Telegram Group Search
اختلاف الهمم في العلم

«أعلى الهمم في طلب العلم طلب علم الكتاب والسنة، والفهم عن الله ورسوله نفس المراد، وعلم حدود المنزل.
وأخس همم طلاب العلم قصر همته على تتبع شواذ المسائل وما لم ينزل ولا هو واقع.
أو كانت همته معرفة الاختلاف وتتبع أقوال الناس، وليس له همة إلى معرفة الصحيح من تلك الأقوال.
وقل أن ينتفع واحد من هؤلاء بعلمه».

«الفوائد» لابن القيم ص٨٤.
{لا تبطلوا صدقاتكم بالمن}

قال الواحدي: «المراد بالمن في الآية: المن الذي هو: الاعتداد بالصنيعة، وذكرها الذي يكدرها.
والعرب تتمدح بترك المن بالنعمة
، قال قائلهم:
زاد معروفك عندي عظما ... أنه عندك مستور حقير
تتناساه كأن لم تأته ... وهو في العالم مشهور كبير.

قال المفسرون: معنى المن المذكور في الآية: هو أن يقول: قد أحسنت إلى فلان، ونعشته، وجبرت حاله، وأعنته، يمن بما فعل». اهـ من «التفسير البسيط»

وقول الله تعالى: {بل الله يمن عليكم}.
قال ابن عطية: «يحتمل أن يكون بمعنى: ينعم كما تقول: مَنَّ الله عليك.
ويحتمل أن يكون بمعنى: يذكر إحسانه، فيجيء معادلا لـ {يمنون عليك}.
وقال الناس قديما: إذا كفرت النعمة= حسنت المنة.
وإنما المنة المبطلةُ للصدقةِ المكروهةُ= ما وقع دون كفر النعمة».
‏﴿كبُرَ مَقْتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون﴾

أبو القاسم في «الكشاف»: «اختير لفظ المقت لأنه أشد البغض وأبلغه..
ولم يقتصر على أن جعل البغض كبيرا، حتى جُعل أشده وأفحشه».


وقال ابن عطية في «المحرر الوجيز»:
«وقول المرء ما لا يفعل؛ يوجب مقت الله تعالى، ولذلك فرَّ كثير من العلماء من
الوعظ والتذكير وآثروا السكوت
!».


«علماء السوء جلسوا على باب الجنة يدعون إليها الناس بأقوالهم ويدعونهم إلى النار بأفعالهم؛ فكلما قالت أقوالهم للناس: هلموا!
قالت أفعالهم: لا تسمعوا منهم!
فلو كان ما دعوا إليه حقا كانوا أول المستجيبين له!
فهم في الصورة أدلاء وفي الحقيقة قطاع الطريق».
«الفوائد» لابن القيم ص٨٥.
أبلغ الحمد وأكمله

قال ابن منظور في مقدمة «لسان العرب»:
«الحمد لله رب العالمين، تبركا بفاتحة الكتاب العزيز.
واستغراقا لأجناس الحمد بهذا الكلام الوجيز.
إذ كل مجتهد في حمده؛ مقصِّر عن هذه المبالغة وإن تعالى.
ولو كان للحمد لفظ أبلغ من هذا؛ لحمد به نفسه تقدس وتعالى.
نحمده على نعمه التي يواليها في كل وقت ويجددها.
ولها الأَولَوية بأن يقال فيها: «نَعُدُّ منها ولا نعدِّدها»(١)».

ــــــــــــــــــــــــــــ
(١) يشير إلى قول المتنبي:
له أيادٍ إليّ سابقةٌ .. أعد منها ولا أعددها.
أدب وحياء

قال ابن هانئ: «رأيت أبا عبدالله [الإمام أحمد] إذا لقي امرأتين في الطريق -وكان طريقه بينهما- وقف ولم يمر حتى تجوزا».

«مسائله» ١٧٨/٢.

ولعل صورة الحالة: تكون واحدة قادمة من يمين، والأخرى من شمال، وطريقه أمام -بينهما- فيتوقف قبل ذلك حتى تعبرا..
فقه العلماء

قال ابن هانئ: «قال أبو عبدالله [الإمام أحمد] -وأنا أخرج من داره-
قال الحسن: أهينوا الدنيا، فوالله لأهنا ما تكون حين تهان».

«مسائله» ١٨١/٢.
رحمة الحيوان وتقديمه على النفس!

قال ابن هانئ: «سمعت أبا عبدالله [الإمام أحمد] يقول: سأل وكيعٌ الجمَّال في حجته: ما شيء أشد على الجمل؟
فقال: ينام عليه الرجل.
قال: فحج وكيع، ذاهبٌ وجاءٍ، وما نام على الجمل».

«مسائله» ١٨٤/٢.

وكيع بن الجراح شيخ الإمام أحمد من كبار أئمة المسلمين.
تفريط المسلمين!

قال الإمام إبراهيم بن أدهم: «أي دين! أي دين! لو كان له رجال؟!».

«المجالسة» (٨٥٢).

صدق رحمه الله..
فكم قصَّر المسلمون في نشر دينهم، والعمل به والتزام آدابه، ولو فعلوا لملئت الأرض نورا ..
شرح نفيس بديع من ابن تيمية لدعاء النبي ﷺ: «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدين، وغلبة الرجال».

قال «جامع المسائل» 209/9 : «الحمد لله، النبي ﷺ جمع في هذا الحديث بين أصناف الشر التي يستعاذ منها في أحوال العبد، كل اثنين من صنف؛
❁ فالهم والحزن من صنف،
❁ والعجز والكسل من صنف،
❁ والجبن والبخل من صنف،
❁ وضلع الدين وغلبة الرجال من صنف.

❁ فأول ذلك: «الهم والحزن»، فالهم يتعلق بالمستقبل، مثل أمور يحذر من وقوعها، فيهتم لأجلها، أو يرجو حصولها، فيهتم أن لا تحصل.
والحزن يتعلق بالماضي والحاضر، مثل أمور كان يكرهها، فيحزن لحصولها، أو كان يطلبها، ففاتت، فيحزن لفواتها، كما قال تعالى: {لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم}.

❁ و«العجز والكسل» يتعلقان بالفعل الذي ينبغي له فعله، فتارة يعجز عنه، وتارة لا يكون عاجزا، لكن يحصل له كسل وفتور في همته.

❁ و«البخل والجبن» قرينان، فالبخيل الذي منع معروفه خوفا على ماله،
والجبان الذي لا يدفع الشر خوفا على نفسه من عدوه.
فالأول يخاف زوال النافع، والثاني يخاف حصول الضار.
قال النبي ﷺ: «شر ما في المرء شح هالع، وجبن خالع»، وكلاهما يكون من ضعف النفس وهلعها.

❁ و«ضلع الدين وغلبة الرجال» من جنس واحد؛ فإن المقهور تارة يقهر بحق، وهو المغلوب، وهو الذي ضلعه الدين، وتارة بباطل، كرجال اجتمعوا عليه فغلبوه.
وهذان كلاهما عاجز مقهور، الأول عاجز مقهور بحق غلبه، عليه أن يؤديه، وهو لا يقدر، والثاني هو عاجز مقهور برجال يعارضونه ويغلبونه حتى يمنعوه من مصالحه وأشغاله.

وقد رتبه النبي ﷺ ترتيبا محكما:
فالهم والحزن متعلقان بالمصائب، مثل فوات مطلوب وحصول مكروه.
والعجز والكسل متعلقان بالأفعال التي يؤثرها، وهي نافعة له، فإذا لم يفعلها حصل له الضرر، ويكون تركها لعجز أو كسل.
وهذه الأربعة تتعلق به في نفسه، فمحلها نفس الإنسان.

❁ وأما البخل والجبن، وضلع الدين وغلبة الرجال، فإنها تتعلق بأمور منفصلة عنه،
الأولان يتعلقان بإرادته للأمور المتصلة، والآخران يتعلقان بقدرته على الأمور المنفصلة.
كما أن الأربعة الأول: الأولان يتعلقان بالمحبوب والمكروه، والآخران يتعلقان بالمقدور عليه والمعجوز عنه.
فالبخيل الذي لا يريد أن يبذل ما ينفع الناس؛ لعدم إرادته الإحسان إليهم، أو لخوفه من إخراج النافع منه، أو لبغضه للخير وحسده للناس.
والجبان الذي لا يريد دفع المضرة؛ خوفا من حصول ما يضره، وزوال ما ينفعه، فيقع في أعظم الضررين خوفا من أدناهما، إما جهلا بحقيقة ما ينفعه ويضره، وإما ضعف نفس بهلع يخلع قلبه.
والجبن والبخل متعلقان بما في النفس من إرادة وكراهة، وقوة وضعف.
وأما ضلع الدين وغلبة الرجال فكلاهما هو مما يكون في المرء مقهورا بغيره، قد عجزته الأمور المنفصلة عنه، ليس من عجز حصل في نفسه ابتداء، فالدين: مطالبة الغرماء به مع عجزه عن الوفاء له، وقهره: الرجال الغالبون يعجزون القادر ويمنعونه ويقهرونه.

فهذه الأمور التي استعاذ منها النبي ﷺ فيها من الحكم الجوامع التي تجمع أنواع الشر المستعاذ منه، المتعلقة بنفس الإنسان، وأعماله الباطنة والظاهرة= ما هو مصدق لقوله ﷺ: «أوتيت جوامع الكلم»، والله أعلم»(1).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحاشية 👇من محقق الجزء د. عبدالرحمن قائد
(1) انتفع ابن القيم رحمه الله بهذا الجواب، ولخص مقاصده في كتبه «مفتاح دار السعادة» (313)، و«طريق الهجرتين» (606)، و«روضة المحبين» (61)، و«بدائع الفوائد» (714)، و«زاد المعاد» (2/ 358).
إذا دخلت المسجد ورأيت اثنين يصليان، وأردت الدخول معهما، فماذا تفعل: تدفع الإمام ليتقدم أو المأموم ليتأخر؟

الأولى أن يثبت الإمام، ويتأخر المأموم، إلا إن كان المكان لا مجال فيه إلا لتقدم الإمام.

ويدل لذلك أحاديث منها، ما روى مسلم في حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما -وهو طويل في أحد الغزوات- قال:

«.. فقام رسول الله ﷺ ليصلي..ثم جئت حتى قمت عن يسار رسول الله ﷺ، فأخذ بيدي، فأدارني حتى أقامني عن يمينه، ثم جاء جبار بن صخر، فتوضأ، ثم جاء فقام عن يسار رسول الله ﷺ فأخذ رسول الله ﷺ بيدينا جميعا، فدفعنا حتى أقامنا خلفه.. ».
‏قال ابن تيمية: «وكثيرا ما يقع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر= لنوع هوى، فلا تخلص فيه النية».

«جامع المسائل» ٦٨/٩.

فلينتبه لقلبه من يقوم بذلك، فالله مطلع على قصدك.
ومن الهوى أن تنكر ويستعدي لا لأجل زوال المنكر وتعظيم الله، بل لحظ نفسك والانتقام منه!
هذا الكتاب شرح فيه الشيخ عبدالرحمن السعدي ٩٩ حديثا من جوامع الكلم، بشرح نفيس، سهل العبارة، جزل المعنى، غزير الفوائد..
وتحسن قراءته لكل أحد، طالب العلم وغيره، وفي المساجد والاجتماعات..
وهذا نمط من التأليف غريب ولطيف، جمع فيه المؤلف أخبارا كثيرة جدا، فيمن قتل وعذب وحبس وضرب .. من أهل العلم ..

ويصلح أن يذيل عليه، فوفاته متقدمة..
أفادني الأخ عبدالعزيز التويجري بهذا، ولم أطلع عليه..
ما رأيك بشعري؟!

«أنشد رجل الفرزدق شعرا فقال: كيف تراه؟
فقال: لقد طاف إبليس على هذا الشعر في الناس؛ فلم يجد أحمق يقبله سواك».

«التذكرة الحمدونية» 9/ 402.

وقرأت قديما -ولم أهتد لموضعه👇- أن رجلين احتكما لعالم في أجودهما شعرا، فقال لأحدهما أنشد، فلما أنشد .. قال: حسبك، صاحبك أشعر منك!
قال: كيف حكمت له ولم تسمع منه!
قال: لا يجيء شر مما قلت!

وعرض آخر شعرا له على أحد العلماء يريد رأيه فيه، فقال له: قد أحسنت إذ أخرجته من صدرك، فلو بقي لأورثك السل!
هذا موضعه 👆 دلني عليه كذلك الأخ عبدالعزيز التويجري زاده الله من فضله.
.
إذا جاء ذكر النبي ﷺ في أثناء القراءة هل يصلى عليه أو ينصت؟

في «الإنصاف»: «لو قرأ آية فيها ذكر النبي ﷺ، فإن كان في نفل فقط، صلى عليه. نص عليه، وهذا المذهب. جزم به ابن تميم. وقدمه في «الفروع». وقال: وأطلقه بعضهم..».

وفي «كشاف القناع»: (ولا يبطل الفرض به) أي: بأن يصلي عليه ﷺ؛ لأنه قول مشروع في الصلاة».
2024/11/15 02:12:57
Back to Top
HTML Embed Code: