أُحبّ الشَّمال، إذا أقبلتْ
لأن قيل مرّتْ بدار الحبيبِ
و لا شكَّ أنّ كذا فعلهُ
إذا ما تَلَقّتْهُ ريحُ الجنُوبِ
غناءٌ قليلٌ، وحزنٌ طويلٌ
تلقّي الريّاحِ لما في القلوبِ !
أبو نوّاس!
لأن قيل مرّتْ بدار الحبيبِ
و لا شكَّ أنّ كذا فعلهُ
إذا ما تَلَقّتْهُ ريحُ الجنُوبِ
غناءٌ قليلٌ، وحزنٌ طويلٌ
تلقّي الريّاحِ لما في القلوبِ !
أبو نوّاس!
فَوَا عَقْلاهُ قد ذَهَبا،
وَوَاجِسْماهُ قد عُطِبا
أحَقُّ الصّارخينَ أنا
بواحَرَبَا وواسَلَبَا
أميرٌ لي؛ رأيتُ لَهُ
بفيهِ حلاوة ً عَجَبا
كأنّ عدوَّهُ: نَعَم،
فإنْ هو قالها قَطَبَا
وليْسَ بمانِعِي هذا
كَ من إدمانيَ الطّلَبَا
إذا ما مَرّ مُلْتَفِتاً
رآني خلفه ذَنَبا
بجسْمي سوفَ أتْبَعُهُ،
و قلبي حيثما ذهبَ
أبو نوّاس!
وَوَاجِسْماهُ قد عُطِبا
أحَقُّ الصّارخينَ أنا
بواحَرَبَا وواسَلَبَا
أميرٌ لي؛ رأيتُ لَهُ
بفيهِ حلاوة ً عَجَبا
كأنّ عدوَّهُ: نَعَم،
فإنْ هو قالها قَطَبَا
وليْسَ بمانِعِي هذا
كَ من إدمانيَ الطّلَبَا
إذا ما مَرّ مُلْتَفِتاً
رآني خلفه ذَنَبا
بجسْمي سوفَ أتْبَعُهُ،
و قلبي حيثما ذهبَ
أبو نوّاس!
وتقول طَوْراً: ذا فتىً غَزِلٌ
مَنْ غائبٌ في الحبّ لم يَؤبِ
لا شيءَ يرقبُهُ سوى العطبِ
من حبّ شاطرة ٍ رمَتْ غَرَضاً
قلبي ، فمن ذا قالَ لم تصبِ ؟!
البدْرُ أشْبَهُ ما رأيتُ بها
حين استوى ، وبدا من الحجُبِ
وابْنُ الرّشا لم يُخْطِها شَبَهاً
بالجِيد والعيْنينِ واللَّبَبِ
و إذا تسربلَ غيرَها ، اشتملتْ
ورْدُ الحواشي، مُسبَلَ الذنبِ
أبو نوّاس!
مَنْ غائبٌ في الحبّ لم يَؤبِ
لا شيءَ يرقبُهُ سوى العطبِ
من حبّ شاطرة ٍ رمَتْ غَرَضاً
قلبي ، فمن ذا قالَ لم تصبِ ؟!
البدْرُ أشْبَهُ ما رأيتُ بها
حين استوى ، وبدا من الحجُبِ
وابْنُ الرّشا لم يُخْطِها شَبَهاً
بالجِيد والعيْنينِ واللَّبَبِ
و إذا تسربلَ غيرَها ، اشتملتْ
ورْدُ الحواشي، مُسبَلَ الذنبِ
أبو نوّاس!
ولقد أُزيحُ الهَمَّ حينَ ينوبُني،
والشّوْقُ يقْدَحُ في الْحَشا بزِنادِ
بمُدامةٍ ورثَ الزّمانُ لُبابَها،
عنْ ذي الأوائلِ من أكابر عادِ
زادتْ على طولِ التقادُمِ عِـزّةً
ودعتْ لآخرِ عهْدِها بنَفَادِ
حتى تَطَّلّعَها الزّمانُ وقد فَرَتْ
حُجُبَ الدّنانِ بناضرٍ حــدّادِ
فكأنّما صَبَغَ التقادُمُ ثوْبَها،
والكأسُ في عرْسِ الْمُدام، بجادِ
تسْعَى إليّ بكأسِها كرْخيّةً
يختصّها نَدْمــانُهــا بــوَدادِ
ناطَتْ بعاتِقِها الوِشاحَ؛ كما ترى
بطَلاً يُحاوِلُ نجدةً بنِجادِ
فَرَأتْ عقودُ الرّاحِ دُرَّ وشاحِها،
فحكيْنَهُنَّ، وهُنّ غيرُ جَمــادِ
فتلألأ النّورَانِ نورٌ ساطِعٌ،
ومنظّمٌ أرِجٌ على الأجْيادِ
و مُرِنّةٍ جمعتْ إلى نُدَمــائِها
بِدَعَ السّرُورِ يقُدْنَ كلّ مقــادِ
لمّا تَغَنَّتْ ، والسّرورُ يحثّهـا:
رَحَلَ الخليطُ جِمالَهمْ بسوادِ
أبو نوّاس!
والشّوْقُ يقْدَحُ في الْحَشا بزِنادِ
بمُدامةٍ ورثَ الزّمانُ لُبابَها،
عنْ ذي الأوائلِ من أكابر عادِ
زادتْ على طولِ التقادُمِ عِـزّةً
ودعتْ لآخرِ عهْدِها بنَفَادِ
حتى تَطَّلّعَها الزّمانُ وقد فَرَتْ
حُجُبَ الدّنانِ بناضرٍ حــدّادِ
فكأنّما صَبَغَ التقادُمُ ثوْبَها،
والكأسُ في عرْسِ الْمُدام، بجادِ
تسْعَى إليّ بكأسِها كرْخيّةً
يختصّها نَدْمــانُهــا بــوَدادِ
ناطَتْ بعاتِقِها الوِشاحَ؛ كما ترى
بطَلاً يُحاوِلُ نجدةً بنِجادِ
فَرَأتْ عقودُ الرّاحِ دُرَّ وشاحِها،
فحكيْنَهُنَّ، وهُنّ غيرُ جَمــادِ
فتلألأ النّورَانِ نورٌ ساطِعٌ،
ومنظّمٌ أرِجٌ على الأجْيادِ
و مُرِنّةٍ جمعتْ إلى نُدَمــائِها
بِدَعَ السّرُورِ يقُدْنَ كلّ مقــادِ
لمّا تَغَنَّتْ ، والسّرورُ يحثّهـا:
رَحَلَ الخليطُ جِمالَهمْ بسوادِ
أبو نوّاس!
لأعْذلَنّ فؤادي أبْلَغَ العذلِ
حتى أنَهْنِهَهُ عن مثلي ذا العملِ
منّانيَ الصبْرَ، لا يـألو، ليوقعَني،
حتى إذا صارَ بي في مَقطعِ السُّبلِ
أبَى الوَفَاءَ بما مَنّى، وأسلَمَني
لكُلّ مُعجِلَةٍ عن مَوْقِتِ الأجَلِ
أفٍّ وأفٍّ لقلْبي؛ ما اسْتجَبتُ لهُ
قلبًا لقد كانَ منّي غيرَ ذي أمَلِ
أبو نوّاس!
حتى أنَهْنِهَهُ عن مثلي ذا العملِ
منّانيَ الصبْرَ، لا يـألو، ليوقعَني،
حتى إذا صارَ بي في مَقطعِ السُّبلِ
أبَى الوَفَاءَ بما مَنّى، وأسلَمَني
لكُلّ مُعجِلَةٍ عن مَوْقِتِ الأجَلِ
أفٍّ وأفٍّ لقلْبي؛ ما اسْتجَبتُ لهُ
قلبًا لقد كانَ منّي غيرَ ذي أمَلِ
أبو نوّاس!
لا تهجرَنّ الحبيبَ إنْ هجَرَ،
ولا تُعاقِبْهُ بالذي فَعَلا
إذا بَلَوْناهُ في الوِصالِ، فما
أحسنَ إلاّ المطـاَلَ والعلـلا
أبو نوّاس!
ولا تُعاقِبْهُ بالذي فَعَلا
إذا بَلَوْناهُ في الوِصالِ، فما
أحسنَ إلاّ المطـاَلَ والعلـلا
أبو نوّاس!
قريبُ الدار، مطلبُه بعيدُ،
يَرى نظري، فيعلمُ ما أريدُ
أقولُ له وقد أخْلَتْـهُ عَينٌ
من الرّقباءِ ناظرُها حديدُ:
اتَمْنعُ ريقَكَ المعسولَ عنّي
و أنتَ على الجدارِ به تَجُودُ ؟!
فرَنّقَ مُغْضَباً لحظاتِ عيْنٍ
عليه بـغير قَوّادٍ تقود
وكادَ يقولُ شيئاً، غيرَ أني
سَبَقْتُ إلى اليمين بلا أعودُ!
فقالَ: لو اقتصرتَ عليه جُدْنا
ولكنْ قد علمْنَا ما تريدِ!
أبو نوّاس!
يَرى نظري، فيعلمُ ما أريدُ
أقولُ له وقد أخْلَتْـهُ عَينٌ
من الرّقباءِ ناظرُها حديدُ:
اتَمْنعُ ريقَكَ المعسولَ عنّي
و أنتَ على الجدارِ به تَجُودُ ؟!
فرَنّقَ مُغْضَباً لحظاتِ عيْنٍ
عليه بـغير قَوّادٍ تقود
وكادَ يقولُ شيئاً، غيرَ أني
سَبَقْتُ إلى اليمين بلا أعودُ!
فقالَ: لو اقتصرتَ عليه جُدْنا
ولكنْ قد علمْنَا ما تريدِ!
أبو نوّاس!
قالَت وقَد فَتَكت فينا لواحِظُها
كم ذا أَما لِقَتيلِ الحُبِّ مِن قودِ
وأَمطرت لُؤلُؤًا من نَرجِسٍ وسَقت
وردًا وعَضَّت عَلى العُنَّاب بالبَرَدِ
إنسيَّةٌ لَو رَأَتها الشَّمسُ ما طَلَعَت
من بَعدِ رُؤيَتِها يومًا على أَحدِ
كأنَّما بَينَ غابات الجُفُونِ لَها
أُسدُ الحِمامِ مُقيماتٍ على الرَّصَدِ
الوأواء الدمشقي!
كم ذا أَما لِقَتيلِ الحُبِّ مِن قودِ
وأَمطرت لُؤلُؤًا من نَرجِسٍ وسَقت
وردًا وعَضَّت عَلى العُنَّاب بالبَرَدِ
إنسيَّةٌ لَو رَأَتها الشَّمسُ ما طَلَعَت
من بَعدِ رُؤيَتِها يومًا على أَحدِ
كأنَّما بَينَ غابات الجُفُونِ لَها
أُسدُ الحِمامِ مُقيماتٍ على الرَّصَدِ
الوأواء الدمشقي!
طـولُ اشتياقي وضيقُ مُصْطبَـري
يُـقـلّبــانِ الفُـؤادَ بـالْـفِـكَـــرِ
فـالحبّ ضَيْفٌ علَيَّ مُعتكِـفٌ
و القلبُ من مِحْنَةٍ على خطرِ
يَبتَعِـثُ الشّـوْقَ مـنْ مكامِنِهِ
وجْهٌ زهَا حسْنُـهُ على القَمَرِ
أبو نوّاس!
يُـقـلّبــانِ الفُـؤادَ بـالْـفِـكَـــرِ
فـالحبّ ضَيْفٌ علَيَّ مُعتكِـفٌ
و القلبُ من مِحْنَةٍ على خطرِ
يَبتَعِـثُ الشّـوْقَ مـنْ مكامِنِهِ
وجْهٌ زهَا حسْنُـهُ على القَمَرِ
أبو نوّاس!