في حق نفسه وعرف سوء عاقبة ذلك التقصير فيقول: مكنوني من التدارك لعلي أتدارك، فيقول هذه الكلمة مع كونه جازما بأنه سيتدارك، ويحتمل أيضا أن الأمر المستقبل إذا لم يعرفوه أوردوا الكلام الموضوع للترجي والظن دون اليقين، فقد قال تعالى: ﴿ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه﴾ [الأنعام: ٢٨].

السؤال الثالث: ما المراد بقوله: (فيما تركت )؟

الجواب: قال بعضهم: فيما خلفت من المال؛ ليصير عند الرجعة مؤديا لحق الله تعالى منه، والمعقول من قوله: ﴿تركت﴾ التركة. وقال آخرون: بل المراد أعمل صالحا فيما قصرت فيدخل فيه العبادات البدنية والمالية والحقوق، وهذا أقرب، كأنهم تمنوا الرجعة ليصلحوا ما أفسدوه، ويطيعوا في كل ما عصوا.

السؤال الرابع: ما المراد بقوله: (كلا )؟

الجواب: فيه قولان:

أحدهما: أنه كالجواب لهم في المنع مما طلبوا، كما يقال لطالب الأمر المستبعد: هيهات، روي أنه عليه السلام قال لعائشة رضي الله عنها: «إذا عاين المؤمن الملائكة قالوا: نرجعك إلى دار الدنيا؟ فيقول: إلى دار الهموم والأحزان؟ لا بل قدوما على الله، وأما الكافر فيقال له: نرجعك؟ فيقول: ارجعون. فيقال له: إلى أي شيء ترغب؛ إلى جمع المال أو غرس الغراس أو بناء البنيان أو شق الأنهار؟ فيقول: لعلي أعمل صالحا فيما تركت، فيقول الجبار: كلا»

الثاني: يحتمل أن يكون على وجه الإخبار بأنهم يقولون ذلك، وأن هذا الخبر حق، فكأنه قال: حقا إنها كلمة هو قائلها، والأقرب الأول.

أما قوله: ﴿إنها كلمة هو قائلها﴾ ففيه وجهان:

الأول: أنه لا يخليها ولا يسكت عنها؛ لاستيلاء الحسرة عليه.

الثاني: أنه قائلها وحده ولا يجاب إليها ولا يسمع منه.أما قوله تعالى: ﴿ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون﴾ فالبرزخ هو الحاجز والمانع، كقوله في البحرين ﴿بينهما برزخ لا يبغيان﴾ [الرحمن: ٢٠] أي: فهؤلاء صائرون إلى حالة مانعة من التلافي حاجزة عن الاجتماع وذلك هو الموت، وليس المعنى أنهم يرجعون يوم البعث، إنما هو إقناط كلي لما علم أنه لا رجعة يوم البعث إلا إلى الآخرة.

[تفسير مفاتيح الغيب|| للإمام فخر الدين الرّازي -رحمه الله-].



group-telegram.com/tafseer712/1578
Create:
Last Update:

الجواب: ليس المراد بـ (لعل) الشك؛ فإنه في هذا الوقت باذل للجهد في العزم على الطاعة، إن أعطي ما سأل، بل هو مثل من قصر في حق نفسه وعرف سوء عاقبة ذلك التقصير فيقول: مكنوني من التدارك لعلي أتدارك، فيقول هذه الكلمة مع كونه جازما بأنه سيتدارك، ويحتمل أيضا أن الأمر المستقبل إذا لم يعرفوه أوردوا الكلام الموضوع للترجي والظن دون اليقين، فقد قال تعالى: ﴿ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه﴾ [الأنعام: ٢٨].

السؤال الثالث: ما المراد بقوله: (فيما تركت )؟

الجواب: قال بعضهم: فيما خلفت من المال؛ ليصير عند الرجعة مؤديا لحق الله تعالى منه، والمعقول من قوله: ﴿تركت﴾ التركة. وقال آخرون: بل المراد أعمل صالحا فيما قصرت فيدخل فيه العبادات البدنية والمالية والحقوق، وهذا أقرب، كأنهم تمنوا الرجعة ليصلحوا ما أفسدوه، ويطيعوا في كل ما عصوا.

السؤال الرابع: ما المراد بقوله: (كلا )؟

الجواب: فيه قولان:

أحدهما: أنه كالجواب لهم في المنع مما طلبوا، كما يقال لطالب الأمر المستبعد: هيهات، روي أنه عليه السلام قال لعائشة رضي الله عنها: «إذا عاين المؤمن الملائكة قالوا: نرجعك إلى دار الدنيا؟ فيقول: إلى دار الهموم والأحزان؟ لا بل قدوما على الله، وأما الكافر فيقال له: نرجعك؟ فيقول: ارجعون. فيقال له: إلى أي شيء ترغب؛ إلى جمع المال أو غرس الغراس أو بناء البنيان أو شق الأنهار؟ فيقول: لعلي أعمل صالحا فيما تركت، فيقول الجبار: كلا»

الثاني: يحتمل أن يكون على وجه الإخبار بأنهم يقولون ذلك، وأن هذا الخبر حق، فكأنه قال: حقا إنها كلمة هو قائلها، والأقرب الأول.

أما قوله: ﴿إنها كلمة هو قائلها﴾ ففيه وجهان:

الأول: أنه لا يخليها ولا يسكت عنها؛ لاستيلاء الحسرة عليه.

الثاني: أنه قائلها وحده ولا يجاب إليها ولا يسمع منه.أما قوله تعالى: ﴿ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون﴾ فالبرزخ هو الحاجز والمانع، كقوله في البحرين ﴿بينهما برزخ لا يبغيان﴾ [الرحمن: ٢٠] أي: فهؤلاء صائرون إلى حالة مانعة من التلافي حاجزة عن الاجتماع وذلك هو الموت، وليس المعنى أنهم يرجعون يوم البعث، إنما هو إقناط كلي لما علم أنه لا رجعة يوم البعث إلا إلى الآخرة.

[تفسير مفاتيح الغيب|| للإمام فخر الدين الرّازي -رحمه الله-].

BY الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/tafseer712/1578

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

The regulator said it had received information that messages containing stock tips and other investment advice with respect to selected listed companies are being widely circulated through websites and social media platforms such as Telegram, Facebook, WhatsApp and Instagram. Perpetrators of these scams will create a public group on Telegram to promote these investment packages that are usually accompanied by fake testimonies and sometimes advertised as being Shariah-compliant. Interested investors will be asked to directly message the representatives to begin investing in the various investment packages offered. You may recall that, back when Facebook started changing WhatsApp’s terms of service, a number of news outlets reported on, and even recommended, switching to Telegram. Pavel Durov even said that users should delete WhatsApp “unless you are cool with all of your photos and messages becoming public one day.” But Telegram can’t be described as a more-secure version of WhatsApp. In addition, Telegram's architecture limits the ability to slow the spread of false information: the lack of a central public feed, and the fact that comments are easily disabled in channels, reduce the space for public pushback. As the war in Ukraine rages, the messaging app Telegram has emerged as the go-to place for unfiltered live war updates for both Ukrainian refugees and increasingly isolated Russians alike.
from us


Telegram الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ
FROM American