Telegram Group Search
#نفثة

وحيدٌ، وإنْ جارَتْكَ في السَّيرِ رِجْلاهُ
فما أنتما فيما تَؤُمَّانِ أَشباهُ

أرى حافرًا قد زَلَّ عن وَقْعِ حافرٍ
كأنكَ لفظٌ لمْ يُوافقْهُ مَعناهُ

تَعجَّلَ طعمَ الموتِ مَن لمْ يَكُن لهُ
شَبِيهٌ إذا ما هَمَّ بالأمر أَمْضاهُ

وكيف يُرَجِّي نَيْلَ غاياتِهِ امرؤٌ
ودُنيا مُماشِيهِ تُخالفُ دُنْياهُ؟

وَدِدتُّ -وما تُغْني الوَدادَةُ- أنَّ لي
فؤادًا يَّرى عَيْشَ الهُوَيْنى فَيَرْضاهُ

فإني رأيتَ الحُرَّ يَشْقى بنفسِهِ
ويَلْتَذُّ، فاعْجَبْ كيف يَلْتَذُّ شَكْواهُ!

ولَمْ أَرَ لي مِن حِيلةٍ، فانطَوَتْ على
تَمَنُّعِها نفسي، وللغيبِ مَجْراهُ

ولمَّا رأيتُ الصبرَ قد عِيلَ، واستَوَتْ
على اليأسِ آمالي، وحُثَّتْ مَطاياهُ

نفثتُ بشعري نفثةً لو شوى بها
مُضَحٍّ نهارَ العيدِ طابَتْ ضحاياهُ

وإن بَقِيَتْ في الصدر بعدُ نُفَاثةٌ
تؤرِّقُني فإنني حسبي اللهُ
Forwarded from منصت
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
مقتطف من تفسير القطعة الثامنة والعشرون من باب الحماسة - أ. أيوب الجهني 💡

🎧للاستماع لتفسير القطعة ٢٨ :
بودكاست
يوتيوب
Forwarded from أيوب الجهني (أيوب الجهني)
#نفثة

يا ليلةً تَمخَّضَتْ عن صُبحِ
وجمرةً تلهَّبَتْ عن لَفْحِ
هل ليلةٌ كأختِها في النُّجْحِ؟
أَضْحي بخيرِ ما يكون أَضْحي
إنا ظِماءٌ كَرَعوا في مِلْحِ
فأَوْرِدينا عَذْبَها، ونَحِّي
عن مائنا قَذَاهمُ، وأَنْحي
على الغِراب الواردين الكُلْحِ
بِمُصْلِحاتِ العُوجِ لا بالصُّلْحِ
Forwarded from منصت
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
من بلاغة الحذف
والفرق بين الحذف والتقدير

أ. أيوب الجهني


مقتطف من تفسير القطعة التاسعة والعشرون، للاستماع للتفسير:
انقر هنا

#جزالة_الحماسة
.
#نفثة

هو الجِدُّ لا ما تدّعيه المنابرُ
وذا الحقُّ لا ما زوّرتْه الدفاترُ

لقد كاد رَسْمُ العزِّ يُمْحى فجدّدتْ
معالمَهُ نيرانُكم لا المحابرُ

إذا عجَز الأقلامُ عن كفِّ باطلٍ
فما عَجَزتْ عن ردِّ ذاك البواترُ

وإن قعَدَ الأدنَوْنَ عن نصرةٍ ففي
يمينك -أَفْديها- وجنبَيكَ ناصرُ

وإنَّ امرءًا حطَّ العدوُّ ببابهِ
فلم يَرْمِهِ حتى يُغاثَ لَصاغرُ

وليسا سواءًا عند حُرٍّ: مماتُه
ذليلًا، وموتٌ مثلما انحطَّ كاسرُ

ومن رنَّقَتْ طيرُ المنيَّةِ فوقه
فدافَعها بالموت في الذُلِّ= خَاسرُ
#نفثة

حتَّامَ تَرْجِعُ قولًا لا غَناءَ بهِ!
إنَّ الغَناء بأفعال المَصاليتِ

أن يَّنطِقَ الحدُّ نُطْقًا لا يُلَعْثِمهُ
دمٌ، ولا ينحني إلا على لِيتِ

وأن يقومَ خطيبًا فوق كَفِّ فَتًى
ولا يعودَ بفعلٍ غيرِ منعوتِ

وأن يُّدافِعَ -قبلَ الثأرِ- مِيتَتَهُ
فإن يَّنَلْ ثأرَهُ نادى بها: إيتي

وأن يقولَ لنفسٍ غيرِ مُرْخَصَةٍ:
تِيهي عليهم، وإن لَّا تُكْرَمي مُوتي

فِعْلَ الأُلَى حين ضلَّ الموتُ ساحتَهم
ساروا إلى الموت فجرًا سَيْرَ خِرِّيتِ

حتى تَدَلَّوا وعينُ الشمسِ مُغْمَضَةٌ
على جيادِ سليمان العفاريتِ

فانقضَّ كلُّ جَسُورٍ ثائرٍ حَنِقٍ
كأنه كوكبٌ في إثْرِ عِفْريتِ

فانفضَّ جَمْعُ بغايا الأرضٍ منتثرًا
يَخوضُ في مثلِ أَدْنانِ الحوانيتِ

لم يَشْرَبِ الموتَ صِرْفًا لا مِزاجَ لهُ
بل ذاقَ ما لمْ يُجِدْهُ أيُّ حانوتِ

مَن اغتدَوا بِكُئوسِ الخمرِ قد بُهِتوا
مِن أَكْؤُسِ الموتِ راحوا كالمَباهيتِ

لمَّا اسْتَتَبَّ لهم قَرْعُ الكُئوسِ أتى
مَن اسْتَتَبَّ له قَرْعُ الطواغيتِ

مَن لا يرى في سواد الحِبْرِ زخرفةً
بل في احْمِرارِ المواضي كاليواقيتِ

ومَن إذا خاضَ لُجَّ القولِ زِعْنِفَةٌ
نظرتَ منه إلى سِيمَاءِ سِكِّيتِ

حتى إذا عَضَّلَتْ بالناس مُعْضِلَةٌ
فليس حينئذٍ عنها بِصِمِّيتِ

يُمضي الحياةَ بِصَمْتِ الغائبين، وما
يغادرُ العيشَ إلا ذائعَ الصِّيتِ
لا أعجب من شيء عجَبي من طالب علمٍ يجعل هذه المواقع محلًّا لدقيق المسائل التي تجلُّ عنها فهوم عامَّة الناس، مما لم يكن أهل العلم يُديرونه إلا بينهم في مجالسهم وكتبهم، فصرت ترى الهرج والمرج والتجرُّؤ والتقحُّم، وصاحبنا يرى أنَّه في علم وإفادة!

بل كان من العلماء من لا يُبدي أشياء لطلبة العلم أنفسِهم، إذا رأى أنَّ فيهم نُبُوًّا عن فهمها أو إدراك حقائقها. فكيف بمن يمشي بها بين الجاهل والغبي ورقيق الدين والمستهتر!

ولابن جني كتاب (المحتسب) في تبيين وجوه القراءات الشاذَّة، وأراد أن يكون في جملته لأهل القراءات الذين لا تنفُذ أنظارهم في دقيق مسائل العربية نُفوذَ أنظار النحويين والصرفيين، فربَّما سالت به شِعاب القول فأبعد النظر وأَغْمض ثم يتنبَّه فيرجع. وقال في موضع من مواضع استرساله وهو يذكر توجيه قراءةٍ:
"وفيه أكثر من هذا، إلا أنَّا نكره ونتحامى الإطالة، لا سيَّما في الدقيق، لأنه مما يجفو على أهل القرآن. وقد كان شيخنا أبو علي عمل كتابه (الحُجَّة) وظاهرُ أمره أنه لأصحاب القراءة، وفيه أشياء كثيرة قلَّما ينتصف فيها كثير ممن يدَّعي هذا العلم، حتى إنه مجفوٌّ عند القُرَّاء لما ذكرناه".
إني -لعمرك- ما أعيا بقافية
لكنني اليوم في عِيٍّ بلا سببِ

وجدتُني لا يجيب القولُ داعيتي
مذ صاحَ داعيةُ الأحرار في حلب

شدوا عصائب للحمراء منسِبُها
وما يزال كتابي أبيض النسبِ

حتى طويت كتابي ثم قلت له:
السيف أصدق إنباءًا من الكتبِ
Forwarded from قنيص النصوص
قدم عهد العرب والعربية.




| مقدمة ترجمة سليمان البستاني للإلياذة
أيوب الجهني
قدم عهد العرب والعربية. | مقدمة ترجمة سليمان البستاني للإلياذة
هذا كلام صحيح، حقيق بالإذاعة.
فإن الناس حين رأوا أن أقدم ما بلغنا عن العرب في شعرهم ونثرهم وأخبارهم كلها لا يجاوز ٣٥٠ سنة قبل الإسلام= ظنوا أن هذا هو زمان ميلاد العرب جملةً وأوان ظهورهم، وأن العرب قبل ذلك لم يكونوا شيئا مذكورا.
وهذا لا يكون البتة، بل إن شواهد لغتهم نفسها، وشواهد التاريخ والآثار ناطقة بقدمهم المعرق، بل ثَمّ من قال بأنهم أقدم خليقة، وما ذاك ببعيد.
ولا يلزم من ذلك أن لغتهم في ذلك الزمان السحيق كلغتهم حين نزل القرآن، بل لا بد أن يكون بينهما من التفاوت كما بين الزمانين من بَون، إلا أنها متصلة بحبل متين غير منقطع.

ومن جعل هذا الأمر على ذُكْر منه في أية شعاب العربية سلك، انفتحت له أبواب من العلم والفهم لن تفتح له بغير هذا المفتاح.


وهذه قضية لا تفي بها المجلدات، لكن أذكر ذلك مَنْبَهَةً وتذكرة.
Forwarded from أيوب الجهني (أيوب الجهني)
ما استكثر أحد من الدنيا وأدام الركون إليها وجعلها همَّه وسدَمَه إلا أفسدت عليه روحه وعفّنتها وألصقَتها بتراب الدَّعَة ومرَّغَتْها بالخَوَر، فصار إذا هبت ريح أخروية اختنق بها، وإذا شمّ نفحات عُلْوية ضاق بها، وينظر إلى كل نازلة بعين الصيرفي، ويسمع بأذن التاجر، وينافح بلسان إبليس، ويجادل في معاني الربح والخسارة مجادلة البقّال في دكّانه.
اللهم والِ بين أفراح المسلمين، ما ينقضي نصر إلا أعقبه ظفر، يصبحون على نعمة، ويمسون على تمامها.
#نفثة

إذا أنت لم تلفحْكَ مِن بارح الجوى
سَمومٌ فدعْ عنك اجترارَ المَلاومِ

يُغنّي بحسْنِ الصبر مَن باتَ خاليًا
ويحسب أنَّ الهمَّ أحلامُ نائمِ

ومَن يعتصمْ مِن لُجَّةِ الماء لا يَدَعْ
مَلامًا لِمَن في لُجِّهِ المتلاطمِ
#نفثة

خيرُ ما استأنستْ به النفْسُ كُتْبٌ
في مكانٍ مِن الشواغل خالِ

لا تُبالي، أَرَاوَحَتْ في جديدٍ
أم قديمٍ من الملذَّات بالِ

قد تعنَّى في عيشه مَن تمنَّى
وتغنَّى القنوعُ بالإقلالِ
ما أجلَّها نعمةً حين يكسو اللهُ عبده المبتلى رداءًا من نور، يستُرُ به انكسارَ قلبهِ عن أعينِ العباد، فلا يشهد الناسُ منه إلا وجهًا ناضرًا، ونفسًا رضيَّة، وقلبًا مطمئنًا.

وما أعجبها من ساعة حين يخلو فيها بنفسهِ! هنالك تنهمرُ دموعُ القلبِ المكلومِ كأنها قطراتُ الندى على وردةٍ ذابلة، وتتصاعدُ آهاتُ الروحِ المتعَبةِ كأنها نسماتُ الفجرِ تحملُ أنينَ الوجود. ولكنَّ اللهَ -جلَّ في عُلاه- يحفظُ على عبدهِ كرامتَه أمامَ خلقهِ، فلا يرى الناسُ إلا ظاهرًا جميلاً يُخفي وراءه ليلًا من البؤس.

وإني لأعجبُ من أولئك الذين يظنونَ سكونَ المبتلى من راحةِ باله! كلا والله! إنما هو سرٌّ من أسرارِ الله في خلقه، ونعمةٌ من نِعَمِهِ على عباده، أن يسترَ انكسارَهم بستارٍ من نورٍ وجمال، فلا يفتضحُ المكروبُ أمامَ الناس، ولا تنكشفُ جراحاتُ قلبهِ للعيون.

وما أجمل أن يكونَ العبدُ على هذه الحال! صابراً أمامَ الخلق، منكسرًا أمامَ الخالق، يحملُ همَّهُ بين جنَباتِ قلبهِ كما تحملُ الصدفةُ لؤلؤتَها، لا يراها إلا من خلقها وصاغها.

وإني لأراها نعمةً فوق نِعَم الدنيا مجتمعة، أن يكونَ للعبدِ سِرٌّ مع ربِّه لا يعلمُه أحدٌ من خلقه. فكائنْ من قلبٍ مثخنٍ بالجراح، يمشي صاحبُه بين الناسِ مرفوعَ الرأس، كأنه نجمٌ في السماءِ يُضيءُ لمن حوله، وما دَرَوا أنَّ هذا النورَ إنما هو انعكاسٌ لدموعٍ حُبِسَت في القلب!

أيُّها المبتلى! إنَّ في سترِ انكسارِك تجليًّا من تجليَّاتِ الرحمة الإلهية. فكأنَّ اللهَ - سبحانه - قد كساك من نورِ رحمتِه حجابًا رقيقًا يحجبُ ما في قلبِك عن الأعين، حتى إذا خلوتَ بربِّك تهاوى هذا الحجابُ كما يتهاوى الليلُ أمامَ نور الفجر.

وما أعجبَ حالَ هذا المستورِ بسترِ الله! تراهُ في المجالسِ باسمَ الثغر، مشرقَ الوجه، بهيَّ الطلعة، حتى لَيظنُّ الناسُ أنَّه ما ذاق بؤسًا قطُّ، ولو علموا أنَّ ذلك إنما هو قنديلٌ أضاءَه اللهُ في ظلماتِ حزنِه، وأنَّ ذلك الإشراقَ ما هو إلا فيضٌ من أنوارِ الصبرِ الجميل!

إنَّ المصائبَ -يا صاحبي- كالرياحِ العاتية، تَقصِفُ ضعيف الشجر وتُعرِّيه من ورقه للناظرين، وما تأثَّل من الشجر وصلُب ما تنال منه الرياح إلا أن ينحني انحناء الراكع في كبريائه، ثم ترجع منتصبةً شامخة انتصاب القائم من ركوعه.
وهكذا المؤمنُ حين يبتليهِ الله، يَنكسرُ في خلوتِه، ويتجلَّدُ في علَنِه، فلا تراهُ العيونُ إلا وقورًا صابرًا، كأنَّما كُسِيَ من الوقارِ حُلَّةً، ومن الصبرِ تاجًا.
#نفثة

لا تعجبي من وحشتي وتفرُّدي
فالحرُّ في زمن اللئام مُدَفَّعُ

أنَّى يكون الصدقُ فيهم غايةً
واللؤمُ أجدى والخيانةُ أَنفعُ؟

هيهات يُكسى الحرُّ في زمنٍ به
ثوبُ المروءة والحياء مُرقَّعُ

إني تركتُ لهم ثيابَ مَذَمَّةٍ
ولبستُ ثوبَ مَحامدٍ لا يُنزَع

أَدري ولا أُبْدي إذا ما خادعوا
إنَ الكريمَ -إذا يشاءُ- مُخَدَّعُ
2025/02/05 00:52:52
Back to Top
HTML Embed Code: