قال الشافعي رحمه الله: أشد الأعمال ثلاثة: الجود من قلة، والورع في خلوة، وكلمة الحق عند من يرجى ويخاف.

شعور المرء بالوَحدة رغم كثرة الأصدقاء والعائلة والمعارف حوله شعور ليس جيدا على الإطلاق! لكنه يدعو الإنسان لينظر ويتأمل فيعرف أنه أتى إليها وحيدا وسيحيا فيها وحيدا وسيخرج منها وحيدا، ويدعوه أيضا إلى ادراك أن الله وحده القادر على ملأ قلبه بالسعة والانشراح والانبساط حتى وإن كان فردا ليس حوله احد، وهو القادر أيضا على ملأ قلبه بالتعاسة والوحدة وإن كان الكون كله بيده!

علاقة الإنسان المحب بمحبوبه إن لم يملأها الشغف والود والتواصل والاطمئنان باتت باردة تنحدر إلى هوية البُعد شيئا فشيئاً!
والمحب الصادق لا يزيده كثرة التودد إلا لهفة واشتياقا لمحبوبه!
ولا يزيده كثرة التواصل والقرب إلا إعظاما للمحبة الوثيقة بينه وبين محبوبه!
ولا يتأتى له ذلك الا بحب المحبوب على ما هو عليه نقص! فيحب نقصه ويراه جميلا! خلافا للآخرين من الناس! فيتأمل ويتفكّر في نعوت محبوبه فيحبها كما هي إذ هي تنسب للمحبوب!
هكذا يكون المحب والمحبة الصادقة.

مما يجب الانتباه إليه في معاملة النساء بشكل عام؛ ان معاملة اللين الدائمة معهن بدون أي اظهار غضب حين يحدث شيئا مشين تجرأهن على متابعة اهوائهن! و جنس النساء خاصة فيه من الضعف أمام الاهواء ما يعلمهن هن من أنفسهن! فلذلك كان رأس الحكمة وعين الهدى اتباع افعال النبي -صلى الله عليه وسلّم- في معاملة النساء عامة والنظر والتأمل الشديد في معاملة النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- في المواقف والسير على أثره الشريف!

اعتناء المرء بفؤاده جيدا والمحافظة عليه من التلوث من المواقف والكلمات والدنيا والهوى امر مرهق يحتاج امرء لبيب متيقظ وليس كل الناس كذلك!
فهذا مما يحث المرء على الاستعانة بالله، فيسهل عليه ما عسُر، ويرى لطف الله كرمه ومنته عليه، فيتعبد لله بلون آخر له مذاق آخر وهو الاستعانة بالله ومشاهدة الله والشعور بوجود الله معه يسمعه ويرعاه ويلبيه!
فليس على المرء سوء تحريك الخاطر بالارادة لنظافة القلب وتهذيبه ويلجأ إلى مولاه! ويترك الباقي لله!

حين تجيش المشاعر بداخلك وتصول وتجول ولا تستطيع اخراجها والإبانة عنها أمر شاق على النفس جداً!
يجعلك في خمول وفقد شغف غريب، يقف المرء معه طويلا! تُرى كيف يكون الإنسان هكذا!! وهو الذي يطلق لسانه فلا يكاد يوقفه غير الشديد القوي لقوة إفصاحه عمّا بداخله! وشدة جلده في الحديث والحوار!

تُستمد القوة من عز الضعف!

‏وأيُّ كريمٍ لم تُصِبهُ القَوَارِعُ !

لبيد بن ربيعة!

وَلَو قَدَرتُ عَلى الإِتيانِ جِئتُكُم
سَعيًا عَلى الوَجهِ أَو مَشيًا عَلى الرَأسِ

المؤمنون هينون لينون.

حديث شريف.

الايناس بالله في كل صباح بترداد الاذكار الصباحية شيء في غاية الامتاع واللذة، ومعْ مرور الوقت يجد المرء حزنا شديدا إذا طرء طارئ فمنعه هذا الايناس والاستئناس، وعلى قدر المحبة بين العبد وخالقه يكون الجزع من فوت وقته الذي يأنس به بخالقه!
أدام الله علينا وعليكم جميعا نعمة الايناس بالله وكلامه وكلام انبياءه وأولياءه! آمين.